المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تانيا الناجية من مركز التجارة العالمي تقدم روايات متضاربة للهجوم بين الواقع والخيال



المهدى
09-28-2007, 12:02 PM
لم يعثر على أثر لها في سجلات المركز

نيويورك: دافيد دونلاب وسيرجي كوفالسكي*


شكلت رواية تانيا هيد التي استمع اليها مرارا عبر سنوات رجال الصحافة والطلاب والاصدقاء ومئات من الزوار لما يسمى بالمنطقة صفر، شهادة عن الحياة والموت.
فقد ذكرت انها نجت من الهجوم الارهابي في 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمية بالرغم من اصابتها بحروق شديدة عندما ارتطمت الطائرة بالطوابق العليا من البرج الجنوبي.

وقالت انها عبرت زحفا بين الركام في الطابق 78 ذلك الصباح والتقت في طريقها رجلا على حافة الموت سلمها خاتم زواجه، الذي اعادته فيما بعد لأرملته.

اما هي فقد تم انقاذها على يد متطوع اطفأ النار في ملابسها المحترقة قبل ان يساعدها على هبوط السلالم. وكانت رحلة وجدت القوة للقيام بها لأنها كانت تفكر في الرداء الابيض الذي سترتديه في حفل زواجها من خطيبها ديف.

ولكن اكتشفت فيما بعد ان ديف خطيبها، احترق في البرج الشمالي. وتجدر الاشارة الى ان رواية هيد جعلتها واحدة من بين 19 شخصا فقط كانوا في نقطة ارتطام الطائرة او فوقها. وقد اثارت روايتها أحاسيس المستمعين الذين تحدثت اليهم والزوار في المنطقة صفر (مكان مركز التجارة العالمي سابقا) حيث قادت جولات لزائرين من بينهم مايكل بلومبرغ عمدة نيويورك الحالي ورودلف جولياني العمدة السابق.

وقد نشر الكثير من روايات هيد على موقع مركز التجارة العالمي على الانترنت. ولكن تبين انه لا يمكن التأكد من كل تفاصيل روايتها.

وذكرت اسرة واصدقاء الرجل الذي قالت انها مخطوبة له انهم لم يسمعوا باسم تانيا هيد ويعتبرون العلاقة مع الرجل الذي قضى حقا في البرج الشمالي، مستحيلة.

وقال متحدث باسم مريل لينش، حيث ذكرت انها كانت تعمل عند وقوع الهجوم، ان الشركة ليست لديها اية سجلات بخصوص تانيا هيد.

كما ان البعض سأل عن هوية الرجل الذي اعادت خاتم زواجه الى زوجته، او المستشفى الذي عولجت فيه، او هوية الاشخاص الذين التقتهم في البرج الجنوبي يوم الهجوم.

وفي الاسابيع الاخيرة سعت صحيفة «نيويورك تايمز» الى اجراء مقابلة مع تانيا حول تجربتها في احداث 11 سبتمبر لكنها الغت ثلاثة مواعيد لاجراء المقابلة مشيرة الى اضطرابات عاطفية، ورفضت تقديم تفاصيل لتأكيد روايتها. وقالت انها لم تتقدم بطلب تعويضات.

وقد لجأت الى اعتماد محامية هي ستفاني فورغانغ ادوار لتمثيلها. وردا على سؤال لمحاميتها بخصوص دقة رواية تانيا، قالت المحامية ان «لا تعليق لديها». ولا دليل على ان تانيا سعت للربح من وضعها كممثلة للناجين في شبكة خاصة لا تسعى للربح ساعدت في جمع التبرعات لها. الا ان المنظمات ذات العلاقة شككت في روايتها بعدما علمت بتحقيقات التايمز.

وخلال عدة اسابيع، ضغط زملاؤها عليها للتقدم بتوضيح بعض التفاصيل ولكنهم قالوا انهم لم يتمكنوا من اقناعها، او انها قدمت تفاصيل تتعارض وروايات اخرى قدمتها. وقد صوت مجلس ادارة شبكة الناجين في الاسبوع الحالي على ايقاف عملها كمديرة للمجموعة التي تسعى لدعم الناجين من العملية الارهابية.

وقال مسؤولون في مركز تربيون ان تانيا لن تتطوع مرة اخرى. وذكر زملاء تانيا هيد في نيويورك انها ظلت لمدة ثلاث سنوات تقدم وجها حنونا للناجين من المأساة. وقالوا انهم شاهدوا التشوهات على ذراعها الناجمة عن الاصابات في الهجوم الارهابي.

ولكنهم لا يعرفون العديد من التفاصيل بخصوص حياتها قبل سبتمبر 2001.

وقد ذكرت للناس انها ابنة دبلوماسي ووصفت في موقع شبكة الناجين بأنها «نائب رئيس التحالف الاستراتيجي لمؤسسة ابحاث استثمارية».

واشارت معلومات الى أنها مديرة مالية قامت بأعمال في الولايات المتحدة وبريطانيا والارجنتين وفرنسا وسنغافورة وهولندا. وقالت انها اسست مشروعا استشاريا تابع لاندرسن كونسولتينغ.

وقالت تانيا انها عملت مع فريق دمج شركات في مريل لينش وان كل اعضاء الفريق في البرج الجنوبي قتلوا في الهجوم ما عداها. الا ان ليندا غورملي عضو شبكة الناجين قالت ان تانيا ابلغتها انها كانت في المبنى تتقدم بطلب للتدرب.

كما قالت تانيا، التي تستخدم اسم اليسيا انها سافرت الى تايلاند بعد تسونامي 2004 والى لويزيانا بعد اعصار كاترينا.

وبالنسبة لخلفيتها الدراسية، قالت انها متخرجة من هارفارد وتحمل درجة جامعية في الاعمال من ستانفورد وإن كان المسؤولون في الجامعتين قد ذكروا انهم لم يعثروا على سجلات لطالبة بهذا الاسم. ويبدو ان عملها مع شبكة الناجين بدأ في 2004، عندما قال جيري بوغاز واحد من مؤسسي الشبكة انه علم أن تانيا طورت موقعا على الانترنت للناجين.

وقال بوغاز «لقد اجرينا اتصالات طويلة معها عبر الانترنت طوال شهرين، قبل مقابلتها وتبادل الخبرات».

واصحبت هيد التي تعيش في ميدتاون مانهاتن، عضوا في مجلس ادارة الشبكة قبل عام.

والرواية التي تقدمها للناس هي انها كانت في الطابق 96 من البرج الجنوبي الذي تحتله شركة «فيدوسياري ترست» الدولية عندما تعرض البرج الشمالي لارتطام اول طائرة. وكانت هناك، طبقا لروايتها كموظفة في مريل لنيش تساعد على انهاء مشروع دمج بين فيديوسياري ترست وفرناكلين ريسورسيز.

وكانت في الطابق 78 تنتظر المصعد السريع لترك البرج الجنوبي عندما ارتطمت الطائرة الثانية. ووصفت تانيا كيف قدم لها رجل مصاب بحروق شديدة خاتم زواجه وهي تزحف امامه، لاعادته الى زوجته. ولم تكشف تانيا ابدا اسم هذا الرجل.

وتحدث عن كيفية انقاذها على يد ويلز كروثر وهو متعامل في الاسهم يبلغ من العمر 24 سنة ورجل مطافئ متطوع انقذ العديد من الاشخاص في البرج الجنوبي بقيادتهم الى السلالم الوحيدة في البرجين التي لم تتعرض لأضرار من ارتطام الطائرات. الا انه لم يتمكن من النجاة بنفسه.

وبعد خمسة ايام استردت وعيها في مستشفى ووجدت ان خطيبها ديف قد مات في البرج الشمالي. وقالت تانيا انها اسست صندوقا لذكراه، وهي مؤسسة اولاد ديف، وهي تعمل كمديرة تنفيذية له، الا ان لا سجل للصندوق ايضا. وقالت زميلة لتانيا انها ابلغتها انها قابلت ديف عندما كانا يتسابقان للحصول على سيارة اجرة، وانه قدم لها بطاقته وانها تخلصت منها لكنها التقته بعد شهر في اجتماع عمل وكانت العلاقة بينهما.

وقالت تانيا لعدة اشخاص انها قبل هجمات 11 سبتمبر ذهبت هي وديف الى هاواي حيث اكدا التزامهما في حفل غير رسمي. وذكر عدد من الاشخاص انها ابلغتهم ان الزواج الرسمي كان سيعقد في اكتوبر 2001 في نيويورك لكنهما كان يعيشان معا. وفي الايام الاخيرة، قالت جانيس كلينتو، وهي موظفة شؤون اجتماعية وعضو في شبكة الناجين، ان تانيا قالت لها رواية مختلفة عن حياتها مع ديف، وانها عرفته لعدة شهور وان علاقتهما كانت سرا عن اسرته.

وعادت كلينتو لتقول ان تانيا قالت لها في مكالمة هاتفية ان علاقتها بديف كانت محض خيال. وفي الواقع فإن اسرة واصدقاء ديف الذي امتنعت الصحيفة عن نشر اسمه حماية له، قالوا انهم لم يسمعوا على الاطلاق بتانيا. وقالت امه ان رسائله الالكترونية لم تشر ابدا الى مثل هذه العلاقة. وذكر اصدقاؤه انهم ليس لديهم اية معلومات عن رحلة قام بها لهاواي.

وذكر جفرسون كروثر والد ويلز في مقابلة انه التقى وزوجته بتانيا في اوائل العام الحالي. واضاف انه رتب لتناول طعام العشاء في غرفة خاصة في نادي برنستون لان تانيا قالت انها تشعر بالضيق من الالتقاء بأشخاص في اماكن عامة.

وذكر الاب «انه خلال العشاء قالت انها لا تزال تحتفظ بملابسها المحترقة وسترسل لنا قطعة منه في علبة باعتبار ان ذلك اخر ما لمسه ابننا». واوضح انها «شرحت ان ملابسها كانت تحترق وان ابنها اخذ سترة ووضعها فوق اللهب. وقالت له لا تتركني ورد عليها بقولها لن اتركك. لا تقلقي».

*خدمة «نيويورك تايمز»