سمير
12-12-2007, 03:34 PM
http://www.aawsat.com/2007/12/12/images/news1.449428.jpg
جون كيرياكو
أبدى عدم ارتياحه لهذا الأسلوب في التحقيق واعتبره تعذيبا
واشنطن: جوبي ووريك ودان ايغان*
قال ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي أيه) شارك في القبض على قيادي تنظيم القاعدة زين العابدين محمد حسين (أبو زبيدة) ان استخدام أسلوب التعذيب بالماء ساعد على توفر معلومات استخباراتية من المحتمل ان تكون قد ساعدت على «إنقاذ أرواح»، لكن الآن يعتبره ذلك التكتيك نوعا من التعذيب.
وقال جون كيرياكو، الذي عمل محققا في باكستان، ان زين العابدين محمد حسين أبو زبيدة، أول قيادي في تنظيم القاعدة يلقى القبض عليه بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، قد اعترف بعد اقل من دقيقة من استخدام هذه الأسلوب معه بمعلومات أدت إلى عرقلة العديد من الهجمات التي كان مخططا لها.
جدير بالذكر ان أبو زبيدة واحد من معتقلين اثنين جرى تسجيل استجوابهما على شريط فيديو، إلا ان وكالة الاستخبارات المركزية ألقت هذه التسجيلات في وقت لاحق. وأثار كشف النقاب عن إتلاف هذه الأشرطة غضبا في الكونغرس وادعاءات بأن الوكالة تحاول إخفاء أدلة تثبت استخدامها التعذيب غير القانوني. وقال كيرياكو انه لم يشاهد استخدام أسلوب التعذيب بالماء مع أبو زبيدة لكنه كان واحدا من فريق الاستجواب الذي أجرى التحقيق معه في مستشفى باكستاني على مدى أسابيع عقب إلقاء القبض عليه ربيع عام 2002. وقال كيرياكو أبو زبيدة كان يتسم بنزعة تحد وحماسة آيديولوجية وغير متعاون، جرى ربطه على لوح من الخشب ولف انفه وفمه بشريط سلوفان وسكب الماء داخل حلقه بطريقة جعلته يتصور انه سيغرق.
وأضاف كيرياكو ان استخدام هذا الأسلوب مع أبو زبيدة استمر حوالي 35 ثانية فقط قبل ان ينهار، وكما أوضح كيرياكو ان واحدا من زملائه في فريق التحقيق نقل له وصفا مفصلا لما حدث مع أبو زبيدة. وقال أيضا ان أبو زبيدة ابلغهم بأنه سيقول لهم كل ما يريدون.
أضاف كيرياكو أيضا ان أبو زبيدة قال للمحققين ان وحيا الهمه في زنزانته بأن يتعاون مع المحققين لأن ذلك سيسهل الأمور على إخوانه.
جدير بالذكر ان تعليقات كيرياكو جاءت بعد يوم قبل مثول ثلاثة مسؤولين بارزين بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية أمام لجنة تابعة للكونغرس للإدلاء بشهادتهم حول إتلاف تسجيلات فيديو تحتوي على استجواب أبو زبيدة والقيادي الثاني في القاعدة عبد الرحمن الناشري. وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية، مايكل هايدن، قد أعلن الاسبوع الماضي ان التسجيلات المشار اليها قد اتلفت عام 2005 بغرض حماية هوية موظفين في الوكالة ظهروا في هذه التسجيلات. واتلفت التسجيلات على الرغم من تعليمات من قضاة طلبوا من السلطات الاحتفاظ بالتسجيلات ذات الصلة ببرامج الاستجواب.
وكانت دعاوى قد رفعت بواسطة معتقلين في معتقل غوانتانامو طعنوا في إجراء اعتقالهم.
وأعلن أمس رئيس لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب، سيلفستر ريس، والعضو الجمهوري بيت هوكسترا ان اللجنة بصدد الشروع في تحقيق حول إتلاف أشرطة الفيديو. وقال ريس وهوكسترا بأن حديث هايدن حول إبلاغ اللجنة بإتلاف هذه الأشرطة «غير حقيقي» في ما يبدو. وكانت وزارة العدل ومكتب المفتش العام قد شرع في تحقيق اولي حول إتلاف الأشرطة. وقال أعضاء في اللجنة المشتركة التي حققت في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 انه قد اُبلغوا مرارا بأن وكالة الاستخبارات المركزية ليست لديها أشرطة فيديو خاصة بالاستجواب.
مسؤولو الوكالة قالوا من جانبهم انهم اطلعوا مسؤولي لجنة الاستخبارات التابعة للكونغرس على مدى عامين على الأساليب المستخدمة في الاستجواب. وقال مسؤولون انهم ذكروا أشرطة الفيديو في معرض إطلاعهم مسؤولي اللجنة على أساليب الاستجواب إلا ان أي من أعضاء اللجنة لم يطلب مشاهدتها. وأكد مسؤولو استخبارات اميركيين ان كيرياكو كان موظفا بوكالة الاستخبارات المركزية شارك في إلقاء القبض على أبو زبيدة والتحقيق معه. وكان كيرياكو، الذي قضى 14 عاما في خدمة وكالة الاستخبارات المركزية في قسمي التحليل والعمليات، قد ترك العمل في الوكالة عام 2004 ويعمل حاليا مستشارا في شركة خاصة بواشنطن.
وبعد ان فشل المحققون في الحصول على أي معلومات من أبو زبيدة خلال الفترة التي قضاها في المستشفى بعد إلقاء القبض عليه جرى نقله إلى سجن سري تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، حيث يباشر التحقيق فريق مدرب على استخدام أساليب مشددة في التحقيق مثل أسلوب جعل المتهم يشعر بأنه يوشك على الغرق. وقال كيرياكو انه قبل وقت قصير من تحويل أبو زبيدة من المستشفى إلى السجن السري لوكالة الاستخبارات المركزية غادر باكستان إلى واشنطن، حيث واصل مراقبة استجواب أبو زبيدة من خلال برقيات سرية واتصالات خاصة مع زملائه.
وقال كيرياكو انه لا يعرف ان جلسات الاستجواب قد جرى تصويرها بالفيديو، على الرغم من وجود دائرة تصوير فيديو مغلقة في الغرف التي يجري داخلها الاستجواب، وأضاف قائلا ان لا علم لديه بقرار إتلاف أشرطة الفيديو التي تحتوي على جلسات الاستجواب. وقال مسؤولون ان هناك آلاف الساعات من تسجيلات الفيديو إلا ان غالبيتها لأبو زبيدة وحده في زنزانته وهو خلال فترة شفائه من الإصابات التي تعرض لها. لا تزال الظروف التي أحاطت باستجواب ومعاملة أبو زبيدة غامضة ومثار جدل. ضباط مكتب المباحث الفيدرالي عارضوا استخدام أساليب الإكراه في التحقيق لأنه لا يمكن الاعتماد عليها لانها تأتي بنتائج عكسية، فيما دافع مسؤولو استخبارات عن فائدة هذه الأساليب.
وكان الرئيس بوش وآخرون قد صوروا أبو زبيدة على اعتبار انه إرهابي على درجة كبيرة من الخطورة، إلا ان مصادر في دوائر الاستخبارات والأجهزة الأمنية قالت انه لا يعدو ان يكون مساعدا في المسائل اللوجستية لقادة تنظيم القاعدة ومرافقيهم. وفي وثائق جرى إعدادها لجلسة تحقيق قضائية في سجن غوانتانامو، حيث يخضع أبو زبيدة للحبس، أكد أبو زبيدة انه تعرض للتعذيب بواسطة وكالة الاستخبارات المركزية وانه ابلغ المحققين بكل ما كانوا يريدون سماعه بغرض وقف التعذيب. وكان عدة قضاة فيدراليين قد أصدروا أوامر قضائية طلبوا بموجبها من وكالة الاستخبارات المركزية ووكالات حكومية أخرى المحافظة على التسجيلات ذات الصلة بالتحقيق مع الأشخاص المشتبه في تورطهم في نشاطات إرهابية عقب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001.
ويسعى بعض المحامين إلى استصدار أوامر جديدة للاحتفاظ بالتسجيلات. وفي واحدة من هذه القضايا قال محامو المعتقل اليمني في غوانتانامو محمد عبد الله في دعوة رفعت يوم الأحد الماضي ان وكالة الاستخبارات المركزية خرقت أمرا صدر في يونيو (حزيران) 2005 من القاضي هنري كينيدي في واشنطن. وكان كينيدي قد طلب من السلطات «الحفاظ على كل الأدلة والمعلومات ذات الصلة بالتعذيب وسوء المعاملة والاعتداء على المعتقلين المحبوسين حاليا في معسكر خليج غوانتانامو بكوبا».
وبسبب إدلاء أبو زبيدة بمعلومات أدت إلى إلقاء القبض على عدد من المعتقلين حاليا في سجن غوانتانامو، فإن محاميي الدفاع يرون انه لا بد من الاحتفاظ بأي تسجيلات لاستجواب أبو زبيدة. وقال كيرياكو انه تحدث لأول مرة مع أبو زبيدة في مستشفى عسكري في باكستان، حيث كان يتلقى العلاج من الإصابات التي تعرض لها عقب تبادل إطلاق النار خلال عملية القبض عليه.
بعد ان فاق من الغيبوبة كان أبو زبيدة، وهو لا يزال في سرير المستشفى، كثير الكلام في بداية الأمر مع كيرياكو. وقال كيرياكو انهما ناقشا أمورا شخصية تراوحت من الدين إلى شعور أبو زبيدة بالندم على عدم الزواج وإنجاب أطفال. وقال أيضا انه حاول باستمرار ان يضفي طابعا وديا على حديثه مع أبو زبيدة بغرض محاولة الحصول منه على تفاصيل حول البنيات التحتية لتنظيم القاعدة وقيادته وخططه، إلا ان أبو زبيدة رفض وأصبح في نهاية الأمر أكثر تحديا.
وفي وقت لاحق جرى نقله إلى سجن سري تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية. ويعترف كيرياكو بان لديه مشاعر مختلطة الان بشأن استخدام اسلوب الماء فهذا الاسلوب مكن الاستخبارات من تحقيق اختراق ومنع هجمات، لكنه يعتقد الان انه تعذيب وان الاميركيين يفترض ان يكونوا ارقى من استخدام هذه الاساليب. واضاف قد يكون هذا فصل قبيح كان ضروريا في ذلك الوقت ولكننا الان تجاوزناه.
* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»
جون كيرياكو
أبدى عدم ارتياحه لهذا الأسلوب في التحقيق واعتبره تعذيبا
واشنطن: جوبي ووريك ودان ايغان*
قال ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي أيه) شارك في القبض على قيادي تنظيم القاعدة زين العابدين محمد حسين (أبو زبيدة) ان استخدام أسلوب التعذيب بالماء ساعد على توفر معلومات استخباراتية من المحتمل ان تكون قد ساعدت على «إنقاذ أرواح»، لكن الآن يعتبره ذلك التكتيك نوعا من التعذيب.
وقال جون كيرياكو، الذي عمل محققا في باكستان، ان زين العابدين محمد حسين أبو زبيدة، أول قيادي في تنظيم القاعدة يلقى القبض عليه بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، قد اعترف بعد اقل من دقيقة من استخدام هذه الأسلوب معه بمعلومات أدت إلى عرقلة العديد من الهجمات التي كان مخططا لها.
جدير بالذكر ان أبو زبيدة واحد من معتقلين اثنين جرى تسجيل استجوابهما على شريط فيديو، إلا ان وكالة الاستخبارات المركزية ألقت هذه التسجيلات في وقت لاحق. وأثار كشف النقاب عن إتلاف هذه الأشرطة غضبا في الكونغرس وادعاءات بأن الوكالة تحاول إخفاء أدلة تثبت استخدامها التعذيب غير القانوني. وقال كيرياكو انه لم يشاهد استخدام أسلوب التعذيب بالماء مع أبو زبيدة لكنه كان واحدا من فريق الاستجواب الذي أجرى التحقيق معه في مستشفى باكستاني على مدى أسابيع عقب إلقاء القبض عليه ربيع عام 2002. وقال كيرياكو أبو زبيدة كان يتسم بنزعة تحد وحماسة آيديولوجية وغير متعاون، جرى ربطه على لوح من الخشب ولف انفه وفمه بشريط سلوفان وسكب الماء داخل حلقه بطريقة جعلته يتصور انه سيغرق.
وأضاف كيرياكو ان استخدام هذا الأسلوب مع أبو زبيدة استمر حوالي 35 ثانية فقط قبل ان ينهار، وكما أوضح كيرياكو ان واحدا من زملائه في فريق التحقيق نقل له وصفا مفصلا لما حدث مع أبو زبيدة. وقال أيضا ان أبو زبيدة ابلغهم بأنه سيقول لهم كل ما يريدون.
أضاف كيرياكو أيضا ان أبو زبيدة قال للمحققين ان وحيا الهمه في زنزانته بأن يتعاون مع المحققين لأن ذلك سيسهل الأمور على إخوانه.
جدير بالذكر ان تعليقات كيرياكو جاءت بعد يوم قبل مثول ثلاثة مسؤولين بارزين بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية أمام لجنة تابعة للكونغرس للإدلاء بشهادتهم حول إتلاف تسجيلات فيديو تحتوي على استجواب أبو زبيدة والقيادي الثاني في القاعدة عبد الرحمن الناشري. وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية، مايكل هايدن، قد أعلن الاسبوع الماضي ان التسجيلات المشار اليها قد اتلفت عام 2005 بغرض حماية هوية موظفين في الوكالة ظهروا في هذه التسجيلات. واتلفت التسجيلات على الرغم من تعليمات من قضاة طلبوا من السلطات الاحتفاظ بالتسجيلات ذات الصلة ببرامج الاستجواب.
وكانت دعاوى قد رفعت بواسطة معتقلين في معتقل غوانتانامو طعنوا في إجراء اعتقالهم.
وأعلن أمس رئيس لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب، سيلفستر ريس، والعضو الجمهوري بيت هوكسترا ان اللجنة بصدد الشروع في تحقيق حول إتلاف أشرطة الفيديو. وقال ريس وهوكسترا بأن حديث هايدن حول إبلاغ اللجنة بإتلاف هذه الأشرطة «غير حقيقي» في ما يبدو. وكانت وزارة العدل ومكتب المفتش العام قد شرع في تحقيق اولي حول إتلاف الأشرطة. وقال أعضاء في اللجنة المشتركة التي حققت في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 انه قد اُبلغوا مرارا بأن وكالة الاستخبارات المركزية ليست لديها أشرطة فيديو خاصة بالاستجواب.
مسؤولو الوكالة قالوا من جانبهم انهم اطلعوا مسؤولي لجنة الاستخبارات التابعة للكونغرس على مدى عامين على الأساليب المستخدمة في الاستجواب. وقال مسؤولون انهم ذكروا أشرطة الفيديو في معرض إطلاعهم مسؤولي اللجنة على أساليب الاستجواب إلا ان أي من أعضاء اللجنة لم يطلب مشاهدتها. وأكد مسؤولو استخبارات اميركيين ان كيرياكو كان موظفا بوكالة الاستخبارات المركزية شارك في إلقاء القبض على أبو زبيدة والتحقيق معه. وكان كيرياكو، الذي قضى 14 عاما في خدمة وكالة الاستخبارات المركزية في قسمي التحليل والعمليات، قد ترك العمل في الوكالة عام 2004 ويعمل حاليا مستشارا في شركة خاصة بواشنطن.
وبعد ان فشل المحققون في الحصول على أي معلومات من أبو زبيدة خلال الفترة التي قضاها في المستشفى بعد إلقاء القبض عليه جرى نقله إلى سجن سري تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، حيث يباشر التحقيق فريق مدرب على استخدام أساليب مشددة في التحقيق مثل أسلوب جعل المتهم يشعر بأنه يوشك على الغرق. وقال كيرياكو انه قبل وقت قصير من تحويل أبو زبيدة من المستشفى إلى السجن السري لوكالة الاستخبارات المركزية غادر باكستان إلى واشنطن، حيث واصل مراقبة استجواب أبو زبيدة من خلال برقيات سرية واتصالات خاصة مع زملائه.
وقال كيرياكو انه لا يعرف ان جلسات الاستجواب قد جرى تصويرها بالفيديو، على الرغم من وجود دائرة تصوير فيديو مغلقة في الغرف التي يجري داخلها الاستجواب، وأضاف قائلا ان لا علم لديه بقرار إتلاف أشرطة الفيديو التي تحتوي على جلسات الاستجواب. وقال مسؤولون ان هناك آلاف الساعات من تسجيلات الفيديو إلا ان غالبيتها لأبو زبيدة وحده في زنزانته وهو خلال فترة شفائه من الإصابات التي تعرض لها. لا تزال الظروف التي أحاطت باستجواب ومعاملة أبو زبيدة غامضة ومثار جدل. ضباط مكتب المباحث الفيدرالي عارضوا استخدام أساليب الإكراه في التحقيق لأنه لا يمكن الاعتماد عليها لانها تأتي بنتائج عكسية، فيما دافع مسؤولو استخبارات عن فائدة هذه الأساليب.
وكان الرئيس بوش وآخرون قد صوروا أبو زبيدة على اعتبار انه إرهابي على درجة كبيرة من الخطورة، إلا ان مصادر في دوائر الاستخبارات والأجهزة الأمنية قالت انه لا يعدو ان يكون مساعدا في المسائل اللوجستية لقادة تنظيم القاعدة ومرافقيهم. وفي وثائق جرى إعدادها لجلسة تحقيق قضائية في سجن غوانتانامو، حيث يخضع أبو زبيدة للحبس، أكد أبو زبيدة انه تعرض للتعذيب بواسطة وكالة الاستخبارات المركزية وانه ابلغ المحققين بكل ما كانوا يريدون سماعه بغرض وقف التعذيب. وكان عدة قضاة فيدراليين قد أصدروا أوامر قضائية طلبوا بموجبها من وكالة الاستخبارات المركزية ووكالات حكومية أخرى المحافظة على التسجيلات ذات الصلة بالتحقيق مع الأشخاص المشتبه في تورطهم في نشاطات إرهابية عقب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001.
ويسعى بعض المحامين إلى استصدار أوامر جديدة للاحتفاظ بالتسجيلات. وفي واحدة من هذه القضايا قال محامو المعتقل اليمني في غوانتانامو محمد عبد الله في دعوة رفعت يوم الأحد الماضي ان وكالة الاستخبارات المركزية خرقت أمرا صدر في يونيو (حزيران) 2005 من القاضي هنري كينيدي في واشنطن. وكان كينيدي قد طلب من السلطات «الحفاظ على كل الأدلة والمعلومات ذات الصلة بالتعذيب وسوء المعاملة والاعتداء على المعتقلين المحبوسين حاليا في معسكر خليج غوانتانامو بكوبا».
وبسبب إدلاء أبو زبيدة بمعلومات أدت إلى إلقاء القبض على عدد من المعتقلين حاليا في سجن غوانتانامو، فإن محاميي الدفاع يرون انه لا بد من الاحتفاظ بأي تسجيلات لاستجواب أبو زبيدة. وقال كيرياكو انه تحدث لأول مرة مع أبو زبيدة في مستشفى عسكري في باكستان، حيث كان يتلقى العلاج من الإصابات التي تعرض لها عقب تبادل إطلاق النار خلال عملية القبض عليه.
بعد ان فاق من الغيبوبة كان أبو زبيدة، وهو لا يزال في سرير المستشفى، كثير الكلام في بداية الأمر مع كيرياكو. وقال كيرياكو انهما ناقشا أمورا شخصية تراوحت من الدين إلى شعور أبو زبيدة بالندم على عدم الزواج وإنجاب أطفال. وقال أيضا انه حاول باستمرار ان يضفي طابعا وديا على حديثه مع أبو زبيدة بغرض محاولة الحصول منه على تفاصيل حول البنيات التحتية لتنظيم القاعدة وقيادته وخططه، إلا ان أبو زبيدة رفض وأصبح في نهاية الأمر أكثر تحديا.
وفي وقت لاحق جرى نقله إلى سجن سري تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية. ويعترف كيرياكو بان لديه مشاعر مختلطة الان بشأن استخدام اسلوب الماء فهذا الاسلوب مكن الاستخبارات من تحقيق اختراق ومنع هجمات، لكنه يعتقد الان انه تعذيب وان الاميركيين يفترض ان يكونوا ارقى من استخدام هذه الاساليب. واضاف قد يكون هذا فصل قبيح كان ضروريا في ذلك الوقت ولكننا الان تجاوزناه.
* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»