المهدى
07-11-2004, 10:56 AM
النجف: سوميني سنغوبتا *
مثل ملصقات مطربي الراب، تنتشر صور مقتدى الصدر وهو يشير بأصابعه بطريقة تهديدية في الحي القديم في هذه المدينة.
ويقع مرقد الامام علي، تحت سيطرة ميليشيا الصدر، ولا يزال رجاله، حتى بعد المعارك مع القوات الاميركية، يتولون حراسة نقاط التفتيش التي تؤدي الى المدينة القديمة. ويقف رجاله وبعضهم من الشباب الصغار، على مداخل المرقد.
ويقول مصطفى جابر وهو في الثالثة والعشرين من عمره ولا يحمل الا الشهادة الابتدائية وقضى بعض الوقت في الجيش العراقي في عهد صدام حسين، انه وزوجته على استعداد للشهادة في سبيل الحركة التي يقودها الصدر، واذا ما لزم الامر فهم على استعداد لتقديم ابنهم الاول الذي لم يزد عمره عن 45 يوما. وقال جابر «سأضع متفجرات حول الرضيع وسأنسفهم به». وقد اطلق على الطفل اسم مقتدى.
وسيطرة الصدر على هذا القطاع من قلب المناطق الشيعية امر غير عادي. فالمرقد اصبح منطقة لا يمكن للشرطة العراقية دخولها، ولم يقترب الجيش العراقي الناشئ منها، وتعسكر القوات الاميركية، التي كانت قد صدرت اليها اوامر من قبل بالقبض على الصدر في اطار التحقيق في قضية مقتل رجل دين، الان على اطراف المدينة، غير قادرة على دخول المركز طبقا لاتفاقية هدنة تم التوصل اليها مع الصدر.
وفي هذا اليوم القائظ الحرارة كان هناك العديد من المحلات المغلقة. كما كانت الفنادق المحيطة مغلقة او خالية من النزلاء او تعرضت لتفجيرات. وحتى مع نهاية المعارك، فإن اقتصاد النجف الذي يعتمد على موجات الزوار يبدو ضعيفا. وطوال اليوم كان الرجال يدخلون المرقد يحملون جثث الموتى في زيارة اخيرة قبل دفنهم، حيث يفضل الشيعة دفن موتاهم بالقرب من ضريح الامام علي.
ومثل الفلوجة في المنطقة السنية، فإن كيفية ادارة النجف ومثير القلاقل الذي يسيطر على واحدة من اغنى العقارات، تمثل الاختبار الحقيقي لسلطة الحكومة العراقية. وهناك الكثير الذي يواجه رئيس وزراء العراق الجديد، اياد علاوي، فالصدر رجل دين مبتدئ لديه طموحات سياسية وشعبية واسعة النطاق، وبصفة خاصة بين الشباب الشيعي المتضرر. كيف ستعامل الحكومة الصدر يهم بقية القيادات الشيعية، بمن فيهم اية الله علي السيستاني، اقوى رجال الدين الشيعة في العراق.
ويوضح عدنان الظرفي حاكم النجف ان الجمود لا يمكن ان يستمر للابد. وقال «عليهم انهاء هذا الموضوع بسرعة»، في اشارة الى حركة الصدر.
والقضيتان الاساسيتان لتنفيذ ذلك هما: حل «جيش المهدي» ومصير قرار القبض عليه.
ويلاحظ ان علاوي لم يشر، منذ توليه السلطة في 28 يونيو (حزيران)، الى القبض عليه. غير ان هناك اتصالات تجري فيما وراء الستار مع جماعة الصدر والمسؤولين الحكوميين والقيادات السياسية الشيعية لدراسة ما اذا كان من الممكن السماح بتجاهل الموضوع في الوقت الراهن او اجبار الصدر على مواجهة الاتهامات امام محكمة شرعية، حيث من المرجح، باعتباره عميدا لاسرة دينية معروفة، ان يواجه محاكمة متعاطفة.
وفي الوقت ذاته تجري محاولات لدفعه تجاه الحركة السياسية الرئيسية. ففي النجف حيث ادت المعارك التي استمرت لاكثر من شهرين بين القوات الاميركية وميليشيات الصدر الى توقف الزيارات وشلت الاقتصاد المحلي، وتأمل القيادات الشيعية المنافسة في احتمال ضعف شعبيته مع مرور الوقت.
وذكرت مصادر قريبة من المفاوضات ان الصدر يفضل الظهور امام محكمة بعد تسلم حكومة منتخبة مقاليد السلطة، الا انه من الناحية العلنية شن حملة على حكومة علاوي ووصفها عن طريق متحدث باسمه بأنها «غير شرعية».
واصدر مقتدى الصدر اوامر لأفراد ميليشياته من خارج النجف بمغادرتها، لكنه تحدى في نفس الوقت المطالبة بحلها وقال انه سيتعاون مع الشرطة العراقية، إلا ان رجاله هاجموا مركزا للشرطة قبل اقل من شهر وأطلقوا سراح المحبوسين. كما ان تعليقات مقتدى الصدر حول الجيش العراقي كانت متقلبة، فقد قال ناطق باسمه ان لا ثقة لهم بالجيش العراقي، وفي وقت لاحق خفف من حدة لهجته بشأن الجيش وقال انهم يعتبرون أفراد الجيش العراقي اخوة لهم وإنهم سيتعاونون معهم لأنهم مواطنون عراقيون.
وقال الشيباني ان مجموعتهم لا تزال متحفظة ازاء الحكومة العراقية الجديدة. وفي وقت لاحق صرح بأن جيش المهدي سيتعاون في حال تحديد إياد علاوي موعدا لانسحاب القوات الاميركية من العراق. ولا يزال مقتدى الصدر مصرا حتى الآن على الانسحاب الفوري للقوات الاجنبية من العراق، وقال الشيباني ان على إياد علاوي إجبار قوات الاحتلال على مغادرة العراق وإن لم يحدث ذلك الآن فيجب ان يحدث مستقبلا. وكان الصدر قد رفض عرض الحكومة العراقية الجديدة اصدار عفو عن المتمردين، وعلق الشيباني حول هذا العرض قائلا :
ان «العفو يكون عن المجرمين» وان «افراد جيش المهدي ليسوا مجرمين»، وان جيش المهدي «يقود مقاومة شعبية من اجل الاستقلال». السلاح الفاعل الذي يعتمد عليه مقتدى الصدر هو تاريخ وسمعة اسرته، فقد أعدم نظام الرئيس المخلوع صدام حسين والده وعمه. ونسبة لأن مفهوم الاستشهاد يمثل سمة مميزة في الفكر الشيعي، فإن مقتدى الصدر برع تماما في استغلال هذا الجانب، فقد ظهر أمام جموع مؤيديه وهو يلتحف كفنا وأعلن انه ليس خائفا من الموت، اذ ان مثل هذه التصريحات تثير حماسة الشباب مثل جبار، الذي انضم وأشقاؤه الخمسة الى جيش المهدي قبل عام. كان جبار يقيم في مدينة الصدر ببغداد وانتقل الى النجف مع زوجته ليكون الى جانب مقتدى الصدر. ويقول جبار عن الصدر انه «رجل امين وشجاع» وانه بالنسبة لهم «يمثل النهج الذي يجب ان يتبعه العراق».
وافق جيش المهدي في وقت سابق على توقف أفراده عن حمل الاسلحة والقنابل مقابل انسحاب القوات الاميركية من مدينة النجف. وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي مني بها جيش المهدي، فإن مقتدى الصدر لا يزال مصرا على عدم تسريح افراده. بصرف النظر عن الوسائل، فإن الأمر الواضح هو ان نزع سلاح أفراد جيش المهدي يتوقف على تقديم ضمانات لمقتدى الصدر بعدم التعرض له فيما يتعلق بمذكرة الاعتقال الصادرة بحقه، إلا ان سلامة الخفاجي، عضو حزب الدعوة الشيعي، تعتقد ان الحكومة يجب ان تصر على ضرورة خضوع الجميع للقانون حتى الرموز المعروفة مثل مقتدى الصدر، إلا ان ذلك يجب ان يكون على نحو لا يثير «الشارع العراقي»، على حد قولها. وترى سلامة الخفاجي ان مهمتهم الرئيسية تتركز في ايجاد دور لحركة مقتدى الصدر في الدولة. هل يقبل مقتدى الصدر الدعوة للمشاركة في السياسة؟
يقول الشيباني ان زعيمه لا يسعى بالضرورة الى لعب دور مباشر في حكم العراق، لكنه أشار ايضا الى انه قادر على تعبئة الشعب العراقي بكلمة واحدة فقط. ويعتقد الشيباني انه من الافضل لمقتدى الصدر ان يكون مراقبا للحكومة بدلا من ان يكون جزءا منها.
مثل ملصقات مطربي الراب، تنتشر صور مقتدى الصدر وهو يشير بأصابعه بطريقة تهديدية في الحي القديم في هذه المدينة.
ويقع مرقد الامام علي، تحت سيطرة ميليشيا الصدر، ولا يزال رجاله، حتى بعد المعارك مع القوات الاميركية، يتولون حراسة نقاط التفتيش التي تؤدي الى المدينة القديمة. ويقف رجاله وبعضهم من الشباب الصغار، على مداخل المرقد.
ويقول مصطفى جابر وهو في الثالثة والعشرين من عمره ولا يحمل الا الشهادة الابتدائية وقضى بعض الوقت في الجيش العراقي في عهد صدام حسين، انه وزوجته على استعداد للشهادة في سبيل الحركة التي يقودها الصدر، واذا ما لزم الامر فهم على استعداد لتقديم ابنهم الاول الذي لم يزد عمره عن 45 يوما. وقال جابر «سأضع متفجرات حول الرضيع وسأنسفهم به». وقد اطلق على الطفل اسم مقتدى.
وسيطرة الصدر على هذا القطاع من قلب المناطق الشيعية امر غير عادي. فالمرقد اصبح منطقة لا يمكن للشرطة العراقية دخولها، ولم يقترب الجيش العراقي الناشئ منها، وتعسكر القوات الاميركية، التي كانت قد صدرت اليها اوامر من قبل بالقبض على الصدر في اطار التحقيق في قضية مقتل رجل دين، الان على اطراف المدينة، غير قادرة على دخول المركز طبقا لاتفاقية هدنة تم التوصل اليها مع الصدر.
وفي هذا اليوم القائظ الحرارة كان هناك العديد من المحلات المغلقة. كما كانت الفنادق المحيطة مغلقة او خالية من النزلاء او تعرضت لتفجيرات. وحتى مع نهاية المعارك، فإن اقتصاد النجف الذي يعتمد على موجات الزوار يبدو ضعيفا. وطوال اليوم كان الرجال يدخلون المرقد يحملون جثث الموتى في زيارة اخيرة قبل دفنهم، حيث يفضل الشيعة دفن موتاهم بالقرب من ضريح الامام علي.
ومثل الفلوجة في المنطقة السنية، فإن كيفية ادارة النجف ومثير القلاقل الذي يسيطر على واحدة من اغنى العقارات، تمثل الاختبار الحقيقي لسلطة الحكومة العراقية. وهناك الكثير الذي يواجه رئيس وزراء العراق الجديد، اياد علاوي، فالصدر رجل دين مبتدئ لديه طموحات سياسية وشعبية واسعة النطاق، وبصفة خاصة بين الشباب الشيعي المتضرر. كيف ستعامل الحكومة الصدر يهم بقية القيادات الشيعية، بمن فيهم اية الله علي السيستاني، اقوى رجال الدين الشيعة في العراق.
ويوضح عدنان الظرفي حاكم النجف ان الجمود لا يمكن ان يستمر للابد. وقال «عليهم انهاء هذا الموضوع بسرعة»، في اشارة الى حركة الصدر.
والقضيتان الاساسيتان لتنفيذ ذلك هما: حل «جيش المهدي» ومصير قرار القبض عليه.
ويلاحظ ان علاوي لم يشر، منذ توليه السلطة في 28 يونيو (حزيران)، الى القبض عليه. غير ان هناك اتصالات تجري فيما وراء الستار مع جماعة الصدر والمسؤولين الحكوميين والقيادات السياسية الشيعية لدراسة ما اذا كان من الممكن السماح بتجاهل الموضوع في الوقت الراهن او اجبار الصدر على مواجهة الاتهامات امام محكمة شرعية، حيث من المرجح، باعتباره عميدا لاسرة دينية معروفة، ان يواجه محاكمة متعاطفة.
وفي الوقت ذاته تجري محاولات لدفعه تجاه الحركة السياسية الرئيسية. ففي النجف حيث ادت المعارك التي استمرت لاكثر من شهرين بين القوات الاميركية وميليشيات الصدر الى توقف الزيارات وشلت الاقتصاد المحلي، وتأمل القيادات الشيعية المنافسة في احتمال ضعف شعبيته مع مرور الوقت.
وذكرت مصادر قريبة من المفاوضات ان الصدر يفضل الظهور امام محكمة بعد تسلم حكومة منتخبة مقاليد السلطة، الا انه من الناحية العلنية شن حملة على حكومة علاوي ووصفها عن طريق متحدث باسمه بأنها «غير شرعية».
واصدر مقتدى الصدر اوامر لأفراد ميليشياته من خارج النجف بمغادرتها، لكنه تحدى في نفس الوقت المطالبة بحلها وقال انه سيتعاون مع الشرطة العراقية، إلا ان رجاله هاجموا مركزا للشرطة قبل اقل من شهر وأطلقوا سراح المحبوسين. كما ان تعليقات مقتدى الصدر حول الجيش العراقي كانت متقلبة، فقد قال ناطق باسمه ان لا ثقة لهم بالجيش العراقي، وفي وقت لاحق خفف من حدة لهجته بشأن الجيش وقال انهم يعتبرون أفراد الجيش العراقي اخوة لهم وإنهم سيتعاونون معهم لأنهم مواطنون عراقيون.
وقال الشيباني ان مجموعتهم لا تزال متحفظة ازاء الحكومة العراقية الجديدة. وفي وقت لاحق صرح بأن جيش المهدي سيتعاون في حال تحديد إياد علاوي موعدا لانسحاب القوات الاميركية من العراق. ولا يزال مقتدى الصدر مصرا حتى الآن على الانسحاب الفوري للقوات الاجنبية من العراق، وقال الشيباني ان على إياد علاوي إجبار قوات الاحتلال على مغادرة العراق وإن لم يحدث ذلك الآن فيجب ان يحدث مستقبلا. وكان الصدر قد رفض عرض الحكومة العراقية الجديدة اصدار عفو عن المتمردين، وعلق الشيباني حول هذا العرض قائلا :
ان «العفو يكون عن المجرمين» وان «افراد جيش المهدي ليسوا مجرمين»، وان جيش المهدي «يقود مقاومة شعبية من اجل الاستقلال». السلاح الفاعل الذي يعتمد عليه مقتدى الصدر هو تاريخ وسمعة اسرته، فقد أعدم نظام الرئيس المخلوع صدام حسين والده وعمه. ونسبة لأن مفهوم الاستشهاد يمثل سمة مميزة في الفكر الشيعي، فإن مقتدى الصدر برع تماما في استغلال هذا الجانب، فقد ظهر أمام جموع مؤيديه وهو يلتحف كفنا وأعلن انه ليس خائفا من الموت، اذ ان مثل هذه التصريحات تثير حماسة الشباب مثل جبار، الذي انضم وأشقاؤه الخمسة الى جيش المهدي قبل عام. كان جبار يقيم في مدينة الصدر ببغداد وانتقل الى النجف مع زوجته ليكون الى جانب مقتدى الصدر. ويقول جبار عن الصدر انه «رجل امين وشجاع» وانه بالنسبة لهم «يمثل النهج الذي يجب ان يتبعه العراق».
وافق جيش المهدي في وقت سابق على توقف أفراده عن حمل الاسلحة والقنابل مقابل انسحاب القوات الاميركية من مدينة النجف. وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي مني بها جيش المهدي، فإن مقتدى الصدر لا يزال مصرا على عدم تسريح افراده. بصرف النظر عن الوسائل، فإن الأمر الواضح هو ان نزع سلاح أفراد جيش المهدي يتوقف على تقديم ضمانات لمقتدى الصدر بعدم التعرض له فيما يتعلق بمذكرة الاعتقال الصادرة بحقه، إلا ان سلامة الخفاجي، عضو حزب الدعوة الشيعي، تعتقد ان الحكومة يجب ان تصر على ضرورة خضوع الجميع للقانون حتى الرموز المعروفة مثل مقتدى الصدر، إلا ان ذلك يجب ان يكون على نحو لا يثير «الشارع العراقي»، على حد قولها. وترى سلامة الخفاجي ان مهمتهم الرئيسية تتركز في ايجاد دور لحركة مقتدى الصدر في الدولة. هل يقبل مقتدى الصدر الدعوة للمشاركة في السياسة؟
يقول الشيباني ان زعيمه لا يسعى بالضرورة الى لعب دور مباشر في حكم العراق، لكنه أشار ايضا الى انه قادر على تعبئة الشعب العراقي بكلمة واحدة فقط. ويعتقد الشيباني انه من الافضل لمقتدى الصدر ان يكون مراقبا للحكومة بدلا من ان يكون جزءا منها.