المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة البيان تحت المجهر



احمد امين
11-08-2007, 02:27 AM
خطبة البيان تحت المجهر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين...
وبعد.
لقد كثر في الأونة الأخيرة الأستدلال بمضمون ومفردات الخطبة المعروفة (بالبيان) والمنسوبة الى الامام علي .
ولما كان حال الخطبة معروفاً لدى أهل التخصص بالوهن والضعف السندي والدلالي, كان من اللازم بيان ذلك الحال لإقتضاء المصلحة لذلك.
والبحث حول هذه الخطبة (خطبة البيان) ينقسم الى:
البحث الاول: البحث السندي.
البحث الثاني: البحث الدلالي.
البحث الثالث: أقوال العلماء في هذه الخطبة.
البحث الاول:
من اهم المصادر التي تروي هذه الخطبة (إن لم نقل هي المصدر الأول لرواية الخطبة) هو كتاب إلزام الناصب للشيخ علي اليزدي الحائري المتوفي 1333 هـ, فلم يثبتها أحدٌ من العلماء الذين سبقوه كالكليني والشيخ الطوسي والحر العاملي, وحتى صاحب البحار العلامة المجلسي مع كثرة تتبعه وإحاطته بالاخبار لم يوردها (وعدم ذكر العلامة المجلسي لها بحد ذاته توهين لها).
ولا نعلم من أين جاء بها اليزدي الحائري) ت 1333هـ (فلم يذكر لها مصدراً عند إيرادها في كتابه, فقط إكتفى بهذه العبارة (الريحان الاول في الخطبة التي خطبها في البصرة والمعروفة بخطبة البيان و لما كانت نسختها مختلفة ذكرنا نسختين منها... النسخة الاولى: في نسخة حدثنا محمد بن أحمد الانباري عن محمد بن احمد الجرجاني عن طوق بن مالك عن أبيه عن جده عن عبد الله بن مسعود رفعه الى علي بن ابي طالب...) ص 178 ج2.
والمُلاحِظْ لسند الخطبة المذكور يجده مرسلاً, فالفترة بين اليزدي الحائري وبين الامام علي لا يستوعبها العدد المذكور من رجال السند. ولم يذكر لنا عمن ينقل من مصادر حتى يمكن من خلالها إستيعاب الفارق الزمني. وبالتالي تكون الخطبة ساقطة عن الأعتبار للضعف السندي سواء في نسختها الاولى أو الثانية أو الثالثة, كما تأتي الأشارة, ولا يوجد ما يرفع من قيمة هذا الضعف بغض النظر عن السند كتكاثر النقل لها, أو الأعتبار (أعتبار العلماء لها), بل على العكس تماماً.
البحث الثاني:
ونكتفي هنا بالاشارة الى بعض مواطن الضعف في الخطبة:
1_ جاء في النص ( فقامت العلماء والفضلاء يقبلون باطن قدميه...) إلزام الناصب ج 2 ص 183.
فإنه لا يعقل أن يرتضي الامام هذا التصرف, اذا قبلنا عقلانيته ومقبوليته في مثل هكذا حشد, ثم إنه كيف نتصور تقبيل هؤلاء العلماء والفضلاء لباطن قدميه في هذا المحفل وهل رفع الامام قدميه أمام الناس وجاء هؤلاء العلماء والفضلاء وقبلوا قدميه,وكم عددهم وكم من الوقت أستغرق ذلك؟!
لا يقال إن هذا التصرف كنايةٌ عن حالةٍ؟
فإنه يقال: ان الناقل للخطبة إنما ينقل لنا واقع وليس قصة.
2_ جاء في النص: (يا أمير المؤمنين (العلماء والفضلاء يخاطبونه) نقسم عليك بابن عمك رسول الله أن تبين لنا ما يجري في طول الزمان بكلام يفهمه العاقل والجاهل...) الزام الناصب ج 2 ص 183
فإن هذا القول إقرار (من الواضع) ومن العلماء إن هذا الكلام الصادر من الامام (على فرض صدوره) كلام على خلاف الفهم العقلائي والعرفي. وهذا لا يتناسب ووظيفة الامام حيث ان الامام رجل عرفي يتكلم بكلام عرفي لمخاطب عرفي.
3_ جاء في النص: (أنا مخبركم بما يجري من بعد موتي وبما يكون الى خروج صاحب الزمان القائم ). الزام الناصب ج 2 ص 183
فإن هذا النص يخالف ما تواتر عنه من انه لولا اية في كتاب الله لا خبرتكم بما كان وما يكون الى... .
4_ انه يرد على هذه الخطبة انهم طلبوا منه أن يتكلم بكلام مفهوم مع ذلك تكلم هو بكلام غير مفهوم.
5 _ الخطبة وفي معرض حديثها عن السفياني (كما في الزام الناصب ج 2 ص 189) وحركته تتحدث انه يغزو ايران (ثم يلحقون بارض الاعجام من ناحية خراسان فيحلون قريباً من قزوين وسمر قند وكاشان فيقتلون فيها السادات من أهل بيت نبيكم) و هذا خلاف الأحاديث الاخرى الواردة في حركة السفياني والتي تنفي وصول تحركات السفياني العسكرية الى هذه المناطق.
6_ قوله: سيكون ذلك بعد الف ومائة وأربع وثمانين سنة من سنين الفترة بعد الهجرة) الزام الناصب ج 2 ص 241.
والملاحظ:
ان هذا النص يؤصل للتوقيت, وان المتواتر عن اهل البيت عليهم السلام النهي عن التوقيت هذا من جهة, ومن جهة اخرى إن هذا الكلام أمارة كذب هذه الخطبة لأن الفترة المحددة للظهور من خلال الخطبة قد إنتهت.
الاحاديث الناهية عن التوقيت:
1_ جاء في غيبة النعماني باب 16 ص 299 ج 1 عن ابي عبد الله قال: (قلت له: ما لهذا الامر أمدٌ ينتهي اليه ويرح أبداننا؟ قال: بلى, ولكنكم أذعتم فأخره الله)
2_ وفي نفس المصدر ص300 ج 4 عن ابي عبد الله جعفر بن محمد انه قال: (ابى الله الا ان يخلف وقت الموقتين)
3_ وفي نفس المصدر ص 301 ج 6 عن ابي عبد الله : قال: ( يا ابا محمد, جعلت فداك, متى خروج القائم ؟
فقال: يا أبا محمد, إنا أهل البيت لا نوقت, وقد قال محمد , كذب الوقاتون, يا أبا محمد, ان قدام الامر خمس علامات, اولهن النداء في شهر رمضان, وخروج السفياني, وخروج الخرساني, وقتل النفس الزكية, وخسف بالبيداء...)
وفي نفس المصدر ص 304 ج 12 عن ابي عبد الله قال: (سألته عن القائم , فقال, كذب الوقاتون, انا اهل بيت لا نوقت, ثم قال أبى الله الا ان يخلف وقت الموقتين).
والملاحظ للحديث الاخير يجد الامام يقول: انا أهل بيت لا نوقت؛ وعلي هو من أهل البيت فكيف يوقت والامام الصادق ينفي أن يصدر الوقت منهم عليهم السلام!!!.

البحث الثالث:
اقوال العلماءحول خطبة البيان
يقول الشيخ محمد باقر المجلسي عن خطبة البيان .
ما ورد من الأخبار الدالة على ذلك كخطبة البيان، و أمثالها فلم توجد إلا في كتب الغلاة و أشباههم .مرآ ة العقول.
قال السيد كاظم الرشتي ، كخطبة البيان... و تلك الأخبار أكثر ها ضعيفة سيما الخطب و أغلبها في مشارق الأنوار للشيخ رجب البرسى و قد حكم العلماء بغلوه و ما هذا شأنه لا حجة فيه مع أن هذا الأخبار و الخطب تخالفها العقول فثبت أن هذه الخطب ليست من أمير المؤمنين () و لا الخيار من أولاده المعصومين عليهم السلام و إنما هي من موضوعات الغلاة و المفوضة ، شرح الخطبة التطنجية
و جاء عن السيد مصطفى آل السيد حيدر الكاظمى: أنا لم نعثر على مستند صحيح لهذه الخطبة المسماة بالبيان، و لم يثبتها أحد من المحدثين كالشيخ الطوسى و الكلينى و نظائرهم و عدم ذكر المجلسى لها توهين لها لإحاطته بالأخبار و يبعد عدم اطلاعه عليها مع أنها غير بليغة كثيرة التكرار غير بينة الألفاظ . بشارة الإسلام في علامات ظهور صاحب الزمان.
و جاء في كتاب (مسائل و ردود) للسيد الخوئى قدس سره ما هذا نصه: مسألة 362: ما رأيكم في خطبة البيان المنسوبة للإمام على ()باسمه تعالى: لا أساس لها و الله العالم.ما رأيكم بخطبة البيان المنسوبة للإمام علي (ع) ؟ الجواب : لا أساس لها والله العالم صراط النجاة - ج1 ص71.
جاء في كتاب (أجوبة المسائل الدينية) للسيد على الحسيني السيستانى ما هذا نصه: مسألة 159: ما رأيكم بخطبة البيان المنسوبة لاميرالمؤمنين على ()؟ جواب: لم تصح عنه صلوات الله و سلامه عليه .
جواب السيد محمد سعيد الحكيم .س: ما صحة خطبة البيان المنسوبة للإمام علي (.ج: خطبة البيان غير ثابتة بطريق معتبر.
جواب الميرزا جواد التبريزي: هل خطبة البيان والخطبة التطنجية صحيحتان؟بسمه تعالى؛ الخطبتان غير ثابتتين بطريق معتبر وان كانتا تشتملان على أُمور ومطالب ومضامين وردت في بعض الروايات، واللّه العالم .ما رأيكم بكتاب مشارق أنوار اليقين؟بسمه تعالى؛ لم يحرز كونه من الكتب المعتبرة، واللّه العالم.
جواب الشيخ فاضل اللنكراني: ما رأي سماحتكم في خطبة البيان؟ أهي حقيقية؟ أم منسوبة فعلاً لأمير المؤمنين ()؟ وما مدى صحتها؟
لم نعثر في كتب الشيعة المعتمد عليها على هذه الخطبة، ولها مضامين لا توافق معالم ديننا، خصوصاً صدور هذه الكلمات من بطل التوحيد والعارف بالله كمال المعرفة أي مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب () من المحالات، ويكفيكم الرجوع إلي كلمات مولانا في التوحيد في كتاب نهج البلاغة.
يقول السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه خطبة البيان في الميزان :
لقد أوردوا لهذه الخطبة ثلاثة نصوص، تختلف فيما بينها بصورة كبيرة. وليس لأي واحد منها سند يصح الاعتماد عليه، حيث إن سند النص الأول هو:احمد بن أحمد الأنباري، عن محمد بن أحمد الجرجاني، قاضي الري، عن طوق بن مالك، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن مسعود، رفعه إلى علي الخ.
أما النص الثاني، فلم يذكر له سند.
اما النص الثالث: يقول الراوي في مطلع هذا النص: «وقد ثبت عنه علماء الطريقة، ومشايخ الحقيقة، بالنقل الصحيح، والكشف الصريح: أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قام على منبر الكوفة الخ..» فنلاحظ على هذه الفقرة:
اولاً:إنه يظهر أن الراوي لها هو من أهل السنة الذين يختارون عبارة «كرم الله وجهه» في ثنائهم على أمير المؤمنين ().
وثانياً:إن هذه الفقرة قد صرحت بان سند هذه الخطبة: هو النقل الصحيح والكشف الصريح، ولكن هذا الصحيح، وذلك الصريح إنما ثبت لخصوص علماء الطريقة، ومشايخ الحقيقة، ولا ندري لماذا لم يثبت ذلك أيضاً عند العلماء والباحثين، أو نقاد الحديث والمحدثين.
وثالثاً: لا ندري أيضاً كيف ثبتت هذه الخطبة بالكشف، الذي هو وسيلة غير عادية، ولماذا لم تثبت سائر أحكام الإسلام وحقائق الدين ومعارفه وتعاليمه بطريقة الكشف الصريح أيضاً.. وهكذا الحال بالنسبة إلى القرآن والسنة المطهرة، وحوادث التاريخ.ويبدو أن واضع هذا النص للخطبة قد كان من الصوفية، كما يشير إليه هذا السند، ويشير إليه أيضاً العبارة التي وردت في نهاية الخطبة، حيث يقول: «والصلاة على قطب الأقطاب، ورسول ملك الوهاب، وعلى آله المنتجبين الأطياب، ما أشرقت شموس الغيوب من غياهب القلوب»
متن الخطبة بنظرة عامة:وأما بالنسبة لمتن الخطبة، فهو أكثر إشكالاً، بل لا يكاد سطر منها يمر بدون إشكال، أو أكثر.وهي إشكالات متنوعة ومتفاوتة، كما يظهر بأدنى مراجعة لها فهي قد جاءت ركيكة التراكيب، بينة الضعف، بالإضافة إلى تكرار بعض مطالبها، بل إن بعض الفقرات، قد تكررت بعينها، هذا عدا مخالفات صريحة لقواعد اللغة العربية، سواء في الإعراب، أو في الاشتقاق، أو في التركيب، والإسناد.مع كثير من الموارد التي تعاني من إشكالات أساسية أخرى، كما يتضح من خلال ما سنذكره من أمثلة وشواهد ،
ابن مسعود لم يكن حياً:يقول النص: «عن عبد الله بن مسعود، رفعه إلى علي بن أبي طالب ()، لما تولى الخلافة، بعد الثلاثة، أتى إلى البصرة، فرقى جامعها، وخطب الناس خطبة تذهل منها العقول..».إلى أن قال ابن مسعود: فقام أمير المؤمنين () بالبصرة، ورقى المنبر، وهي آخر خطبة خطبها الخ..».
ونقول: اولاً:إن ابن مسعود قد مات في سنة 32 أو 33ﻫ. ق. في عهد عثمان، ولم يعش إلى زمن خلافة علي أمير المؤمنين ()، فضلاً عن أن يعيش إلى قرب أجله في آخر خلافته، وإلى حين إلقائه لهذه الخطبة، فإنه إنما استشهد في سنة 40ﻫ. ق.
وثانياً:إنه رغم تصريح هذا النص بأن ذلك قد كان في البصرة، فإننا نجد النص الثالث يصرح بأنه إنما خطب خطبة البيان في الكوفة لا في البصرة.بل إن نفس النص الذي هو موضع البحث، يشير إلى أنه إنما خطب هذه الخطبة في مدينة الكوفة
مالك الأشتر: (فقام إليه مالك الأشتر فقال ....).
ونقول:إنه إذا كان قد خطب هذه الخطبة حين دنا أجله، أي حوالي سنة أربعين هجرية وهي وفاته صلوات الله وسلامه عليه، وكانت هذه هي آخر خطبة خطبها..فإن مالكاً الأشتر (رحمه الله) قد توفي قبل ذلك بسنتين، أي في سنة 38ﻫ. ق.).
ابن يقطين:يقول النص:«فقام إليه ابن يقطين، وجماعة من وجوه الصحابة، وقالوا الخ..»ونقول: إن ابن يقطين لم يكن في عهد أمير المؤمنين () قد ولد أصلاً، لأنه إنما عاش في عهد الرشيد العباسي، وكان وزيراً له..كما أننا لم نعثر على من يشاركه في هذا الاسم في عهد علي ().
سلمان الفارسي:تقول الرواية:«قال سلمان: ثم إن مولانا علي بن أبي طالب التفت يميناً وشمالاً
ونقول: أن سلمان الفارسي قد توفي سنة 34ﻫ. ق. قبل تولّي علي () للخلافة. وقبل وفاته بست سنين.وأمير المؤمنين () قد توفي في سنة أربعين.والمفروض:أن هذه الخطبة قد خطبها () حينما دنا أجله، وكانت آخر خطبة له ، حسبما صرحت به الرواية نفسها كما تقدم..
المقداد بن الأسود:تقول الرواية:«فقام إليه المقداد بن الأسود الكندي، وقال: يا مولاي، أقسمت عليك الخ وإذا كان المقداد قد توفي في سنة 33ﻫ.ق، فإن ما قدمناه آنفاً حول سلمان هو بعينه آت هنا.
عيسى يدفن المهدي:ونجد هذه الخطبة تقول: «قال : بعد ذلك يموت المهدي، ويدفنه عيسى بن مريم في المدينة بقرب جده»ونقول:إن الذي ورد عندنا هو أن الذي يدفن المهدي هو الإمام الحسين ().قال الحر العاملي: «لما روي سابقاً في أحاديث كثيرة من رجعة الحسين () عند وفاة المهدي ليغسله»وقد صرحت الروايات بأن الحسين () يغسل المهدي، ويكفنه، ويحنطه، ويبلغه حفرته، ويلحده. فراجع
ومن العبارات التي هي أشبه بالهذيان نختار الفقرات التالية:«أنا عين [غفر] الشرطين، أنا عنق السبطين أنا ميزان البطين أنا عطارد التعطيل، أنا قوس العراك، أنا فرقد السماك، أنا مريخ الفرقان» وفي الخطبة الثانية: «وساهم المستحيح، ومنح الفليح، وكفكف الترويح، وخدخد البلوع، وتكلكل الهلوع، وفدفد المذعور، وندند الديجور.. إلى أن قال: ودعدع الشقيق، وجرثم الأينق، ونور الأفيق.. إلى أن قال: ونطل الطليل، علعل العليل»و«الدناح الأملح»«أنا باطن السرور».«أنا مبين البيان».«أنا كيوان الإمكان».«إذا زهق الزاهق».«وغيطل العساعس».«وشاط النشاط، وحاط الهباط».«وسجسج الأنصاف».«ولمض اللامض، وتلاحم الشداد، ونقل الملحاد».«وعجعج الولاة، ونضل البارخ».«وسدم السدم، وبال الزاهب».«وأحمر الدبران، وسدس الشيطان، وربع الزبرقان، وثلث الحمل، وساهم زحل «وسدس الزهرة».. «وتوهم الكساكس».. «فيكدحون الجزاير».. «ويصرفون الحلسان».. «وعوصرت السماوات» «أنا طبا الارماس».«أنا ناسح المرى».«أنا فخار الأفخر».«أنا مرهوب الشذى، أنا أسمل القذى.. أنا أنفث النافث »«وإن بعيان ذل الخسران متجر تاجرها، وهدر عن لسان الشيطان بقبول نقم طائرها، والتثم أكام لجام الإحجام بزخرف الشقايق مكر ماكرها»«وتأود الأود».«وأوجس الفند».«ومجت الأمواج، وخفت العجاج»«وأردحت المنون».«وشاط الشطاط، وهاط الهياط، وامتط العلاط، وعجز المطاع، ولظت الدفاع».«وامتزج النفاف»«أنا غفران الشرطين، أنا ميزان البطين».«وعجم الوابث، ووهدت الأصرار، ومجست الأفكار، وعطل اللزار» «وقرض القارض، ولحظ اللاحظ، وعظ الشاظط «الشاقط» وتلاحم الشذاذ، ونفذ الالحاذ، وعز النفاذ، وعجت الفلاة، وسبسب الغلاة، وجعجع الولاة، وبخست المقلاة ونصال الباذخ، ووهم الناسخ، وتهجرم السايخ، ولعج النافخ».«وضخب الغرص».«وأنجد العيص، وأراع القنيص، وكثر القميص، وكثكث المحيص».«وشبع الكربال».«وساهم الشحيح، وقهقر الجريح، وأمعن الفصيح، واخرنطم الصحيح، وكفكف التروع، وحدحد البلوغ، وتفتق المربوغ، وتكتك المولوغ، وفدفد الموعور، وندند الديجور، وأزر المأزور، وانكب المستور وعبس العبوس وكسكس الهموس».«وجرسم الأنيق».«وحد الحدود، ومد المدود».«وساهم الزحل، وبينه الثول، وأقل الفرار، ومنع الوحار وأبت الأقادر ومنع الوجار».«فيكدحون الجزاير، ويقدحون العشاير».«ويحدثون الكيسان».«ويفرقون الحليسان، ويلحون الرويسان»«ويفرءون الحصون»«أنا نصب الآمل، أنا عامل العوامل»«انا علامة الطلاق».«أنا ضياح البراق».«أنا تبيان البيان»«غيطل العساعس إلى غير ذلك من عبارات أشبه بهذيان المجانين، ومعظم ألفاظها لايمكن التوفيق بين معانيها، وبعضها ليس له معنى أصلاً أو لا أصل له في اللغة، مع الأخطاء في استعمالاتها واشتقاقاتها، وذلك واضح لا يحتاج إلى بيان.
القياس محق للدين:وقد ورد في الخطبة المذكورة العبارة التالية:«ويشرق شريعة المختار بعد ظلمائها، ويظهر تأويل التنزيل، كما أراد الأزل القديم، يهدي إلى صراط مستقيم، وتكشف الغطاء عن أعين الأثماء، ويشيد القياس
نقول:إنه عدا عما في العبارة من إشكالات تعبيرية، فإننا نشير إلى ما يلي:
أولاً:إن من الثابت بالأدلة القاطعة، بطلان القياس من الأساس، وقد أدان الأئمة في المناسبات المختلفة العمل به، واعتبروه محقاً للدين والشريعة، فكيف يتصور تشييد القياس على عهد الإمام المهدي، حينما يشرق شريعة المختار؟.
ثانياً:إنه لو صح العمل بالقياس، وبغيره من الأدلة الاجتهادية، فإنما يصح، ويحتاج إليه في غير عصر الظهور، وأما فيه، فإنه لسوف يحكم في الناس بالأحكام الواقعية، التي تلقاها من آبائه، عن جده، عن جبرائيل، عن الله تعالى فلا يحتاج هو إلى الرأي والقياس والاجتهاد.ولا يحتاج بل لا يجوز لغيره العمل به والاجتهاد في حضوره المبارك عليه الصلاة والسلام. بل لابد من الرجوع إليه، والأخذ منه، والاعتماد عليه.
الغفلة الظاهرة:يقول النص:
«أنا ليث بني غالب، أنا علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه فإن صلاة الخطيب على نفسه غفلة ظاهرة، وذهول معيب، كما هو ظاهر للعيان، وصلاة النساخ عليه هنا خلاف ظاهر السياق
وغنيّ عن البيان هنا: أن الذي صدر عن أمير المؤمنين () ـ لو كان ثمة ما صدر عنه ـ إنما هو أحد هذه النصوص الثلاثة لا جميعها.وذلك يعني: أن النصين الآخرين إما مكذوبان من الأساس، أو أنهما قد حُرفا تحريفاً، شنيعاً وقبيحاً، بلغ حد النسخ والمسخ، ولم يعد ثمة ما يوجب أدنى درجة للوثوق بها.

الاحتمالات المعقولة في خطبة البيان:
أن يكون البعض قد اطّلع على بعض علامات الظهور، ولاسيما ما روي من طرق الشيعة وغيرهم، فنسجها من عند نفسه على هذا النحو البديع، وضمنها ما راق له من تلك العلامات، التي ليس لها في الأغلب سند يعتمد عيه.ثم نسب ذلك إلى علي أمير المؤمنين () ليكون لها وقع في القلوب، ومكانة في النفوس. وقد يكون قد جرّب ذلك مرتين أو ثلاثاً، كما رأينا في نصوصها المختلفة.
والثاني:أن يكون للخطبة أصل أصيل، ثم تلاعبت بها الأهواء، وحرّفها المحرفون، وزيد عليها ونقص منها، وحرفت إلى حدّ جعلها تفقد معظم معالمها الأصيلة، وخرجت عن الانسجام والبلاغة لتصبح على درجة من الركاكة والسقوط، مشحونة بالأباطيل، والأضاليل، وحتى أصبح من أبرز مميزاتها الخروج على أبسط قواعد اللغة، والنحو، والاشتقاق، وعن أصول الخطاب بصورة كلية.وقد يكون لبعض الغلاة، والباطنية، والصوفية، وربما اليهود أيضاً اليد الطولى في هذا البلاء، الذي حاق بها، حيث وجد هؤلاء وأولئك فيها مرتعاً خصباً، ومادة صالحة لإشاعة أضاليلهم وأباطيلهم ولكن الشي الذي لاشك فيه هو: أن أولئك المتلاعبين والوضّاعين لم يكن لهم حظ وافر من العلم، ولا من المعرفة باللغة وقواعدها واشتقاقاتها فكانت لهم الفضيحة والنكبة والبلية. وذلك هو صنع الله بهم، وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.

جواب سماحة الشيخ محمد السند هل خطبة البيان والخطبة التطنجية صحيحتان . لم أقف على اسناد للخطبتين . ولكن ينبغي التنبيه على أن غالب فقرات الخطبتين موجودة في خطب اخرى مسندة بنحو مستفيض أو في روايات عنهم عليهم السلام مستفيضة .
الظاهر عدم صحة طريقيهما . ولكن مضمون حديث النورانية قد ورد في أحاديث بدء الخلقة وخلق انوارهم ، وهي أحاديث مستفيضة .
الشيخ الكوراني ما هو رأيكم بكل ما جاء بخطبة البيان المروية عن الامام أمير المؤمنين (ص) ؟
لم تثبت صحة سندها عند علمائنا ، لكن مضامينها فيها الصحيح ، وفيها ما يخالف ظاهره القرآن فلا بد من تأويله .



--- التوقيع ---



مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
http://WWW.M-MAHDI.COM


موضوع منقول.........