المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصائح وعتاب بعد خراب البصرة من وليد الطبطبائي الى اسامة بن لادن



yasmeen
09-27-2007, 12:50 AM
رسالة.. إلى الشيخ أسامة

بقلم وليد الطبطبائي - الوطن


إلى الشيخ أسامة بن لادن:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فهذه الرسالة أرسلها إليكم عبر جريدة سيارة لعلها تصل إليكم أينما كنتم إبراء للذمة، ونصحاً لله ورسوله.
وكاتب هذه الرسالة من الناس الذين يقدرون ويحترمون جهادكم السابق في تحرير أفغانستان من الغزو الشيوعي الروسي، وما بذلتموه وقتها من مال وجهد وبذلتم أرواحكم رخيصة في سبيل الله عز وجل، نسأل الله أن لا يضيع ذلك العمل.. وأيضاً فإن كاتب هذه الرسالة من الناس المحبين للعمل الاسلامي والدعوة الى الله عزوجل، ومن المناهضين للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة سيما ما تفعله اسرائيل باخواننا المسلمين في ارض فلسطين بدعم مباشر من الادارة المتصهينة في البيت الابيض.

الشيخ أسامة..

إن خطابكم الاخير الذي تم بثه قبل ايام عبر وسائل الاعلام اثار في نفسي الكثير من التساؤلات العديدة حول التأثيرات السلبية التي تسبب بها هذا الخطاب نظراً لغياب البعد السياسي في هذا الخطاب، فمع الأسف كان هذا الخطاب بمثابة طوق النجاة للرئيس الامريكي والذي يواجه ضغوطاً داخلية كبيرة لسحب قواته من العراق، ولذلك قال المراقبون ان الرئيس بوش وجد ضالته في هذا الخطاب، واعطاه حجة قاطعة لإلجام خصومه بأن وجود واستمرار الجيش الامريكي في العراق هو من اجل حماية الشعب الامريكي بأسره من التهديد المستمر الذي تمثله القاعدة للشعب الامريكي.. وعليه فإن خطابكم قد اضر بكل الجهود المبذولة لتسريع خروج الجيش الامريكي من العراق..

الا اذا كنتم لا ترغبون بذلك!!.


ثم قبل هذا ياشيخ اسامة كيف يصلح ان تدعو الشعب الامريكي للاسلام وانت تعترف بجرأة كبيرة بانك وراء قتل الآلاف منهم في احداث 11 سبتمبر 2001، الا تعتقد ويعتقد كل عاقل بان هذا تنفير لهم عن الاسلام؟! فانت اما ان تدعوهم للاسلام بالترغيب والطف العبارة، واما ان تحاربهم وتقاتلهم ولكن ان تعلن الحرب عليهم وتقاتلهم وتدعوهم للاسلام في الوقت نفسه فهذان الامران لا يجتمعان بل يزيد من حقدهم على المسلمين وكراهيتهم للاسلام ونفورهم منه.

ثم ياشيخ اسامة الا تعتقد ويعتقد العقلاء ان مافعله ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين من خلط الجهاد ضد الاحتلال بعمليات الخطف والذبح والتفجير في الاماكن العامة واستهداف دور العبادة والمدنيين من الشيعة والسنة على السواء بل حتى أئمة الجوامع والخطباء لم يسلموا من افعال المحسوبين على تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.. وقتل عدد من رموز اهل السنة على يدهم من امثال الدكتور الراوي وغيره.. وقد ادت مثل هذه العمليات التي استهدفت المدنيين الى تشويه صورة الجهاد والمقاومة في العراق ضد الاحتلال والى تأليب الناس على المجاهدين الذين يجاهدون قوات الاحتلال مباشرة.

ولقد أدى تخويف الناس من الانضمام الى الشرطة الى قوى الامن الى جعل هذه القوات من لون مذهبي واحد، وهو خطر يهدد الآخرين الان وحتى بعد زوال الاحتلال.. فلم يعد يأمن الناس هناك على اموالهم واعراضهم وارواحهم.

وإذا عدنا الى احداث الحادي عشر من سبتمبر فان الغرب واعوانهم في الدول العربية والاسلامية وجدوا فيها ضالتهم لمحاربة العمل الاسلامي بشكل عام، والعمل الخيري بشكل خاص فتم اغلاق كبريات الجمعيات الاسلامية الخيرية، وتم التضييق على الجمعيات والمؤسسات الاخرى تضييقا شديدا اضر بملايين المسلمين المستفيدين من عمل هذه المؤسسات الاسلامية، برغم ان هذه المؤسسات لا علاقة لها بشكل مباشر ولا غير مباشر بهذه الاحداث، الا ان هذه المؤسسات والجمعيات وملايين من المستفيدين منها اضحوا ضحايا بريئين للحرب على ما يسمى بالارهاب.

ان احداث الحادي عشر من سبتمبر وما تلاها ادت بشكل مباشر وبغير مباشر الى ضياع افغانستان وضياع العراق، واستفراد اسرائيل بالفلسطينيين واجهاض الانتفاضة المباركة والتي كانت في اوج قمتها قبيل الاحداث، ولم تعد احوال الامة كما كانت عليه قبل هذه الاحداث!.

وعليه فإني اسأل الشيخ اسامة واقول له: ان الخط الذي تسيرون عليه اضر بالعمل الاسلامي والدعوة الاسلامية في شتى انحاء العالم، فلماذا لا تعيدون النظر في سياستكم وفي خططكم؟! ولماذا لا يتم استشارة العلماء الثقاة واهل الرأي والحكمة في العالم الاسلامي؟! ان نتائج ما تقومون به لا تنعكس فقط عليكم وعلى اتباعكم وانصاركم وانما تمتد آثارها الى الفقير المسكين في نيامي عاصمة النيجر، والى المسلمين في قازان عاصمة تتارستان في روسيا، وتمتد من غانا الى فرغانة .. فلماذا تستبدون برأيكم وتجرون الامة الاسلامية الى مصير مجهول بسبب انفرادكم بالرأي والتصرف!!، ولماذا لا يكون مثل هذا الامر شورى بين قادة الرأي وساسة الفكر في العالم الاسلامي حتى تعلموا هل ما قمتم به صواب ام خطأ؟ وكيف السبيل الى تصحيح الاخطاء والنهوض من جديد بالأمة؟!

وأخيرا أود ان اسأل الشيخ اسامة عن رأيه فيما تقوم به بعض الجماعات التي تنتسب للقاعدة والتي تقوم بتفجيرات عشوائية يروح ضحيتها ابرياء لا ذنب لهم وبعضهم مسلمون فهل هذه الجماعات لها علاقة بكم؟ وهل ترضون عن تصرفاتها وأعمالها؟

كما أود من الشيخ اسامة ان يفيدنا مشكورا عن جماعة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي والتي تقوم ايضا بتفجيرات متفرقة يروح ضحيتها ابرياء وغيرهم، جميعهم أو معظمهم من المسلمين، وهذه التفجيرات فضلا عن ازهاقها لأرواح الأبرياء فهي سلاح تستغله السلطات هناك لضرب العمل الاسلامي والدعوة الاسلامية والتضييق على المساجد والأئمة والدعاة وأحيانا تتعطل الدعوة وينتشر الخوف والتضييق والملاحقة في صفوف عامة الاسلاميين وتقوم الجهات العلمانية بالتحريض ايضا ضد الاسلاميين استغلالا منها للاحداث هذه، فهل ايضا هذه الجماعة محسوبة ايضا عليكم؟ ام انها تنتحل اسم تنظيمكم؟ وهل عملها مرضي عليه من قبلكم ام لا؟ ولو كان الأمر بالايجاب فما وجه الحكمة من تفجير هنا وقتل هناك؟ وما الأهداف السياسية من وراء مثل هذه الاعمال؟ وما النتائج القريبة والبعيدة لمثل هذه الافعال؟ أفيدونا مشكورين لأننا نعجز عجزا مطلقا عن فهم دوافع وأهداف ونتائج مثل هذه العمليات في الوقت الذي نراها مضرة ضررا شديدا بالعمل الاسلامي وهو مانلمسه جليا على ارض الواقع.. فماذا ترون أنتم؟

اسأل الله ان يحفظ اهل الجهاد الصادق، وأن يعز الاسلام واهله، وان يبعد عنا الفتن والمحن والبلايا.. آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم
د.وليد مساعد الطبطبائي

altabtabae@hotmail.com


هذا المقال كان معداً للنشر في 11 سبتمبر، ولكن تأخر نشره لأسباب فنية

تاريخ النشر: الخميس 27/9/2007

فاتن
09-27-2007, 07:10 AM
هذا النائب ومن خلفه فاقدين للمصداقية بسبب دعمهم للطالبان واثارتهم المستمرة للمشاكل التافهة منذ زمن بعيد .

علي علي
09-27-2007, 05:24 PM
اهو ما اعلن البراءة منه
اهو مختلف مع بن لادن في عدم نجاح تفجيراته في تحقيق الهدف المنشود

أمير الدهاء
09-29-2007, 01:05 AM
تو الناس يا الحبيب
الناس ماتت والعيال تيتمت وطول الوقت كنت ساكت وكأنك مو موجود
اللحين تذكرت تندد ؟؟

فاتن
10-08-2007, 01:37 AM
النائب والمطارد


أحمد الصراف - القبس


04/10/2007


أرسل السيد وليد الطبطبائي، النائب في مجلس الأمة الكويتي، رسالة أخوية وعاطفية ل'أسامة بن لادن'، 'الوطن' 27/9، خاطبه فيها كأخ حنون ونصوح ولقبه ب 'شيخ' ثماني مرات!. ولو علمنا بأن أسامة بن لادن مطلوب للعدالة في عشرات الدول لمسؤوليته عن قتل 'مئات' آلاف الأبرياء من دون ذنب، ومطارد من حكومات العالم كافة من دون استثناء، وهذا أمر غير مسبوق في التاريخ البشري، لعلمنا مدى خطورة مضامين مثل هذه الخطابات العلنية التي يقوم نائب كويتي بتوجيهها 'بكل براءة' لمطلوب للعدالة.

قيام النائب الطبطبائي بتكرار وصف بن لادن بالشيخ كاف في حد ذاته لأن تعتقد فئة كبيرة، من الشباب المغرر به، أن أفعاله مبررة طالما كان شيخا!!

كما يعتبر ثناء النائب على 'التاريخ الجهادي' لبن لادن في أفغانستان خطرا آخر على عقليات الكثيرين من السذج وكافية للصفح عن الكثير من 'أخطائه'!! كما أن دعاء النائب بألا يضيع الله أجر 'بن لادن' على جهاده سيحسب لمصلحة هذا المجرم، وكأن كل ما فعله بالإسلام والمسلمين وبقية البشر غير كاف لإدانته، لأنه، حسب رأي النائب، سيثاب في النهاية على خير عمله. وهذه رسالة خطيرة أخرى تعني أن بإمكاننا أن نقتل وندمر ثم يأتي من يطلب الصفح لنا لتنتهي المسألة على خير!!

والنقطة المهمة الأخرى التي أثيرت في الخطاب المفتوح الذي وجهه النائب الكويتي لهذا المجرم قوله إن خطابه الأخير الذي طلب فيه من الشعب الأميركي دخول الإسلام كان بمنزلة طوق النجاة الذي رمي للرئيس الأميركي!! ولا أدري منذ متى كان منطق ومصير بن لادن أهم من مصلحة ومصير ورفاهية الشعب الأميركي ورئيسه بالنسبة للكويتيين!!

ألا يعلم هذا النائب أنه سيكون من أول المتباكين على أعتاب البيت الأبيض متى ما تبين أن هناك خطرا يتهدد حياته ومصالحه من ضربة هنا أو هجوم علينا من هناك؟ فمن السذاجة استبعاد أي أمر، ففي السنوات العشرين الماضية عايشنا أحداثا في المنطقة لم تكن تخطر على بال أي كان .... قبلها بأيام!

ولم ينس النائب الطبطبائي التباكي في رسالته المفتوحة على ضحايا أحداث العنف التي جرت في عشرات دول العالم والتي اعترف تنظيم القاعدة بأنه وراءها، وتناسى أن تأييده، وتأييد من هم على شاكلته، لجرائم القاعدة على مدى السنوات الست الماضية كان السبب وراء تمادي هذا التنظيم في نشر شروره المرعبة، التي لم يعرف لها العالم مثيلا. هل يرغب الطبطبائي أن نقوم بتذكيره بمقالاته وخطبه العنترية، داخل وخارج مجلس الأمة، التي أيد فيها أعمال تنظيم القاعدة في الفلوجة والتي طالب فيها، الشيب والشباب، بنصرة المقاومين فيها والجهاد معهم وشد أزرهم، على الرغم من علمه بكون غالبيتهم من الغرباء عن العراق وشعبه، وكان ذلك قبل عام فقط. فأين كان السيد وليد من جرائم تنظيم القاعدة كل هذا الوقت؟

ولماذا تطلب الأمر اعترافا صريحا من بن لادن مباشرة عن مسؤوليته عن أحداث 11 سبتمبر وبقية جرائم القاعدة في العالم ليكتشف هذا النائب الآن ما سبق أن علمنا به قبل 6 سنوات، وليطالبه الآن فقط ليس بتسليم نفسه لكي يحاكم على ما اقترفت يداه بل لكي 'يخفف الوطء' فقط؟!

أما مطالبته بن لادن بالتوقف عن عملياته في العراق لأن أفعاله أدت إلى تخويف 'السنة' من الانضمام للشرطة العراقية، وما أدى إليه ذلك، حسب قوله، من تحوله للون مذهبي واحد، أي من الشيعة، وما يشكله هذا من خطر يهدد سنة العراق الآن وحتى بعد زوال الاحتلال! فقد كانت مطالبة ذات نفس طائفي بغيض ما كان يجب أن تصدر عن ممثل للأمة!
وينهي النائب رسالته بالطلب من بن لادن، والمطلوب القبض عليه ومحاكمته من قبل 170 دولة في العالم، أن 'يعيد النظر' في سياساته وخططه(!!)

وأن يستشير العلماء والثقات في الرأي والحكمة في العالم الإسلامي(!!) وألا يستبد برأيه! ولا أعرف معنى هذا الشطط في القول خاصة عندما يعتقد أن بإمكان بن لادن بعدها النهوض بالأمة من جديد!

وتبلغ سذاجة النائب قمتها وهو يسأل بن لادن عما إذا كان راضيا عن 'الأعمال' التي تقوم بها جماعته، وإن كانت لها علاقة بما يجري من 'أحداث' في المغرب العربي! وهنا أيضا، كما في كامل خطابه، لا نجد أي إشارة منه إلى أن ما قام ويقوم به بن لادن هو في حكم جرائم القتل والتشريد بل يصفها بالأحداث والأفعال! كما يصر على ادعاء السذاجة أيضا، وهو يوحي بالشك في أن يكون 'شيخه' الجليل والمجاهد وراء مثل هذه 'الأفعال'!

وهنا يبدو وكأنه يبحث له عن مخرج يقيه مصيره المحتوم طال الزمن أم قصر.
أما قول النائب في نهاية رسالته بأنه عاجز عجزا مطلقا عن فهم دوافع وأهداف أفعال بن لادن، فإن تساؤله يبين تواضع فهمه لفكر القاعدة وما تقوم عليه من مبادئ، وكان حريا به دراسة هذه الأمور، وهو الأكاديمي والسياسي، قبل الإقدام على طرح ذلك التساؤل الطفولي، فيكفي ما ورد على لسان بن لادن والظواهري من شروحات كثيرة لدوافعهما الإجرامية!

وينهي النائب خطابه بالدعاء لأهل الجهاد الصادق، وواضح من يقصد هنا، ويوقع رسالته بصفته 'أخا' لأسامة! ولا أدري بماذا كان سيصفه لو لم يقل عنه كل هذا الذي قاله؟
***

ملاحظة:
أثبت من يصر النائب وليد على وصفهم بالعلمانيين، وللمرة الألف، بأنهم كانوا أبعد نظرا وأوضح فكرا منه ومن جماعته.



tasamou7@yahoo.com

فاتن
10-08-2007, 01:39 AM
العربية نت

رسالة من نائب كويتي إلى "الشيخ بن لادن" تثير جدلا في الكويت


http://www.alarabiya.net/articles/2007/10/07/40055.html

هاشم
10-08-2007, 08:10 PM
لنفترض ان رسالة الطبطبائي جاءت في الوقت المناسب
اين رسائل التنديد بإبن لادن من جاسم مهلهل الياسين ومن عكاش ومن الخنة ومن العدوة ومن نهار المطيري ....الخ ؟

سلسبيل
10-10-2007, 01:34 AM
عاتبون عليك يا «شيخ»

مشاري الذايدي


هل يمكن أن تعبر عن انفصالك التام و«المعرفي» عن فكر آخر من خلال نسبة خلافك معه إلى خانة النصيحة والعتب «والشرهة» حسب الدارجة السعودية التي تعني: غاية العتب المحب؟!

أو يكون تعبيرك عن انفصالك واختلافك وتمايزك بـ«بيولوجية فكرية» من خلال خطاب يقوم على مفاهيم وعبارات فاصلة ونهائية في التمايز عنه، وليس من خلال عبارات العتب والتمني؟!

مر طيف هذا السؤال في خاطري وأنا أطالع نصيحة النائب السلفي الكويتي وليد الطبطبائي الذي بدا له أن يوجه رسالة إلى «الشيخ» أسامة بن لادن، عبر صحيفة «الوطن» الكويتية (28 سبتمبر الماضي) حشاها بالنصيحة والعتب وتذكير «الشيخ» أسامة، والذي لا يخفي النائب السلفي تقديره لمشواره الجهادي وخدماته السابقة للأمة الإسلامية في أفغانستان:«وما بذلتموه وقتها من مال وجهد وبذلتم أرواحكم رخيصة في سبيل الله عز وجل، نسأل الله ألا يضيع ذلك العمل»، حسب كلام النائب، الشهير بحروبه البرلمانية المظفرة ضد الحفلات الغنائية واختلاط التعليم، وصوفية وزارة الأوقاف.

هذه الرسالة /النصيحة، نموذج مثالي حول حديثنا في مقدمة المقال.

فمشكلة صاحبنا هنا مع أسامة بن لادن، هو أنه لم يستشر العلماء والدعاة في أعماله، وأن خط القاعدة :«الذي تسيرون عليه أضر بالعمل الإسلامي والدعوة الإسلامية في شتى أنحاء العالم».

ونصائح أخرى من هذه «النمونة» مثل أن حرب القاعدة «المطلقة» على الشرطة في العراق أدت إلى استفراد الشيعة بقوات الأمن (هو استخدم تعبير: لون مذهبي واحد)، وأن تهديد زعيم القاعدة للأمريكان سيشجع بوش على إطالة البقاء في العراق... حسب التحليل السياسي للنائب الممثل للحركة السلفية العلمية.

وتخلص في النهاية، كقارئ، إلى أن الاختلاف مع زعيم القاعدة، حتى وإن سخنت بعض عباراته، ليس إلا خلافا على تقدير المصالح، وهو ليس اختلافا على المبادئ، وليس اختلافا على المستوى القيمي والأخلاقي، بل على المستوى الحركي والمصلحي البحت. ولو أن أعمال القاعدة لم تلحق ضررا بـ«المشروع الإسلامي» الذي تمثله الحركات والتيارات والجمعيات المالية، لما خرجت مثل هذه الرسالة أصلا، ونظائرها من الرسائل.

وما دمنا في سيرة النائب السلفي النشيط وليد الطبطبائي، فلا بأس أن نتذكر، على سبيل المثال، أن النائب كان من أكثر المتحمسين للدفاع عن صديقه «الشيخ» حامد العلي، والأخير كتب يوم قتل الزرقاوي مقالا بعنوان :«الله أكبر استشهد الزرقاوي فزغردي يا سماء وابشري بالنصر». وكان العلي قد اتهم بالإفتاء لأعضاء تنظيم أسود الجزيرة الكويتي، القاعدي النهج، وقد قام أفراد هذا التنظيم بعلميات إرهابية في 2005، وكان زعيمهم عامر خليف تلميذا نجيبا للعلي، ثم أفرج لاحقا عن حامد العلي، وحينها هلل الطبطبائي بذلك بعد أن أشاد بالقضاء الكويتي الذي برأ الأمين العام السابق للحركة السلفية حامد العلي.

وبصرف النظر عن الأسانيد القانونية للتبرئة، فهذا شغل محامين وحكم قضاة، لكن ما لا يبرأ العلي منه هو الأفكار المتطرفة، وجولة سريعة في موقعه (الانترنتي) كفيلة بالتعرف على أفكار هذا الرجل عن الحلول والطرق التي يجب أن يسلكها المسلمون، وليس هذا مكان التوسع في ذلك. ولكنه مكان التوسع في اصطياد هذا الخلاف المدعى والاعتدال القشري الذي يقال لنا، ويصدقه من يرغب بالتصديق.

الفكرة هي، ولنغادر مثال الطبطبائي ورسالته، أن هناك كذبة تسوق للناس بوجود اختلاف جوهري بين بعض الوجوه التي نراها وبين بعض الوجوه التي تتخفى عنا في كهوف تورا بورا. صحيح أن هناك تصادم مصالح بين القاعدة وبين من يمارس العمل السياسي أو النشاط العلني في بعض الدول العربية والإسلامية، تصادم مصالح بسبب «إحراج» القاعدة لبقية العاملين هؤلاء، إذن فهو اختلاف على الحصاد وليس على البذار! أي أن الخلاف اظهر للعلن لما تبين أن النتائج ضارة ببقية الإخوة وكافة أشكال «العمل الإسلامي»، وليس خلافا منذ البدء في لحظة البذار.

فمثل هذه النصائح لـ«الأخ»، أو«الشيخ» اسامة بن لادن، هي نصائح ظلت معتقة في دنان الانتظار حتى انكشف الحقل القاعدي عن هشيم تذروه الرياح، ولم تر العين إلا بئرا معطلة وقصرا مشيدا.

وهذا بالضبط هو محل الخلاف، ومعقد الاختلاف. ليست المشكلة في القاعدة أنها أضرت بـ«العمل الإسلامي» أو عطلت المشاريع الدعوية، أو أربكت الجهاد في العراق أو فلسطين...الخ هذه المرافعة المكررة منذ بضعة سنوات من قبل نجوم الإسلاميين السياسيين، لا! بل المشكلة، كل المشكلة، مع القاعدة هو في بنية خطابها الفكري، والاشتباك هو مع «خيال» القاعدة، ومدينة القاعدة الفاضلة، التي لا يختلف معهم في الحلم بها من ينصحهم، إنما يختلفون معهم في سبل الوصول إلى هذه المدينة الفاضلة، لذا نجد دوما أن كل نصائح الناصحين وعتب العاتبين «وشرهات الشارهين» لا تؤثر في حجر الفكر القاعدي الصلد، لأنها تلامس سطح الحجر ولا تفتته!

من نقطة البدء يكون الخلاف، وبهذه الطريقة يكون الخلاف أقل كلفة، لأنه يوفر الكثير من الجهد، بدل الدخول في التزامات وتنازلات بسبب المزايدة على طهرانية القاعدة ومجاهديها وهجائهم «المحرج» والدائم لبعد المسلمين عن الإسلام. المواجهة الحقة مع القاعدة تكون بتفكيك خطاب التعصب الديني و«أوهام الإسلام السياسي» (هذا عنوان كتاب خطير لعبد الوهاب المؤدب)، لا من خلال التلميس على فرو الوحش، بل بمواجهة هذا الوحش ووضع العين النقدية في عينه الرائبة في نبيذ الغيبوبة والانغلاق.

صحيح القول بأن القاعدة والإرهاب باسم الدين هو أمر مكروه وقد تم مواجهة هذا الإرهاب بحزم وتشكل تحالف لمكافحته من قبل الحكومات العربية، رغم الارتياب بالنوايا الأمريكية، حتى ليبيا شاركت في هذه المواجهة بسبب شعورها بجدية الخطر، اقلها على عرش الحكم، فلن نتحدث عن الاكتراث الرسمي بتسبب الثقافة الدينية المتعصبة بإعاقة التحديث، فهذا، أعني التحديث والتنمية، في الغالب، ليس هموم السياسة العربية الرسمية.

نحن لا نتحدث عن هذا النمط من الحرب المباشرة، فهذا أمر مفروغ منه، وأصبح من أبجديات القول، خصوصا أنه لا شك أن غالبية المسلمين ترفض الأعمال الإرهابية التي تمارس باسم الدين، ففي النهاية الناس الأسوياء تكره القتل والخراب، ولسنا بحاجة لاستطلاعات أو دراسات لتأكيد هذه المسألة، ومع هذا فقد سبق أن نشرت «الشرق الأوسط» في 17 يوليو 2005 خبراً يتحدث عن دراسة أجراها أحد المكاتب المتخصصة والتابع لمعهد «بي إي دبليو» في واشنطن، الدراسة أجريت في 16 دولة من مختلف مناطق العالم، وبينت أن نسبة المتعاطفين مع تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، تراجعت.

غير أننا لو جربنا أن نسأل الجمهور العربي والمسلم سؤالا مغايرا، ليس عن أعمال القاعدة، فالغالية ضد عملياتها، ماذا لو سألنا الجمهور: هل تعتقد أن الدولة الإسلامية موجودة؟ وهل تعتقد أن النموذج الشرعي«الديني» موجود الآن، وإذا لم يكن موجودا هل تتمنى إيجاده؟

مثل هذا السؤل سيكشف كم نحن بارعون في إخفاء المكنوس تحت السجاد بدل إلقائه للخارج!

الأمور تبدأ بالسوء حينما يأتي الحديث عن تفكيك بنية التعصب الديني، هذه البنية القائمة على توليفة من الارتياب الوسواسي العربي الرسمي من أي مقاربة نقدية للذات والتاريخ والتراث والعقل السائد، فهي «تلخبط» الأمور، وتعكر السكينة، وسواس فوقي يقتات على وعي شعبي غائب ومتوتر ومحارب بشراسة هو نفسه للتغيير، رغم أنه ـ أعني الجمهور ـ هو من يقع عليه ضرر التعصب والجمود! شيء محير فعلا، وشيء يجعلك تدرك أن الأمر أكبر وأعتى من رسائل مناصحة وقتية، وبنج خطابي يرش هنا أو هناك، لا يلبث أن يزول أثره، بعد هنيهة من الوقت.

التغيير يبدأ من دوائر بعيدة عن دائر «القاعدة»، تلك الدائرة الصغيرة والواضحة.

التغيير يبدأ من قواعد القاعدة !

قواعد القاعدة التي انبنت عليها. وهي قواعد عريضة وكثيرة وبارزة لمن يريد أن يرى. فمن يريد أن يرى، ويدفع ثمن الرؤية، فالرؤية مسؤولية في نهاية المطاف...

الشرق الاوسط اللندنية