المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعودية: 850 ألف سوداني في السعودية ينفرون من التواصل الإلكتروني في الأعياد



لمياء
10-16-2007, 10:29 AM
في عرفهم أن الاكتفاء بالاتصال الهاتفي «تقصير لا يغتفر»

الرياض: محمد بدير

ما زال السودانيون يتمسكون بعاداتهم التي عاشوا عليها في بلدهم الأم، فطقوسهم في السعودية تشبه تماما تلك الممارسة في السودان. فيوم عيد الفطر لوحظ أن لدى الأغلبية منهم برنامج للقاءات والزيارات العائلية، تبدأ من صباح العيد حتى ساعات متأخرة من اليوم نفسه، مختلفين في ذلك عن العديد من الجنسيات الأخرى المقيمة في السعودية التي وجدت في رسائل الجوال SMS فرصة سهلة لنقل التهنئة.

ومن اللافت أن الاعياد أو المناسبات لا تمثل بالنسبة للسودانيين في السعودية الفرصة الوحيدة للقاءات الجماعية، كما هو الحال لبعض الجاليات الأخرى التي تشغلها هموم العيش عن التواصل، فهم بطبيعتهم وقدرتهم المتميزة على التواصل يعتبرون العيد مجرد حلقة من حلقات لقاءات دائمة تستمر طوال العام.

ويقول لـ«الشرق الأوسط» أحمد يوسف محمد، القنصل العام في السفارة السودانية بالسعودية، إن هذا الحرص على التواصل لا يقتصر فقط على السودانيين بالسعودية، بل هو رمز سوداني أو عقيدة سودانية راسخة في أي مكان يوجد به سودانيون على مستوى العالم، فتجربته الرسمية العملية في بعض العواصم الأخرى مثل نيويورك وفيينا وبغداد أكدت له هذه الحقيقة.

ويضيف أن مظاهر التقارب والاحتفالات تتشابه مع ما يحدث في هذه العواصم العالمية مع ما يراه في السعودية، ولكن الاختلاف الوحيد هو في عدد الجالية السودانية بالسعودية، والذي يعد الأكبر حيث يصل عددهم المسجل في الإحصائيات الرسمية قرابة 850 ألفا في داخل السعودية منهم في الرياض وحدها قرابة 350 ألف سوداني.

ويشير يوسف إلى أن الجالية السودانية في الرياض تتحرك بشكل منظم من خلال 230 جمعية تضم كل منها أبناء قبيلة أو منطقة واحدة، وتعمل كل جمعية من هؤلاء على توفير الخدمات الاجتماعية للمنضمين إليها من خلال اللقاءات التي تتم في هذه الجمعيات، حيث يتعرف الأعضاء على بعضهم ويستعرضون المشاكل التي يتعرض لها أي عضو. ومن جهة أخرى تلعب اللقاءات التي تتم داخل الجمعية دورا كبيرا في لم الشمل والتقارب بين الأعضاء وبين أقاربهم وجيرانهم في القطر السوداني. وفي ما يتعلق بعمله الرسمي فإن السفارة السودانية تدعم هذه الأنشطة بشكل تام.. فمثلا في رمضان كان (القنصل) يحرص بشكل يومي على تناول الإفطار في الجمعيات مع أعضائها. ويمثل العيد بالنسبة لعمله الرسمي فرصة أكبر للقاء الجمعيات التي لم يسعفه وقت رمضان في لقائها.

ومن جانب آخر، يقول إسماعيل محمد علي، أمين مال جمعية الصحافيين السودانيين، إن السودانيين يحرصون تماما على نقل مظاهر العيد في السودان إلى حيث يكونون، وابرز هذه المظاهر هي اللقاءات الأسرية والتزاور، ويرفضون شكلا وموضوعاً أن يحل الاتصال الهاتفي محل هذه الزيارات، ففي العرف العام للسودانيين «عدم التزاور والاكتفاء بالاتصال الهاتفي تقصير لا يغتفر».

وفي العيد يتم التزاور بين العائلات بشكل فردي أو جماعي، وقد يتم التنسيق بين اعضاء الجمعيات لعقد هذه اللقاءات في مقارها أو في الحدائق العامة أو في اماكن مؤجرة تتسع لجميع أعضاء الجمعية الذين تصل اعدادهم إلى قرابة 300 عضو.

ويرفض العرف السوداني الاقتصار على تبادل رسائل الجوال SMS أو الاتصال الهاتفي فقط الا في حالات الضرورة القصوى الاضطرارية، مثل المرض او السفر.

ويحرص السودانيون على ارتداء الثوب السوداني في هذه المناسبة والمكون من: الجلابية، العمامة، الكافية، الشال، «المركوب» (حذاء شعبي) المصنوع في السودان. كما يحرصون على تناول الافطار المكون من العصيدة، مع المشروبات السودانية التي أهمها: الحلو مر، والكركدية.