المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بغداد تفوز بلقب «عاصمة السطو على البنوك في العالم»



سمير
09-21-2007, 10:19 AM
لندن - من الياس نصرالله


أطلق على بغداد اسم «عاصمة السطو على البنوك في العالم»، اذ بلغت هذه الظاهرة حداً لم يشهد العالم مثيلاً له من قبل وفاق أي تصور، بعد السطو المسلح الذي تعرّض له في وضح النار فرع «الصانك» التابع لبنك بغداد، قبل ايام، على يد مجموعة تتألف من 12 رجلاً كانوا ملثمين ومسلحين ببنادق كلاشنيكوف.

وقال مراسل صحيفة «اندبندنت» في بغداد، أن المسلحين دخلوا البنك فجأة وجردوا الحراس من أسلحتهم وقيدوهم، وهددوا الموظفين وأطلقوا الرصاص على سقف البنك، ثم أفرغوا خزائن البنك من النقود وولوا هاربين بواسطة ثلاث سيارات كانت تنتظرهم خارج المبنى وبحوزتهم مبلغ من عملات مختلفة بالأساس دولارات أميركية ودنانير عراقية يقدر بنحو 800 ألف دولار.

ويتضح أن اللصوص اجتازوا في فرارهم مجموعة من الحواجز التي أقامتها الشرطة العراقية وقوات الأمن الأخرى، من دون أن يعترض طريقهم أحد. فيما ذكر أن الغارة التي تعرّض لها بنك بغداد تأتي ضمن سلسلة من عمليات السطو المسلح على البنوك في المدينة، التي اضافة الى عمليات السطو الكبيرة التي تتعرض لها باستمرار تخسر كل شهر خلال السنوات الأربع الأخيرة نحو مليون دولار في المعدل في عمليات سطو مسلحة صغيرة. لكن الاعتداءات على البنوك لا تقتصر على السطو المسلح وافراغ محتويات الخزائن فيها، بل هناك حالات أخرى عديدة لم تدخل في الاحصائية المذكورة مثل تعرض مديري وكبار موظفي البنوك لعمليات اختطاف والافراج عنهم مقابل فدية مالية تصل في بعض الأحيان الى 6 ملايين دولار.

ويتندر العراقيون حول أن السطو على البنوك أصبح أحد مجالات العمل الناجحة في العراق الغارق في الفوضى منذ سقوط نظام حكم الرئيس صدام حسين. في حين احتلت بغداد المرتبة الأولى للمرة الثانية في كتاب «غينيس» للأرقام القياسية، الأولى بأكبر عملية سطو في التاريخ والتي وقعت عشية دخول القوات الأميركية والبريطانية الى العراق حين أقدم قصي، النجل الثاني لصدام، على افراغ خزينة البنك المركزي العراقي من محتوياتها التي تقدر بنحو 800 مليون دولار أميركي، والثانية وقعت قبل شهرين تقريباً لدى تآمر ثلاثة حراس مسلحين في بنك دار السلام في شارع سعدون وسط بغداد على ادارة البنك وسرقة 282 مليون دولار بخبطة واحدة.
يشار الى أن العراق يشهد منذ دخول القوات الأميركية تحولات اقتصادية كبيرة يرافقها نشاط غير معتاد للبنوك وزيادة كبيرة في عددها ثم انتقال سريع لرؤوس الأموال والمبالغ التي تصرف ضمن عملية اعادة اعمار البلد، الأمر الذي يوفر للصوص أرضية خصبة لممارسة نشاطهم.

ووفقاً لاحصائية وزعتها الشرطة العراقية كانت خسائر البنوك منذ مطلع العام الحالي فقط على النحو التالي: بنك الرافدين 1.2 مليون دولار، بنك الصناعة 784 ألف دولار، بنك التجارة العراقي 1.8 مليون دولار، بنك بغداد 1.6 مليون دولار، بنك الورقة 750 ألف دولار، بنك الشرق الأوسط للاستثمار 1.32 مليون دولار. وتتضمن القائمة خسائر متفاوتة الحجم للبنوك الأخرى. بل لاحظت تقارير دولية عديدة أن بعض البنوك التي تم السطو على فروعها لم تجد سيولة نقدية كافية لديها لتلبية رغبات الزبائن وتمكينهم من سحب المبالغ المطلوبة من حساباتهم.

ونقل مراسل «اندبندنت» عن سائق يعمل في بنك بغداد يدعى فارس علي سليمان كيف سطت مجموعة مسلحة على سيارة ونيت من طراز «كيا» غير مصفحة تابعة للبنك كانت تحمل مبلغ 1.6 مليون دولار. وقال أن السيارة وبداخلها أربعة حراس غير السائق كانت في طريقها من فرع البنك في الحلة الى بغداد، حيث نصب اللصوص لها كميناً على الطريق عند منطقة تسمى العدية وذلك على شكل حاجز لقوات خاصة تابعة لوزارة الداخلية. فأوقفت السيارة عند الحاجز وطلب من السائق أن يفتح الأبواب للتأكد من حمولتها. وعندما شاهد رجال القوات الخاصة النقود داخل السيارة أمروا الحراس بالنزول منها وقيدوهم ووضعوا أكياساً فوق رؤوسهم.

ويقول السائق «سمعتهم يتحدثون عن النقود ورأيتهم وهم ينزلونها من السيارة. ثم أمروني بأن أغادر الموقع وأقود السيارة بعيداً. فاتصلت بمدير البنك وأبلغته بالأمر. وكان الحاجز التالي الذي وصلت اليه تابعاً لجيش المهدي. وأعتقد أنهم كانوا أيضاً ينتظرون الحصول على بعض المال، لكن بالطبع لم يكن قد بقي شيء لهم. وتم استدعاء الشرطة، لكنها لم تفعل شيئاً». فيما أكد خالد محمد المدير الذي اتصل به السائق أن معظم عمليات السطو تعتمد على معلومات من داخل البنوك.

وقال المدير «كنت داخل الفرع عندما دخل المسلحون الى البنك مع بنادقهم. كانوا يعلمون بالضبط المكان الذي وجدت فيه النقود. وعندما غادروا، مرّوا من كل الحواجز دون أن يفتش أحد سياراتهم أو يوجه لهم سؤالاً واحداً. قبل الحرب كان لدينا عدد قليل من البنوك، لكن اليوم يوجد الكثير من البنوك الخاصة. أي أنه الى جانب انعدام الأمن، هناك فرص كثيرة للصوص».

وقال مراسل الصحيفة أنه شاهد سيارات عديدة زجاجها أسود تتجول في شوارع بغداد باستمرار. ولا أحد يعلم من بداخلها، فقد يكونوا مرافقين لوزراء، أو رجال شركات أمن خاصة، أو لصوصاً، فالشرطة غير قادرة على تحديد هوية من هم بداخل هذه السيارات.

وليم
06-23-2010, 04:15 PM
حتى البنك المركزي لم يسلم قبل عدة ايام من مخططات هذه العصابات