جمال
10-10-2007, 04:25 PM
حين نقول إنه كان سكيراً وطاغية حكمنا 15 عاماً نهين أنفسنا!
http://www.assafir.com/Photos/Photos10-10-2007/100617[047]2.jpg
تيم حسن (فاروق) ووفاء عامر (نازلي) وفي الإطار لميس جابر
http://www.assafir.com/Photos/Photos10-10-2007/100617[047]1.jpg
محمد حسن - القاهرة
البداية كانت عام 1990 حين اقترح صفوت الشريف، وزير الاعلام وقتها، على الفنان يحيي الفخراني تقديم شخصية «الملك فاروق» في عمل تلفزيوني. عرض الفخراني الفكرة على اثنين من كبار كتاب الدراما، لكن احداً منهم لم يوافق. فما كان من زوجته لميس جابر إلا ان عرضت القيام بالمهمة.
بهذه المعلومـات، فضلــت الدكتورة لميس جابر ان تبدأ حديثها مع «السفير» ، مشيرة الى أن اول مرجع اطلعت عليه كان كتاب «فاروق وسقوط الملكية» للدكتــورة لطيفــة سالم استاذة التاريخ بجامعة «بنها». ثم استعـانت بعده بكل ما كتب عن الملك، ما استغرق منها عامين كاملين. ثم باشرت الكتابة، لكن العمل ظل حبيس الادراج حتى العام الحالي.
تقول المؤلفة «اعرف ان التأريخ يجب الا يخضع لوجهات النظر، لكن المراجع التي قرأتها كان يطغى عليها وجهات نظر اصحابها. فالرافعي مثلا كتاباته متحيزة للقيادة الشعبية ايام محمد علي. وهو تحامل على الملك فاروق لدرجة انه ذكر ان له علاقة بحريق القاهرة! وهو من أشاع ان علاقاته النسائية وصلت الى خروجه مع الممثلة كاميليا، وبعض الراقصات ايامها. أما الجبرتي مثلا، فقد كشف في كتاباته عن الخلافات التي كانت بين عمر مكرم ومحمد علي. فكان من الضروري قراءة كل وجهات النظر والاطلاع على الصور الفوتوغرافية والمواد الارشيفية المتاحة، ثم كتابة المسلسل من وجهة نظري، لكن بالشكل الذي لا يخل بالوقائع والاحداث التاريخية. وهو ما حدث فعلا وتمت مراجعته من قبل الدكتور يونان لبيب رزق».
لكن المسلسل اظهر الملك بشــكل ايجابي وليس محايداً. وأظهر النحاس باشا الذي يعتــبره الكثيرون مواليا للإنكليز، لا بل خائناً، بصــورة مثــالية. ألا يخل ذلك بالوقائع التاريخــية؟ تـقول «فاروق شخصية جدلية ولم يستقر التاريخ نفسه على سماتها. لكن دراستي للصور الفوتوغـرافية ومنهـا الملتقـطة عام 1951 أظهرت استقبـالا شعبيا عارماً له، وهو ما يتنافى مع ما تردد عن تراجع شعبيتـه وكراهية الشعب له.
لجأت الى مصادر اثق فيها، فوجــدت ان الجـانب الانساني في شخصية الملك فاروق كان رائعاً جداً، ومن العدل ان ننصفه في عمل درامي . اما ما تردد حول كونه زير نساء فهي مســألة بروباغنـدا وغسـيل اعــلامي، على غرار التعتيم، إو إزالـة صــورته حين تظـهر في افلام الابيض والاسود». وتتابع الدكتورة جابر«ثم انني لم اجمله، فالمدقق سيجــد انه ارعن وأهــوج وعنيد جدا، كاد يتسبب بفقدانـه عرشـه عقـب حادثة 4 فبراير (شـباط). وعمـوما السـاحة تتسع للرأي والرأي الآخر ومن لديه موقف مغاير فلــيتقدم بــه في عمــل فني آخر.
وبالنسبة لشخصية النحاس باشا فقد كانت تلك طبيعته ولم اتعاطف معه حتى ان د. يونان لبيب رزق حين راجع تلك الشخــصية لم يبد اعتـراضا على اي شيء دليل تماسها مع واقعها الحقيقي». ثم اردفت «لم انصف الملك فاروق بقدر ما انصفت الشعب المصري لانه حين يقال انه سكير طاغية حكم مصر 15 سنة، نكون بذلك نهين انفسنا كمصريين، لان هذا يعني اننا شعب زباله»!!
وعن اسناد بطولة وإخراج العمل لسوريين تقول «رشحت الجــهة المنتــجة المخرج حاتم علي، الذي اثبت انه مخرج قدير من خلال مــستوى الصورة الرائع الذي رأيناه على الشاشة. وبالنســبة للبطل تيم حسن فقد اثبت جدارته ايضــاً. وللعلم فقــد عرضــنا الدور على ممثليـن مصـريين شــباب، لكن احدا منهم لم يتحمس للعمل. بحجة ان الاعــمال التـاريخية ثقيلة. ومن هؤلاء احمد السقا واحمد عز وكريم عبد العزيز. وبالنسبة للاختيار عموما فقد راعينا قرب الشبه بين الممثل والشخصية الحقيقية ولكن الاولوية للقدرة على التمثيل ببراعة وقد شاهدت تيم في مسلسل «على طول الايام» وأعجبت بأدائه فرشحته للمخرج.
لكنه كان متخوفا في البداية من ان يجسد ممثل سوري «الملك فاروق»، لكني ارى ان هذا يشبه غيرة الاقارب». وأضافت «في مسلسل «الملك فاروق» الموّلف من تونس والمصور من العراق وماكيير (مزيّن) تيّم حسن من لبنان فما المشكلة؟».
اما لماذا لم تتحمس جهة انتاج حكومية لانتاج المسلــسل؟ فتجيــب الكاتبة : «بدأ المشروع اصلاً من عند التلفزيـون المصــري. تحمســوا في البداية ثم تخلوا عن العــمل لاسبــاب لا اعرفــها. وان كنت اعتقد ان السبب هو اعتــقاد التلفــزيون المصــري ان الاعمال التاريخية ومسلــسلات الاطــفال هي اعمال درجة ثانية». وتضيف الكاتبة «الحقيقة لقد حمدت الله لان التلفزيون المصري لم ينتج مسلسلي، خصوصا بعد ان شاهدت مسلسل «الامام الشافعي». فرغم المستوى الجيد للنص والتمثيل، كان «الزهد» ظاهراً في الصورة!». وتضيف جابر «ثم انتقل المشروع الى محطة «دريم» (المصرية الخاصة) لكنه توقف ايضا. بعدها عرضت «ام بي سي» انتاجه، لكني رفضت.
كان ذلك منذ اكثر من سبع سنوات. وقررت تحويله الى كتاب. بعد ذلك جمعتني الصدفة بالمخرج حاتم علي واخبرني ان «ام بي سي» طلبت منه عمل مسلسل عن الملك فاروق، فبدأنا العمل بعدها باختــيار فريق التمثيل والاستعداد لبدء التصوير».
ولكن هل يتكرر نجاحها مرة أخرى؟ تجيب «انتهيت من كتابة فيلم «محمد علي» وتعاقدت مع احدى شركات الانتاج عليه. كما تعاقد الفنان يحيي الفخراني، منذ عامين، على بطولته. وهي مسألة محسومة ولكن الظروف الانتاجية هي التي اجلت المشروع وأتمنى ان يبدأ تصويره نهاية العام».
http://www.assafir.com/Photos/Photos10-10-2007/100617[047]2.jpg
تيم حسن (فاروق) ووفاء عامر (نازلي) وفي الإطار لميس جابر
http://www.assafir.com/Photos/Photos10-10-2007/100617[047]1.jpg
محمد حسن - القاهرة
البداية كانت عام 1990 حين اقترح صفوت الشريف، وزير الاعلام وقتها، على الفنان يحيي الفخراني تقديم شخصية «الملك فاروق» في عمل تلفزيوني. عرض الفخراني الفكرة على اثنين من كبار كتاب الدراما، لكن احداً منهم لم يوافق. فما كان من زوجته لميس جابر إلا ان عرضت القيام بالمهمة.
بهذه المعلومـات، فضلــت الدكتورة لميس جابر ان تبدأ حديثها مع «السفير» ، مشيرة الى أن اول مرجع اطلعت عليه كان كتاب «فاروق وسقوط الملكية» للدكتــورة لطيفــة سالم استاذة التاريخ بجامعة «بنها». ثم استعـانت بعده بكل ما كتب عن الملك، ما استغرق منها عامين كاملين. ثم باشرت الكتابة، لكن العمل ظل حبيس الادراج حتى العام الحالي.
تقول المؤلفة «اعرف ان التأريخ يجب الا يخضع لوجهات النظر، لكن المراجع التي قرأتها كان يطغى عليها وجهات نظر اصحابها. فالرافعي مثلا كتاباته متحيزة للقيادة الشعبية ايام محمد علي. وهو تحامل على الملك فاروق لدرجة انه ذكر ان له علاقة بحريق القاهرة! وهو من أشاع ان علاقاته النسائية وصلت الى خروجه مع الممثلة كاميليا، وبعض الراقصات ايامها. أما الجبرتي مثلا، فقد كشف في كتاباته عن الخلافات التي كانت بين عمر مكرم ومحمد علي. فكان من الضروري قراءة كل وجهات النظر والاطلاع على الصور الفوتوغرافية والمواد الارشيفية المتاحة، ثم كتابة المسلسل من وجهة نظري، لكن بالشكل الذي لا يخل بالوقائع والاحداث التاريخية. وهو ما حدث فعلا وتمت مراجعته من قبل الدكتور يونان لبيب رزق».
لكن المسلسل اظهر الملك بشــكل ايجابي وليس محايداً. وأظهر النحاس باشا الذي يعتــبره الكثيرون مواليا للإنكليز، لا بل خائناً، بصــورة مثــالية. ألا يخل ذلك بالوقائع التاريخــية؟ تـقول «فاروق شخصية جدلية ولم يستقر التاريخ نفسه على سماتها. لكن دراستي للصور الفوتوغـرافية ومنهـا الملتقـطة عام 1951 أظهرت استقبـالا شعبيا عارماً له، وهو ما يتنافى مع ما تردد عن تراجع شعبيتـه وكراهية الشعب له.
لجأت الى مصادر اثق فيها، فوجــدت ان الجـانب الانساني في شخصية الملك فاروق كان رائعاً جداً، ومن العدل ان ننصفه في عمل درامي . اما ما تردد حول كونه زير نساء فهي مســألة بروباغنـدا وغسـيل اعــلامي، على غرار التعتيم، إو إزالـة صــورته حين تظـهر في افلام الابيض والاسود». وتتابع الدكتورة جابر«ثم انني لم اجمله، فالمدقق سيجــد انه ارعن وأهــوج وعنيد جدا، كاد يتسبب بفقدانـه عرشـه عقـب حادثة 4 فبراير (شـباط). وعمـوما السـاحة تتسع للرأي والرأي الآخر ومن لديه موقف مغاير فلــيتقدم بــه في عمــل فني آخر.
وبالنسبة لشخصية النحاس باشا فقد كانت تلك طبيعته ولم اتعاطف معه حتى ان د. يونان لبيب رزق حين راجع تلك الشخــصية لم يبد اعتـراضا على اي شيء دليل تماسها مع واقعها الحقيقي». ثم اردفت «لم انصف الملك فاروق بقدر ما انصفت الشعب المصري لانه حين يقال انه سكير طاغية حكم مصر 15 سنة، نكون بذلك نهين انفسنا كمصريين، لان هذا يعني اننا شعب زباله»!!
وعن اسناد بطولة وإخراج العمل لسوريين تقول «رشحت الجــهة المنتــجة المخرج حاتم علي، الذي اثبت انه مخرج قدير من خلال مــستوى الصورة الرائع الذي رأيناه على الشاشة. وبالنســبة للبطل تيم حسن فقد اثبت جدارته ايضــاً. وللعلم فقــد عرضــنا الدور على ممثليـن مصـريين شــباب، لكن احدا منهم لم يتحمس للعمل. بحجة ان الاعــمال التـاريخية ثقيلة. ومن هؤلاء احمد السقا واحمد عز وكريم عبد العزيز. وبالنسبة للاختيار عموما فقد راعينا قرب الشبه بين الممثل والشخصية الحقيقية ولكن الاولوية للقدرة على التمثيل ببراعة وقد شاهدت تيم في مسلسل «على طول الايام» وأعجبت بأدائه فرشحته للمخرج.
لكنه كان متخوفا في البداية من ان يجسد ممثل سوري «الملك فاروق»، لكني ارى ان هذا يشبه غيرة الاقارب». وأضافت «في مسلسل «الملك فاروق» الموّلف من تونس والمصور من العراق وماكيير (مزيّن) تيّم حسن من لبنان فما المشكلة؟».
اما لماذا لم تتحمس جهة انتاج حكومية لانتاج المسلــسل؟ فتجيــب الكاتبة : «بدأ المشروع اصلاً من عند التلفزيـون المصــري. تحمســوا في البداية ثم تخلوا عن العــمل لاسبــاب لا اعرفــها. وان كنت اعتقد ان السبب هو اعتــقاد التلفــزيون المصــري ان الاعمال التاريخية ومسلــسلات الاطــفال هي اعمال درجة ثانية». وتضيف الكاتبة «الحقيقة لقد حمدت الله لان التلفزيون المصري لم ينتج مسلسلي، خصوصا بعد ان شاهدت مسلسل «الامام الشافعي». فرغم المستوى الجيد للنص والتمثيل، كان «الزهد» ظاهراً في الصورة!». وتضيف جابر «ثم انتقل المشروع الى محطة «دريم» (المصرية الخاصة) لكنه توقف ايضا. بعدها عرضت «ام بي سي» انتاجه، لكني رفضت.
كان ذلك منذ اكثر من سبع سنوات. وقررت تحويله الى كتاب. بعد ذلك جمعتني الصدفة بالمخرج حاتم علي واخبرني ان «ام بي سي» طلبت منه عمل مسلسل عن الملك فاروق، فبدأنا العمل بعدها باختــيار فريق التمثيل والاستعداد لبدء التصوير».
ولكن هل يتكرر نجاحها مرة أخرى؟ تجيب «انتهيت من كتابة فيلم «محمد علي» وتعاقدت مع احدى شركات الانتاج عليه. كما تعاقد الفنان يحيي الفخراني، منذ عامين، على بطولته. وهي مسألة محسومة ولكن الظروف الانتاجية هي التي اجلت المشروع وأتمنى ان يبدأ تصويره نهاية العام».