احمد امين
09-10-2007, 12:36 PM
حب الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف (الحلقة الاولى)
--------------------------------------------------------------------------------
كيف تكون منتظراً حقيقياً؟
موضوع منقول
في هذه الأجواء المشحونة بالصراع العقائدي لا بدّ للإنسان أن يدلي بدلوه ويعلو بحجته ويجادل بالتي هي أحسن في سبيل بناء عقيدة رصينة مستمدة من الأدلة العقلية والنقلية بعيدة عن جنوح العاطفة وإفرازات التمذهب.
ولكن الحديث عن الإمام المهدي عليه السلام يختلف باختلاف الثقافة التوعوية التي يحملها المخاطب والأسس والتراكمات التي بنيت عليها شخصيته العقائدية, فالخطاب الموجه إلى الفرد المنتظِر خطاب يفترض به أن يكون قد تجاوز مرحلة النفي والإثبات والنقض والإبرام والدليل والدليل المعاكس.
فإن الحديث العلمي وبسط النظريات ومطارحة الأفكار والرأي والرأي الآخر يكون ضرورياً ومعطاءاً إذا كانت تركيبة المتلقي الثقافية وموروثاته العقائدية مخالفة ومتضاربة في خطوطها العريضة مع البنية العقائدية للمتكلم. إذن للحديث العلمي مجاله الخاص مكاناً وزماناً فإن بالامكان أن يؤتي ثماره إذا كان هناك من يخالفك في الفكر والعقيدة حديث النفي والإثبات يؤتي أكله. إذا كان هناك من أعرض عن آيات الله تعالى الدالة على طرح الإصلاح العالمي كضرورة تأريخية وسنّة إلهية
أما إذا اُريد للحديث أن يكون مع المنتظرين وللمنتظرين فقط فسيأخذ منحى وطريقاً آخر وسيكون له مذاقه الخاص ولونه المنفرد لأن المتلقي مهيأ ومعدّ لمثل هذه الاطروحة أساساً فتراه يحمل في قلبه العقيدة المهدوية متطلعاً إلى مولاه تطلعه لاشراقة الشمس في أوّل إطلالها وجمال بزوغها.
إذن فليس من الصحيح البداية من الصفر والبحث في قضية هي أساساً من المسلمات عند المخاطَب فيكون فضولاً من القول وتحصيلاً للحاصل .
فلا بدّ أن يكون مجرى الحديث عاطفياً تعبوياً مع من حمل في فكره عقيدة الانتظار وآمن بها في قلبه، فنحن لسنا بحاجة _ مع المنتظرين _ إلى دليل يثبت لنا أصل وجود الإمام وولادته وانه حي يرزق ليومنا الحاضر وحتّى يأذن الله تعالى له فيخرج ليملأها عدلاً وقسطاً كما ملأت ظلماً وجوراً, نعم نحن لسنا بحاجة إلى كل هذا بقدر ما نحن بأمس الحاجة إلى معرفة حقيقة الإمام ومقامات الإمام والإمامة, نحن بحاجة إلى الالتفاف حول الإمام... إلى حبّ الإمام... إلى عشق الإمام.
وليس المقصود من حب الإمام هو الأعتقاد بوجوب محبته فإنها من القضايا الضرورية في الفكر الأسلامي (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وهكذا ليس المقصود هو التلفظ بها وطروّها على اللسان فإن الأمر إذا كان بهذا الحد فهو سهل يسير. لكن المقصود والذي يسعى الفرد المنتظر _ وكذلك المجتمع المنتظر _ إلى تحقيقه والوصول إليه هو جوهر الحب ولبّه وأصل العشق ومعدنه ومنبت الوله ومركزه.
لا بدّ للمنتظر من السعي الجاد والفاعل لأستشعار حضور الإمام وتنسم عبيره الفواح والهيام به والشوق للقياه وأن لا يقرّ له قرار ولا يهنأ له عيش ولا يهدأ له بال ولا يرقأ له دمع إلاّ بأكتحال نواظره بطلعته الرشيدة وغرته الحميدة.
حقيقة الحب:
الحب الحقيقي هو أن يحترق القلب ثمّ يحترق حتّى يذوب في هوى محبوبه، الحبّ ليس كلمات تنمق ولا عبارات تزين ولا أحرفاً تكتب.
الحب لا تسعه الكلمات ولا تحيط به الحروف ولا تستوعبه العبارات، فهو أحساس وشعور وأحتراق وذبول وسهر الليل وفكر النهار وشخوص البصر بانتظار رؤية الحبيب وذهاب الفكر سعياً لرضاه وخوض المخاطر في سبيل لقياه.
الحب هو حزن القلب وابتسامة الثغر، هو أنين الكتوم وصَرخة الموتور, الحب هو تتبع حركات المحبوب وسكناته والأنس بألم الفراق على أمل اللقاء.
ما أروع صورة الحب وهي تتجلى في زيارة (آل ياسين) حيث تلتهب عواطف المحب وتجيش لواعج عشقه فيبعث بسلامه ليس إلى شخص الحبيب فحسب بل لكل سكناته ولحظات حياته وخفقات قلبه، فتراه يقول: «السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك... السلام عليك حين تقوم، السلام عليك حين تقعد، السلام عليك حين تقرأ وتبين، السلام عليك حين تصلي وتقنت، السلام عليك حين تركع وتسجد، السلام عليك حين تحمد وتستغفر، السلام عليك حين تهلل وتكبر، السلام عليك حين تصبح وتمسي، السلام عليك في الليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى...».
نعم هذا هو كنه الحب ومعدنه وأصله وفرعه ومبدأه ومنتهاه.
من هنا يجب أن نبدأ المسير وتتحرك قافلة المنتظرين ونتعلم كيف نحب وكيف نعشق فنحن بحاجة إلى مناجات الإمام وعطفه ورأفته. نحن بحاجة إلى أستشعار حضور الإمام لا مجرد وجوده المقدس. نحن بحاجة إلى التعلم خطوة بعد خطوة ومرحلة تلو أخرى من أجل الوصول إلى الهدف المنشود والعلم المنصوب والأمل المصبوب والغوث والرحمة الواسعة.
فكما أن العلم يحصل بالكسب والتعلم فهكذا العاطفة الصادقة والحبّ الصافي والعشق الخالص لا يأتي جزافاً بل لا بدّ له من السير والسلوك والجدّ والاجتهاد والحركة والمثابرة في طريق رسمه لنا أئمّة الهدى وخطه لنا قادة الورى وثابر على سلوكه العلماء وثبت على نهجه العرفاء وولج في بحر أمواجه الأولياء.
فلا بدّ للوالج في أعماق الحب، والواله في غمراته أن يسلك الطريق ويحث الخطى ويديم المسير المهدوي.
--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
http://WWW.M-MAHDI.COM
--------------------------------------------------------------------------------
كيف تكون منتظراً حقيقياً؟
موضوع منقول
في هذه الأجواء المشحونة بالصراع العقائدي لا بدّ للإنسان أن يدلي بدلوه ويعلو بحجته ويجادل بالتي هي أحسن في سبيل بناء عقيدة رصينة مستمدة من الأدلة العقلية والنقلية بعيدة عن جنوح العاطفة وإفرازات التمذهب.
ولكن الحديث عن الإمام المهدي عليه السلام يختلف باختلاف الثقافة التوعوية التي يحملها المخاطب والأسس والتراكمات التي بنيت عليها شخصيته العقائدية, فالخطاب الموجه إلى الفرد المنتظِر خطاب يفترض به أن يكون قد تجاوز مرحلة النفي والإثبات والنقض والإبرام والدليل والدليل المعاكس.
فإن الحديث العلمي وبسط النظريات ومطارحة الأفكار والرأي والرأي الآخر يكون ضرورياً ومعطاءاً إذا كانت تركيبة المتلقي الثقافية وموروثاته العقائدية مخالفة ومتضاربة في خطوطها العريضة مع البنية العقائدية للمتكلم. إذن للحديث العلمي مجاله الخاص مكاناً وزماناً فإن بالامكان أن يؤتي ثماره إذا كان هناك من يخالفك في الفكر والعقيدة حديث النفي والإثبات يؤتي أكله. إذا كان هناك من أعرض عن آيات الله تعالى الدالة على طرح الإصلاح العالمي كضرورة تأريخية وسنّة إلهية
أما إذا اُريد للحديث أن يكون مع المنتظرين وللمنتظرين فقط فسيأخذ منحى وطريقاً آخر وسيكون له مذاقه الخاص ولونه المنفرد لأن المتلقي مهيأ ومعدّ لمثل هذه الاطروحة أساساً فتراه يحمل في قلبه العقيدة المهدوية متطلعاً إلى مولاه تطلعه لاشراقة الشمس في أوّل إطلالها وجمال بزوغها.
إذن فليس من الصحيح البداية من الصفر والبحث في قضية هي أساساً من المسلمات عند المخاطَب فيكون فضولاً من القول وتحصيلاً للحاصل .
فلا بدّ أن يكون مجرى الحديث عاطفياً تعبوياً مع من حمل في فكره عقيدة الانتظار وآمن بها في قلبه، فنحن لسنا بحاجة _ مع المنتظرين _ إلى دليل يثبت لنا أصل وجود الإمام وولادته وانه حي يرزق ليومنا الحاضر وحتّى يأذن الله تعالى له فيخرج ليملأها عدلاً وقسطاً كما ملأت ظلماً وجوراً, نعم نحن لسنا بحاجة إلى كل هذا بقدر ما نحن بأمس الحاجة إلى معرفة حقيقة الإمام ومقامات الإمام والإمامة, نحن بحاجة إلى الالتفاف حول الإمام... إلى حبّ الإمام... إلى عشق الإمام.
وليس المقصود من حب الإمام هو الأعتقاد بوجوب محبته فإنها من القضايا الضرورية في الفكر الأسلامي (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وهكذا ليس المقصود هو التلفظ بها وطروّها على اللسان فإن الأمر إذا كان بهذا الحد فهو سهل يسير. لكن المقصود والذي يسعى الفرد المنتظر _ وكذلك المجتمع المنتظر _ إلى تحقيقه والوصول إليه هو جوهر الحب ولبّه وأصل العشق ومعدنه ومنبت الوله ومركزه.
لا بدّ للمنتظر من السعي الجاد والفاعل لأستشعار حضور الإمام وتنسم عبيره الفواح والهيام به والشوق للقياه وأن لا يقرّ له قرار ولا يهنأ له عيش ولا يهدأ له بال ولا يرقأ له دمع إلاّ بأكتحال نواظره بطلعته الرشيدة وغرته الحميدة.
حقيقة الحب:
الحب الحقيقي هو أن يحترق القلب ثمّ يحترق حتّى يذوب في هوى محبوبه، الحبّ ليس كلمات تنمق ولا عبارات تزين ولا أحرفاً تكتب.
الحب لا تسعه الكلمات ولا تحيط به الحروف ولا تستوعبه العبارات، فهو أحساس وشعور وأحتراق وذبول وسهر الليل وفكر النهار وشخوص البصر بانتظار رؤية الحبيب وذهاب الفكر سعياً لرضاه وخوض المخاطر في سبيل لقياه.
الحب هو حزن القلب وابتسامة الثغر، هو أنين الكتوم وصَرخة الموتور, الحب هو تتبع حركات المحبوب وسكناته والأنس بألم الفراق على أمل اللقاء.
ما أروع صورة الحب وهي تتجلى في زيارة (آل ياسين) حيث تلتهب عواطف المحب وتجيش لواعج عشقه فيبعث بسلامه ليس إلى شخص الحبيب فحسب بل لكل سكناته ولحظات حياته وخفقات قلبه، فتراه يقول: «السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك... السلام عليك حين تقوم، السلام عليك حين تقعد، السلام عليك حين تقرأ وتبين، السلام عليك حين تصلي وتقنت، السلام عليك حين تركع وتسجد، السلام عليك حين تحمد وتستغفر، السلام عليك حين تهلل وتكبر، السلام عليك حين تصبح وتمسي، السلام عليك في الليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى...».
نعم هذا هو كنه الحب ومعدنه وأصله وفرعه ومبدأه ومنتهاه.
من هنا يجب أن نبدأ المسير وتتحرك قافلة المنتظرين ونتعلم كيف نحب وكيف نعشق فنحن بحاجة إلى مناجات الإمام وعطفه ورأفته. نحن بحاجة إلى أستشعار حضور الإمام لا مجرد وجوده المقدس. نحن بحاجة إلى التعلم خطوة بعد خطوة ومرحلة تلو أخرى من أجل الوصول إلى الهدف المنشود والعلم المنصوب والأمل المصبوب والغوث والرحمة الواسعة.
فكما أن العلم يحصل بالكسب والتعلم فهكذا العاطفة الصادقة والحبّ الصافي والعشق الخالص لا يأتي جزافاً بل لا بدّ له من السير والسلوك والجدّ والاجتهاد والحركة والمثابرة في طريق رسمه لنا أئمّة الهدى وخطه لنا قادة الورى وثابر على سلوكه العلماء وثبت على نهجه العرفاء وولج في بحر أمواجه الأولياء.
فلا بدّ للوالج في أعماق الحب، والواله في غمراته أن يسلك الطريق ويحث الخطى ويديم المسير المهدوي.
--- التوقيع ---
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
http://WWW.M-MAHDI.COM