على
07-14-2004, 11:46 AM
لندن: معد فياض
اتهم رئيس المؤتمر الوطني العراقي الدكتور احمد الجلبي وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) بشن حملة ضده بسبب ما سماه تصديه لدور مبعوث الامم المتحدة الى العراق الاخضر الابراهيمي في تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة، وقال ان «بلاك ويل (مبعوث الادارة الاميركية الى العراق) هو الذي تبنى بقوة دور الابراهيمي في العراق وقد ابلغني لدى زيارته الى بغداد بأن تصدينا لدور الابراهيمي سيضعني في مواجهة البيت الابيض»، مضيفا ان بلاكويل وعده بالحصول على مكاسب اذا ما توافق بهذا الشأن مع ما تريده واشنطن.
واعتبر الجلبي في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد، الحاكم المدني الاميركي السابق في العراق السفير بول بريمر «قام بمخالفات كثيرة، خالف قرار مجلس الأمن في عدة مجالات، وخالف الاتفاقات التي توصل لها عند تشكيل مجلس الحكم وقام بتجاوزات كثيرة في صندوق تنمية العراق». كما نفى الاتهامات الموجهة له بتقديم معلومات غير صحيحة عن امتلاك الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين اسلحة دمار شامل.
* ما هو سبب غيابك عن واجهة الاحداث السياسية في العراق خاصة فيما يخص اشتراككم في الحكومة او في تشكيلها؟
ـ انا موجود في الحدث السياسي العراقي، وعندما تشكلت الحكومة كنت في النجف حيث كان الوضع متوترا وكان هناك احتمال باندلاع قتال واسع بين القوات الاميركية وجيش المهدي داخل مدينة النجف. ذهبت الى هناك لحل الاشكال ووقف تدهور الامور والوصول الى حل سياسي وقد ظهرت نتائج هذه العمل أخيرا وتزامن هذا مع فترة تشكيل الحكومة.
* هل كان لكم دور في تشكيل هذه الحكومة؟
ـ ابدا..ابدا لم اكن موجودا في بغداد.
* وحتى لو لم تكن في بغداد، ألم يتم الاتصال بك بصدد تشكيل الحكومة؟
ـ جرت اتصالات كثيرة معي ودارت احاديث حول تشكيل الحكومة والرئاسة ورئاسة الوزراء، وتعرف ان الاتصالات الهاتفية حتى بين المحافظات ما زالت صعبة.
* ماذا كان رأيك بتشكيل الحكومة؟
ـ نحن نؤيد هذه الحكومة
* هل رشح المؤتمر الوطني أي شخص منه لشغل منصب وزاري ؟
ـ كلا، ابدا لم نرشح.
* لماذا؟
ـ لسبب بسيط هو اننا نعتقد بضرورة دعم الحكومة من الخارج لتحقيق ثلاثة أمور هي: حفظ الأمن وتعزيز السيادة واجراء الانتخابات في موعدها. سنعمل معهم لتحقيق هذه الامور وخاصة اجراء الانتخابات في موعدها بشكل واضح وصريح وهذا ما اقوم به في الوقت الحاضر.
* هل تعتقد ان الانتخابات ستجري في وقتها المحدد؟
ـ نعم ستجري الانتخابات في وقتها والحكومة ورئيس الوزراء ملتزمون بذلك.
* تحدثت عن حل مشكلة جيش المهدي والقوات الاميركية، ترى اين تقف هذه الازمة الآن؟
ـ الأزمة العسكرية انتهت، القوات الاميركية لم تقتحم مدينة النجف ولم تقم بعمليات واسعه في المدينة والوضع هادئ حاليا في النجف والكوفة بشكل عام والمظاهر المسلحة اختفت من المدينة بنسبة عالية وافراد جيش المهدي تركوا النجف والكوفة، وهذه الامور نفذت بنسبة 80%. وسياسيا هناك نقطتان، الاولى هي وضع جيش المهدي، والثانية هي المذكرة القضائية الصادرة من المحكمة المركزية التي هي بمثابة محكمة الثورة لـ (بول) بريمر والقاضية بالقاء القبض على مقتدى الصدر، وهذا الوضع يجري تداوله بين رئاسة الحكومة ومقتدى الصدر، وأعتقد أنه ستتم تسويته في القريب العاجل.
* وكيف ستحل قضية مثول مقتدى الصدر امام القضاء العراقي؟
ـ وزير العدل قدم اقتراحات يؤيدها رئيس الوزراء وسوف نتابعها معهم.
* ما سبب القطيعة التي حدثت بينكم وبين بريمر؟
ـ قام بريمر بمخالفات كثيرة. خالف قرار مجلس الأمن في عدة مجالات، وخالف الاتفاقات التي توصل لها عند تشكيل مجلس الحكم وقام بتجاوزات كثيرة في صندوق تنمية العراق، انا تصديت لهذه التجاوزات داخل مجلس الحكم وخارجه، كذلك اختلفنا معه حول موضوع النفط مقابل الغذاء وحول قضية اجتثاث البعث، وبدأت الخلافات تتفاقم عندما اصر الطرف الاميركي على ترشيح الاخضر الابراهيمي ليتولى عملية المساعدة في تشكيل الحكومة العراقية وقالوا انه هو الذي سيشكل الحكومة فتصديت لهذا الموضوع بقوة، كما تصدى له المؤتمر الوطني.
* من كان يدعم دور الابراهيمي في العراق؟
ـ بلاك ويل هو الذي تبنى بقوة دور الابرهيمي في العراق وقد ابلغني لدى زيارته الى بغداد بان تصدينا لدور الابراهيمي سيضعني في مواجهة مع البيت الابيض لأن اميركا تريد هذا الدور وان الابراهيمي تحت السيطرة. وكان واضحا من قوله لي «اما ان تكون مناصرا لدور الابراهيمي وتحصل على المكاسب، او اذا مشيت ضد الاتجاه فسنكون ضدك». وانا وجدت ان المصلحة العامة العراقية تقتضي التصدي لدور الابراهيمي وهذا ما حصل، وبالنتيجة لم يحقق الابراهيمي الا القليل مما جاء من اجله واصبح اداة بيد الاميركيين، فهو قال انه سيشكل وزارة من اشخاص كانوا موجودين في عهد صدام من داخل العراق، لكن في النتيجة ان الوزارة التي تشكلت غالبيتها العظمى من الاشخاص الذين كانوا خارج العراق. وكان من الممكن تشكيل مثل هذه الحكومة قبل عام، لماذا تأخرنا اذن؟ الابراهيمي نفذ ما اراده الاميركيون، فهم تأخروا عاما لتنفيذ ما كنا نطالب به قبل الحرب وهو تشكيل حكومة عراقية مؤقتة تتولى المسؤولية في العراق وانهاء الاحتلال.
* وهل هذا سبب الحملة الاعلامية الاميركية ضدك؟
ـ بالطبع، الحملة الاميركية سببها هو ان الاميركيين اعتبروا انني سأكون عنصرا مؤثرا ضد سياستهم واعتبروا ان هذا الامر مرفوض في الوقت الحاضر لأسباب انتخابية وغيرها فقاموا بهذه الحملة الواسعة ضدي.هناك خلفيات كثيرة اسست لهذه الحملة ومنها خلافنا المزمن مع وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية الاميركية حتى تفاقمت الامور بشكل كبير الى الحد الذي دفع بجون تينيت مدير الـ «سي آي أيه» السابق الى التوجيه بالقيام بحملات ضدي وضد المؤتمر الوطني وتوجيه التهم في ما يتعلق باعطاء اسرار استخباراتية الى ايران. لقد نفذوا هذه الحملة بشكل عجيب ينافي طريقة العمل المعهودة وأبسط الاجراءات التي يقوم بها جهاز أمني كبير مثل الاستخبارات الاميركية، واعتبروا ان هذه الحملات ستمنع اصدقاءنا في الحكومة الاميركية من الدخول في مباحثات معها.
* ضمن الاتهامات الموجهة اليكم ايضا تزويدكم الادارة الاميركية بمعلومات مضللة عن اسلحة الدمار الشامل في العراق قبل الحرب؟
ـ هذه ليست تهمة. هذا ادعاء يبدو الآن باهتا جدا في ضوء التقرير الذي خرج اخيرا عن مجلس الشيوخ الاميركي ويتضح فيه ان المسؤولية الاولى والاخيرة تقع على عاتقهم. نحن لم نزودهم بمعلومات كما ذكرنا في عدة مناسبات، نحن عرفناهم على عراقيين يعملون ويعلمون عن اسلحة الدمار الشامل ولم ندع اطلاقا ان المعلومات التي يقدمها هؤلاء صحيحة، ولم نكن على اتصال مع الـ «سي آي أي» لكن هذه المعلومات كانت تذهب اليهم مباشرة. عرفناهم على ثلاثة اشخاص في هذا المجال والتقرير يذكر واحدا منهم فقط، وقال ان الشخص اجتاز اختبارات كشف الكذب، ثم قالوا ان معلوماته غير صحيحة وبالنتيجة انهم لم يستخدموا هذه المعلومات ابدا في حينه كما يوضح التقرير واستندوا الى معلومات شخص عراقي آخر، وقال جوناثان روبرت الذي ظهر قبل ايام في التلفزيون، وهو رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، ان 98% من معلومات اميركا حول اسلحة الدمار الشامل جاءت من شخص واحد عراقي اسمه السري كارم بول ونحن لم نعرفه ولم نتعرف عليه.
* كيف تصف علاقتك الآن مع الادارة الاميركية؟
ـ علاقتنا معهم الآن في انحدار. ليست لنا علاقة مع الادارة الاميركية حاليا.
* وهل قطعوا المنحة المالية الشهرية (344 الف دولار) التي كانت مخصصة للمؤتمر الوطني؟
ـ هم لم يمنحونا الاموال، كنا في اتفاق أمني مع وزارة الدفاع الاميركية خلال مرحلة محاربة صدام، كنا نقدم حصتنا وهم يقدمون حصتهم ونحن قدمنا اكثر مما قدموا هم، ولم يقطعوا هذه المخصصات، فضمن الاتفاق المشترك هذه العملية تنتهي عند انتقال السيادة الى العراقيين. لا يجوز لمنظمة سياسية عراقية ان تعمل مع مؤسسة استخباراتية اجنبية بعد انتقال السيادة للدولة العراقي،ة ويجب ان ينتقل هذا العمل الى الاطراف العراقية الرسمية وهي وزارة الدفاع.
* هل تعتقد ان هناك جهات داخل الحكومة العراقية ما تزال تعمل مع اجهزة مخابراتية اميركية؟
ـ لا اعلق على ذلك.
* هل تعتقد ان عملية اجتثاث البعث انتهت؟
ـ لم تنته. العملية مستمرة، هيئة اجتثاث البعث موجودة في قانون ادارة الدولة وتتمتع بتأييد واسع وكبير من قبل الشعب العراقي، ومن اهم نتائج اعمال الهيئة الحفاظ على حياة البعثيين حيث كانت هناك دعوات للانتقام من البعثيين، وهذا الامر لم يحصل بشكل واسع بسبب عمل الهيئة التي اعادت الآلاف من اعضاء حزب البعث السابق الى وظائفهم وخاصة في مجال التعليم، وكان بريمر قد اخرجهم من الوظائف. اجتثاث البعث هو اقتلاع للبعث كفكر وكتنظيم سياسي افرغ من محتواه واصبح امتدادا للشمولية البعثية الدكتاتورية الصدامية التي حولت الحزب الى جهاز من اجهزة السيطرة على الدولة وهذا الحزب قام بارتكاب جرائم كبرى ضد الشعب العراقي.
* كيف تنظرون الى محاكمة صدام حسين؟
ـ صدام قام بجرائم حرب وابادة للجنس، وحسب القانون الدولي الذي تكرس في محاكم نورنمبيرغ لقادة النازية الذين بقوا على قيد الحياة، فان هذا القانون لا يعفي الشخص من المسؤولية اذا كان يتمتع بحصانه وارتكب، سواء في بلده او خارجه، جرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة الجنس. العراق وقع على ميثاق الامم المتحدة وعلى الاتفاقية التي تمنع ابادة الجنس عام ،1970 وهذه الامور تدخل ضمن القانون العراقي ومن يخالفها يخالف القانون العراقي، وهذه امور ادخلت في المحكمة المختصة بمحاكمة صدام واركان نظامه. حصل بعض الاستعجال في اجراءات المحاكمة بسبب الضغط الاميركي ولكن هذا لا ينفي ان صدام يواجه تهما من محكمة عراقية تخص جرائم الحرب وابادة الجنس، وهذه التهم وجهت من قبل المحكمة المركزية التي اسسها بريمر وقد واجهت انتقادات من قبل اطراف ممن لا يريدون محاكمة صدام.
* ما هو موقفكم من مسألة مطالبة الأكراد بتثبيت موضوع الفيدرالية في الدستور العراقي؟
ـ نحن في المؤتمر الوطني كنا اول من طرح موضوع الفيدرالية في وثيقة وافقت عليها كل اطراف المعارضة في مؤتمر صلاح الدين عام 1992. نحن نؤيد الفيدرالية وحق الشعب الكردي بتقرير مصيره ولا تردد في هذا المجال. ونحن نعتقد ان الشعب العراقي وخاصة العرب في العراق لن يقاتلوا في حروب الآخرين ولن يقوموا ابدا مرة اخرى بفرض صيغة سياسية على الشعب الكردي في العراقن وأعتقد ان العراقيين قد نبذوا صيغة استعمال القوة لفرض حلول قمعية لصيغة الحكم في العراق، ومن هذا المنطلق انا أؤيد النظام الفيدرالي في العراق.
* أعلنت ان لديك معلومات تثبت براءتكم في قضية بنك البتراء الاردني، فما هي هذه المعلومات؟
ـ المعلومات تتعلق بادارة البنك والاجراءات التي حصلت وبانعدام أي دليل ضدي في المحكمة العرفية العسكرية التي قامت باجراء المحكم، وأفضل دليل على براءتي من هذه التهم هو ان كل الذين كانوا معي ووجهت لهم نفس التهم تمت تبرئتهم وهم الآن في الاردن وقسم كبير منهم تبوأوا مناصب حكومية وسياسية كبيرة مثل عبد الكريم الكباريتي رئيس الوزراء الاسبق وسمير قعوار وآخرين الذين تمتعوا بمناصب حكومية عالية بعد نهاية هذه القضية، ونحن الآن بصدد اقامة دعوى على كل من يترشح لمنصب حكومي في الانتخابات المقبلة؟
* هل سترشح نفسك لمنصب حكومي في الانتخابات المقبلة؟
ـ انا قلت ومنذ فترة طويلة يونيو (حزيران) انني لن اترشح لأي منصب لكنني اعمل وأدعو الى اجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد. * هل سيتحول المؤتمر الوطني حزبا سياسيا؟
ـ المؤتمر الوطني هو منظمة سياسية نجحت جدا في تحقيق اهدافها وهي اسقاط نظام صدام الدكتاتوري الشمولي، وتشكيل حكومة عراقية مؤقتة تلتزم اجراء الانتخابات الديمقراطية، ثم محاكمة صدام. وكان المؤتمر غطاء ومظلة للمعارضة العراقية والآن الوضع تغير ودور المؤتمر يجب ان يتغير نحو العمل السياسي في الداخل بعد ان انهى مهمته عندما كان في الخارج.
اتهم رئيس المؤتمر الوطني العراقي الدكتور احمد الجلبي وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) بشن حملة ضده بسبب ما سماه تصديه لدور مبعوث الامم المتحدة الى العراق الاخضر الابراهيمي في تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة، وقال ان «بلاك ويل (مبعوث الادارة الاميركية الى العراق) هو الذي تبنى بقوة دور الابراهيمي في العراق وقد ابلغني لدى زيارته الى بغداد بأن تصدينا لدور الابراهيمي سيضعني في مواجهة البيت الابيض»، مضيفا ان بلاكويل وعده بالحصول على مكاسب اذا ما توافق بهذا الشأن مع ما تريده واشنطن.
واعتبر الجلبي في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد، الحاكم المدني الاميركي السابق في العراق السفير بول بريمر «قام بمخالفات كثيرة، خالف قرار مجلس الأمن في عدة مجالات، وخالف الاتفاقات التي توصل لها عند تشكيل مجلس الحكم وقام بتجاوزات كثيرة في صندوق تنمية العراق». كما نفى الاتهامات الموجهة له بتقديم معلومات غير صحيحة عن امتلاك الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين اسلحة دمار شامل.
* ما هو سبب غيابك عن واجهة الاحداث السياسية في العراق خاصة فيما يخص اشتراككم في الحكومة او في تشكيلها؟
ـ انا موجود في الحدث السياسي العراقي، وعندما تشكلت الحكومة كنت في النجف حيث كان الوضع متوترا وكان هناك احتمال باندلاع قتال واسع بين القوات الاميركية وجيش المهدي داخل مدينة النجف. ذهبت الى هناك لحل الاشكال ووقف تدهور الامور والوصول الى حل سياسي وقد ظهرت نتائج هذه العمل أخيرا وتزامن هذا مع فترة تشكيل الحكومة.
* هل كان لكم دور في تشكيل هذه الحكومة؟
ـ ابدا..ابدا لم اكن موجودا في بغداد.
* وحتى لو لم تكن في بغداد، ألم يتم الاتصال بك بصدد تشكيل الحكومة؟
ـ جرت اتصالات كثيرة معي ودارت احاديث حول تشكيل الحكومة والرئاسة ورئاسة الوزراء، وتعرف ان الاتصالات الهاتفية حتى بين المحافظات ما زالت صعبة.
* ماذا كان رأيك بتشكيل الحكومة؟
ـ نحن نؤيد هذه الحكومة
* هل رشح المؤتمر الوطني أي شخص منه لشغل منصب وزاري ؟
ـ كلا، ابدا لم نرشح.
* لماذا؟
ـ لسبب بسيط هو اننا نعتقد بضرورة دعم الحكومة من الخارج لتحقيق ثلاثة أمور هي: حفظ الأمن وتعزيز السيادة واجراء الانتخابات في موعدها. سنعمل معهم لتحقيق هذه الامور وخاصة اجراء الانتخابات في موعدها بشكل واضح وصريح وهذا ما اقوم به في الوقت الحاضر.
* هل تعتقد ان الانتخابات ستجري في وقتها المحدد؟
ـ نعم ستجري الانتخابات في وقتها والحكومة ورئيس الوزراء ملتزمون بذلك.
* تحدثت عن حل مشكلة جيش المهدي والقوات الاميركية، ترى اين تقف هذه الازمة الآن؟
ـ الأزمة العسكرية انتهت، القوات الاميركية لم تقتحم مدينة النجف ولم تقم بعمليات واسعه في المدينة والوضع هادئ حاليا في النجف والكوفة بشكل عام والمظاهر المسلحة اختفت من المدينة بنسبة عالية وافراد جيش المهدي تركوا النجف والكوفة، وهذه الامور نفذت بنسبة 80%. وسياسيا هناك نقطتان، الاولى هي وضع جيش المهدي، والثانية هي المذكرة القضائية الصادرة من المحكمة المركزية التي هي بمثابة محكمة الثورة لـ (بول) بريمر والقاضية بالقاء القبض على مقتدى الصدر، وهذا الوضع يجري تداوله بين رئاسة الحكومة ومقتدى الصدر، وأعتقد أنه ستتم تسويته في القريب العاجل.
* وكيف ستحل قضية مثول مقتدى الصدر امام القضاء العراقي؟
ـ وزير العدل قدم اقتراحات يؤيدها رئيس الوزراء وسوف نتابعها معهم.
* ما سبب القطيعة التي حدثت بينكم وبين بريمر؟
ـ قام بريمر بمخالفات كثيرة. خالف قرار مجلس الأمن في عدة مجالات، وخالف الاتفاقات التي توصل لها عند تشكيل مجلس الحكم وقام بتجاوزات كثيرة في صندوق تنمية العراق، انا تصديت لهذه التجاوزات داخل مجلس الحكم وخارجه، كذلك اختلفنا معه حول موضوع النفط مقابل الغذاء وحول قضية اجتثاث البعث، وبدأت الخلافات تتفاقم عندما اصر الطرف الاميركي على ترشيح الاخضر الابراهيمي ليتولى عملية المساعدة في تشكيل الحكومة العراقية وقالوا انه هو الذي سيشكل الحكومة فتصديت لهذا الموضوع بقوة، كما تصدى له المؤتمر الوطني.
* من كان يدعم دور الابراهيمي في العراق؟
ـ بلاك ويل هو الذي تبنى بقوة دور الابرهيمي في العراق وقد ابلغني لدى زيارته الى بغداد بان تصدينا لدور الابراهيمي سيضعني في مواجهة مع البيت الابيض لأن اميركا تريد هذا الدور وان الابراهيمي تحت السيطرة. وكان واضحا من قوله لي «اما ان تكون مناصرا لدور الابراهيمي وتحصل على المكاسب، او اذا مشيت ضد الاتجاه فسنكون ضدك». وانا وجدت ان المصلحة العامة العراقية تقتضي التصدي لدور الابراهيمي وهذا ما حصل، وبالنتيجة لم يحقق الابراهيمي الا القليل مما جاء من اجله واصبح اداة بيد الاميركيين، فهو قال انه سيشكل وزارة من اشخاص كانوا موجودين في عهد صدام من داخل العراق، لكن في النتيجة ان الوزارة التي تشكلت غالبيتها العظمى من الاشخاص الذين كانوا خارج العراق. وكان من الممكن تشكيل مثل هذه الحكومة قبل عام، لماذا تأخرنا اذن؟ الابراهيمي نفذ ما اراده الاميركيون، فهم تأخروا عاما لتنفيذ ما كنا نطالب به قبل الحرب وهو تشكيل حكومة عراقية مؤقتة تتولى المسؤولية في العراق وانهاء الاحتلال.
* وهل هذا سبب الحملة الاعلامية الاميركية ضدك؟
ـ بالطبع، الحملة الاميركية سببها هو ان الاميركيين اعتبروا انني سأكون عنصرا مؤثرا ضد سياستهم واعتبروا ان هذا الامر مرفوض في الوقت الحاضر لأسباب انتخابية وغيرها فقاموا بهذه الحملة الواسعة ضدي.هناك خلفيات كثيرة اسست لهذه الحملة ومنها خلافنا المزمن مع وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية الاميركية حتى تفاقمت الامور بشكل كبير الى الحد الذي دفع بجون تينيت مدير الـ «سي آي أيه» السابق الى التوجيه بالقيام بحملات ضدي وضد المؤتمر الوطني وتوجيه التهم في ما يتعلق باعطاء اسرار استخباراتية الى ايران. لقد نفذوا هذه الحملة بشكل عجيب ينافي طريقة العمل المعهودة وأبسط الاجراءات التي يقوم بها جهاز أمني كبير مثل الاستخبارات الاميركية، واعتبروا ان هذه الحملات ستمنع اصدقاءنا في الحكومة الاميركية من الدخول في مباحثات معها.
* ضمن الاتهامات الموجهة اليكم ايضا تزويدكم الادارة الاميركية بمعلومات مضللة عن اسلحة الدمار الشامل في العراق قبل الحرب؟
ـ هذه ليست تهمة. هذا ادعاء يبدو الآن باهتا جدا في ضوء التقرير الذي خرج اخيرا عن مجلس الشيوخ الاميركي ويتضح فيه ان المسؤولية الاولى والاخيرة تقع على عاتقهم. نحن لم نزودهم بمعلومات كما ذكرنا في عدة مناسبات، نحن عرفناهم على عراقيين يعملون ويعلمون عن اسلحة الدمار الشامل ولم ندع اطلاقا ان المعلومات التي يقدمها هؤلاء صحيحة، ولم نكن على اتصال مع الـ «سي آي أي» لكن هذه المعلومات كانت تذهب اليهم مباشرة. عرفناهم على ثلاثة اشخاص في هذا المجال والتقرير يذكر واحدا منهم فقط، وقال ان الشخص اجتاز اختبارات كشف الكذب، ثم قالوا ان معلوماته غير صحيحة وبالنتيجة انهم لم يستخدموا هذه المعلومات ابدا في حينه كما يوضح التقرير واستندوا الى معلومات شخص عراقي آخر، وقال جوناثان روبرت الذي ظهر قبل ايام في التلفزيون، وهو رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، ان 98% من معلومات اميركا حول اسلحة الدمار الشامل جاءت من شخص واحد عراقي اسمه السري كارم بول ونحن لم نعرفه ولم نتعرف عليه.
* كيف تصف علاقتك الآن مع الادارة الاميركية؟
ـ علاقتنا معهم الآن في انحدار. ليست لنا علاقة مع الادارة الاميركية حاليا.
* وهل قطعوا المنحة المالية الشهرية (344 الف دولار) التي كانت مخصصة للمؤتمر الوطني؟
ـ هم لم يمنحونا الاموال، كنا في اتفاق أمني مع وزارة الدفاع الاميركية خلال مرحلة محاربة صدام، كنا نقدم حصتنا وهم يقدمون حصتهم ونحن قدمنا اكثر مما قدموا هم، ولم يقطعوا هذه المخصصات، فضمن الاتفاق المشترك هذه العملية تنتهي عند انتقال السيادة الى العراقيين. لا يجوز لمنظمة سياسية عراقية ان تعمل مع مؤسسة استخباراتية اجنبية بعد انتقال السيادة للدولة العراقي،ة ويجب ان ينتقل هذا العمل الى الاطراف العراقية الرسمية وهي وزارة الدفاع.
* هل تعتقد ان هناك جهات داخل الحكومة العراقية ما تزال تعمل مع اجهزة مخابراتية اميركية؟
ـ لا اعلق على ذلك.
* هل تعتقد ان عملية اجتثاث البعث انتهت؟
ـ لم تنته. العملية مستمرة، هيئة اجتثاث البعث موجودة في قانون ادارة الدولة وتتمتع بتأييد واسع وكبير من قبل الشعب العراقي، ومن اهم نتائج اعمال الهيئة الحفاظ على حياة البعثيين حيث كانت هناك دعوات للانتقام من البعثيين، وهذا الامر لم يحصل بشكل واسع بسبب عمل الهيئة التي اعادت الآلاف من اعضاء حزب البعث السابق الى وظائفهم وخاصة في مجال التعليم، وكان بريمر قد اخرجهم من الوظائف. اجتثاث البعث هو اقتلاع للبعث كفكر وكتنظيم سياسي افرغ من محتواه واصبح امتدادا للشمولية البعثية الدكتاتورية الصدامية التي حولت الحزب الى جهاز من اجهزة السيطرة على الدولة وهذا الحزب قام بارتكاب جرائم كبرى ضد الشعب العراقي.
* كيف تنظرون الى محاكمة صدام حسين؟
ـ صدام قام بجرائم حرب وابادة للجنس، وحسب القانون الدولي الذي تكرس في محاكم نورنمبيرغ لقادة النازية الذين بقوا على قيد الحياة، فان هذا القانون لا يعفي الشخص من المسؤولية اذا كان يتمتع بحصانه وارتكب، سواء في بلده او خارجه، جرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة الجنس. العراق وقع على ميثاق الامم المتحدة وعلى الاتفاقية التي تمنع ابادة الجنس عام ،1970 وهذه الامور تدخل ضمن القانون العراقي ومن يخالفها يخالف القانون العراقي، وهذه امور ادخلت في المحكمة المختصة بمحاكمة صدام واركان نظامه. حصل بعض الاستعجال في اجراءات المحاكمة بسبب الضغط الاميركي ولكن هذا لا ينفي ان صدام يواجه تهما من محكمة عراقية تخص جرائم الحرب وابادة الجنس، وهذه التهم وجهت من قبل المحكمة المركزية التي اسسها بريمر وقد واجهت انتقادات من قبل اطراف ممن لا يريدون محاكمة صدام.
* ما هو موقفكم من مسألة مطالبة الأكراد بتثبيت موضوع الفيدرالية في الدستور العراقي؟
ـ نحن في المؤتمر الوطني كنا اول من طرح موضوع الفيدرالية في وثيقة وافقت عليها كل اطراف المعارضة في مؤتمر صلاح الدين عام 1992. نحن نؤيد الفيدرالية وحق الشعب الكردي بتقرير مصيره ولا تردد في هذا المجال. ونحن نعتقد ان الشعب العراقي وخاصة العرب في العراق لن يقاتلوا في حروب الآخرين ولن يقوموا ابدا مرة اخرى بفرض صيغة سياسية على الشعب الكردي في العراقن وأعتقد ان العراقيين قد نبذوا صيغة استعمال القوة لفرض حلول قمعية لصيغة الحكم في العراق، ومن هذا المنطلق انا أؤيد النظام الفيدرالي في العراق.
* أعلنت ان لديك معلومات تثبت براءتكم في قضية بنك البتراء الاردني، فما هي هذه المعلومات؟
ـ المعلومات تتعلق بادارة البنك والاجراءات التي حصلت وبانعدام أي دليل ضدي في المحكمة العرفية العسكرية التي قامت باجراء المحكم، وأفضل دليل على براءتي من هذه التهم هو ان كل الذين كانوا معي ووجهت لهم نفس التهم تمت تبرئتهم وهم الآن في الاردن وقسم كبير منهم تبوأوا مناصب حكومية وسياسية كبيرة مثل عبد الكريم الكباريتي رئيس الوزراء الاسبق وسمير قعوار وآخرين الذين تمتعوا بمناصب حكومية عالية بعد نهاية هذه القضية، ونحن الآن بصدد اقامة دعوى على كل من يترشح لمنصب حكومي في الانتخابات المقبلة؟
* هل سترشح نفسك لمنصب حكومي في الانتخابات المقبلة؟
ـ انا قلت ومنذ فترة طويلة يونيو (حزيران) انني لن اترشح لأي منصب لكنني اعمل وأدعو الى اجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد. * هل سيتحول المؤتمر الوطني حزبا سياسيا؟
ـ المؤتمر الوطني هو منظمة سياسية نجحت جدا في تحقيق اهدافها وهي اسقاط نظام صدام الدكتاتوري الشمولي، وتشكيل حكومة عراقية مؤقتة تلتزم اجراء الانتخابات الديمقراطية، ثم محاكمة صدام. وكان المؤتمر غطاء ومظلة للمعارضة العراقية والآن الوضع تغير ودور المؤتمر يجب ان يتغير نحو العمل السياسي في الداخل بعد ان انهى مهمته عندما كان في الخارج.