سيد مرحوم
07-13-2004, 01:49 AM
شباب سنّي يصفّق لإمام الرافضة
كتابات - نضير الخزرجي
قد ينطوي العنوان اعلاه على مفارقات تقفز معها تساؤلات عن المدار الذي يتحرك فيه الموضوع، وفيما اذا كان من عناوين السينما التي لا تحاكي نص الفيلم، او من عناوين الكتب التي تقرأ عدسات القراء بحثا عن قارئ تاه في تلافيف و (مصارين) الثقافة والادب والسياسة في زمن الجدب الفني او القحط الثقافي، لكن العنوان وجد تطبيقه بالفعل في لندن، فحل التصفيق محل الصلوات او التكبير كما هي عادة المسلمين من الشيعة والسنة، في مناسبة جمعت اكثر من ألف مسلم ومسلمة اكتظ بهم المكان.
لأول مرة اشهد في احد قاعات لندن تصفيقا حارا يعقب ذكر الامام علي عليه السلام، تصفيقا شهدت مثيله قبل ربع قرن عند رؤيتنا لفيلم الرسالة في قاعة سينما سميرآميس ببغداد تزامن مع ظهور سيف علي عليه السلام ذاك المسمى بذي الفقار.
لقد ضجت قاعة مجلس بلدية كنجستون بوسط لندن بالتصفيق كما ضجت قاعة سينما سميرآميس، لكن الاختلاف بين الحضور في القاعتين واضح للغاية، وهو واحد من مفارقات المشهد اللندني، فقاعة السينما كان فيها غالبية من الشيعة الامامية الذين نقلتهم الحافلات من المدن الوسطى والجنوبية لمشاهدة فيلم الرسالة، ولذلك اختلطت الصلوات بالتصفيق والصفير حالما ظهر ذو الفقار وهو يحز رؤوس المشركين في بدر، اما في قاعة لندن فغلب على الحضور غالبية سنية مطلقة اجتمعت من كل انحاء بريطانيا ضمن المؤتمر الذي عقدته الرابطة الاسلامية البريطانية يوم السبت (10/7/2004) تحت شعار (الاسلام رحمة للعالمين)، فقد تعالى التصفيق حالما انهى المتحدث الاستاذ جمال بدوي القادم من كندا قصة الامام علي مع الكتابي حول ملكية الدرع الذي وقف الامام من اجل استرجاعه امام قاضيه جنبا الى جنب مع الكتابي الذي كان الدرع بحوزته، واستنكر الامام على قاضيه ان يناديه بإمرة المؤمين ويكتفي بذكر الكتابي باسمه، وطالبه بالعدل وان يذكره باسمه مجردا من الألقاب كما ذكر الكتابي باسمه.
وكما انتهى الحال بالكتابي الى التشهد بالشهادتين للموقف الاسلامي النبيل الذي جسّده الامام علي (ع)، وأشعر الكتابي بانسانيته والاسلام بحقانيته وعلي بعدالته، انتهى الامر بالحضور في قاعة كنجستون، نساء ورجالا الى التصفيق الحار لامام المسلمين الذي يحلو للبعض جهلا او غرضا تسميته بامام الرافضة، جريا على عادة كتّاب العهد الاموي والعباسي!
لقد نقل المتحدث للحاضرين وباسلوب جذاب، فضيلة واحدة من فضائل اهل البيت عليهم السلام وهو في معرض الحديث عن تكامل الاسلام واهمية تطبيقه في واقعنا اليومي، فانشّد الشباب المسلم ذكورا واناثا، اليها، واندفعوا مصفقين لا مكبّرين او مهللين كعادتهم، كأنهم يصفقون لبطل من ابطال افلام هوليود يرونه لأول مرة (مع الفارق وبلا حدود).
قلت في نفسي بعد ان شهدت الموقف بوصفي صحفيا حضر المؤتمر مندوبا عن مجلة لندنية، هذا شباب ولد معظمه وترعرع في بريطانيا، فأخذ الموقف العلوي بلبه وعواطفه، وسيطر على كيانه، فترجم مشاعره واكباره لامام الموحدين علي بن ابي طالب (ع) الى تصفيق منقطع النظير، فماذا لو اطلع على السيرة العلوية وسيرة اهل البيت عليهم السلام كاملة دون تحريف او غلو؟
مفارقة: تعرض قناة الشرقية المسلسل العراقي (اوتار ودموع) للمخرج او المخرجة رجاء كاظم (فالاسم يقبل القسمة على الذكر والانثى والتردد من عندي لعدم معرفتي به او بها)، وفي حلقة صباح الاحد (11/7/2004)، تظهر شخصية فاضل زوج نغم وهو جالس في سيارة بصحبة صديقه، وهما ينتظران نوم سكان العمارة ليقوما بسرقة شقة السيدة خاتون، وعندما اقتربت الكاميرا من الواجهة الامامية للتاكسي ظهرت مدالية يتدلى من وسطها سيف ذي الفقار، مما اعطى المخرج للمشاهد الانطباع، ان السارق هو شيعي المذهب.
واتساءل كمشاهد: هل تعمد المخرج او المخرجة الاشارة الى مذهب السارق!
أملنا ان يكون المشهد هفوة مخرج.
alrayalakhar@hotmail.com
كتابات - نضير الخزرجي
قد ينطوي العنوان اعلاه على مفارقات تقفز معها تساؤلات عن المدار الذي يتحرك فيه الموضوع، وفيما اذا كان من عناوين السينما التي لا تحاكي نص الفيلم، او من عناوين الكتب التي تقرأ عدسات القراء بحثا عن قارئ تاه في تلافيف و (مصارين) الثقافة والادب والسياسة في زمن الجدب الفني او القحط الثقافي، لكن العنوان وجد تطبيقه بالفعل في لندن، فحل التصفيق محل الصلوات او التكبير كما هي عادة المسلمين من الشيعة والسنة، في مناسبة جمعت اكثر من ألف مسلم ومسلمة اكتظ بهم المكان.
لأول مرة اشهد في احد قاعات لندن تصفيقا حارا يعقب ذكر الامام علي عليه السلام، تصفيقا شهدت مثيله قبل ربع قرن عند رؤيتنا لفيلم الرسالة في قاعة سينما سميرآميس ببغداد تزامن مع ظهور سيف علي عليه السلام ذاك المسمى بذي الفقار.
لقد ضجت قاعة مجلس بلدية كنجستون بوسط لندن بالتصفيق كما ضجت قاعة سينما سميرآميس، لكن الاختلاف بين الحضور في القاعتين واضح للغاية، وهو واحد من مفارقات المشهد اللندني، فقاعة السينما كان فيها غالبية من الشيعة الامامية الذين نقلتهم الحافلات من المدن الوسطى والجنوبية لمشاهدة فيلم الرسالة، ولذلك اختلطت الصلوات بالتصفيق والصفير حالما ظهر ذو الفقار وهو يحز رؤوس المشركين في بدر، اما في قاعة لندن فغلب على الحضور غالبية سنية مطلقة اجتمعت من كل انحاء بريطانيا ضمن المؤتمر الذي عقدته الرابطة الاسلامية البريطانية يوم السبت (10/7/2004) تحت شعار (الاسلام رحمة للعالمين)، فقد تعالى التصفيق حالما انهى المتحدث الاستاذ جمال بدوي القادم من كندا قصة الامام علي مع الكتابي حول ملكية الدرع الذي وقف الامام من اجل استرجاعه امام قاضيه جنبا الى جنب مع الكتابي الذي كان الدرع بحوزته، واستنكر الامام على قاضيه ان يناديه بإمرة المؤمين ويكتفي بذكر الكتابي باسمه، وطالبه بالعدل وان يذكره باسمه مجردا من الألقاب كما ذكر الكتابي باسمه.
وكما انتهى الحال بالكتابي الى التشهد بالشهادتين للموقف الاسلامي النبيل الذي جسّده الامام علي (ع)، وأشعر الكتابي بانسانيته والاسلام بحقانيته وعلي بعدالته، انتهى الامر بالحضور في قاعة كنجستون، نساء ورجالا الى التصفيق الحار لامام المسلمين الذي يحلو للبعض جهلا او غرضا تسميته بامام الرافضة، جريا على عادة كتّاب العهد الاموي والعباسي!
لقد نقل المتحدث للحاضرين وباسلوب جذاب، فضيلة واحدة من فضائل اهل البيت عليهم السلام وهو في معرض الحديث عن تكامل الاسلام واهمية تطبيقه في واقعنا اليومي، فانشّد الشباب المسلم ذكورا واناثا، اليها، واندفعوا مصفقين لا مكبّرين او مهللين كعادتهم، كأنهم يصفقون لبطل من ابطال افلام هوليود يرونه لأول مرة (مع الفارق وبلا حدود).
قلت في نفسي بعد ان شهدت الموقف بوصفي صحفيا حضر المؤتمر مندوبا عن مجلة لندنية، هذا شباب ولد معظمه وترعرع في بريطانيا، فأخذ الموقف العلوي بلبه وعواطفه، وسيطر على كيانه، فترجم مشاعره واكباره لامام الموحدين علي بن ابي طالب (ع) الى تصفيق منقطع النظير، فماذا لو اطلع على السيرة العلوية وسيرة اهل البيت عليهم السلام كاملة دون تحريف او غلو؟
مفارقة: تعرض قناة الشرقية المسلسل العراقي (اوتار ودموع) للمخرج او المخرجة رجاء كاظم (فالاسم يقبل القسمة على الذكر والانثى والتردد من عندي لعدم معرفتي به او بها)، وفي حلقة صباح الاحد (11/7/2004)، تظهر شخصية فاضل زوج نغم وهو جالس في سيارة بصحبة صديقه، وهما ينتظران نوم سكان العمارة ليقوما بسرقة شقة السيدة خاتون، وعندما اقتربت الكاميرا من الواجهة الامامية للتاكسي ظهرت مدالية يتدلى من وسطها سيف ذي الفقار، مما اعطى المخرج للمشاهد الانطباع، ان السارق هو شيعي المذهب.
واتساءل كمشاهد: هل تعمد المخرج او المخرجة الاشارة الى مذهب السارق!
أملنا ان يكون المشهد هفوة مخرج.
alrayalakhar@hotmail.com