جمال
12-15-2007, 08:51 AM
شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي : الإرهاب نكبة دينية ودنيوية
قال لـ«الشرق الاوسط»: لن نتخلى عن الشيخ السلموني الذي تعرض للاعتداء أبدا
محمد الشافعي
قال الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر إن من الحقائق الأساسية للتوجه الاسلامي العام رابطة الإخوة الانسانية بين بني البشر الذين هم جميعا اخوة، مشيرا إلى أن القرآن الكريم يؤكد حكمة التعارف والتعاون والتلاقي على البر والتقوى بين الأفراد والشعوب. وقال في لقاء مع «الشرق الاوسط» بمقر السفارة المصرية بوسط لندن إن الإسلام يؤكد أنه لا إكراه في الدين لأن الإكراه لا يؤدي إلا الى كاذبين ومنافقين.
وقال إن لكل دولة حضارتها وثقافتها وتاريخها و«اننا لا نقول بتصادم الحضارات، بل بتلاقيها والتعاون فيما بينها، فللشرق حضارته وللغرب حضارته، والعقلاء هم الذين يتعلمون، كل من الطرف الآخر». وتحدث عن الفئات الضالة والجماعات الهدامة التي تنخر في المجتمع. وتحدث عن الارهاب وموقف الاسلام منه فأكد أن «الدنيا بها الخير والشر وأن الناس مختلفون في أفكارهم وعقائدهم وأن واجبنا هو دعم ما فيه الخير والصلاح والنهي عما فيه الشر والفساد».
وقال شيخ الأزهر «إن الله تعالى أعطى البشر العقل ليميز به بين الحق والباطل وأن العقل يدعو دائما للفضائل التي يجب التمسك بها كالصدق والعدل كما ينهى عن العدوان والظلم والارهاب وغيرها من الرذائل» مؤكدا على أن «العلماء يتحملون المسؤولية عن نشر هذا بين الناس»، وجاء الحوار مع شيخ الازهر الذي بدأه بالاشادة بـ«الشرق الاوسط» قائلا انها جريدة دولية رصينة على النحو التالي :
* اين دور الازهر من الترشيد والتوجيه من الجماعات والفئات الضالة التي يلقي الامن المصري القبض على عناصرها مثلما حصل اخيرا.. جماعة الاحباش التي تدعو الى الصلاة بغير وضوء والتبرك بالمقابر وجماعة اخرى تدعو الى العنف ؟
ـ منذ ان اوجد الله البشرية وهناك العقلاء والسفهاء، وهناك اهل الحق واهل الباطل، وهناك من يرى الحق باطلا، ومن يرى الباطل حقا، والله اعطى البشر العقل ليميزوا به بين الحق والباطل، والعقل يدعو الى الفضائل التي يجب الالتزام بها، كما ينهي عن العدوان والظلم والارهاب وغيرها من الرذائل، وهناك مسؤولية على العلماء لنشر ذلك بين الناس، والدنيا بها الخير والشر، وواجبنا دعم ما فيه الخير والصلاح، وهذه الفئات الضالة ضد الاسلام والمسلمين، واذا قالوا الصلاة بدون وضوء، فهم جهال جهال، واي صلاة بدون وضوء، او بدون تيمم تكون صلاة باطلة وهذا اجماع المسلمين، أما الجماعات التي تدعو الى العنف بأي صورة من صور العدوان، هو إثم قلبه، وجاهل، ولا يستحق ان يلتفت الى قوله، بل الواجب، ان يرد عليه.
* ماذا فعل الازهر ليحدث نفسه؟ ـ الازهر، كمؤسسة دينية وجامعة، له رسالة وتوضيح ما هو حق وما هو باطل، وبيان ما يؤدي الى سعادة المجتمع والامة، وتوضيح ضرر ما يصيبه من آفات، والازهر يتلقى الطالب والطالبة وسنه اربعة اعوام في المرحلة التمهيدية او الروضة، ثم في المرحلة الابتدائية لمدة سنوات، خلال الست سنوات يحفظ الطالب او الطالبة 18 جزءا من القرآن الكريم، وبعد ذلك في المرحلة الاعدادية 3 سنوات، ايضا يحفظ 7 اجزاء، أي 25 جزءا من القرآن، وفي المرحلة الثانوية يحفظ 5 اجزاء، أي يكون اكمل حفظ 30 جزءا من القرآن الكريم قبل دخوله الجامعة. ولا يدخل الطالب جامعة الازهر للدراسة الا اذا كان حافظا للقرآن الكريم باكمله، الى جانب التوسع النسبي في العلوم الشرعية مثل الفقه والتفسير والحديث، والتوسع النسبي ايضا في العلوم اللغوية، مثل النحو والصرف والادب والبلاغة، بالنسبة للعلوم الاخرى الرياضية والعلمية والكيمياء والطبيعة، يتساوى طلاب الازهر في النيل منها مع طلاب التربية والتعليم، وفي جامعة الازهر هناك ايضا كليات للطب والهندسة والشريعة واللغات، هناك 70 كلية داخل الحرم الازهري، ووظيفة الازهر ان يبين للناس ان الارهاب نكبة دينية ونكبة دنيوية، وان مكارم الاخلاق يجب ان تسود في الامة الاسلامية، وان الرذائل يجب محاربتها والقضاء عليها، وانه يجب على الدعاة والمتخرجين ان يبينوا للناس وجوب التعاون على سعادة الامة. وخريج الازهر اقوى من غيره من الخريجين الجامعيين في تخصصه وميدانه، وهناك فروع في العلم يجب على طالب الازهر ان يكون مميزا بها، وهي حفظ القرآن الكريم، والتوسع النسبي في العلوم الشرعية مثل الفقه والحديث والتفسير، وفي الاسبوع الواحد يتلقى طالب الازهر نحو 6 حصص في الفقه، وكذلك التوسع في العلوم اللغوية مثل النحو والصرف والبلاغة.
* كيف ظهرت المشاكل والامراض التي نراها اليوم في المجتمع المصري مثل الزواج العرفي، مع وجود عدد كبير من الدعاة وعدد اكبر من خريجي الازهر في القاهرة والمدن الداخلية؟
ـ مشاكل المجتمعات ظهرت ايضا ايام الانبياء، والمصلحون والدعاة عليهم ان يبينوا ويوجهوا ويوضحوا ما هو حلال وما هو حرام وما هو خير وما هو شر، ولكن المصلح هل يستطيع ان يغير النفوس، والمؤسسة الدينية الكبيرة التي اتشرف برئاستها لا تملك الا ان تصح، ولكنها لا تملك ان تمنع، ولا استطيع ان اكمم الافواه، ودور الاعلام هنا مهم في توضيح المخاطر والافلات التي تهدد المجتمع، ودوري ليس هو دور الشرطي، واذا تدخلت وطالبت بالمنع سيفور الاعلام وممثلوه، ويقولون: اين حرية الرأي؟.
* لماذا لم تتدخل للتقريب بين وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية المتنافرة على الحكم؟ ـ نحن صباح مساء نقول لهم يا اخواننا في فلسطين اتركوا النزاع والاختلاف، لان هذا الاختلاف لن يوصلكم الى النتيجة التي ترغبون فيها، لا استطيع ان افعل اكثر من ذلك، والمبادرة بمعنى النصيحة الى حماس وفتح اشبه بنصيحة يومية، ولكن هل املك ان كل ما اقوله لا بد ان ينفذ».
* ما موقفكم من المراجعات الفقهية لجماعة الجهاد المصرية، وهل كان لكم دور في صدورها، وبعض المراجعات اشارت الى قصور الازهر في الترشيد والتوجيه نحو دفع الشباب بعيدا عن العنف؟ ـ لم يعرض علينا أحد مثل هذه المراجعات ولم يستشرنا فيها أحد، اما بالنسبة لدعاوى ومزاعم القصور من قبل الازهر، ليس صحيحا في مجمله، لان الازهر لم يقصر في تعليم من ينتسب اليه حفظ القرآن والفضائل الاسلامية، وفي تعليم الشباب ما هو حلال وما هو حرام من الناحية الشرعية، ولم يقصر الدعاة في دعوتهم نحو نبذ العنف، والتعاون على البر والتقوى، والتأكيد على ان التخريب أيا كان لونه او مصدره، لا تقره شريعة الاسلام التي تحارب من يكون عنصرا هداما في الامة، سواء كان هدمه عن طرق الاقوال الباطلة او التخريب او عن طريق الكذب او عن طريق الاشاعات الكاذبة، واذا كان هناك تقصير ربما من اشخاص، تعميم الاحكام هكذا امر خاطئ، ولا استطيع القول مثلا ان جميع الدعاة بدرجة ممتازة، ولكن استطيع القول ان هناك دعاة بدرجة ممتازة وآخرين بدرجة جيدة واخرين بدرجة مقبولة، ومنهم الضعيف.
* هل زيارتكم الى العاصمة لندن مرتبطة بزيارة الشيخ محمد السلاموني إمام مسجد ريجنت بارك الذي تعرض الى حادث اعتداء عنصري ؟ ـ لقد جئت الى لندن في الاساس بدعوة من السفير جهاد ماضي لزيارة الشيخ السلاموني للاطمئنان على حالته الصحية، وقلت للسفير المصري جهاد ماضي ان زيارتي الى العاصمة البريطانية سيكون اساس برنامجها الاطمئنان على زميلنا الشيخ السلاموني الذي فقد بصره بسبب هذه الاعتداء. واستطيع ان المس اهتمام السيد رئيس الجمهورية والحكومة والأزهر الشريف بحالة الشيخ السلاموني، والدولة مشكورة ممثلة في الرئيس مبارك كانت قد كلفت الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء فور الحادث وفي نفس اليوم الذي تم فيه الاعتداء عليه بعلاج الشيخ على نفقة الدولة، وفي أفضل المستشفيات في بريطانيا. ونحن جميعا معرضون للاخطار اينما كنا والدولة لم تقصر، ولن نتخلى عن الشيخ السلاموني تحت أي ظرف، حتى عندما عرض البعض من غير المصريين القيام بهذا فان الشيخ السلاموني قال إن الدولة قامت بالواجب، ونشكر من تطوع ومن يريد التطوع في هذا الاتجاه.
وقد وجدت في الشيخ السلاموني عفافا وصبرا على البلاء وروحا معنوية مرتفعة رغم أنه فقد بصره تماما وهو ما لا يقابله أي مال. وطلبت من الشيخ السلاموني تأدية واجبه في مهمته في لندن في حدود استطاعته واتفقت على ذلك مع الدكتور أحمد الدبيان مدير المركز الثقافي الإسلامي بلندن. وسازوره غدا قبل السفر في طريق العودة الى القاهرة.
* ما ريكم في زواج المسيار؟ ـ عندما ذهبت الى المملكة العربية السعودية سألت الاخوة الافاضل العلماء الثقات عن معنى زواج المسيار، قالوا لي بالحرف الواحد إن امرأة مات عنها زوجها مثلا، ولها اولاد، وتريد ان تربي اولادها، وعندما مات زوجها ترك لها مسكنا، وترك لها من المال ما يكفيها هي واولادها، ولكن هي ايضا في سن الشباب، وجاء من يخطبها، وهي لا تريد ان تفارق اولادها او بيتها، وهي قبلت الزواج بشرط ان تبقى في بيتها بعد ان تم الزواج الشرعي ودفع المهر، وتقول له انا لن اكلفك الكثير من المال، ولكن يكفيني ان تزرني مرة في الاسبوع او مرتين في الاسبوع، لاني عندما يكون لي زوج اكون في حماية هذا الزوج، واحمي نفسي وشرفي وعرضي، وانا إمرأة احب ما تحب النساء، وهذه هو زواج المسيار، وهو زواج شرعي ولا شيء فيه، ما دام بهذه الطريقة.
قال لـ«الشرق الاوسط»: لن نتخلى عن الشيخ السلموني الذي تعرض للاعتداء أبدا
محمد الشافعي
قال الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر إن من الحقائق الأساسية للتوجه الاسلامي العام رابطة الإخوة الانسانية بين بني البشر الذين هم جميعا اخوة، مشيرا إلى أن القرآن الكريم يؤكد حكمة التعارف والتعاون والتلاقي على البر والتقوى بين الأفراد والشعوب. وقال في لقاء مع «الشرق الاوسط» بمقر السفارة المصرية بوسط لندن إن الإسلام يؤكد أنه لا إكراه في الدين لأن الإكراه لا يؤدي إلا الى كاذبين ومنافقين.
وقال إن لكل دولة حضارتها وثقافتها وتاريخها و«اننا لا نقول بتصادم الحضارات، بل بتلاقيها والتعاون فيما بينها، فللشرق حضارته وللغرب حضارته، والعقلاء هم الذين يتعلمون، كل من الطرف الآخر». وتحدث عن الفئات الضالة والجماعات الهدامة التي تنخر في المجتمع. وتحدث عن الارهاب وموقف الاسلام منه فأكد أن «الدنيا بها الخير والشر وأن الناس مختلفون في أفكارهم وعقائدهم وأن واجبنا هو دعم ما فيه الخير والصلاح والنهي عما فيه الشر والفساد».
وقال شيخ الأزهر «إن الله تعالى أعطى البشر العقل ليميز به بين الحق والباطل وأن العقل يدعو دائما للفضائل التي يجب التمسك بها كالصدق والعدل كما ينهى عن العدوان والظلم والارهاب وغيرها من الرذائل» مؤكدا على أن «العلماء يتحملون المسؤولية عن نشر هذا بين الناس»، وجاء الحوار مع شيخ الازهر الذي بدأه بالاشادة بـ«الشرق الاوسط» قائلا انها جريدة دولية رصينة على النحو التالي :
* اين دور الازهر من الترشيد والتوجيه من الجماعات والفئات الضالة التي يلقي الامن المصري القبض على عناصرها مثلما حصل اخيرا.. جماعة الاحباش التي تدعو الى الصلاة بغير وضوء والتبرك بالمقابر وجماعة اخرى تدعو الى العنف ؟
ـ منذ ان اوجد الله البشرية وهناك العقلاء والسفهاء، وهناك اهل الحق واهل الباطل، وهناك من يرى الحق باطلا، ومن يرى الباطل حقا، والله اعطى البشر العقل ليميزوا به بين الحق والباطل، والعقل يدعو الى الفضائل التي يجب الالتزام بها، كما ينهي عن العدوان والظلم والارهاب وغيرها من الرذائل، وهناك مسؤولية على العلماء لنشر ذلك بين الناس، والدنيا بها الخير والشر، وواجبنا دعم ما فيه الخير والصلاح، وهذه الفئات الضالة ضد الاسلام والمسلمين، واذا قالوا الصلاة بدون وضوء، فهم جهال جهال، واي صلاة بدون وضوء، او بدون تيمم تكون صلاة باطلة وهذا اجماع المسلمين، أما الجماعات التي تدعو الى العنف بأي صورة من صور العدوان، هو إثم قلبه، وجاهل، ولا يستحق ان يلتفت الى قوله، بل الواجب، ان يرد عليه.
* ماذا فعل الازهر ليحدث نفسه؟ ـ الازهر، كمؤسسة دينية وجامعة، له رسالة وتوضيح ما هو حق وما هو باطل، وبيان ما يؤدي الى سعادة المجتمع والامة، وتوضيح ضرر ما يصيبه من آفات، والازهر يتلقى الطالب والطالبة وسنه اربعة اعوام في المرحلة التمهيدية او الروضة، ثم في المرحلة الابتدائية لمدة سنوات، خلال الست سنوات يحفظ الطالب او الطالبة 18 جزءا من القرآن الكريم، وبعد ذلك في المرحلة الاعدادية 3 سنوات، ايضا يحفظ 7 اجزاء، أي 25 جزءا من القرآن، وفي المرحلة الثانوية يحفظ 5 اجزاء، أي يكون اكمل حفظ 30 جزءا من القرآن الكريم قبل دخوله الجامعة. ولا يدخل الطالب جامعة الازهر للدراسة الا اذا كان حافظا للقرآن الكريم باكمله، الى جانب التوسع النسبي في العلوم الشرعية مثل الفقه والتفسير والحديث، والتوسع النسبي ايضا في العلوم اللغوية، مثل النحو والصرف والادب والبلاغة، بالنسبة للعلوم الاخرى الرياضية والعلمية والكيمياء والطبيعة، يتساوى طلاب الازهر في النيل منها مع طلاب التربية والتعليم، وفي جامعة الازهر هناك ايضا كليات للطب والهندسة والشريعة واللغات، هناك 70 كلية داخل الحرم الازهري، ووظيفة الازهر ان يبين للناس ان الارهاب نكبة دينية ونكبة دنيوية، وان مكارم الاخلاق يجب ان تسود في الامة الاسلامية، وان الرذائل يجب محاربتها والقضاء عليها، وانه يجب على الدعاة والمتخرجين ان يبينوا للناس وجوب التعاون على سعادة الامة. وخريج الازهر اقوى من غيره من الخريجين الجامعيين في تخصصه وميدانه، وهناك فروع في العلم يجب على طالب الازهر ان يكون مميزا بها، وهي حفظ القرآن الكريم، والتوسع النسبي في العلوم الشرعية مثل الفقه والحديث والتفسير، وفي الاسبوع الواحد يتلقى طالب الازهر نحو 6 حصص في الفقه، وكذلك التوسع في العلوم اللغوية مثل النحو والصرف والبلاغة.
* كيف ظهرت المشاكل والامراض التي نراها اليوم في المجتمع المصري مثل الزواج العرفي، مع وجود عدد كبير من الدعاة وعدد اكبر من خريجي الازهر في القاهرة والمدن الداخلية؟
ـ مشاكل المجتمعات ظهرت ايضا ايام الانبياء، والمصلحون والدعاة عليهم ان يبينوا ويوجهوا ويوضحوا ما هو حلال وما هو حرام وما هو خير وما هو شر، ولكن المصلح هل يستطيع ان يغير النفوس، والمؤسسة الدينية الكبيرة التي اتشرف برئاستها لا تملك الا ان تصح، ولكنها لا تملك ان تمنع، ولا استطيع ان اكمم الافواه، ودور الاعلام هنا مهم في توضيح المخاطر والافلات التي تهدد المجتمع، ودوري ليس هو دور الشرطي، واذا تدخلت وطالبت بالمنع سيفور الاعلام وممثلوه، ويقولون: اين حرية الرأي؟.
* لماذا لم تتدخل للتقريب بين وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية المتنافرة على الحكم؟ ـ نحن صباح مساء نقول لهم يا اخواننا في فلسطين اتركوا النزاع والاختلاف، لان هذا الاختلاف لن يوصلكم الى النتيجة التي ترغبون فيها، لا استطيع ان افعل اكثر من ذلك، والمبادرة بمعنى النصيحة الى حماس وفتح اشبه بنصيحة يومية، ولكن هل املك ان كل ما اقوله لا بد ان ينفذ».
* ما موقفكم من المراجعات الفقهية لجماعة الجهاد المصرية، وهل كان لكم دور في صدورها، وبعض المراجعات اشارت الى قصور الازهر في الترشيد والتوجيه نحو دفع الشباب بعيدا عن العنف؟ ـ لم يعرض علينا أحد مثل هذه المراجعات ولم يستشرنا فيها أحد، اما بالنسبة لدعاوى ومزاعم القصور من قبل الازهر، ليس صحيحا في مجمله، لان الازهر لم يقصر في تعليم من ينتسب اليه حفظ القرآن والفضائل الاسلامية، وفي تعليم الشباب ما هو حلال وما هو حرام من الناحية الشرعية، ولم يقصر الدعاة في دعوتهم نحو نبذ العنف، والتعاون على البر والتقوى، والتأكيد على ان التخريب أيا كان لونه او مصدره، لا تقره شريعة الاسلام التي تحارب من يكون عنصرا هداما في الامة، سواء كان هدمه عن طرق الاقوال الباطلة او التخريب او عن طريق الكذب او عن طريق الاشاعات الكاذبة، واذا كان هناك تقصير ربما من اشخاص، تعميم الاحكام هكذا امر خاطئ، ولا استطيع القول مثلا ان جميع الدعاة بدرجة ممتازة، ولكن استطيع القول ان هناك دعاة بدرجة ممتازة وآخرين بدرجة جيدة واخرين بدرجة مقبولة، ومنهم الضعيف.
* هل زيارتكم الى العاصمة لندن مرتبطة بزيارة الشيخ محمد السلاموني إمام مسجد ريجنت بارك الذي تعرض الى حادث اعتداء عنصري ؟ ـ لقد جئت الى لندن في الاساس بدعوة من السفير جهاد ماضي لزيارة الشيخ السلاموني للاطمئنان على حالته الصحية، وقلت للسفير المصري جهاد ماضي ان زيارتي الى العاصمة البريطانية سيكون اساس برنامجها الاطمئنان على زميلنا الشيخ السلاموني الذي فقد بصره بسبب هذه الاعتداء. واستطيع ان المس اهتمام السيد رئيس الجمهورية والحكومة والأزهر الشريف بحالة الشيخ السلاموني، والدولة مشكورة ممثلة في الرئيس مبارك كانت قد كلفت الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء فور الحادث وفي نفس اليوم الذي تم فيه الاعتداء عليه بعلاج الشيخ على نفقة الدولة، وفي أفضل المستشفيات في بريطانيا. ونحن جميعا معرضون للاخطار اينما كنا والدولة لم تقصر، ولن نتخلى عن الشيخ السلاموني تحت أي ظرف، حتى عندما عرض البعض من غير المصريين القيام بهذا فان الشيخ السلاموني قال إن الدولة قامت بالواجب، ونشكر من تطوع ومن يريد التطوع في هذا الاتجاه.
وقد وجدت في الشيخ السلاموني عفافا وصبرا على البلاء وروحا معنوية مرتفعة رغم أنه فقد بصره تماما وهو ما لا يقابله أي مال. وطلبت من الشيخ السلاموني تأدية واجبه في مهمته في لندن في حدود استطاعته واتفقت على ذلك مع الدكتور أحمد الدبيان مدير المركز الثقافي الإسلامي بلندن. وسازوره غدا قبل السفر في طريق العودة الى القاهرة.
* ما ريكم في زواج المسيار؟ ـ عندما ذهبت الى المملكة العربية السعودية سألت الاخوة الافاضل العلماء الثقات عن معنى زواج المسيار، قالوا لي بالحرف الواحد إن امرأة مات عنها زوجها مثلا، ولها اولاد، وتريد ان تربي اولادها، وعندما مات زوجها ترك لها مسكنا، وترك لها من المال ما يكفيها هي واولادها، ولكن هي ايضا في سن الشباب، وجاء من يخطبها، وهي لا تريد ان تفارق اولادها او بيتها، وهي قبلت الزواج بشرط ان تبقى في بيتها بعد ان تم الزواج الشرعي ودفع المهر، وتقول له انا لن اكلفك الكثير من المال، ولكن يكفيني ان تزرني مرة في الاسبوع او مرتين في الاسبوع، لاني عندما يكون لي زوج اكون في حماية هذا الزوج، واحمي نفسي وشرفي وعرضي، وانا إمرأة احب ما تحب النساء، وهذه هو زواج المسيار، وهو زواج شرعي ولا شيء فيه، ما دام بهذه الطريقة.