المهدى
07-16-2004, 02:32 PM
التصقت اجساد العراقيين والعرق يتصبب منها بالسياج المعدني المحيط بمبنى الجوازات الجديد في بغداد اثناء صراخهم بوجه افراد قوات الشرطة المكلفين حراسته مطالبين بالسماح لهم بدخوله.
كما تدافع اخرون تسلقوا الجدران وصولا الى سطح المبنى على امل التسلل الى الداخل دون ان يلاحظهم احد. وقد بدأت حالة الفوضى تلك منذ اعلان الحكومة المؤقتة في الاول من يوليو (تموز) الحالي ان بامكان العراقيين التقدم للحصول على جوازات سفر خاصة بهم. ومنذ ذلك الوقت، بدأ العراقيون مساعيهم لاستصدار جوازات سفر خاصة بهم، كثيرون منهم للمرة الاولى في حياتهم. يذكر ان سفر العراقيين خلال حكم الرئيس المخلوع صدام حسين انحصر، الى درجة كبيرة، بالموالين لنظام الحكم السابق وبالاكاديميين واولئك القادرين على دفع رشى.
لكن الوضع يختلف الان وفق النظام الجديد. فامكانية اي شخص التقدم للحصول على جواز سفر، ومجانا، شجع الكثيرين على اتخاذ مثل هذه الخطوة.
ولم تحل اشعة الشمس الحارقة دون توجه مئات الرجال والنساء، وحتى الاطفال، منذ الصباح الباكر نحو المبنى الواقع في منطقة الكرخ والانتظار خارجه على امل استصدار جوازات سفر. الا ان شدة الازدحام وعدم القدرة على اختراق الحواجز التي شكلتها ايادي المتجمهرين خارج المبنى تحول دون دخول العديدين.
وقال ثائر همزر، 34 عاما، عاطل عن العمل، «وصلت هذا الصباح منذ السادسة صباحا لانني بالفعل اريد الحصول على جواز سفر. لم امتلك واحدا قبل ذلك». واضاف وقد انعقد حاجباه من الاحباط وسال العرق على وجه، «لكن انظر الى المكان، انها فوضى. ولم اتمكن حتى من بلوغ اول بوابة. لا يبدو ان هناك شخصا مسؤولا، يوجد فقط رجال شرطة يحملون اسلحتهم». ويامل الشاب العراقي الحاصل على شهادة في الكومبيوتر، كالعديدين، في ان يكون حرا ويسافر الى الخارج سعيا وراء الحصول على عمل وقال «سأعود الى بيتي الان واتناسى مسألة جوازات السفر حتى تنتهي حالة الفوضى هذه».
وطبقا للمقدم عبد الحكيم، المسؤول عن مقر الكرخ للجوازات، وهو احد خمسة مكاتب في بغداد، يصل المبنى نحو الف شخص يوميا، لكن 300 منهم فقط يتمكنون من دخوله وتعبئة الطلبات اللازمة. واضاف «هناك الكثير من الراغبين في الحصول على جوازات سفر، ولكن المبنى هنا صغير، وتم افتتاحه قبل اسبوعين. فماذا يمكننا ان نفعل؟». وفيما كان عبد الحكيم يتحدث لوكالة الصحافة الفرنسية، بدا مكتبه محاصرا من العراقيين الذين بدت وجوهم من نافذة المكتب المغلقة وهم يصرخون للفت انتباهه. وقال «على الحكومة ان تفتتح مكاتب اخرى للجوازات. حاليا هناك مكتب واحد في كل محافظة وخمسة مكاتب في بغداد، وهذا غير كاف».
والى ان يحين ذلك الوقت، اضاف انه يتعين على العراقيين ان يتعلموا ضبط انفسهم، وزعق بصوت عال ليطغى على صراخ العراقيين في الخارج «الناس يتحملون مسؤولية هذه الفوضى، وليس العاملون في المكتب. فاذا اصطفوا في طوابير، فسيكون بامكاننا التعامل معهم بفعالية اكبر. فهم سبب الفوضى التي يعانون منها». ويتعين على الراغبين في الحصول على جواز سفر ان يقدموا ما يثبت هويتهم العراقية وكذلك نسخة من بطاقة التموين التي كانت توزع عليهم في تسعينات القرن الماضي في اطار برنامج الغذاء مقابل النفط بين العراق والامم المتحدة. ويتم توزيع طلبات رسمية على العراقيين لتعبئتها على الفور واعادتها للتحقق من المعلومات الواردة فيها، وهي عملية تستغرق نحو خمسة عشر يوميا. وبعد ذلك، يعين يوم لمقدم الطلب للعودة وتسلم جواز السفر.
وفي الماضي، كان يتعين على الراغبين بالسفر الى خارج العراق خلال حكم الرئيس السابق صدام حسين ان يدفعوا مبلغ 300 دولار وان يحصلوا، قبل المغادرة، على موافقة السلطات المعنية، وفقا لعبد الحكيم. واكد ان «هذه الاجراءات لم تعد ضرورية في الوقت الحاضر، ولذلك لم نتفاجأ بهذا الطلب الهائل للحصول على جوازات السفر». وعلى الرغم من الفوضى خارج المبنى، فان وزارة الداخلية العراقية تصر على ان اجراءات الحصول على جوازات السفر تسير بأسلوب منظم وموثوق.
وقال العقيد عدنان عبد الرحمن، احد المتحدثين باسم وزارة الداخلية «قد يبدو ان هناك ضجيجا خارج مباني دوائر الجوازات، لكن الموظفين في الداخل يمتكلون الخبرة في هذا المجال، ويقومون باعمالهم باسلوب هادئ».وفيما اندفعت احدى الاسر المكونة من اربعة اشخاص الى خارج البوابة الرئيسية لمبنى الجوازات في منطقة الكرخ بدت على وجوه افرادها علامات الانهاك، ولكن الارتياح ايضا. فقد كانت العائلة من بين المحظوظين القلائل الذين تمكنوا من تقديم اوراقهم بعد جهود مضنية بدأت فجرا.
وقال حيدر فاضل،31عاما، لاهثا «وصلنا الى هنا الساعة الخامسة صباحا وكنا مصممين على النجاح في مهمتنا على الرغم من الحشد الذي تجمع قبل وصولنا». واضاف فاضل الذي يعمل سائق سيارة اجرة «تدافع الناس كثيرا، لكن زوجتي تمكنت من دخول المبنى، وبعد ذلك، قمت بتمرير اطفالي تحت السياج الحديدي، وعندما لم يكن احد يلاحظني، نجحت في القفز بسرعة من فوق السياج».
وبالنسبة لفاضل الذي تحدث وهو يحتضن ابنته ذات الاعوام الثلاثة فانه «متى تمكن الشخص من الدخول، فعليه ان يخوض عراكا اخر بالايدي للحصول على الطلبات، وتعبئتها ومن ثم تقديمها. لكننا نجحنا، واعطينا ورقة تطلب منا العودة هنا ثانية في الثالث من اغسطس (اب) المقبل لاستلام الجوازات ان شاء الله». وقال فاضل وزوجته انهما يريدان مغادرة العراق لعدة اشهر حتى يصبح بلدهما اكثر استقرارا. من جهته، قال متحدث باسم وزارة الداخلية ردا على سؤال حول القلق من ان يؤدي نظام جوازات السفر الجديد الى حدوث موجة نزوح «هذا خيار شخصي».
كما تدافع اخرون تسلقوا الجدران وصولا الى سطح المبنى على امل التسلل الى الداخل دون ان يلاحظهم احد. وقد بدأت حالة الفوضى تلك منذ اعلان الحكومة المؤقتة في الاول من يوليو (تموز) الحالي ان بامكان العراقيين التقدم للحصول على جوازات سفر خاصة بهم. ومنذ ذلك الوقت، بدأ العراقيون مساعيهم لاستصدار جوازات سفر خاصة بهم، كثيرون منهم للمرة الاولى في حياتهم. يذكر ان سفر العراقيين خلال حكم الرئيس المخلوع صدام حسين انحصر، الى درجة كبيرة، بالموالين لنظام الحكم السابق وبالاكاديميين واولئك القادرين على دفع رشى.
لكن الوضع يختلف الان وفق النظام الجديد. فامكانية اي شخص التقدم للحصول على جواز سفر، ومجانا، شجع الكثيرين على اتخاذ مثل هذه الخطوة.
ولم تحل اشعة الشمس الحارقة دون توجه مئات الرجال والنساء، وحتى الاطفال، منذ الصباح الباكر نحو المبنى الواقع في منطقة الكرخ والانتظار خارجه على امل استصدار جوازات سفر. الا ان شدة الازدحام وعدم القدرة على اختراق الحواجز التي شكلتها ايادي المتجمهرين خارج المبنى تحول دون دخول العديدين.
وقال ثائر همزر، 34 عاما، عاطل عن العمل، «وصلت هذا الصباح منذ السادسة صباحا لانني بالفعل اريد الحصول على جواز سفر. لم امتلك واحدا قبل ذلك». واضاف وقد انعقد حاجباه من الاحباط وسال العرق على وجه، «لكن انظر الى المكان، انها فوضى. ولم اتمكن حتى من بلوغ اول بوابة. لا يبدو ان هناك شخصا مسؤولا، يوجد فقط رجال شرطة يحملون اسلحتهم». ويامل الشاب العراقي الحاصل على شهادة في الكومبيوتر، كالعديدين، في ان يكون حرا ويسافر الى الخارج سعيا وراء الحصول على عمل وقال «سأعود الى بيتي الان واتناسى مسألة جوازات السفر حتى تنتهي حالة الفوضى هذه».
وطبقا للمقدم عبد الحكيم، المسؤول عن مقر الكرخ للجوازات، وهو احد خمسة مكاتب في بغداد، يصل المبنى نحو الف شخص يوميا، لكن 300 منهم فقط يتمكنون من دخوله وتعبئة الطلبات اللازمة. واضاف «هناك الكثير من الراغبين في الحصول على جوازات سفر، ولكن المبنى هنا صغير، وتم افتتاحه قبل اسبوعين. فماذا يمكننا ان نفعل؟». وفيما كان عبد الحكيم يتحدث لوكالة الصحافة الفرنسية، بدا مكتبه محاصرا من العراقيين الذين بدت وجوهم من نافذة المكتب المغلقة وهم يصرخون للفت انتباهه. وقال «على الحكومة ان تفتتح مكاتب اخرى للجوازات. حاليا هناك مكتب واحد في كل محافظة وخمسة مكاتب في بغداد، وهذا غير كاف».
والى ان يحين ذلك الوقت، اضاف انه يتعين على العراقيين ان يتعلموا ضبط انفسهم، وزعق بصوت عال ليطغى على صراخ العراقيين في الخارج «الناس يتحملون مسؤولية هذه الفوضى، وليس العاملون في المكتب. فاذا اصطفوا في طوابير، فسيكون بامكاننا التعامل معهم بفعالية اكبر. فهم سبب الفوضى التي يعانون منها». ويتعين على الراغبين في الحصول على جواز سفر ان يقدموا ما يثبت هويتهم العراقية وكذلك نسخة من بطاقة التموين التي كانت توزع عليهم في تسعينات القرن الماضي في اطار برنامج الغذاء مقابل النفط بين العراق والامم المتحدة. ويتم توزيع طلبات رسمية على العراقيين لتعبئتها على الفور واعادتها للتحقق من المعلومات الواردة فيها، وهي عملية تستغرق نحو خمسة عشر يوميا. وبعد ذلك، يعين يوم لمقدم الطلب للعودة وتسلم جواز السفر.
وفي الماضي، كان يتعين على الراغبين بالسفر الى خارج العراق خلال حكم الرئيس السابق صدام حسين ان يدفعوا مبلغ 300 دولار وان يحصلوا، قبل المغادرة، على موافقة السلطات المعنية، وفقا لعبد الحكيم. واكد ان «هذه الاجراءات لم تعد ضرورية في الوقت الحاضر، ولذلك لم نتفاجأ بهذا الطلب الهائل للحصول على جوازات السفر». وعلى الرغم من الفوضى خارج المبنى، فان وزارة الداخلية العراقية تصر على ان اجراءات الحصول على جوازات السفر تسير بأسلوب منظم وموثوق.
وقال العقيد عدنان عبد الرحمن، احد المتحدثين باسم وزارة الداخلية «قد يبدو ان هناك ضجيجا خارج مباني دوائر الجوازات، لكن الموظفين في الداخل يمتكلون الخبرة في هذا المجال، ويقومون باعمالهم باسلوب هادئ».وفيما اندفعت احدى الاسر المكونة من اربعة اشخاص الى خارج البوابة الرئيسية لمبنى الجوازات في منطقة الكرخ بدت على وجوه افرادها علامات الانهاك، ولكن الارتياح ايضا. فقد كانت العائلة من بين المحظوظين القلائل الذين تمكنوا من تقديم اوراقهم بعد جهود مضنية بدأت فجرا.
وقال حيدر فاضل،31عاما، لاهثا «وصلنا الى هنا الساعة الخامسة صباحا وكنا مصممين على النجاح في مهمتنا على الرغم من الحشد الذي تجمع قبل وصولنا». واضاف فاضل الذي يعمل سائق سيارة اجرة «تدافع الناس كثيرا، لكن زوجتي تمكنت من دخول المبنى، وبعد ذلك، قمت بتمرير اطفالي تحت السياج الحديدي، وعندما لم يكن احد يلاحظني، نجحت في القفز بسرعة من فوق السياج».
وبالنسبة لفاضل الذي تحدث وهو يحتضن ابنته ذات الاعوام الثلاثة فانه «متى تمكن الشخص من الدخول، فعليه ان يخوض عراكا اخر بالايدي للحصول على الطلبات، وتعبئتها ومن ثم تقديمها. لكننا نجحنا، واعطينا ورقة تطلب منا العودة هنا ثانية في الثالث من اغسطس (اب) المقبل لاستلام الجوازات ان شاء الله». وقال فاضل وزوجته انهما يريدان مغادرة العراق لعدة اشهر حتى يصبح بلدهما اكثر استقرارا. من جهته، قال متحدث باسم وزارة الداخلية ردا على سؤال حول القلق من ان يؤدي نظام جوازات السفر الجديد الى حدوث موجة نزوح «هذا خيار شخصي».