محلل نفسى
07-13-2004, 12:43 AM
لحظات الطلاق لحظات حزينة.. لايعرف مراراتها إلا من ذاقها حتي الذين سعوا إليها وتمنوها يحزنون حزنا كبيرا.. إنها لحظات يشعر فيها الإنسان بالفشل الحقيقي.. ونادرا ما يتم الطلاق فجأة وبدون مقدمات
ففي حقيقة الأمر انه يبدأ كإحساس قبل اللحظة الفعلية التي يتم فيها الطلاق وتكون نقطة البداية عند توقف المشاعر وتجمد العواطف وتحجر الوجدان, انها اللحظة التي يتوقف فيها إحساس طرف بالآخر أو قد يتوقف إحساسهما معا في وقت واحد قد يحدث هذا في اليوم الأول للزواج. وقد يحدث بعد شهر. أو بعد سنة. أو بعد عدة سنوات هذه هي البداية الحقيقية للطلاق.
* ويقول الدكتور عادل صادق أستاذ الطب النفسي في كلية الطب جامعة عين شمس: أن هذه البداية يسبقها مشاحنات. عدم ارتياح والصراع قد يأخذ شكلا حادا ومستمرا يمكن أن يكون مجهدا ومريرا قد تكون هناك اختلافات جوهرية بين الزوجين
ولكن رغم هذا فإن فكرة الطلاق.. تكون بعيدة عن الذهن بل يكون هناك إحساس غريب بأنه رغم الصراع والمشاحنات والاختلافات فهناك في نفس الوقت إحساس راسخ بالاستمرار والثبات والطمأنينة بمعني أن كل شيء مضطرب ولكن الحياة مستمرة وستستمر. والألم يكون سطحيا والمعاناة خارجية والشكوي باللسان
فجأة يحدث البركان.. ويحدث فقط عندما يجف الإحساس, فجفاف الإحساس معناه بداية التباعد الحقيقي. عندما تصبح المسافة التي تفصلهما آلاف الأميال والهوة التي بينهما عميقة القرار فلا يري أحدهما الآخر.. ولا يسمع أحدهما الآخر.. لماذا؟ لأن علي المستوي النفسي يكون كل واحد منهما قد قام بإلغاء الآخر
أي أن كلا منهما قد تحول بالنسبة للآخر إلي صفر. هذه هي البداية.. لأنه إذا كان الزواج.. قمة الإحساس بالآخر فإن الطلاق يكون هو توقف الإحساس بالآخر.. وتوقف الإحساس هو انهيار كامل للمعني الحقيقي للزواج.
ويؤكد الدكتور عادل صادق أن هناك أناسا لايصلحون للزواج وغير مهيئين له وزواجهم محكوم عليه بالفشل لأنهم لايمتلكون المقومات التي تساعد علي أن يكونوا روحا قابلة للذوبان في روح إنسان آخر أو تحمل مسئولية رعايته والمحافظة عليه واسباغ الحنان والمودة له.
فمن هو هذا الإنسان الذي لايصلح للزواج؟!!
هو الذي غابت عنه معاني القدسية بشكل عام وقدسية الزواج بشكل خاص. فلايستقر زواج بدون احترام والاحترام لايكون للزوج فقط ولكنه للناس جميعا للإنسانية, للقيم, للمعاني, للحياة, احترام الإنسان لنفسه.
ولايشعر( بقدسية الزواج) إلا من كان له حس ديني فالمتدينون يقدسون الزواج ويبغضون الطلاق.
الذي لايستطيع أن يحب وحقيقة الأمر أن الزواج والحب شيء واحد. ففي علاقة الحب يعطي الإنسان بدون مقابل ويتخلي تماما عن أنانيته ونرجسيته... وعدم وجود الحب يتسبب في وجود مناطق أكثر للصراع بين الزوجين كما يجعل الصراع أكثر حدة وأبعد تأثيرا..
ان الإنسان غير المؤهل للزواج لايستطيع أن يحترم حرية الفرد فالحياة مع إنسان آخر تستلزم أن تحترم حرية هذا الإنسان وإرادته وتفرده وتقدر تميزه وتعطيه الفرصة لأن ينمو ويتطور داخل إطار هذه العلاقة.. وكل إنسان محتاج إلي أن يشعر بحريته لأنها تعني كرامته. ويحتاج أن يغضب ويعبر عن غضبه.. حريته في أن يتكلم أو يصمت حينما يريد. حريته في أن ينعزل أو يخلو بنفسه حينما يريد فالحرية هي إحدي دعائم الزواج المهمة..
ويضيف د. صادق: ان الإنسان غير المؤهل للزواج هو ذلك الإنسان الذي يفتقد الذوق والإحساس الرقيق ويتصف بغلظة القلب.. ويميل إلي تجريح الآخرين والسخرية منهم وتعنيفهم وإنتقادهم بقسوة. وقد يصل الأمر إلي حد الإهانة والتفوه بألفاظ نابية ذلك الإنسان يتمتع بقدر محدود من الإنسانية وبقدر مرتفع من السادية..
* وتوضح الدكتورة عبلة محمد الكحلاوي عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بكلية بنات جامعة الأزهر رأيها في الطلاق وحقوق المرأة المادية في حالة طلاقها فتقول: أن الطلاق يصيب كبد الرجل وعقله وقلبه وجيبه لأنه الخروج طواعية من أنس الصحبة وسكينة الدار ورحابة الاستقرار إلي دائرة بلا مركز
فالطلاق قيد ودخول في أسر تلو أسر وقيد يلي قيد.. أسر رفقة ظالمة ثم أسر الوحدة بدون رفيق خاصة بعدما ينفض الجمع أسر المطاعم والمقاهي التي تعولمت قبل الفكر والثقافة فقدمت طعاما حارا بلاستيكيا بلا هوية, بلا فائدة والنتيجة أحيانا أمراض نفسية وأخري عصبية وبالإحصاءات وجد أن الأعزب أكثر عرضة للإصابة بالأمراض القاتلة بل نسبة المنتحرين بين الرجال المطلقين أكثر من غيرهم وكذلك نسبة الجنون والموت المفاجيء.
* وتقول الدكتورة عبلة محمد الكحلاوي أن( الطلاق أبغض الحلال) وانه تشريع استثنائي شرع للضرورة القصوي ان تعذرت الحياة فعلينا بالتروي وتحكيم العقل قبل الإقدام عليه.. فالطلاق ليس كما يتصور البعض منحة وحقا موكلا لرجل يخول له بمقتضي هذه النظرة تطليق زوجته متي شاء
وبمجرد شعوره بالملل أو الكراهية أو الرغبة في الحرية ونسي القول المشهور( تزوجوا ولاتطلقوا) كما نسي قول الرسول صلي الله عليه وسلم( لعن الله كل ذواق مطلاق) ثم جعل الطلاق علي مراحل فيقول تعالي( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) ووضع الله سبحانه وتعالي العديد من الإجراءات المضادة لمنع الطلاق فلم يحكم الشرع بطلاق المكره والغاضب غضبا شديدا يخرجه عن طبيعته( لاطلاق في إغلاق)
وجعل الطلاق في زمان محدد. وماذلك إلا لتضييق الفرصة علي الراغب في الطلاق... كذلك أمر بالإشهاد علي الطلاق كما شرطه عند الزواج وذلك لقوله تعالي( واشهدوا ذوي عدل منكم) ولعل في الإشهاد علي الطلاق ما يكون سببا للإحجام عن الطلاق.
* وتري الدكتورة فوزية عبد الستار رئيسة اللجنة التشريعية بالمجلس القومي للمرأة أن الطلاق يرجع إلي نقص الوعي الأسري بحقوق كل من الزوجين والانسياق وراء العاطفة عند اختيار الزوج أو الزوجة وعدم تحكيم العقل في ذلك مما قد يؤدي إلي زواج غير متكافيء من حيث البيئة والقيم والمفاهيم.
* أما الدكتورة سامية الساعاتي أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلي للثقافة فهي تري ان من أكثر العوامل التي تؤدي إلي الطلاق صراع الأدوار الذي يتسلل إلي الحياة الزوجية ومن اشكال الصراع المعروفة ذلك الذي يحدث بين دور الزوجة وربة البيت وبين دورها كإمرأة عاملة
وبخاصة إذا كان لديها أطفال والشيء ذاته قد يحدث بالنسبة للرجل عندما يواجه الصراع بين دوره كزوج وأب ودوره كأحد أفراد شلة أصدقاء قديمة اعتادت السهر والانفاق ببذخ ويكون عليه إما هجر هذه الشلة والإلتزام بالواجبات الزوجية أو إهمال أسرته والاندفاع مع أصدقائه ويعد سوء الأحوال الاقتصادية للأسرة عاملا أساسيا في الطلاق لأنه يشعر الزوج بالعجز حيال الوفاء بإحتياجات زوجته وأولاده الأمر الذي يدفعه إلي الخروج علي هذه العلاقة التي تذكره بضعفه.
* أما بالنسبة لقضية الطلاق والأسباب التي تؤدي إلي حدوثه من وجهة نظر الدكتورة هبة إبراهيم عيسوي أستاذة الأمراض النفسية والعصبية في كلية الطب جامعة شمس فهي تري انه كثيرا ما يختلف الزوجان خلافات حادة ويكون فيها الطلاق حتمية مؤكدة
وفي حالات أخري يكون الطلاق نتيجة للعناد الذي قد يصل إلي كثير من التوتر بين طرفي العلاقة وقد يقوي هذا الإحساس مجموعة الاصدقاء والمقربين الذين يعتقدون أن ما يقومون به لصالح الأسرة.. وإذا أحصينا الحالات التي حدث فيها الطلاق
فنجد أن إختلاف الشخصين وعدم التفاهم ويؤدي بهما إلي صعوبة في التكيف علي تفاصيل الحياة اليومية ولكن قد تستمر من بداية الزواج لفترة طويلة خاصة إذا كان هناك أولاد ولكن غالبا ما يثور طرف من الطرفين بعد سنوات طويلة من الزواج ويطلب الطلاق إقتناعا منه بأنه ضحي بحياته وسعادته في سبيل بناء أسرته
وقد جاءت اللحظة لكي يستمتع هو الآخر بجزء من سعادته المفقودة. والطريق إلي الطلاق طويل ويمر بمراحل نفسية معقدة أولها محاولات غير جادة للإصلاح ففيها يلوم كل طرف الطرف الآخر ويتهمه بأنه السبب المباشر لما وصلوا إليه وقد تكبر الخلافات حين يتدخل آخرون للإصلاح
وغالبا ما يتطور الامر إلي مايسمي بالانفصال وهو حالة من الابتعاد الجسدي والمعنوي بين الزوجين دون الطلاق وقد يلجأ إليها الطرفان أملا منهما في أن تساعدهما علي حل المشاكل اليومية وتجنبها طالما لايختلطوا ببعضهما ولكن للأسف الشديد يؤدي هذا الانفصال إلي تقطيع أواصر المحبة بين الزوجين فتزداد العلاقة جفوة وإضطرابا مما قد يؤدي إلي إقتناع كلا الطرفين بأن الطلاق هو الحل الأمثل للخلاص من هذه المشكلة المزمنة.
* ومن رأي الدكتورة هبةعيسوي انه من الأسباب الشائعة للطلاق التقصير في الحقوق الزوجية سواء كانت معنوية أو مادية أو حسية أو التعرض لأزمة زوجية حادة كخيانة أحد الطرفين للآخر مما قد يؤدي إلي أعراض نفسية قد تصل إلي أمراض كالاضطرابات النفسية الجسمية كالقيء المتكرر أو إرتفاع ضغط الدم أو الصداع المزمن أو ظهور طفح جلدي
وقد يذبل الطرف الذي يعاني القلق والإكتئاب ويصاب بفقدان الشهية مع كسل شديد وعدم الاهتمام بأي شيء وفقدان للوزن... ولكي لانصل إلي هذه الحالات النفسية والمرضية علينا باستشارة مراكز تقدم خدمات إرشادية متكاملة سواء في المجالات الشرعية والنفسية والإجتماعية والقانونية يقوم بها فريق متكامل متخصص في هذه المجالات تهدف في النهاية إلي الحفاظ علي كيان الأسرة وإستقرارها والحد من الزيادة في حالات الطلاق.
ففي حقيقة الأمر انه يبدأ كإحساس قبل اللحظة الفعلية التي يتم فيها الطلاق وتكون نقطة البداية عند توقف المشاعر وتجمد العواطف وتحجر الوجدان, انها اللحظة التي يتوقف فيها إحساس طرف بالآخر أو قد يتوقف إحساسهما معا في وقت واحد قد يحدث هذا في اليوم الأول للزواج. وقد يحدث بعد شهر. أو بعد سنة. أو بعد عدة سنوات هذه هي البداية الحقيقية للطلاق.
* ويقول الدكتور عادل صادق أستاذ الطب النفسي في كلية الطب جامعة عين شمس: أن هذه البداية يسبقها مشاحنات. عدم ارتياح والصراع قد يأخذ شكلا حادا ومستمرا يمكن أن يكون مجهدا ومريرا قد تكون هناك اختلافات جوهرية بين الزوجين
ولكن رغم هذا فإن فكرة الطلاق.. تكون بعيدة عن الذهن بل يكون هناك إحساس غريب بأنه رغم الصراع والمشاحنات والاختلافات فهناك في نفس الوقت إحساس راسخ بالاستمرار والثبات والطمأنينة بمعني أن كل شيء مضطرب ولكن الحياة مستمرة وستستمر. والألم يكون سطحيا والمعاناة خارجية والشكوي باللسان
فجأة يحدث البركان.. ويحدث فقط عندما يجف الإحساس, فجفاف الإحساس معناه بداية التباعد الحقيقي. عندما تصبح المسافة التي تفصلهما آلاف الأميال والهوة التي بينهما عميقة القرار فلا يري أحدهما الآخر.. ولا يسمع أحدهما الآخر.. لماذا؟ لأن علي المستوي النفسي يكون كل واحد منهما قد قام بإلغاء الآخر
أي أن كلا منهما قد تحول بالنسبة للآخر إلي صفر. هذه هي البداية.. لأنه إذا كان الزواج.. قمة الإحساس بالآخر فإن الطلاق يكون هو توقف الإحساس بالآخر.. وتوقف الإحساس هو انهيار كامل للمعني الحقيقي للزواج.
ويؤكد الدكتور عادل صادق أن هناك أناسا لايصلحون للزواج وغير مهيئين له وزواجهم محكوم عليه بالفشل لأنهم لايمتلكون المقومات التي تساعد علي أن يكونوا روحا قابلة للذوبان في روح إنسان آخر أو تحمل مسئولية رعايته والمحافظة عليه واسباغ الحنان والمودة له.
فمن هو هذا الإنسان الذي لايصلح للزواج؟!!
هو الذي غابت عنه معاني القدسية بشكل عام وقدسية الزواج بشكل خاص. فلايستقر زواج بدون احترام والاحترام لايكون للزوج فقط ولكنه للناس جميعا للإنسانية, للقيم, للمعاني, للحياة, احترام الإنسان لنفسه.
ولايشعر( بقدسية الزواج) إلا من كان له حس ديني فالمتدينون يقدسون الزواج ويبغضون الطلاق.
الذي لايستطيع أن يحب وحقيقة الأمر أن الزواج والحب شيء واحد. ففي علاقة الحب يعطي الإنسان بدون مقابل ويتخلي تماما عن أنانيته ونرجسيته... وعدم وجود الحب يتسبب في وجود مناطق أكثر للصراع بين الزوجين كما يجعل الصراع أكثر حدة وأبعد تأثيرا..
ان الإنسان غير المؤهل للزواج لايستطيع أن يحترم حرية الفرد فالحياة مع إنسان آخر تستلزم أن تحترم حرية هذا الإنسان وإرادته وتفرده وتقدر تميزه وتعطيه الفرصة لأن ينمو ويتطور داخل إطار هذه العلاقة.. وكل إنسان محتاج إلي أن يشعر بحريته لأنها تعني كرامته. ويحتاج أن يغضب ويعبر عن غضبه.. حريته في أن يتكلم أو يصمت حينما يريد. حريته في أن ينعزل أو يخلو بنفسه حينما يريد فالحرية هي إحدي دعائم الزواج المهمة..
ويضيف د. صادق: ان الإنسان غير المؤهل للزواج هو ذلك الإنسان الذي يفتقد الذوق والإحساس الرقيق ويتصف بغلظة القلب.. ويميل إلي تجريح الآخرين والسخرية منهم وتعنيفهم وإنتقادهم بقسوة. وقد يصل الأمر إلي حد الإهانة والتفوه بألفاظ نابية ذلك الإنسان يتمتع بقدر محدود من الإنسانية وبقدر مرتفع من السادية..
* وتوضح الدكتورة عبلة محمد الكحلاوي عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بكلية بنات جامعة الأزهر رأيها في الطلاق وحقوق المرأة المادية في حالة طلاقها فتقول: أن الطلاق يصيب كبد الرجل وعقله وقلبه وجيبه لأنه الخروج طواعية من أنس الصحبة وسكينة الدار ورحابة الاستقرار إلي دائرة بلا مركز
فالطلاق قيد ودخول في أسر تلو أسر وقيد يلي قيد.. أسر رفقة ظالمة ثم أسر الوحدة بدون رفيق خاصة بعدما ينفض الجمع أسر المطاعم والمقاهي التي تعولمت قبل الفكر والثقافة فقدمت طعاما حارا بلاستيكيا بلا هوية, بلا فائدة والنتيجة أحيانا أمراض نفسية وأخري عصبية وبالإحصاءات وجد أن الأعزب أكثر عرضة للإصابة بالأمراض القاتلة بل نسبة المنتحرين بين الرجال المطلقين أكثر من غيرهم وكذلك نسبة الجنون والموت المفاجيء.
* وتقول الدكتورة عبلة محمد الكحلاوي أن( الطلاق أبغض الحلال) وانه تشريع استثنائي شرع للضرورة القصوي ان تعذرت الحياة فعلينا بالتروي وتحكيم العقل قبل الإقدام عليه.. فالطلاق ليس كما يتصور البعض منحة وحقا موكلا لرجل يخول له بمقتضي هذه النظرة تطليق زوجته متي شاء
وبمجرد شعوره بالملل أو الكراهية أو الرغبة في الحرية ونسي القول المشهور( تزوجوا ولاتطلقوا) كما نسي قول الرسول صلي الله عليه وسلم( لعن الله كل ذواق مطلاق) ثم جعل الطلاق علي مراحل فيقول تعالي( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) ووضع الله سبحانه وتعالي العديد من الإجراءات المضادة لمنع الطلاق فلم يحكم الشرع بطلاق المكره والغاضب غضبا شديدا يخرجه عن طبيعته( لاطلاق في إغلاق)
وجعل الطلاق في زمان محدد. وماذلك إلا لتضييق الفرصة علي الراغب في الطلاق... كذلك أمر بالإشهاد علي الطلاق كما شرطه عند الزواج وذلك لقوله تعالي( واشهدوا ذوي عدل منكم) ولعل في الإشهاد علي الطلاق ما يكون سببا للإحجام عن الطلاق.
* وتري الدكتورة فوزية عبد الستار رئيسة اللجنة التشريعية بالمجلس القومي للمرأة أن الطلاق يرجع إلي نقص الوعي الأسري بحقوق كل من الزوجين والانسياق وراء العاطفة عند اختيار الزوج أو الزوجة وعدم تحكيم العقل في ذلك مما قد يؤدي إلي زواج غير متكافيء من حيث البيئة والقيم والمفاهيم.
* أما الدكتورة سامية الساعاتي أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس وعضو المجلس الأعلي للثقافة فهي تري ان من أكثر العوامل التي تؤدي إلي الطلاق صراع الأدوار الذي يتسلل إلي الحياة الزوجية ومن اشكال الصراع المعروفة ذلك الذي يحدث بين دور الزوجة وربة البيت وبين دورها كإمرأة عاملة
وبخاصة إذا كان لديها أطفال والشيء ذاته قد يحدث بالنسبة للرجل عندما يواجه الصراع بين دوره كزوج وأب ودوره كأحد أفراد شلة أصدقاء قديمة اعتادت السهر والانفاق ببذخ ويكون عليه إما هجر هذه الشلة والإلتزام بالواجبات الزوجية أو إهمال أسرته والاندفاع مع أصدقائه ويعد سوء الأحوال الاقتصادية للأسرة عاملا أساسيا في الطلاق لأنه يشعر الزوج بالعجز حيال الوفاء بإحتياجات زوجته وأولاده الأمر الذي يدفعه إلي الخروج علي هذه العلاقة التي تذكره بضعفه.
* أما بالنسبة لقضية الطلاق والأسباب التي تؤدي إلي حدوثه من وجهة نظر الدكتورة هبة إبراهيم عيسوي أستاذة الأمراض النفسية والعصبية في كلية الطب جامعة شمس فهي تري انه كثيرا ما يختلف الزوجان خلافات حادة ويكون فيها الطلاق حتمية مؤكدة
وفي حالات أخري يكون الطلاق نتيجة للعناد الذي قد يصل إلي كثير من التوتر بين طرفي العلاقة وقد يقوي هذا الإحساس مجموعة الاصدقاء والمقربين الذين يعتقدون أن ما يقومون به لصالح الأسرة.. وإذا أحصينا الحالات التي حدث فيها الطلاق
فنجد أن إختلاف الشخصين وعدم التفاهم ويؤدي بهما إلي صعوبة في التكيف علي تفاصيل الحياة اليومية ولكن قد تستمر من بداية الزواج لفترة طويلة خاصة إذا كان هناك أولاد ولكن غالبا ما يثور طرف من الطرفين بعد سنوات طويلة من الزواج ويطلب الطلاق إقتناعا منه بأنه ضحي بحياته وسعادته في سبيل بناء أسرته
وقد جاءت اللحظة لكي يستمتع هو الآخر بجزء من سعادته المفقودة. والطريق إلي الطلاق طويل ويمر بمراحل نفسية معقدة أولها محاولات غير جادة للإصلاح ففيها يلوم كل طرف الطرف الآخر ويتهمه بأنه السبب المباشر لما وصلوا إليه وقد تكبر الخلافات حين يتدخل آخرون للإصلاح
وغالبا ما يتطور الامر إلي مايسمي بالانفصال وهو حالة من الابتعاد الجسدي والمعنوي بين الزوجين دون الطلاق وقد يلجأ إليها الطرفان أملا منهما في أن تساعدهما علي حل المشاكل اليومية وتجنبها طالما لايختلطوا ببعضهما ولكن للأسف الشديد يؤدي هذا الانفصال إلي تقطيع أواصر المحبة بين الزوجين فتزداد العلاقة جفوة وإضطرابا مما قد يؤدي إلي إقتناع كلا الطرفين بأن الطلاق هو الحل الأمثل للخلاص من هذه المشكلة المزمنة.
* ومن رأي الدكتورة هبةعيسوي انه من الأسباب الشائعة للطلاق التقصير في الحقوق الزوجية سواء كانت معنوية أو مادية أو حسية أو التعرض لأزمة زوجية حادة كخيانة أحد الطرفين للآخر مما قد يؤدي إلي أعراض نفسية قد تصل إلي أمراض كالاضطرابات النفسية الجسمية كالقيء المتكرر أو إرتفاع ضغط الدم أو الصداع المزمن أو ظهور طفح جلدي
وقد يذبل الطرف الذي يعاني القلق والإكتئاب ويصاب بفقدان الشهية مع كسل شديد وعدم الاهتمام بأي شيء وفقدان للوزن... ولكي لانصل إلي هذه الحالات النفسية والمرضية علينا باستشارة مراكز تقدم خدمات إرشادية متكاملة سواء في المجالات الشرعية والنفسية والإجتماعية والقانونية يقوم بها فريق متكامل متخصص في هذه المجالات تهدف في النهاية إلي الحفاظ علي كيان الأسرة وإستقرارها والحد من الزيادة في حالات الطلاق.