الحرب على إيران ستكون 'نعمة'؟!

[سمير]

كما في الثمانينات مع نظام صدام.

جريدة أمروز الايرانية(المعاصرة)

يصر الاصلاحيون والمعتدلون على ان التهديدات التي تتعرض لها ايران في الوقت الراهن هي تهديدات جدية وان اميركا ستنفذ الهجوم العسكري قطعا اذا فشلت الضغوط ولم تحسم ازمة الملف النووي الايراني بالطرق السلمية.

حتى ان رئيس مجلس الخبراء الشيخ رفسنجاني اثار مثل هذا التحذير علانية في صلاة الجمعة، وكرر ذلك الرئيس السابق محمد خاتمي وعدد من المسؤولين السابقين، الامر الذي دفع الرئيس احمد نجاد الى السخرية من هذه التهديدات ووصفها بالجوفاء مؤكدا من ان الولايات المتحدة لا تملك الجرأة والشجاعة لمهاجمة البلاد عسكريا.

ويعتقد انصار احمدي نجاد ان اصراره على موقفه قد عزز وضعه شعبيا وأضفى عليه صفة البطل القومي، لكن الاصلاحيين يقولون ان مثل هذه المواقف اتخذها الرئيس العراقي السابق صدام حسين لكن مصيره دفع به الى حفرة الاعتقال المعروفة، لانه ظل يطلق الشعارات الفارغة فقط.
الموضوع الآخر في هذا السياق هو انه لا يمكن انكار او نفي وجود تهديدات جدية لضرب ايران عسكريا او فرض العقوبات عليها، لان نفي جدية هذا الاحتمال سيكون بالطبع لمصلحة اميركا التي اذا نفذت هجومها او فرضت عقوبات اقتصادية شديدة فان حكومة احمدي نجاد ستواجه اللوم قطعا من جانب الذين كانوا قد حذروا من وقوع مثل هذه الاحداث والاجراءات.
النقطة الاخرى التي يمكن طرحها في هذا المنحى هو ان الشارع الشعبي يرفض، بوضوح، الاستسلام امام الضغوط الأجنبية ويصر معظم المواطنين على صون عزة البلاد واستقلالها وسيادتها مهما حدث.. لكن ثمن هذا الصمود قطعا سيكون غاليا اذا نفذت واشنطن احد تهديداتها بشكل جدي، مثل ضرب آلاف من المواقع الاسترتيجية او حتى منع ايران من تصدير نفطها من خلال اغلاق بوابة مضيق هرمز، وهو الامر الذي سيدفع طهران الى الرد والدخول في حرب غير مرغوب فيها دوليا واقليميا، وهي الحرب التي تقول عنها طهران انها ستكون نعمة على شعبها، كما كان ما يوصف ب'نعمة' حرب الثماني سنوات مع العرق!