سلسبيل
12-11-2007, 07:31 AM
تهدف إلى ثني عزيمتك ووأد نجاحاتك
كتبت سليمة لبال
قد يكون واحد منكم على الاقل عانى من غيرة زملاء العمل، وقد يكون واحد منكم ايضا على الاقل قد قاوم وانتصر، وآخر فشل ورضخ، لكن جميع من يتعرضون لمشاكل مهنية من هذا النوع تنقلب حياتهم الى معركة حقيقية، وبدل ان يبدأ الواحد يومه بالاستعداد للعطاء عن طيب خاطر، تراه يتأهب وكأنه متوجه الى ساحة المعركة وهدفه اثبات الذات واخراس كل الالسن التي تود النيل منه على الصعيد المهني.
ليس من الصعب تصيد قصص من هذا النوع، فجميع المؤسسات والشركات تضم بين موظفيها، موظفين اكفاء واثقين من قدراتهم، همهم البروز والنجاح، وموظفين يسعون للبقاء وكفى، فهمهم الرئيس المرتب نهاية الشهر لا غير، وبين الفئتين حرب ضروس لا تنتهي ابدا.
فهيمة واحدة من العينة. التقيتها صدفة في ناد رياضي، لم اكن ابدا قد فكرت في الكتابة عن هذا الموضوع لو لم التق بها، غير ان قصتها فتحت شهيتي للبحث عن قصص مماثلة.
تقول فهيمة: انا مهندسة معمارية اشتغل في مؤسسة معروفة، صاحبها يحترمني جدا لاني كفاءة من جهة وسيدة محترمة بسبب انضباطي، غير ان بعض الزملاء حاولوا ان يوقعوا بيني وبين المدير بسبب الغيرة، ونجحوا في ذلك في البداية.
فهيمة من المولوعات بالتكنولوجيا وباكتشاف تصاميم جديدة، وكانت تستغل شبكة الانترنت خصوصا في بداية انتشارها في البحث عن كل جديد، بعد ان زود المدير مؤسستها باشتراك سنوي، وكانت تقضي ساعات طويلة امام جهاز الكمبيوتر امام دهشة الزملاء، الذين كان غالبيتهم اميون تكنولوجيا.
تقول فهيمة ان زملاءها في العمل لم يجدوا وسيلة لكبح جماحها والوقوف امام نجاحات التصاميم التي تنجزها، سوى تحريض مديرها ضدها بعد ان اقنعوه بانها تستغل شبكة الانترنت لاغراض شخصية، وان ذلك يلهيها عن عملها الرئيسي.
لم تصدق فهيمة على الاطلاق ان يلجأ مديرها الى الغاء كل الانظمة التي تساعد على الاتصال كالمسانجر والتول باك بالاستنجاد بخدمات مهندس اعلام آلي، وتضيف حاولوا تقييدي من خلال منعي من الابحار على شبكة النت ونجحوا للاسف في ذلك، غير اني لم ارضخ وقاومت، الى ان اكتشف المدير بنفسه بانه ارتكب حماقة كبيرة معي، خصوصا بعد ان اصبحت شبكة الانترنت في متناول الجميع، ولم تعد حكرا على احد بل اصبحت افضل وسيلة لتحسين مستوى العمل.
ومن النجاح ما يزعج
هناك من الموظفين من يخططون للايقاع بزملائهم خفية وبعيدا عن الاعين، وهناك من تسمح لهم وقاحتهم وقلة ادبهم بالتعبير عن غيرتهم بشكل مفضوح لكنه قاتل، مثلما هي حال امينة.
تقول امينة: 'انا اشتغل بمؤسسة محترمة جدا وبفضل جهودي تمكنت من كسب ثقة المسؤولين في العمل، ما دفعني الى المطالبة بزيادة في المرتب وهو بالفعل ما حصل. غير ان بعض الافواه نقلت الخبر الى زملاء آخرين، فما كان من واحدة منهن الا رفع سماعة الهاتف والاتصال بي لتقول لي بانه ليس من حقي المطالبة بزيادة ومساواة نفسي بزملاء اكثر مني اقدمية'.
لقد وصلت درجة غيرتها الى حد مصارحتي، وكلفت نفسها عناء الاتصال بي ومحاولة التأثير على اعصابي، لا لشيء إلا لدفعي الى التراجع وثني عزيمتي، واصدقك القول شعرت كأنها غرزت سكينة بصدري لا لشيء إلا لانها لم تهضم نجاحي ومطالبتي بتسوية وضعية زملائي.
شكل آخر للغيرة
يقول مثل شهير في الجزائر 'الغيرة تهدر' اي تدفع صاحبها الى التعبير عن مكنونات قلبه وقول شيء والمهم ان يزعج من يحدثه بكلام كله سم، وهذه هي حال زميلة امينة، اما سامي فالغيرة التي يعانيها هي شكل مغاير تماما.
سامي يقول ان زملاءه في العمل ينتقدون دوما الاعمال التي يقوم بها، وينتقصون قيمتها بهدف احباط معنوياته، ويضيف: 'كنت اظن بان ما اقدمه لا ينال رضا المسؤولين، فجميع زملائي كانوا يؤكدون لي ان مجلس ادارة الشركة ليس على اطلاع على كل ما ابذل وانني اضيع وقتي سدى، الى ان اكتشفت ذات مرة ان اي عمل لا يعتمد من قبل الادارة الهندسية الا بعد تأشير المدير الذي يوقع دوما مخططاتي والى جانب التوقيع ملاحظة ممتازة، لقد ذهلت وفهمت ان كل الكلام الذي كان يوجه صادر عن اناس قتلت نفوسهم الغيرة'.
.. وتؤثر على أنبل الصداقات
تقول رفيعة ان اصدقاءها وهم زملاء في العمل، تخلوا جميعهم عنها بعد ترقيتها الى منصب مسؤولة ادارة البرمجة في شركتها، فهي لم تكن تتصور على الاطلاق ان هناك من يمكن ان يفرق بينها وبين احدى صديقاتها على الخصوص، لتكتشف فيما بعد ان الغيرة هي ما جعلت الاصدقاء ينفضون من حولها، على الرغم من مضي سنوات طويلة على العشرة التي تجمعها بهم، الا ان تغير الظروف المهنية اثر كثيرا على علاقتها الاجتماعية.
في حين يشير سليمان وهو شاب ثلاثيني إلى انه لم يكن يصدق ان الغيرة يمكن ان تصبح حقدا دفينا قد يدفع آخرين الى ان يوقعوا بينك وبين افضل زملائك في العمل وهو ما عاناه طويلا، ذلك ان احد الزملاء اوقع بينه وبين زميلته التي كان ينوي خطبتها بسبب غيرته من نجاحهما، فكلاهما ناجح وكانا سيؤسسان بيتا ناجحا لولا غيرة المحيطين بهما.
من المؤكد ان الغيرة في الاوساط المهنية حالة مرضية، تستدعي علاجا نفسانيا، ذلك ان العمل، مهما كان، هو فن من فنون الحياة التي يفترض ان نعيشها بكل تفاصيلها لان فيها استمرارا لتواجدنا، غير ان تحول مكان العمل الى ساحة قتال بسبب الغيرة، يمكن ان تكون له آثار سلبية جدا على الاداء، خصوصا ان كان الهدف شخصيات ضعيفة، تسقط من اول ضربة، فاي من الموظفين انتم؟
كتبت سليمة لبال
قد يكون واحد منكم على الاقل عانى من غيرة زملاء العمل، وقد يكون واحد منكم ايضا على الاقل قد قاوم وانتصر، وآخر فشل ورضخ، لكن جميع من يتعرضون لمشاكل مهنية من هذا النوع تنقلب حياتهم الى معركة حقيقية، وبدل ان يبدأ الواحد يومه بالاستعداد للعطاء عن طيب خاطر، تراه يتأهب وكأنه متوجه الى ساحة المعركة وهدفه اثبات الذات واخراس كل الالسن التي تود النيل منه على الصعيد المهني.
ليس من الصعب تصيد قصص من هذا النوع، فجميع المؤسسات والشركات تضم بين موظفيها، موظفين اكفاء واثقين من قدراتهم، همهم البروز والنجاح، وموظفين يسعون للبقاء وكفى، فهمهم الرئيس المرتب نهاية الشهر لا غير، وبين الفئتين حرب ضروس لا تنتهي ابدا.
فهيمة واحدة من العينة. التقيتها صدفة في ناد رياضي، لم اكن ابدا قد فكرت في الكتابة عن هذا الموضوع لو لم التق بها، غير ان قصتها فتحت شهيتي للبحث عن قصص مماثلة.
تقول فهيمة: انا مهندسة معمارية اشتغل في مؤسسة معروفة، صاحبها يحترمني جدا لاني كفاءة من جهة وسيدة محترمة بسبب انضباطي، غير ان بعض الزملاء حاولوا ان يوقعوا بيني وبين المدير بسبب الغيرة، ونجحوا في ذلك في البداية.
فهيمة من المولوعات بالتكنولوجيا وباكتشاف تصاميم جديدة، وكانت تستغل شبكة الانترنت خصوصا في بداية انتشارها في البحث عن كل جديد، بعد ان زود المدير مؤسستها باشتراك سنوي، وكانت تقضي ساعات طويلة امام جهاز الكمبيوتر امام دهشة الزملاء، الذين كان غالبيتهم اميون تكنولوجيا.
تقول فهيمة ان زملاءها في العمل لم يجدوا وسيلة لكبح جماحها والوقوف امام نجاحات التصاميم التي تنجزها، سوى تحريض مديرها ضدها بعد ان اقنعوه بانها تستغل شبكة الانترنت لاغراض شخصية، وان ذلك يلهيها عن عملها الرئيسي.
لم تصدق فهيمة على الاطلاق ان يلجأ مديرها الى الغاء كل الانظمة التي تساعد على الاتصال كالمسانجر والتول باك بالاستنجاد بخدمات مهندس اعلام آلي، وتضيف حاولوا تقييدي من خلال منعي من الابحار على شبكة النت ونجحوا للاسف في ذلك، غير اني لم ارضخ وقاومت، الى ان اكتشف المدير بنفسه بانه ارتكب حماقة كبيرة معي، خصوصا بعد ان اصبحت شبكة الانترنت في متناول الجميع، ولم تعد حكرا على احد بل اصبحت افضل وسيلة لتحسين مستوى العمل.
ومن النجاح ما يزعج
هناك من الموظفين من يخططون للايقاع بزملائهم خفية وبعيدا عن الاعين، وهناك من تسمح لهم وقاحتهم وقلة ادبهم بالتعبير عن غيرتهم بشكل مفضوح لكنه قاتل، مثلما هي حال امينة.
تقول امينة: 'انا اشتغل بمؤسسة محترمة جدا وبفضل جهودي تمكنت من كسب ثقة المسؤولين في العمل، ما دفعني الى المطالبة بزيادة في المرتب وهو بالفعل ما حصل. غير ان بعض الافواه نقلت الخبر الى زملاء آخرين، فما كان من واحدة منهن الا رفع سماعة الهاتف والاتصال بي لتقول لي بانه ليس من حقي المطالبة بزيادة ومساواة نفسي بزملاء اكثر مني اقدمية'.
لقد وصلت درجة غيرتها الى حد مصارحتي، وكلفت نفسها عناء الاتصال بي ومحاولة التأثير على اعصابي، لا لشيء إلا لدفعي الى التراجع وثني عزيمتي، واصدقك القول شعرت كأنها غرزت سكينة بصدري لا لشيء إلا لانها لم تهضم نجاحي ومطالبتي بتسوية وضعية زملائي.
شكل آخر للغيرة
يقول مثل شهير في الجزائر 'الغيرة تهدر' اي تدفع صاحبها الى التعبير عن مكنونات قلبه وقول شيء والمهم ان يزعج من يحدثه بكلام كله سم، وهذه هي حال زميلة امينة، اما سامي فالغيرة التي يعانيها هي شكل مغاير تماما.
سامي يقول ان زملاءه في العمل ينتقدون دوما الاعمال التي يقوم بها، وينتقصون قيمتها بهدف احباط معنوياته، ويضيف: 'كنت اظن بان ما اقدمه لا ينال رضا المسؤولين، فجميع زملائي كانوا يؤكدون لي ان مجلس ادارة الشركة ليس على اطلاع على كل ما ابذل وانني اضيع وقتي سدى، الى ان اكتشفت ذات مرة ان اي عمل لا يعتمد من قبل الادارة الهندسية الا بعد تأشير المدير الذي يوقع دوما مخططاتي والى جانب التوقيع ملاحظة ممتازة، لقد ذهلت وفهمت ان كل الكلام الذي كان يوجه صادر عن اناس قتلت نفوسهم الغيرة'.
.. وتؤثر على أنبل الصداقات
تقول رفيعة ان اصدقاءها وهم زملاء في العمل، تخلوا جميعهم عنها بعد ترقيتها الى منصب مسؤولة ادارة البرمجة في شركتها، فهي لم تكن تتصور على الاطلاق ان هناك من يمكن ان يفرق بينها وبين احدى صديقاتها على الخصوص، لتكتشف فيما بعد ان الغيرة هي ما جعلت الاصدقاء ينفضون من حولها، على الرغم من مضي سنوات طويلة على العشرة التي تجمعها بهم، الا ان تغير الظروف المهنية اثر كثيرا على علاقتها الاجتماعية.
في حين يشير سليمان وهو شاب ثلاثيني إلى انه لم يكن يصدق ان الغيرة يمكن ان تصبح حقدا دفينا قد يدفع آخرين الى ان يوقعوا بينك وبين افضل زملائك في العمل وهو ما عاناه طويلا، ذلك ان احد الزملاء اوقع بينه وبين زميلته التي كان ينوي خطبتها بسبب غيرته من نجاحهما، فكلاهما ناجح وكانا سيؤسسان بيتا ناجحا لولا غيرة المحيطين بهما.
من المؤكد ان الغيرة في الاوساط المهنية حالة مرضية، تستدعي علاجا نفسانيا، ذلك ان العمل، مهما كان، هو فن من فنون الحياة التي يفترض ان نعيشها بكل تفاصيلها لان فيها استمرارا لتواجدنا، غير ان تحول مكان العمل الى ساحة قتال بسبب الغيرة، يمكن ان تكون له آثار سلبية جدا على الاداء، خصوصا ان كان الهدف شخصيات ضعيفة، تسقط من اول ضربة، فاي من الموظفين انتم؟