المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال الصحفي محمد عبدالقادر الجاسم عن الحكم ؟



علي علي
11-18-2007, 06:02 PM
محمد عبدالقادر الجاسم

منذ أن تفرغ أفرادها كليا للصراعات بينهم، فقدت الأسرة الحاكمة في الكويت استقلاليتها وقدرتها على المبادرة، وتركزت طاقة أركانها على كيفية إدارة الصراع الأسري، وغرقت في تفاصيله، فأهملت إدارة الدولة بعد أن أسندت المناصب الوزارية إلى عناصر موالية لها لا تتمتع بالكفاءة، فتناوب على عضوية مجلس الوزراء شخصيات ليس لها تاريخ سياسي ولا حتى خبرة في الإدارة العامة. وإذ كانت الدولة قد بدأت، قبل سنوات وفي المرحلة الأخيرة من عهد المرحوم الشيخ جابر الأحمد، "تشيخ" وتهرم و"تشيب" مع كبر سن قياداتها، فقد توقفت مبادرات الحكم نهائيا ولم تعد للسلطة هيبة بعد أن تآكلت قدراتها. وكنتيجة حتمية لهذا الوضع، ظهرت "مناطق فراغ" أو "مناطق بيضاء" في السلطة عموما، وهو ما أدى إلى نمو الرغبة في احتلالها من قبل قوى أخرى. وعلى سبيل المثال، سعى ويسعى رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي ومن معه من شيوخ صغار وغيرهم إلى احتلال منطقة "فراغ الحكم" أو المنطقة البيضاء في الحكم، فيما سعت القوى السياسية وتسعى على اختلاف توجهاتها إلى احتلال منطقة "فراغ الحكومة" .

ومع الأسف وعلى الرغم من انتهاء الصراع على الحكم بتنيحة الشيخ سعد العبدالله، إلا أن دخول الحكم تلك الأزمة قضى تماما على ما تبقى لديه من طاقة وقدرة.. فبعد أن انتهت أزمة "مناصب" الحكم، بدأت أزمة أخرى هي أزمة "قدرات" الحكم. ومن الواضح لكل متابع لأوضاع الكويت الآن أننا ندفع ثمنا باهظا لأزمة "المناصب" السابقة وأزمة "القدرات" الحالية. كما أن الحركة السياسية في البلاد أصبحت مرتبطة "بالمناورات" التي يجريها رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي ومن معه لاحتلال منطقة "فراغ" الحكم، والمناورات التي تجريها القوى السياسية لاحتلال منطقة "فراغ" الحكومة. أما منطقة البناء والتنمية والإصلاح، بل منطقة المستقبل برمته، فلا أحد يرغب في الاقتراب منها!

لن أجامل، ولن أخفي قناعتي.. الحكم في الكويت أصبح ضعيفا والحكومة غائبة تماما، وهناك اضطراب واضح في القرار اليومي، وغياب تام للقرار الاستراتيجي. أمور الدولة اليوم تدار بلا أدنى رؤية، وليس لدى الحكم أو الحكومة أو الأسرة الحاكمة أو القوى السياسية في البرلمان أو خارجه أي مشروع وطني. ومع الأسف فليس هناك سوى التربص والمناورة والتأهب للسيطرة على ما تبقى من "قدرة القرار". ومرة أخرى وبلا أدنى تحفظ أو مجاملة أقول إن الكويت تمر اليوم بمرحلة جديدة من مراحل "شيخوختها".. تلك "الشيخوخة" التي بدأت في الحقبة الأخيرة من عهد المرحوم الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه. وما أحاديث الإصلاح والتنمية وتحويل الكويت إلى مركز مالي و و و، سوى "تخاريف" الشيخوخة".

إن الإصلاح يحتاج إلى عزيمة وإرادة ورؤية وقرار.. يحتاج إلى "روح" وحيوية.. يحتاج إلى طاقة.. يحتاج إلى سلطة.. يحتاج إلى استقرار في الحكم وتطوير شؤون الحكومة.. يحتاج إلى رجال دولة لا طاقم من كبار الموظفين.. يحتاج إلى حكم يملك زمام المبادرة ويتمتع برؤية ثاقبة نافذة لا تخضع لإغراءات العمل اليومي وما يصاحبه من محاولات دس ووقيعة يقوم بها من يسعى لاستلاب الحكم أو السيطرة على القرار. كما يحتاج الإصلاح إلى حكومة تمارس شؤون الحكم فعلا.. حكومة تتمتع باستقلالية عن الحكم لا حكومة تنتظر التعليمات والأوامر.. حكومة تملك القدرة على اتخاذ القرار ومتابعة تنفيذه.. لاحكومة مشتتة وتائهة تسعى لإرضاء هذا وذاك.. يحتاج حكومة تقود لا تنقاد.. فأين نحن من هذا كله؟ هل سمعتم في يوم عن مطر بلا غيم؟

مقاتل
11-19-2007, 12:42 AM
الديرة ماشية على البركة والحكومة ضحت بمصالح الكويتيين لصالح المتطرفين فصارت الكويت ضاحية من ضواحي السعودية او افغانستان

لا يوجد
11-19-2007, 03:25 PM
صراعات ابناء الاسرة الحاكمة ادخلت الكويت مرحلة ضعف سياسي غير مسبوقة ، اما النواب الذين يتمترسون خلف الاستجوابات فهم في الواقع يمثلون بعض ابناء الاسرة الحاكمة لإحراج رئيس الوزراء الذي لا يبدو انه يملك قرار الحسم والمواجهة في كثير من الحالات

هاشم
11-20-2007, 12:28 AM
الاسرة الحاكمة ضعيفة واعضاء مجلس الامة يستغلون هذا الضعف حاليا احسن استغلال في سبيل تحقيق اهدافهم وتعزيز نفوذ تياراتهم وقبائلهم