المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف بنى السيد فضل الله لبنان من الخمس والمشروعات؟ (1-2)



سيد مرحوم
07-17-2004, 11:14 AM
http://www.bintjbeil.com/A/news/2004/images/0309_fadlallah.jpg

كيف بنى السيد فضل الله لبنان من الخمس والمشروعات؟
(1)

الوسط - سيدضياء الموسوي


أجمل ما قرأت في باب تشريع "الخمس" هو ما طرحه الشيخ محمد جواد مغنية في موسوعته الفقهية "فقه الإمام الصادق".

كان في أطروحته يحمل رؤى نقدية لطبيعة التعاطي مع الخمس. يقول السيدمحمدباقر الصدر في كتابه "اقتصادنا" إن الخمس إنما شرع من أجل أن يحد أيضا من تضخم رأس المال لدى الأغنياء فهو ضريبة من أجل أن يكون للفقراء من السادة نصيب في هذا المال.

طبيعة التشريع الإسلامي تأتي في سياق الحد من الارستقراطية والقضاء على الطبقية في المجتمع. الإسلام يشجع على التجارة، وروايات كثيرة - راجع بحار الأنوار للمجلسي - تستحث المسلم على العمل في التجارة لهذا كانت خديجة ورسول الله "ص" يعملان في التجارة لكن في المقابل يعمل الإسلام على رفعة الفقير أيضا، فالإسلام يعمل على دفع الغني نحو الغنى المقنن ويفرض عليه أن يرفع معه الفقراء ولذلك شرع الزكاة الواجبة وزكاة الفطر والزكاة المستحبة وكذلك شرع الخمس. إن بإمكان الخمس إذا ما أحسن استخدامه أن يسهم في خدمة البشرية والعمران ووفق الأطر الشرعية، وذلك لا يكون إلا عبر مؤسسات تدار برعاية الفقيه العادل. هذه مقدمة تقودني إلى قراءة موضوعية لأداء السيدمحمدحسين فضل الله وكيف استطاع أن يخلق مؤسسات علمية ومشروعات اقتصادية ضخمة من الخمس وغير الخمس أيضا، هذه المؤسسات ساهمت في رفع الآلام عن كاهل الكثير من المواطنين اللبنانيين، إذ استطاع السيد أن يوفر مئات الأعمال عبر مؤسساته وكذلك استطاع أن يعطي دفعة قوية للتعليم في لبنان عبر فتحه المدارس والمعاهد وكذلك انعكس أداؤه على مستوى القطاع الصحي بتأسيسه المستشفيات ذات الدرجة العالية من الكفاءة. كما أنه أنشأ مبرات خيرية للأيتام اللبنانيين، كما ان هذا الرجل عمل على تأسيس معاهد مهنية وتقنية في لبنان ومؤسسات ترعى المواطنين ذوي الاحتياجات الخاصة فأسس مؤسسة الهادي للإعاقة السمعية والبصرية في بيروت طريق المطار. ان عالم الدين بإمكانه أن يحمل هموم الناس وآلامهم وبإمكانه أن يرفع عن كاهل الناس الفقر. ولكن شريطة أن يتعاطى مع الواقع بوسطية وبفكر منفتح وبتأصيل ديني متين لهذا بإمكاننا أن نبني هذه القرى وهذه المدن التي تعيش فقرا وجوعا بتوظيف فريضة الخمس - وفق الإطار الفقهي - بالأسلوب المؤسساتي وأن يكون ذلك تحت مظلة الفقيه أيضا، ولكن السؤال: لماذا استطاع الخمس أن يبني لبنان ويبني إيران ويبني معاهد ومستشفيات ومراكز كبرى في باكستان والهند وحتى في لندن وأوروبا لكن ضعف في الخليج؟ لقد أصبح جزء من الخليجيين لا يرون ثمرا لغالبية ما ينفقونه. وحتى نكون علميين، سأطرح هنا مشروعات رجل دين واحد هو السيدمحمد حسين فضل الله، هذه الشخصية العملاقة، لنرى ماذا فعلت في لبنان بمشروعاتها الكبرى؟ لقد قام السيد بتأسيس:

1- مبرة السيدة خديجة ومعهد السيدة سكينة المهني للفتيات، يوجد في بيروت طريق المطار.

2- قام بتأسيس مدارس من الدرجة الأولى: ثانوية الإمام الجواد في البقاع، كما قام بتأسيس مدرسة الإشراق في الجنوب في منطقة بنت جبيل، وثانوية الرحمة في النبطية في الجنوب، وأيضا أسس ثانوية المجتبى في بيروت في حي السلم، وأنشأ معهد علي الأكبر المهني والتقني وهو من أروع المعاهد في بيروت تقنية، كذلك أسس ثانوية الإمام الحسن في بيروت في منطقة الرويس وتهافت عليها الكثير من المواطنين وخصوصا في ظل الأسعار العالية للدراسة في منطقة بيروت. كذلك قام بتشييد مبنى ضخم هو عبارة عن مبرة ومدرسة أيضا ولاشك أن هذه المبرة حدت من خطورة ضياع الأيتام وهي موجودة في الجنوب في جويا.

في الحقيقة هناك عدد كبير من المؤسسات ومن مدارس ومبرات خيرية ومعاهد وكذلك مستشفيات "مستشفى الرسول الأعظم". وقد أنشأ مطاعم ضخمة أيضا في بيروت والخليج وكان آخر مطعم هو مطعم كبير يرده كبار الشخصيات في بيروت ويقال إن كلفته كانت كبيرة جدا، هذا عدى عن إذاعة و... الخ. قمت برصد المدارس والمعاهد فوجدتها بلغت 17 مؤسسة عدا عن مؤسسات لم أستطع الكتابة عنها. ما أريد قوله هو ان رجل الدين إذا أصبح ذا عقلية منفتحة اقتصاديا وعلميا وفقهيا، بإمكانه أن يصنع المستحيل لأمته، وهذا يجعلني أدخل في موضوع مهم، وهو لماذا لا نطبق الأسلوب ذاته الذي اتخذه السيدفضل الله في إنشاء المؤسسات في البحرين تحت مظلة فقهية وغطاء فقهي يتم مع الفقهاء لنخدم هذا المجتمع الفقير سواء عبر فريضة الخمس، فخمس الـ 5 ملايين مليون، أو غير ذلك. كما بإمكاننا لو أننا وقفنا وقفة واحدة مطالبين بحل ملف الأوقاف الجعفرية فهو مليء بالملايين ومئات الأراضي والمباني والمزارع وعقارات بإمكاننا استثمارها لصالح ما أوقفت له وكذلك يستفيد المجتمع منها. الاسكان مطالبة بالتعويض عن الأراضي التي أخذت سواء في الشاخورة أو غيرها ولا جدال في ذلك، فالوقف لا يسقط بالتقادم. أتمنى من الناس والتجار والمؤسسات أن يقفوا مع هذه المشروعات وأن يفكروا جديا في هذا الأمر



فضل الله في لبنان... مستشفيات ومبرات للأيتام ومدارس ومعاهد ومطاعم
(2)
الوسط - سيد ضياء الموسوي

عندما تسقط دمعة يتيم في ليل مبهم دامس، عندما تفتش الأم عن كسرة خبز، عندما يضيع الأب بعربته في سوق بحثا عن رزق، عندما تبحث عائلة الشهيد عن ضمير غائب فسيرسل لهم الله من ينقذهم ولو بعد حين.

آلامنا كثيرة وأوجاعنا تقاس بالامتار... الصمت لن يخلق لنا أملا، ترديد المآسي لبعضنا لن يضيء لنا قنديلا واحدا ولن يفتح شمعة. صحيح ان الزمن واجم ولكن بأيدينا نستطيع ان نصنع المستقبل. دعونا نفكر جيدا كيف نستطيع ان ننقذ ما يمكن انقاذه... الناس تبني آمالا علينا، اطعمناها رغيف الكلمات واشبعناها تنظيرات ولكنها تطالبنا بمشروعات عملية على الأرض يكون لها انعكاس على واقعها. التنظير وإن كان جميلا، وإن كان محقا، وإن كان يناغي الآلام فإنه لا ينفع إذا لم يترجم إلى مشروعات على الأرض في زمن ليس فيه مكان لمن لا يمتلك الاقتصاد. قل ما تشاء لن يسمعك أحد بلا أموال، بلا مشروعات اقتصادية لن ينظر إليك أحد، فالشخصية الكبيرة بلا مشروعات ومؤسسات تموت ساعة رحيلها لأنها فرد وليست مؤسسات. دعونا نختلف مع بعضنا ولكن فكروا جيدا كيف نصنع مشروعات، وكيف نؤسس ثقافة المؤسسات في المجتمع لتصبح لصالح الفقراء والمواطنين... لا ادعو إلى مؤسسات مذهبية وإنما إلى مؤسسات وطنية لا تفرق بين المواطنين، وتصب في صالح الاسلام والمجتمع والوطن. نمتلك اخماسا وزكاة وتبرعات وأهل الخير كثيرون ولكن السؤال: من سيعلق الجرس في نهاية المطاف ويكسر التابو لقول الحقيقة. لقد مرت علينا أعوام وأعوام ونحن إلى الآن لم نؤسس مؤسسة خدمية واحدة يكون لها انعكاس على معيشة الناس. مؤسسات الكلام والدعاية الشخصية كثيرة ولكن أين هي المؤسسات التي ترعى اليتامى والفقراء، وتتابع ملفات المسحوقين في المجتمع وتترافع عن قضاياهم وهمومهم وتتابع ملفاتهم، إنها معدومة...
دعونا نقترب قليلا من تجربة السيد محمدحسين فضل الله، ولست هنا في مقام الدعاية لهذا السيد فهو لا يحتاج إلى دعاية أحد فمشروعاته التي اضاءها في لبنان وفي العالم الاسلامي هي قنوات ناطقة تدلل على مدى عبقرية الرجل، فلا يمكن ان تبنى كل هذه المؤسسات التي سأقوم بالتفصيل عنها بلغة الأرقام من لا شيء... دعونا نمشي على المنهج العلمي ذاته بأن نؤسس ثقافة المؤسسات في المجتمع البحريني... بأن نبني مبرات خيرية، بأن نصنع مؤسسات بما يتلاءم مع السياق البحريني، بأن نجتمع... بأن نجلس وأن نطلب من الدولة ان تمدنا بما تستطيع كي نؤسس مؤسسات حتى لو كان العطاء اعلاميا... المهم ان نخلق مؤسسات للمواطن المسحوق... وبإمكاننا ان نعقد اجتماعا مع التجار فلربما يقبلون الفكرة. البعض يقول: لربما هذا الكاتب يحلم. اعلم ان هناك من سيرمي هذه الافكار بالحجارة... لا بأس ربما تتحول الطعنات إلى قبلات إذا رأى الناس الثمار ذات يوم.
مكثت في قراءة ما أسس له فضل الله في لبنان، ولك هذه الارقام فقد تجعلنا نراقب اداءنا. استطاعت مؤسسات السيد أن تحتضن المواطنين ومن كل الطوائف، فمؤسساته ترعى "1" 3300 يتيم ويتيمة "2" 350 معوقا "مكفوفا وأصما" "3" 14 مدرسة اكاديمية نموذجية "4" معهدا فنيا عاليا ومستشفيات "5" وتحتضن مدارسه 15500 تلميذ وطالب "6" 5 مبرات للأيتام "7" مدرستين للمعوقين "8" دورا للعبادة والرسالة... وإليك التفاصيل:
1- مؤسسة الهادي للاعاقة السمعية والبصرية في بيروت على طريق المطار تحتضن 350 معوقا من الصم والمكفوفين وذوي الاعاقة اللغوية، وتشتمل على مدرستين متخصصتين هما: مدرسة النور للمكفوفين ومدرسة الرجاء للصم وهي تؤمن للمعوقين التعليم الاكاديمي باللغات الثلاث العربية والفرنسية والانجليزية اضافة إلى التربية والتأهيل المهني والحرفي والرعاية الداخلية.
2- وأخيرا تم افتتاح مدرسة الاعاقة اللغوية.
3- وقام السيد أيضا ببناء مستشفى ضخم في بيروت سمي مستشفى بهمن وهو يتألف من أربعة عشر طابقا، أحد عشر منها علوية وثلاثة سفلية، ويمتاز بناؤه بجماله الفني المعماري اضافة إلى قدراته الاستيعابية إذ يتسع لمئتين وخمسين سريرا باقسام تخصصية ممتازة.
4- أسس مبرات خيرية للأيتام من قبيل: "أ" مبرة الإمام زين العابدين "ع" وتحتضن 500 يتيم ويتيمة "ب" مبرة الإمام الخوئي وتحتضن 1300 يتيم "ج" مبرة الإمام علي "ع" وتحتضن 400 يتيم ويتيمة "د" مبرة السيدة خديجة "ع" وتحتضن 550 يتيم ويتيمة.
5- انشأ السيد مدارس اكاديمية تؤمن التعليم لـ 13200 تلميذ موزعين على 10 صروح منها ثانوية الإمام الجواد "ع"، ثانوية الباقر "ع"، مدرسة مبرة الخوئي، ثانوية المجتبى "ع"، مدرسة الإمام علي "ع"، ثانوية البشائر، ثانوية الكوثر، مدرسة الصادق "ع"، مدرسة الحسين "ع".
6- انشأ معهد علي الأكبر المهني والتقني والذي افتتح في العام 1995م واشتمل على 19 اختصاصا تؤهل لنيل الشهادة المتوسطة BP والبكالوريا الفنية BT والامتياز الفني TS، وهو يؤمن التعليم لـ 575 طالبا في القسمين الداخلي والخارجي
7- كما يعمل السيد على تأسيس مركز صحي "مركز العباسية الصحي المهني الاجتماعي".
8- قام بتأسيس عدة مساجد: مسجد زينب "ع" في بعلبك، مسجد سيد الشهداء "ع" في الجنوب و8 مساجد أخرى لا يسع الوقت لذكرها.
9- أسس مركزا اسلاميا كبيرا يشتمل على مسجد وقاعة تستوعب 1500 شخص في مدرجين سفلي وعلوي وتشتمل على مسرح كبير مجهز بالوسائل التقنية الحديثة وللعلم فإن هذه الصروح يستفيد منها المواطنون من دون تفريق.
10- اضافة إلى ذلك فإن للسيد جهازه الاستثماري إذ بنى مطاعم كبرى وهي مصادر تعمل على دعم بقية المشروعات هذا اضافة إلى العطاءات الفكرية والثقافية...
والسؤال هنا: لماذا لا نعمل لخلق مؤسسات تؤهل مجتمعنا الفقير؟... الحرب اللبنانية أكلت كل شيء ولكنها لم تأكل العقول الاستراتيجية، والمجتمع اللبناني مازال يشكر السيد على هذه المشروعات لأنها لصالح الوطن كما عملت على تأسيس ثقافة الحوار والتسامح فلا تعجب عندما تجد مشروعات الرجل محترمة من قبل حتى المسيحيين. هكذا يصنع الخمس والزكاة والتبرعات والعقلية المنفتحة المستحيل. دعونا ننقد واقعنا ونراجع انفسنا.

دعونا نقترب قليلا من تجربة السيد محمدحسين فضل الله، ولست هنا في مقام الدعاية لهذا السيد فهو لا يحتاج إلى دعاية أحد فمشروعاته التي اضاءها في لبنان وفي العالم الاسلامي هي قنوات ناطقة تدلل على مدى عبقرية الرجل، فلا يمكن ان تبنى كل هذه المؤسسات



-----------------
المصدر:
الوسط
(1)
http://www.alwasatnews.com/topic.as...ydate=6-19-2004
(2)
http://www.alwasatnews.com/view.asp?tID=4561

سيد مرحوم
10-21-2004, 06:24 AM
http://darkulaib.net/upload/fadhlulah.gif
http://darkulaib.net/upload/fadhlulah2.jpg
http://darkulaib.net/upload/fadhlulah3.gif

جريدة الوسط البحرينية

سيد مرحوم
10-22-2004, 12:06 AM
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة سيد مرحوم

في حديث خاص بـ "الوسط"

السيد فضل الله : مؤسسات تتحرك على الأرض

"2":

2004- 10 - 19
بيروت سيدضياء الموسوي


هكذا هو السيد فضل الله، مؤسسات تتحرك على الأرض، عطاء بلا حدود، فكر وثقافة، تحت عباءته يتدثر الآلاف من الأيتام، ويده الحانية البيضاء لامست الآلاف من العوائل الفقيرة والمحتاجين، وما بينهما استقر الأطفال والمعوقون من أصحاب الاحتياجات الخاصة. لقد استطاع الرجل طيلة 25 عاما - من خلال تدشين المبرات - أن يحمل عبئا كبيرا عن الدولة اللبنانية، ويذيب الكثير من الاحتقانات عبر هذه المؤسسات الخيرية. كثيرون هم محبو السيد فضل الله، ولكن الذين قد يختلفون معه ليس بوسعهم إلا أن يرفعوا تحية تقدير إلى مؤسساته الخيرية والثقافية، لأنها تلامس آلام الناس وأوجاع المجتمع اللبناني.

عندما تقرأ المؤسسات تتيقن أن وراءها رجلا كبيرا منفتحا على الحياة العصرية، من دون أن يلغي ثوابت التاريخ والتراث. عندما تحاوره تجد نفسك مضطرا إلى أن تحترمه في أفكاره وأدائه وكذلك تاريخه. تتلمس في حديثه روحية الشاب، لكنها الروحية التي تتكئ على خبرة الشيخ الكبير الطاعن في التجربة والتحدي.

وتلك هي الأيام، عندما يكون العمل لله وللأمة وللفقراء، يكبو الزمن، ووحده التاريخ يشهد بعمق التجربة وحضارة الهدف.

كل ذلك، تقرأه في حوار اليوم... نلتقي السيد لنكمل هذا الحوار الثقافي، مع إطلالة بسيطة على بعض المؤسسات، ونعد القراء بتغطية أكثر اتساعا مع بقية المؤسسات، مع طرح آفاق أخرى على هذه المؤسسات.

من من الشعراء أعجبت به؟ هل قرأت مثلا شعر نزار قباني السياسي؟

- أنا ما عندي شاعر واحد. طبعا في البداية كان أكثر الشعراء تأثرت بهم هو الشاعر الأخطل الصغير "بشار الخوري" وكنت أقرأ لشوقي وحافظ إبراهيم وأقرأ للجواهري.

هل ناقشت أحدا من المفكرين ممن تناولوا القضايا الإسلامية بشكل غير صحيح؟

- بعد أن كفر نصر حامد أبوزيد جاء عندي للشام وجلس ساعتين طلب كتبي واعطيته اياها وجاء عندي قبل شهر... ناقشته في قوله ان فهم القرآن فهم بشري ولكن فهم النبي ليس فهما بشريا لأن النبي ليس دوره ان يأتهم اياه ساعي بريد، النبي يعلمهم الكتاب والحكمة. هو الآن مثل ما يعلم النص يعلم المفهوم "معنى النص"... المهم حاورته وناقشته في أطروحاته، وكذلك جاء عندي الجابري واركون وناقشتهما في أطروحاتهما.

سماحة السيد دخلت مكتبكم العامة التي للتو فتحت وجدت فيها شبابا يقرأون، وكتبا متنوعة موجودة على الرفوف كتبا مترجمة وكتبا في العلوم الإنسانية، كيف تتعاطى مع الوضع؟

- أنا عندي نظرية في الحرية... تجدها في بعض كتبي كتبت عن قصة حفظ كتب الظلال... في المكاسب يوجد انه يجب حرقها... وانها كتب ضلال. طبعا لا يوجد نص فيها. يقولون: حكم العقل هو وراء الحرمة باعتبار ان ذلك يمثل تشجيعا للضلال وتقوية له وما إلى ذلك أن أقول: سابقا يمكن ان تحاصر الضلال عندما تضطهده أما الآن فالعالم أصبح قرية واحدة. الآن إذا اضطهدت الضلال نشرته... أنت تحول الواحد منهم إلى بطل من أبطال الحرية الفكرية، ثانيا تترجم كتبهم إلى معظم اللغات حتى اللغات البدائية. نصر حامد أبوزيد، صادق جلال مثلا في الخمسينات نشر كتاب "نقد الفكر الديني" فيه النظريات المادية المكتوبة نفسها قبل ،200 300 سنة... لم يقرأه أحد، من له حوصلة قراءة كتب فلسفية؟ الشيخ حسن خالد مفتي الجمهورية... قدم دعوى ضده فانتشر الكتاب بصورة غير طبيعية وهكذا... الآن عندما تضطهد الفكر تنشره... الإعلام ليس بيدك، النوادي الثقافية ليست بيدك... لكن دعه يعيش وناقشه. فكر يناقش فكرا لهذا أنا أؤمن أن نجعل الفكر المضاد يأخذ حريته ولكن بشرط أن نناقشه. يجب ألا نجلس في الساحة على طرف.

سماحة السيد، صوتك الفكري صوت جميل في عالمنا العربي... صوت الاعتدال ولكن، سماحة السيد هل استطعت أن تنحت شخصيات يحملون الأمانة من بعدك.

- صعب...

لماذا صعب؟

هذه تمثل مشكلة نعيشها وهي تمثل مأساة عند الإنسان هناك أمور لا تستطيع أن تعطيها. أنا - مثلا - تاريخي في الساحة الإسلامية بمعنى الإسلام الحركي من آخر الأربعينات. تجربتي الإسلامية والثقافية أكثر من 55 سنة. وفيها عشت صراعا. في النجف عشت صراعا في لبنان كذلك.

كيف ترى شعب البحرين؟

- شعب البحرين شعب قارئ، يقرأ. تأتيني مكالمات كثيرة من البحرين ومن نساء من البحرين يقرأون ما أكتب وما أنشر مثل الرجال أو أفضل من الرجال. عندنا شباب يحملون إضاءات ولكنهم بحاجة إلى الدخول في التجربة وأن يخوضوها. بعض الأشياء لا تقرأ بل تجرب. أتذكر تعبيرا كتبته في كتاب "خطوات على طريق الإسلام" أقول: "الداعية لابد أن يكون عنده حس اجتماعي" الحس غير الثقافة. الآن أنت عندما تشم الوردة تفهم العطر أكثر من 100 قصيدة عن الورد كذلك المجتمع. الآن أقول كلمة أخرى: "حس المعاصرة" أن تشم العصر. تعرف كيف يفكر؟ ما هي تطلعاته؟ ما هي أساليبه؟ هذا المعنى لا تستطيع أن تعلمه شخصا... يجب أن تعيشه. لا شك أن هناك أشخاصا يعيشون بعض هذا الفكر، بعض هذا القلق الثقافي... يحمل علامات الاستفهام. المرحوم الوالد كان منفتحا، ولعل ما أحمل من رحابة هي منه. أجلس معه... أقول له: سيدنه دعنا نجلس نحكي كفريات. ومقصودي المسلمات حتى السيد مرتضى العسكري الله يعافيه قال لي: أنا لست شجاعا مثلك.

سيدمرتضى كنت أجلس معه لنحكي "كفريات"... لاشك أنك تسأل ماذا أقصد بالكفريات؟

أعني بالكفريات أن نناقش الأشياء التي لم تناقش وهي قابلة للمناقشة. هذا المعنى لابد أن نميز بين الأمور الضرورية من غير الضرورية.

هل تؤمن بالشعر الحداثي؟

- أنا أؤمن أن الشعر لابد أن يكون فيه موسيقى و...

قافية ووزن؟

- موسيقى ولو بالتفعيلات لكن لابد أن يكون فيه موسيقى وأن يعتمد على اللمحة والإيحاء وألا يكون غامضا.

على طريقة أدونيس تقصد بالغامض كونه رمزيا في شعره؟

- الشعر الحداثوي يوجد فيه غموض.

وتوجد فيه رمزية... هل تقرأ الكتب التي تتناول علوم الانثروبولوجيا "العلوم الإنسانية"، وهل عندك تواصل في ذلك؟

- عندي تواصل وأقرأ ذلك.

دبرت لك أكثر من محاولة اغتيال، وعلى رغم ذلك واصلت؟

- أنا أؤمن بالله، وإيماني بالله يفرض علي أن أقول كلمة الحق. الرسالة تفرض على الإنسان أن يكون له حضور دائم. أنا عندما أجلس مع الطفل الصغير ويسألني أجيبه... يناقشني.

أذهب مثلا للمبرات للأيتام وهم في سن التسع سنوات، أتكلم معهم بلغة طفولية طفل يتكلم مع أطفال حتى يفهموني. الرسالي يجب ألا يتكبر عن أي سؤال، أنا طرحت في الجامعة الأميركية "لا مقدسات في الحوار" والحقيقة ؟ انه ليس هناك سؤال تافه وليس هناك سؤال ليس له جواب.

يأتيني هنا الكثير من الناس... بعضهم نساء من أطياف متنوعة وأناقشهن... من الجامعة وغير الجامعة.

هل تحمل رؤية نقدية لأفكارك؟ هل تحمل ثقافة المراجعة؟

- كثيرا... حتى في الفتاوى الفقهية... افتيت فتاوى وبعد ذلك تراجعت عنها.

هل هناك رقابة إدارية ومالية على مؤسساتك؟

- المؤسسات لديها جهاز جيد، أنا قلت للناس أي فرد عنده أية ملاحظات فليخبرني وأنا أراجع ذلك. لا أدعي أن كل شيء 100 في المئة.

على مستوى العراق، هناك من استشعر أن خطابك يميل نسبيا إلى السيدمقتدى الصدر؟

- لا. مقتدى هو شاب ليس عنده خبرة ولا تجربة وجمهوره متنوع... أنا قدرت فيه مواجهته للمحتل.

كلنا ضد المحتل ولكن ألا تعتقد سماحة السيد أن التيار الإسلامي وخصوصا الشيعي دائما ما يدخل في محارق وفي نهاية المطاف لا يحصلون على شيء؟

- هو استفز من قبل المحتل. والمحتل لا يريد أن تكون هناك قوة في هذا الخصوص. استفز، هو لم يكن في تخطيطه أن يدخل في ذلك، لكن عندما حدث هذا الشيء، أيدنا هذا الجانب فقط.
انتهى اللقاء مع السيدفضل الله، إذ كان اللقاء مثمرا وجميلا عندما حاورته لم أتلكأ في طرح أي سؤال وخرجت مقتنعا بأن الحقيقة بنت الحوار ولا مقدسات في الحوار.





السيد فضل الله في لبنان... مؤسسات ومبرات ومراكز تعليم ومعاهد



ثقافة المؤسسات ثقافة مهمة يجب أن نعيشها في حياتنا. كيف نستطيع أن نبني الإنسان وأن نؤمن حياته عبر مشروعات كبرى تجعله يعيش السعادة في هذه الدنيا. الحياة ليست صوما وصلاة فقط، ولكن الحياة كيف نحول الصلاة إلى مشروع يؤمن الحب لله، كيف يتحول الصوم إلى مؤسسات ترعى الفقير واليتيم والكفيف والأصم. تلك هي الإنسانية في أجمل صورها عندما يتحول المال إلى مشروع إنساني يتحرك على الأرض. هكذا رأيت فضل الله في لبنان، صاحب العمامة السوداء. كيف تتحرك عبر مؤسسات ومشروعات.

وهنا أطرح - عبر هذه الإطلالة - مشروعات السيد في لبنان، علنا نستطيع أن نستفيد من ثقافة المؤسسات وهي تتحرك على الأرض عبر مدارس ومراكز تعليمية ومستشفيات ومبرات خيرية للأيتام.


المعاهد



قام السيد بتأسيس

"معهد علي الأكبر المهني والتقني"،

و"دار الصادق للتربية" و

"مدرسة التمريض"،

و"معهد السيدة سكينة"،

و"مؤسسة الهادي للإعاقة السمعية والبصرية"،

وتأسست هذه المؤسسة في العام 1988 باعتبارها مدرسة للمكفوفين، وتم افتتاح مدرسة الصم في العام 1993م، وتعتمد المدرسة اللغتين العربية والإنجليزية في مناهجها، إضافة إلى طرق التواصل المختصة بالصم كقراءة الشفاه والنطق ولغة الإشارة وأبجدية الأصابع الإشارية.


القسم المهني:

يعنى هذا القسم بتأهيل المكفوفين والصم في مشاغل القش والحياكة والخياطة والنجارة والألمنيوم والطباعة على الآلة الكاتبة والعمل على القسم الهاتفي وتصفيف الشعر.



المرافق العلمية:

مختبر كمبيوتر للمكفوفين والصم وأيضا مختبر العلوم للمراحل كافة، إضافة إلى ذلك عيادة التأهيل على السمع والنطق مع مكتبة ثقافية خاصة بالمكفوفين تضم كتبا بلغة "برايل"، بالإضافة إلى مكتبة بصرية للصم مع مكتبة صوتية للمكفوفين مع قاعة الوسائل السمعية والبصرية ووسائل الإيضاح.

في المؤسسة نواد متعددة ينضم إليها الأولاد كل بحسب ما يرغب "رسم، تمثيل، بيئة، موسيقى، أشغال يدوية، تدبير منزلي".

جمعية المبرات الخيرية: هي من الجمعيات التي قام بتأسيسها السيد محمد حسين فضل الله. تحتضن الجمعية 3300 يتيم ويتيمة في مناطق مختلفة من لبنان.

مدارس المبرات: وتضم الجمعية أكثر من 15 ألف طالب وطالبة في مدارسها الـ ،14 منها: "ثانوية الكوثر"، "ثانوية الإمام الحسن"، "ثانوية المجتبى"، "مدرسة الأبرار"...

المراكز الصحية

أنشأت الجمعية التي يقوم بالإشراف عليها مباشرة السيد فضل الله بالتعاون مع مؤسسة بهمن الخيرية "مستشفى بهمن" في حارة حريك، لتلبية الحاجات الصحية للمنطقة. وقد تم تجهيزه بوسائل تقنية وفنية متطورة ليكون إشراقة خير حضارية في درب الاهتمام بالإنسان وقضاياه.
كما أنشأت الجمعية مستشفى السيدة الزهراء في بلدة العباسية - صور، الذي ينتظر إمكانات التجهيز.

وفي بلدة ياطر الجنوبية تم إنجاز مركز العباس الصحي الاجتماعي الثقافي وتجهيزه بوسائل تقنية وفنية.

رعاية الأيتام

"تحتضن الجمعية 3300 يتيم ويتيمة"

كما أنشأت الجمعية مؤسسات رعائية للأيتام وذوي الحالات الاجتماعية الصعبة لتكون كل واحدة منها بيتا يشعر فيه اليتيم بالطمأنينة والراحة ويؤمن له ما يحتاج إليه في نمو الجسد والفكر والروح. إضافة إلى ذلك يقوم الإشراف الرعائي بتأمين المستلزمات الحياتية كافة لهؤلاء الأيتام من مأكل وملبس وأقساط مدرسية وكتب وقرطاسية، علاوة على الإشراف التربوي والاجتماعي والنفسي الذي يواكبهم في مختلف مراحل حياتهم.

المراكز الدينية

بنى السيد 12 مسجدا، ومازال هناك 11 مسجدا قيد الإنجاز، إضافة إلى مراكز عدة منها

"مركز الإمام الحسين"،

و"مركز الإمام علي"،

و"مركز أهل البيت".

كما أن السيد قام بتأسيس إذاعة سميت بـ "إذاعة البشائر".

فعلا، عندما ذهبت إلى لبنان لمحت المؤسسات كيف تبنى عن طريق التبرعات، وكذلك الخمس... وعبر استثمار الأموال لتصب في صالح الضعفاء من الناس.

إن السيد فضل الله كان ولايزال رجل المؤسسات في لبنان، إذ إن لعالم الدين دورا مميزا، بحيث يمتلك لغة العصر مع التركيز على الثوابت... مطلوب منه أن يتحول إلى رجل مؤسسات تتلمس نبض الشارع وآلام المجتمع، وأن يكون مشروع حياة.

alsamaney
10-22-2004, 04:02 AM
مشكور اخي العزيز على نقلك للموضوع

ياريت نرى مثل هذه العمال من الحقوق الشرعية لبقية المراجع
أو على الأقل معرفة الناس في اين تصرف هذه الأموال


وشكرا