المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نطاقات الإنترنت لأول مرة بلغات غير الانجليزية



بركان
10-12-2007, 12:13 PM
متعدد اللغات يسمح للجميع باستخدام أسماء النطاقات بجميع للغات


واشنطن: كاثرين رامبل *


هل الشبكة العنكبوتية العالمية عالمية حقا؟ يعتمد ذلك على من توجه إليه السؤال.

فمنذ انتشار استخدام الانترنت، يشير هؤلاء الـ70 في المائة من سكان العالم الذين لا يتحدثون الانجليزية، ان الويب غير متوفرة لهم. ولذا تبدأ جماعة غير ساعية للربح مكلفة من قبل الحكومة الأميركية بإدارة شبكة الانترنت في اختبار اسماء النطاق بلغات أخرى.

فابتداء من يوم الاثنين، تبدأ «هيئة الانترنت لتحديد الأسماء والأرقام» في اجراء تجربة لمعرفة ما اذا كان النطاق المكتوب كله بلغة أجنبية يمكن العمل بدون التسبب في انهيار الانترنت. فلعدة سنوات سمحت المؤسسة بكتابة اسماء النطاق بحروف نصفها أجنبي مثل «نص صيني أو عربي ثم كلمة .org الا أن الطريق الطويل لهذه المرحلة، التي جاءت بعد عقد من الزمن بعد اختراع التكنولوجيا التي تسمح باسماء نطاق متعددة اللغات، قد افقدت العديد في العالم غير المتحدث بالانجليزية صبرهم واشعرتهم بالغضب. وقد انتشرت اسئلة عن السيادة السياسية واللغوية بالإضافة الى اتهامات «الاستعمار الرقمي» قد دفعت بعض الدول الى تأسيس شبكة انترنت خاصة بهم، وهو ما يعتبر تحديا للشبكة العنكبوتية العالمية.

ويقول الخبراء ان صعوبات طبع عبارات بحروف أجنبية قد اثر على تطوير اقتصاديات عبر الانترنت في الخارج.

وقال مايكل غيست الذي يدرس الانترنت والتجارة الالكترونية في جامعة اوتاوا «فكروا فيما يصبح عليه الأمر لو انه كان عليك كتابة عنوان بريد الكتروني او زيارة موقع انترنت باللغة الصينية أو السنسكريتية. وهو بالضبط مثل ما على الناس في دول اخرى أن يفعلوه».

وحتى اسماء النصوص الهجين التي تسمح بها هيئة الانترنت لم تساهم في تسهيل الامور. فمع هذا النموذج، يجب على المتحدثين بالعربية والعبرية، وغيرها من اللغات المكتوبة من اليمين الى اليسار كتابة نصف العنوان في اتجاه والنصف الآخر في اتجاه عكسي.

ويتهم البعض من المدافعين عن تدويل الانترنت، هيئة الانترنت بتجاهل احتياجات العالم النامي.

وقال اس صبيح المخترع المشارك في أول تقنية لأسماء النطاق متعددة اللغات، «قبل عشر سنوات ذهبنا لرئيس مجلس ادارة هيئة الانترنت بالتقنية لجعل اسماء النطاق متعددة اللغات تعمل. وكان رد الفعل بصفة اساسية هو «انا مشغول. اذهبوا وتعلموا الانجليزية». ويقدر صبيح ان مليونين من بين 138 من اسماء النطاق العريض المسجلة عالميا، تحتوي على حروف غير انجليزية.

وقال مايك روبرتس اول رئيس ومدير تنفيذي لهيئة الانترنت «يوجد في ذلك الوصف القاء حجارة معاد لأميركا. فقد فكر المهندسون ان محاولة استخدام الحروف غير اللاتينية مع كل هذا النمو، ستؤدي الى بث عدم الاستقرار في الانترنت وتتسبب في انهيارات».

كما ان الموضوع الحساس سياسيا بتوحيد اللغات أثر على العملية.

وقد بذلت الدول التي تستخدم نسخة مختلفة من نفس الحروف جهدا كبيرا بخصوص تهجي الحروف. كما ان النقاش ثار حول أية مؤسسة او مصالح سيادية أو عرقية يجب ان تسيطر على اسماء النطاق. فـVeriSsign مثلا هي هيئة التسجيل الاميركية التي تدير كل اسماء النطاق المنتهية بـ.com وهي تمثل نصف اسماء النطاق في العالم. فهل تصبح مسؤولة عن اسماء النطاق متعددة اللغات التي تنتهي بترجمة لـcom؟ او يصبح من حق الدول السيطرة على كل اسماء النطاق في لغتهم؟

كما ان الاختبارات التكنيكية قد تسببت في مشاكل سياسية.

فتجربة الاسبوع المقبل تستخدم اسم النطاق example.test مترجمة الى 11 لغة. والنموذج السابق كان يستخدم كلمة hippopotamus. وهذه الخطط فشلت عندما تبين لمسجل اسرائيلي ان الكلمة العبرية، التي اختارتها هيئة الانترنت لترجمة كلمة hippopotamus كلمة بذيئة وهددت بإبلاغ الحكومة الاسرائيلية.

وقد اسست 12 دولة على الاقل من بينها السعودية والصين، اسماء نطاق بحروف خاصة بهم وشبكة انترنت خاصة بهم لدعم اسماء النطاق. واشارت مقالة في صحيفة روسية في شهر يوليو (تموز) الماضي الى أن الرئيس فلاديمير بوتين كلف مجموعة بتأسيس انترنت باللغة السيريالية. ويمكن لمستخدمي الانترنت الروسية مثلما يمكن لمستخدمي الانترنت السعودية الصينية تصفح الويب بدون المرور عبر أجهزة الخادم التي تسيطر عليها هيئة الانترنت الاميركية.

وقال اليكسي سوزونوف الرئيس التنفيذي لرجيتايم وهي مؤسسة تسجيل الانترنت الروسية لقد قيل لنا مرارا ان هيئة الانترنت ستطبق اسماء النطاق متعدد اللغات. وهو ما دفع بعض الدول الى تطوير نشاطهم الخاص.

وقال بعض الخبراء انه بدون التنسيق ستصبح الشبكات الجديدة متفرقة، وتؤدي الى بث عدم الاستقرار في الانترنت.

ويشير البعض الآخر الى ان تجميع شبكات الانترنت الخاصة بتلك الدول معا في «فيدرالية» انترنت، يمكن ان يحافظ على الترابط الدولي.

واشار ميلتون مولر برفيسور دراسات المعلومات في سيراكوز، إلى أن هناك حوافز اقتصادية قوية للحفاظ على المنافسة».

وربما تتغلب المصالح السياسية على الحوافز الاقتصادية.

فالانترنت المستقلة، تمنح الدول قدرات رقابية أكبر.

غير أن رقابة دولة ما يمكن ان تصبح مهمة حفظ سلام لدولة اخرى.

وذكر يواك كرين المدير التنفيذي لسجل اسماء النطاق الاسرائيلي، الذي لا يسمح بتسجيل مواقع نازية «لا بد من وجود بعض القيود على اسماء النطاق ذات الحساسية الثقافية».

وقال خبراء الأمن ان تنسيق اسماء النطاق متعددة اللغات أمر مهم لحماية المستهلك. فتشابه العديد من حروف اللغات يجعل مستخدمي الويب عرضة للتزوير. وقد عرض اريك جونسون وهو مهندس أمني هذا التهديد في عام 2005 مع خلق موقع شبيه لـPAYPAL.COM عندما بدل حرف A اللاتيني بحرف A باللغة السيرالية.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)