المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رساله قائد الثوره الاسلاميه ايه الله خامنئي الي حجاج بيت الله الحرام



علي علي
12-19-2007, 02:35 PM
ان الحج هو اعاده قراء‌ه هذه الدروس العظيمه و تعلمها. ان البراء‌ه من المشركين و من الاصنام و صناعها، تشكل الروح المسيطر علي حج المومنين.


وجه قائد الثوره الاسلاميه ايه الله سيد علي خامنئي اليوم الثلاثاء رساله الي حجاج بيت الله الحرام فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاه و السلام علي سيدنا محمد المصطفي و علي آله الاطيبين و صحبه المنتجبين
السلام علي حجاج بيت الله، ضيوف بيت الحبيب، والملبين لدعوته.. و تحيات عطره الي القلوب الطريه النضره بذكر الله المفتوحه ابوابها علي فيضه العميم و رحمته السابغه.

فخلال هذه الايام و الليالي و الساعات الاكسيريه، مااكثر اولئك الذين قدروا الموقف حق تقديره فسلموا انفسهم الي اجواء الانجذاب الروحي، لينوروا صحائف قلوبهم و ارواحهم بالانابه و التوبه و يزيلوا صدا الذنوب و الشرك من وجودهم بالغوص في امواج الرحمه الالهيه التي ماانفكت تتواصل في هذا الوادي‌المقدس . فسلام الله علي هذه القلوب النبيهه و اصحابها الاطياب.


يجدر بجميع الاخوه و الاخوات ان يفكروا في مثل هذا المكسب، و ان يغتنموا هذه الفرصه الثمينه فلا يسمحوا لعلائق الحياه الماديه التي تشكل همنا المستمر ان تشغل و تلهي القلوب، و ان يطيروا بقلوبهم المتشوقه في فضاء التوحيد والقيم الروحيه الاصيله، مستعينين بذكر الله و بالانابه و التضرع اليه، و بالعزيمه الراسخه علي الصدق و الاستقامه في العمل و التفكير، ليتزودوا بذلك، من اجل الصمود والمثابره في سبيل الله و الصراط المستقيم.


هنا مثابه التوحيد الحقيقي الخالص. هذا هو المكان الذي جاء فيه ابراهيم الخليل عليه السلام بفلذه كبده الي المذبح، كي يسجل لجميع الموحدين علي مر تاريخ العالم رمزا للتوحيد، يتمثل في الغلبه علي النفس و التسليم التام لامر الله. و هنا المكان الذي رفع فيه سيدنا محمد المصطفي صلي الله عليه وآله رايه التوحيد امام المستكبرين و اصحاب المال و السلطه من اهل زمانه و اعتبر البراء‌ه من الطاغوت بجانب الايمان بالله شرطا للنجاه و الفلاح : فمن يكفر بالطاغوت و يومن بالله فقد استمسك بالعروه الوثقي...


ان الحج هو اعاده قراء‌ه هذه الدروس العظيمه و تعلمها. ان البراء‌ه من المشركين و من الاصنام و صناعها، تشكل الروح المسيطر علي حج المومنين.


ان الحج بكل مواقفه و مواقعه، يجسد حقيقه الخضوع لله و العمل في سبيله، و البراء‌ه من الشيطان و رميه و رفضه و التصدي له. كما ان الحج بكل تفاصيله، يشكل رمز الوحده و التلاحم بين اهل القبله، و انتفاء فوارقهم الطبيعيه و الاعتباريه، و تبلور وحدتهم الحقيقيه و اخوتهم الايمانيه.


انها دروس ، علينا معشر المسلمين في كل ارجاء العالم ان نتعلمها و نبرمج حياتنا و مستقبلنا علي اساسها.

لقد اكد القرآن الكريم علي الوقوف بقوه و اقتدارامام الاعداء، و التعامل بالعطف والمحبه بين المومنين، و العبوديه و الخشوع امام الله، و ذلك كموشرات ثلاثه للمجتمع الاسلامي :
محمد رسول الله والذين معه اشداء علي الكفار، رحماء بينهم، تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا ... فهذه الاركان الرئيسيه الثلاثه هي من اجل بناء كيان الامه الاسلاميه المرتكز علي العز و المجد.

علي ضوء هذه الحقيقه، يمكن للمسلمين بجميع افرادهم، ان يتعرفوا جيدا علي ما يعانيه العالم الاسلامي وما يعتريه من مشاكل في الوقت الراهن.


ان عدو الامه الاسلاميه الغادر، يتمثل اليوم في الرووس المديره للمراكز الاستكباريه و القوي ذات النزعه التوسعيه و العدوانيه ، ممن يعتبرون الصحوه الاسلاميه تهديدا كبيرا لمصالحهم اللامشروعه و سيطرتهم الغاشمه علي العالم الاسلامي. انه علي جميع الشعوب المسلمه و في مقدمتهم السياسيون و علماء‌الدين و المثقفون و القاده الوطنيون في كل دوله ان يشكلوا الصف الاسلامي الموحد بالمزيد من القوه و الصلابه امام هذا العدو المعتدي. عليهم ان يجمعوا في انفسهم كل عناصر القوه وان يجعلوا الامه الاسلاميه قويه فعلا.

ان التحلي بالعلم و المعرفه ، و الحكمه و التدبير و اليقظه ، و الشعور بالمسووليه و الالتزام بها، والاتكال علي الله و الامل في الوعد الالهي، و غض الطرف عن المطالب التافهه الحقيره امام نيل رضا الله و العمل بالواجب، ... كل ذلك يعتبر العناصر الرئيسيه لقوه الامه الاسلاميه و اقتدارها، مما يحقق للامه ما تصبو اليه من عز و استقلال و تقدم في المجالين المادي و المعنوي، و يفشل العدو في محاولاته التوسعيه و تطاوله علي الدول الاسلاميه.


ان عنصرالعطف و الرافه بين المومنين، يشكل الركن الثاني و يعتبر موشرا آخر للحاله المنشوده للامه الاسلاميه. فان نشوب الفرقه و الصراع بين صفوف الامه ، يعتبر مرضا خطرا يجب العمل علي علاجه بكل ما هو متوفر من قوه.

لقد بذل اعداونا و منذ امد بعيد جهودا كبيره و حثيثه في هذا المجال.


و انهم قد زادوا من جهودهم اليوم، بعد ان اخافتهم الصحوه الاسلاميه. كل ما يقوله المشفقون هو انه يجب الا تتحول الفوارق الي تناقضات، و لا التعدديه الي صراع.


لقد سمي الشعب الايراني هذا العام عام الانسجام الاسلامي . و جاء‌ت هذه التسميه بسبب وعيه بموامرات الاعداء المتصاعده لبث الخلاف بين الاخوه و الاشقاء. هذه الموامرات باتت فاعله في كل من فلسطين و لبنان و العراق و باكستان و افغانستان حيث شهدنا ان بعض ابناء دوله مسلمه دخلوا في حرب و صراع ضد بعضهم الآخر، و يريقون دماء بعضهم . في جميع هذه الاحداث المره الماساويه، كانت علائم الموامره واضحه ، و لم تبق يد العدو خافيه من العيون الدقيقه و الابصار الحاده.

ان معني الامر القرآني المتمثل في : < رحماء بينهم > هو اجتثاث جذور هذه الصراعات. انكم في هذه الايام المباركه و خلال جميع مناسك الحج، تشاهدون المسلمين من كل مكان و من مذاهب مختلفه وهم يطوفون حول بيت واحد، و يصلون باتجاه كعبه واحده؟ و يرجمون جنبا الي جنب بعضهم رمز الشيطان الرجيم و يتصرفون بنمط واحد عند ذبح الاضاحي كرمز للتضحيه بالاماني و الاهواء النفسانيه و يبتهلون الي الله جنبا الي جنب سواء في عرفات او في المزدلفه... ان المذاهب الاسلاميه متقاربه الي بعضها بنفس الدرجه في معظم الفرائض والاحكام و العقائد الرئيسيه و اهمها. و طالما الامر كذلك، فلماذا تاتي العصبيات و الاحكام الصادره مسبقا لتوجج نارالفتنه بينهم، و تاتي ايدي العدو الآثمه لتصب الزيت علي هذه النار التي تقضي علي الاخضر و اليابس.


اليوم، هناك من يتذرع بحجج واهيه ،وبدافع من الجهل و قصر النظر، ليرمي جماعه كبيره من المسلمين بالشرك و يبيح دماء‌هم. ان هولاء يخدمون الشرك و الكفر و الاستكبار سواء اكان ذلك عن وعي او من دون وعي. فكم شهدنا الذين اعتبروا احترام روضه النبي الاعظم صلي الله عليه و آله و مشاهد الاولياء و ائمه‌الدين عليهم السلام شركا و كفرا، رغم كون ذلك تعظيما لامرالدين و التدين؟ لكنهم بدورهم انخرطوا في خدمه الكفره و الظالمين و ساعدوهم علي تحقيق اهدافهم الخبيثه.

علي العلماء الحقيقيين و المثقفين الملتزمين و القاده المخلصين ان يقوموا بمكافحه هذه الظواهر الخطره.

ان امر الوحده و التلاحم في الصف الاسلامي يشكل اليوم فريضه حتميه يمكن انتهاج الطرق العمليه الموديه اليها بفضل تعاون العقلاء و المشفقين.


ان هذين الركنين الذين تقوم العزه عليهما اي تحديد المواقع و اتخاذ الموقف القوي الحاسم امام الاستكبار من جهه، و التراحم و التقارب و التآخي بين المسلمين من جهه اخري عندما يقترنان بالركن الثالث، و هو الخشوع و التعبد امام الرب جل و علا، فعندئذ ستتقدم الامه الاسلاميه مرحله تلو الاخري في نفس الطريق التي ادت بمسلمي العهد الاسلامي الاول الي ذروه العز و العظمه، و ستتخلص الشعوب المسلمه من التخلف المزري الذي فرض عليها خلال القرون الاخيره.

لقد بدات تباشير هذه الحركه العظيمه في الظهور ، و تحركت تيارات الصحوه بشكل او بآخر في كل ارجاء العالم الاسلامي. و تحاول وسائل اعلام العدو و عملاوه الايحاء بان‌اي حركه تحرريه او مطالبه بالعداله في اي بقعه من العالم الاسلامي مرتبطه بايران او بالتشيع.


كما يحاولون ان يحملوا ايران الاسلاميه الرائده في حمل رايه الصحوه الاسلاميه بنجاح، مسووليه الضربات التي يتلقونها في الساحه السياسيه او الثقافيه من قبل غياري الاقطار الاسلاميه. انهم يوجهون تهما من قبيل الانتماء لايران او التشيع الي الملحمه البطوليه التي سطرها حزب الله بما ينقطع نظيره خلال حرب ال‪ ۳۳‬يوما و الي صمود الشعب العراقي المصحوب بالتدبير و الحكمه والذي ادي الي تشكيل مجلس وحكومه لم يكن المحتلون يريدونهمابهذه الشاكله و الي ما ابدته الحكومه الشرعيه في فلسطين و الشعب الفلسطيني المضحي من صبر و صمود يبعثان علي الاعجاب و الي كثير من الحالات التي تمثل ارهاصات تجديد حياه‌الاسلام في الدول الاسلاميه.


انهم يوجهون هذه الاتهامات لارباك العالم الاسلامي و منعه من اتخاذ موقف موازر موحد. الا ان هذا الخداع لن ينجح في مواجهه السنه الالهيه القاضيه بانتصار المجاهدين في سبيل الله و انصار دينه.


ان المستقبل للامه الاسلاميه . و ان كل واحد منا حسب مقدراته و طاقاته و مسووليته يستطيع بدوره ان يساهم في تقريب اجل هذا المستقبل.

ان مناسك الحج، بالنسبه لكم ايها الحجاج السعداء، يمثل فرصه كبيره لتستعدوا اكثر من ذي قبل لاداء هذاالدين .


آملا ان يحالفكم التوفيق الالهي و تشملكم دعوات سيدنا المهدي الموعود عجل الله له الفرج في تحقيق هذا الهدف العظيم.

والسلام عليكم و رحمه الله وبركاته
السيد علي الحسيني الخامنئي ‪ ۴‬ذي الحجه لعام ‪۱۴۲۸‬ ‪ ۲۴‬من شهر آذر ‪۱۳۸۶‬ للهجره