الدكتور عادل رضا
09-15-2007, 11:18 PM
علي شريعتي
من الصعب شرح فكر الشعيد المرحوم علي شريعتي إلا عبر تقديم قراءة كاملة لكتبه ومنظومته الفكرية إلا أنه من الممكن الاشارة إلى بعض خصوصياته الفكرية .
في البداية لابد من الإشارة إلى أن الشهيد شريعتي تخصص في الأساس في علم الاجتماع الديني وهو تخصص يعتمد على رصد التتطور الاجتماعي الذي يمثل خلفية ضاغطة للتطور الديني، خاصة أن هذا التطور الاجتماعي قد يؤدي إلى إهمال أو النظر بلا أهمية لبعض العقائد الأصيلة في الدين في مقابل الاهتمام بفرعيات دينية قد لا تكون أصيلة في ذات الدين بالفعل .
وقد استخدم علي شريعتي أدوات تخصصه العلمية في رصد التراث الإسلامي والشيعي حيث توصل إلى بعض التناقضات التي قد تحدث بين ممارسات بعض الشيعة وتعاليم المعصومين الواردة في المصادر الشيعية، كما رصد التناقض بين المرويات الشيعية حول الموقف من الآخر، وقد دفعه هذا الرصد إلى التوصل لنظرية الفروق بين التشيع العلوي وما أطلق عليه التشيع الصفوي، وبتعبير آخر الفروقات بين التشيع الأحمر الثوري الراديكالي الذي يهتم بالعدل الاجتماعي وحقوق المستضعفين والكادحين ، وبين التشيع الأسود الخامل والذي يكتفي بإظهار الولاء لأهل البيت ع بشكل مظهري بحت .
إن السر في هذا التمايز هو الاختراق الاقطاعي للتشيع ، وفي حين كان المذهب الشيعي يتكون بالأساس من الكادحين والحرفيين وصغار التجار ، فقد حدثت بعد الغيبة الصغرى تحولات حيث تحول بعض الشيعة للعمل كموظفين في الدولة العباسية وبالتالي تحولوا لاقتناء الاقطاعيات وقد بدأ هذا التيار يكثر في الوسط الشيعي حتى وصل ذروة تأثيره في العهد الصفوي ثم القاجاري وبالتالي فقد لجأ إلى محاولة تكييف التشيع لمصالحه وتحويله لمجرد ممارسة مظهرية غير مرتبطة بالتأثير في الواقع العملي .
وبناء على هذه النظرية فقد انتقد الشهيد شريعتي الحوزة العلمية المعاصرة للشاه والتي اعتبر أنها كانت مسالمة للغاية في حين تحمل على عاتقها نشر معتقد ينضح بالثورية ، وهذا النقد لم يتم تقبله بشكل رحب في هذه الفترة واتخذ العديد من العلماء موقفا سلياً من الشهيد شريعتي ومنهم سماحة السيد مرتضى العسكري .
على أن بعض العلماء الآخرين كانت لهم مواقف ايجابية تجاه الشهيد كسماحة آية الله الشيخ الطالقاني (ره) والسيد أحمد الخميني (ره) والسيد القائد الخامنئي (دام ظله) وسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (دام ظله الوارف) .
إن انتقادات شريعتي للحوزة لم يكن من قبيل المحاولة لعزلها أو سلبها تأثيرها في المجتمع الإيراني وإنما بدافع التحفيز لتحرك الحوزة تجاه التعامل مع مسؤوليتها الشرعية الذي يفرضه عليها المذهب الشيعي، ولعل السلبيات المسجلة على الشهيد شريعتي تتشابه مع السلبيات المسجلة تجاه الإمام الخميني (قده) بما يشير إلى أن السلبيات تجاه شريعتي لم تكن سوى صراع بين نمطي تفكير الأول يعتمد على التعامل مع النصوص الدينية بغض النظر عن خلفياتها الطبقية والاجتماعية، والآخر يقوم بالتعامل مع هذه النصوص مع الوعي بهذه الخلفيات
من الصعب شرح فكر الشعيد المرحوم علي شريعتي إلا عبر تقديم قراءة كاملة لكتبه ومنظومته الفكرية إلا أنه من الممكن الاشارة إلى بعض خصوصياته الفكرية .
في البداية لابد من الإشارة إلى أن الشهيد شريعتي تخصص في الأساس في علم الاجتماع الديني وهو تخصص يعتمد على رصد التتطور الاجتماعي الذي يمثل خلفية ضاغطة للتطور الديني، خاصة أن هذا التطور الاجتماعي قد يؤدي إلى إهمال أو النظر بلا أهمية لبعض العقائد الأصيلة في الدين في مقابل الاهتمام بفرعيات دينية قد لا تكون أصيلة في ذات الدين بالفعل .
وقد استخدم علي شريعتي أدوات تخصصه العلمية في رصد التراث الإسلامي والشيعي حيث توصل إلى بعض التناقضات التي قد تحدث بين ممارسات بعض الشيعة وتعاليم المعصومين الواردة في المصادر الشيعية، كما رصد التناقض بين المرويات الشيعية حول الموقف من الآخر، وقد دفعه هذا الرصد إلى التوصل لنظرية الفروق بين التشيع العلوي وما أطلق عليه التشيع الصفوي، وبتعبير آخر الفروقات بين التشيع الأحمر الثوري الراديكالي الذي يهتم بالعدل الاجتماعي وحقوق المستضعفين والكادحين ، وبين التشيع الأسود الخامل والذي يكتفي بإظهار الولاء لأهل البيت ع بشكل مظهري بحت .
إن السر في هذا التمايز هو الاختراق الاقطاعي للتشيع ، وفي حين كان المذهب الشيعي يتكون بالأساس من الكادحين والحرفيين وصغار التجار ، فقد حدثت بعد الغيبة الصغرى تحولات حيث تحول بعض الشيعة للعمل كموظفين في الدولة العباسية وبالتالي تحولوا لاقتناء الاقطاعيات وقد بدأ هذا التيار يكثر في الوسط الشيعي حتى وصل ذروة تأثيره في العهد الصفوي ثم القاجاري وبالتالي فقد لجأ إلى محاولة تكييف التشيع لمصالحه وتحويله لمجرد ممارسة مظهرية غير مرتبطة بالتأثير في الواقع العملي .
وبناء على هذه النظرية فقد انتقد الشهيد شريعتي الحوزة العلمية المعاصرة للشاه والتي اعتبر أنها كانت مسالمة للغاية في حين تحمل على عاتقها نشر معتقد ينضح بالثورية ، وهذا النقد لم يتم تقبله بشكل رحب في هذه الفترة واتخذ العديد من العلماء موقفا سلياً من الشهيد شريعتي ومنهم سماحة السيد مرتضى العسكري .
على أن بعض العلماء الآخرين كانت لهم مواقف ايجابية تجاه الشهيد كسماحة آية الله الشيخ الطالقاني (ره) والسيد أحمد الخميني (ره) والسيد القائد الخامنئي (دام ظله) وسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (دام ظله الوارف) .
إن انتقادات شريعتي للحوزة لم يكن من قبيل المحاولة لعزلها أو سلبها تأثيرها في المجتمع الإيراني وإنما بدافع التحفيز لتحرك الحوزة تجاه التعامل مع مسؤوليتها الشرعية الذي يفرضه عليها المذهب الشيعي، ولعل السلبيات المسجلة على الشهيد شريعتي تتشابه مع السلبيات المسجلة تجاه الإمام الخميني (قده) بما يشير إلى أن السلبيات تجاه شريعتي لم تكن سوى صراع بين نمطي تفكير الأول يعتمد على التعامل مع النصوص الدينية بغض النظر عن خلفياتها الطبقية والاجتماعية، والآخر يقوم بالتعامل مع هذه النصوص مع الوعي بهذه الخلفيات