المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 'لقافة' الصديقات تهدد الحياة الزوجية



yasmeen
11-14-2007, 07:36 AM
يتدخلن في كل الأمور بداعي 'النصيحة'


كتبت أسماء شعيب


كل منا له قرارات، لكن كيف يعتمد ويثق الشخص في قراراته من دون استعانة بالاخرين؟ وكيف يمكنه التفرقة بين الصواب والخطأ؟
هناك احداث تقع لنا جراء نصائح الاصدقاء وتدخلهم في حياتنا الشخصية.

هنا، سنروي حكاية تعبر عن جزء بسيط مما يحدث في حياتنا، تتمحور حول نصائح الاصدقاء بالحياة الزوجية، لا سيما فئة الصديقات الناصحات للزوجة الحائرة في شأن زوجها.
اتصلت بي زميلتي في احدى الليالي لتخبرني انها تقيم مساء غد حفلة استقبال بعد قضائها شهر العسل مدة شهرين خارج البلاد، حيث انها دعت جميع القريبات وصديقاتها وزميلاتها في العمل، فوافقت على دعوتها، لانني اعلم ان مثل هذه الاجتماعات النسائية تكثر بها الحش والنميمة، وانا بصراحة اعتبر نفسي من عشاق الاستمتاع لمثل هذه الامور!

على الفور، تذكرت زميلتي المقربة التي هي الاخرى تحب 'التنصت' على 'حش الحريم'، فاتصلت بها واخبرتها اننا مدعوتان لحفلة استقبال. طوال مكالمتنا الهاتفية كنا نتحدث عن ماذا نلبس؟ وماذا نفعل؟ ولا ننسى حديثنا المطول عن مجموعة من الصديقات اللاتي تزوجن قبل فترة وجيزة، وسؤال انفسنا عن اشكالهن وماذا يرتدين وكيف هي الحياة الزوجية؟! تاركين الاجوبة لمساء غد حتى نحصل عليها.

اصبح اليوم التالي وذهبنا الى مركز التجميل، وكل منا استعدت لحضور الحفل الذي ننتظره بكل شوق ولهفة، ترى كيف تم تجهيزه وتنظيمه؟ الرقص سيكون على اعذب الالحان؟ والتمتع بالوجبات الخفيفة والاجتماع بالزميلات ومعرفة آخر أخبار 'القرقة والحش'؟

وصلنا الى قاعة الاستقبال الساعة السابعة والنصف، وكان المكان مكتظا بالناس وصوت الاغاني يطرق مسامعنا لشدة قوته، فاستقبلتنا زميلتنا آية وأرشدتنا عن المكان الذي يناسبنا للجلوس بالقرب من رفيقات العمر، فانتقلنا الى الجهة التي اختارتها، جلسنا انا وزميلتي واستعددنا بتعديل مظهرنا وبدأنا 'بالتلفت' من حولنا لنتفقد الحضور، وللحظة سمعت اغنية ذكرتني بزفاف 'حوراء' ومدى روعة حفلتها، لكن فجأة ورد الى ذهني موقف احدى الصديقات التي تحاول هدم حياتها بنصائحها بحجة انها تخاف عليها 'وتبي مصلحتها' لكي تكون لها شخصية امام زوجها، ما تسبب في انفصالها رغم محاولة والدتها تهدئة النفوس والسبب الذي يدعوها لفعل ذلك هو غيرتها منها، لانها تعيش حياة سعيدة ولديها زوج يحتضنها، اما هي فمطلقة منذ فترة وجيزة وتسعى الى تدمير العلاقات من حولها بالتدخل بحياتهن الزوجية، الغيرة والحسد ملآها وسيطرا عليها، متناسية صديقاتها المقربات وحبها لهن والعشرة التي دامت بينهن رغم وقوف كل منهن بجانبها اثناء محنتها.
بعدها اجتمعنا مع مجموعة بنات يتكلمن عن صديقة لهن اعتذرت عن عدم الحضور بسبب رفض زوجها، ووصفنها بعديمة الشخصية، وان زوجها غير حضاري 'كيف تعيش حياة كل شيء فيها ممنوع؟ ويأمر عليها كأنها آلة لتلبية احتياجاته؟'..
واكدن ان حبها لزوجها مبالغ فيه، لسماعها له وتلبية جميع مطالبه، في حين تتصل احداهن و'تلح' عليها بالمجيء، وترشدها كيف تقنع زوجها بالمجيء، ولكن بلا جدوى، حبها لزوجها لا يسمح لها بان تخالف رأيه، فهي لا تريد تفضيل اي من صديقاتها على زوجها.

تجاهلنا الفتيات واصررنا على معرفة اخبار الصديقات واحياء الحفل، ولبرهة سقط نظري على فتاتين جالستين في ركن القاعة، وكان وجه احداهما شاحبا وعلامات الحزن بارزة على ملامحها، فاصررت ان اسمع قصتها، وبالتقرب منها سمعتها تبوح باسرارها ومشاكل حياتها الخاصة وبأدق التفاصيل من بداية زواجها حتى اخر لحظة قبل حضورها الحفل!

فوجئت كيف تأمن صديقتها على اسرار حياتها الخاصة، وذهلت من صديقتها انها بعد انتهاء الحوار فيما بينهما انتقلت الى احدى الحاضرات وروت لها كل ما اخبرتها صديقتها به منذ برهة!

واصلت الانتقال والتمتع بالحفل، وتجولت لاستمع المزيد من 'القيل والقال' حتى وصلنا الى صديقتنا العروس 'رتاج' وشقيقتها الكبرى التي تزوجت منذ عامين، فرحبتا بنا وعبرتا عن مدى فرحتهما لحضورنا ورؤيتهما لنا، فجلسنا وسألنا العروس: كيف كان شهر العسل؟

فأجابت مبتسمة انها سعيدة جدا وتحس بالامان والاستقرار و'بشرتنا' بأنها حامل، وعند منتصف حديثنا اتصل زوج شقيقتها الكبرى بها ليخبرها بانه سيأتي لاصطحابها لتأخر الوقت، فانتقلت لتوديع الصديقات اللواتي لم يتقبلن قرار زوجها، فسعين الى تحريضها على رفض طلب زوجها وعدم الاهتمام به، فاتصلت لتخبره انها تفضل البقاء على الذهاب معه للاستمتاع مع صديقاتها وانه حفل شقيقتها وتريد البقاء بجانبها.

على الرغم من استيائه من تصرفها فانها لم تكترث له واكملت سهرتها، عكس صديقتها المقربة لها عندما اتصل زوجها واخبرها بمجيئه لاخذها واستكمال بقية السهرة معها.
هرعت مسرعة لارتداء ملابسها واستعدت للرحيل، ولم تكترث لكلام صديقاتها او افعالهن، وذلك لارضاء زوجها والمحافظة على عش الزوجية.

انتقلت بعدها الى دورة المياه لتعديل زينتي، ولدى عودتي الى قاعة الاحتفال، اتتني صديقتي المرافقة لي مسرعة لتخبرني ان احدى الامهات قد طرحت عليها أسئلة شخصية وخطبتها لابنها، وطلبت تحديد موعد للقاء اهلها، ففرحت وعبرت لها عن مدى سعادتي، ثم جاءتنا صديقه تودعنا وتخبرنا انها راحلة بعد ان تدخلت احدى الحاضرات بخصوصياتها.

وذلك بقولها: أحرصي على خطيبك ولا تجعليه يخرج برفقة أصحابه كثيرا، موضحة 'الريايل عينهم زايغه' ومن وقت لآخر 'فتشي' موبايله من غير علمه، واختبريه قبل وقوع الفأس بالرأس.

فأصبحت 'توسوس' ومن حين لآخر، تتصل وتسأله أين سيذهب ومن برفقته، حتى نفذ صبرها وقادها الشك الى الجنون، فاتصلت به ليأتي لاصطحابها لتكون بجانبه ويطمئن قلبها.
تذكرت لحظتها احدى حكايات الجدة بأن فتاة تطلقت بسبب كثرة سماعها لكلام صديقاتها وتحكمهن بحياتها وتفضيلهن على الزوج، واستاء الرجل من ذلك وتطلقت.
أما صديقتي 'ميساء' فقصتها تختلف عن البقية، والمشكلة أن زوجها يقارن حياته بحياة صديقه ومعاملة زوجته له، بقوله ان زوجته مطيعة ومثقفة وتدرك مفهوم 'الحرية' يسافر ويخرج في وقتما يشاء، عكس ما تفعلينه أنت تماما بالتدخل الدائم و'الحنة' المستمرة بتصرفاتي وأثناء خروجي، وتحديدك وقتا معينا لعودتي.

سألنا جدة العروس حول موضوع أسس نجاح الحياة الزوجية واستمرارها، لكي نستفيد من خبرتها في الحياة وأخذ النصائح والارشادات مما يفيدنا في حياتنا المستقبلية، حددت الجدة نقاطا أساسية منها:

عدم بوح أسرار الحياة الزوجية
عدم السماح للآخرين خصوصا الاهل والصديقات بالتدخل
محاولة التفاهم مع الزوج بأسلوب حضاري للوصول الى قرار لارضاء الطرفين

اعطاء الزوج أهمية واحترام رأيه

وانضمت لنا 'ملاك' بذكر مأساتها بأمل أن تستفيد منها الفتيات، مبينة أن أعز صديقة لها والتي كانت بمنزلة شقيقة سلبت زوجها بعد أن توددت اليه، ولم تكتف بذلك فقامت بتحريضه على التخلي عن اسرته والارتباط بها.
وفي نهاية الحفل عادت واجتمعت العروس بنا نحن صديقاتها، وكل منهن تسألها عن كيفية معاملة زوجها لها، والحماسة والانسجام يمتلك هؤلاء الفتيات، وقد أدلت احدى الصديقات برأيها بالقول للفتيات 'اتركوا اللقافة' ولا تتدخلن بالأمور الشخصية واستمتعن بلحظة تجمعنا.

التقطنا صورا جماعية مع العروس والفرحة والبسمة على شفاه كل منا، معبرات عن سعادتنا ورغم ان بعضنا متزوجات فاننا محافظات على متانة علاقتنا.

نصيحة
تجنبي الحديث الدائم عن زوجك وعدم ذكر محاسنه، وكيفية تعامله معك وعن تدليله لك، لتجنب غيرة الآخرين وتدخلهن في شؤونك الخاصة.

اكتمي أسرارك
يجب على المرأة أن تكون واثقة من قراراتها ولا تبالي لنصائح الصديقات وتأثيرهن عليها، والمحافظة على أسرار بيتها وعدم البوح للآخرين عن مشاكلها فتسعى إلى حلها بينها وبينه من دون تدخل أي طرف آخر.

للرجال فقط
كن صديقا لزوجتك حتى تكسبها وتعيش حياة سعيدة، لكي لا تصاحب صديقاتها وتشاركهن في حياتها الخاصة، وتبوح بأسرارها ومشاكلها لهن. تقرب منها لتلجأ إليك في أبسط الأمور وتكون أنت كاتم أسرار حياتها.




صفحة يوميات شبابية
إشراف : أحمد الحيدر