لمياء
09-13-2007, 12:23 AM
بعد أن أثار غضبا وسجالات واسعة لتناوله "زواج المتعة"
محاذير مبالغ فيها
"تشويه" لمعتقدات الشيعة
النقد ليس مبررا للمنع
بيروت - حسن المصطفى
أكد عدد من علماء الدين الشيعة الكبار رفضهم لحجب ومنع مسلسل "للخطايا ثمن" بسبب معالجته لقضية اجتماعية ذات بعد ديني وهي "زواج المتعة"، وقالوا في تصريحات لـ"العربية.نت" إنه لا مانع من التعرض ـ في الأعمال الفنية بالتليفزيون والسينما والمسرح ـ للقضايا الاجتماعية الدينية من منظور نقدي بشرط عدم الابتذال.
ووصف أحدهم اتهام المسلسل بالاساءة للطائفة الشيعية بأنه اتهام متسرع، وأنه لا مانع من توجيه الانتقادات للحالات التي تتستر خلف الحكم الشرعي، مشيرا إلى أن هناك من يسيئ رخصة "زواج المتعة".
وكان جمهور واسع من المسلمين الشيعة، ومعهم عدد من المثقفين والسياسيين الخليجيين، أثاروا تحفظات حول المسلسل كونه تناول موضوعات دينية، ذات بعد اجتماعي، كـ"زواج المتعة"، مما أدى لبروز أصوات مناوئة، طالبت بعدم عرض المسلسل في شهر رمضان، على شاشة MBC، كما دفعت تلك الاعتراضات بالحكومة الكويتية لمنع عرضه، بعد أن أثار سجالات برلمانية، وصحافية، وجد فيها البعض إثارة للفتن المذهبية.
وقال العلامة محمد حسن الأمين المستشار الأول بالمحكمة الجعفرية العليا ببيروت إنه "ليس هنالك شيء غير قابل لأن يكون موضوع عمل فني راق وناقد يعالج بعض الظواهر والأعراف الاجتماعية والدينية، شرط عدم الابتذال. سواء كان ذلك العمل متلفزا، أو ممسرحا، أو فيلما سينمائيا، " معتبرا أن هذه هي "طبيعة الفن".
وأضاف الأمين لـ"العربية نت"، أن "زواج المتعة، زواج شرعي، ولكن في ذات الوقت هنالك من يسيء استخدام هذه الرخصة الشرعية"،وتابع: "من الناحية الشرعية لا بد من توجيه الانتقاد للحالات التي تستتر خلف الحكم الشرعي لتحقيق مآربها".
محاذير مبالغ فيها
وعن المحاذير التي طرحها المعارضون، من أن الجو الشعبي العام لا يتحمل مناقشة هذه الموضوعات الحساسة علانية، اعتبر الأمين أنها:"محاذير مبالغ فيها. وأنا لست مع هذه المحاذير، شرط أن لا يكون هذا العمل الفني موجها أو مسيسا، وشرط أن تكون الروابط الداخلية في العمل منطقية، وبالتالي ليست مستعملة بهدف إثارة العصبيات المذهبية".
ووفق محمد حسن الأمين فإن اتهام المسلسل بالإساءة للطائفة الشيعية، هو "اتهام متسرع". ويرى أن الموقف من العمل يتوقف على "مشاهدة المسلسل، والحصول على معلومات دقيقة عنه، وبالتالي فإن أي حكم مسبق سيكون غير موضوعي، وغير علمي".
وقال الأمين إن نظرته المتسامحة والموضوعية تجاه مسلسل "للخطايا ثمن" أتت نتيجة "موقفي الفكري والثقافي المبني على أن نقلل، أو نعدم المحاذير، ونطلق أوسع مدى من الحرية للفن، ضمن ضوابط نابعة من منطق الفن ذاته، وليس من خارج دائرته".
وأكد في ذات الوقت على أن من حق المجتمع والناس "انتقاد ممارسات البعض الخاطئة في زواج المتعة، بصورة منطقية واجتماعية، وأن من حق الفن أن تكون له دائرة موضوعاته غير المحدودة، لأن أي تقييد، معناه أن نجمد عقولنا، كوننا نعيش في مجتمعات مليئة بالمحاذير".
"تشويه" لمعتقدات الشيعة
غير أن رئيس هيئة علماء "جبل عامل" آية الله عفيف النابلسي طالب بعدم عرض المسلسل قائلا " نرى أهمية للفن في ثقافة الناس ووعيهم وسلوكهم الاجتماعي والديني. ونرى من الضروري إنتاج فنٍ ملتزم يستند الى معايير أخلاقية تطل على الواقع القيمي بكل أفقه الواسع. ليحيا شعور الناس الجمعي في إطار من الروحية الخلقية بعيداً عن الملوثات التي تسبب تغريراً وتلاعباً في ضمير الانسان وتفلتاً في رغباته وإحساساته".
يتابع النابلسي أن "عملية تكوين النص الدرامي أو السينمائي أو المسرحي تفترض إحاطة علمية وتحوطاً دينياً لئلا يفتتن العاملون بهذه الفنون بعروض مبتذلة ومسفة ومخلة بالقيم الدينية، فمعالجة المواضيع الاجتماعية والسياسية والدينية يجب أن تقارب في إطار من الالتزام بالضوابط الخلقية".
وأضاف لـ"العربية نت": "نحن من موقعنا الفقهي نرى ضرورة إيقاف مثل هذه البرامج التي تشوه معتقدات المذهب الشيعي وحقيقة الزواج المؤقت في أصوله ومبادئه وأحكامه ومسلكياته".
النقد ليس مبررا للمنع
إلا أن الشيخ حسين الخشن الأستاذ في "المعهد الشرعي الإسلامي" التابع للمرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله، يرى أنه "لا مشكلة من الناحية الشرعية في تظهير القضايا الدينية والاجتماعية، ولا محظور في ذلك" مؤكدا على أن لـ"بعض العروض الفنية أثر إيجابي، يفوق أثر عشرات الدعاة والخطباء".
واعتبر كون العمل ذا صبغة نقدية، ليس مسببا للمنع والحجب بقوله "على فرض كون هذه الأعمال تنطلق من عين ناقدة، تنتقد بعض الممارسات الخاطئة التي تنبه الناس للاستغلال السيء للدين، وتحديدا زواج المتعة، والزواج العرفي، والمسيار، وما قد يستغله البعض للإيقاع بالفتيات الشريفات والتغرير بهن"، مضيفا "لا أظن أن القائمين على المسلسل يقصدون الإساءة لبعض المكونات المذهبية".
وعن الموقف السلبي الذي وقفه عدد من العلماء والسياسيين من المسلسل، قال الشيخ الخشن: "الموقف المتسرع هذا ربما انطلق من خلفية عصبوية، أكثر منها موضوعية. وهذا هو الواقع المتشنج في المنطقة والذي أثمر خوفا لدى بعض الشيعة من استهداف مذهبهم وجعله تحت المساءلة، وهو خوف لا ينبغي له أن يكون مسيطرا على العقلية الشيعية، خصوصا أن هذه الموضوعات ليست من الأسرار التي يخفيها الشيعة، وإنما أمور مكشوفة، وتسمى بأسمائها، وليس هنالك أي حرج منها".
ويرى الخشن أنه "يجب أن تدرس الأمور بموضوعية وعقلانية من قبل المثقفين والجهات الدينية المختصة، قبل أن تنتقل لتكون مادة للسجال الشعبي".
وأضاف "لستُ مع قمع الحريات العامة، ولست مع سياسة المنع والحجب، حتى لو كانت هنالك بعض الملاحظات والانتقادات تجاه العمل المقدم، ما دامت المذاهب الإسلامية محترمة كافة" مشيرا إلى أن ما يعتبره البعض "انتصارا"، لجهة منع المسلسل، لا يعتبره هو كذلك، لأنه "ما دمنا لم نشاهد العمل ولم نتعرف على تفاصيله، فكيف نعتبر منعه انتصارا، فقد يكون طرحه موضوعيا ومنصفا للشيعة، فكيف سيكون موقفنا حينها!".
محاذير مبالغ فيها
"تشويه" لمعتقدات الشيعة
النقد ليس مبررا للمنع
بيروت - حسن المصطفى
أكد عدد من علماء الدين الشيعة الكبار رفضهم لحجب ومنع مسلسل "للخطايا ثمن" بسبب معالجته لقضية اجتماعية ذات بعد ديني وهي "زواج المتعة"، وقالوا في تصريحات لـ"العربية.نت" إنه لا مانع من التعرض ـ في الأعمال الفنية بالتليفزيون والسينما والمسرح ـ للقضايا الاجتماعية الدينية من منظور نقدي بشرط عدم الابتذال.
ووصف أحدهم اتهام المسلسل بالاساءة للطائفة الشيعية بأنه اتهام متسرع، وأنه لا مانع من توجيه الانتقادات للحالات التي تتستر خلف الحكم الشرعي، مشيرا إلى أن هناك من يسيئ رخصة "زواج المتعة".
وكان جمهور واسع من المسلمين الشيعة، ومعهم عدد من المثقفين والسياسيين الخليجيين، أثاروا تحفظات حول المسلسل كونه تناول موضوعات دينية، ذات بعد اجتماعي، كـ"زواج المتعة"، مما أدى لبروز أصوات مناوئة، طالبت بعدم عرض المسلسل في شهر رمضان، على شاشة MBC، كما دفعت تلك الاعتراضات بالحكومة الكويتية لمنع عرضه، بعد أن أثار سجالات برلمانية، وصحافية، وجد فيها البعض إثارة للفتن المذهبية.
وقال العلامة محمد حسن الأمين المستشار الأول بالمحكمة الجعفرية العليا ببيروت إنه "ليس هنالك شيء غير قابل لأن يكون موضوع عمل فني راق وناقد يعالج بعض الظواهر والأعراف الاجتماعية والدينية، شرط عدم الابتذال. سواء كان ذلك العمل متلفزا، أو ممسرحا، أو فيلما سينمائيا، " معتبرا أن هذه هي "طبيعة الفن".
وأضاف الأمين لـ"العربية نت"، أن "زواج المتعة، زواج شرعي، ولكن في ذات الوقت هنالك من يسيء استخدام هذه الرخصة الشرعية"،وتابع: "من الناحية الشرعية لا بد من توجيه الانتقاد للحالات التي تستتر خلف الحكم الشرعي لتحقيق مآربها".
محاذير مبالغ فيها
وعن المحاذير التي طرحها المعارضون، من أن الجو الشعبي العام لا يتحمل مناقشة هذه الموضوعات الحساسة علانية، اعتبر الأمين أنها:"محاذير مبالغ فيها. وأنا لست مع هذه المحاذير، شرط أن لا يكون هذا العمل الفني موجها أو مسيسا، وشرط أن تكون الروابط الداخلية في العمل منطقية، وبالتالي ليست مستعملة بهدف إثارة العصبيات المذهبية".
ووفق محمد حسن الأمين فإن اتهام المسلسل بالإساءة للطائفة الشيعية، هو "اتهام متسرع". ويرى أن الموقف من العمل يتوقف على "مشاهدة المسلسل، والحصول على معلومات دقيقة عنه، وبالتالي فإن أي حكم مسبق سيكون غير موضوعي، وغير علمي".
وقال الأمين إن نظرته المتسامحة والموضوعية تجاه مسلسل "للخطايا ثمن" أتت نتيجة "موقفي الفكري والثقافي المبني على أن نقلل، أو نعدم المحاذير، ونطلق أوسع مدى من الحرية للفن، ضمن ضوابط نابعة من منطق الفن ذاته، وليس من خارج دائرته".
وأكد في ذات الوقت على أن من حق المجتمع والناس "انتقاد ممارسات البعض الخاطئة في زواج المتعة، بصورة منطقية واجتماعية، وأن من حق الفن أن تكون له دائرة موضوعاته غير المحدودة، لأن أي تقييد، معناه أن نجمد عقولنا، كوننا نعيش في مجتمعات مليئة بالمحاذير".
"تشويه" لمعتقدات الشيعة
غير أن رئيس هيئة علماء "جبل عامل" آية الله عفيف النابلسي طالب بعدم عرض المسلسل قائلا " نرى أهمية للفن في ثقافة الناس ووعيهم وسلوكهم الاجتماعي والديني. ونرى من الضروري إنتاج فنٍ ملتزم يستند الى معايير أخلاقية تطل على الواقع القيمي بكل أفقه الواسع. ليحيا شعور الناس الجمعي في إطار من الروحية الخلقية بعيداً عن الملوثات التي تسبب تغريراً وتلاعباً في ضمير الانسان وتفلتاً في رغباته وإحساساته".
يتابع النابلسي أن "عملية تكوين النص الدرامي أو السينمائي أو المسرحي تفترض إحاطة علمية وتحوطاً دينياً لئلا يفتتن العاملون بهذه الفنون بعروض مبتذلة ومسفة ومخلة بالقيم الدينية، فمعالجة المواضيع الاجتماعية والسياسية والدينية يجب أن تقارب في إطار من الالتزام بالضوابط الخلقية".
وأضاف لـ"العربية نت": "نحن من موقعنا الفقهي نرى ضرورة إيقاف مثل هذه البرامج التي تشوه معتقدات المذهب الشيعي وحقيقة الزواج المؤقت في أصوله ومبادئه وأحكامه ومسلكياته".
النقد ليس مبررا للمنع
إلا أن الشيخ حسين الخشن الأستاذ في "المعهد الشرعي الإسلامي" التابع للمرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله، يرى أنه "لا مشكلة من الناحية الشرعية في تظهير القضايا الدينية والاجتماعية، ولا محظور في ذلك" مؤكدا على أن لـ"بعض العروض الفنية أثر إيجابي، يفوق أثر عشرات الدعاة والخطباء".
واعتبر كون العمل ذا صبغة نقدية، ليس مسببا للمنع والحجب بقوله "على فرض كون هذه الأعمال تنطلق من عين ناقدة، تنتقد بعض الممارسات الخاطئة التي تنبه الناس للاستغلال السيء للدين، وتحديدا زواج المتعة، والزواج العرفي، والمسيار، وما قد يستغله البعض للإيقاع بالفتيات الشريفات والتغرير بهن"، مضيفا "لا أظن أن القائمين على المسلسل يقصدون الإساءة لبعض المكونات المذهبية".
وعن الموقف السلبي الذي وقفه عدد من العلماء والسياسيين من المسلسل، قال الشيخ الخشن: "الموقف المتسرع هذا ربما انطلق من خلفية عصبوية، أكثر منها موضوعية. وهذا هو الواقع المتشنج في المنطقة والذي أثمر خوفا لدى بعض الشيعة من استهداف مذهبهم وجعله تحت المساءلة، وهو خوف لا ينبغي له أن يكون مسيطرا على العقلية الشيعية، خصوصا أن هذه الموضوعات ليست من الأسرار التي يخفيها الشيعة، وإنما أمور مكشوفة، وتسمى بأسمائها، وليس هنالك أي حرج منها".
ويرى الخشن أنه "يجب أن تدرس الأمور بموضوعية وعقلانية من قبل المثقفين والجهات الدينية المختصة، قبل أن تنتقل لتكون مادة للسجال الشعبي".
وأضاف "لستُ مع قمع الحريات العامة، ولست مع سياسة المنع والحجب، حتى لو كانت هنالك بعض الملاحظات والانتقادات تجاه العمل المقدم، ما دامت المذاهب الإسلامية محترمة كافة" مشيرا إلى أن ما يعتبره البعض "انتصارا"، لجهة منع المسلسل، لا يعتبره هو كذلك، لأنه "ما دمنا لم نشاهد العمل ولم نتعرف على تفاصيله، فكيف نعتبر منعه انتصارا، فقد يكون طرحه موضوعيا ومنصفا للشيعة، فكيف سيكون موقفنا حينها!".