مرتاح
12-14-2007, 12:31 AM
المديرون الأجانب.. عولمة الشركات العملاقة
40 في المائة عدد الطلاب الأجانب في مجال إدارة الأعمال بالجامعات الأميركية
http://www.aawsat.com/2007/12/13/images/news1.449574.jpg
مجموعة من المديرين الاجانب الذين ولدوا خارج الاراضي الاميركية ولكنهم يقودون اليوم مجموعة من الشركات العملاقة داخل الولايات المتحدة («نيويورك تايمز»)
نيويورك: لويز ستوري *
تشهد الولايات المتحدة زيادة كبيرة في عدد الاجانب الذين يتولون المناصب القيادية في الشركات الاميركية. فسيتي غروب، اكبر مصرف في العالم اختارت فيكرام بانديت وهو من ناغبور في الهند رئيسا تنفيذيا امس الاول. وينضم بانديت الى 14 شخصا ولدوا خارج الولايات المتحدة الذين يديرون شركات في قائمة مجلة فورتشن الأبر مائة شركة اميركية.
فرئيس اولتريا غروب، على سبيل المثال، ولد في مصر. ورئيس بيبسي كولا من الهند ورئيس ليبرتي ميتويل غروب هو ايرلندي والكوا ولد في المغرب.
وقد قفز عددهم منذ عقد تقريبا. فقد كان هناك 9 رؤساء تنفيذيين لشركات اميركية في قائمة فورتشين لأكبر مائة شركة اميركية عام 1996. الا ان حجم المجموعة الجديدة لا يعكس تغييرا مهما ـ فهم اتوا من اماكن ابعد من ذي قبل، حيث كان عددهم في الماضي من كندا او اوروبا.
ويعكس التغيير، في اجزاء منه، تركيز الشركات على الاسواق الاجنبية للنمور. فلال مرة، على سبيل المثال، يتوقع ان تحقق الشركات في قائمة ستاندارد اند بوور 500 اكثر من نصف مبيعاتها من الخارج. وبالمقارنة، فإن الشركات الاميركية التي كشفت عن مبيعاتها في الخارج قبل ست سنوات، كانت تحصل على ثلث دخلها من المبيعات الخارجية.
والعديد من رؤساء الشركات الاجانب عينتهم شركات مثل جنرال اليكتريك وبروكتر وغامل في السبعينات والثمانينات للعمل في عملياتها الخارجية. والان يعملون في اعلى المناصب. في شركات تشمل ستشيوتا براند انترناشونال وكوداك وكيلوغ. وقد بدأ الرؤساء التنفيذيون في شركات مثل دو كيميكل واولتريا والكوا بدأ عملهم في وحدات اجنبية لشركاتهم.
وقال مايكل اوسيم استاذ علم الادارة في كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا «بالرغم من وجود مقر تلك الشركات في الولايات المتحدة، فإن اعتقادهم بأنها شركات اميركية يقل مع مرور الوقت».
ومن المتوقع زيادة عدد التنفيذيين الاجانب في المستقبل، ولا سيما مع زيادة عدد الطلاب الاجانب في مجال الادارة الذين يمثلون 40 في المائة من عدد الطلاب، وقيام الشركات بتوظيف اشخاص من خارج الولايات المتحدة.
وقال اس بي كوثاري نائب عميد مدرسة سلون للادارة في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا «هي مجرد لعبة ارقام. ليس ذلك خطأ على الاطلاق مع الولايات المتحدة ولكن عدد سكاننا هنا مجرد 300 مليون شخص. تخيل وجود ملياري شخص من الخارج يحصلون على تعليم عادي. سنواجه المزيد منهم الذين سيصعدون للقمة».
وقد شاهد كوثاري، الذي نشأ في الهند ودرس ادارة الاعمال هناك، التجربة بطريقة مباشرة. فعدد من زملائه في الدراسات العليا في وائل الثمانينات عملوا في سيتي غروب وغولدمان ساكس ونايكي، واصبحوا الان في وضع للحصول على مناصب كبرى.
فعلى سبيل المثال اتى ماريجن ديكرز وهو في الخمسين من عمره لأميركا في عام 1985 عبر برنامج جنرال موتورز الذي يتطلب من الموظفين الجدد العمل اولا في قارة بعيدة عن القارة التي نشأوا فيها.
وقال ديكرز: انت لا تشعر بالخطر من العمل مع اشخاص مختلفين عنك. انا اكثر انفتاحا على استكشاف تحالفات اسيوية واشعر بالراحة في العمل في اسيا، بالرغم من انني اتيت من اوروبا».
وذكر خبراء اختيار المدراء في شركة كورن/فيري للتوظيف ان مجالس الشركات يطالبون ترشيح مديرين لديهم خبرات خارج الولايات المتحدة. ويقضى العديد من المديرين جزء من عملهم في دول اجنبية.
وقالت ستوزان بيشوب المتحدثة باسم جنرال اليكتريك «عندما تنضم الى شركة، وتبدأ في التطلع اليك للترقية، فواحد من الاشياء التي سننظر اليها، هي هل لديك خبرة دولية؟» وبعض الشركات لديها خبرة طويلة في تعيين مدراء تنفيذيين اجانب. فكوكا كولا عينت في الاسبوع الماضي مختار كنت رئيس الشركة ليخلف ايه نفيل ايسدل في منصب الرئيس التنفيذي. وقد ولد ايسدل في ايرلندا الشمالية ولكنه انتقل الى زامبيا كطفل. وولد كنت في الولايات المتحدة ولكنه نشأ في تركيا. (من بين الرؤساء التنفيذيين السابقين كل من روبرتو غويزوتا ودوغلاس دافت اللذين ولدا خارج الولايات المتحدة). وقال فاروق كاثواري الرئيس التنفيذي لإيثان اين انتريورز ان حياته تشكلت نتيجة لخبرته في الانتقال وحده وهو في الواحدة والعشرين من عمره من كشمير الى الولايات المتحدة. واوضح «الشخص الاجنبي هو رجل اعمال بطبيعة الحال. وعندما تترك وطنك واسرتك وتأتي الى دولة مختلفة، فلديك مميزات رجل الاعمال». وقال كاثواري ان طفولته في كشمير، وتسلق الجبال علمته اهمية التوزان. فالنزاعات السياسية هناك، علمته اهمية العدالة. وبعض المديرين التنفيذيين، من امثال بانديت في سيتي غروب، انتقلوا للولايات المتحدة لاستكمال تعليمهم. فاندرا كويو الرئيسة التنفيذية لبيبسي كولا، دخلت مدرسة الادارة في ييل بينما درس سيدني توريل رئيس ايلي ليلي المولود في المغرب في مدرسة الادارة في جامعة كولومبيا. بينما نال الليسانس والماجستير والدكتوراه من جامعة كولومبيا.
وقال هاورد اندرسون استاذ الاعمال في مدرسة سلون للادارة ان التغييرات في مجال المناصب الادارية كانت بطيئة بالمقارنة بزيادة مبيعات الشركات في الخارج. وقال ان بعض مجالس الادارة لا تزال لا تشعر بالراحة في التعامل مع المدراء التنفيذيين الاجانب لأنهم يشعرون بوجود علاقات بينهم وبين المدير الاميركي».
الا ان راماني اير الرئيس التنفيذي لهارتفورد فاينانشيال سيرفيزس قال انه لكون مجالس الادارة مسؤولة امام المساهمين فعليهم اختيار افضل المرشحين بغض النظر عن الجنس والاصل.
وتجدر الاشارة الى ان راماني اير نشأ في الهند ولكنه انتقل للولايات المتحدة للدراسة في جامعة دركسل. وقال ان المسؤولين في الشركة ساعدوه على تسلق السلم الوظيفي، ولكنه قال ايضا انه حصل على اخلاقيات عمل قوية في الهند.
وقال «لقد استفدت من خلفيتي الهندية. فقد نشأت في اسرة بسيطة لديها رغبة حقيقية في العمل الشاق. وبكلمة اخرى لا تتوقف ابدا عن العمل. العمل يحررك وهو جزء مما يحدد هويتك».
* خدمة «نيويورك تايمز»
40 في المائة عدد الطلاب الأجانب في مجال إدارة الأعمال بالجامعات الأميركية
http://www.aawsat.com/2007/12/13/images/news1.449574.jpg
مجموعة من المديرين الاجانب الذين ولدوا خارج الاراضي الاميركية ولكنهم يقودون اليوم مجموعة من الشركات العملاقة داخل الولايات المتحدة («نيويورك تايمز»)
نيويورك: لويز ستوري *
تشهد الولايات المتحدة زيادة كبيرة في عدد الاجانب الذين يتولون المناصب القيادية في الشركات الاميركية. فسيتي غروب، اكبر مصرف في العالم اختارت فيكرام بانديت وهو من ناغبور في الهند رئيسا تنفيذيا امس الاول. وينضم بانديت الى 14 شخصا ولدوا خارج الولايات المتحدة الذين يديرون شركات في قائمة مجلة فورتشن الأبر مائة شركة اميركية.
فرئيس اولتريا غروب، على سبيل المثال، ولد في مصر. ورئيس بيبسي كولا من الهند ورئيس ليبرتي ميتويل غروب هو ايرلندي والكوا ولد في المغرب.
وقد قفز عددهم منذ عقد تقريبا. فقد كان هناك 9 رؤساء تنفيذيين لشركات اميركية في قائمة فورتشين لأكبر مائة شركة اميركية عام 1996. الا ان حجم المجموعة الجديدة لا يعكس تغييرا مهما ـ فهم اتوا من اماكن ابعد من ذي قبل، حيث كان عددهم في الماضي من كندا او اوروبا.
ويعكس التغيير، في اجزاء منه، تركيز الشركات على الاسواق الاجنبية للنمور. فلال مرة، على سبيل المثال، يتوقع ان تحقق الشركات في قائمة ستاندارد اند بوور 500 اكثر من نصف مبيعاتها من الخارج. وبالمقارنة، فإن الشركات الاميركية التي كشفت عن مبيعاتها في الخارج قبل ست سنوات، كانت تحصل على ثلث دخلها من المبيعات الخارجية.
والعديد من رؤساء الشركات الاجانب عينتهم شركات مثل جنرال اليكتريك وبروكتر وغامل في السبعينات والثمانينات للعمل في عملياتها الخارجية. والان يعملون في اعلى المناصب. في شركات تشمل ستشيوتا براند انترناشونال وكوداك وكيلوغ. وقد بدأ الرؤساء التنفيذيون في شركات مثل دو كيميكل واولتريا والكوا بدأ عملهم في وحدات اجنبية لشركاتهم.
وقال مايكل اوسيم استاذ علم الادارة في كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا «بالرغم من وجود مقر تلك الشركات في الولايات المتحدة، فإن اعتقادهم بأنها شركات اميركية يقل مع مرور الوقت».
ومن المتوقع زيادة عدد التنفيذيين الاجانب في المستقبل، ولا سيما مع زيادة عدد الطلاب الاجانب في مجال الادارة الذين يمثلون 40 في المائة من عدد الطلاب، وقيام الشركات بتوظيف اشخاص من خارج الولايات المتحدة.
وقال اس بي كوثاري نائب عميد مدرسة سلون للادارة في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا «هي مجرد لعبة ارقام. ليس ذلك خطأ على الاطلاق مع الولايات المتحدة ولكن عدد سكاننا هنا مجرد 300 مليون شخص. تخيل وجود ملياري شخص من الخارج يحصلون على تعليم عادي. سنواجه المزيد منهم الذين سيصعدون للقمة».
وقد شاهد كوثاري، الذي نشأ في الهند ودرس ادارة الاعمال هناك، التجربة بطريقة مباشرة. فعدد من زملائه في الدراسات العليا في وائل الثمانينات عملوا في سيتي غروب وغولدمان ساكس ونايكي، واصبحوا الان في وضع للحصول على مناصب كبرى.
فعلى سبيل المثال اتى ماريجن ديكرز وهو في الخمسين من عمره لأميركا في عام 1985 عبر برنامج جنرال موتورز الذي يتطلب من الموظفين الجدد العمل اولا في قارة بعيدة عن القارة التي نشأوا فيها.
وقال ديكرز: انت لا تشعر بالخطر من العمل مع اشخاص مختلفين عنك. انا اكثر انفتاحا على استكشاف تحالفات اسيوية واشعر بالراحة في العمل في اسيا، بالرغم من انني اتيت من اوروبا».
وذكر خبراء اختيار المدراء في شركة كورن/فيري للتوظيف ان مجالس الشركات يطالبون ترشيح مديرين لديهم خبرات خارج الولايات المتحدة. ويقضى العديد من المديرين جزء من عملهم في دول اجنبية.
وقالت ستوزان بيشوب المتحدثة باسم جنرال اليكتريك «عندما تنضم الى شركة، وتبدأ في التطلع اليك للترقية، فواحد من الاشياء التي سننظر اليها، هي هل لديك خبرة دولية؟» وبعض الشركات لديها خبرة طويلة في تعيين مدراء تنفيذيين اجانب. فكوكا كولا عينت في الاسبوع الماضي مختار كنت رئيس الشركة ليخلف ايه نفيل ايسدل في منصب الرئيس التنفيذي. وقد ولد ايسدل في ايرلندا الشمالية ولكنه انتقل الى زامبيا كطفل. وولد كنت في الولايات المتحدة ولكنه نشأ في تركيا. (من بين الرؤساء التنفيذيين السابقين كل من روبرتو غويزوتا ودوغلاس دافت اللذين ولدا خارج الولايات المتحدة). وقال فاروق كاثواري الرئيس التنفيذي لإيثان اين انتريورز ان حياته تشكلت نتيجة لخبرته في الانتقال وحده وهو في الواحدة والعشرين من عمره من كشمير الى الولايات المتحدة. واوضح «الشخص الاجنبي هو رجل اعمال بطبيعة الحال. وعندما تترك وطنك واسرتك وتأتي الى دولة مختلفة، فلديك مميزات رجل الاعمال». وقال كاثواري ان طفولته في كشمير، وتسلق الجبال علمته اهمية التوزان. فالنزاعات السياسية هناك، علمته اهمية العدالة. وبعض المديرين التنفيذيين، من امثال بانديت في سيتي غروب، انتقلوا للولايات المتحدة لاستكمال تعليمهم. فاندرا كويو الرئيسة التنفيذية لبيبسي كولا، دخلت مدرسة الادارة في ييل بينما درس سيدني توريل رئيس ايلي ليلي المولود في المغرب في مدرسة الادارة في جامعة كولومبيا. بينما نال الليسانس والماجستير والدكتوراه من جامعة كولومبيا.
وقال هاورد اندرسون استاذ الاعمال في مدرسة سلون للادارة ان التغييرات في مجال المناصب الادارية كانت بطيئة بالمقارنة بزيادة مبيعات الشركات في الخارج. وقال ان بعض مجالس الادارة لا تزال لا تشعر بالراحة في التعامل مع المدراء التنفيذيين الاجانب لأنهم يشعرون بوجود علاقات بينهم وبين المدير الاميركي».
الا ان راماني اير الرئيس التنفيذي لهارتفورد فاينانشيال سيرفيزس قال انه لكون مجالس الادارة مسؤولة امام المساهمين فعليهم اختيار افضل المرشحين بغض النظر عن الجنس والاصل.
وتجدر الاشارة الى ان راماني اير نشأ في الهند ولكنه انتقل للولايات المتحدة للدراسة في جامعة دركسل. وقال ان المسؤولين في الشركة ساعدوه على تسلق السلم الوظيفي، ولكنه قال ايضا انه حصل على اخلاقيات عمل قوية في الهند.
وقال «لقد استفدت من خلفيتي الهندية. فقد نشأت في اسرة بسيطة لديها رغبة حقيقية في العمل الشاق. وبكلمة اخرى لا تتوقف ابدا عن العمل. العمل يحررك وهو جزء مما يحدد هويتك».
* خدمة «نيويورك تايمز»