المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنتاج أضخم فيلم في التاريخ عن الحج بـ 5 لغات انتاج كندي واخراج امريكي



yasmeen
12-20-2007, 07:14 AM
الوطن السعودية

جدة : محمود تراوري

وسط تكتم شديد يواصل أكثر من ثمانين شخصا من مختلف الجنسيات تابعين لشركة كندية إنتاج فيلم تسجيلي ضخم عن الحج يحمل عنوان "أطول رحلة في التاريخ"، وجندت الشركة لهذا العمل فريقا كبيرا من المصورين والفنيين المحترفين من المسلمين، حتى يتسنى لهم التنقل في المشاعر المقدسة تحت إدارة المخرج الأمريكي الذي أعد له مكتب خاص خارج المشاعر المقدسة يتحكم من خلاله في إدارة التصوير إلكترونيا.

وبينما امتنعت الشركة عن الإفصاح عن ميزانية العمل، أو الكشف عن أي معلومات عن الفيلم الذي يعد الأضخم في تاريخ الحج حتى الآن، علمت "الوطن" من مصادر مقربة أن الفيلم ستتم ترجمته إلى أكثر من خمس لغات، ويستخدم في إنتاجه (نظام إيماكس) الذي يتيح فرصة العرض عبر أكبر شاشة في العالم، ولا تتوفر هذه الشاشات إلا بشكل محدود لا يتجاوز عدده المئتي شاشة، أغلبها في أوروبا واليابان وأمريكا، ولا يوجد منها عربيا إلا في دبي والقاهرة بحسب المصادر.

وكان أول فيلم ناطق عن الحج صورته السينما المصرية، في الثلاثينيات الميلادية من القرن الماضي، وحمل (أفيش) الفيلم الذي تم تصوير مشاهده سرا، صورتي الملك عبد العزيز والملك فاروق، إضافة إلى صورتين لجبل الرحمة في عرفات وفرقة موسيقى الجيش المصرية، وبدت كأنها تتقدم المحمل المصري، كما حمل الأفيش عبارة (السيدة نور صادق وهبي تقدم الحج إلى مكة المكرمة، الشريط الناطق الأول الفريد في العالم الذي أخذت مناظره خفية وتم إخراجه وإعداده في أكثر من عشر سنوات، والغرض من إذاعته الدعاية للدين الإسلامي الحنيف والحث على أداء فريضة الحج).

وفي الوقت الذي يذكر فيه تاريخ السينما العربية أن المطرب محمد فوزي قدم أول أغنية عن الحج في السينما المصرية في فيلم "حب وجنون"، التي تقول كلماتها "ياللي زرت البيت.. ومن زمزم اتوضيت.. وعلى النبي صليت" عام 1948 م، ظل الحج مادة خاما كموضوع للسينما حتى الآن، فالسينما العربية لم تقترب منه كثيرا إلا على الهامش وفي تيمات وقوالب نمطية أشهرها حدوثة لقب (الحاج) في الدراما المصرية، غير أن السينمائي محمد بازيد لا ينسى المحاولة التي يصفها بالجيدة، والتي كان بطلها المخرج المغربي إسماعيل فروخي الذي قدم عام 2004 فيلم (الرحلة الكبرى)، والتي تحكي قصة مهاجر مغربي يقيم في فرنسا، ويقرر السفر إلى مكة، مفضلا الذهاب بسيارته، مما يستدعي مروره بعدة دول في أوروبا والشرق الأوسط حتى يصل مكة، ويظهر مشهد الحج، الذي كان أضعف مشاهد الفيلم، بحسب بازيد، الذي أرجع في حديثه لـ "الوطن" الضعف إلى تصوير المشهد من خلال بلاتوه وديكور، وليس في مشاهد الحج الحقيقية، حيث لم يتمكن المخرج من التصوير داخل الحج.
في حين ذكرت المخرجة الأمريكية المسلمة أنيسة المهدي لوسائل الإعلام أنها صورت فيلمها الروائي (الحج في مكة) في مناطق الحج، متتبعة من خلال ستين دقيقة عادات وتقاليد المسلمين في أداء فريضة الحج عبر المراحل الزمنية منذ سيدنا إبراهيم عليه السلام، هادفة إلى تغيير الصورة الذهنية السيئة عن الإسلام في أمريكا على وجه الخصوص والعالم الغربي بشكل عام، حيث يعتقد الكثير من الغربيين أن الإسلام دين عنف، ويعادي مبادئ الإنسانية، ويرددون أنه ليس له علاقة بالأديان السماوية الأخرى، والفيلم الذي أنتجته عام 2006 قناة ناشيونال جينوجرا فيك يبرز أهم القيم التي يعلي الإسلام من شأنها مثل العدل والرحمة والمساواة وغيرها من القيم الحميدة.

وبغض النظر عن مدى مصداقية ما قالته أنيسة، وهي تتحدث إثر عرض فيلمها بحضورها في القاهرة الصيف الماضي، ذاكرة أن فيلمها أسهم في تغيير كبير في النظرة للإسلام والمسلمين من قبل الأمريكيين، بل إن عشرات الأمريكيين اعتنقوا الإسلام بعد عرض الفيلم في بعض الكنائس المسيحية الشهيرة وبعض المعابد اليهودية، يبقى الحج مناسبة تمثل إغراء وتحديا سينمائيا كبيرا وفقا لرؤية بازيد الذي يوضح متابعا "يفترض أن نسهل مشاريع أي عمل فني يسعى لاستثمار الحج فنيا، فليس جديدا إن قلت بأن الصورة أضحت اليوم من أقوى وسائل التأثير، والحج يمكن أن يكون مادة لكل أنواع السينما من تسجيلية وروائية ووثائقية، وأعتقد أن الحج فرصة متاحة أمام عدد من المشتغلين في السينما السعودية الناشئة، فقط ربما ينقصهم الدعم والتفاعل مع أحلامهم وفتح الطرقات أمامها.