المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يجمعنامسجد، ويفجعنامحتد



السيد مهدي
10-03-2007, 01:54 AM
يجمعنامسجد، ويفجعنامحتد:

عندمابزغ فجرالرسالة الخالدة، والمنقذة للبشرية المستعبدة، من قبل بعضهاالبعض، ومن هوى النفس كمرض. إستجاب لنداءهاالناس، على إختلاف مشاربهم ومآربهم. فكان فيهم العربي الشريف، وأيضافيهم الأعجمي الضعيف. كما كان فيهم الباحث عن الحق والمتلتزم به، وألراضخ للأمرالواقع كمتملق رغبة في عيشه.

المهم جمعهم مسجدا واحدا، ليعبدواإله واحدا فردا صمدا، لاشريك له في الوحدانية، ولانظيرله في الهيمنة الكونية.

فأمة العرب بعصبيتهاالجاهلية، وبقبائلهاوعشائرها،التي لم تعرف التوحد والإتحاد!! بل فقط التفردوالتضاد. رضيت ورضخت لقيمومة المسجد، وطاعة رب العباد، بعد أن كانت متمردة على عنصرهاوقوميتها.

وهكذا نحن أمة، أثبت الواقع التاريخي متى مارضخنالمسجدناوديننا، إتحدناوفزنا. ومتى مارفعناشعارقوميتنا وعنصرية محتدنا فجعناورزئنا.

وهذه أمثلة من واقع الحياة المعاصرة، على التجمعات العفوية القاصرة، على إتباع الرسالة الخالدة.

يوم الحج الأكبر، وفي كل سنة، عند أشرف وأقدس بقعة على وجه الأرض إطلاقا، بيت الله الحرام، وقبلة المسلمين في مكة المكرمة.

فهذه الجموع المجتمعة، من كل أقاصي الأرض، فمن أندنوسياشرقا، إلى المغرب غربا، ومن كل بقعة يتواجد فيهامتشهد بلاإله إلا الله. محمدارسول الله. قدمت لتلبي نداء الله الجامع لكل البشر، والكل مشتمل بشملتين بيضاوين فقط، ولاشئ آخر.

لافرق بين سيد ومسود، ولابين أبيض وأسود، ولابين أحمروأصفر، ولابين غني وفقير، ولابين حروعبد. وكأن الجميع في يوم حشرهاالأكبر، أمام رب العباد ليجازي المطيع بطاعته، والمسيئ بإسائته.

جمعهامسجد واحد، وقبلة واحدة، وبيت لله واحد، ولاشئ آخر.

الكل يلبي لاإله إلا الله. ربنا لك الحمد. إن الحمد والعزة والملك، لك وحدك لاشريك لك.

وكلهاتلبي بلغة واحدة، ليس لغتهاالأصلية، بل لغة كتاب الله، لغة الضاد لغة أهل الجنة.

وعندإنتهاء مراسم الحج، الكل يعود لوطنه وللغته وللبسه وشأنه الخاص به.

فالمحتدالذي فرقناإلى أبيض وأسود، وعربي وأعجمي، وغني وفقير، وسيد ومسود. قدإختفي في يوم الله الأكبر،ليجمعنا مسجد واحد ومهمة واحدة، لتوحدناأمام خالقنا.

ومثال آخر:

لسنوات مضت، أجتمع أكثرمن مليون مسلم أمريكي أسود، وشاطرهم الكثيرمن العرب والمسلمين وحتى غير المسلمين من الزنوج والناقمين على السياسة الأمريكية. إجتمعوا متحدين الطاغوت الأمريكي، والمتمثل ببيته الأبيض في واشنطن. إجتمعوا ليسمعواصوتهم للعالم والمتغطرسة أمريكا، ليس بألوانهم، وليس بعنصرياتهم الأثينية، ولابقومياتهم المختلفة ولابأي شئ، بل فقط بنداءات.....ألله أكبر......الله أكبر.

وهكذافغرالعالم فاه، وهويرى تلك الجموع المليونية المجتمعة، وهي تردد سورة الفاتحة بلغة القرآن الكريم، ونداءات ألله أكبر، وأمام البيت الأبيض الأمريكي.

ومرة أخرى فرق تلك الجموع المحتشدة، اللون والعنصروالأثينية، وجمعهم المسجد والتوجه لدين الله.

ومثال آخر:

إنصدم المحتل الأمريكي الغاصب للعراق، وهويشاهد لأول مرة بعد إحتلال البلد، تجمع أكثرمن ستة ملايين شيعي محتفل، بذكرى إستشهاد سبط الرسول(ص)، الإمام الحسين بن علي(ع)على يدالعصابة الأموية الغادرة.

وممازاد من عجبه وإندهاشه، هومرورتلك المراسم، بدون حصول حتى ولاحادثة بسيطة، وفي ظرف فراغ أمني كامل، بسبب سقوط النظام، وزوال أي أثرللحكم والحكومة في البلد المحتل.

ومرة أخرى، جمع ذلك المقام الطاهر، والمسجدالفاخر، ومثوى سيد شباب أهل الجنة، شهيد كربلاء تلك الجموع من مختلف مدن وقصبات العراق، وكلهاتندب:

واحسين.........واحسينا.........واحسيناه.

وهذاهومصداق لحديث سيدالخلق(ص) بقوله:

حسين مني، وأنا من حسين.

وهكذا في كل تجمع ديني، ينسى المتدين أصله ونسبه ومركزه ومقامه، لتجمعه المناسبة بأقرانه من بني البشر، بغض النظرعن مستواهم الفكري، ومركزهم الإجتماعي.

وآخردعواناأن ألحمد لله رب العالمين.