المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير: صدام حسين كان مستعدا للذهاب إلى المنفى مقابل مليار دولار



المهدى
09-28-2007, 11:49 AM
حسني مبارك توسط في الأمر .. لكن قرار بوش بالغزو كان جاهزا

كارين ديونغ ومايكل أبراموفيتش *


قبل أقل من شهر على الغزو الأميركي للعراق لمح صدام حسين الى أنه مستعد للتوجه الى المنفى اذا ما استطاع ان يأخذ معه مبلغ مليار دولار ومعلومات عن اسلحة الدمار الشامل، وفقا لتقرير عن اجتماع جرى يوم 22 فبراير 2003 بين الرئيس بوش ونظيره الاسباني، نشرته صحيفة اسبانية يوم أول من أمس.

وكان الاجتماع الذي جرى في مزرعة بوش بتكساس جلسة تخطيط للخطوة الدبلوماسية الأخيرة في الأمم المتحدة. وكان البيت الأبيض يعد لقرار جديد صارم من جانب مجلس الأمن للضغط على صدام حسين، ولكن معظم أعضاء المجلس رأوا انه خطة لكسب تفويضهم للحرب.

وعبر رئيس وزراء اسبانيا في حينه خوزيه ماريا أثنار عن الأمل في تجنب الحرب، وقال بوش ان الحصيلة ستكون «أفضل حل بالنسبة لنا، كما انها ستمكننا من توفير 50 مليار دولار»، مشيرا الى التقديرات الأميركية الأولية لكلفة الحرب. ولكن بوش اوضح في الاجتماع على نحو لا لبس فيه انه يتوقع أن «يكون ببغداد في نهاية مارس».

ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو التعليق على التقرير الذي نشرته صحيفة «إلباييس» التي نشرت أيضا ما قالت انه نسخة مسربة عن الاجتماع على موقعها على الانترنت. وقال جوندرو «نحن أكثر تركيزا الان على المهمة الراهنة من مهمة 2003». وقال مسؤول رفيع في الادارة على معرفة بالاجتماع، انه يرتاب بموضوع المليار دولار، وهو عرض قيل انه نقل عبر الرئيس المصري حسني مبارك، ولكنه قال انه لا يمكن أن يكون متوثقا.

وقال مسؤول صحافي في السفارة الاسبانية بواشنطن انه ليس هناك من يمكنه التعليق.

ويقدم التقرير لمحة نادرة حول كيفية تفاعل بوش مع زعيم أجنبي موثوق، معبرا عن تقييمات عامة، ومظهرا عزما أدى حتى بأثنار، وهو حليف مقرب بشأن العراق، الى القول بأن بوش أظهر «القليل من الصبر» في المسار باتجاه الحرب. وعبر عن غضبه ممن لم يتفقوا معه، وبشكل خاص الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

وعلى الرغم من أن موقف بوش في وقت الاجتماع كان يشير الى أن الباب ما زال مفتوحا امام حل دبلوماسي، فان مئات الألوف من القوات الأميركية كانت تنشر باتجاه حدود العراق، بينما عبر البيت الأبيض بوضوح عن نفاد صبره.

وقالت إلباييس، الصحيفة اليومية الاسبانية البارزة والناقدة للحرب، ان نسخة الحديث اعدت من جانب سفير اسبانيا لدى الولايات المتحدة خافيير روبيريز، الذي كان حاضرا اللقاء بكروفورد. ولم تقل الصحيفة كيف انها حصلت على المذكرة.

وفي النسخة التي ترجمتها «واشنطن بوست» عن الاسبانية قال بوش ان الأوروبيين غير حساسين تجاه «المعاناة التي يفرضها صدام حسين على العراقيين». ولكن بوش كان سعيدا في ان يلعب دور «الرجل الشرير»، وقال انه «كلما هاجمني الأوروبيون كنت اقوى في الولايات المتحدة».

وكان أثنار وحليف بوش البارز الآخر بشأن العراق، وهو رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، واجها ضغطا شديدا مناهضا للحرب داخل بلديهما. وكان بوش يريد ان يبدو جادا بشأن الدبلوماسية «ليساعدنا في التعامل مع الرأي العام داخل بلادنا»، وفقا لما قاله أثنار.

وقال بوش ان المصريين يتحدثون مع صدام حسين. ويبدو انه اشار الى «استعداده للذهاب الى المنفى اذا ما سمح له بأخذ مليار دولار وكل المعلومات التي يريدها حول أسلحة الدمار الشامل».

وفي وقت لاحق من المحادثة عاد أثنار الى الموضوع متسائلا «أصحيح أن هناك امكانية أن يذهب صدام حسين الى المنفى؟».

وأجاب بوش «أجل ان هذا محتمل. كما انه من المحتمل ان يجري اغتياله». وقال بوش انه في كل الأحوال لن يكون هناك «ضمان» بالنسبة لصدام حسين. وأضاف «إنه لص وإرهابي ومجرم حرب. وبالمقارنة مع صدام فإن سلوبودان ميلوسوفيتش (الرئيس اليوغسلافي السابق) يكون الأم تيريزا».

وأشار بوش الى أنه توجه الى الولايات المتحدة «على الرغم من الاختلافات الموجودة في ادارتي» وقال انه سيكون «عظيما» لو أن القرار المقترح كان ناجحا.وقال أثنار ان «الشيء الوحيد الذي يثير قلقي هو تفاؤلك». وأجاب بوش «أنا متفائل لأنني أعتقد بأنني على صواب. أنا في حالة هدوء مع نفسي».

يذكر أن مصادر إماراتية عليمة ومطلعة كانت قد كشفت لـ«الشرق الأوسط» في 31 اكتوبر (تشرين الأول) 2005، تفاصيل عن مبادرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل، التي كانت تهدف إلى تنازل الرئيس العراقي المخلوع عن الحكم وتجنيب بغداد معركة غير متكافئة مع الأميركيين، وأن المبادرة لقيت قبول الأطراف الأساسية المعنية، وكان يمكن أن تؤدي إلى تجنيب العراق الحرب، لولا إجهاضها في قمة شرم الشيخ العربية الطارئة، التي عقدت في فبراير (شباط) 2003 قبل أسابيع من الحرب. وكشفت المصادر الإماراتية لـ«الشرق الأوسط»، أن الرئيس العراقي المخلوع، وبعد أن اطلع على بنود المبادرة الإماراتية، اختار سكرتيره الشخصي عبد حمود، والذي تحتجزه القوات الأميركية حاليا في العراق، ممثلا شخصيا له ووسيطا في مناقشة مبادرة الشيخ زايد، والتي كان صدام ينوي القبول بها شريطة أن تأتي من قمة عربية.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»