بركان
12-19-2007, 08:19 AM
عودة للمودة
إعداد: هدى بكر
سنناقش كل اسبوع مشكلة واقعية تتكرر بين زوجين، لكنهما لا يختارن أسهل الحلول - أبغض الحلال - بل يقرران بذل الجهد لاستعادة المودة والرحمة التي جمعتهما في البداية. كما نقدم دعوة مفتوحة لكل زوجين تواجههما مشكلة قد تعصف بحياتهما أن يتقدما معا لهذا الباب لكي يعبر كل منهما عن تلك المشكلة من وجهة نظره كي نعرضها على المختصين، ونوفر لهما الحل من دون ذكر لاسميهما او أي معلومات شخصية عنهما.
تواصلو معناوشاركونا بآرائكم واقتراحاتكم وتعليقاتكم على البريد الالكتروني
التالي: awdallmawda@hotmail.com
أو على فاكس رقم 4834599
شكوى الزوج .. اتمنى أن نسافر وحدنا
تزوجت عن حب وعشنا في سعادة حتى رزقنا بثلاثة اولاد، فبدأ انشغال زوجتي بهم يؤثر على حياتنا الزوجية، فهي تقضي خمس ليال على الاقل من ايام الاسبوع الى جوارهم في اسرتهم حتى تنتهي طقوس نومهم وتطمئن عليهم، حين نخرج معا كأسرة وننتقل من مكان الى مكان داخل السيارة، فهي دائما منشغلة بالابناء وبألعابهم وبطعامهم وعصائرهم وتستمع لحواراتهم وتقطع حوارها معي عندما يتحدث احدهم من دون ان توجههم الى ضرورة الانتظار حتى تنتهي من حديثها معي.
مع العلم اننا بعد انجاب الابناء كنا نخرج وحدنا على فترات متباعدة، بل انني لا استطيع ان اتذكر آخر مرة خرجنا فيها وحدنا، وصارت اوقات الترفيه التي نقضيها معا كزوجين اوقاتا اسرية نشاهد فيها فيلما كارتونيا مع الاطفال بدلا من ان نقضيه في سماع اغاني ام كلثوم معا بينما يشاهد الابناء فيلمهم في غرفتهم، فنحن اسرة ميسورة الحال تتوافر لدينا الخادمات واكثر من جهاز تلفزيون.
كما انها تفضل دائما اللعب بالكرة مع الاطفال في حديقة المنزل بدلا من ان تجلس الي تحادثني وتناقش معي امور حياتنا، وبعد ان تنتهي من مراعاة شؤون الابناء الدراسية وانشطتهم الترفيهية الاخرى من الذهاب الى النادي والاسواق والملاهي المختلفة، اظن انه حان دوري لنجلس معا في استرخاء نستعيد لحظات الحب الاول، فاجدها مشغولة بمشروع العلوم الواجب اعداده للطفل الكبير او في تجهيز ملابس الرياضة لآخر.
انا احب زوجتي واتمنى ان اسافر معها في رحلة شهر عسل جديدة نقضيها معا وحدنا، ولكنها لا تتصور ان تترك ابناءها وتسافر، او لعلها تخجل من ان تطلب من اخواتها او اخواتي ان يقمن على رعاية الابناء اثناء سفرنا، او لعلها تخجل من أن يعرف احد - وأولهم الابناء - اننا سنسافر للاستمتاع بعض الايام الرومانسية بعيدا عن الديار.
لكني احبها واريد ان اشعر بأنها زوجتي التي قضيت معها شهر العسل في بدايات حياتنا الزوجية وليست مجرد ام اولادي التي اراها تسعى خلفهم طوال اليوم من دون ان استطيع ان اتبادل معها همومي ومشاكلي ومن دون ان استطيع ان ابثها حبي واشواقي الى الحديث معها.
انا طبعا احب اولادي فهم قرة عيني، ولكني لا اريدهم بيني وبين زوجتي، اريدها بجواري فنرعاهم معا، لا اريد ان يقتصر دوري في حياتها على كوني ابا للأبناء، بل اريد ان استيعد مكانتي، مكانة الحبيب والزوج الذي تشتاق اليه وتنتظره من دون ان تسمح لاحد ان يقاطع حوارها معه.
اتمنى ان نضع حدودا لتدخل الاولاد وتأثيرهم على علاقتي بزوجتي فهل اطالب بالكثير؟
.. رد الزوجة .. الأبناء أكثر احتياجا لي
أحيانا اجد انه لا مفر من وضع الاطفال في مقدمة اولوياتي الزوجية، فهم الاضعف والاحوج الى الرعاية والاهتمام، وقد اتفهم حاجات زوجي ايضا واعذره فأراجع نفسي واستعد لقضاء الليلة معه. لكني حين اسمع صراخ طفلي الصغير لا استطيع الا ان اهرع اليه لتلبية احتياجاته الغذائية او حتى لمجرد الاطمئنان عليه. وحين ارى الحزن في عين طفلي الكبير بسبب اقصاء زملائه له عن فريق كرة القدم لا استطيع الا ان اظل الى جواره، فهمومه بسيطة لكنه لا يستطيع ان يفهمها او يحتملها بعكس هموم زوجي في العمل التي قد تكون كبيرة ولكنه كبير ايضا يستطيع التعامل معها بمفرده.
اتضايق جدا حين اشعر ان زوجي لا يريد ان يتخطى مرحلة المعرس كي يعيش دور الابوة ومسؤولية انجاب الاطفال، وان هذه المسؤولية تتطلب احيانا التضحية ببعض رغباتنا وراحتنا التي اعتدنا عليها قبل ان يظهر الابناء في حياتنا، مع الاخذ في الاعتبار ان انجابهم كان ولا يزال هدفا رئيسيا لحياتنا الزوجية معا.
استطيع ان اتفهم شكوى زوجي لو كانت رغبته تنصب على الاقتصاد فيما نمنحه للاطفال من بضائع مادية - كالالعاب والنزهات وما الى ذلك - ولكن فيما يتعلق بوضع حدود على قدر الوقت الذي امنحه لهم او الاهتمام بهم، فلن اتمكن من تحقيق ذلك، فالاطفال مستهلك نهم للوقت والرعاية والاهتمام.
أحب ان اخرج مع زوجي وحدنا وان اسافر معه، ولكني لا استطيع ان اجد بديلا لنا في حياتهم اثناء بعدنا عنهم، لذا اختار البقاء معهم. فبإمكاني حينها ان اكون مع زوجي ومع ابنائي في الوقت نفسه ولا اعرف ما الذي يمنع استمتاعه بقربي في وجود الاطفال.
لماذا يريد دائما اقصاءهم عن الصورة كي نبقى معا وحدنا؟
انا اعمل وهو يعمل، والوقت ضيق، وعند نهاية اليوم يكون الارهاق والتعب قد الم بنا جميعا، فلا الجسد قادر على تحمل المزيد ولا النفس مستعدة للدخول في جو رومانسي وردي رقيق. فبعد ان ينام الصغار تكون امنيتي ان انتهي من اخر الاعمال المنزلية او المدرسية ثم الاستلقاء في السرير فالدوام مبكرا في اليوم التالي، ثم تدور رحى الاعمال المنزلية مرة اخرى من دون ان تنتهي هذه الدوامة فحتى في وجود الخادمة يصبح الاشراف عليها وعلى الاولاد وعلى الواجبات الاجتماعية وشراء ما ينقص المنزل والانتظام مع جداول انشطة الاولاد الرياضية ومشاريعهم المدرسية و... كل هذا يقضي في معظم الايام على اي فرصة لتحقيق احلام زوجي في حياة رومانسية، وعلى احلامي انا ايضا.
فهل هناك امل في ان نتوصل معا انا وزوجي الى حل وسط يسعده ويريحني من دون ان نظلم الاولاد ونؤثر على نموهم النفسي والعاطفي؟
إعداد: هدى بكر
سنناقش كل اسبوع مشكلة واقعية تتكرر بين زوجين، لكنهما لا يختارن أسهل الحلول - أبغض الحلال - بل يقرران بذل الجهد لاستعادة المودة والرحمة التي جمعتهما في البداية. كما نقدم دعوة مفتوحة لكل زوجين تواجههما مشكلة قد تعصف بحياتهما أن يتقدما معا لهذا الباب لكي يعبر كل منهما عن تلك المشكلة من وجهة نظره كي نعرضها على المختصين، ونوفر لهما الحل من دون ذكر لاسميهما او أي معلومات شخصية عنهما.
تواصلو معناوشاركونا بآرائكم واقتراحاتكم وتعليقاتكم على البريد الالكتروني
التالي: awdallmawda@hotmail.com
أو على فاكس رقم 4834599
شكوى الزوج .. اتمنى أن نسافر وحدنا
تزوجت عن حب وعشنا في سعادة حتى رزقنا بثلاثة اولاد، فبدأ انشغال زوجتي بهم يؤثر على حياتنا الزوجية، فهي تقضي خمس ليال على الاقل من ايام الاسبوع الى جوارهم في اسرتهم حتى تنتهي طقوس نومهم وتطمئن عليهم، حين نخرج معا كأسرة وننتقل من مكان الى مكان داخل السيارة، فهي دائما منشغلة بالابناء وبألعابهم وبطعامهم وعصائرهم وتستمع لحواراتهم وتقطع حوارها معي عندما يتحدث احدهم من دون ان توجههم الى ضرورة الانتظار حتى تنتهي من حديثها معي.
مع العلم اننا بعد انجاب الابناء كنا نخرج وحدنا على فترات متباعدة، بل انني لا استطيع ان اتذكر آخر مرة خرجنا فيها وحدنا، وصارت اوقات الترفيه التي نقضيها معا كزوجين اوقاتا اسرية نشاهد فيها فيلما كارتونيا مع الاطفال بدلا من ان نقضيه في سماع اغاني ام كلثوم معا بينما يشاهد الابناء فيلمهم في غرفتهم، فنحن اسرة ميسورة الحال تتوافر لدينا الخادمات واكثر من جهاز تلفزيون.
كما انها تفضل دائما اللعب بالكرة مع الاطفال في حديقة المنزل بدلا من ان تجلس الي تحادثني وتناقش معي امور حياتنا، وبعد ان تنتهي من مراعاة شؤون الابناء الدراسية وانشطتهم الترفيهية الاخرى من الذهاب الى النادي والاسواق والملاهي المختلفة، اظن انه حان دوري لنجلس معا في استرخاء نستعيد لحظات الحب الاول، فاجدها مشغولة بمشروع العلوم الواجب اعداده للطفل الكبير او في تجهيز ملابس الرياضة لآخر.
انا احب زوجتي واتمنى ان اسافر معها في رحلة شهر عسل جديدة نقضيها معا وحدنا، ولكنها لا تتصور ان تترك ابناءها وتسافر، او لعلها تخجل من ان تطلب من اخواتها او اخواتي ان يقمن على رعاية الابناء اثناء سفرنا، او لعلها تخجل من أن يعرف احد - وأولهم الابناء - اننا سنسافر للاستمتاع بعض الايام الرومانسية بعيدا عن الديار.
لكني احبها واريد ان اشعر بأنها زوجتي التي قضيت معها شهر العسل في بدايات حياتنا الزوجية وليست مجرد ام اولادي التي اراها تسعى خلفهم طوال اليوم من دون ان استطيع ان اتبادل معها همومي ومشاكلي ومن دون ان استطيع ان ابثها حبي واشواقي الى الحديث معها.
انا طبعا احب اولادي فهم قرة عيني، ولكني لا اريدهم بيني وبين زوجتي، اريدها بجواري فنرعاهم معا، لا اريد ان يقتصر دوري في حياتها على كوني ابا للأبناء، بل اريد ان استيعد مكانتي، مكانة الحبيب والزوج الذي تشتاق اليه وتنتظره من دون ان تسمح لاحد ان يقاطع حوارها معه.
اتمنى ان نضع حدودا لتدخل الاولاد وتأثيرهم على علاقتي بزوجتي فهل اطالب بالكثير؟
.. رد الزوجة .. الأبناء أكثر احتياجا لي
أحيانا اجد انه لا مفر من وضع الاطفال في مقدمة اولوياتي الزوجية، فهم الاضعف والاحوج الى الرعاية والاهتمام، وقد اتفهم حاجات زوجي ايضا واعذره فأراجع نفسي واستعد لقضاء الليلة معه. لكني حين اسمع صراخ طفلي الصغير لا استطيع الا ان اهرع اليه لتلبية احتياجاته الغذائية او حتى لمجرد الاطمئنان عليه. وحين ارى الحزن في عين طفلي الكبير بسبب اقصاء زملائه له عن فريق كرة القدم لا استطيع الا ان اظل الى جواره، فهمومه بسيطة لكنه لا يستطيع ان يفهمها او يحتملها بعكس هموم زوجي في العمل التي قد تكون كبيرة ولكنه كبير ايضا يستطيع التعامل معها بمفرده.
اتضايق جدا حين اشعر ان زوجي لا يريد ان يتخطى مرحلة المعرس كي يعيش دور الابوة ومسؤولية انجاب الاطفال، وان هذه المسؤولية تتطلب احيانا التضحية ببعض رغباتنا وراحتنا التي اعتدنا عليها قبل ان يظهر الابناء في حياتنا، مع الاخذ في الاعتبار ان انجابهم كان ولا يزال هدفا رئيسيا لحياتنا الزوجية معا.
استطيع ان اتفهم شكوى زوجي لو كانت رغبته تنصب على الاقتصاد فيما نمنحه للاطفال من بضائع مادية - كالالعاب والنزهات وما الى ذلك - ولكن فيما يتعلق بوضع حدود على قدر الوقت الذي امنحه لهم او الاهتمام بهم، فلن اتمكن من تحقيق ذلك، فالاطفال مستهلك نهم للوقت والرعاية والاهتمام.
أحب ان اخرج مع زوجي وحدنا وان اسافر معه، ولكني لا استطيع ان اجد بديلا لنا في حياتهم اثناء بعدنا عنهم، لذا اختار البقاء معهم. فبإمكاني حينها ان اكون مع زوجي ومع ابنائي في الوقت نفسه ولا اعرف ما الذي يمنع استمتاعه بقربي في وجود الاطفال.
لماذا يريد دائما اقصاءهم عن الصورة كي نبقى معا وحدنا؟
انا اعمل وهو يعمل، والوقت ضيق، وعند نهاية اليوم يكون الارهاق والتعب قد الم بنا جميعا، فلا الجسد قادر على تحمل المزيد ولا النفس مستعدة للدخول في جو رومانسي وردي رقيق. فبعد ان ينام الصغار تكون امنيتي ان انتهي من اخر الاعمال المنزلية او المدرسية ثم الاستلقاء في السرير فالدوام مبكرا في اليوم التالي، ثم تدور رحى الاعمال المنزلية مرة اخرى من دون ان تنتهي هذه الدوامة فحتى في وجود الخادمة يصبح الاشراف عليها وعلى الاولاد وعلى الواجبات الاجتماعية وشراء ما ينقص المنزل والانتظام مع جداول انشطة الاولاد الرياضية ومشاريعهم المدرسية و... كل هذا يقضي في معظم الايام على اي فرصة لتحقيق احلام زوجي في حياة رومانسية، وعلى احلامي انا ايضا.
فهل هناك امل في ان نتوصل معا انا وزوجي الى حل وسط يسعده ويريحني من دون ان نظلم الاولاد ونؤثر على نموهم النفسي والعاطفي؟