yasmeen
11-12-2007, 12:01 PM
فوزية سالم الصباح / الراي
في الأعوام الماضية أكرمني الله بالعمل في المجال الإنساني، وتشرفت بعضوية الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان وترأست لجنتها القانونية بفضل زملائي، كما انتسبت الى اللجنة الشعبية لقضايا البدون، وهذا العمل تطلب مني الاحتكاك الدائم مع الجمهور باختلاف أنواعه وفئاته ومراكزه.
ورغم أنني وجدت أكثر من وسيلة لمواجهة أعباء العمل الإنساني المضني إلا أنني فشلت في إيجاد وسيلة لمنع بعض الرجال من وزراء ونواب وسفراء بمد أيديهم لمصافحتي فكان الرد الواضح مني: «آسفة ما أصافح». وكان البعض يسحب يده ويتقبل الأمر والبعض يأخذ بخاطره، أو يتذمر، والبعض يطلق التعليقات الطريفة أمامي وخلفي، والبعض يعتقد أنني لم أصافحه من باب الغرور أو العنجهية أو العقدة النفسية، أو المحافظة على نظافة يدي.
وأنا في كل الأحوال كنت أرد عليهم: «ألا تؤمنون بالديموقراطية والرأي الآخر». وكلي غرابة لأنه من المفترض ألا يمد الرجل يده قبل المرأة إذا كانت من غير المحارم حتى لا يحرج نفسه.
وفي الحقيقة هذه المعضلة التي تواجهني مع المصافحين لم أجد لها حلاً حتى اللحظة سوى الاعتذار، حتى أن صديقتي نصحتني بوضع لوحة في مكتبي تحمل عبارة «الرجاء عدم المصافحة»، فقلت لها من باب المزح وماذا أفعل إذا خرجت لبعض الزيارات الرسمية هل أحمل اللوحة معي أم أطلب من السائق بحملها أمامي، فأشارت إلى أن أحمل بيدي اليمنى ملفاً كبيراً ممتلئاً بالأوراق كدليل على عدم إمكانية المصافحة فنياً.
قد لا ألوم أحياناً غير الكويتيين من عرب وأجانب، ولكن ألوم الكويتي الذي يعلم تماماً أن مصافحة المرأة من غير المحارم ليست من عادات أهل الكويت. والغريب في الأمر أن بعض الشخصيات من «البدو» الذين يغطون زوجاتهم أو أخواتهم بالقماش الأسود من قمة رؤوسهن إلى أرجلهن هم أول من يبادر إلى المصافحة، ولو لم أكن متحجبة لأعطيتهم العذر، ولكنني والحمد لله متحجبة وملتزمة بديني وأخلاقي ومبادئي.
في الحقيقة المرأة ليست كالسلعة الرخيصة، الكل يعصر يدها بطريقته ونواياه بذريعة التطور والديموقراطية والانفتاح، التي هي ضد عاداتنا، فمهما تبوأت المرأة من مناصب فعليها التمسك بدينها وتقاليدها وعدم اتباع سلوكيات غير مألوفة بالنسبة إلينا كمسلمين ومجتمع شرقي محافظ له عاداته وتقاليده وثقافته. كما أنه لا يوجد ما يمنع من إلقاء التحية من غير مصافحة.
ملحوظة
هل المصافحة حلال أم حرام؟ هذا السؤال موجه إلى أصحاب الفتاوى السياسية، وإلى المتشددين تجاه منح المرأة أبسط الحقوق الانسانية، وإلى المتحررين الذين يرون أن كل شيء «فري». أما الإخوة القراء فنسألهم عن أفضل الطرق لتحاشي المصافحة، علماً بأنني سأنشر الردود في هذا العمود.
فوزية سالم الصباح
كاتبة ومحامية كويتية
Alsabah600@hotmail.com
في الأعوام الماضية أكرمني الله بالعمل في المجال الإنساني، وتشرفت بعضوية الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان وترأست لجنتها القانونية بفضل زملائي، كما انتسبت الى اللجنة الشعبية لقضايا البدون، وهذا العمل تطلب مني الاحتكاك الدائم مع الجمهور باختلاف أنواعه وفئاته ومراكزه.
ورغم أنني وجدت أكثر من وسيلة لمواجهة أعباء العمل الإنساني المضني إلا أنني فشلت في إيجاد وسيلة لمنع بعض الرجال من وزراء ونواب وسفراء بمد أيديهم لمصافحتي فكان الرد الواضح مني: «آسفة ما أصافح». وكان البعض يسحب يده ويتقبل الأمر والبعض يأخذ بخاطره، أو يتذمر، والبعض يطلق التعليقات الطريفة أمامي وخلفي، والبعض يعتقد أنني لم أصافحه من باب الغرور أو العنجهية أو العقدة النفسية، أو المحافظة على نظافة يدي.
وأنا في كل الأحوال كنت أرد عليهم: «ألا تؤمنون بالديموقراطية والرأي الآخر». وكلي غرابة لأنه من المفترض ألا يمد الرجل يده قبل المرأة إذا كانت من غير المحارم حتى لا يحرج نفسه.
وفي الحقيقة هذه المعضلة التي تواجهني مع المصافحين لم أجد لها حلاً حتى اللحظة سوى الاعتذار، حتى أن صديقتي نصحتني بوضع لوحة في مكتبي تحمل عبارة «الرجاء عدم المصافحة»، فقلت لها من باب المزح وماذا أفعل إذا خرجت لبعض الزيارات الرسمية هل أحمل اللوحة معي أم أطلب من السائق بحملها أمامي، فأشارت إلى أن أحمل بيدي اليمنى ملفاً كبيراً ممتلئاً بالأوراق كدليل على عدم إمكانية المصافحة فنياً.
قد لا ألوم أحياناً غير الكويتيين من عرب وأجانب، ولكن ألوم الكويتي الذي يعلم تماماً أن مصافحة المرأة من غير المحارم ليست من عادات أهل الكويت. والغريب في الأمر أن بعض الشخصيات من «البدو» الذين يغطون زوجاتهم أو أخواتهم بالقماش الأسود من قمة رؤوسهن إلى أرجلهن هم أول من يبادر إلى المصافحة، ولو لم أكن متحجبة لأعطيتهم العذر، ولكنني والحمد لله متحجبة وملتزمة بديني وأخلاقي ومبادئي.
في الحقيقة المرأة ليست كالسلعة الرخيصة، الكل يعصر يدها بطريقته ونواياه بذريعة التطور والديموقراطية والانفتاح، التي هي ضد عاداتنا، فمهما تبوأت المرأة من مناصب فعليها التمسك بدينها وتقاليدها وعدم اتباع سلوكيات غير مألوفة بالنسبة إلينا كمسلمين ومجتمع شرقي محافظ له عاداته وتقاليده وثقافته. كما أنه لا يوجد ما يمنع من إلقاء التحية من غير مصافحة.
ملحوظة
هل المصافحة حلال أم حرام؟ هذا السؤال موجه إلى أصحاب الفتاوى السياسية، وإلى المتشددين تجاه منح المرأة أبسط الحقوق الانسانية، وإلى المتحررين الذين يرون أن كل شيء «فري». أما الإخوة القراء فنسألهم عن أفضل الطرق لتحاشي المصافحة، علماً بأنني سأنشر الردود في هذا العمود.
فوزية سالم الصباح
كاتبة ومحامية كويتية
Alsabah600@hotmail.com