سياسى
10-13-2007, 12:33 AM
http://www.al-moharer.net/images/sameera2.jpg
سميرة رجب - كاتبة بحرينية
عضو مجلس الشورى البحريني
الَّذِينَ أَمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبيلِ اللهِ وَالذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِفَقاتِلُوا أَولِيَاءَ الشَّيطَانِ إِنَّ كَيدَ الشَّيطَانِ كَانَ ضَعِيفاً"(النساء 76) صدق الله العظيم
يؤمن العرب عموماً بأن أي تغيير للواقع العربي السلبي الذي نعيشه بتصاعد مستمر، أو نجاح أي مشروع نهضوي لهذه الأمة، لن يتم ما لم يقم على أساس وحدوي تتكامل به كل طاقات وموارد هذا الوطن الكبير في كتلة إقليمية موحدة الإرادة والقوة في اقتصادها وسياساتها.. وكذلك يؤمن الشعب العربي، وخصوصاً بعد فشل كل التجارب الوحدوية، الثنائية والثلاثية والرباعية والتعاونية وغيرها، التي قامت خلال القرن الماضي بإرادة بعض الأنظمة العربية، بإن أية وحدة عربية لن تنجح ما لم تتشكل بإرادة وفعل الشعب العربي على مختلف المستويات، المدنية والسياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. فنجاح هذه الوحدة يعتمد على تداخل قوة الشعوب العربية وترابطها فكراً وتراثاً وعقيدة وممارسة،
والتي لا يمكن تفكيك مفاصلها الإنسانية والحضارية والتاريخية ولا يمكن إلغائها من الذاكرة أو الوجدان الشعبي. لذلك عمل الاستعمار على غرس وزرع ثقافة الفردية والقطرية في الجيل العربي الذي بدأ بتشكيل وعيه في ظل الهزائم العربية وما تلاها من ثقافة الاستسلام والتطبيع وتعظيم حضارة الغرب المادية والقائمة على الكذب والخداع والتلفيق بكل ما فيها من ظلم وهيمنة وعنصرية وإهدار للكرامة الإنسانية.
إلا إن الاستعمار الغربي والشعوبي الذي عمل طويلاً على الإستهانة والتقليل من شأن التراث والثقافة الإسلامية وتهميش الهوية العربية وسرقة عقول وألباب بعض من أبناء العروبة والإسلام، هذا الاستعمار، ومن حيث لا يدري، كان يعمل على خلق عوامل فشل مخططاته الاستعمارية تلك على مدار تاريخه في هذه المنطقة منذ الحروب الصليبية الأولى وحتى يومنا هذا. فعلى مدار تاريخ مواجهاتنا ضد الصليبيين والمستعمرين، كان اشتداد فجورهم وعنصريتهم سبباً رئيسياً في شحن وتفجير القوة الإيمانية والعقائدية والعروبية والبطولية بداخل هذه الأمة، فكان ولا يزال الجهاد في سبيل الله والأمة هو المتنفس لتلك القوة المتفجرة والرافضة لكل أنواع الهيمنة والظلم واللاعدالة.. وكان أبناء هذه الأمة يتنقلون في كل بقاع أرضها ملبين لنداء الجهاد عندما تتعرض أرضها لأي انتهاك أو عدوان أو احتلال استعماري وصليبي كما يفعل اليوم جيوش الغرب في العراق، فكان الجهاد هو ذلك السحر الذي لا يملك الغربيون شفراته، فلم ولن يتمكنوا من فهم سمو تلك القوة الإيمانية والعقائدية الدافعة للتضحية بالنفس والاستشهاد في سبيل الوطن للخلود في الجنة التي وعد بها رب الكون وخالقه.. إنه البون الشاسع بين حضارات الشرق بمكامن قوتها الإنسانية والروحية وحضارة الغرب المادية التي لا تحمل في ثناياها سوى لغة الأرقام وأسلحة الدمار الشامل وممارسة القتل بالفطرة.
هذه القوة الإيمانية هي التي فجرها الاحتلال الصليبي الجديد في العراق وفي أبناء هذه الأمة، فبدأ جهاد العراقيون ليلحقهم ويشاركهم به العرب في الدفاع عن عراق العروبة والإسلام.. فتوجه آلاف العرب إلى هناك للجهاد ليحققوا وحدة النضال العربي كضرورة تاريخية في سياق نضال الوحدة العربية..
ولتتحوّل المقاومة العراقية إلى مشروع قومي يجسّد مقومات الوحدة التاريخية والحضارية والثقافية ووحدة المصير والمصالح المشتركة في هذه الأمة. لقد وحدت المقاومة نضال العرب على أرض العراق ضد الاحتلال الصليبي، فوحّد الجهاد بين العراقي والكويتي ليقاتلوا جنباً إلى جنب ضد المحتل الأمريكي الذي يمارس الابتزاز المهين في العراق بدعوى التحرير كما مارسه ويمارسه في الكويت بنفس الدعوى. وهناك على أرض النضال والشهادة يرى الأمريكان انصع الصور اليومية لفشل سياساتهم التي عملت طويلاً خلال العقود الماضية لخلق القطيعة والعداء بين أبناء هذه الأمة بهدف إضعافها وإلغاء مفهوم وحدة التاريخ والمصير العربي.
إن المعلومات المتداولة عن المقاومة تؤكّد بأن أعداد كبيرة من العرب وصلت إلى العراق، منذ الأيام الأولى، للمشاركة في مقاومة الغزاة، وأنه حتى نهاية عام 2004، كان العدد الأكبر من المجاهدين العرب المنتمين إلى هذه المقاومة هم من أبناء الكويت الأبطال، حيث اشتركوا مع جميع فصائل المقاومة بالقتال وفي العمليات الاستشهادية، ومن ضمنها، على سبيل المثال، العمليتين المشهورتين ضد مقرات الحزبين الكرديين العميلين في شمال العراق، حيث اشترك في كل عملية منهما استشهادي عراقي (كردي) وكويتي، فروت دمائهم أرض العراق، ليسطروا تاريخ جديد لهذه الأمة، وليثبتوا أنه لا مستقبل للعرب على الإطلاق إلا بالوحدة العربية على اختلاف مستوياتهـا وأشكالها. ولازالت تلك العمليات مستمرة، ولا زال العرب يتجهون إلى هناك للجهاد والاستشهاد في سبيل العقيدة والهوية.. ومهما يُرَوّج له باعتبار انضمام العرب في صفوف المقاومة الوطنية في العراق، ما هو إلا تدخّل أجنبي، لم يلقى أذن صاغية، لأنه يروّج لما هو ضد معتقدات وإيمان هذه الأمة..
إنه استحضار يومي للتاريخ الإنساني والعربي والإسلامي، وما يحوي بين سطوره من سحر القيم الروحية والانتماء الوجداني للأمة ووحدة الآمال والأهداف والمصير العربي المشترك، هو الذي يدفع بعرب الكويت للدفاع عن عروبة العراق، على الرغم من كل ما حفره الأعداء من عداءات بين هذين الشعبين.. إنه ذلك التاريخ المكتوب بين السطور والذي لا يتمكن أولئك الغزاة من قراءته وفهمه..
إن فهم هذه القيم لا يتوفر إلا لمن تشرّب جرعاتها التراثية الصافية، فكيف يمكن لأولئك الغزاة، أصحاب تراث الهمبورغر والجينز، أن يفهموا ماذا يجري على أرض حمورابي والرشيد والمعتصم؟!..
سميرة رجب - كاتبة بحرينية
عضو مجلس الشورى البحريني
الَّذِينَ أَمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبيلِ اللهِ وَالذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِفَقاتِلُوا أَولِيَاءَ الشَّيطَانِ إِنَّ كَيدَ الشَّيطَانِ كَانَ ضَعِيفاً"(النساء 76) صدق الله العظيم
يؤمن العرب عموماً بأن أي تغيير للواقع العربي السلبي الذي نعيشه بتصاعد مستمر، أو نجاح أي مشروع نهضوي لهذه الأمة، لن يتم ما لم يقم على أساس وحدوي تتكامل به كل طاقات وموارد هذا الوطن الكبير في كتلة إقليمية موحدة الإرادة والقوة في اقتصادها وسياساتها.. وكذلك يؤمن الشعب العربي، وخصوصاً بعد فشل كل التجارب الوحدوية، الثنائية والثلاثية والرباعية والتعاونية وغيرها، التي قامت خلال القرن الماضي بإرادة بعض الأنظمة العربية، بإن أية وحدة عربية لن تنجح ما لم تتشكل بإرادة وفعل الشعب العربي على مختلف المستويات، المدنية والسياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. فنجاح هذه الوحدة يعتمد على تداخل قوة الشعوب العربية وترابطها فكراً وتراثاً وعقيدة وممارسة،
والتي لا يمكن تفكيك مفاصلها الإنسانية والحضارية والتاريخية ولا يمكن إلغائها من الذاكرة أو الوجدان الشعبي. لذلك عمل الاستعمار على غرس وزرع ثقافة الفردية والقطرية في الجيل العربي الذي بدأ بتشكيل وعيه في ظل الهزائم العربية وما تلاها من ثقافة الاستسلام والتطبيع وتعظيم حضارة الغرب المادية والقائمة على الكذب والخداع والتلفيق بكل ما فيها من ظلم وهيمنة وعنصرية وإهدار للكرامة الإنسانية.
إلا إن الاستعمار الغربي والشعوبي الذي عمل طويلاً على الإستهانة والتقليل من شأن التراث والثقافة الإسلامية وتهميش الهوية العربية وسرقة عقول وألباب بعض من أبناء العروبة والإسلام، هذا الاستعمار، ومن حيث لا يدري، كان يعمل على خلق عوامل فشل مخططاته الاستعمارية تلك على مدار تاريخه في هذه المنطقة منذ الحروب الصليبية الأولى وحتى يومنا هذا. فعلى مدار تاريخ مواجهاتنا ضد الصليبيين والمستعمرين، كان اشتداد فجورهم وعنصريتهم سبباً رئيسياً في شحن وتفجير القوة الإيمانية والعقائدية والعروبية والبطولية بداخل هذه الأمة، فكان ولا يزال الجهاد في سبيل الله والأمة هو المتنفس لتلك القوة المتفجرة والرافضة لكل أنواع الهيمنة والظلم واللاعدالة.. وكان أبناء هذه الأمة يتنقلون في كل بقاع أرضها ملبين لنداء الجهاد عندما تتعرض أرضها لأي انتهاك أو عدوان أو احتلال استعماري وصليبي كما يفعل اليوم جيوش الغرب في العراق، فكان الجهاد هو ذلك السحر الذي لا يملك الغربيون شفراته، فلم ولن يتمكنوا من فهم سمو تلك القوة الإيمانية والعقائدية الدافعة للتضحية بالنفس والاستشهاد في سبيل الوطن للخلود في الجنة التي وعد بها رب الكون وخالقه.. إنه البون الشاسع بين حضارات الشرق بمكامن قوتها الإنسانية والروحية وحضارة الغرب المادية التي لا تحمل في ثناياها سوى لغة الأرقام وأسلحة الدمار الشامل وممارسة القتل بالفطرة.
هذه القوة الإيمانية هي التي فجرها الاحتلال الصليبي الجديد في العراق وفي أبناء هذه الأمة، فبدأ جهاد العراقيون ليلحقهم ويشاركهم به العرب في الدفاع عن عراق العروبة والإسلام.. فتوجه آلاف العرب إلى هناك للجهاد ليحققوا وحدة النضال العربي كضرورة تاريخية في سياق نضال الوحدة العربية..
ولتتحوّل المقاومة العراقية إلى مشروع قومي يجسّد مقومات الوحدة التاريخية والحضارية والثقافية ووحدة المصير والمصالح المشتركة في هذه الأمة. لقد وحدت المقاومة نضال العرب على أرض العراق ضد الاحتلال الصليبي، فوحّد الجهاد بين العراقي والكويتي ليقاتلوا جنباً إلى جنب ضد المحتل الأمريكي الذي يمارس الابتزاز المهين في العراق بدعوى التحرير كما مارسه ويمارسه في الكويت بنفس الدعوى. وهناك على أرض النضال والشهادة يرى الأمريكان انصع الصور اليومية لفشل سياساتهم التي عملت طويلاً خلال العقود الماضية لخلق القطيعة والعداء بين أبناء هذه الأمة بهدف إضعافها وإلغاء مفهوم وحدة التاريخ والمصير العربي.
إن المعلومات المتداولة عن المقاومة تؤكّد بأن أعداد كبيرة من العرب وصلت إلى العراق، منذ الأيام الأولى، للمشاركة في مقاومة الغزاة، وأنه حتى نهاية عام 2004، كان العدد الأكبر من المجاهدين العرب المنتمين إلى هذه المقاومة هم من أبناء الكويت الأبطال، حيث اشتركوا مع جميع فصائل المقاومة بالقتال وفي العمليات الاستشهادية، ومن ضمنها، على سبيل المثال، العمليتين المشهورتين ضد مقرات الحزبين الكرديين العميلين في شمال العراق، حيث اشترك في كل عملية منهما استشهادي عراقي (كردي) وكويتي، فروت دمائهم أرض العراق، ليسطروا تاريخ جديد لهذه الأمة، وليثبتوا أنه لا مستقبل للعرب على الإطلاق إلا بالوحدة العربية على اختلاف مستوياتهـا وأشكالها. ولازالت تلك العمليات مستمرة، ولا زال العرب يتجهون إلى هناك للجهاد والاستشهاد في سبيل العقيدة والهوية.. ومهما يُرَوّج له باعتبار انضمام العرب في صفوف المقاومة الوطنية في العراق، ما هو إلا تدخّل أجنبي، لم يلقى أذن صاغية، لأنه يروّج لما هو ضد معتقدات وإيمان هذه الأمة..
إنه استحضار يومي للتاريخ الإنساني والعربي والإسلامي، وما يحوي بين سطوره من سحر القيم الروحية والانتماء الوجداني للأمة ووحدة الآمال والأهداف والمصير العربي المشترك، هو الذي يدفع بعرب الكويت للدفاع عن عروبة العراق، على الرغم من كل ما حفره الأعداء من عداءات بين هذين الشعبين.. إنه ذلك التاريخ المكتوب بين السطور والذي لا يتمكن أولئك الغزاة من قراءته وفهمه..
إن فهم هذه القيم لا يتوفر إلا لمن تشرّب جرعاتها التراثية الصافية، فكيف يمكن لأولئك الغزاة، أصحاب تراث الهمبورغر والجينز، أن يفهموا ماذا يجري على أرض حمورابي والرشيد والمعتصم؟!..