المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اغتيال قاضي جعفري شرق السعودية يكشف عن صراعات دموية بين الشيعة الإخباريين والأصوليين



جمال
10-23-2007, 07:16 AM
كتب : حسين عباس - كاتب سعودي


هل كان شيعة القطيف يوم الاثنين26/9/ 1428هـ على موعدٍ مع حدثٍ قد يفتح ملفاتٍ سريةً للصراع العنيف بين طائفة الإخبارية وطائفة الأصولية الشيعيتين؟

هذا التساؤل المهم يطرحه بإلحاح ما حصل يوم الاثنين الماضي وشكل صدمة عارمة للشيعة في شرق المملكة العربية السعودية، وجعلهم يتساءلون: إلى متى يمكن أن يحتمل عامة الشيعة الثمن الباهظ لصراع الدم والنفوذ بين رجال الدين الشيعة المنقسمين إلى طوائف ومرجعيات متعددة ومختلفة؟ وكم هو الثمن الذي دفع حتى الآن والذي سيدفع مستقبلاً لهذا الصراع الذي يُدار من خارج الحدود السعودية؟

ففي منتصف العشر الأواخر من رمضان الفائت وقبيل إفطار يوم الاثنين 26/9/ 1428هـ أفطر الشيعة بالقطيف على خبر ذهل منه الكثيرون، وهو موت غامض الملابسات للشيخ سليمان بن عبد المجيد أبو المكارم القاضي بمحكمة الأوقاف والمواريث بالقطيف، عن عمر يناهز الثامنة والأربعين.

فقد جاء في شبكة التوافق الإخبارية (شيعية) ما نصه: (صدمة وذهول تخيم على الشارع الشيخ أبو المكارم يتوفى في ذكرى يوم وفاة والده. خيم الحزن والترقب على أجواء المنطقة الشرقية!! بعدما استقبل أهالي المنطقة نبأ وفاة الشيخ أبو المكارم مع وجبة الإفطار في الأيام الأخيرة من هذا الشهر الكريم بصورة مرعبة).

وقد ذكرت أيضاً أن هذا اليوم الذي أعلن فيه وفاته (26/9) هو نفس يوم وفاة والده عبد المجيد أبو المكارم في عام 1423هـ وقد كان أبوه هذا زعيم الإخباريين في القطيف كما ذكرت الشبكة وقد ترأس محكمة الأوقاف والمواريث حيناً من الزمن.

وقد أكد عدد من المواقع الإخبارية الشيعية المقربة من الشيخ الراحل سليمان أبو المكارم أن وفاته كانت في ظروف غامضة جداً، فقد ذكرت شبكة راصد (شيعية) الإخبارية الخبر بعنوان (وفاة قاضي المحكمة الجعفرية بالقطيف الشيخ سليمان أبو المكارم في ظروف غامضة).

ثم قامت بتعديل العنوان بحذف عبارة (في ظروف غامضة) تحت تهديد وضغط رجالات دين شيعة من طائفة الأصوليين.
وقد تضاربت الأخبار الشيعية -بين الأخباريين والأصوليين- حول سبب وفاته، فبينما يذكر الأصوليون أنها وفاة طبيعية، يذكر الإخباريون أن سبب الوفاة حادث جنائي.

ومما يسوقه الأخباريون دليلاً على رأيهم أن الفقيد الراحل الشيخ سليمان أبو المكارم –رحمه الله- بقي ثلاثة أيام ولم يعلم أحد بوفاته إلا بعد انتشار رائحته من شقته، وكان متزوجاً من ثلاث نساء وكانت له مكانة اجتماعية ونشاط ديني .

وقد نقل موقع (راصد) الشيعي عن مصادر مقربة من الإخباريين وعائلة الفقيد ما يلي: (في ظروف غامضة خطف الموت القاضي بالمحكمة الجعفرية بالقطيف الشيخ سليمان أبو المكارم والذي وجدت جثته في سيارته الخاصة داخل مرآب منزله في مدينة سيهات مساء اليوم الاثنين .
وفي التفاصيل اختفى الراحل أبوالمكارم عن الأنظار منذ الجمعة الماضية ليعثر عليه مساء اليوم مضرجًا بدمائه داخل سيارته تبعا لمصادر عائلية.

وحضرت فرق البحث الجنائي والشرطة ونقلت جثة المتوفى للمشرحة في المستشفى المركزي بالدمام للبحث في أسباب الوفاة.

وتضاربت الأنباء حول سبب الوفاة إذ ثارت على الفور تكهنات حول تعرض أبو المكارم لاعتداء أودى بحياته بدليل بقع الدماء الموجودة حول الجثة وفقا لمصادر).
هكذا كانت صياغة الخبر لحظة نزوله في موقع (راصد) الشيعي، لكن بسبب ضغط بعض الأصوليين المقربين من قاضٍ شيعي منافسٍ للفقيد الراحل، عُدل الخبر الأول الذي نشر إلى هذه الصيغة: (خطف الموت القاضي بالمحكمة الجعفرية بالقطيف الشيخ سليمان أبو المكارم والذي وجدت جثته في مكتبته الخاصة داخل منزله في مدينة سيهات مساء اليوم الاثنين .

وفي التفاصيل اختفى الراحل أبو المكارم عن الأنظار منذ الجمعة الماضية حيث صلى الجمعة خلف أخيه الشيخ محمد علي أبو المكارم ليعثر عليه ميتاً مساء الاثنين وفقاً لمصادر عائلية .

وحول ملابسات حادثة الوفاة ذكرت المصادر بأن الراحل كان متعبا جدا وقد أدى صلاة الجمعة جالسا على كرسي ورجحت بأنه اتجه بعد الصلاة إلى مكتبته الخاصة بمنزله حيث وافته المنية.

ونظرا لأن الراحل كانت لديه ثلاثة أماكن للإقامة وهو متزوج من ثلاث نساء لم يثر أمر اختفائه أي ريبة حتى انبعثت عصر الاثنين روائح قوية لجثة متحللة جهة مكتبته .
واتجه أفراد العائلة لكسر باب المكتبة المقفل من الداخل ليجدوا الفقيد وقد فارق الحياة .

ورجحت المصادر بأن تكون الوفاة حدثت يوم الجمعة الماضية.
وحضرت فرق البحث الجنائي والشرطة ونقلت الجثة لمشرحة المستشفى المركزي بالدمام للبحث في أسباب الوفاة.
وفي تقرير أولي للطبيب الشرعي الذي عاين الجثة مكان الحادثة رجح بأن تكون الوفاة طبيعية .

وتضاربت الأنباء الأولية حول سبب الوفاة إذ ثارت تكهنات حول تعرض أبو المكارم لاعتداء أودى بحياته في حين رجح آخرون تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة.
كما ثارت شائعات حول العثور على جثة الفقيد في سيارته المتوقفة داخل مرآب منزله.

ونفى المتحدث الإعلامي بشرطة المنطقة الشرقية العقيد يوسف القحطاني وجود أي شبهة جنائية تحيط بحادثة الوفاة التي وصفها بأنها كانت طبيعية وفقا لصحيفة اليوم.
ويبلغ الفقيد نحو الثامنة والأربعين سنة من العمر .
وتقلد الشيخ أبو المكارم منصب القضاء بالمحكمة الجعفرية بالقطيف مطلع العام 2006 بعد استقالة القاضي الأسبق بالمحكمة الشيخ غالب الحماد.

وسبق للراحل أن تقدم قبل نحو أسبوعين باستقالته من منصب القضاء ضمن استقالة جماعية للقضاة الشيعة بالأحساء والقطيف إلا أن الراحل سحب استقالته لاحقا لأسباب غير معروفة )أهـ.

إلى هنا انتهى الخبر بصيغته المعدلة في موقع راصد! ، ولكن تبقى تعليقات وأسئلة ضرورية لا يمكن تجاهلها في هذه الواقعة :

أولاً: يرجح كثير من المراقبين والمحللين أن حادث موت الشيخ سليمان أبو المكارم يدخل في دائرة الصراع المذهبي بين طائفتين شيعيتين وهما: الإخبارية والأصولية. والدارس والمتابع لوضع الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية –قديما وحديثا- يدرك أن هناك انقسامات وانشقاقات وخلافات كبيرة في الصف الشيعي، فهناك طوائف وفرق مختلفة ومتنازعة عديدة من أبرزها: (1) الشيخية. (2) الإخبارية. (3) الأصولية.

كما أن هناك مرجعيات متعددة وكثيرة، مثل: مرجعية الخميني ثم الخامنئي، ومرجعية الخوئي ثم السستاني، ومرجعة الشيرازي، والمرجعية الشيخية، ومرجعية الإصلاحي المجدد آية الله العظمى محمد حسين فضل الله.

وهناك حراك داخل المجتمع الشيعي في المنطقة الشرقية، وهناك بؤر استقطاب داخلية وخارجية لاستقطاب الشيعة نحو مرجعيات أصولية متشددة تحمل الإقصاء والكراهية لطوائف الشيعة الأخرى خاصة الإخبارية.

والخلاف الأصولي الأخباري يمثل خلافاً في بنية المذهب الاثني عشري، فهو خلاف بين رجال الشيعة الذين جمعوا تراث المذهب الاثني عشري، أما بداية افتراق الاثني عشرية إلى: أصولية، وأخبارية فيذكر الأصوليون أن من بدأ بتفريق الشيعة هم الإخباريون، حيث إن شيخهم محمد أمين الاستراباذي هو أول من انتقد طريقة الأصوليين. وقد جرى بين هاتين الفرقتين ردود ومنازعات وتكفير وتشنيع حتى إن بعضهم يفتي بتحريم الصلاة خلف بعضهم الآخر، كما أفتى الوحيد البهبهاني بعدم صحة الصلاة خلف الشيخ البحراني، وكان من شيوخ طائفة الإخبارية من لا يلمس مؤلفات الأصوليين بيده تحاشياً من نجاستها، وإنما يقبضها من وراء ملابسه.

وقد كفر الاستراباذي بعض الأصوليين بسبب –على حد قوله- ما يقومون به من تخريب الدين، كما نسب الكاشاني الإخباري صاحب الوافي -أحد المصادر الثمانية عند الشيعة- جمعاً من علماء الأصولية إلى الكفر، وفي المقابل كفرته الأصولية.
وقد ألف شيخ الأصوليين في زمانه جعفر كاشف الغطاء كتاباً بعنوان: (الحق المبين في تصويب المجتهدين وتخطئة الأخبارين). كما ألف كتاباً آخر يرد فيه على شيخ الإخبارية بعنوان (كاشف الغطاء عن معايب الميرزا محمد الأخباري عدو العلماء). فقام الشيخ الإخباري ورد على كاشف الغطاء بكتاب سماه (الصيحة بالحق على من ألحد وتزندق)!
وفي أثناء احتدام الصراع الإخباري الأصولي مات شيخ الأصولية الشيخ جعفر كاشف الغطاء بمرض الخنازير، ففرح بذلك شيخ الأخبارية الاستراباذي وقال عنه:(مات الخنزير بالخنازير).

وقد أثار الأصوليون موجة عارمة من الغضب والانتقاد ضد الإخبارية وشيوخها مما كان له أشد الأثر وأخطره، وقد أدى إلى هتك وتحطيم شيوخ الإخبارية، حتى انتهت المطاف بمأساة فظيعة، حيث قُتل شيخ الإخبارية الاستراباذي مع كبير أولاده على أيدي جماهير الشيعة الثائرين بتحريضٍ من الأصوليين، وذلك بهجوم شنّوه على داره في الكاظمية، وسلمت جثته إلى السكان للعبث بها!

ولا تزال الصراعات المذهبية قوية جداً بين هذه الطوائفة وهذا الصراع حاضر في الساحة الشيعية السعودية، فأهل القطيف فيهم أصوليون متعصبون، يتربصون بين الحين والآخر بالإخباريين، وكذلك فيهم من هو شيخي المذهب، وأهل الإحساء يغلب عليهم الإخبارية، ويغلب عليه الطيبة والسماحة، ويُواجهون بحربٍ ضروس من قبل الأصولية التي تحاول إسقاط الإخباريين في أعين عامة الشيعة والقضاء على وجودهم العلمي في الأحساء والقطيف وإن كانوا قلة كما تزعم الأصولية.

ثانياً: تُشير بعض الدلائل إلى وجود حادثٍ جنائي حيث نقل (موقع راصد) الشيعي عن مصادر مقربة من الإخباريين وعائلة الفقيد إلى تعرض أبو المكارم لاعتداء أودى بحياته بدليل بقع الدماء الموجودة حوله.

كما أشار موقع (راصد) الشيعي إلى: "أن الشيخ أبو المكارم –رحمه الله- تقلد منصب القضاء بالمحكمة الجعفرية بالقطيف مطلع العام 2006 بعد استقالة القاضي الأسبق بالمحكمة الشيخ غالب الحماد.
وسبق للراحل أن تقدم قبل نحو أسبوعين باستقالته من منصب القضاء ضمن استقالة جماعية للقضاة الشيعة بالأحساء والقطيف إلا أن الراحل سحب استقالته لاحقا لأسباب غير معروفة".

ومن المعلوم أن أبا المكارم إخباري في حين أن غالب آل حماد أصولي معروف، وقد كان بين الفقيد المرحوم الشيخ سليمان وبين غالب آل حماد الذي كان قاضياً في المحكمة خلافات جوهرية وحادة، لدرجة أن الشيخ غالب آل حماد رفض تعيـين أبو المكارم مساعداً له.
وقد أكدت ذلك مواقع شيعية مقربة من الفقيد، وذكرت أن إعفاء غالب آل حماد من منصبه كقاضٍ جاء على خلفية رفضه قبول تعيين أبو المكارم قاض مساعد له بالمحكمة الشيعية.
وقد ذكرت شبكة (راصد) الشيعية هذا الخبر في 18/7/2006م وكان مما قالته: (ويأتي إعفاء الشيخ آل حماد في أعقاب خلاف طويل مع الجهات الرسمية في الوزارة على خلفية رفضه قبول تعيين الشيخ أبو المكارم قاضيا مساعدا له والذي ينظر له على أنه غير مؤهل لاستلام المنصب ، وينقل مقربون من آل حماد بأنه لا يرى بأن الشيخ أبو المكارم يتمتع بأي أهلية علمية تجعل منه رجل دين عاديا !! فضلا عن أهليته لتولي القضاء الشرعي وأن جهات رسمية أخرى من خارج وزارة العدل ولمآرب أخرى هي التي تضغط في سبيل تعيين أبو المكارم رغما عن قصوره الشرعي).

وقد ذكرت شبكة (راصد) ملخصاً لبعض الحوادث المتعلقة بالمحكمة، كما يلي:
- يناير 2005 تولى الشيخ غالب آل حماد «مؤقتا» منصب القاضي المكلف بالمحكمة الجعفرية بالقطيف في أعقاب غياب سلفه الشيخ عبد الله الخنيزي في رحلة علاجية للعاصمة البريطانية لندن واعتذار الشيخ عبد الرسول البيابي عن تولي المنصب.

- ديسمبر 2005 إعفاء الشيخ عبد الله الخنيزي بعد نحو خمسة أعوام من تولي منصب القضاء خلفا لأخيه الراحل الشيخ عبد الحميد الخطي.
- ديسمبر 2005 تعيين الشيخ غالب الحماد خلفا للشيخ الخنيزي.

- فبراير 2006 أي بعد نحو شهرين من تولي الشيخ الحماد منصب القضاء صدر قرار تعيين الشيخ سليمان أبو المكارم قاضيا مساعدا للحماد والذي قابله الأخير بالرفض القاطع.
- يوليو 2006 إعفاء الشيخ الحماد بعد أشهر من الأخذ والرد بينه وبين وزارة العدل على خلفية رفضه قرار تعيين أبو المكارم مساعدا له.

- الأربعاء 23 جمادى الثانية/ 19 يوليو أنباء عن مباشرة الشيخ أبو المكارم لمنصبه قاضيا للمحكمة الجعفرية بالقطيف.

ثالثاً: حادثة موت الشيخ سليمان أبو المكارم –كما تقول مصادر إخبارية- تفتح ملف الاضطهاد الديني الذي تعانيه الإخبارية كأقلية مهمشة من قبل طائفة الأصولية.
ومن المعلوم عند رجل الشارع الشيعي مدى قرب رجال الدين الإخباريين من حاجات الشيعة ومتطلباتهم، ويميز الناس هناك بين الإخباريين والأصوليين بميزات متعددة منها:

(1) المنهج الذي يسلكه الإخباريون القائم على النزعة (الأثريَّة) أو تقديس أخبار أهل البيت، مما أورثهم نزعة تقوى وورع في طرح مسائل المذهب التعبدية، ووقوفهم عند أخبار المعصومين بالتبجيل والاحترام، في مقابل المدرسة الأصولية ذات النزعة العقلية التحررية.

(2) ومما يميز المدرسة الإخبارية اندماجها مع حاجات رجل الشارع الشيعي، وتلمسها لحاجات المجتمع الشيعي الداخلية، فاهتمامات المدرسة الإخبارية محصورة بكل ما يهم ويعني الشيعة في الداخل، وإنفاق أموال الأخماس وغيرها من المصادر المالية على حاجات الأسر الشيعية الفقيرة في داخل السعودية، وتنمية حس الانتماء الشيعي لشيوخ الداخل.

وفي المقابل تركز المدرسة الأصولية على المرجعيات الخارجية أو تنمية الحس بالعزلة الداخلية والارتماء إلى الخارج، وهذا ما جعلهم يستقطبون أموال الداخل لتحويلها إلى المراجع في الخارج لينفقوها هناك، دون الالتفات لحاجات الأسر الشيعية الفقيرة في الداخل.

ومما يثير غضب الشيعي الفقير أن ما منحته الحكومة السعودية للأصوليين -الذين كانوا في الزمن الماضي من المعارضين للحكومة السعودية- من منح وأراضٍ ومشاريع وأموال لأجل توزيعها بطريقتهم على فقراء الشيعة لم يصل للفقراء منها إلا النزر اليسير مقابل حصة الأسد التي ذهبت لهم ولذويهم.

(3) كثير من أفراد المدرسة الإخبارية يتميزون بعلاقات جيدة مع الشيخية ومع أهل السنة، وبينهم جهود لاستثمار الإيجابيات والمشتركات وعناصر الالتقاء في بوتقة وإطار "وطني" يجعل الحس في الذهنية الشيعية ينصب داخلياً. في مقابل المدرسة الأصولية التي تنشط لتكريس مفاهيم خارجية ومستوردة، وتعليق الولاءات بالخارج الطوباوي، هذا على حد تعبير كثيرٍ من الشيعة.

ولعل أبرز نشاط إيجابي للمدرسة الإخبارية في شرق الجزيرة العربية (البحرين والسعودية) ما قام به الشيخ محسن آل عصفور وهو بحريني إخباري، حيث ذُكر في موقعه هذا الخبر: (دعا الشيخ محسن آل عصفور - أحد كبار علماء الشيعة في البحرين - إلى غربلة التراث الشيعي وإتباع الدليل العلمي والتخلص من الأفكار الدخيلة على المذهب كي يتغير الواقع المأساوي الذي يعيشه الشيعة من داخلهم. وقال في ندوة أقامها أخيراً ضمن ملتقى الساحل الشرقي في مدينة صفوى في محافظة القطيف إن الدين يأمرنا بتغيير النمطية الخاطئة التي تسود بين أبناء المذهب الواحد).

وما ذكره سماحته عن دخيلة على المذهب يشير به إلى المدرسة المخالفة (مدرسة الأصوليين) التي تعارض المدرسة الإخبارية التي ينتمي إليها آل عصفور.

رابعاً: ومما يجدر التنبيه إليه، أنه قبل وفاة سليمان أبو المكارم بأسبوعين تقريباً قدم أربعة من قضاة محكمة الأوقاف بالقطيف استقالتهم وهم محمد العبيدان رئيس المحكمة وقضاة التمييز الثلاثة غالب آل حماد و عبد الرسول البيابي و علي آل محسن احتجاجاً على عدم إعطائهم صلاحيات، بينما قام الفقيد سليمان أبو المكارم الإخباري بتقديم استقالته ثم إلغائها، حرصاً منه على عدم إقحام الشيعة في صراعٍ سياسي يضر بمصالحهم التي تشهد تطوراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، ولتبقى المحكمة الجعفرية تخدم عموم الشيعة في الداخل دون التفاته لأي أوامر تصدر من الخارج تملى على الطوائف الأخرى ما تقوم به.

وهذه البادرة الإيجابية من الفقيد أبو المكارم قد دفع ثمنها باهظاً، حيث سببت له تذمرًا كبيراً في صفوف الأصوليين المتشددين، مما جعلهم يثيرون الناس عليه، وخصوصاً في مواقعهم الأصولية على الإنترنت، واتهامه بأنه لا يحمل الولاء لإيران أو لمرجعيات الخارج، وأنه على حد وصفهم: (دائمًا طالع عن الخط).

وقد تناولته المواقع الأصولية بالطعن الكثير وخاصة من ناحية علمه ومكانته، بل تخصصوا في تشويه سمعته بين عموم الشيعة وأنه (عميل الدولة) و (عدو أهل البيت!)، وهذه التهم لا يحصرونها في الشيخ أبو المكارم بل يرمون بها جملة شيوخ الإخبارية.

وفي المقابل هناك سخط عارم من التيار الإخباري، الذي يعتبر موت الشيخ الفقيد أبو المكارم طعنة نجلاء في خاصرة الإخبارية، وأنه بموته أو بمقتله –كما يعتقد إخباريون- تكون الإخبارية قد تلقت ضربة قاصمة قد تُعيد المدرسة الإخبارية للكمون والتراجع على حساب التمدد والتوسع الأصولي، مما يُشير إلى أنهم هم المستفيدون الأول من تغييب الشيخ سليمان أبو المكارم.


أم الحمام- القطيف ـ الملكة العربية السعودية

علي علي
10-23-2007, 09:11 PM
اللي اعرفه ان الصراع بين الاخباريين والاصوليين كان من عشرات السنين ، ما اسباب استمراره الى يومنا هذا ؟

ربما في السابق كانوا يعانون من الفراغ ولم يجدوا عملا غير التصارع على نظريات فقهية ، اما الآن فالاعمال كثيرة ولا يجد الانسان كثيرا من الوقت لمثل هذه الامور