المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاوى الفقهاء غير جائزة شرعا



yasmeen
11-10-2007, 05:33 AM
أحمد البغدادي


يوما بعد يوم يزداد يقيني أن المسلمين أبعد ما يكونون عن كتاب ربهم (القرآن الكريم), وذلك حين يكتفون بالإجابات الشفهية الجاهزة من رجال الدين الذين لا يعترف الإسلام بوجودهم, ولم يشهد تاريخنا القديم حضراتهم, واليوم أصبحوا يقرأون الرقية الشرعية بالموبايل, وكذلك تفسير الأحلام, لو أن المسلمين فتحوا كتاب ربهم, القرآن الكريم, وقرأوا سورة النساء لو جدوا أن الفتوى لا تكون سوى من الله سبحانه وتعالى, كما ورد في الآيتين ,127 ,176 وذلك حيث يقول الحق سبحانه," ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء, وقوله سبحانه: " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك. ويشرح القرطبي في تفسيره الشهير المعروف ب" الجامع لأحكام القرآن" في المجلد الثالث و بالقول ما نصه حول معنى الفتوى, " الله يفتيكم فيهن, أي يبين لكم حكم ما سألتم عنه. ( صلى الله عليه وسلم) 402 .

ويترتب على ذلك أن الفتوى إنما هي من اختصاص الله سبحانه, وبالتالي فإن من يمارس هذا الفعل الإلهي يتجاوز الحدود الدينية التي قررها القرآن الكريم, باعتبار أن الفتوى من حق الله تعالى فقط. ويحلو للبعض أن يستخدم كلمة " فقه" للدلالة على العلم الشرعي فقط, وهو ما لم يرد في نص القرآن بشكل محدد, وإن ورد في حديث للنبي ( صلى الله عليه وسلم) بما معناه, " من يرد الله به خيرا, يفقهه في الدين", والفقه هنا الفهم, من دون أن يعني ذلك بأي حال من الأحوال حق احتكار الرأي في الدين كالفتوى التي يدلي بها رجال الدين في كل حين, وكأنهم احتكروا العلم الإلهي, حتى أخذ أنصاف المتعلمين والجهلاء منهم باللجوء لرجال الدين لأخذ الفتوى في قضايا كثيرة واضحة في الدين!

وإذا احتج البعض يقوله تعالى " فلولا نفر من كل طائفة ليتفقهوا في الدين..", دليلا على العلم الشرعي, فيجب النظر أولا إلى الآية الكريمة كقطعة واحدة بلا تجزئة, حيث يقول الحق سبحانه في سورة التوبة ( الآية 122):" وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون". وبالتالي يقول القرطبي هناك ست مسائل تتعلق بهذه الآية على التوالي:

1- أن الجهاد فرض كفاية. 2- أن الآية أصل وجوب طلب العلم. 3- أن النفر قد يكون جماعة أو اثنين أو واحدا 4- التفقه بمعنى التبصر والتيقن بما يريهم الله من الظهور على المشركين ونصرة الدين. 5- أنها تعني الحث على طلب العلم والندب إليه من دون الوجوب والإلزام. 6- أن طلب العلم فضيلة عظيمة ورتبة شريفة.

ومن الواضح أن الأوجه الستة المذكورة لتفسير الآية, لا تعطي الحق لصاحب العلم, على افتراض وجوده, في إطلاق الفتوى كما هو حاصل في وقتنا الحاضر, حيث يستهل كل من تخرج من كلية الشريعة إطلاق الفتاوى كما يريد. كما تدل هذه التفاسير غير المتيقنة بتفسير واحد محدد أن الفقه متاح لكل مسلم, وليس حكرا على جماعة بعينها, تتميز عن بقية المسلمين بشكل محدد من عمامة أو ملبس أو إطلاق لحية, ودشداشة قصيرة. وبناء على ما سبق ذكره لا وجود شرعي لفرد أو جماعة, في الدين, تكون مهمته أو مهمتها الافتاء, ومن ثم أعتقد أنه من الإثم التكسب من وراء الفتوى.

ومن المؤكد تاريخيا أن في عصري النبوة والصحابة لم يكن هناك وجود لظاهرة اسمها " رجل الدين". وأما بقية ما تتم دراسته فيما يسمى كلية الشريعة فليس اختراعا لرجال الدين لكي يفرضوا أنفسهم على المجتمع. ولنعترف أنهم نجحوا في ذلك بسبب جهل المسلمين بأصول دينهم. فكيف بالله عليكم يهمل المسلم عقله, ويمنح حق التفكير بالنيابة عنه للآخرين? وصدق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) القائل : " أجرؤكم على الفتيا, أجرؤكم على النار", وتهانينا الحارة مقدما لمن يتصدى للإفتاء من دون حق ديني.

* كاتب كويتي

awtaad@yahoo.com

موالى
11-11-2007, 11:23 AM
كلام جرىء بحاجة الى تقييم وتفكير