هاشم
11-01-2007, 11:59 PM
بقلم : منصور المنصور
http://www.burathanews.com/media/pics/1157161125.jpg
كانت الصحفية الأميركية جيل كارول من جريدة - كريستيان ساينس مونيتور- على موعد فى بغداد يوم 2006-1-7 مع عدنان الدليمى رئيس تنظيم طفا على سطح العراق بعد سقوط صدام باسم تجمّع أهل العراق , وكان موعدها معه فى مكتبه بحىّ العدل غرب بغداد حيث تتحرك بحريّة نسبية مجاميع من المكاومه المجرمه والارهاب السلفى والوهابى الى جانب عصابات من اللصوص وقطّاع الطريق .
ولدى وصول كارول الى مكتب الدليمى الواقع فى شارع فرعى تملأه المطبات الصناعية والمتاريس ورجال الحماية قيل لها أنه غادر مكتبه لأمر طارىء وأنه سيتم الاتصال بها لاحقا لتحديد موعد آخر , وبمجرّد أن خرجت من الشارع الفرعى الى الطريق الرئيس اعترضت سيارتها شاحنة صغيرة مغلقة لينزل من فيها ويطلق النار على مترجمها - وهو السائق بذات الوقت - فيقتل ويسحبون الصحفية بعنف ويرمون بها على أرضية شاحنتهم ومن ثم كمموا فاها وعصبوا عينيها واقتادوها الى الى أحد اوكارهم على مسافة ربع ساعة , وهو ذات الوقت الذى استغرقه الطريق من ذلك الوكر الى مقر الحزب الاسلامى فى منطقة العامرية عندما افرج عنها بعد ثلاثة أشهر مما يعطى العارفين بالمنطقة الغربية من بغداد فكرة عن موقع ذلك الوكر.
عقب اختطاف كارول بأسبوع تلقت ادارة كريستيان ساينس مونيتور رسالة الكترونية - عرف فيما بعد أن مصدرها دولة الامارات - مؤداها أن الصحفية بخير وان كتائب الثأر من المقاومة العراقية تحتجزها لأنها خرقت الحظر على دخول الأجانب الى العراق كما أنها متهمة بالتعاون مع الاحتلال الأميركى ولو ثبتت براءتها من تلك التهمة فانها ستنجو من القتل ولكن لن يطلق سراحها الا بعد دفع فدية مالية مقدارها خمسة عشر مليون دولار اميركى , وقد ردت الصحيفة الأميركية على تلك الرسالة بما يفيد استعدادها للتفاوض مسلّمة بمبدأ دفع الفدية ولكنها طلبت دليلا يؤكد سلامتها وكذلك ظهرت كارول على شريط فيديو صامت يوم 2006-1-28 وقد ألبسوها حجابهم ومن تلك اللحظة بدأت مفاوضات غريبة اذ تجرى فى ظلام تام بين أطراف لا تعرف بعضها تتبادل الحديث عبر حجاب الكترونى ينقل الكلمة فى جزء من الثانية ولكنه لا يترك مجالا لتأويل أو لخطأ بالتقدير أو لسوء فهم .
طالت المفاوضات اشهرا ثلاث بسبب التساوم المضنى على قيمة الفدية ذلك ان المبدأ قد ثبت فالخاطفون آمنون وهم يضمنون سلامة الضحية والطرف الآخر مستعد للدفع , واستعمل كل طرف المناورات المعهودة التى تبدأ بتحديد موعد لاعدامها ولاتنتهى برقم من المال تقف عنده الصحيفة بعناد حتى تم أخيرا التوافق على مبلغ عشرة ملايين دولار أميركى اشترطت الصحيفة أن تدفع ثلاثة منها لدى ظهور كارول ثانية فى شريط يؤكد سلامتها وثلاثة ملايين أخرى تدفع فى يوم الافراج عنها ويتم دفع الأربعة الأخيرة يوم وصولها الى أول محطة لها خارج العراق .
وعند هذه النقطة برزت عقبتان وتتعلق الأولى بمن يستلم وكيف والثانية بضمانة تسديد الدفعة الأخيرة اذ انها تستحق الدفع والعصفور بات خارج القفص , وقد فوجئت الصحيفة برسالة الكترونية من الخاطفين تتضمن رقم هاتف نّقال عراقى ورقم حساب مصرفى فى امارة عجمان قيل فى الرسالة أنهما يعودان للسيد ناجى النعيمى قنصل دولة الامارات فى بغداد وأنه يتعيّن على الصحيفة الاتصال به لترتيب ضمانات تقبلها وزارة خارجية دولة الامارات بدفع الجزء الأخير من الفدية وقد أرسلت الصحيفة بكتاب رسمى تتعهد فيه بتنفيذ كل بنود الاتفاق مع الخاطفين .
وفى اليوم التالى ظهرت كارول للمرة الثانية فى شريط فيديو اشادت فيه بحسن معاملة خاطفيها لها , وفى اليوم التالى تم تنفيذ الشق الأول من الاتفاق وجرى نقل المبلغ نقدا على الطائرة الاماراتية الخاصة التى تتنقل ما بين دبىّ وبغداد فى اطار متابعة شؤون السفارة والنشاط الانسانى لحكومة الامارات فى العراق وقام النعيمى بتسليمه للخاطفين يدا بيد فى منزل القائم بالأعمال فى حى الداودى , وفى اليوم التالى اقتيدت كارول - محجّبة دائما - الى مقر الحزب الاسلامى فى حىّ العامرية - معقل الارهاب السلفى - لتجد رئيسه طارق الهاشمى بانتظارها مع ادعاؤه بأنه فوجىء بحضورها بسيارة أجرة , ولقد كان اخراج القصة سمجا وساذجا يكشف بأكثر مما يموّه ذلك أن مقر الحزب تجهله الأكثرية الغالبة لأهل بغداد فضلا عن أميركية يلقى بها خاطفوها فى سيارة أجرة فلا يخطر ببالها التوجه الى سفارتها أو الى اقرب مركز عسكرى بل يطيب لها شكر الهاشمى على حسن الضيافة !
والحاصل أنه فى ساعة وجودها فى حضرة الهاشمى أعيدت آلية دفع الفدية وتسلّم الخاطفون الملايين الثلاثة الأخرى و فى اليوم التالى أعلن عن وصولها الى المانيا وشاهدها العالم وهى تهبط سلّم الطائرة وقد عاد مظهرها الى سيرته الأولى فنبذت حجابها وكالت لخاطفيها تصريحات تليق بهم .
انتظر الخاطفون فى ذلك اليوم اشعارا من النعيمى بوصول الجزء الأخير من الفدية ولكن انتظارهم طال أياما امتدت الى أسابيع ادّعى فيها النعيمى أن ادارة الصحيفة قد أخلّت بوعدها الذى قدمته له ولوزارة خارجيته وحتى عندما وصلت رسائل تهديد ووعيد الى الصحيفة تنذرها بسداد بقية الفدية وردّت الصحيفة بتأكيد تنفيذها لالتزاماتها فقد اصرّ النعيمى على انكار دخول المبلغ فى حسابه , ولكن الموضوع انقلب رأسا على عقب وتوصّل الخاطفون الى قناعة بأن الدبلوماسى الوسيط قد دخل شريكا فى الغنيمة وذلك عندما أبلغهم أحد شيوخ هيئة علماء المسلمين بأن مصدرا له فى وزارة خارجية الامارات قد أكد له بأن الصحيفة وفت بالوعد الذى قطعته للوزارة وأن كامل المبلغ قد حوّل الى مصرف عجمان .
وفى يوم مشهود كان فيه القنصل الاماراتى مدعوا الى جلسة أنس فى منزل زميله القائم بالأعمال تحييها فتيات ست وقد توجه الى هناك متخففا من موكب حّراسه ويرافقه سائقه السودانى الذى لبث منتظرا عند مدخل البيت , و قبيل العصر فوجىء بثلاث سيارات تتوقف عند الباب ليهبط من اثنتين منهما مجموعة لم تتكلف حتى وضع اللثام ولما امتدت يده بحركة لا ارادية الى سلاحه سبقت الى قلبه رصاصات منطلقة من مسدس كاتم للصوت ومن ثم توجهت المجموعة الى هدفها دونما أية ضجة واقتادته ربما الى ذات الوكر الذى استضاف الصحفية الأميركية , وبقية القصة معروفة بل لعلهم أضافوا الى المبلغ الأصلى غرامة توازيه جزاء وفاقا للعبه بذيله مع المجاهدين .
ولقد رويت لى هذه الحكاية الغريبة من مصادر اثق بها فى وزارة الداخلية وأكدها لى صديق رفيع المسؤولية فى وزارة الخارجية والمدهش أن الكل كان يعرف والكل تواطأ على الصمت وهذه مصيبه بل كارثه ولربما ما خفي أعظم
وكالة أنباء براثا © 2007
http://www.burathanews.com/media/pics/1157161125.jpg
كانت الصحفية الأميركية جيل كارول من جريدة - كريستيان ساينس مونيتور- على موعد فى بغداد يوم 2006-1-7 مع عدنان الدليمى رئيس تنظيم طفا على سطح العراق بعد سقوط صدام باسم تجمّع أهل العراق , وكان موعدها معه فى مكتبه بحىّ العدل غرب بغداد حيث تتحرك بحريّة نسبية مجاميع من المكاومه المجرمه والارهاب السلفى والوهابى الى جانب عصابات من اللصوص وقطّاع الطريق .
ولدى وصول كارول الى مكتب الدليمى الواقع فى شارع فرعى تملأه المطبات الصناعية والمتاريس ورجال الحماية قيل لها أنه غادر مكتبه لأمر طارىء وأنه سيتم الاتصال بها لاحقا لتحديد موعد آخر , وبمجرّد أن خرجت من الشارع الفرعى الى الطريق الرئيس اعترضت سيارتها شاحنة صغيرة مغلقة لينزل من فيها ويطلق النار على مترجمها - وهو السائق بذات الوقت - فيقتل ويسحبون الصحفية بعنف ويرمون بها على أرضية شاحنتهم ومن ثم كمموا فاها وعصبوا عينيها واقتادوها الى الى أحد اوكارهم على مسافة ربع ساعة , وهو ذات الوقت الذى استغرقه الطريق من ذلك الوكر الى مقر الحزب الاسلامى فى منطقة العامرية عندما افرج عنها بعد ثلاثة أشهر مما يعطى العارفين بالمنطقة الغربية من بغداد فكرة عن موقع ذلك الوكر.
عقب اختطاف كارول بأسبوع تلقت ادارة كريستيان ساينس مونيتور رسالة الكترونية - عرف فيما بعد أن مصدرها دولة الامارات - مؤداها أن الصحفية بخير وان كتائب الثأر من المقاومة العراقية تحتجزها لأنها خرقت الحظر على دخول الأجانب الى العراق كما أنها متهمة بالتعاون مع الاحتلال الأميركى ولو ثبتت براءتها من تلك التهمة فانها ستنجو من القتل ولكن لن يطلق سراحها الا بعد دفع فدية مالية مقدارها خمسة عشر مليون دولار اميركى , وقد ردت الصحيفة الأميركية على تلك الرسالة بما يفيد استعدادها للتفاوض مسلّمة بمبدأ دفع الفدية ولكنها طلبت دليلا يؤكد سلامتها وكذلك ظهرت كارول على شريط فيديو صامت يوم 2006-1-28 وقد ألبسوها حجابهم ومن تلك اللحظة بدأت مفاوضات غريبة اذ تجرى فى ظلام تام بين أطراف لا تعرف بعضها تتبادل الحديث عبر حجاب الكترونى ينقل الكلمة فى جزء من الثانية ولكنه لا يترك مجالا لتأويل أو لخطأ بالتقدير أو لسوء فهم .
طالت المفاوضات اشهرا ثلاث بسبب التساوم المضنى على قيمة الفدية ذلك ان المبدأ قد ثبت فالخاطفون آمنون وهم يضمنون سلامة الضحية والطرف الآخر مستعد للدفع , واستعمل كل طرف المناورات المعهودة التى تبدأ بتحديد موعد لاعدامها ولاتنتهى برقم من المال تقف عنده الصحيفة بعناد حتى تم أخيرا التوافق على مبلغ عشرة ملايين دولار أميركى اشترطت الصحيفة أن تدفع ثلاثة منها لدى ظهور كارول ثانية فى شريط يؤكد سلامتها وثلاثة ملايين أخرى تدفع فى يوم الافراج عنها ويتم دفع الأربعة الأخيرة يوم وصولها الى أول محطة لها خارج العراق .
وعند هذه النقطة برزت عقبتان وتتعلق الأولى بمن يستلم وكيف والثانية بضمانة تسديد الدفعة الأخيرة اذ انها تستحق الدفع والعصفور بات خارج القفص , وقد فوجئت الصحيفة برسالة الكترونية من الخاطفين تتضمن رقم هاتف نّقال عراقى ورقم حساب مصرفى فى امارة عجمان قيل فى الرسالة أنهما يعودان للسيد ناجى النعيمى قنصل دولة الامارات فى بغداد وأنه يتعيّن على الصحيفة الاتصال به لترتيب ضمانات تقبلها وزارة خارجية دولة الامارات بدفع الجزء الأخير من الفدية وقد أرسلت الصحيفة بكتاب رسمى تتعهد فيه بتنفيذ كل بنود الاتفاق مع الخاطفين .
وفى اليوم التالى ظهرت كارول للمرة الثانية فى شريط فيديو اشادت فيه بحسن معاملة خاطفيها لها , وفى اليوم التالى تم تنفيذ الشق الأول من الاتفاق وجرى نقل المبلغ نقدا على الطائرة الاماراتية الخاصة التى تتنقل ما بين دبىّ وبغداد فى اطار متابعة شؤون السفارة والنشاط الانسانى لحكومة الامارات فى العراق وقام النعيمى بتسليمه للخاطفين يدا بيد فى منزل القائم بالأعمال فى حى الداودى , وفى اليوم التالى اقتيدت كارول - محجّبة دائما - الى مقر الحزب الاسلامى فى حىّ العامرية - معقل الارهاب السلفى - لتجد رئيسه طارق الهاشمى بانتظارها مع ادعاؤه بأنه فوجىء بحضورها بسيارة أجرة , ولقد كان اخراج القصة سمجا وساذجا يكشف بأكثر مما يموّه ذلك أن مقر الحزب تجهله الأكثرية الغالبة لأهل بغداد فضلا عن أميركية يلقى بها خاطفوها فى سيارة أجرة فلا يخطر ببالها التوجه الى سفارتها أو الى اقرب مركز عسكرى بل يطيب لها شكر الهاشمى على حسن الضيافة !
والحاصل أنه فى ساعة وجودها فى حضرة الهاشمى أعيدت آلية دفع الفدية وتسلّم الخاطفون الملايين الثلاثة الأخرى و فى اليوم التالى أعلن عن وصولها الى المانيا وشاهدها العالم وهى تهبط سلّم الطائرة وقد عاد مظهرها الى سيرته الأولى فنبذت حجابها وكالت لخاطفيها تصريحات تليق بهم .
انتظر الخاطفون فى ذلك اليوم اشعارا من النعيمى بوصول الجزء الأخير من الفدية ولكن انتظارهم طال أياما امتدت الى أسابيع ادّعى فيها النعيمى أن ادارة الصحيفة قد أخلّت بوعدها الذى قدمته له ولوزارة خارجيته وحتى عندما وصلت رسائل تهديد ووعيد الى الصحيفة تنذرها بسداد بقية الفدية وردّت الصحيفة بتأكيد تنفيذها لالتزاماتها فقد اصرّ النعيمى على انكار دخول المبلغ فى حسابه , ولكن الموضوع انقلب رأسا على عقب وتوصّل الخاطفون الى قناعة بأن الدبلوماسى الوسيط قد دخل شريكا فى الغنيمة وذلك عندما أبلغهم أحد شيوخ هيئة علماء المسلمين بأن مصدرا له فى وزارة خارجية الامارات قد أكد له بأن الصحيفة وفت بالوعد الذى قطعته للوزارة وأن كامل المبلغ قد حوّل الى مصرف عجمان .
وفى يوم مشهود كان فيه القنصل الاماراتى مدعوا الى جلسة أنس فى منزل زميله القائم بالأعمال تحييها فتيات ست وقد توجه الى هناك متخففا من موكب حّراسه ويرافقه سائقه السودانى الذى لبث منتظرا عند مدخل البيت , و قبيل العصر فوجىء بثلاث سيارات تتوقف عند الباب ليهبط من اثنتين منهما مجموعة لم تتكلف حتى وضع اللثام ولما امتدت يده بحركة لا ارادية الى سلاحه سبقت الى قلبه رصاصات منطلقة من مسدس كاتم للصوت ومن ثم توجهت المجموعة الى هدفها دونما أية ضجة واقتادته ربما الى ذات الوكر الذى استضاف الصحفية الأميركية , وبقية القصة معروفة بل لعلهم أضافوا الى المبلغ الأصلى غرامة توازيه جزاء وفاقا للعبه بذيله مع المجاهدين .
ولقد رويت لى هذه الحكاية الغريبة من مصادر اثق بها فى وزارة الداخلية وأكدها لى صديق رفيع المسؤولية فى وزارة الخارجية والمدهش أن الكل كان يعرف والكل تواطأ على الصمت وهذه مصيبه بل كارثه ولربما ما خفي أعظم
وكالة أنباء براثا © 2007