المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رواية شيعية: كيف اتسع الشقاق مع السنة؟



لمياء
09-10-2007, 09:39 AM
الغد الأردنية

دميان كيف - نيويورك تايمز


شاثا الموسوي، عضوة في البرلمان، واجهت الانقسام الشيعي -السني لأول مرة في اليوم الذي ألقى فيه الأميركيون القبض على صدام حسين. فبينما كانت تستمع إلى الأخبار مع صديقة سنية حميمة لها تدعى ساهرة، فقزت الآنسة الموسوي مثل طفل.

تقول السيدة الموسوي: "قفزت، صرخت، وذهبت مباشرة إلى ساهرة واحتضنتها. كنت أبكي، وقلت: ساهرة، هذه هي اللحظة التي كنا ننتظرها".

على الأقل، كان ينبغي أن تكون كذلك: فقد كان رجال صدام قد قتلوا والد السيدة الموسوي عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها. وساهرة أيضاً كانت ضحية، حيث فقدت أقرب أعمامها بسبب حكومة صدام.

لكن ساهرة، وبدلاً من الاحتفال، وقفت متشنجة. وبعد يوم من ذلك، كما تقول السيدة الموسوي، كانت عينا ساهرة حمراوين من البكاء. وقبل انقضاء طويل وقت، ومثل حال الكثيرين من الشيعة والسنة هنا، توقفت الصديقتان عن التحدث معاً.

الطائفية، المسألة التي قالت السيدة الموسوي إنها رغبت تجنبها، جاءت بدلاً من ذلك لتطاردها. دخلت معترك السياسة منذ أربع سنوات، ممتلئة بالمثالية، وبالعمل على نحو وثيق مع السنة على صياغة الدستور العراقي ومسودة قانون كان ينبغي أن يعوض ضحايا صدام حسين.

الآن، وحتى بالنسبة إليها هي التي تعتبر من أكثر شخصيات البرلمان استقلالية، أصبح الحماس إلى المصالحة مصطبغاً بالقتامة بسبب انعدام الثقة وخيبة الأمل والغضب المستعر.

تساعد خيبة أمل الموسوي في فهم السبب وراء كون الحكومة العراقية قد فقدت معظم العلامات التي كان قد وضعها الكونغرس، حيث استنتج مكتب مجلس اعتمادية الحكومة في تقرير سيصدر في الأيام القادمة,

أن أسبابها - للدفاع عن وجود الميليشيات الشيعية كرد فعل ضروري على عنف السنة العرب على سبيل المثال - هي أسباب شخصية. وكما هو شأن العديد من القادة العراقيين، فإن حياتها كانت قد أصبحت قاحلة. فبعد رؤية الجيران الشيعة يقتلون الأصدقاء الشيعة، وبعد أن دفع بها للخروج من منزلها الخاص بسبب العنف، ناضلت السيدة الموسوي لتجاوز الغضب والألم. يقول محمد محمود أحمد، رئيس لجنة التعويض عن الضحايا حيث تحتل السيدة الموسوي منصب النائب: "الكثيرون من العراقيين ما يزالون يعيشون في الماضي، وهي بدورها متأثرة بهذا الداء". وبالنسبة للكثير من الطوائف العراقية، ظلت العداوات مخيمة منذ عقود. وفي الشقة البسيطة في المنطقة الخضراء التي تتقاسمها مع زوجها الثاني (سني كردي)، وصفت السيدة الموسوي (40 عاماً) قائمة من الانتهاكات.

ترعرت السيدة الموسوي في حي بغدادي تقطنه الطبقة الوسطى، وتقاسمت بيتاً كبيراً مريحاً مع ستة من الإخوة والأعمام والعمات ومجموعة من أبناء العمومة. ثم، وفي أحد أيام عام 1980، ذهب والدها إلى العمل ولم يعد أبداً إلى البيت. واكتشفت بعد ذلك بأن سيارة تعود لمسؤول حكومي كان والدها تجادل معه قد صدمته.

لم يكن عمرها قد تجاوز 13 عاماً حين تمزقت هدأة حياة السيدة الموسوي. وضمن ممتلكاتها الثمينة ألبوم صور يضم صوراً باهتة تحت غطاء بلاستيكي لاصق، يظهر والدها فيها سعيداً، بشعر طويل متموج ويحمل طفلاً في كل ذراع. وتقول: "كان شاعراً، رجلاً عظيماً. وقد أحببته وكنت شديدة الالتصاق به. فقدانه أفقدني توازني".

بعد ذلك بسنتين، وبعد أن أصبحت العائلة تعيش في بيت أصغر، ضربت الحكومة مرة أخرى. ففي الخامس عشر من آب عام 1982، اعتقلت الشرطة أقاربها وألقت بهم في السجن لأن أسماءهم ظهرت في قائمة "غير المرغوب بهم".

تقول السيدة الموسوي إن المطاف انتهى بها في زنزانة قذرة مع أقاربها ونساء أخريات وأطفال. وطوال الأيام الثمانية والثلاثين التالية، رأت نساء يضعن أطفالهن إلى جانبها، وسمعت الأطفال يعدون بقتل السيد حسين. وعند نقطة معينة، أخذ رجال الشرطة أم السيدة الموسوي وألقوا بقطع ممزقة من قميص ابنها على الأرض حتى يوحوا "زوراً" بأنه قد قتل.

صدم الاعتقال السيدة الموسوي حتى النخاع. ولم ترد المغادرة حين حاول الشرطة إطلاق سراحها "لأنني لم أفكر بأن الحياة كانت مكاناً آمناً"، كما تقول.

بعد ذلك، كما تقول، استطاعت المضي قدماً بفضل إيمانها وحصلت على شهادة جامعية بعد الزواج والطلاق وثلاث بنات. وعندما علمت هي وساهرة بأمر اعتقال السيد حسين، كانتا تنتظران وقت المحاضرة في جامعة بغداد.

في ذلك الوقت، كانت مسكونة بالأمل، وتقول: "وعد السيد بوش بأن يكون العراق بلداً حراً وديمقراطياً، وقد صدقنا ذلك". ثم ضحكت. لم يأخذ الأمر وقتاً طويلاً، كما قالت، قبل أن يشرع العراقيون بالتمزق. في حي العدل الذي تقطنه السيدة الموسوي، بدأت المساجد الشيعية والمدارس الدينية التي كانت الحكومة التي يسيطر عليها السنة بإعادة فتح أبوابها مباشرة بعد سقوط السيد حسين. وشعر بعض العرب السنة، كما تقول، بالتهديد. وعلى الفور، توقف الزبائن السنة عن زيارة محل الخياطة الذي كانت تعمل فيه. وكان معظم ضيوفها على الغداء، كما اعترفت، من الشيعة.

جاء العنف في الأعقاب. ففي أواخر عام 2003، كما تقول السيدة الموسوي، رأت سيارتين مليئتين بالرجال وهم يقبضون على مسؤول في مسجد شيعي قرب منزلها، ويوثقونه إلى إحدى السيارتين ويجرونه في الشوارع. وكان بعض المهاجمين شباباً كانت قد عرفتهم عندما كانوا أولاداً. صرخت عليهم: "هل جننتم، هل فقدتم عقولكم؟"

تقول إنها بدأت تنظر إلى السياسة كوسيلة لاستعادة بعض العقل. وبعد إنشاء جماعة نسائية شعبية، أصبحت واحدة من امرأتين اثنتين فقط تم انتخابهما لعضوية مجلس الحي في محافظتها. وتقول إنها استمتعت بالعمل - حتى بدأ زملاؤها الشيعة بالموت. وفي عامي 2004 و2005، قتل خمسة أعضاء شيعة من أعضاء المجلس، معظمهم بالاغتيال.

حول نفس ذلك الوقت، قتل مسلحون محافظ بغداد الشيعي حيدر علي الذي كان يقطن على بعد منزلين من منزلها. وتقول إن جاراً آخر، وهو شيعي وواحد من حرس علي، ربما يكون مسؤولاً عن قتله.

تقول: "لقد صدمنا حقيقة. لقد اعتدنا أن يكون لنا أصدقاء، جيران. وفي كل لحظة عندما تقابل شخصاً ما، لم تكن تفكر: هل هو شيعي أم سني؟ كنت لتلاحظ بالطبع، لكن ذلك لم يكن يهم".

ثم عند نقطة معينة، كما تقول، تغيرت الأمور. أصبحت الطائفة هي الصفة المميزة للعراقيين، وقال له أصدقاؤها السنة إنها لم تفهم الأمور، ذلك أن كون المرء سنياً كان يعني شيئاً، كما قالوا.

وفكرت السيدة الموسوي: ولكن ماذا عن الشيعة؟ الذين لم يكن يحسب لهم حساب قبلاً والذين تعرضوا للاضطهاد والقسوة؟

تقول السيدة الموسوي إنها غادرت حي العدل سراً عام 2005، عندما انضمت إلى الجمعية الوطنية، طريقها إلى البرلمان. وكانت واحدة من بناتها ما تزال في المدرسة الثانوية، وخافت عليها من الهجوم.

رغم مثل هذه المخاوف، قاومت العناصر الأكثر تطرفاً في السياسة العراقية، ورفضت الدعوات من أحزاب شيعية أخرى لتنضم إلى جماعة من المعتدلين في كتلة التضامن وانتخبت للبرلمان عام 2005.

ثمة سني واحد يشارك السيدة الموسوي في لجنة الضحايا، إنه خلف الملا. والذي كان قد وصف السيدة الموسوي في إحدى المقابلات بأنها منفتحة العقل. "إنها تحترم آراء الناس الآخرين وتستمع إليهم حتى ولو كانت لديها وجهة نظر مختلفة".

تقول السيدة الموسوي إنها تشارك المعارضة السنية رأيها فيما يتعلق بتقسيم البلاد إلى مناطق طائفية ذات حكم ذاتي، وهي تفهم عناصر من المعارضة السنية. وتقول: "بعض من ذلك يأتي نتيجة الشعور بالوطنية، وبإحساس بما ينبغي عليك فعله في قتال ضد الاحتلال والقوات الأجنبية على أرضك".

لكن مواقفها وتعليقات الخاصة قد أصبحت محكومة الآن بمعايير طائفية أكثر حدة.

في البرلمان قبل ثلاثة أشهر، صرخت على زملائها لأنهم وقفوا متفرجين بينما كان المتطرفون السنة يقتلون المئات من الشيعة في محافظة ديالى. وعندما ابتسم رئيس المجلس، وهو سني، صرخت عليه: "لماذا تضحك أيها السيد الرئيس؟ أريد أن أعرف لماذا تضحك." (فأشاح عنها قائلاً: "دعوا الأمور لتحلها النساء.")

رغم ولائها لتيار آية الله السيستاني الأكثر اعتدالاً، تدافع السيدة الموسوي الآن عن بعض تصرفات جيش المهدي، الميليشيا التابعة للإمام مقتدى الصدر، رجل الدين المعادي للأميركيين، قائلة إن الجيش قد ملأ فراغاً ضرورياً. وتقول: "لم تستطع الحكومة أن تحمي الناس. لم يستطيعوا إنقاذهم، وقد فعل الصدريون ذلك."

وعندما سئلت عن الاتهامات القائلة بأن جيش المهدي أرغم الأبرياء السنة على مغادرة حي الحرية الذي يجاور حي العدل، قالت إن الشيعة لم يكن لديهم الوقت لفرز البريء عن المذنب لأن السنة كانوا يقتلون الشيعة. وهي تقول إن المشكلة الأساسية هي أن الكثيرين من السنة لن يقبلوا أبداً بأن يحكمهم الشيعة. وعلى نفس القدر من الإغاظة، كما تقول، فإنهم يرفضون الاعتراف بالمسؤولية عن خطايا السيد حسين وحزب البعث والمتطرفين الحاليين. وتقول: "لم يشعر السنة أبداً بكم عانينا".

يقول السنة إنهم هم أيضاً كانوا ضحايا تسلط السيد حسين، وإنهم أصبحوا الآن أيضاً مستهدفين من جهة فرق الموت الشيعية والجنود الأميركيين. وتقول أسما الدليمي، وهي عضوة في البرلمان وابنة عدنان الدليمي الذي يقود كتلة شيعية رئيسة، إن السيدة الموسوي وزملاءها الشيعة قد بالغوا كثيراً بكونهم ضحاياً من أجل الكسب السياسي. وتقول: "كل هذه المزاعم هي جزء من الاضطهاد المزعوم الذي يتظاهرون بأنهم قد عانوا منه.

تصريحات مثل هذه تجعل السيدة الموسوي تغلي غضباً، وتقول إنها قد شارفت على الانسحاب من البرلمان عدة مرات. وعندما سئلت عما يمكن أن يجعل الشيعة يتصالحون مع السنة في الحكومة، فإن مزيداً من الغضب والألم يمكن سماعهما بينما يبدو الزعماء الحاليون فجأة وأنهم يختلطون في ذهنها بالبعثيين القدامى. وتقول: "لا أستطيع احتمال أن أراهم يسيطرون على الأمور. لا أستطيع احتمال أن أراهم في السلطة".

لكن خصومها لو مدوا أيديهم ليتصافحوا على صفقة، فإنها ستفكر، كما تقول، "بأن اليد الأخرى تخفي خنجراً".

محب الأئمة
09-11-2007, 09:57 PM
ماذا يريد السنة ؟
حكموا العراق لعشرات السنوات وبعدهم زعلانين ؟
ابناء الشيعة دفعوا ثمنا باهضا لمغامرات السنة الطائشة وحروبهم التي لا تنتهي
مرة مع ايران ومرة مع الكويت
ومرة مع الشعب العراقي