جمال
11-24-2007, 01:52 AM
حسن الموسوي الحائري - ملتقى الجمان
الوطن
السيدة حميدة بنت صاعد البربري، لقبها (لؤلؤة)، وقد لقبها الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (بالمحمودة)، حيث قال: أنت حميدة في الدنيا، محمودة في الآخرة... ولقّبها الإمام جعفر الصادق عليه السلام (بالمصفاة) من الأدناس، وهي بربرية من المغرب، وقيل إنها أندلسية.
كانت السيدة حميدة، من المتّـقيات الثقات، وكان الإمام الصادق عليه السلام يرسلها مع والدته السيدة فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر (أم فروة) رضي الله عنها لقضاء حقوق أهل المدينة.
دخل ابن عكاشة بن محصن الأسدي على الإمام محمد الباقر، وكان ابنه الإمام جعفر قائماً عنده، فقال ابن عكاشة للإمام الباقر: لأي شيء لا تزوّج ابنك جعفراً، فقد أدرك التزويج؟
قال الباقر، وبين يديه صُرَّة مختومة بها مال: سيجيء نخّـاس من أهل بربر، فينزل دار ميمون، فنشتري له بهذه الصُّـرة جارية.
وما أن مرّت الأيام حتى قال لهم: إن النخّاس الذي ذكرته لكم قد قدم، فاذهبوا إليه.
ولما دخلوا عليه كان قد باع ما عنده من جوار، إلا اثنتين لمرضهما، إحداهما قد تماثلت للشفاء، فنظروا إليها، فاختاروا المتماثلة، وجاؤوا بها إلى الإمام الباقر عليه السلام، وكان ابنه جعفر حاضراً عنده، وأخبروه بما كان من أمرهم، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم سألها: ما اسمك؟
قالت: حميدة.
فقال: حميدة في الدنيا، محمودة في الآخرة.
علمي وعمل:
وجدت السيدة حميدة في بيت آل النبي كل رعاية ومحبة وتقدير، لاسيما أنها كانت ذات إيمان ودين، كما نهلت من علوم آل البيت عليهم السلام حتى تفقهت، فكان الإمام الصادق عليه السلام يُرجع النساء إليها في مسائلهن الدينية وتعلّم الاحكام الشرعية، كما روت عدة أحاديث عن أئمة أهل البيت عليهم السلام.
المولود المبارك:
عن أبي بصير الأسدي قال: حجبنا مع الإمام الصادق عليه السلام، فلما وصلنا الأبواء وضع لنا الغداء، وبينما نحن نأكل، إذ أتاه رسول (حميدة)، فقال له: إن حميدة تقول: قد أنكرتُ نفسي، وقد وجدتُ ماكنتُ أجد إذا حضَرت ولادتي، وقد أمرتَني أن لا أستبقك بابنك هذا.
فقام الصادق عليه السلام وانطلق مع الرسول، فلم يلبث أن عاد حاسراً عن ذراعيه، ضاحكاً سنُّه. فقلنا: أضحك الله سًنَّـك، وأقرَّ عينك، ما صنعت حميدة؟
فقال: وهب الله لي غلاماً، وقد خبَّرتني بأمري كنت أعلم به منها.... ثم سماه موسى.
ولم يكن الإمام موسى الكاظم عليه السلام هو المولود الوحيد لهذه السيدة الجليلة، فقد رزقها الله من الإمام جعفر الصادق ثلاثة آخرين، هم: إسحاق ومحمد وفاطمة.
حزني على رحيل الصادق:
كانت وفاة الإمام جعفر الصادق عليه السلام ذات وقع شديد على السيدة حميدة، فكانت تبكي كلما تذكره، في ليلها ونهارها، وتُبكي من يجالسها لشدة ما ألمّ بها من فقده... قال أبو بصير الأسدي: دخلت على أم حميدة أعزّيها بأبي عبد الله ـ الإمام جعفر ـ عليه السلام، فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمد، لو رأيت أباعبدالله عند الموت لرأيت عجباً، فتح عينيه ثم قال: اجمعوا كل من بيني وبينه قرابة... قالت: فما تركنا أحداً إلا جمعناه، فنظر إليهم ثم قال: إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة...
رحم الله حميدة ورضي عنها وجعلها مثالاً لكل امرأة مخلصة لدينها وأهلها.
الوطن
السيدة حميدة بنت صاعد البربري، لقبها (لؤلؤة)، وقد لقبها الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام (بالمحمودة)، حيث قال: أنت حميدة في الدنيا، محمودة في الآخرة... ولقّبها الإمام جعفر الصادق عليه السلام (بالمصفاة) من الأدناس، وهي بربرية من المغرب، وقيل إنها أندلسية.
كانت السيدة حميدة، من المتّـقيات الثقات، وكان الإمام الصادق عليه السلام يرسلها مع والدته السيدة فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر (أم فروة) رضي الله عنها لقضاء حقوق أهل المدينة.
دخل ابن عكاشة بن محصن الأسدي على الإمام محمد الباقر، وكان ابنه الإمام جعفر قائماً عنده، فقال ابن عكاشة للإمام الباقر: لأي شيء لا تزوّج ابنك جعفراً، فقد أدرك التزويج؟
قال الباقر، وبين يديه صُرَّة مختومة بها مال: سيجيء نخّـاس من أهل بربر، فينزل دار ميمون، فنشتري له بهذه الصُّـرة جارية.
وما أن مرّت الأيام حتى قال لهم: إن النخّاس الذي ذكرته لكم قد قدم، فاذهبوا إليه.
ولما دخلوا عليه كان قد باع ما عنده من جوار، إلا اثنتين لمرضهما، إحداهما قد تماثلت للشفاء، فنظروا إليها، فاختاروا المتماثلة، وجاؤوا بها إلى الإمام الباقر عليه السلام، وكان ابنه جعفر حاضراً عنده، وأخبروه بما كان من أمرهم، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم سألها: ما اسمك؟
قالت: حميدة.
فقال: حميدة في الدنيا، محمودة في الآخرة.
علمي وعمل:
وجدت السيدة حميدة في بيت آل النبي كل رعاية ومحبة وتقدير، لاسيما أنها كانت ذات إيمان ودين، كما نهلت من علوم آل البيت عليهم السلام حتى تفقهت، فكان الإمام الصادق عليه السلام يُرجع النساء إليها في مسائلهن الدينية وتعلّم الاحكام الشرعية، كما روت عدة أحاديث عن أئمة أهل البيت عليهم السلام.
المولود المبارك:
عن أبي بصير الأسدي قال: حجبنا مع الإمام الصادق عليه السلام، فلما وصلنا الأبواء وضع لنا الغداء، وبينما نحن نأكل، إذ أتاه رسول (حميدة)، فقال له: إن حميدة تقول: قد أنكرتُ نفسي، وقد وجدتُ ماكنتُ أجد إذا حضَرت ولادتي، وقد أمرتَني أن لا أستبقك بابنك هذا.
فقام الصادق عليه السلام وانطلق مع الرسول، فلم يلبث أن عاد حاسراً عن ذراعيه، ضاحكاً سنُّه. فقلنا: أضحك الله سًنَّـك، وأقرَّ عينك، ما صنعت حميدة؟
فقال: وهب الله لي غلاماً، وقد خبَّرتني بأمري كنت أعلم به منها.... ثم سماه موسى.
ولم يكن الإمام موسى الكاظم عليه السلام هو المولود الوحيد لهذه السيدة الجليلة، فقد رزقها الله من الإمام جعفر الصادق ثلاثة آخرين، هم: إسحاق ومحمد وفاطمة.
حزني على رحيل الصادق:
كانت وفاة الإمام جعفر الصادق عليه السلام ذات وقع شديد على السيدة حميدة، فكانت تبكي كلما تذكره، في ليلها ونهارها، وتُبكي من يجالسها لشدة ما ألمّ بها من فقده... قال أبو بصير الأسدي: دخلت على أم حميدة أعزّيها بأبي عبد الله ـ الإمام جعفر ـ عليه السلام، فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمد، لو رأيت أباعبدالله عند الموت لرأيت عجباً، فتح عينيه ثم قال: اجمعوا كل من بيني وبينه قرابة... قالت: فما تركنا أحداً إلا جمعناه، فنظر إليهم ثم قال: إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة...
رحم الله حميدة ورضي عنها وجعلها مثالاً لكل امرأة مخلصة لدينها وأهلها.