المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «الخواتم» ظاهرة انتشرت بين الشباب في البصرة



سمير
09-17-2007, 12:18 AM
شبان جامعيون: هل الخواتم جزء من ثقافة النظام السياسي

البصرة: جاسم داخل


أصبح اقتناء محابس (خواتم) الفضة والنحاس بين الشباب أكثر انتشارا في محافظة البصرة بعد سقوط النظام السابق، حيث كان تداولها محدودا بين كبار السن من الرجال والنساء؛ إذ يتفاخر البعض حاليا بجمالها على أصابعهم أو بكبر حجمها وبغرابتها أو بفصوصها النادرة من الأحجار الكريمة.

لم يفضل الشباب اقتناء المحابس الجديدة المعروضة في محال صاغه الذهب والمجوهرات في أسواق العشار والجزائر، بل يبحثون عن مروجيها الذين اعتادوا على عرض أنواع منها على الأرصفة بصندوق خشبي مزجج أو عرضها على قطعة من القماش في أسواق البصرة القديمة والهادي وحي الحسين، وهي عادة ما تكون من المحابس التراثية الباهتة الألوان وفاقدة الأناقة لكثرة تداولها بين أيادي مستخدميها.

وقبل إجابة أحد باعة المحابس عن مصادر صناعتها وتسمياتها وأسباب رواجها بين أوساط الشباب هذه الأيام، قال اثنان من الشبان كانا يتعاملان مع البائع لـ«الشرق الأوسط» «يرى البعض انها تقليد للبعض الذين يكثرون من وضع المحابس في أصابعهم، أو انها رمز لمجاميع أو تيارات أو إنها للزينة، فيما يعتقد آخرون إنها للتفاؤل أو لجلب الحظ والرزق وطرد النحس والحسد». فيما يرى شبان من الوسط الجامعي إن «ظاهرة اقتناء المحابس هي عودة إلى الوراء والتماثل لعادات مجتمعية في عهود سابقة»، متسائلين هل انتشارها بهذه الصورة هو جزء من ثقافة النظام الجديد؟؟

ويرى أبو ماهر بائع محابس «أن معظم الخواتم يتم توريدها من دول أواسط آسيا وخاصة من باكستان وأفغانستان وإيران والهند، حيث يجلب معظمها حجاج تلك الدول للمدن العراقية المقدسة والتي يسهم بيعها في تغطية نفقاتهم بعد أن ازداد الطلب عليها في السنوات الأخيرة..». وقال «إن أكثر أنواع الخواتم رواجا هي ذات الأشكال والأحجام غير المألوفة أو التي لها فصوص من الأحجار الكريمة النادرة ومن بينها الزركون لأنه شبيه بالماس بتشكيلاته المختلفة، والبعض منهم يشتري أنوعاً من الخواتم أو الخواتم المرصعة بنوعية محددة من الأحجار الكريمة مثل الماس وهو أكثر الأحجار صلابة وامتصاصاً للحرارة، والياقوت الأحمر الذي كلما تعرض للنار ازداد حمرة وتوهجا».

وأكد عبد الرحمن مهدي (بائع) «على انه اكتسب خبرة في معرفة الخواتم وفصوص الأحجار والشذرات من خلال عملة فيها والذي تجاوز الربع قرن وانه قادر على تميز النقي من غيرة كما يعرف المصرفي العملات المزيفة..»، على حد توصيفه. وأضاف «أن لدية زبائن يتنافسون على اقتناء أنواع معينة من الخواتم والتي لها علاقة بمعتقداتهم التي تتسم عادة بالغيبيات؛ فمنهم من يرى انها تقي من الرصاص أو تفك عقدة المسؤول في تنفيذ طلب السائل أو انها تمنح حاملها احتراما وإجلالا لدى الآخرين أو تسحر الحبيبة وتجعلها أكثر شوقا.. وغيرها كثير». وأوضح «أن من أشهر أنواع الخواتم والتي تكون عادة غالية الثمن هي التي تحمل أحجارا كريمة مباركة وهي من بطن البحر كما في الآية القرآنية الكريمة (اللؤلؤ والمرجان) أو لها مسميات بذاتها مثل حجر السفير ويغلب عليه اللون الأزرق ومن أنقاها السفير النجمي والزمرد ويتميز بلونه الأخضر المائل إلى الزرقة.

والعقيق والزبرجد واللازورد والياقوت والفيروز والكهرمان ومنها ما يسمى نسبة إلى مكان المنشأ مثل الكهرب الألماني وهو نوع نادر وقديم جدا يستخلص من شجر يفرز صمغا ويأخذ هذا الصمغ ثم تجري عليه عمليات تنقية كي يتصلب ويصبح حجرا يعطي رائحة طيبة وشكلا جميلا وحجر اليماني والرضوي والسليماني والهندي والخريساني والبولوني وأنواع أخرى أقل طلبا، كونها عادية وسعرها بسيط جدا».

وأشار مكي صبيح، 19 عاما، وهو واحد من هواة اقتناء الخواتم الى «أنها تمنح حاملها شيئا من الاطمئنان، ويقول بعض العارفين إنها تهدي الى طريق النجاة ..»، على حد تعبيره. وأضاف «إذا كنت اقتني خاتمين فان بعض الشباب يضع أكثر من ذلك في أصابع يديه العشرة، حيث يتباهون أمام الآخرين بحركة أياديهم المزدحمة بالمحابس الثقيلة..».

ويرى خالد المولى (صائغ) «أن ظاهرة اقتناء خواتم الفضة والحديد الكبيرة والمفصصة وما يرافقها من عقائد بين أوساط الشباب، هي إحدى الظواهر الدخيلة على المجتمع، إذ كان يميل بعض الشباب في السنوات السابقة الى اقتناء خاتم من الذهب الجميل، وان المبالغة في إعداده كانت تظهره النساء للتباهي بالترف والغنى ويسر الحال أو كما يقلن انه (زينة وخزينة)».