سمير
09-21-2007, 10:34 AM
تحقيق فوز الظاهر
كثرت في الأونة الأخيرة جرائم الخدم. ودائماً أو غالباً ما يكون الأطفال هم ضحايا جرائم الخدم فهم الأسهل إلى الانتقام والرد على الطريقة غير اللائقة بمعاملتهم من جانب ذويهم.
ان الخدم يرون عياناً وتفصيليا علاقة الحب واللهفة من الأهل على اطفالهم، ولهذا فإن حرق قلوبهم من هذا الباب هو الأفضل علاوة على أنه الأسهل.
وقد كان معظم السلوك الاجرامي من الخدم ناجماً عن سوء المعاملة من قبل الأسرة التي يعملون لديها.
لكن هل يمكن للأسرة ان تستغني عن الخدم أو وجود الخادمة في المنزل؟!
ربما ينظر البعض بالدهشة لمثل هذا الأمر، بل هناك من يشعر وكأنه يرتكب عيباً لعدم وجود خادمة في منزله... ولكن كثيرا من الأسر التي لا يوجد لديها خدم تشعر بالسعادة رغم الأعباء المنزلية التي تقع على كاهلهم... لكنهم يرتاحون بحياتهم على الأقل ذهنيا وينامون قريري الأعين دون التفكير بمشاكل الخدم الكثيرة.
ولعل من أهم الأسباب التي تجعل وجود الخدم ضرورة بكل منزل هي التغيرات التي حدثت بتكوين الأسرة الكويتية وخصوصا بعد التطور الاقتصادي بها وكبر حجم المنزل أيضا والوضع المادي الجيد للأسرة ما دفع البعض ان يستخدم أكثر من خادمة وليست واحدة فقط ورغبة الاسرة بالشعور بالراحة واهتمام الزوجة بنفسها أكثر وخصوصا ان اغلبهن أصبحن يعملن بقطاعات مختلفة.
أيضا يعتبر وجود الخدم نوعاً من التباهي بين الأسر وعندما نجد أسرة ليست لديها خادمة قد تعاب لذلك رغم ان وضعها هو الأمر الصحيح إلا أن البعض لا يقتنع بعدم وجود الخادمة في المنزل، وايضا لابد من سائق خصوصا اذا كبر حجم الاسرة، وتعددت المراحل الدراسية للابناء وزادت متطلباتهم... إذاً حاجة المنزل إلى خادمة أو سائق هي من الأمور المهمة في المجتمع وقد نجدها أحد شروط أى فتاة ستتزوج فهي تطلب وجود خادمة معها وبعضهن اذا تزوجن وذهبن لمنزل الزوجية تأخذ معها خادمة أهلها لتسحب حقيبتها معها وهذا من الأمور الخاطئة ولكن تحدث من فتيات حديثات عهد بالزواج.
لقد أصبحت أمور المنزل كلها تقودها الخادمة من طبخ وتنظيف ومتابعة الأطفال والاهتمام بشؤون المنزل وكل هذا لو حدث تحت عين أفراد الاسرة فإنه يكون أمرا جيداً لكن عندما نهمل عنصر المراقبة، ونجعل السفينة تسير بلا ربان فإنها حتما ستغرق أو تذهب باتجاهات مختلفة... لا نقول إن الجميع مخطئون بجلب الخدم ولا نلوم الأسر بعدم المتابعة الصحيحة فكل أسرة لها ظروفها الخاصة التي تساعدها على تأدية دورها إلا أننا ما زلنا بحاجة إلى توعية الابناء والاباء والأمهات إلى مخاطر تحدث بمنازلنا جلبت من الخارج ولا نرغب بأن يكون هناك ضحايا وخصوصا الأطفال والمراهقين من الابناء.
الحلول المناسبة
لقد تعددت طرق تعامل الاسر الكويتية مع الخدم فمنهم من يعتبرهم فرداً من الاسرة وتكون جميع احتياجاتهم من ملبس ومأكل متوافرة لهم ويعاملون بأحسن معاملة ولا يقبلون ان يخطئ أحد عليهم تعاطفا معهم ويكون بعضهم يقدر هذه المعاملة بأداء عمله على أكمل وجه ويستمر لسنوات طويلة معهم لشعوره بالراحة معهم.
ولكن هناك من يستغل طيبة هذه الأسر فتجده يسرق ما خف حمله وارتفع ثمنه، وقد يعتقد انهم يشفقون لحاله ويشعر بالإهانة فتجده لا يقدر أو يحترم معاملتهم الحسنة! وتجد بعض الأسر تعامل الخدم وكأنهم مجموعة متدنية من البشر وعديمي الاحساس والنظافة فيلجأون للعنف والصراخ معهم وأحيانا ينظرون لهم باشمئزاز كالتي كانت تجبر الخادمة على الاستحمام دوما لتشعرها بمدى كرهها لها وأنها إنسانة غير نظيفة مما يجعل الخادمة تفهم بصورة خاطئة نظرة المعزبة لها.
لابد ان نشرح لهم كيفية حياتنا وألا نجعلهم كالعبيد لدينا فنحن لا نملكهم ولا يحق لنا ان نعاملهم معاملة سيئة كي نملأ قلوبهم بالحقد والكراهية تجاهنا ونعطي الانطباع الخاطئ للخليجيين، وعندما نشعر ان الخادمة غير طبيعية وغير سوية ونلاحظ بعض التصرفات الغريبة نقوم بإعادتها لسفارتها أو للمكتب الذي جلبها...
ولا نتحمل اخطاء الخدم ونفسياتهم الغريبة ونحن لا نعلم ما كان يحدث لهم قبل قدومهم للعمل لدى احدى الأسر في الكويت... لابد من كل أم بالذات مع مشاركة الأبناء لها ان يتعلموا المتابعة عن بعد بحيث لا تشعر الخادمة بأنها مراقبة وأنها غير مرغوبة والتعامل معها بطريقة جيدة وتوفير الملبس النظيف مع المأكل الذي نعلم انه متوافر لدى اغلبية الأسر فاستغرب من تقليل الوجبات أو إجبارهن علي الأكل من بقايا الطعام الذي يبقى من بعد انتهائهم من أي وجبة... فهل يعقل هذا! كذلك تقليل فترة الراحة لدرجة ان بعضهن تلزم خادمتها عدم النوم الا بعد انتهاء عملها فتظل ساهرة على عملها خوفا من غضبهن... وعندما تسفر خادمة لبلدها بعد ان أخذت ضربا مبرحا من مكفوليها ولا يكشف ذلك الا الناس من خلال المطار واستغرابهم من وضعها وما الاسباب التي جعلتها بهذه الحالة لنضع استفهامات عدة حول ما يجري داخل المنازل ولا نأتي بالنهاية لنتساءل عما فعلنا من أخطاء وما الأسباب لحدوث بعض السلوكيات الخاطئة من قبل الخدم.
مركز نفسي
أغلب من ترتكب الجرائم بأطفال المخدومين خادمات جلبن وهن يحملن بعض الامراض النفسية الدفينة التي لا تستطيع الدولة كشفها لأنها ليست كالأمراض التي تفحص عن طريق الدم مثلا، لذلك نحتاج إلى مراكز نفسية حيث تقوم الخادمة بمراجعة هذه المراكز ببداية قدومها إلى البلد الذي تعمل به كي تعلم الأسرة انها ايضا خالية من الأمراض النفسية التي تراكمت بفعل أحداث مرت بها أثناء حياتها بديارها وبعد قدومها للعمل بالخليج تشاهد أمورا مختلفة غير التي اعتادت عليها فتنشأ لديها حالة اكتئاب وبكاء في بعض الاحيان مع رغبة بالانتقام من هذه الاسرة السعيدة...
ايضا ارتباط الخادمة بالأحداث التي تجري بوطنها واستفسارها دوما عن أطفالها أو زوجها وارسالها المال لهم باستمرار يغير الوضع لدى اسرتها واحيانا تستغل من اقرب الناس لها وخاصة زوجها، فبعد تحملها سنين من الغربة وارسال النقود لزوجها تأتيها الصاعقة بخبر يهزها ويكسر اركانها وتصبح مهشمة كالزجاج أو قنبلة موقوتة تنتظر لمسها كي تنفجر... لابد من ايجاد حلول مناسبة للحد من جرائم الخدم ولعل وضع مركز نفسي خاص بالخدم يقي ويقلل من الجرائم أو تدارك الموقف قبل حدوثه كذلك لابد من توعية الاسرة من خلال التلفاز بالطرق السليمة والصحيحة للتعامل مع الخدم فهناك أسر كثيرة لا تهتم بهذه الأمور فبعضها لا تهتم بابنائها فكيف يكون هناك اهتمام بالعمالة.
مناقصات للخدم!
لابد من وجود شركات تطرح مناقصات للدولة وبالتالي يأتي الخدم على عقود عمل لهذه الشركات ولكن عملها يكون بالمنازل كي لا يتم الاعتداء على حقوقهم، وحتى لا تظن الاسر ان لها الحق بتملك الخدم وكأنهم عبيد فهي من صور العبودية ولكنها مغلفة بصورة غير واضحة لا تكشفها الا الصحف واحاديث الناس حول ما يحدث داخل المنازل فوجود بعض الشركات الكبرى التي تقوم بدراسة جدوى حول الموضوع مع وضع قوانين صارمة لهم يجعل جميع الاطراف سواء الخدم أو الاسر أو الشركة تحترم العقد الذي بينهم، وفي حالة عدم الالتزام يجب اتباع عقوبات تجاه المخالفين ووجودها سيقلل من المخاطر الكثيرة التي تجلب مع الخدم، وخصوصا عمل الفحوصات التي اثبت قلة من العمالة وجود امراض في بعضهم رغم وجودهم مع الاسرة لفترة اسبوعين أو اكثر وهم يحملون امراضا لا تكشفها الا فحوصات، فهذه الشركات ان وجدت فستقضي على هذه المشكلة ولن تسلم الخادمة أو الخادم إلا بعد انتهاء فحوصاتهم وتدريبهم على بعض الأمور المتعلقة بالعمل الذي جلبوا له... وكثيرة هي المقترحات التي وضعت على الساحة ولكن أين التنفيذ وتطبيقها؟... نتمنى ان نبحث دوما ما الذي يعود بالفائدة نحو المجتمع وخصوصا الاسرة الكويتية ونقلل من الظواهر التي جعلت من السلبيات والمشاكل تظهر لنا على الساحة ونشاهدها بأعيننا.
سفارة الفيليبين... «متروسة خدم»
استغربت وأنا أهم بالدخول من العدد الهائل من الخدامات المسترجعات أو الهاربات من منازل الأسر التي كنّ يعملن بها وقيل لي ان عدد الهاربات يتراوح ما بين 4 إلى 5 خادمات يومياً وعدد الموجودات لديهم حاليا ما يقارب 200 خادمة ينتظرن الانتهاء من اجراءات سفرهن إلى بلادهن.
وقد تعددت الاسباب لديهن فهناك من تشتكي سوء المعاملة وأخرى من عدم تسلم راتبها وأخرى تقول إن الأطفال يعاملونها بصورة سيئة. وأخرى لرغبتها في العودة لديارها لعدم استطاعتها الاستمرار.
كثيرة هي الاسباب التي ذكرت ولكن هل كل ما يقال صحيح أم بعضه... لا نعلم من المخطئ بهذه المعركة التي نشبت بين الخدم ومكفوليهم.
طبعا السفارة رفضت التقاط الصور أو تسجيل أسماء الخدم لحمايتهم من بطش كفلائهم... فتم ذلك ولكن بصراحة عند استماعي لهن صدمت لما يجري داخل المنازل من عنف تجاه الخدم وكنت أكرر لهن هل تعملن لدى عوائل كويتية وعربية (مسلمة)؟ كنت أرغب في سماع فئة مختلفة عنا ولكن وجدت ان أغلبهم كويتيون وعرب وكنت أحاول أن أجد ثغرة أو سببا لهذه الافعال فكنت أيضا أسأل هل هي الزوج والزوجة من الفئة المتعلمة؟ لأجد للأسف أنهم موظفون ويحملون شهادات فكيف يحدث هذا في بعض المنازل.
وللعلم فإن أغلب الهاربات يرغبن بالعودة لبلادهن نهائياً وأغلبهن جديدات بالعمل ولم يعملن إلا بمنزل واحد فقط مما انعكس بنظرة واحدة نحو باقي المنازل وانهن سيلاقين نفس المعاملة لدى باقي العوائل في الكويت في حال رغبت العمل مرة أخرى.
فتعالوا نستمع إلى قصص بعضهن:
شهور بلا راتب
كانت اولى هؤلاء الخدم (س) وعمرها 20 عاماً وقد قالت: انها اول عائلة اعمل بها ولكنني اعمل لديهم منذ تسعة شهور وهم لايرغبون بدفع راتب لي ويتعذرون بأسباب عدة فالكفيل دوما يؤجل وزوجته تطلب مني الانتظار ولكن انتظاري تسعة اشهر كاف بنظري ولدي اسرة يجب ان ارسل لهم جزءاً من المال وكل ما أريده هو ان استلم راتبي واغادر ولا ارغب بالعودة.
لقد كانت معاملتهم معي جيدة ولكن هروبي منهم هو فقط من اجل الراتب وانا لا اعلم لماذا لم يدفع لي راتبي رغم ان الزوج والزوجة لديهما وظائف ولكن اصبح الامر بمثابة التحدي بينهما فكل طرف منهما يرميني على الآخر بمسألة الراتب.
ركل وضرب وسرقة!
خادمة اخرى عمرها (45 عاما) تقول: عملت لدى اسرة كويتية وعوملت بأسوأ معاملة من قبلهم وقد تعرضت للضرب من الكفيل مرات عدة لأتفه الاسباب وآخرها لتأخري بالحمام وعدم صنع العشاء للاطفال فقام بضربي وعندما قمت بمناقشته وقلت له انني سألت الاطفال قبل ذهابي للحمام ولم يرغبوا بالطعام... ولكنني تعرضت للركل بقدمه بقوة والضرب على وجهي وفوق هذا قام بتفتيش حقيبتي وسلب مني مبلغ 260 ديناراً قمت بجمعها... لقد عاملوني اسوأ معاملة وحتى لم اتلق العلاج المنسب بعد تعرضي للضرب وتركت انزف كذلك دوما اقوم بشراء كل المستلزمات الضرورية لي من راتبي ولا يوفرون لي ما احتاجه وفكل ما اريده اشتريه من راتبي الذي هو 45 ديناراً فقط.. هي اول اسرة اعمل لديها ولا ارغب بالعمل نهائيا بالكويت فانا اريد العودة لبلادي.
الضرب بالحزام!
الخادمة (ش) عمرها (34 عاما) عملت لدى اسرة لبنانية مكونة من الزوجين وطفلين صغيرين بالسن تقول: اتعرض للضرب دوما من الكفيل وزوجته دوما لأتفه الاسباب وتوجه لي الفاظاً سيئة من الزوجة والاطفال جعلوني مجرمة تعيش بمنزلهم واتعرض للضرب منهم وينظر لي وكأنني ارتبكت جريمة ولا اعلم لماذا يفعلون ذلك وقد هربت منهم بعد ان اعتدى عليّ الكفيل بالضرب بحزامه بعد ان سقط احد الاطفال على الأرض رغم انني كنت احمل الطفل الثاني واقوم بغسله في الحمام واذ بأخيه الأكبر يسقط فاجد والده يأتي لي مسرعا ليقوم بضربي بقوة بحزامه رغم انه يضع كاميرا بالمنزل فكل شيء محاسبة عليه ولكن لماذا اعامل بهذه الطريقة وارغب بالسفر لبلادي بعد ان استلمت رواتبي المستحقة من مركز العمالة المنزلية ولا اريد العمل أو العودة مرة اخرى.
بابا وماما... موزين
الخادمة (ن) كنت أرغب بالضحك والبكاء بالوقت نفسه وعمرها (34 عاما) تقول لي: انني اعمل مع خادمة اخرى سيلانية ولكنني امسك مهمة الطبخ لان الاخرى تقوم بتنظيف الحمامات فلا يجوز ان تقوم بالطبخ... واحاسب دوما على كمية الطبخ فلابد ان اعرف عدد الافراد الراغبين بالاكل ودوما الذي يقوم بمحاسبتي هو الكفيل اذ يقوم بتذوق الطعام ويقوم باعطائي (سطار) اذا قمت بزيادة الفلفل وان قمت بتقليل او زيادة كمية الطعام واول ما يقوم باعطائي المقسوم من الضرب تهرب الخادم السيلانية للحمام وتقفل على نفسها وانا لا مجال للهرب وايضا يقوم بشتمي دما واحيانا يرفض ان نتناول من الطعام الذي اقوم بطبخه ويجعلنا نكتفي بالخبز فقط أو انتظار بقايا الطعام المتبقية من بعد انتهائهم من اي وجبة رغم وفرة الطعام...
والكفيل يمتلك مطعما والزوجة لا تجلس بالمنزل فهي في سفر دائم وتمتلك العديد من المحلات التي تأخذ اغلب وقتها ان الابناء هم الوحيدون الذين يعاملونني معاملة جيدة لكن (ماما مو زين وبابا مو زين).
لقد استغربت من كمية وانتشار استخدام العنف تجاه الخدم وهل فعلا توجد اسر تعامل الخدم بهذه الطريقة وقد كانت اثار الضرب واضحة على احدهن فهل هؤلاء المكفولون مرتاحون البال وهل يستطيعون النوم من دون ان يشعروا بالخوف من انتقامهم بسبب ما تعرضوا له من تعذيب... وهذا الزوج الذي ركل امرأة او الاخر الذي استخدم حزامه بالضرب فهل هذا اسلوب حضاري، واذا لم تشعروا بالراحة معهم اليس هناك بدائل وحلول مناسبة كان تعيد الخادمة للمكتب وتطالب بغيرها او تجعلها تعمل لدى اسرة اخرى بدلا من العمل لديك وانت لاترغب بها...
فالزوج لماذا لم يحاسب زوجته على بعض الاخطاء الموجودة بالمنزل وهل كل الاعباء على الخدم فهي الام البديلة التي تربي الابناء وتغذيهم وتقوم بتنظيفهم وتقوم بالطبخ وغسل السياراة والسهر احيانا على راحة الأبناء.. وعندما يحدث خطأ نقوم بمحاسبة الخدم وننسى اهمال الزوجة والزوج... لماذا لا نضع في بالنا ان الخادمة ما هي الا بمثابة دور مساعد بالمنزل فان كانت الزوجة تعمل فهي تؤدي الادوار التي لا تستطيع عملها خصوصاً ان كانت موظفة فتقوم بالتنظيف ومراقبة الاطفال والطبخ على انني لا أؤيد ان تقوم الخادمة بأكثر من عمل بالوقت نفسه ووضع خادمة خاصة للاطفال والتنظيف واخرى خاصة بالمطبخ خاصة ان كان الاطفال صغاراً جدا فلا يجوز تركهم وحدهم والاتجاه لعمل آخر ونحن لا نحاسبهم عندما تكثر الاعباء عليهم فالام والأب هما المحاسبان على كل شيء، وظاهرة الاعتداء بالضرب عليهم لابد من عدم الاستهانة بها ومعرفة الاسباب التي نجهلها...
لابد من معرفة الحقائق كاملة خصوصا اذا وصلت إلى مرحلة استخدام العنف، فهنا لابد من فتح ملف خاص بهذه الامور وتتم مناقشتها ومعرفة الاسباب حتى لا تتكرر المآسي وتزيد الجرائم التي يرتكبها الخدم واحيانا تنقلب الصورة ويصبح الكفلاء هم المرتكبون للجرائم وليس الخدم.
حبة فوق وحبة تحت!
تنوعت مكاتب الخدم بالكويت واختلفت درجاتها، فهناك مكاتب تبحث دوما عن التميز، فتجدها قامت بالتنسيق مع مكاتب خارجية بالدول نفسها التي تجلب منها الخدم وتقوم بتدريب العمالة على العمل بالمنازل، وتعطيهم زيا خاصا بها... وبعضها اثبت ذلك بالصور في اعلاناته التجارية او في مكاتبهم بالكويت وهي ميزة جيدة وترفع من مستوى هذه المكاتب وبالمقابل نجد آخرين يأتون بأى خادمة ترغب بالعمل ولا يهتمون بأي تفاصيل غير ان تكون مقبولة الشكل حتى يتم بيعها بسهولة لاحدى الاسر وتأتي مكاتب تستخدم طرق التهديد للخادمة الجديدة فيأتون بموظف يعمل لديهم يتحدث نفس لهجة الخادمة يقوم بالصراخ عليها بنقاط عدة اهمها... تحملي اي شيء ولا تعودي الى المكتب لان لا احد سيوظفك اذا عدت للمكتب.
أمور عدة تتنوع وتحدث ايضا بمكاتب الخدم منهم من يسير وفق نظام محدد وصحيح وآخرون يتعامل مع الأمر كأنه مجرد مهنة يتربح منها من وراء جلب الخدم غير مبالين بالنتائج.. ولكن كيف يتم اختيار العمالة لديهم وهل هناك اختيار يتم على معايير معينة ام الذي يدفع جيدا ينال مكاناً بين صور العمالة في هذا المكتب.
كثيرة هي المكاتب التي تستغل الطرفين الخدم والاسر التي سيعملون لديهم، واستغرب ان بعض المكاتب احيانا يحرضون الخدم بالعمل لمدة معينة بمنازل مخدوميهم وثم العودة للمكتب حتى تتم الاستفادة منهم مرة اخرى... كثيرة هي طرق الاستغلال لديهم من اجل المادة واحيانا نجد صاحب المكتب كويتياً ويقوم بادارته جنسيات مختلفة وتبدأ عملية اللعب بهذه المكاتب خصوصاً السيئة منها فتكون مجرد محطة لبيع الاقامات والسمسرة على العمالة وخاصة الخدم.
كثيرة هي مشاكل الخدم فنجدهم ضائعين بين المكاتب ومكفوليهم ولكن ان ارادت العودة لبلادها او لعدم رغبتها بالعمل لتعرضها للظلم فهنا لجأت للسفارة.
الطرف الآخر هو المجتمع والذي ينظر لبعض الظواهر السلبية التي جلبت مع الخدم ان لها تأثيرا واضحا رغم ان وجودها قليل ولكن دوما ينظر للأسوأ من الظواهر الموجودة اكثر من غيرها وتلفت الانتباه ولكن ان نظرنا الى ما يجري بالمنازل وعرفنا ان ليس كل الاخطاء تقع على عاتق الاسر ولكن الخدم ايضا لهم دور بما يحدث وقليل منهم من يعاني من عنف الأسر التي تعمل بها... فكل طرف يرى ان ما يحدث ما هو الا نتاج للظروف المحيطة ولنتابع آراء الناس بذلك.
ما ابرز الاسباب التي تؤدي إلى ظهور الجوانب السلبية من جلب الخدم وخصوصاً جرائم القتل والسرقة والانتحار؟
عقاب مرداس: من ابرز الاسباب كثرة الاعباء عليهم والاعمال المنزلية واحيانا الضغط الواقع عليهم من الاسرة وضربهم وهي امور تحدث في بعض المنازل ولعل كاميرات المراقبة التي يضعها اولياء الامور خوفا على اطفالهم هي احدى الطرق التي تساهم في تقليل مشاكل الخدم ومعرفة بعض الاخطاء التي تحدث بغياب الاسرة واذا شعرت ان هناك خللا ما فأبسط الامور هي اعادتهم للمكاتب وعدم اجبارهم على العمل بسبب الاموال التي دفعت لجلبهم وان يتذكروا ان هناك اطفالا يجب عدم اهمالهم بيد الخدم
والبعد عن أي أمر يشعل غضبهم الذي يصبونه تجاه الأبناء انتقاماً مما يحدث لهم من ضغط وضرب.
السماح لشركات ان تأخذ على عاتقها مسؤولية معالجة سلبيات مشاكل الخدم هل تعتبر فكرة ناجحة لو طبقت في الكويت؟
- اعتبرها فكرة ناجحة جداً وتفيد الكثير من الناس وأتمنى لو تطبق في الكويت حتى تقلل من سلبيات الخدم ومشاكلهم التي جلبت معهم وأيضاً تقلل من سوء معاملة الكفلاء للعمالة وعدم التأخير برواتبهم ويعتبر كل شخص محسوباً على عمله تجاه الآخر ولعل وجود شركات من هذا النوع يخفف العبء عن بعض الأسر وعدم تخوف الخدم من سوء المعاملة خاصة اذا وجد من يحمي حقوقهم خاصة انه لا توجد جهة مراقبة على العمالة الوافدة وبالأخص الخدم الذين يعتبرون من الضروريات وخاصة ان النساء اغلبهن موظفات ويحتجن إلى العمل.
• هل هناك أسباب تدفع بالخدم لارتكاب الجرائم وخاصة تجاه من يعملون لديهم؟
- أم منصور: لعل الاعتماد الكلي على الخدم من قبل الأم هو احد الأسباب الرئيسية وكذلك جلب عمالة يعانون من أمراض نفسية لا يعلم عنها احد الا بعد مرور فترة من الزمن لاعتقاد الأسرة أنهن مغتربات وقد تأثرن بذلك ان الزمن كفيل بتغيير ذلك ولكن ما يحدث هو العكس حيث انهن يحملن مرضاً نفسياً معهن وإلى جانب ذلك ايضاً المعاملة السيئة من قبل الأسرة واستخدام العنف والتوبيخ معهن فيولد كراهية وحقداً ويدفعهن لارتكاب الجرائم.
• الأطفال هم الضحية الضعيفة امام بطش الخدم؟ فكيف نحميهم من ذلك؟
- ان الأطفال وخاصة الصغار جداً، الذين لا يتكلمون ويعبرون عما يحدث لهم هم الأكثر تعرضاً لعنف الخدم لأنهم يستغلون صمتهم وعدم مقدرتهم على التعبير لذلك يجب عدم تركهم لفترات طويلة ودائمة مع الخدم وان حدث بسبب الضرورة وخاصة لدى المرأة العاملة فيجب تدقيق الملاحظة على تصرفات الأبناء وعدم وجود اشياء غير طبيعية بهم وتتم مراقبة الخدم حتى ان وضعت كاميرات لايجاد الجواب لبعض التصرفات الخاطئة من قبلهم. فأفضل الطرق هي المراقبة للأطفال بتصرفاتهم وللخدم بطريقة تعاملهم مع الأطفال.
كثرت في الأونة الأخيرة جرائم الخدم. ودائماً أو غالباً ما يكون الأطفال هم ضحايا جرائم الخدم فهم الأسهل إلى الانتقام والرد على الطريقة غير اللائقة بمعاملتهم من جانب ذويهم.
ان الخدم يرون عياناً وتفصيليا علاقة الحب واللهفة من الأهل على اطفالهم، ولهذا فإن حرق قلوبهم من هذا الباب هو الأفضل علاوة على أنه الأسهل.
وقد كان معظم السلوك الاجرامي من الخدم ناجماً عن سوء المعاملة من قبل الأسرة التي يعملون لديها.
لكن هل يمكن للأسرة ان تستغني عن الخدم أو وجود الخادمة في المنزل؟!
ربما ينظر البعض بالدهشة لمثل هذا الأمر، بل هناك من يشعر وكأنه يرتكب عيباً لعدم وجود خادمة في منزله... ولكن كثيرا من الأسر التي لا يوجد لديها خدم تشعر بالسعادة رغم الأعباء المنزلية التي تقع على كاهلهم... لكنهم يرتاحون بحياتهم على الأقل ذهنيا وينامون قريري الأعين دون التفكير بمشاكل الخدم الكثيرة.
ولعل من أهم الأسباب التي تجعل وجود الخدم ضرورة بكل منزل هي التغيرات التي حدثت بتكوين الأسرة الكويتية وخصوصا بعد التطور الاقتصادي بها وكبر حجم المنزل أيضا والوضع المادي الجيد للأسرة ما دفع البعض ان يستخدم أكثر من خادمة وليست واحدة فقط ورغبة الاسرة بالشعور بالراحة واهتمام الزوجة بنفسها أكثر وخصوصا ان اغلبهن أصبحن يعملن بقطاعات مختلفة.
أيضا يعتبر وجود الخدم نوعاً من التباهي بين الأسر وعندما نجد أسرة ليست لديها خادمة قد تعاب لذلك رغم ان وضعها هو الأمر الصحيح إلا أن البعض لا يقتنع بعدم وجود الخادمة في المنزل، وايضا لابد من سائق خصوصا اذا كبر حجم الاسرة، وتعددت المراحل الدراسية للابناء وزادت متطلباتهم... إذاً حاجة المنزل إلى خادمة أو سائق هي من الأمور المهمة في المجتمع وقد نجدها أحد شروط أى فتاة ستتزوج فهي تطلب وجود خادمة معها وبعضهن اذا تزوجن وذهبن لمنزل الزوجية تأخذ معها خادمة أهلها لتسحب حقيبتها معها وهذا من الأمور الخاطئة ولكن تحدث من فتيات حديثات عهد بالزواج.
لقد أصبحت أمور المنزل كلها تقودها الخادمة من طبخ وتنظيف ومتابعة الأطفال والاهتمام بشؤون المنزل وكل هذا لو حدث تحت عين أفراد الاسرة فإنه يكون أمرا جيداً لكن عندما نهمل عنصر المراقبة، ونجعل السفينة تسير بلا ربان فإنها حتما ستغرق أو تذهب باتجاهات مختلفة... لا نقول إن الجميع مخطئون بجلب الخدم ولا نلوم الأسر بعدم المتابعة الصحيحة فكل أسرة لها ظروفها الخاصة التي تساعدها على تأدية دورها إلا أننا ما زلنا بحاجة إلى توعية الابناء والاباء والأمهات إلى مخاطر تحدث بمنازلنا جلبت من الخارج ولا نرغب بأن يكون هناك ضحايا وخصوصا الأطفال والمراهقين من الابناء.
الحلول المناسبة
لقد تعددت طرق تعامل الاسر الكويتية مع الخدم فمنهم من يعتبرهم فرداً من الاسرة وتكون جميع احتياجاتهم من ملبس ومأكل متوافرة لهم ويعاملون بأحسن معاملة ولا يقبلون ان يخطئ أحد عليهم تعاطفا معهم ويكون بعضهم يقدر هذه المعاملة بأداء عمله على أكمل وجه ويستمر لسنوات طويلة معهم لشعوره بالراحة معهم.
ولكن هناك من يستغل طيبة هذه الأسر فتجده يسرق ما خف حمله وارتفع ثمنه، وقد يعتقد انهم يشفقون لحاله ويشعر بالإهانة فتجده لا يقدر أو يحترم معاملتهم الحسنة! وتجد بعض الأسر تعامل الخدم وكأنهم مجموعة متدنية من البشر وعديمي الاحساس والنظافة فيلجأون للعنف والصراخ معهم وأحيانا ينظرون لهم باشمئزاز كالتي كانت تجبر الخادمة على الاستحمام دوما لتشعرها بمدى كرهها لها وأنها إنسانة غير نظيفة مما يجعل الخادمة تفهم بصورة خاطئة نظرة المعزبة لها.
لابد ان نشرح لهم كيفية حياتنا وألا نجعلهم كالعبيد لدينا فنحن لا نملكهم ولا يحق لنا ان نعاملهم معاملة سيئة كي نملأ قلوبهم بالحقد والكراهية تجاهنا ونعطي الانطباع الخاطئ للخليجيين، وعندما نشعر ان الخادمة غير طبيعية وغير سوية ونلاحظ بعض التصرفات الغريبة نقوم بإعادتها لسفارتها أو للمكتب الذي جلبها...
ولا نتحمل اخطاء الخدم ونفسياتهم الغريبة ونحن لا نعلم ما كان يحدث لهم قبل قدومهم للعمل لدى احدى الأسر في الكويت... لابد من كل أم بالذات مع مشاركة الأبناء لها ان يتعلموا المتابعة عن بعد بحيث لا تشعر الخادمة بأنها مراقبة وأنها غير مرغوبة والتعامل معها بطريقة جيدة وتوفير الملبس النظيف مع المأكل الذي نعلم انه متوافر لدى اغلبية الأسر فاستغرب من تقليل الوجبات أو إجبارهن علي الأكل من بقايا الطعام الذي يبقى من بعد انتهائهم من أي وجبة... فهل يعقل هذا! كذلك تقليل فترة الراحة لدرجة ان بعضهن تلزم خادمتها عدم النوم الا بعد انتهاء عملها فتظل ساهرة على عملها خوفا من غضبهن... وعندما تسفر خادمة لبلدها بعد ان أخذت ضربا مبرحا من مكفوليها ولا يكشف ذلك الا الناس من خلال المطار واستغرابهم من وضعها وما الاسباب التي جعلتها بهذه الحالة لنضع استفهامات عدة حول ما يجري داخل المنازل ولا نأتي بالنهاية لنتساءل عما فعلنا من أخطاء وما الأسباب لحدوث بعض السلوكيات الخاطئة من قبل الخدم.
مركز نفسي
أغلب من ترتكب الجرائم بأطفال المخدومين خادمات جلبن وهن يحملن بعض الامراض النفسية الدفينة التي لا تستطيع الدولة كشفها لأنها ليست كالأمراض التي تفحص عن طريق الدم مثلا، لذلك نحتاج إلى مراكز نفسية حيث تقوم الخادمة بمراجعة هذه المراكز ببداية قدومها إلى البلد الذي تعمل به كي تعلم الأسرة انها ايضا خالية من الأمراض النفسية التي تراكمت بفعل أحداث مرت بها أثناء حياتها بديارها وبعد قدومها للعمل بالخليج تشاهد أمورا مختلفة غير التي اعتادت عليها فتنشأ لديها حالة اكتئاب وبكاء في بعض الاحيان مع رغبة بالانتقام من هذه الاسرة السعيدة...
ايضا ارتباط الخادمة بالأحداث التي تجري بوطنها واستفسارها دوما عن أطفالها أو زوجها وارسالها المال لهم باستمرار يغير الوضع لدى اسرتها واحيانا تستغل من اقرب الناس لها وخاصة زوجها، فبعد تحملها سنين من الغربة وارسال النقود لزوجها تأتيها الصاعقة بخبر يهزها ويكسر اركانها وتصبح مهشمة كالزجاج أو قنبلة موقوتة تنتظر لمسها كي تنفجر... لابد من ايجاد حلول مناسبة للحد من جرائم الخدم ولعل وضع مركز نفسي خاص بالخدم يقي ويقلل من الجرائم أو تدارك الموقف قبل حدوثه كذلك لابد من توعية الاسرة من خلال التلفاز بالطرق السليمة والصحيحة للتعامل مع الخدم فهناك أسر كثيرة لا تهتم بهذه الأمور فبعضها لا تهتم بابنائها فكيف يكون هناك اهتمام بالعمالة.
مناقصات للخدم!
لابد من وجود شركات تطرح مناقصات للدولة وبالتالي يأتي الخدم على عقود عمل لهذه الشركات ولكن عملها يكون بالمنازل كي لا يتم الاعتداء على حقوقهم، وحتى لا تظن الاسر ان لها الحق بتملك الخدم وكأنهم عبيد فهي من صور العبودية ولكنها مغلفة بصورة غير واضحة لا تكشفها الا الصحف واحاديث الناس حول ما يحدث داخل المنازل فوجود بعض الشركات الكبرى التي تقوم بدراسة جدوى حول الموضوع مع وضع قوانين صارمة لهم يجعل جميع الاطراف سواء الخدم أو الاسر أو الشركة تحترم العقد الذي بينهم، وفي حالة عدم الالتزام يجب اتباع عقوبات تجاه المخالفين ووجودها سيقلل من المخاطر الكثيرة التي تجلب مع الخدم، وخصوصا عمل الفحوصات التي اثبت قلة من العمالة وجود امراض في بعضهم رغم وجودهم مع الاسرة لفترة اسبوعين أو اكثر وهم يحملون امراضا لا تكشفها الا فحوصات، فهذه الشركات ان وجدت فستقضي على هذه المشكلة ولن تسلم الخادمة أو الخادم إلا بعد انتهاء فحوصاتهم وتدريبهم على بعض الأمور المتعلقة بالعمل الذي جلبوا له... وكثيرة هي المقترحات التي وضعت على الساحة ولكن أين التنفيذ وتطبيقها؟... نتمنى ان نبحث دوما ما الذي يعود بالفائدة نحو المجتمع وخصوصا الاسرة الكويتية ونقلل من الظواهر التي جعلت من السلبيات والمشاكل تظهر لنا على الساحة ونشاهدها بأعيننا.
سفارة الفيليبين... «متروسة خدم»
استغربت وأنا أهم بالدخول من العدد الهائل من الخدامات المسترجعات أو الهاربات من منازل الأسر التي كنّ يعملن بها وقيل لي ان عدد الهاربات يتراوح ما بين 4 إلى 5 خادمات يومياً وعدد الموجودات لديهم حاليا ما يقارب 200 خادمة ينتظرن الانتهاء من اجراءات سفرهن إلى بلادهن.
وقد تعددت الاسباب لديهن فهناك من تشتكي سوء المعاملة وأخرى من عدم تسلم راتبها وأخرى تقول إن الأطفال يعاملونها بصورة سيئة. وأخرى لرغبتها في العودة لديارها لعدم استطاعتها الاستمرار.
كثيرة هي الاسباب التي ذكرت ولكن هل كل ما يقال صحيح أم بعضه... لا نعلم من المخطئ بهذه المعركة التي نشبت بين الخدم ومكفوليهم.
طبعا السفارة رفضت التقاط الصور أو تسجيل أسماء الخدم لحمايتهم من بطش كفلائهم... فتم ذلك ولكن بصراحة عند استماعي لهن صدمت لما يجري داخل المنازل من عنف تجاه الخدم وكنت أكرر لهن هل تعملن لدى عوائل كويتية وعربية (مسلمة)؟ كنت أرغب في سماع فئة مختلفة عنا ولكن وجدت ان أغلبهم كويتيون وعرب وكنت أحاول أن أجد ثغرة أو سببا لهذه الافعال فكنت أيضا أسأل هل هي الزوج والزوجة من الفئة المتعلمة؟ لأجد للأسف أنهم موظفون ويحملون شهادات فكيف يحدث هذا في بعض المنازل.
وللعلم فإن أغلب الهاربات يرغبن بالعودة لبلادهن نهائياً وأغلبهن جديدات بالعمل ولم يعملن إلا بمنزل واحد فقط مما انعكس بنظرة واحدة نحو باقي المنازل وانهن سيلاقين نفس المعاملة لدى باقي العوائل في الكويت في حال رغبت العمل مرة أخرى.
فتعالوا نستمع إلى قصص بعضهن:
شهور بلا راتب
كانت اولى هؤلاء الخدم (س) وعمرها 20 عاماً وقد قالت: انها اول عائلة اعمل بها ولكنني اعمل لديهم منذ تسعة شهور وهم لايرغبون بدفع راتب لي ويتعذرون بأسباب عدة فالكفيل دوما يؤجل وزوجته تطلب مني الانتظار ولكن انتظاري تسعة اشهر كاف بنظري ولدي اسرة يجب ان ارسل لهم جزءاً من المال وكل ما أريده هو ان استلم راتبي واغادر ولا ارغب بالعودة.
لقد كانت معاملتهم معي جيدة ولكن هروبي منهم هو فقط من اجل الراتب وانا لا اعلم لماذا لم يدفع لي راتبي رغم ان الزوج والزوجة لديهما وظائف ولكن اصبح الامر بمثابة التحدي بينهما فكل طرف منهما يرميني على الآخر بمسألة الراتب.
ركل وضرب وسرقة!
خادمة اخرى عمرها (45 عاما) تقول: عملت لدى اسرة كويتية وعوملت بأسوأ معاملة من قبلهم وقد تعرضت للضرب من الكفيل مرات عدة لأتفه الاسباب وآخرها لتأخري بالحمام وعدم صنع العشاء للاطفال فقام بضربي وعندما قمت بمناقشته وقلت له انني سألت الاطفال قبل ذهابي للحمام ولم يرغبوا بالطعام... ولكنني تعرضت للركل بقدمه بقوة والضرب على وجهي وفوق هذا قام بتفتيش حقيبتي وسلب مني مبلغ 260 ديناراً قمت بجمعها... لقد عاملوني اسوأ معاملة وحتى لم اتلق العلاج المنسب بعد تعرضي للضرب وتركت انزف كذلك دوما اقوم بشراء كل المستلزمات الضرورية لي من راتبي ولا يوفرون لي ما احتاجه وفكل ما اريده اشتريه من راتبي الذي هو 45 ديناراً فقط.. هي اول اسرة اعمل لديها ولا ارغب بالعمل نهائيا بالكويت فانا اريد العودة لبلادي.
الضرب بالحزام!
الخادمة (ش) عمرها (34 عاما) عملت لدى اسرة لبنانية مكونة من الزوجين وطفلين صغيرين بالسن تقول: اتعرض للضرب دوما من الكفيل وزوجته دوما لأتفه الاسباب وتوجه لي الفاظاً سيئة من الزوجة والاطفال جعلوني مجرمة تعيش بمنزلهم واتعرض للضرب منهم وينظر لي وكأنني ارتبكت جريمة ولا اعلم لماذا يفعلون ذلك وقد هربت منهم بعد ان اعتدى عليّ الكفيل بالضرب بحزامه بعد ان سقط احد الاطفال على الأرض رغم انني كنت احمل الطفل الثاني واقوم بغسله في الحمام واذ بأخيه الأكبر يسقط فاجد والده يأتي لي مسرعا ليقوم بضربي بقوة بحزامه رغم انه يضع كاميرا بالمنزل فكل شيء محاسبة عليه ولكن لماذا اعامل بهذه الطريقة وارغب بالسفر لبلادي بعد ان استلمت رواتبي المستحقة من مركز العمالة المنزلية ولا اريد العمل أو العودة مرة اخرى.
بابا وماما... موزين
الخادمة (ن) كنت أرغب بالضحك والبكاء بالوقت نفسه وعمرها (34 عاما) تقول لي: انني اعمل مع خادمة اخرى سيلانية ولكنني امسك مهمة الطبخ لان الاخرى تقوم بتنظيف الحمامات فلا يجوز ان تقوم بالطبخ... واحاسب دوما على كمية الطبخ فلابد ان اعرف عدد الافراد الراغبين بالاكل ودوما الذي يقوم بمحاسبتي هو الكفيل اذ يقوم بتذوق الطعام ويقوم باعطائي (سطار) اذا قمت بزيادة الفلفل وان قمت بتقليل او زيادة كمية الطعام واول ما يقوم باعطائي المقسوم من الضرب تهرب الخادم السيلانية للحمام وتقفل على نفسها وانا لا مجال للهرب وايضا يقوم بشتمي دما واحيانا يرفض ان نتناول من الطعام الذي اقوم بطبخه ويجعلنا نكتفي بالخبز فقط أو انتظار بقايا الطعام المتبقية من بعد انتهائهم من اي وجبة رغم وفرة الطعام...
والكفيل يمتلك مطعما والزوجة لا تجلس بالمنزل فهي في سفر دائم وتمتلك العديد من المحلات التي تأخذ اغلب وقتها ان الابناء هم الوحيدون الذين يعاملونني معاملة جيدة لكن (ماما مو زين وبابا مو زين).
لقد استغربت من كمية وانتشار استخدام العنف تجاه الخدم وهل فعلا توجد اسر تعامل الخدم بهذه الطريقة وقد كانت اثار الضرب واضحة على احدهن فهل هؤلاء المكفولون مرتاحون البال وهل يستطيعون النوم من دون ان يشعروا بالخوف من انتقامهم بسبب ما تعرضوا له من تعذيب... وهذا الزوج الذي ركل امرأة او الاخر الذي استخدم حزامه بالضرب فهل هذا اسلوب حضاري، واذا لم تشعروا بالراحة معهم اليس هناك بدائل وحلول مناسبة كان تعيد الخادمة للمكتب وتطالب بغيرها او تجعلها تعمل لدى اسرة اخرى بدلا من العمل لديك وانت لاترغب بها...
فالزوج لماذا لم يحاسب زوجته على بعض الاخطاء الموجودة بالمنزل وهل كل الاعباء على الخدم فهي الام البديلة التي تربي الابناء وتغذيهم وتقوم بتنظيفهم وتقوم بالطبخ وغسل السياراة والسهر احيانا على راحة الأبناء.. وعندما يحدث خطأ نقوم بمحاسبة الخدم وننسى اهمال الزوجة والزوج... لماذا لا نضع في بالنا ان الخادمة ما هي الا بمثابة دور مساعد بالمنزل فان كانت الزوجة تعمل فهي تؤدي الادوار التي لا تستطيع عملها خصوصاً ان كانت موظفة فتقوم بالتنظيف ومراقبة الاطفال والطبخ على انني لا أؤيد ان تقوم الخادمة بأكثر من عمل بالوقت نفسه ووضع خادمة خاصة للاطفال والتنظيف واخرى خاصة بالمطبخ خاصة ان كان الاطفال صغاراً جدا فلا يجوز تركهم وحدهم والاتجاه لعمل آخر ونحن لا نحاسبهم عندما تكثر الاعباء عليهم فالام والأب هما المحاسبان على كل شيء، وظاهرة الاعتداء بالضرب عليهم لابد من عدم الاستهانة بها ومعرفة الاسباب التي نجهلها...
لابد من معرفة الحقائق كاملة خصوصا اذا وصلت إلى مرحلة استخدام العنف، فهنا لابد من فتح ملف خاص بهذه الامور وتتم مناقشتها ومعرفة الاسباب حتى لا تتكرر المآسي وتزيد الجرائم التي يرتكبها الخدم واحيانا تنقلب الصورة ويصبح الكفلاء هم المرتكبون للجرائم وليس الخدم.
حبة فوق وحبة تحت!
تنوعت مكاتب الخدم بالكويت واختلفت درجاتها، فهناك مكاتب تبحث دوما عن التميز، فتجدها قامت بالتنسيق مع مكاتب خارجية بالدول نفسها التي تجلب منها الخدم وتقوم بتدريب العمالة على العمل بالمنازل، وتعطيهم زيا خاصا بها... وبعضها اثبت ذلك بالصور في اعلاناته التجارية او في مكاتبهم بالكويت وهي ميزة جيدة وترفع من مستوى هذه المكاتب وبالمقابل نجد آخرين يأتون بأى خادمة ترغب بالعمل ولا يهتمون بأي تفاصيل غير ان تكون مقبولة الشكل حتى يتم بيعها بسهولة لاحدى الاسر وتأتي مكاتب تستخدم طرق التهديد للخادمة الجديدة فيأتون بموظف يعمل لديهم يتحدث نفس لهجة الخادمة يقوم بالصراخ عليها بنقاط عدة اهمها... تحملي اي شيء ولا تعودي الى المكتب لان لا احد سيوظفك اذا عدت للمكتب.
أمور عدة تتنوع وتحدث ايضا بمكاتب الخدم منهم من يسير وفق نظام محدد وصحيح وآخرون يتعامل مع الأمر كأنه مجرد مهنة يتربح منها من وراء جلب الخدم غير مبالين بالنتائج.. ولكن كيف يتم اختيار العمالة لديهم وهل هناك اختيار يتم على معايير معينة ام الذي يدفع جيدا ينال مكاناً بين صور العمالة في هذا المكتب.
كثيرة هي المكاتب التي تستغل الطرفين الخدم والاسر التي سيعملون لديهم، واستغرب ان بعض المكاتب احيانا يحرضون الخدم بالعمل لمدة معينة بمنازل مخدوميهم وثم العودة للمكتب حتى تتم الاستفادة منهم مرة اخرى... كثيرة هي طرق الاستغلال لديهم من اجل المادة واحيانا نجد صاحب المكتب كويتياً ويقوم بادارته جنسيات مختلفة وتبدأ عملية اللعب بهذه المكاتب خصوصاً السيئة منها فتكون مجرد محطة لبيع الاقامات والسمسرة على العمالة وخاصة الخدم.
كثيرة هي مشاكل الخدم فنجدهم ضائعين بين المكاتب ومكفوليهم ولكن ان ارادت العودة لبلادها او لعدم رغبتها بالعمل لتعرضها للظلم فهنا لجأت للسفارة.
الطرف الآخر هو المجتمع والذي ينظر لبعض الظواهر السلبية التي جلبت مع الخدم ان لها تأثيرا واضحا رغم ان وجودها قليل ولكن دوما ينظر للأسوأ من الظواهر الموجودة اكثر من غيرها وتلفت الانتباه ولكن ان نظرنا الى ما يجري بالمنازل وعرفنا ان ليس كل الاخطاء تقع على عاتق الاسر ولكن الخدم ايضا لهم دور بما يحدث وقليل منهم من يعاني من عنف الأسر التي تعمل بها... فكل طرف يرى ان ما يحدث ما هو الا نتاج للظروف المحيطة ولنتابع آراء الناس بذلك.
ما ابرز الاسباب التي تؤدي إلى ظهور الجوانب السلبية من جلب الخدم وخصوصاً جرائم القتل والسرقة والانتحار؟
عقاب مرداس: من ابرز الاسباب كثرة الاعباء عليهم والاعمال المنزلية واحيانا الضغط الواقع عليهم من الاسرة وضربهم وهي امور تحدث في بعض المنازل ولعل كاميرات المراقبة التي يضعها اولياء الامور خوفا على اطفالهم هي احدى الطرق التي تساهم في تقليل مشاكل الخدم ومعرفة بعض الاخطاء التي تحدث بغياب الاسرة واذا شعرت ان هناك خللا ما فأبسط الامور هي اعادتهم للمكاتب وعدم اجبارهم على العمل بسبب الاموال التي دفعت لجلبهم وان يتذكروا ان هناك اطفالا يجب عدم اهمالهم بيد الخدم
والبعد عن أي أمر يشعل غضبهم الذي يصبونه تجاه الأبناء انتقاماً مما يحدث لهم من ضغط وضرب.
السماح لشركات ان تأخذ على عاتقها مسؤولية معالجة سلبيات مشاكل الخدم هل تعتبر فكرة ناجحة لو طبقت في الكويت؟
- اعتبرها فكرة ناجحة جداً وتفيد الكثير من الناس وأتمنى لو تطبق في الكويت حتى تقلل من سلبيات الخدم ومشاكلهم التي جلبت معهم وأيضاً تقلل من سوء معاملة الكفلاء للعمالة وعدم التأخير برواتبهم ويعتبر كل شخص محسوباً على عمله تجاه الآخر ولعل وجود شركات من هذا النوع يخفف العبء عن بعض الأسر وعدم تخوف الخدم من سوء المعاملة خاصة اذا وجد من يحمي حقوقهم خاصة انه لا توجد جهة مراقبة على العمالة الوافدة وبالأخص الخدم الذين يعتبرون من الضروريات وخاصة ان النساء اغلبهن موظفات ويحتجن إلى العمل.
• هل هناك أسباب تدفع بالخدم لارتكاب الجرائم وخاصة تجاه من يعملون لديهم؟
- أم منصور: لعل الاعتماد الكلي على الخدم من قبل الأم هو احد الأسباب الرئيسية وكذلك جلب عمالة يعانون من أمراض نفسية لا يعلم عنها احد الا بعد مرور فترة من الزمن لاعتقاد الأسرة أنهن مغتربات وقد تأثرن بذلك ان الزمن كفيل بتغيير ذلك ولكن ما يحدث هو العكس حيث انهن يحملن مرضاً نفسياً معهن وإلى جانب ذلك ايضاً المعاملة السيئة من قبل الأسرة واستخدام العنف والتوبيخ معهن فيولد كراهية وحقداً ويدفعهن لارتكاب الجرائم.
• الأطفال هم الضحية الضعيفة امام بطش الخدم؟ فكيف نحميهم من ذلك؟
- ان الأطفال وخاصة الصغار جداً، الذين لا يتكلمون ويعبرون عما يحدث لهم هم الأكثر تعرضاً لعنف الخدم لأنهم يستغلون صمتهم وعدم مقدرتهم على التعبير لذلك يجب عدم تركهم لفترات طويلة ودائمة مع الخدم وان حدث بسبب الضرورة وخاصة لدى المرأة العاملة فيجب تدقيق الملاحظة على تصرفات الأبناء وعدم وجود اشياء غير طبيعية بهم وتتم مراقبة الخدم حتى ان وضعت كاميرات لايجاد الجواب لبعض التصرفات الخاطئة من قبلهم. فأفضل الطرق هي المراقبة للأطفال بتصرفاتهم وللخدم بطريقة تعاملهم مع الأطفال.