مرتاح
10-12-2007, 08:34 AM
كتب حسين الحربي
صيف 2007 مشهد صباحي حافل بالنشاط والحيوية.
ضابط مجتهد يدخل مكتبه ويتناول ورقة وقلما ويكتب محضر تحريات لضابطه... فكل عناصر القضية اكتملت، وهناك آمال بترقية أو مكافأة، فما سيتم هو ضبط مروج كبير للمخدرات يتخذ من ضاحية صباح السالم مقرا ومنطلقا لعملياته في كل المناطق.
يكتب الضابط للمرتبة الأعلى التي يرجع اليها (محضر تحريات) يحدد عنوان واسم وكل التفاصيل عن العسكري (م. ح. ح. ع. د) الذي يعمل عسكريا في وزارة الداخلية ويحوز مشروبات روحية بقصد الاتجار ويستغل دورية حكومية في تجارته تتبع الادارة العامة للمباحث!!
ويحدد رقم السيارة ونوعها ولونها طالبا الاذن بعملية الضبط والتفتيش للمشتبه فيه ومن يتعاون معه...
يأتي الجواب بالرفض!
ويكشف المشهد عن مشهد آخر مثله لكنه أكثر فضائحية وأكثر حساسية لان ضباطا كبارا تدور حولهم الشبهة بالتكسب من تجارة يتعين عليهم ان يكونوا رأس السهم في الحرب عليها!!
كان المشهد الاكبر يمتد الى تفاصيل قضية أوسع مدى وان كانت من نفس الاختصاص حيث علمت «الراي» ان رئيس الوزراء بالنيابة الشيخ جابر المبارك الصباح اعطى اوامر مشددة باستجلاء الحقيقة بشكل عاجل في حرب المصادر واتهامات متبادلة بين قياديين اثنين من أبرز قيادات المباحث الجنائية تتصل بفساد في ملاحقة مروجي الخمور بل والاشتراك في نسب من ارباح هذه التجارة المحرمة.
فقد أكدت مصادر «الراي» ان الأمر سيفتح الباب أمام عملية استئصال لفساد مرعب في الأجهزة المختصة بمكافحة ترويج الممنوعات، حيث يتم التكسب المادي من هذا القطاع من جانب قيادات مسؤولة أمنيا عن محاربة الخمور والمخدرات!
وشرحت المصادر تفاصيل القصة بانها بدأت عندما ألقت مباحث العاصمة القبض على مروج خمور آسيوي حيث اتصل قيادي من مباحث مبارك الكبير طالبا الافراج عنه لانه يستخدمه كمصدر سري له، وهو الأمر الذي تم رفضه قطعيا عبر استكمال التحقيق الذي اسفر عن اعتراف الاسيوي بان القيادي المذكور الذي توسط له ويعمل هو مصدرا لديه يأخذ نسبة من أرباح بيع الخمور مقابل السكوت عنه وتغطيته في المنطقة بكف ملاحقته.
وقد بلغ الأمر الى القيادي الكبير في مباحث مبارك الكبير فقام بدوره بنشاط مماثل أسفر عن اعتقالات طالت مصادر سرية لنظيره القيادي في مباحث العاصمة والتي اعترفت هذه المصادر أيضا بان القيادي في مباحث العاصمة ايضا يأخذ نسبة أرباح من مبيعات الخمور مقابل تغطيته وعدم ملاحقته لهؤلاء المروجين المحسوبين عليه.
وقد ظهرت بوادر الخصومة بين الجانبين واضحة خلال مناسبة في نادي الضباط حيث تشاجرا وتبادلا التهم امام عدد من قيادات الوزارة. وذكرت المصادر ان التحقيق يشمل محاولة استجلاء ما إذا كان الفساد بالاستفادة من تجارة الخمور المحظورة يشمل وجوها اخرى للنشاط الاجرامي مثل بيع المخدرات او السرقات وما شابه.
وفي سياق هذه الحرب المفتوحة بين الجانبين حصلت «الراي» على صورة محضر تحريات رسمي موجه من ضابط مباحث الصليبخات إلى القيادي في مباحث العاصمة اثبت فيه عبر تحرياته السرية من احد مصادره الموثوقه قيام المدعو (م. ح. ح. ع. د) كويتي الجنسية من مواليد 1967 ويعمل عسكريا بوزارة الداخلية ويسكن منطقة صباح السالم وانه يحوز مشروبات روحية بقصد الاتجار ويستغل دورية حكومية تتبع وزارة الداخلية الادارة العامة للمباحث الجنائية - ادارة مباحث العاصمة تحمل رقم 385789/العاصمة نوع مازدا 626 حمراء وذلك لابعاد الشبهات عنه اثناء عمليات البيع.
وفي ضوء تلك المعلومة يفيد الضابط انه قام بعمل المزيد من التحريات للتأكد من جديتها وصحتها، وبناء عليه يعرض محضره على رئيس تحقيق منطقة صباح السالم لاعطاء الاذن «بضبطه وتفتيشه وسكنه وسيارته وكذلك ضبط وتفتيش من يتواجد او يتعاون معه اثناء عملية الضبط وتفتيش مساكنهم وسياراتهم وكذلك ضبط كل ما قد يظهر عرضا اثناء عملية التفتيش مما يعد حيازته واحرازه جريمة يعاقب عليها القانون».
وعلمت «الراي» ان القيادي في العاصمة اوقف هذه الاجراءات ولم يعط الاذن بالضبط والتفتيش.
وقد امتدت المعلومات لدى المصادر المتطابقة لتكشف المزيد من الحقائق التي يبدو انها تستخدم في التحقيق الذي يتم بهدوء لكشف تجاوزات القياديين وسواهما، إذ تبين ان اساس القصة بينهما هو البنغالي «أمون» الذي كان يقوم بعمليات يشتبه بانها تمت لصالح قيادي مباحث مبارك الكبير عبر الاشتراك بضبط اسيويين في اوكار دعارة او قمار وما شابه من المخالفات ومن ثم مساومتهم على مبالغ مالية نظير عدم تحويل قضاياهم إلى النيابة وكذلك قضايا تتصل بمخالفات مقاهي انترنت مثل الاتصالات الدولية باسعار مخفضة غير مشروعة او الدخول على مواقع اباحية.
وقد تم اكتشاف اساليب أمون المذكور من جانب مباحث إحدى المحافظات ولما بوشرت باجراءات ضده باحالته إلى القضاء تدخل القيادي المذكور طالبا الكف عنه باعتباره احد المصادر المهمة التي يعتمد عليها. وافادت المصادر ان القيادي في مباحث العاصمة يظهر بحال سكر بيّن في اوقات كثيرة وان لديه شقة خاصة في إحدى المناطق الاستثمارية، كما ذكرت انه تسبب ظلما بنقل احد الضباط الذي كشف الاعيبه وممارساته غير الشرعية.
اما ما يدهش المصادر فهو ان القصة متداولة لدى جهات عليا في الوزارة فأحد القيادات الكبرى الامنية يقال انه عندما يسأل عند احد القياديين المشار اليهما فانه يقول: (شخبار الحرامي) علما انه حاز فوائد كثيرة منها ممتلكات عقارية ويتوقع ان تتفاعل القضية اكثر مع انجلاء نتيجة التحقيق الذي يتولاه اللواء غازي العمر.
صيف 2007 مشهد صباحي حافل بالنشاط والحيوية.
ضابط مجتهد يدخل مكتبه ويتناول ورقة وقلما ويكتب محضر تحريات لضابطه... فكل عناصر القضية اكتملت، وهناك آمال بترقية أو مكافأة، فما سيتم هو ضبط مروج كبير للمخدرات يتخذ من ضاحية صباح السالم مقرا ومنطلقا لعملياته في كل المناطق.
يكتب الضابط للمرتبة الأعلى التي يرجع اليها (محضر تحريات) يحدد عنوان واسم وكل التفاصيل عن العسكري (م. ح. ح. ع. د) الذي يعمل عسكريا في وزارة الداخلية ويحوز مشروبات روحية بقصد الاتجار ويستغل دورية حكومية في تجارته تتبع الادارة العامة للمباحث!!
ويحدد رقم السيارة ونوعها ولونها طالبا الاذن بعملية الضبط والتفتيش للمشتبه فيه ومن يتعاون معه...
يأتي الجواب بالرفض!
ويكشف المشهد عن مشهد آخر مثله لكنه أكثر فضائحية وأكثر حساسية لان ضباطا كبارا تدور حولهم الشبهة بالتكسب من تجارة يتعين عليهم ان يكونوا رأس السهم في الحرب عليها!!
كان المشهد الاكبر يمتد الى تفاصيل قضية أوسع مدى وان كانت من نفس الاختصاص حيث علمت «الراي» ان رئيس الوزراء بالنيابة الشيخ جابر المبارك الصباح اعطى اوامر مشددة باستجلاء الحقيقة بشكل عاجل في حرب المصادر واتهامات متبادلة بين قياديين اثنين من أبرز قيادات المباحث الجنائية تتصل بفساد في ملاحقة مروجي الخمور بل والاشتراك في نسب من ارباح هذه التجارة المحرمة.
فقد أكدت مصادر «الراي» ان الأمر سيفتح الباب أمام عملية استئصال لفساد مرعب في الأجهزة المختصة بمكافحة ترويج الممنوعات، حيث يتم التكسب المادي من هذا القطاع من جانب قيادات مسؤولة أمنيا عن محاربة الخمور والمخدرات!
وشرحت المصادر تفاصيل القصة بانها بدأت عندما ألقت مباحث العاصمة القبض على مروج خمور آسيوي حيث اتصل قيادي من مباحث مبارك الكبير طالبا الافراج عنه لانه يستخدمه كمصدر سري له، وهو الأمر الذي تم رفضه قطعيا عبر استكمال التحقيق الذي اسفر عن اعتراف الاسيوي بان القيادي المذكور الذي توسط له ويعمل هو مصدرا لديه يأخذ نسبة من أرباح بيع الخمور مقابل السكوت عنه وتغطيته في المنطقة بكف ملاحقته.
وقد بلغ الأمر الى القيادي الكبير في مباحث مبارك الكبير فقام بدوره بنشاط مماثل أسفر عن اعتقالات طالت مصادر سرية لنظيره القيادي في مباحث العاصمة والتي اعترفت هذه المصادر أيضا بان القيادي في مباحث العاصمة ايضا يأخذ نسبة أرباح من مبيعات الخمور مقابل تغطيته وعدم ملاحقته لهؤلاء المروجين المحسوبين عليه.
وقد ظهرت بوادر الخصومة بين الجانبين واضحة خلال مناسبة في نادي الضباط حيث تشاجرا وتبادلا التهم امام عدد من قيادات الوزارة. وذكرت المصادر ان التحقيق يشمل محاولة استجلاء ما إذا كان الفساد بالاستفادة من تجارة الخمور المحظورة يشمل وجوها اخرى للنشاط الاجرامي مثل بيع المخدرات او السرقات وما شابه.
وفي سياق هذه الحرب المفتوحة بين الجانبين حصلت «الراي» على صورة محضر تحريات رسمي موجه من ضابط مباحث الصليبخات إلى القيادي في مباحث العاصمة اثبت فيه عبر تحرياته السرية من احد مصادره الموثوقه قيام المدعو (م. ح. ح. ع. د) كويتي الجنسية من مواليد 1967 ويعمل عسكريا بوزارة الداخلية ويسكن منطقة صباح السالم وانه يحوز مشروبات روحية بقصد الاتجار ويستغل دورية حكومية تتبع وزارة الداخلية الادارة العامة للمباحث الجنائية - ادارة مباحث العاصمة تحمل رقم 385789/العاصمة نوع مازدا 626 حمراء وذلك لابعاد الشبهات عنه اثناء عمليات البيع.
وفي ضوء تلك المعلومة يفيد الضابط انه قام بعمل المزيد من التحريات للتأكد من جديتها وصحتها، وبناء عليه يعرض محضره على رئيس تحقيق منطقة صباح السالم لاعطاء الاذن «بضبطه وتفتيشه وسكنه وسيارته وكذلك ضبط وتفتيش من يتواجد او يتعاون معه اثناء عملية الضبط وتفتيش مساكنهم وسياراتهم وكذلك ضبط كل ما قد يظهر عرضا اثناء عملية التفتيش مما يعد حيازته واحرازه جريمة يعاقب عليها القانون».
وعلمت «الراي» ان القيادي في العاصمة اوقف هذه الاجراءات ولم يعط الاذن بالضبط والتفتيش.
وقد امتدت المعلومات لدى المصادر المتطابقة لتكشف المزيد من الحقائق التي يبدو انها تستخدم في التحقيق الذي يتم بهدوء لكشف تجاوزات القياديين وسواهما، إذ تبين ان اساس القصة بينهما هو البنغالي «أمون» الذي كان يقوم بعمليات يشتبه بانها تمت لصالح قيادي مباحث مبارك الكبير عبر الاشتراك بضبط اسيويين في اوكار دعارة او قمار وما شابه من المخالفات ومن ثم مساومتهم على مبالغ مالية نظير عدم تحويل قضاياهم إلى النيابة وكذلك قضايا تتصل بمخالفات مقاهي انترنت مثل الاتصالات الدولية باسعار مخفضة غير مشروعة او الدخول على مواقع اباحية.
وقد تم اكتشاف اساليب أمون المذكور من جانب مباحث إحدى المحافظات ولما بوشرت باجراءات ضده باحالته إلى القضاء تدخل القيادي المذكور طالبا الكف عنه باعتباره احد المصادر المهمة التي يعتمد عليها. وافادت المصادر ان القيادي في مباحث العاصمة يظهر بحال سكر بيّن في اوقات كثيرة وان لديه شقة خاصة في إحدى المناطق الاستثمارية، كما ذكرت انه تسبب ظلما بنقل احد الضباط الذي كشف الاعيبه وممارساته غير الشرعية.
اما ما يدهش المصادر فهو ان القصة متداولة لدى جهات عليا في الوزارة فأحد القيادات الكبرى الامنية يقال انه عندما يسأل عند احد القياديين المشار اليهما فانه يقول: (شخبار الحرامي) علما انه حاز فوائد كثيرة منها ممتلكات عقارية ويتوقع ان تتفاعل القضية اكثر مع انجلاء نتيجة التحقيق الذي يتولاه اللواء غازي العمر.