جمال
12-03-2007, 11:51 PM
شن أعنف هجوم كاسح على الحكومة في حوار شديد السخونة واستخدم مدفعية كلامية سريعة الطلقات "قذفت" بعبارات توالت كما الرصاص المنهمر
أجرى الحوار - فوزي محمد عويس- السياسة
وصف عضو مجلس الامة جمال العمر الحكومة الحالية بأنها اكبر حكومة خاضعة خانقة وقال بان الكويت بسببها تنهار سياسيا وشن النائب العمر اعنف هجوم كاسح على الحكومة في حوار مثير جدا وساخن جدا مع »السياسة« حيث استخدم عبارات كانت مثل طلقات الرصاص التي تنهمر من مدفعية ثقيلة.
ورفض العمر التسليم بالقول بان النواب هم من يدغدغون مشاعر المواطنين واتهم الحكومة بهذا الاتهام وقال بانها توجه الاموال صوب الصحافة لتأصيل مصطلح »اصلاحية« رغم الفساد الذي يعم الديرة واكد ان هذه الحكومة ومنذ عامين تعمل بلا خطة او برنامج ولا تنسيق مع الكتل السياسية ولا تصلح لادارة بلد ولذا فهي حكومة الوقت الضائع وتساءل: انها حكومة غير قادرة على التعامل مع البرلمان فكيف يمكن ان نثق في ادارتها لملف الأمن الستراتيجي?واضاف: اما لمن يستغرب كيفية تأمين الحكومة لاغلبية برلمانية في ظل غياب الاحزاب فأقول له كيف كانت اذن الحكومات السابقة تصمد وتستمر? واكد النائب العمر ان الوضع السياسي الحالي لا يمكن ان يستمر فاما ان يذهب المجلس او تذهب الحكومة او يذهب الاثنان« وقال بأن هناك نماذج جيدة في الاسرة تمنيت لو كانت على رأس وزارات الدولة.. ونفى بشكل قاطع ان يكون الشيخ احمد الفهد قد دعمه في الانتخابات الماضية ووجه شديد انتقاده لوزيرة التربية نورية الصبيح على خلفية اقالتها للوكيل ونفى ان يكون هذا الوكيل المقال جاسم العمر قد أمده بأية معلومات ووصف الوزيرة بأنها مزاجية واستخدمت صلاحيات تعسفية بأسلوب غير لائق وقال :
الكل يعرف كيف جاءت وقعدت وسوت لها »كش ملك« وذلك في اشارة واضحة لعدم جدارتها بالمنصب وابرق لسمو رئيس مجلس الوزراء: الله يعينك على المسؤولية ويعيننا على حكومتك وفيما يلي نص الحوار الذي كان اشبه بالاستجواب:
\ في البداية سألته: كيف يمكن القول انكم دشنتم سعيكم لحل البرلمان واجبار الحكومة على طلب عدم التعاون معه حتى تسجلوا لانفسكم نقاطا شعبية في الشارع خصوصا وان الانتخابات المقبلة ستجري وفق معايير جديدة?
/ لا اعتقد بان هناك نائبا هدفه حل مجلس الامة واعادة الانتخابات ومهما كان الخلاف او عدم الانسجام بين الحكومة والمجلس او بين الحكومة والكتل البرلمانية الا ان الحقيقة هي ان الجميع يعملون للصالح العام كل من وجهة نظره واود ان اؤكد لك ان العمل السياسي ليس مجرد تسجيل نقاط ونحن من جانبنا لا نستهدف من عملنا تسجيل نقاط.
حكومة الوقت الضائع
\ هذا ما يفترض لكن الواقع السياسي ينبئ بغير ذلك ابا عمر?
/ نعم هناك هواجس فالحكومة لا تحظى بالدعم السياسي الكافي من الكتل النيابية لان غالبية هذه الكتل غير ممثلة فيها والحكومة في ظل رئيسها الحالي هذا رابع او خامس تشكيلة لها والسبب يكمن في طريقة واسلوب تشكيلها يسمح لها بالعمل المطلوب منها وقراراتها عشوائية ولذا فدائما اسميها حكومة الوقت الضائع.
\ دعنا نتحدث عن الحكومة الحالية تحديدا?
/ هناك مشكلة تكمن في عدم معرفتها بكيفية التعامل مع الكتل السياسية
ولا حتى مع اعضاء المجلس وذلك لان كل قيادي وكل وزير له امكانيات سياسية يعمل من خلالها من دون ان تكون هناك رؤى وبرامج واضحة اضافة الى محاباتها لبعض الكتل على حساب البقية.
خاضعة خانعة
لكنكم كنواب تريدون حكومة خاضعة خانعة فما ان تضم الحكومة وزراء يمكن تصنيفهم بوزراء من العيار الثقيل حتى تبدأون في توجيه سهامكم نحوهم?
هذه هي اكثر حكومة خاضعة خانعة فالأمر لم يعد بحاجة الى استجواب بل مجرد تصريح يطيح بالوزير ونحن نعتقد ان كفاءة الوزير لا علاقة لها بالصوت العالي ونقول لابد للحكومة من خطة وبرنامج عمل ووضوح في اتخاذ القرار بناء على ستراتيجية لا على امزجة بعض الوزراء.
كل حكومة تأتي ببرنامج عملها?
انظر الى برنامج الحكومة الاخير وعد الى تصريحات النواب واقرأ ماذا قالوا عنها? قالوا: انها حكومة قص ولزق وبرنامجها ما هو الا برنامج احلام والسؤال: كيف اذن تكون حكومة لا خطة عندها ولا برنامج لديها ولا حتى فريق? وألم ينص الدستور على ضرورة اتيان الحكومة بخطة وبرنامج? وهذا رغم انه تم اعتماد 12 بليون دينار لها كميزانية وهذه ميزانية تاريخية واعتقد ان الكلفة السياسية على الشعب الكويتي في ظل حكومة كهذه ستكون عالية واقولها بصراحة: أي نائب او اي كتلة سياسية تحاول ان تدعم هذه الحكومة وهي على هذه السلبية فستكون قد ساهمت في تردي الحال الذي نحن عليه الان.
هل يعقل?
هذا لانكم تحاولون التعدي على النص الدستوري وتحديداً »المادة 123 من الفصل الرابع الذي يقول: بان الحكومة هي المهيمنة على السياسة العامة للدولة?
دعني اختلف معك يا اخي فالفراغ السياسي الذي نعيشه ناتج عن عدم قدرة الحكومة على تبني خطة وبرنامج عمل جيد وهذا الفراغ اعطى الفرصة للنواب وللكتل السياسية ان تعمل لمحاولة سده, وانا اسأل: هل يعقل ان تأتي الحكومة بلا خطة متكاملة ولا تنسيق مع الكتل وتدشن عملها دون تأمين اغلبية برلمانية? انها ادارة بلد مشن بقالة يا اخي, هذه الحكومة لا يمكن ان تحقق الطموح السياسي للنواب واذا ما سكتنا على هذا الحال فسيكون الانسان منا شيطانا اخرس وحتى ولو سكتنا فلن يسكت المراقبون السياسيون ولن يسكت الاعلام والصحافة, فأين تقع مسؤوليتنا كنواب.
الحكومة تمد يدها لكم كنواب عند كل تشكيلة جديدة لكنكم تفرون من حمل الحقائب الوزارية فراً ثم تتحدثون عن اغلبية برلمانية وتتفرغون للصيد في مياه اعضاء الحكومة?
يا أخي ليس هناك من هو مستعد للعمل مع حكومة لا خطة لها فالخطة هي اساس العمل المؤسسي الذي نطالب به, ان كل البرلمانات في العالم للحكومات فيها اغلبية ونحن برلمان لا مجلس للشورى وكان يفترض على سمو رئيس مجلس الوزراء ان يبحث عن اغلبية برلمانية منذ اليوم الاول لتوليه او لتكليفه بتشكيل الحكومة وذلك من خلال خطة ان هي وجدت سيجد الدعم البرلماني لها واذا لم يجد الاغلبية البرلمانية ولم يستطيع تأمينها يمشي فهذا ما يحدث في الدول الديمقراطية ولكن ان اجيب لي وزير من هنا واخر من هناك فهذا امر لا يستقيم او ان شكلت الحكومة من لون واحد فلا نجد لها ظهرا في البرلمان تستند عليه.
ما الذي تغير?
الخطة لن تؤمن الوزراء وتضمن دعم النواب فالوضع السياسي الحالي لن يحقق للحكومة اغلبية بالبرلمان في ظل غياب الاحزاب?
السؤال: كيف اذن كانت الحكومات السابقة تستمر وتصمد وعد الى تاريخ الكويت ستجد النواب هم غالباً انفسهم فما الذي تغير واوصلنا الى هذا الحال?
اذن ليس اسلوب تشكيل الحكومة وطريقة الاختيار وغياب الخطة هو السبب?
اتقصد ان واقع الحال يقول: تعيب نوابنا والعيب في حكومتنا ومالزماننا عيب سواها?
طبعا فالنواب هم انفسهم والكتل هي ذاتها فما الذي غير الحال? انها المنهجية واذا ما حل المجلس فمن اين سيأتي النواب بعد اجراء الانتخابات? انهم سيأتون من نفس الكتل الموجودة, وتاريخياً فان التغير في المجلس يدور حول نسبة 50 في المئة اذن لن يكون هناك جديد لو حل المجلس وسنبقى على هذا الحال ان لم يكن هناك تغيير منهجي في اداء الحكومة ونمط تشكيلها وعلاقاتها بالكتل.
انت شخصيا متهم بأنك احد النواب الذين يدغدغون مشاعر الناس ويرفعون سقف التحدي والمواجهة مع الحكومة من خلال النزول الى الشارع وعرض ومناقشة قضايا ذات طابع شعبي بحت?
هذا غير صحيح
كيف وقد فعلتها ربما عوضاً عن عدم وجودك في اي تكتل والانتخابات على الابواب?
لا غير صحيح هذا فالنائب هو من رحم هذه الامة وينبغي ان يعود الى قواعده الانتخابية في نهاية الامر فللناس الفضل الاول بعد الله تعالى في وصوله لمجلس الامة واذا كان وجودنا بين الناس تهمة فلتكن تهمة ولكني لا اظنها كذلك فسمو الامير حفظه الله ورعاه كان ولايزال يتواجد بين الناس كما ان الوزراء دواوينهم مفتوحة للناس, ثم لماذا جمال العمر او غيره يدغدغ المشاعر? هل يدغدغ المشاعر من فراغ? وهل عندما يشعر صاحب السمو الامير حفظه الله بمعاناة المواطن ويطالب الحكومة بالعمل على زيادة راتبه تكون هذه دغدغة? وهل عندما يتبرع سمو الشيخ سالم العلي شفاه الله بمئة مليون دينار وتصرفها الحكومة من خلال بيت الزكاة تكون هذه دغدغة لمشاعر الناس? وفي موضوع المديونيات ان كنت تقصد واظنك تقصده اتيناهم بكلام موضوعي ولم يقابلوه برؤية ونحن نتكلم من اساس ان الدولة لن تدفع من المال العام شيئا لكنهم يا اخي يحاولون خلط الاوراق ان معالجة الانعكاسات الاجتماعية والسياسية ستكون كلفتها المالية اقل اذا تمت الان ولكن مستقبلاً ستكون هذه الكلفة المالية عالية ثم ان الحكومة هي سبب هذا الوضع لعدم تطبيقها القوانين واللوائح.
لم نعد نثق في الحكومة
انتم لا تراعون ان للدولة سياسة خارجية والتزامات دولية والامور يجب الا تداربالعواطف وانه يجب عليكم مراعاة الضغوط التي تمارس على الحكومة في هذه الظروف الاقليمية والدولية?
/ نحن لا ثقة عندنا في ادارة الملف الاقليمي اذ كيف تديره جيداً وهي غير قادرة على ادارة ملف التعامل مع مجلس الامة? كيف اذن نثق في هذه الحكومة في ادارة ملف الامن الستراتيجي في ظل هكذا منهجية? نعم قد لا نختلف في نهاية الامر فيما بيننا كمواطنين كلهم حريصون على مصلحة الكويت ولكن الحكومة سوف لن تتعامل على الصعيد الاقليمي مع أهل الكويت بل ستتعامل مع دول وحكومات تراعي المصالح الستراتيجية ومع مفكرين في انظمة سياسية ولمعلومك الخاص اذكرك ان توجيه الصندوق الكويتي للسياسة الخارجية كان قراراً نيابياً ونحن الذين سحبناه من وزارة المالية وجعلناه في يد وزارة الخارجية حتى يتواكب الصرف مع تحديد مصالح الكويت العليا.
أين الافضل?
\ هذا اعتراف منك بسحب دور الحكومة?
/ على صعيد السياسة الخارجية نحن نكمل الفراغ السياسي الذي تسببت فيه الحكومة فللاسف ليس لدى الحكومة آلية او خطة فهل بعد ذلك نكون نحن من يدغدغ المشاعر? اننا نخاف على بلدنا وعلى شعبنا, للاسف الشديد حال الشعب يسوء وانظر الى مرحلة الازدهار الاجتماعي كانت أيام الامير الراحل عبدالله السالم عندما تم تثمين البيوت اما الآن شيء في الديرة حاله افضل من الحال الذي كان سائداً ابان حقبة السبعينات وها هو حال التعليم ومستواه العام وها هي الخدمات الصحية في ترد, وانظر الى بنية البلاد التحتية وتخيل الكويت ما عندها كهرباء او ماء .. ان هذه نكتة! وفي الوقت نفسه يتكلمون عن الفساد ويقولون حكومة اصلاح وقد تكون الآلة الاعلامية هي السبب فالحكومة توجه اموالها صوب الصحافة لكي تدغدغ مشاعر الناس لكي يقبلون بهذا الامر والسؤال: اين من يقول ان هذه الحكومة اصلاحية وكيف يقول هذا ثم يستجوب الوزراء الواحد منهم تلو الآخر ... أليست هذه نكتة سمجة?
\ هل تعتقد بذلك فعلاً?
/ حقيقة فانت عندما تقول حكومة اصلاح وترى سهم الفساد في الديرة يهبط يكون الكلام معقولا ومقبولا لكن عندما يزيد الفساد فان هذه الحكومة ليست حكومة اصلاح, يعني الحكومات السابقة, غير الاصلاحية بالنسبة للحكومة الحالية اكثر اصلاحاً على الاقل فالكهرباء لم تطفأ والمياه لم تنقطع في عهد الحكومات السابقة.
الاساس ضعيف
\ اقصد هل تعتقد بثمة تمويل من الحكومة للصحافة لابراز مصطلح »الاصلاح«?
/ بشكل او بآخر نعم والكل يعرف وليس عيباً استخدام الآلة الاعلامية فهي ضرورة حتى للكتل السياسية والحكومة عندها تلفزيون رسمي وهي مهيمنة على كل شيء ولديها الاموال ولكن مشكلة الحكومة انها لا تستطيع التسويق لنفسها لان اساسها ضعيف واذا ما قبلت الحقائق عن الاوضاع الحالية على صعيد التنمية وغيرها فسيضحك الناس, واسألك: هل يستطيع أحد الان ان يصف الحكومة بانها حكومة اصلاح رغم سابق وصفها بهذا الوصف? واين اولئك الذين سبق ووصفوا الحكومة بالاصلاح?
\ اراك تنتقد وسبق وانتقدت من وصفوا الحكومة ب¯ »الاصلاحية« ثم تراجعوا?
/ قلنا لهم من الاساس.
كيفية تأمين الاغلبية
\ لكنك قلت بهذا الوصف في بداية مسيرة عمل حكومة سمو الشيخ ناصر?
/ ولا مرة قلت انها حكومة اصلاحية, اطلاقاً ولك ان ترجع الى مضابط مجلس الامة التي اعقبت قسم رئيس مجلس الوزراء ففي ثاني يوم مباشرة صوت نصف الوزراء والنصف الآخر غيروا تصويتهم بناء على صرخة واحدة وعندها بانت منهجية الحكومة وقلت: لقد ادخلتم الكويت في نفق مظلم ولن تخرجوا منه وكنت حريصاً جداً على تسجيل هذا الموقف وعد للمضابط لكي تتأكد حيث كنت اول من صرخ باسباب ضعف الحكومة الا انه مع الاسف كان هناك من يعتقد ان الحكومة الضعيفة من السهل تسييرها.
وفي النهاية انعكس هذا الضعف على مستقبل البلد وعلى مشاريع التنمية والسؤال: هل المقصود ان يكون التضامن على الحق والباطل? واين الديمقراطية في عمل مجلس الوزراء?
\ أعود فأسأل: كيف يمكن للحكومة تأمين اغلبية برلمانية في ظل غياب الاحزاب?
/ الاغلبية البرلمانية يمكن تأمينها بالاقناع من خلال خطة وبرنامج وفريق وعندها لو انتقد جمال العمر او غيره الحكومة فلن يستمع له احد وان تمادي فسوف يحرق نفسه سياسياً اما عندما يقول جمال العمر ان الحكومة اصلاحية وما في كهرباء في البلد وهناك ازمة اسرة في المستشفيات وكذلك هناك ازمة سكنية ومستوى التعليم متدهور .. فكيف تكون الحكومة اصلاحية في ظل هكذا حال لم يتحسن?! ثم ان الوضع الآن تطابق مع العمل الحزبي من خلال وجود التيارات والكتل لكن العيب كما قلت في المنهجية والاداء.
\ يبدو أنك متحامل اكثر من اللازم على الحكومة الى درجة انك سبق وطالبت برحيلها ورحيل رئيسها?
/ ما في مشكلة, لقد كانت هناك فرصة للتجربة وأنا لست بمتحامل وهذه وجهة نظر يخوض فيها الشارع العام وليس جمال العمر فحسب.
لا منهجية
\ انت ترى الصورة سوداوية اكثر من اللازم?
/ اية صورة بهذه التي اراها سوداوية? نحن وخلال عامين كان فيهما اربع او خمس تشكيلات حكومية, وتستحق حكومتنا على صعيد تغييرها خلال هذه الفترة بهذا العدد ان تدخل موسوعة »جينس للارقام القياسية وقد يئسنا, ويبدو اننا ننفخ في قربة مقطوعة, يا أخي نريد واقعاً جيداً, فالناس تتكلم عن حكومة شعبية وعن حكومة وخلاص لكن أين المنهجية?
حكومة شعبية!... أليست الحكومة الحالية من الشعب?
لا عفواً, الحكومة الشعبية انه كان هناك مشكلة في اختيار القيادات السياسية واعتقد ان الشعب الكويتي فيه شخصيات كثيرة قادرة على ادارة الدفة السياسية ونحن نريد العنب لا الناطور ونريد النتائج ولا يهمنا من هو الشخص الذي يأتي, وفي نهاية الأمر نحن كذلك متهمون لأننا مشاركون في القرار السياسي وضعف الحكومة جعل النائب حقيقة بين المطرقة والسندان.
هل ترى ضرورة الحاجة الى رئيس وزراء من خارج الاسرة الآن?
شخصياً اريد حكومة قادرة على ادارة البلاد ويكون لها خطة وبرنامج وتعرف كيف تدير البلاد وتأخذها نحو مستقبل افضل وسواء كان رئيس الحكومة من الاسرة او من خارجها, فالأمر سيان فكلاهما من الشعب الكويتي, نحن يهمنا النتائج في المقام الأول.
مفارقة
لكن هناك من يرى اننا سندخل في نفق اكثر ظلمة لو جاء رئيس حكومة الآن من خارج الأسرة?
حتى أكون صريحاً معك الان الوزراء الذين يسقطون هل هم من الاسرة ام من خارجها.
من الاثنين!
لا عفوا من الأسرة ولذا فنحن لا نفرق بين الشعب والأسرة الحاكمة في القيادات السياسية وهذه مفارقة يجب ان نكون بعيدين عنها فهناك نماذج من الأسرة هم من افضل القيادات السياسية وكنت اتمنى ان تكون في الحكم وعلى رأس وزارات الدولة.
مثل من?
لا أريد ذكر اسماء كي لا أبخص حق أحد, وحتى لا أبدو وكأنني ادافع عن شخص دون آخر, وصدقني فان اي وزير مهما كان لا يستند الى حكومة قوية ولها برنامج وعملها مؤسسي لن يستطيع العمل والانجاز ونحن كنواب نرى الناس يومياً وهناك من يقولون لنا: انتم تزايدون علينا وأنتم اضعتمونا فقد أوصلناكم الى مجلس الامة ولم نر منكم سلطة على الحكومة فأين مستقبلنا? وعلى أي حال انا اعتقد ان الاسرة غنية بالعناصر الجيدة لكن عندهم مشكلة.
ما هذه المشكلة?
الاتصال بالعناصر الجيدة التي تدير دفة البلاد.
ثقيل ويطيح بتصريح
لكنكم كنواب كرهتم الناس في قبول المناصب الوزارية بعد ان تسببتم في خروج وزراء من العيار الثقيل?
وزير من العيار الثقيل ويطيح بتصريح? انظر من يطيح نحن ام الحكومة?
أيعني هذا ان الوزراء في السابق لم يكن فيه أحد من العيار الثقيل?
لو فيهم من العيار الثقيل ما طاحوا حكومة وراء حكومة, اسمح لي قد يكون الوزير جيداً, نعم, لكن مهما كان جيداً فانه لا يقف على أرض صلبة اي لا يستند الى حكومة مدعومة بالقدرة على ادارة دفة البلاد ولا يملك أغلبية تحت قبة البرلمان لأن اختياره لم يكن موفقاً أو بسبب غياب الخطة الحكومية.
ترى من يمكن ان يقبل الحقيبة الوزارية في ظل هذا الوضع السياسي الراهن?
لا... عفوا, من يقبل في ظل هذه الحكومة وفي ظل هذه المنهجية, وأعتقد انه مخطئ من لا يقبل الحقيبة الوزارية, اذا ما كانت هناك حكومة لها خطة ولو فعلتها الحكومة وأتت بخطة وبرنامج عمل جيد قابل للتنفيذ فسوف تحرج النواب والكتل السياسية اذ كيف لا يقبل الشخص الوزارة وكل الامكانات اللازمة للاصلاح متاحة خصوصا والبلد في قاع التراجع وفي حاجة لمن ينتشلها من هذا الحال.
أجرى الحوار - فوزي محمد عويس- السياسة
وصف عضو مجلس الامة جمال العمر الحكومة الحالية بأنها اكبر حكومة خاضعة خانقة وقال بان الكويت بسببها تنهار سياسيا وشن النائب العمر اعنف هجوم كاسح على الحكومة في حوار مثير جدا وساخن جدا مع »السياسة« حيث استخدم عبارات كانت مثل طلقات الرصاص التي تنهمر من مدفعية ثقيلة.
ورفض العمر التسليم بالقول بان النواب هم من يدغدغون مشاعر المواطنين واتهم الحكومة بهذا الاتهام وقال بانها توجه الاموال صوب الصحافة لتأصيل مصطلح »اصلاحية« رغم الفساد الذي يعم الديرة واكد ان هذه الحكومة ومنذ عامين تعمل بلا خطة او برنامج ولا تنسيق مع الكتل السياسية ولا تصلح لادارة بلد ولذا فهي حكومة الوقت الضائع وتساءل: انها حكومة غير قادرة على التعامل مع البرلمان فكيف يمكن ان نثق في ادارتها لملف الأمن الستراتيجي?واضاف: اما لمن يستغرب كيفية تأمين الحكومة لاغلبية برلمانية في ظل غياب الاحزاب فأقول له كيف كانت اذن الحكومات السابقة تصمد وتستمر? واكد النائب العمر ان الوضع السياسي الحالي لا يمكن ان يستمر فاما ان يذهب المجلس او تذهب الحكومة او يذهب الاثنان« وقال بأن هناك نماذج جيدة في الاسرة تمنيت لو كانت على رأس وزارات الدولة.. ونفى بشكل قاطع ان يكون الشيخ احمد الفهد قد دعمه في الانتخابات الماضية ووجه شديد انتقاده لوزيرة التربية نورية الصبيح على خلفية اقالتها للوكيل ونفى ان يكون هذا الوكيل المقال جاسم العمر قد أمده بأية معلومات ووصف الوزيرة بأنها مزاجية واستخدمت صلاحيات تعسفية بأسلوب غير لائق وقال :
الكل يعرف كيف جاءت وقعدت وسوت لها »كش ملك« وذلك في اشارة واضحة لعدم جدارتها بالمنصب وابرق لسمو رئيس مجلس الوزراء: الله يعينك على المسؤولية ويعيننا على حكومتك وفيما يلي نص الحوار الذي كان اشبه بالاستجواب:
\ في البداية سألته: كيف يمكن القول انكم دشنتم سعيكم لحل البرلمان واجبار الحكومة على طلب عدم التعاون معه حتى تسجلوا لانفسكم نقاطا شعبية في الشارع خصوصا وان الانتخابات المقبلة ستجري وفق معايير جديدة?
/ لا اعتقد بان هناك نائبا هدفه حل مجلس الامة واعادة الانتخابات ومهما كان الخلاف او عدم الانسجام بين الحكومة والمجلس او بين الحكومة والكتل البرلمانية الا ان الحقيقة هي ان الجميع يعملون للصالح العام كل من وجهة نظره واود ان اؤكد لك ان العمل السياسي ليس مجرد تسجيل نقاط ونحن من جانبنا لا نستهدف من عملنا تسجيل نقاط.
حكومة الوقت الضائع
\ هذا ما يفترض لكن الواقع السياسي ينبئ بغير ذلك ابا عمر?
/ نعم هناك هواجس فالحكومة لا تحظى بالدعم السياسي الكافي من الكتل النيابية لان غالبية هذه الكتل غير ممثلة فيها والحكومة في ظل رئيسها الحالي هذا رابع او خامس تشكيلة لها والسبب يكمن في طريقة واسلوب تشكيلها يسمح لها بالعمل المطلوب منها وقراراتها عشوائية ولذا فدائما اسميها حكومة الوقت الضائع.
\ دعنا نتحدث عن الحكومة الحالية تحديدا?
/ هناك مشكلة تكمن في عدم معرفتها بكيفية التعامل مع الكتل السياسية
ولا حتى مع اعضاء المجلس وذلك لان كل قيادي وكل وزير له امكانيات سياسية يعمل من خلالها من دون ان تكون هناك رؤى وبرامج واضحة اضافة الى محاباتها لبعض الكتل على حساب البقية.
خاضعة خانعة
لكنكم كنواب تريدون حكومة خاضعة خانعة فما ان تضم الحكومة وزراء يمكن تصنيفهم بوزراء من العيار الثقيل حتى تبدأون في توجيه سهامكم نحوهم?
هذه هي اكثر حكومة خاضعة خانعة فالأمر لم يعد بحاجة الى استجواب بل مجرد تصريح يطيح بالوزير ونحن نعتقد ان كفاءة الوزير لا علاقة لها بالصوت العالي ونقول لابد للحكومة من خطة وبرنامج عمل ووضوح في اتخاذ القرار بناء على ستراتيجية لا على امزجة بعض الوزراء.
كل حكومة تأتي ببرنامج عملها?
انظر الى برنامج الحكومة الاخير وعد الى تصريحات النواب واقرأ ماذا قالوا عنها? قالوا: انها حكومة قص ولزق وبرنامجها ما هو الا برنامج احلام والسؤال: كيف اذن تكون حكومة لا خطة عندها ولا برنامج لديها ولا حتى فريق? وألم ينص الدستور على ضرورة اتيان الحكومة بخطة وبرنامج? وهذا رغم انه تم اعتماد 12 بليون دينار لها كميزانية وهذه ميزانية تاريخية واعتقد ان الكلفة السياسية على الشعب الكويتي في ظل حكومة كهذه ستكون عالية واقولها بصراحة: أي نائب او اي كتلة سياسية تحاول ان تدعم هذه الحكومة وهي على هذه السلبية فستكون قد ساهمت في تردي الحال الذي نحن عليه الان.
هل يعقل?
هذا لانكم تحاولون التعدي على النص الدستوري وتحديداً »المادة 123 من الفصل الرابع الذي يقول: بان الحكومة هي المهيمنة على السياسة العامة للدولة?
دعني اختلف معك يا اخي فالفراغ السياسي الذي نعيشه ناتج عن عدم قدرة الحكومة على تبني خطة وبرنامج عمل جيد وهذا الفراغ اعطى الفرصة للنواب وللكتل السياسية ان تعمل لمحاولة سده, وانا اسأل: هل يعقل ان تأتي الحكومة بلا خطة متكاملة ولا تنسيق مع الكتل وتدشن عملها دون تأمين اغلبية برلمانية? انها ادارة بلد مشن بقالة يا اخي, هذه الحكومة لا يمكن ان تحقق الطموح السياسي للنواب واذا ما سكتنا على هذا الحال فسيكون الانسان منا شيطانا اخرس وحتى ولو سكتنا فلن يسكت المراقبون السياسيون ولن يسكت الاعلام والصحافة, فأين تقع مسؤوليتنا كنواب.
الحكومة تمد يدها لكم كنواب عند كل تشكيلة جديدة لكنكم تفرون من حمل الحقائب الوزارية فراً ثم تتحدثون عن اغلبية برلمانية وتتفرغون للصيد في مياه اعضاء الحكومة?
يا أخي ليس هناك من هو مستعد للعمل مع حكومة لا خطة لها فالخطة هي اساس العمل المؤسسي الذي نطالب به, ان كل البرلمانات في العالم للحكومات فيها اغلبية ونحن برلمان لا مجلس للشورى وكان يفترض على سمو رئيس مجلس الوزراء ان يبحث عن اغلبية برلمانية منذ اليوم الاول لتوليه او لتكليفه بتشكيل الحكومة وذلك من خلال خطة ان هي وجدت سيجد الدعم البرلماني لها واذا لم يجد الاغلبية البرلمانية ولم يستطيع تأمينها يمشي فهذا ما يحدث في الدول الديمقراطية ولكن ان اجيب لي وزير من هنا واخر من هناك فهذا امر لا يستقيم او ان شكلت الحكومة من لون واحد فلا نجد لها ظهرا في البرلمان تستند عليه.
ما الذي تغير?
الخطة لن تؤمن الوزراء وتضمن دعم النواب فالوضع السياسي الحالي لن يحقق للحكومة اغلبية بالبرلمان في ظل غياب الاحزاب?
السؤال: كيف اذن كانت الحكومات السابقة تستمر وتصمد وعد الى تاريخ الكويت ستجد النواب هم غالباً انفسهم فما الذي تغير واوصلنا الى هذا الحال?
اذن ليس اسلوب تشكيل الحكومة وطريقة الاختيار وغياب الخطة هو السبب?
اتقصد ان واقع الحال يقول: تعيب نوابنا والعيب في حكومتنا ومالزماننا عيب سواها?
طبعا فالنواب هم انفسهم والكتل هي ذاتها فما الذي غير الحال? انها المنهجية واذا ما حل المجلس فمن اين سيأتي النواب بعد اجراء الانتخابات? انهم سيأتون من نفس الكتل الموجودة, وتاريخياً فان التغير في المجلس يدور حول نسبة 50 في المئة اذن لن يكون هناك جديد لو حل المجلس وسنبقى على هذا الحال ان لم يكن هناك تغيير منهجي في اداء الحكومة ونمط تشكيلها وعلاقاتها بالكتل.
انت شخصيا متهم بأنك احد النواب الذين يدغدغون مشاعر الناس ويرفعون سقف التحدي والمواجهة مع الحكومة من خلال النزول الى الشارع وعرض ومناقشة قضايا ذات طابع شعبي بحت?
هذا غير صحيح
كيف وقد فعلتها ربما عوضاً عن عدم وجودك في اي تكتل والانتخابات على الابواب?
لا غير صحيح هذا فالنائب هو من رحم هذه الامة وينبغي ان يعود الى قواعده الانتخابية في نهاية الامر فللناس الفضل الاول بعد الله تعالى في وصوله لمجلس الامة واذا كان وجودنا بين الناس تهمة فلتكن تهمة ولكني لا اظنها كذلك فسمو الامير حفظه الله ورعاه كان ولايزال يتواجد بين الناس كما ان الوزراء دواوينهم مفتوحة للناس, ثم لماذا جمال العمر او غيره يدغدغ المشاعر? هل يدغدغ المشاعر من فراغ? وهل عندما يشعر صاحب السمو الامير حفظه الله بمعاناة المواطن ويطالب الحكومة بالعمل على زيادة راتبه تكون هذه دغدغة? وهل عندما يتبرع سمو الشيخ سالم العلي شفاه الله بمئة مليون دينار وتصرفها الحكومة من خلال بيت الزكاة تكون هذه دغدغة لمشاعر الناس? وفي موضوع المديونيات ان كنت تقصد واظنك تقصده اتيناهم بكلام موضوعي ولم يقابلوه برؤية ونحن نتكلم من اساس ان الدولة لن تدفع من المال العام شيئا لكنهم يا اخي يحاولون خلط الاوراق ان معالجة الانعكاسات الاجتماعية والسياسية ستكون كلفتها المالية اقل اذا تمت الان ولكن مستقبلاً ستكون هذه الكلفة المالية عالية ثم ان الحكومة هي سبب هذا الوضع لعدم تطبيقها القوانين واللوائح.
لم نعد نثق في الحكومة
انتم لا تراعون ان للدولة سياسة خارجية والتزامات دولية والامور يجب الا تداربالعواطف وانه يجب عليكم مراعاة الضغوط التي تمارس على الحكومة في هذه الظروف الاقليمية والدولية?
/ نحن لا ثقة عندنا في ادارة الملف الاقليمي اذ كيف تديره جيداً وهي غير قادرة على ادارة ملف التعامل مع مجلس الامة? كيف اذن نثق في هذه الحكومة في ادارة ملف الامن الستراتيجي في ظل هكذا منهجية? نعم قد لا نختلف في نهاية الامر فيما بيننا كمواطنين كلهم حريصون على مصلحة الكويت ولكن الحكومة سوف لن تتعامل على الصعيد الاقليمي مع أهل الكويت بل ستتعامل مع دول وحكومات تراعي المصالح الستراتيجية ومع مفكرين في انظمة سياسية ولمعلومك الخاص اذكرك ان توجيه الصندوق الكويتي للسياسة الخارجية كان قراراً نيابياً ونحن الذين سحبناه من وزارة المالية وجعلناه في يد وزارة الخارجية حتى يتواكب الصرف مع تحديد مصالح الكويت العليا.
أين الافضل?
\ هذا اعتراف منك بسحب دور الحكومة?
/ على صعيد السياسة الخارجية نحن نكمل الفراغ السياسي الذي تسببت فيه الحكومة فللاسف ليس لدى الحكومة آلية او خطة فهل بعد ذلك نكون نحن من يدغدغ المشاعر? اننا نخاف على بلدنا وعلى شعبنا, للاسف الشديد حال الشعب يسوء وانظر الى مرحلة الازدهار الاجتماعي كانت أيام الامير الراحل عبدالله السالم عندما تم تثمين البيوت اما الآن شيء في الديرة حاله افضل من الحال الذي كان سائداً ابان حقبة السبعينات وها هو حال التعليم ومستواه العام وها هي الخدمات الصحية في ترد, وانظر الى بنية البلاد التحتية وتخيل الكويت ما عندها كهرباء او ماء .. ان هذه نكتة! وفي الوقت نفسه يتكلمون عن الفساد ويقولون حكومة اصلاح وقد تكون الآلة الاعلامية هي السبب فالحكومة توجه اموالها صوب الصحافة لكي تدغدغ مشاعر الناس لكي يقبلون بهذا الامر والسؤال: اين من يقول ان هذه الحكومة اصلاحية وكيف يقول هذا ثم يستجوب الوزراء الواحد منهم تلو الآخر ... أليست هذه نكتة سمجة?
\ هل تعتقد بذلك فعلاً?
/ حقيقة فانت عندما تقول حكومة اصلاح وترى سهم الفساد في الديرة يهبط يكون الكلام معقولا ومقبولا لكن عندما يزيد الفساد فان هذه الحكومة ليست حكومة اصلاح, يعني الحكومات السابقة, غير الاصلاحية بالنسبة للحكومة الحالية اكثر اصلاحاً على الاقل فالكهرباء لم تطفأ والمياه لم تنقطع في عهد الحكومات السابقة.
الاساس ضعيف
\ اقصد هل تعتقد بثمة تمويل من الحكومة للصحافة لابراز مصطلح »الاصلاح«?
/ بشكل او بآخر نعم والكل يعرف وليس عيباً استخدام الآلة الاعلامية فهي ضرورة حتى للكتل السياسية والحكومة عندها تلفزيون رسمي وهي مهيمنة على كل شيء ولديها الاموال ولكن مشكلة الحكومة انها لا تستطيع التسويق لنفسها لان اساسها ضعيف واذا ما قبلت الحقائق عن الاوضاع الحالية على صعيد التنمية وغيرها فسيضحك الناس, واسألك: هل يستطيع أحد الان ان يصف الحكومة بانها حكومة اصلاح رغم سابق وصفها بهذا الوصف? واين اولئك الذين سبق ووصفوا الحكومة بالاصلاح?
\ اراك تنتقد وسبق وانتقدت من وصفوا الحكومة ب¯ »الاصلاحية« ثم تراجعوا?
/ قلنا لهم من الاساس.
كيفية تأمين الاغلبية
\ لكنك قلت بهذا الوصف في بداية مسيرة عمل حكومة سمو الشيخ ناصر?
/ ولا مرة قلت انها حكومة اصلاحية, اطلاقاً ولك ان ترجع الى مضابط مجلس الامة التي اعقبت قسم رئيس مجلس الوزراء ففي ثاني يوم مباشرة صوت نصف الوزراء والنصف الآخر غيروا تصويتهم بناء على صرخة واحدة وعندها بانت منهجية الحكومة وقلت: لقد ادخلتم الكويت في نفق مظلم ولن تخرجوا منه وكنت حريصاً جداً على تسجيل هذا الموقف وعد للمضابط لكي تتأكد حيث كنت اول من صرخ باسباب ضعف الحكومة الا انه مع الاسف كان هناك من يعتقد ان الحكومة الضعيفة من السهل تسييرها.
وفي النهاية انعكس هذا الضعف على مستقبل البلد وعلى مشاريع التنمية والسؤال: هل المقصود ان يكون التضامن على الحق والباطل? واين الديمقراطية في عمل مجلس الوزراء?
\ أعود فأسأل: كيف يمكن للحكومة تأمين اغلبية برلمانية في ظل غياب الاحزاب?
/ الاغلبية البرلمانية يمكن تأمينها بالاقناع من خلال خطة وبرنامج وفريق وعندها لو انتقد جمال العمر او غيره الحكومة فلن يستمع له احد وان تمادي فسوف يحرق نفسه سياسياً اما عندما يقول جمال العمر ان الحكومة اصلاحية وما في كهرباء في البلد وهناك ازمة اسرة في المستشفيات وكذلك هناك ازمة سكنية ومستوى التعليم متدهور .. فكيف تكون الحكومة اصلاحية في ظل هكذا حال لم يتحسن?! ثم ان الوضع الآن تطابق مع العمل الحزبي من خلال وجود التيارات والكتل لكن العيب كما قلت في المنهجية والاداء.
\ يبدو أنك متحامل اكثر من اللازم على الحكومة الى درجة انك سبق وطالبت برحيلها ورحيل رئيسها?
/ ما في مشكلة, لقد كانت هناك فرصة للتجربة وأنا لست بمتحامل وهذه وجهة نظر يخوض فيها الشارع العام وليس جمال العمر فحسب.
لا منهجية
\ انت ترى الصورة سوداوية اكثر من اللازم?
/ اية صورة بهذه التي اراها سوداوية? نحن وخلال عامين كان فيهما اربع او خمس تشكيلات حكومية, وتستحق حكومتنا على صعيد تغييرها خلال هذه الفترة بهذا العدد ان تدخل موسوعة »جينس للارقام القياسية وقد يئسنا, ويبدو اننا ننفخ في قربة مقطوعة, يا أخي نريد واقعاً جيداً, فالناس تتكلم عن حكومة شعبية وعن حكومة وخلاص لكن أين المنهجية?
حكومة شعبية!... أليست الحكومة الحالية من الشعب?
لا عفواً, الحكومة الشعبية انه كان هناك مشكلة في اختيار القيادات السياسية واعتقد ان الشعب الكويتي فيه شخصيات كثيرة قادرة على ادارة الدفة السياسية ونحن نريد العنب لا الناطور ونريد النتائج ولا يهمنا من هو الشخص الذي يأتي, وفي نهاية الأمر نحن كذلك متهمون لأننا مشاركون في القرار السياسي وضعف الحكومة جعل النائب حقيقة بين المطرقة والسندان.
هل ترى ضرورة الحاجة الى رئيس وزراء من خارج الاسرة الآن?
شخصياً اريد حكومة قادرة على ادارة البلاد ويكون لها خطة وبرنامج وتعرف كيف تدير البلاد وتأخذها نحو مستقبل افضل وسواء كان رئيس الحكومة من الاسرة او من خارجها, فالأمر سيان فكلاهما من الشعب الكويتي, نحن يهمنا النتائج في المقام الأول.
مفارقة
لكن هناك من يرى اننا سندخل في نفق اكثر ظلمة لو جاء رئيس حكومة الآن من خارج الأسرة?
حتى أكون صريحاً معك الان الوزراء الذين يسقطون هل هم من الاسرة ام من خارجها.
من الاثنين!
لا عفوا من الأسرة ولذا فنحن لا نفرق بين الشعب والأسرة الحاكمة في القيادات السياسية وهذه مفارقة يجب ان نكون بعيدين عنها فهناك نماذج من الأسرة هم من افضل القيادات السياسية وكنت اتمنى ان تكون في الحكم وعلى رأس وزارات الدولة.
مثل من?
لا أريد ذكر اسماء كي لا أبخص حق أحد, وحتى لا أبدو وكأنني ادافع عن شخص دون آخر, وصدقني فان اي وزير مهما كان لا يستند الى حكومة قوية ولها برنامج وعملها مؤسسي لن يستطيع العمل والانجاز ونحن كنواب نرى الناس يومياً وهناك من يقولون لنا: انتم تزايدون علينا وأنتم اضعتمونا فقد أوصلناكم الى مجلس الامة ولم نر منكم سلطة على الحكومة فأين مستقبلنا? وعلى أي حال انا اعتقد ان الاسرة غنية بالعناصر الجيدة لكن عندهم مشكلة.
ما هذه المشكلة?
الاتصال بالعناصر الجيدة التي تدير دفة البلاد.
ثقيل ويطيح بتصريح
لكنكم كنواب كرهتم الناس في قبول المناصب الوزارية بعد ان تسببتم في خروج وزراء من العيار الثقيل?
وزير من العيار الثقيل ويطيح بتصريح? انظر من يطيح نحن ام الحكومة?
أيعني هذا ان الوزراء في السابق لم يكن فيه أحد من العيار الثقيل?
لو فيهم من العيار الثقيل ما طاحوا حكومة وراء حكومة, اسمح لي قد يكون الوزير جيداً, نعم, لكن مهما كان جيداً فانه لا يقف على أرض صلبة اي لا يستند الى حكومة مدعومة بالقدرة على ادارة دفة البلاد ولا يملك أغلبية تحت قبة البرلمان لأن اختياره لم يكن موفقاً أو بسبب غياب الخطة الحكومية.
ترى من يمكن ان يقبل الحقيبة الوزارية في ظل هذا الوضع السياسي الراهن?
لا... عفوا, من يقبل في ظل هذه الحكومة وفي ظل هذه المنهجية, وأعتقد انه مخطئ من لا يقبل الحقيبة الوزارية, اذا ما كانت هناك حكومة لها خطة ولو فعلتها الحكومة وأتت بخطة وبرنامج عمل جيد قابل للتنفيذ فسوف تحرج النواب والكتل السياسية اذ كيف لا يقبل الشخص الوزارة وكل الامكانات اللازمة للاصلاح متاحة خصوصا والبلد في قاع التراجع وفي حاجة لمن ينتشلها من هذا الحال.