فاطمي
12-17-2007, 01:34 AM
الرئيس حزين.. فالنواب نائمون
كتب:بقلم: عبدالله بشارة
سفير الكويت السابق لدى الامم المتحدة
في تعليق غير مسبوق وملفت للنظر، أشارت قناة M.B.C، الى مداخلة رئيس مجلس الشورى السعودي خلال جلسة المجلس منذ أكثر من أسبوعين، عبر فيها الرئيس الشيخ بن حميد، عن ضيقه من الوضع داخل المجلس، فقد ظهر الرئيس يتحدث بينما البعض كان نائما، والبعض الآخر متابعا والثالث غائبا، وكانت الشكوى تتمحور حول غياب الأعضاء عن الجلسات، ونوم الأعضاء خلال الجلسات، وصمت الأعضاء فيها.
وقد ذكرني تعليق الشيخ بن حميد بواقع الأمم المتحدة التي عشت فيها سنوات طويلة، فالمنظمات والهيئات والمؤتمرات كلها تعاني من الحالة التي يشكو منها الشيخ بن حميد، وقد اتخذ بعضها اجراءات تشجيعية لاغراء الأعضاء بالحضور، فنرى مجلس اللوردات البريطاني يمنح كل عضو مبلغا ماليا مقابل الحضور ولهذا يشارك عدد كبير في جلساته، ويتحاشاها القادرون الذين يستذوقون اللقب للوجاهة الاجتماعية.
وأعتقد أن أكثر الهيئات معاناة من هذه الظاهرة هي الأمم المتحدة بلجانها وفرق العمل فيها، فخلال الدورة، تبدأ عادة في شهر سبتمبر وتنتهي في ديسمبر، تواصل اللجان عملها بلا توقف، غير أن حالة الانتاجية ـ أي حجم الانجاز ـ لا يسر، وذلك لمسببات كثيرة.
كنت أجلس في لجنة نزع السلاح (التي تسمى اللجنة الأولى) ووفق الحروف الأبجدية، يجلس بجانبي سفير ليبيريا، الذي كان دائما في نوم عميق، فاللجنة متخصصة بنزع السلاح وهو موضوع معقد مرتبط بتوازن الرعب بين المعسكرين، وله استراتيجيات ليست من صميم عمل الأمم المتحدة، فالعلاقات بين القطبين تدار شؤونها من قبل الكرملين والبيت الأبيض، لكن دور الأمم المتحدة يأتي في اطار التعبير عن القلق الذي ينتاب الدول الأخرى، المتقدمة والنامية، من جراء سباق السلاح، ومخاطره على الأمن والسلم العالميين، وتأثيره على برامج التنمية. ونزع السلاح له جماعة متخصصة تدرس وتحلل وتتابع صواريخ روسيا، وتشخيص مخاطر اكتشافات أمريكا، هذه المجموعة المتخصصة معظمها من رواد الدول الاسكندنافية، وكبار عدم الانحياز مثل المكسيك والهند والبرازيل، التي تملك الكوادر المؤهلة للتحدث في هذا الموضوع المعقد.
وتبقى الدول النامية تردد صوت الضيق من تعنت القادرين الذين لا يعطون اعتبارا لهموم الفقراء ولا يهتمون بأمنهم ولا يصغون لأصواتهم.
مثل هذا الموضوع ـ نزع السلاح ـ يتكرر منذ قيام الأمم المتحدة ويتردد في اللجان الخاصة في ضيق، ويتكرر في كل لقاء في حلف الأطلسي وفي اجتماعات عدم الانحياز وغيرها من المؤتمرات. في هذا الوضع ما الذي يستطيع أن يفعله مندوب ليبريا، جاري في المقاعد، سوى الاسترخاء. بعد أن استمر في حضور اجتماعات اللجنة كما ذكر لي لمدة سبع وعشرين سنة...
والمشكلة ليست محصورة في لجنة نزع السلاح، فهناك لجان أخرى تغري بالنوم، لأنها تكرار سنوي لمنهج معروف ومحفوظ. مشكلة الأمم المتحدة ـ مثل البرلماناتـ كلها خطب ومداخلات، واذا لم يتوافر متحدثون على القائمة، ينهي رئيس اللجنة اجتماعاتها بحثا عن متكلمين.
وفي مسعى المنظمة الدولية لتحسين الصورة، وتطوير آليات العمل، شكلت الأمم المتحدة عدة فرق عمل للنظر في ما يمكن عمله، لكنها لم تحقق شيئا يلفت النظر. ولأسباب كثيرة، وهي تنطبق على حالات البرلمان ومجالس الشورى، ويمكن أن نقول بأنها تجيب على تساؤلات الشيخ بن حميد...
أولا: تفتقر الأمم المتحدة، ومثلها الهيئات المشابهة الى صلاحية التغيير والى وجود التفويض لاتخاذ القرارات التشريعية المناسبة والمؤثرة، وفقدان الصلاحيات دافع يفرز التكرار والملل والاحباط، شعرت بذلك في أروقة الأمم المتحدة التي تتحدث عن قضايا تحملها ملفاتها منذ الأربعينيات، وتبقى داخل هذه الملفات دون مواكبة للتطورات والتبدلات، لأن القرار خارج عن ارادتها. تتحدث مثلا الأمم المتحدة منذ نشأتها، عن تعيين مفوض لحقوق الانسان، دون جدوى، فالمعارضون من المعسكر الاشتراكي يخافون من التدخلات في الشؤون الداخلية، وفي ملف فلسطين لا زالت الأمم المتحدة تناقش أوضاع تجاوزتها معاهدات الصلح والسلام، وتتحدث عن تخصيص نسبة من ميزانيات السلاح من أجل التنمية دون قرار، هذه الحالة ليست حكرا على المنظمة العالمية، فهي متوافرة في الكثير من المجالس.
ثانيا: مثل الأمم المتحدة ـ تعاني المجالس من الجمود البنيوي ومن الشلل الهيكلي الذي لا يسمح بادخال تحسينات على الهيكلة، فتظل هذه المجالس مستمرة في معاناتها بسبب الضيق الذي يحد من قدرتها على التنفس. والأمم المتحدة منظمة جامدة لا يتسع أفقها نحو التبديل، فهي تتكون من رئيس للجمعية ومن لجان وفرق عمل واجتماعات بخطب لا تتوقف، كل ذلك أدى الى خلق عالم صغير اسمه "دنيا الأمم المتحدة"، لغتها تختلف عن لغة الآخرين في الشارع المقابل، لها أجواء تحمل سكانها من السفراء والعاملين الى عالم سيريالي مختلف عن الحياة التي تعيشها الشعوب، ويتحدث السفراء عن الميثاق وهو الجانب الانساني المرتفع والمبهج في سلوك البشر، غير أن واقع الحياة مختلف تماما وبعيد تمام، فالكلام عن الميثاق موسيقى، بينما واقع حال الدنيا صخب ومعاناة.
ثالثا: المجالس والهيئات مثل الأمم المتحدة، تعاني من ندرة المبادرات ومن غياب حيوية الأفكار وربما من تراكمات الزمن وبدء علامات الشيخوخة.
وعلى فكرة من يقرأ تاريخ البشرية سيقتنع بدور الجفاف الفكري في اسقاط الامبراطوريات وتلاشي الدول واختفاء المنظمات والهيئات.
عجز الخلفاء الأمويون عن الخروج من ضيق النظام الذي أقامه معاوية بن أبي سفيان مؤسس دولتهم، وانتهت دولتهم بعد سبعين سنة من وفاة المؤسس بسبب فشلهم في التحديث والتطوير والانفتاح.
كانوا أول من شيد نظام الامبرتايد (التفرقة العنصرية) في تاريخ الاسلام، عزلوا الآخرين، واختاروا مساعديهم من طبقة محدودة من المهاجرين من عرب الحجاز، وضاقت بهم الأمة التي دخلت الاسلام مع الفتح في عهد الراشدين.
وغير الأمويين تواجد كثيرون قضت عليهم الحاجة الى التبديل، فالرضا بالموجود لا يمنح الأمان.
ففي التاريخ الحديث عبر كثيرة، نجدها في مظاهر الثقة التي كان يعيش فيها زعماء الاتحاد السوفيتي الذي تلاشى لأن الزعامات تهاب من التحديث.
رابعا: مثل الأمم المتحدة، تخاف الهيئات والمنظمات والمجالس من المجهول، وكذلك البشر يهاب المخفي، ولا يرتاح لغير المعروف، لم يتبدل عمل الأمم المتحدة منذ ولادتها، فلائحة الاجراءات ونظام العمل وحتى جداول الأعمال لم تتبدل، ولم يتحرك طرف لاعادة النظر في ضوء الخبرة المتراكمة التي جمعتها الأمم المتحدة.
اقتحام المجهول جرأة قد تسبب الاخفاق والأذى، وقد تأتي بالنجاح المذهل الذي يدخل التاريخ...
جاء الخليفة العثماني محمد الفاتح ـ بعد محاولات كثيرة فاشلة لاحتلال القسطنطينية ـ فدرس أسبابها، واتخذ القرار التاريخي في المغامرة التي تكللت بالنجاح في عام 1453، وصار الفاتح.
وقبله تحرك زعيم المغوليين جنكيز خان في عام 1206 نحو المشرق، بعد توحيد القبائل، وداهم الصين والهند وارض فارس، وجاء بعده حفيده هولاكو، مستمرا في ملاحقة المجهول حتى وصل الى بغداد في العشرين من فبراير عام 1258، فدمر ما فيها، ولم توقفه سوى سلطات المماليك في عين جالوت عام 1260، التي أدخلت هؤلاء المماليك الى السيطرة على أرض ا لشام ومصر، ومن تلك التجارب جاءت أسطورة المتانة في التآلف الشاميـ المصري.
تنام الوفود في القاعات، بسبب اقتناعها بأن جهودها تذهب هدرا وطاقاتها لا تفيد. عشتها في دنيا الأمم المتحدة، وتعيشها الهيئات والمنظمات في كل وادي من بقاع الدنيا.
هذه حالة لا يحتكرها مجلس معين، ففي أركان الأرض يرتاح الكثيرون من النوم في قاعات الاجتماع...
رئيس المركز الدبلوماسي للدراسات
diplomat@kuwait.net
تاريخ النشر: الاثنين 17/12/2007
كتب:بقلم: عبدالله بشارة
سفير الكويت السابق لدى الامم المتحدة
في تعليق غير مسبوق وملفت للنظر، أشارت قناة M.B.C، الى مداخلة رئيس مجلس الشورى السعودي خلال جلسة المجلس منذ أكثر من أسبوعين، عبر فيها الرئيس الشيخ بن حميد، عن ضيقه من الوضع داخل المجلس، فقد ظهر الرئيس يتحدث بينما البعض كان نائما، والبعض الآخر متابعا والثالث غائبا، وكانت الشكوى تتمحور حول غياب الأعضاء عن الجلسات، ونوم الأعضاء خلال الجلسات، وصمت الأعضاء فيها.
وقد ذكرني تعليق الشيخ بن حميد بواقع الأمم المتحدة التي عشت فيها سنوات طويلة، فالمنظمات والهيئات والمؤتمرات كلها تعاني من الحالة التي يشكو منها الشيخ بن حميد، وقد اتخذ بعضها اجراءات تشجيعية لاغراء الأعضاء بالحضور، فنرى مجلس اللوردات البريطاني يمنح كل عضو مبلغا ماليا مقابل الحضور ولهذا يشارك عدد كبير في جلساته، ويتحاشاها القادرون الذين يستذوقون اللقب للوجاهة الاجتماعية.
وأعتقد أن أكثر الهيئات معاناة من هذه الظاهرة هي الأمم المتحدة بلجانها وفرق العمل فيها، فخلال الدورة، تبدأ عادة في شهر سبتمبر وتنتهي في ديسمبر، تواصل اللجان عملها بلا توقف، غير أن حالة الانتاجية ـ أي حجم الانجاز ـ لا يسر، وذلك لمسببات كثيرة.
كنت أجلس في لجنة نزع السلاح (التي تسمى اللجنة الأولى) ووفق الحروف الأبجدية، يجلس بجانبي سفير ليبيريا، الذي كان دائما في نوم عميق، فاللجنة متخصصة بنزع السلاح وهو موضوع معقد مرتبط بتوازن الرعب بين المعسكرين، وله استراتيجيات ليست من صميم عمل الأمم المتحدة، فالعلاقات بين القطبين تدار شؤونها من قبل الكرملين والبيت الأبيض، لكن دور الأمم المتحدة يأتي في اطار التعبير عن القلق الذي ينتاب الدول الأخرى، المتقدمة والنامية، من جراء سباق السلاح، ومخاطره على الأمن والسلم العالميين، وتأثيره على برامج التنمية. ونزع السلاح له جماعة متخصصة تدرس وتحلل وتتابع صواريخ روسيا، وتشخيص مخاطر اكتشافات أمريكا، هذه المجموعة المتخصصة معظمها من رواد الدول الاسكندنافية، وكبار عدم الانحياز مثل المكسيك والهند والبرازيل، التي تملك الكوادر المؤهلة للتحدث في هذا الموضوع المعقد.
وتبقى الدول النامية تردد صوت الضيق من تعنت القادرين الذين لا يعطون اعتبارا لهموم الفقراء ولا يهتمون بأمنهم ولا يصغون لأصواتهم.
مثل هذا الموضوع ـ نزع السلاح ـ يتكرر منذ قيام الأمم المتحدة ويتردد في اللجان الخاصة في ضيق، ويتكرر في كل لقاء في حلف الأطلسي وفي اجتماعات عدم الانحياز وغيرها من المؤتمرات. في هذا الوضع ما الذي يستطيع أن يفعله مندوب ليبريا، جاري في المقاعد، سوى الاسترخاء. بعد أن استمر في حضور اجتماعات اللجنة كما ذكر لي لمدة سبع وعشرين سنة...
والمشكلة ليست محصورة في لجنة نزع السلاح، فهناك لجان أخرى تغري بالنوم، لأنها تكرار سنوي لمنهج معروف ومحفوظ. مشكلة الأمم المتحدة ـ مثل البرلماناتـ كلها خطب ومداخلات، واذا لم يتوافر متحدثون على القائمة، ينهي رئيس اللجنة اجتماعاتها بحثا عن متكلمين.
وفي مسعى المنظمة الدولية لتحسين الصورة، وتطوير آليات العمل، شكلت الأمم المتحدة عدة فرق عمل للنظر في ما يمكن عمله، لكنها لم تحقق شيئا يلفت النظر. ولأسباب كثيرة، وهي تنطبق على حالات البرلمان ومجالس الشورى، ويمكن أن نقول بأنها تجيب على تساؤلات الشيخ بن حميد...
أولا: تفتقر الأمم المتحدة، ومثلها الهيئات المشابهة الى صلاحية التغيير والى وجود التفويض لاتخاذ القرارات التشريعية المناسبة والمؤثرة، وفقدان الصلاحيات دافع يفرز التكرار والملل والاحباط، شعرت بذلك في أروقة الأمم المتحدة التي تتحدث عن قضايا تحملها ملفاتها منذ الأربعينيات، وتبقى داخل هذه الملفات دون مواكبة للتطورات والتبدلات، لأن القرار خارج عن ارادتها. تتحدث مثلا الأمم المتحدة منذ نشأتها، عن تعيين مفوض لحقوق الانسان، دون جدوى، فالمعارضون من المعسكر الاشتراكي يخافون من التدخلات في الشؤون الداخلية، وفي ملف فلسطين لا زالت الأمم المتحدة تناقش أوضاع تجاوزتها معاهدات الصلح والسلام، وتتحدث عن تخصيص نسبة من ميزانيات السلاح من أجل التنمية دون قرار، هذه الحالة ليست حكرا على المنظمة العالمية، فهي متوافرة في الكثير من المجالس.
ثانيا: مثل الأمم المتحدة ـ تعاني المجالس من الجمود البنيوي ومن الشلل الهيكلي الذي لا يسمح بادخال تحسينات على الهيكلة، فتظل هذه المجالس مستمرة في معاناتها بسبب الضيق الذي يحد من قدرتها على التنفس. والأمم المتحدة منظمة جامدة لا يتسع أفقها نحو التبديل، فهي تتكون من رئيس للجمعية ومن لجان وفرق عمل واجتماعات بخطب لا تتوقف، كل ذلك أدى الى خلق عالم صغير اسمه "دنيا الأمم المتحدة"، لغتها تختلف عن لغة الآخرين في الشارع المقابل، لها أجواء تحمل سكانها من السفراء والعاملين الى عالم سيريالي مختلف عن الحياة التي تعيشها الشعوب، ويتحدث السفراء عن الميثاق وهو الجانب الانساني المرتفع والمبهج في سلوك البشر، غير أن واقع الحياة مختلف تماما وبعيد تمام، فالكلام عن الميثاق موسيقى، بينما واقع حال الدنيا صخب ومعاناة.
ثالثا: المجالس والهيئات مثل الأمم المتحدة، تعاني من ندرة المبادرات ومن غياب حيوية الأفكار وربما من تراكمات الزمن وبدء علامات الشيخوخة.
وعلى فكرة من يقرأ تاريخ البشرية سيقتنع بدور الجفاف الفكري في اسقاط الامبراطوريات وتلاشي الدول واختفاء المنظمات والهيئات.
عجز الخلفاء الأمويون عن الخروج من ضيق النظام الذي أقامه معاوية بن أبي سفيان مؤسس دولتهم، وانتهت دولتهم بعد سبعين سنة من وفاة المؤسس بسبب فشلهم في التحديث والتطوير والانفتاح.
كانوا أول من شيد نظام الامبرتايد (التفرقة العنصرية) في تاريخ الاسلام، عزلوا الآخرين، واختاروا مساعديهم من طبقة محدودة من المهاجرين من عرب الحجاز، وضاقت بهم الأمة التي دخلت الاسلام مع الفتح في عهد الراشدين.
وغير الأمويين تواجد كثيرون قضت عليهم الحاجة الى التبديل، فالرضا بالموجود لا يمنح الأمان.
ففي التاريخ الحديث عبر كثيرة، نجدها في مظاهر الثقة التي كان يعيش فيها زعماء الاتحاد السوفيتي الذي تلاشى لأن الزعامات تهاب من التحديث.
رابعا: مثل الأمم المتحدة، تخاف الهيئات والمنظمات والمجالس من المجهول، وكذلك البشر يهاب المخفي، ولا يرتاح لغير المعروف، لم يتبدل عمل الأمم المتحدة منذ ولادتها، فلائحة الاجراءات ونظام العمل وحتى جداول الأعمال لم تتبدل، ولم يتحرك طرف لاعادة النظر في ضوء الخبرة المتراكمة التي جمعتها الأمم المتحدة.
اقتحام المجهول جرأة قد تسبب الاخفاق والأذى، وقد تأتي بالنجاح المذهل الذي يدخل التاريخ...
جاء الخليفة العثماني محمد الفاتح ـ بعد محاولات كثيرة فاشلة لاحتلال القسطنطينية ـ فدرس أسبابها، واتخذ القرار التاريخي في المغامرة التي تكللت بالنجاح في عام 1453، وصار الفاتح.
وقبله تحرك زعيم المغوليين جنكيز خان في عام 1206 نحو المشرق، بعد توحيد القبائل، وداهم الصين والهند وارض فارس، وجاء بعده حفيده هولاكو، مستمرا في ملاحقة المجهول حتى وصل الى بغداد في العشرين من فبراير عام 1258، فدمر ما فيها، ولم توقفه سوى سلطات المماليك في عين جالوت عام 1260، التي أدخلت هؤلاء المماليك الى السيطرة على أرض ا لشام ومصر، ومن تلك التجارب جاءت أسطورة المتانة في التآلف الشاميـ المصري.
تنام الوفود في القاعات، بسبب اقتناعها بأن جهودها تذهب هدرا وطاقاتها لا تفيد. عشتها في دنيا الأمم المتحدة، وتعيشها الهيئات والمنظمات في كل وادي من بقاع الدنيا.
هذه حالة لا يحتكرها مجلس معين، ففي أركان الأرض يرتاح الكثيرون من النوم في قاعات الاجتماع...
رئيس المركز الدبلوماسي للدراسات
diplomat@kuwait.net
تاريخ النشر: الاثنين 17/12/2007