المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 240 مصرية "طالق بالثلاث" كل طالع شمس!



فاتن
09-18-2007, 08:31 AM
نسب "أبغض الحلال" في ارتفاع مخيف: الإمارات 48 % وقطر 38 % والكويت 35 %


القاهرة- سحر مبروك


تنتشر في الوطن العربي ظاهرة باتت تهدد التركيبة الاجتماعية لمعظم دوله, وهي ارتفاع نسبة الطلاق خصوصاً في السنة الاولى للزواج, لأسباب عدة اهمها, الزواج المبكر وما ينتج عنه من عدم استقرار بين الزوجين وتدخل الاهل والاقارب في المشكلات التي قد تحدث في بداية الزواج, اضافة الى التسرع وعدم ضبط النفس الذي بدأ يعاني منه الكثير من الشباب في الوطن العربي, وعدم اعتمادهم على انفسهم, ورفضهم تحمل المسؤولية.

وأظهرت احدث دراسة صادرة عن »الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء« ان في مصر 240 زوجة يطلقن يومياً, حتى وصل عدد المطلقات الى مليونين و 459 الف مطلقة. كما كشفت الدراسة ان أعلى نسبة للانفصال تحدث في السنة الاولى وتبلغ 34.5 في المئة اما السنة الثانية فتبلغ نسبة الانفصال 12.5 في المئة. كما بينت الدراسة ان اعلى نسبة طلاق تحدت في سن ال¯ 30 .

اما في السعودية فقد ذكرت احدى الدراسات التي اعدتها وزارة التخطيط ان الطلاق ارتفع في خلال السنوات القليلة الماضية الى 20 في المئة ما ينذر بخطر كبير, حيث ان حالات الطلاق في دول الخليج شهدت بدورها ارتفاعاً كبيراً في الفترة الاخيرة اذ وصلت في قطر الى 38 في المئة وفي الكويت الى 35 في المئة وفي البحرين 34 في المئة وفي الامارات وصلت نسبة الطلاق الى 48 في المئة من اجمالي حالات الزواج.
وارتفاع نسبة الطلاق في الدول العربية, ينذر بخطر حقيقي على النظم المجتمعية فيها الامر الذي يتطلب دراسات جادة متخصصة لاسباب هذه الظاهرة وسبل التوصل الى حلول للمشكلات المفضية الى »ابغض الحلال«.

وفي ضوء هذه الاحصاءات المخيفة, يلح السؤال: هل اصبح الطلاق ظاهرة ام سلوكاً في مجتمعاتنا العربية? وعنه تجيب الدكتورة هالة منصور استاذة الاجتماع في جامعة بنها قائلة: للاسف اصبح الطلاق في مجتمعاتنا العربية ظاهرة لم نعتد عليها, والسبب في ذلك وجود خلل واضح في العلاقات الاسرية والاجتماعية ساعد في انتشاره التطور التكنولوجي وغزو الانترنت والفضائيات التي تعرض نماذج لعلاقات اجتماعية غربية مختلفة تماماً عن نشأتنا وحياتنا.

وتؤكد ان معظم الدراسات الاجتماعية التي تمت في عدد من الدول العربية اثبتت ان هناك بعداً من قبل الشباب عن الدين, وان معظمهم لا يبالون بقدسية ومكانة الحياة الزوجية من الناحية الدينية, وان بناء الاسرة يعتبر اللبنة الاساسية لبناء المجتمع, ولكنهم للاسف ينظرون اليه باعتباره مجرد استمتاع جنسي, اذا لم يفلح فيه احد الطرفين فان الطلاق اسهل الحلول, وترى د. هالة ان جزءاً من المسؤولية يقع على عاتق الآباء والامهات لجهة تعميق دور الاسرة في نفوس ابنائهم وترسيخ مبادئ الاستقرار وتحمل المسؤولية وتقديس الحياة الزوجية وان يكون للأهل دور ايجابي في علاج بعض المشكلات التي تحدث في بداية حياة ابنائهم الزوجية, كي تمر بهم سفينة الحياة هادئة.

وتضيف ان من ضمن اسباب الطلاق الجوهرية الزواج المبكر وما ينتج عنه من عدم استقرار, وبالتالي زيادة التوترات بين الزوجين وصعوبة التفاهم وكثرة تدخل الاهل والاقارب في شؤونهما واعطاء الامور اكثر من حجمها الطبيعي واستمرار بعض الخلافات التي سبقت الزواج الى ما بعد الزواج كالخلاف على قيمة المهر والمؤخر والشبكة وتأثيث الشقة والهدايا والاستعداد للزفاف, اضافة الى ميل احد الزوجين لاختلاق النزاع والمشاجرات, وكذلك تأخر الحمل والانجاب.

وعن الفرق بين مفهوم الاسرة العربية ومفهوم الاسرة الاوروبية, تقول د. هالة منصور هناك اختلاف كبير, فلكل منهما نظرته الخاصة للاسرة وللزواج وللاطفال, لكن كليهما يتفق على ان الاسرة مجتمع صغير يجب ان تسود فيه المحبة والمودة والاحترام ما يمكن من بناء مجتمع متكامل.
وتوضح ان الاسرة الاوروبية لا تتصف بالترابط الكبير الذي يوجد في الاسرة العربية. ولولا ان الطلاق ممنوع في بعض الدول الاجنبية للجأ الكثير من الرجال الى تطليق زوجاتهم, بدلاً من خيانتهن بشكل سري بسبب فشل العلاقة الزوجية بين الطرفين.

بدورها ترى ايمان عوف مديرة »مركز أهالينا لدعم وتنمية الاسرة المصرية« ان في الوطن العربي ومصر خصوصاً تعتبر المرأة مكوناً رئيسياً للاسرة, فبعد ان كان يقتصر عملها على رعاية الاطفال والاهتمام بشؤون بيتها, اصبحت تساهم اقتصادياً في معيشة الاسرة, وفي مصر الكثير من العائلات التي تعيلها النساء.

ولاحظت عوف ان الفقر ابرز اسباب الطلاق في الوطن العربي وفي مصر تحديداً وما يترتب عليه من خلافات وعدم تحمل الزوج نفقات الاسرة وعدم مراعاة الزوجة والاولاد للظروف الصعبة التي قد يمر بها الزوج.

واوضحت ان الواقع العربي لا يختلف كثيراً عن الدول الاوروبية, فالمرأة هي المرأة سواء كانت شرقية او غربية واستشهدت باحدى الدراسات التي ذكرت ان 79 في المئة من حالات الانفصال سببها معاناة الزوجة من انعدام المشاعر وعدم تعبير الزوج عن عواطفه لها, وفقدان اي وسيلة للحوار بينهما.

اما عن امكان ممارسة المطلقة حياة طبيعية بعد الانفصال فيقول الدكتور ناجي جميل استشاري الطب النفسي: المطلقة تكون اكثر عرضة للاضطرابات النفسية »القلق, التوتر, الاكتئاب« وخصوصاً في المجتمعات الشرقية التي تنظر للمرأة المطلقة نظرة مليئة بالاتهامات. وهناك الكثير من المطلقات اللواتي يترددن على العيادة النفسية.

ونصح الدكتور جميل المطلقات باتباع خطوات عدة للتخلص من ازمتهن, منها ان تدرك المطلقة ان سعادتها مرتبطة بنوعية تفكيرها وان تنظر للمرحلة المقبلة على انها تحد, وتنسى الماضي ومتاعبه, وتهتم بحياتها الخاصة, وكذلك ان يكون لها هدف تحاول انجازه على المستوى الشخصي وتحرص على تطوير نفسها من خلال حضور دورات تدريبية لتعلم اللغات والالتحاق بمعاهد الحاسب الآلي.

ولا تجعل الزواج هدفها الوحيد الذي تسعى اليه, وتبتعد عن الاحساس بالشفقة على ذاتها ولا تجعل نظرة المجتمع السبب في بعدها عن الحياة الاجتماعية وانطوائها.
وعن رأي الشرع والقانون يقول الدكتور عبدالله النجار, استاذ الشريعة والقانون في جامعة الازهر: ان زيادة نسبة الطلاق ترجع الى ان الزوجين لا ينظران الى الزواج, كما كان السابقون ينظرون اليه, حيث كانوا يعتبرونه رباطاً مقدساً, يؤمنون ايمانا جازماً بالادلة الشرعية التي ترشدهم الى الصبر, فصبر الزوجة على زوجها عبادة., وصبر الزوج على زوجته عبادة, واذا فاتها العمل الطيب منه كانت ترجو ثواب الله في الصبر على افعاله وهو كذلك.

واضاف: اليوم تغيرت النظرة واصبح الزواج مصلحة, المرأة تريد مرتقى اجتماعياً واقتصادياً ومهنياً, والزوج يريد في الزوجة الغانية والفنانة التي يراها على شاشات التلفزيون والانترنت او على صفحات الجرائد والمجلات, الا ان الواقع بعد الزواج يصدمهما ويصابان بنوع من المواجهة القاسية, فلا يصبران ولا يفكران ... وتكون النتيجة طلب الطلاق الذي يصبح الحل المرضي في ظل الاجواء المشحونة بالعناد والندية.

واخيراً يمكن القول ان الطلاق قد يكون رخصة للانعتاق من حياة تعيسة ومؤلمة. وقد يكون طرفا العلاقة بعده في حالة من الاستقرار وربما يدفعهما الى تطوير نفسيهما الى الاحسن والاستفادة من تجاربهما السابقة.