مقاتل
11-28-2007, 11:22 PM
عمرو صابح سيد - القدس العربي
ما زالت الوفاة المفاجئة للرئيس جمال عبدالناصر عن عمر يناهز 52 عاما و8 أشهر و13 يوما تثير التساؤلات عما أمات عبدالناصر في هذه السن المبكرة، هل هي الأمراض المتعددة التي كان يعاني منها؟ أم أن هناك جهات كان لها مصلحة في اختفاء عبدالناصر في هذا التوقيت بالذات وفي عام 1970م تحديدا؟
في هذا المقال لن أتطرق للبحث عن أدلة أو شبهات جنائية في أسباب وفاة الزعيم، ولكن سوف أقوم بعرض مجموعة من الوثائق التي ربما تؤدي إلي الوصول للإجابة عن سر وفاة الرئيس عبدالناصر يوم 28 ايلول (سبتمبر) 1970وجميع هذه الوثائق منشورة في كتب مطبوعة وموجودة في المكتبات.
الوثيقة الأولي: تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تم إعداده آخر عام 1956 بعد فشل العدوان الثلاثي علي مصر، وهذا التقرير/ الوثيقة نشره الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه سنوات الغليان الصادر عام 1988م عن مؤسسة الأهرام في صفحة 986 من الملحق الوثائقي للكتاب.
ويتناول التقرير احتمالات نهاية نظام حكم ناصر في مصر ويحدد السبيل في خيارين:
1 ـ هزيمة عسكرية ساحقة.
2 ـ اغتيال جمال عبدالناصر.
وأريد من القارئ الكريم أن يتذكر هذين الخيارين ونحن نواصل عرض هذه المجموعة من الوثائق.
الوثيقة الثانية: وقام بنشرها الأستاذ الدكتور رؤوف عباس في مقال بعنوان حلف الأطلنطي وراء ضرب عبد الناصر في يونيو في عدد من مجلة الهلال الصادر في حزيران/ يونيو عام 2001م.
والوثيقة التي يعرضها الدكتور رؤوف عباس هي محضر الجلسة الأولي من محاضر اجتماع حلف شمال الأطلنطي في شتاء عام 1964م والتي عقدت لمناقشة ورقة العمل التركية التب أعدها وزير الخارجية التركي وتحمل عنوان تصفية عبدالناصر .
أما محاضر الجلستين الثانية والثالثة لهذا الاجتماع فما زالت محظورة ولن يسمح بالاطلاع عليها قبل عام 2014م. ومحضر هذه الجلسة الذب يناقش ورقة العمل التركية يتحدث عن الدور المشاكس والمضاد لمصالح الغرب الذب تلعبه مصر بزعامة عبد الناصر عبر العديد من المشكلات التي تسبب فيها عبدالناصر من إفشال فكرة الأحلاف العسكرية ـ شراء الأسلحة من الكتلة الشرقية ـ تأميم القناة ـ تمصير وتأميم المصالح الأجنبية فب مصر ـ الوحدة مع سورية.. ثم ثورة اليمن وهب الطامة الكبري بالنسبة لمصالح الغرب.. فوجود الجيش المصري في اليمن لمساندة الثوار أدي إلي نشوء وضع خطير هو تحكم مصر في طريق المواصلات بالبحر الأحمر من الشمال عبر قناة السويس، ومن الجنوب عبر مضيق باب المندب.. كما أن هذا الوجود يهدد بزوال العرش الملكي السعودي الذي يحارب الثورة اليمنية وهو العرش الذي يضمن تدفق البترول إلي الغرب بكل يسر.
وتعرض الوثيقة إلي الأطراف العربية التي تعادي طموحات جمال عبد الناصر وسياساته وتحددها في المملكة العربية السعودية والأردن وليبيا تحت حكم الملك السنوسي. كما تلفت النظر لسوء العلاقات المصرية السورية والمصرية العراقية، كما تتحدث عن النفوذ المصري في إفريقيا المعادي لمصالح الغرب وتدعو لدراسة الاقتراح بتوجيه ضربة عسكرية موجعة إلي عبد الناصر، كما تطالب بتحويل اليمن إلي مستنقع يغوص فيه الجيش المصري مما يساعد علي إنجاح الضربة العسكرية الموجهة إلي مصر مع التنبيه علي أنه إذا استمر الوضع الحالي في اليمن فإن العرش السعودي مهدد بالزوال عام 1970م، وهنا أطلب من القارئ الكريم أن يلاحظ التاريخ عام 1970م العام الذي شهد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر.
ونصل الآن إلي الوثيقة الثالثة في موضوعنا وهي من أخطر ما يكون، وتاريخ الوثيقة 27 ديسمبر 1966م وتحمل الوثيقة رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودي وهي مرسلة من الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز إلي الرئيس الأمريكي ليندون جونسون، وهي منشورة في كتاب عقود من الخيبات للكاتب حمدان حمدان طبعة دار بيسان ص 489 ـ 490.
وفيها يقول الملك العربي مخاطبا الرئيس الأمريكي: من كل ما تقدم يا سيادة الرئيس ومما عرضناه وبإيجاز يتبين لكم أن مصر هي العدو الأكبر لنا جميعا، وأن هذا العدو إن تُرك يحرض ويدعم الأعداء عسكريا وإعلاميا، فلن يأتي عام 1970م كما قال الخبير في إدارتكم السيد كيرميت روزفلت وعرشنا ومصالحنا في الوجود، ولذلك فإني أبارك ما سبق للخبراء الأمريكان في مملكتنا أن اقترحوه لأتقدم إليكم بالاقتراحات التالية:
ـ أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل لتقوم بهجوم خاطف علي مصر تستولي به علي أهم الأماكن حيوية في مصر لتضطر مصر بعدها لا إلي سحب جيشها من اليمن صاغرة بل إشغال مصر بإسرائيل عنا لمدة طويلة لن يرفع بعدها أي مصري رأسه خلف القناة ليحاول إعادة مطامع محمد علي وعبد الناصر في وحدة عربية .
إلي هنا ينتهي الجزء الخاص بمصر في الوثيقة، وإن كانت الوثيقة تشمل أيضا خططا للملك السعودي ضد سوريا وفلسطين، ولكن هذا ليس مجال مقالنا الآن.
رحم الله الرئيس جمال عبد الناصر وأسكنه فسيح جناته، وربما تكشف لنا الوثائق التي ما زالت خفية أسرارا أخري عن أسباب وفاته.
رسالة الكترونية
ما زالت الوفاة المفاجئة للرئيس جمال عبدالناصر عن عمر يناهز 52 عاما و8 أشهر و13 يوما تثير التساؤلات عما أمات عبدالناصر في هذه السن المبكرة، هل هي الأمراض المتعددة التي كان يعاني منها؟ أم أن هناك جهات كان لها مصلحة في اختفاء عبدالناصر في هذا التوقيت بالذات وفي عام 1970م تحديدا؟
في هذا المقال لن أتطرق للبحث عن أدلة أو شبهات جنائية في أسباب وفاة الزعيم، ولكن سوف أقوم بعرض مجموعة من الوثائق التي ربما تؤدي إلي الوصول للإجابة عن سر وفاة الرئيس عبدالناصر يوم 28 ايلول (سبتمبر) 1970وجميع هذه الوثائق منشورة في كتب مطبوعة وموجودة في المكتبات.
الوثيقة الأولي: تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تم إعداده آخر عام 1956 بعد فشل العدوان الثلاثي علي مصر، وهذا التقرير/ الوثيقة نشره الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه سنوات الغليان الصادر عام 1988م عن مؤسسة الأهرام في صفحة 986 من الملحق الوثائقي للكتاب.
ويتناول التقرير احتمالات نهاية نظام حكم ناصر في مصر ويحدد السبيل في خيارين:
1 ـ هزيمة عسكرية ساحقة.
2 ـ اغتيال جمال عبدالناصر.
وأريد من القارئ الكريم أن يتذكر هذين الخيارين ونحن نواصل عرض هذه المجموعة من الوثائق.
الوثيقة الثانية: وقام بنشرها الأستاذ الدكتور رؤوف عباس في مقال بعنوان حلف الأطلنطي وراء ضرب عبد الناصر في يونيو في عدد من مجلة الهلال الصادر في حزيران/ يونيو عام 2001م.
والوثيقة التي يعرضها الدكتور رؤوف عباس هي محضر الجلسة الأولي من محاضر اجتماع حلف شمال الأطلنطي في شتاء عام 1964م والتي عقدت لمناقشة ورقة العمل التركية التب أعدها وزير الخارجية التركي وتحمل عنوان تصفية عبدالناصر .
أما محاضر الجلستين الثانية والثالثة لهذا الاجتماع فما زالت محظورة ولن يسمح بالاطلاع عليها قبل عام 2014م. ومحضر هذه الجلسة الذب يناقش ورقة العمل التركية يتحدث عن الدور المشاكس والمضاد لمصالح الغرب الذب تلعبه مصر بزعامة عبد الناصر عبر العديد من المشكلات التي تسبب فيها عبدالناصر من إفشال فكرة الأحلاف العسكرية ـ شراء الأسلحة من الكتلة الشرقية ـ تأميم القناة ـ تمصير وتأميم المصالح الأجنبية فب مصر ـ الوحدة مع سورية.. ثم ثورة اليمن وهب الطامة الكبري بالنسبة لمصالح الغرب.. فوجود الجيش المصري في اليمن لمساندة الثوار أدي إلي نشوء وضع خطير هو تحكم مصر في طريق المواصلات بالبحر الأحمر من الشمال عبر قناة السويس، ومن الجنوب عبر مضيق باب المندب.. كما أن هذا الوجود يهدد بزوال العرش الملكي السعودي الذي يحارب الثورة اليمنية وهو العرش الذي يضمن تدفق البترول إلي الغرب بكل يسر.
وتعرض الوثيقة إلي الأطراف العربية التي تعادي طموحات جمال عبد الناصر وسياساته وتحددها في المملكة العربية السعودية والأردن وليبيا تحت حكم الملك السنوسي. كما تلفت النظر لسوء العلاقات المصرية السورية والمصرية العراقية، كما تتحدث عن النفوذ المصري في إفريقيا المعادي لمصالح الغرب وتدعو لدراسة الاقتراح بتوجيه ضربة عسكرية موجعة إلي عبد الناصر، كما تطالب بتحويل اليمن إلي مستنقع يغوص فيه الجيش المصري مما يساعد علي إنجاح الضربة العسكرية الموجهة إلي مصر مع التنبيه علي أنه إذا استمر الوضع الحالي في اليمن فإن العرش السعودي مهدد بالزوال عام 1970م، وهنا أطلب من القارئ الكريم أن يلاحظ التاريخ عام 1970م العام الذي شهد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر.
ونصل الآن إلي الوثيقة الثالثة في موضوعنا وهي من أخطر ما يكون، وتاريخ الوثيقة 27 ديسمبر 1966م وتحمل الوثيقة رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودي وهي مرسلة من الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز إلي الرئيس الأمريكي ليندون جونسون، وهي منشورة في كتاب عقود من الخيبات للكاتب حمدان حمدان طبعة دار بيسان ص 489 ـ 490.
وفيها يقول الملك العربي مخاطبا الرئيس الأمريكي: من كل ما تقدم يا سيادة الرئيس ومما عرضناه وبإيجاز يتبين لكم أن مصر هي العدو الأكبر لنا جميعا، وأن هذا العدو إن تُرك يحرض ويدعم الأعداء عسكريا وإعلاميا، فلن يأتي عام 1970م كما قال الخبير في إدارتكم السيد كيرميت روزفلت وعرشنا ومصالحنا في الوجود، ولذلك فإني أبارك ما سبق للخبراء الأمريكان في مملكتنا أن اقترحوه لأتقدم إليكم بالاقتراحات التالية:
ـ أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل لتقوم بهجوم خاطف علي مصر تستولي به علي أهم الأماكن حيوية في مصر لتضطر مصر بعدها لا إلي سحب جيشها من اليمن صاغرة بل إشغال مصر بإسرائيل عنا لمدة طويلة لن يرفع بعدها أي مصري رأسه خلف القناة ليحاول إعادة مطامع محمد علي وعبد الناصر في وحدة عربية .
إلي هنا ينتهي الجزء الخاص بمصر في الوثيقة، وإن كانت الوثيقة تشمل أيضا خططا للملك السعودي ضد سوريا وفلسطين، ولكن هذا ليس مجال مقالنا الآن.
رحم الله الرئيس جمال عبد الناصر وأسكنه فسيح جناته، وربما تكشف لنا الوثائق التي ما زالت خفية أسرارا أخري عن أسباب وفاته.
رسالة الكترونية