المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العوالم المتوازية



السيد مهدي
09-02-2007, 02:52 AM
العوالم المتوازية:

عالم الشئ، محيطه وجوه وكل الموجودات فيه، فعندمانتحدث عن عالم النبات، نعني به عالم الأشجار والأثماروالخضار، وكلمايتفرع ويعود لمايمكن أن نتعارف عليه نباتيا. ومثله عالم الحيوان، فهوإيضاعالم الأنسان العاقل، وعالم الحيوان الغريزي الغيرالعاقل. وكل من هذه العوالم تنقسم إلى عوالم ثانوية كثيرة متنوعة، فعالم الحياة يمكن أن يكون نباتيا، ويمكن أن يكون حيوانيا، وهكذا لكن بالنسبة لوعي الإنسان العاقل، يمكن تقسيم العوالم إلى قسمين رئيسيين:

1-عالم المحسوسات: وهوالعالم الذي نحتك به مباشرة أوبواسطة.
2- عالم غيرالمحسوسات: مثل عالم الجن والعوالم الروحانية الأخرى، وهي مانطلقه عليه عوالم مابعد الطبيعة.

يمكن تقسيم عالم المحسوسات إلى عالمين متميزين:

عالم المحسوس بدون واسطة: مثل العوالم التي نتحسسها بحواسناالخمسة.

عالم المحسوس بواسطة: مثل العوالم البعيدة جداوالتي تحتاج لواسطة تقريب، كالمراقيب(التليسكوبات) وسفن الفضاء.. والعوالم المتناهية في الصغر، والتي تحتاج لوسائط تقريب، كالمجاهر(الميكروسكوبات) أوتقنيات التضاؤل المرتقبة مستقبلا، والتي تحول الإنسان إلى كائن ضئيل الحجم، ليسافر بالواسطة إلى أبعد الإعماق المجهرية.(ممكن جدا ذلك في المستقبل، بعد أن نجح العلماء في إيقاف الضوء وتهشيمه كطاقة، وسوف لن يطول الزمن ليتحول الإنسان إلى طاقة ضوئية!!!!تعبرالمسافات الشاسعة بسرعة الضوء)

وتحت تلك التقسيمات يمكن إدراج ماشاء الله من العوالم:

عالم الحياة:

هوالعالم الذي نتحسس دبيب الحياة فيه، كعالم الحيوان والنبات.

عالم الجماد:

هوالعالم الذي لم نكتشف بعد أي دبيب للحياة فيه.

وهنا وقفة تأمل، نحن لانحس بحياة في الجماد، لكن الجمادالميت(كمافي مقاييسنا) من قال بإنه لايشعربنا؟؟ ومايدريناإن كان الجماد مستخف بنا، ولايعيرناأيةأهمية؟؟

فالجبل العالي الوعر، يشعرنابصعوبة تسلقه لنلعنه!! وهونفس الجبل الذي تحدانا بصعوده، تلاشى ودك دكا، حينما تجلى له الباري، كما في قصة موسى مع الله.

لذلك إن كان هناك من ينكشف له الحجاب، ويكرم بكرامات خاصة من الله، يستطيع أن يأمرالجبل بالأنزواء والخفاء، فهوإذن تمكن من العبورلعوالم متوازيه معه، قد لايستطيع التواصل معها حياتيا، إن لم يعبرلعالمها.

عالم الإنسان العاقل: وهوعالم واحد لكل بني البشر. بمعنى هناك قواسم مشتركة لكل بني البشر، بغض النظر عن العرق والدين والعنصر وألأثينية والمنطقة الجغرافية التي يتواجد فيهاالكائن البشري.

عالم الحيوان، وينقسم إلى العوالم المرئية والعوالم المجهرية.

وهكذا.

وللموضوع بقية:

yasmeen
09-02-2007, 07:46 AM
موضوع جميل اخانا السيد مهدي

وحيث انك تتحدث عن العوالم الموازية فاتوقع ان تتحدث ايضا عن العوالم التي سبقت وجود سلالة النبي آدم على وجه الارض ، فهل هناك سلالة بشرية مختلفة عن اب البشرية آدم عليه السلام ؟

مجاهدون
09-06-2007, 12:27 AM
سيد مهدي هل من الممكن ان عالم الجن ان يؤثر على عالم الانس باية طريقة سواء سلبا او ايجابا ؟

وهل للكواكب تاثير على الانسان من ناحية الحظ او النحس ، مثل ان يقال لشخص ان كوكبك هو زحل وفيه الصفات الفلانية

وان كان هذا صحيحا فما ذنب الانسان ان يكون كوكبه ليس بالصفات المطلوبة ؟

السيد مهدي
09-06-2007, 01:30 AM
مولاتي الكريمة ياسمين: حياك الله.

نعم يامكرمة إن شاء الله سنأتي على حديث للإمام الصادق(ع) فتابعي الموضوع وإن شاء الله نتطرق له.

مكرمي العزيز مجاهدون: حياك الله.

مولاي يجب أن نؤمن بعالم الجن، لكونه مذكورفي القرآن. لكن بالنسبة للتأثير،بصراحة معلوماتي ضئيلة في هذاالمجال، وياليت من عنده العلم الكافي أن يتحف الموضوع بمايثريه، وأيضا بالنسبة لعلم التنجيم، حتماهناك تأثيرلكن كم هو؟ وماهي حدوده ؟؟ أيضا معلوماتي ضئيلة، وياليت من عنده العلم الكافي يتحفنابشئ مماعنده.

نتابع الموضوع:

لوتفكرنا في فهم العالم الذي نعيشه، لقادناتفكيرناإلى إن حواسناالخمس، وهي حاسة البصر والسمع والذوق والشم واللمس، هي مصادرأوأبواب تحسسنا، ومن ثم بدايات تفهمنا في تصور العالم الخارجي وإدراكه.

فنحن نتصورثمرة البرتقال من مشاهدتناالمتكررة التي طبعت في مخيلتنا، شكلهاالكروي، ولونها البرتقالي، وشمنالرائحتهاالمميزة، عن بقية الروائح.

وبنفس الطريقة نميزصوت الإنسان المتكلم، عن نباح الكلب. أوحلاوة السكر، عن ملوحة ماء البحر، وهكذا تمييزنا لسائرالأمورالخارجية عن وجودنا والتي نتحسسهاونتصورهاتبعا لحواسناالذاتية.

ولودرسنا بعمق، كل حاسة من هذه الحواس، وآلية تحسسهاللمؤثرات الخارجية، لحددنابالضبط كيفية عملها، ومدى عكسهالحقائق الأشياء، وبالتالي حدود عملها.

فمثلا لودرسناحاسة السمع، لعرفنابإن مانسمعه ونميزه من أصوات مختلفة، يحصل نتيجة تخلخل في طبقات الهواء المنتقل من مصدر الصوت، إلى الأذن الخارجية للأنسان، ثم الوسطى فتحريك غشاء طبلة الأذن، وبدورهاتحريك عظام المطرقة فالسندان فعظم الركاب، لتحريك في سوائل الأذن الداخلية، وإنتهاءا بالعصب السمعي المميزللصوت في دماغ الإنسان.

إذن بصورة عامة، هناك مؤثرات خارجية تحدث بصورة منفصلة وخارجة عن الإنسان، فينتقل أثرها إلى حواس الأنسان عبرالمحيط الخارجي الفاصل لها عن الإنسان، ومن ثم يتحسس الإنسان تلك المؤثرات، لتبدأ بعدهاعملية الفرزفي تمييز وفهم تلك المؤثرات بظواهرها، وعمل الحواس لأيصال تأثيراتهاإلى الدماغ الذي يقوم بالتفكيرلينتزع أسسهاوقوانينها.

إذن عالم المحسوسات يتكون من عوالم المرئيات والمسموعات ونضيف المشمومات والملموسات والمذاقات.

وكل هذه العوالم( واحدة) لبني البشر الواعي المفكر والباحث عن حقيقة الكون ومايكتنف غوامضه وأسراره. ونعني بكلمة (واحدة) هي كونها تؤثرعلى المتحسس لها بنفس التأثير، فمثلا خاصية تذوق الطعم الحلو، والإلتذاذ به، وميل الإنسان للأصوات الشجية و...و...الخ، إذهي واحدة في تأثيرهاعلى الإنسان الطبيعي السوي!!

ومادامت حواسناالخمس، تمثل أبواباتفتح لنالنحس بالعالم الخارجي! إذن يجب دراسة كل حاسة بدقة، لنعرف كيفية وحدود عملها!!

ولنأخذ مثالا على ذلك الأذن البشرية، لنعرف بإن فسلجتهاتسمع ذبذبات الصوت في حدود 20 هيرتز إلى 20000 هيرتز(الهيرتزهي وحدة قياس للصوت تساوي ذبذبة في كل ثانية) بمعنى كل ذبذبة تقع ضمن هذاالمدى من الترددات تتحسه وتسمعه الأذن البشرية.

المدى الذي تسمعه الإذن البشرية، يتضمن الكلام المفهوم المميز، والذي تقع ذبذباته الصوتية بين 300 هيرتز إلى 3400 هيرتز، ولكن مادون هذاالمدى، أوفوقه(300 هيرتز----3.4 كيلوهيرتز)تسمعه الأذن البشرية، لكن لاتميزه، وأيضا يتضمن النغمات الموسيقية والتي تقع مدواتها بين
(20 هيرتز----20 كيلوهيرتز).

لكن بعض الحيوانات، تستطيع أن تسمع مافوق الأصوات المسموعة بشريا، مثل الخفاش والحوت والدولفين، وبعض أنواع القوارض، حيث تستعمل صغارهاتلك المدوات التي تقع خارج الأدراك الصوتي للبشر، للتواصل مع صغارها. كماأكتشف العلماء حديثا ضفدع صيني، يستطيع أن يتواصل بالموجات الفوق صوتية ultrasounds.

وأيضاكمثال آخر،على حاسة البصر، فالعين تتحسس وتميزالأشياء، من أنعكاس الضوء من الجسم الملاحظ والساقط على شبكية العين. وشدة الضوء هي التي تقررإن كانت العين ستحس بالشئ وبعض تفاصيله والتي عكست الضوء على شبكيتهاأم لا. فالضوء الخافت قد لايعكس كل التفاصيل الدقيقة للمعكوس، وعندها لانرى ونحس، ومن ثم ندرك كل تفاصيل الشئ. وقد أظهرت التجارب، بإن طول الموجة الضوئية التي تكون فيها العين حساسة ومميزة بوضوح للأشياء هي من 500 إلى 600 مليمايكرون (يعني 10 مرفوعة إلى الأس -7 من السنتيمتر) ويكون أقصى تحسسها في 550 ملي مايكرون.

هذاهوتحسس العين للون الضوء الأبيض والذي هومزيج من الألوان الرئسية الثلاث الأحمر، والأخضر، وألأزرق، بنسب متفاوتة.

المهم من ذكرهذه الأمثلة هوتبيان حدود عالمناالذي نتحسسه عن طريق حواسنا لنكون تصوراتنا الخارجية عنه!!

لكن السؤال الذي يقفزإلى فكرالمتابع هو، وماذا عن عوالم خارج المحسوس بالنسبة لنا؟؟؟

حواسناالمعروفة، قدتكون محدودة بالنسبة لنا!! لكنهاأوسع بكثيرعند الحيوانات، فمثلا حساسة الشم عندالكلب أقوى بكثيرمنهاعند الإنسان، وحاسة البصر عند الجوارح مثل الصقروالعقاب أقوى بكثيرمنهاعن حاسة البصرعند الأنسان.

والشئ بالشئ يذكر، فالمراقبون لسلوك الحيوانات، أكتشفوا الأعاجيب من قابليات هائلة عند الحيوانات لا يمتلكهابني البشر، ولاحتى يعرفونها أويفهموهاكل الفهم.

وبإكتشاف العلم للقابليات المتوفرة في حواس الحيوانات، والتي تتفوق على تلك عندالإنسان، مكن العلماء من ترويض تلك الحيوانات للإستفادة من قدرات حواسهاعلى خدمة البشر، في كشف الكثيرمن الأمورالتي تفشل حواس الإنسان العادي في كشفها والفصح عنها.

وللموضوع بقية:

السيد مهدي
10-07-2007, 05:18 PM
نتابع الموضوع:

نعم بإساليب المراقبة والدراسة وإخضاع الحيوانات، تعرفناعلى كثيرمماعندها من قابليات، تفوق قابليات البشر، وسخرناتلك القابليات لنفعنا ومصلحتنا، ولكن لانزال نحن خارجين عن عالم تلك الحيوانات، فنحن لانعيش عالمها، ولانتكلم لغتها، ولانتحسس هواجسها!! نحس بعالمهالأننا نراه ونلمسه، لكننا لانعيشه، بل نعيش بموازاته، فعالم الحيوان عالم موازلنا، وخذ مثلا عالم البحار والأسماك، وفيه من التنوع المدهش والألوان الزاهية والأشكال العجيبة مايأخذ بلب الإنسان وعقله، لكننا لانعيش ذلك العالم المدهش بألوانه وأنواعه، لنتفهم سرتنوعه وبهرجته، فهوعالم موازلعالمنا.

ومثله عالم النبات، نحسه ونراه ونتذوق بعض نتائجه ومفروزاته، لكننا لانعيش عالمه، ولانفهم سرتنوعه، فلون الزهرة نميزه إن كان أحمراأوأصفرأ أوإرجوانياأو...الخ لكننا لانعيش عالمه لنعرف ونتحسس سرتنوع ألوانه، فهوعالم موازلعالمنا.

فالإنسان العاقل يتفاعل مع تلك العوالم الموازية لعالمه(عالم الإنسان العاقل) بقدماتستطيع حواسه أن تخبره، لتثيرفي عقله التفكيروالتدبر، ومن ثم المتابعة والدراسة، وبإستمرارية ذلك التفاعل، تثرى تجربتناالبشرية في فهم تلك العوالم، لتقل أخطاءنافي فهمها، وتثرى صحة معلوماتناعن تلك العوالم. لكننانبقى في الخارج عن عالمها، لأننالانعيش تلك العوالم، رغم تحسسنا لها، ولما فيها من حياة متنوعة مدهشة.

في كل خطوة يخطوهاالإنسان، يقتل ملايين الأحياء المجهرية، سحقا بقدمه، ولوشاهد قطرة من الماء الذي يشربه ليرتوي، لشاهدعالم من الأحياء التي تسبح في ذلك الماء، ولعافت نفسه شرب ذلك الماء.

نعم إستطعنا، ومن خلال خبرتناالبشرية، وعلى مدى عمرالأنسان المفكر،أن نكتشف خمسة حواس معروفة، مقاسة الأثروالفهم، وماذاعن الحاسة السادسة التي تظهرلبعض الناس في الوعي بأمورخارج حدود الحواس الخمس؟؟ فمن يحمل كيساملآن بثمرالتفاح، نتحسس نوع الفاكهة من خلال معرفتنا وتمييزنا لرائحة ثمر التفاح الفواحة دون فتح الكيس للمشاهدة!! لكن هناك من الناس من يكون فاقدا لحاسة الشم، بسبب عائق أومرض عضوي في أنفه، ليشم رائحة التفاح ليميزه!! لكن الله حباه بحاسة سادسة بإمكانه تمييزالشئ بحدس متفوق عنده، لكننا لانعرف آلية فعل وحدود ذلك الحدس. يعني هناك عالم فاعل وبقوة عند بعض بني البشر، وهوعالم الحدس، الذي يظهرعندهم، لكننا لانعرفه جيداولانعرف الكثيرعنه.

كل قابلية حدس صادقة في التمييز نسميها حاسة سادسة، ولكن لانعرف حدودهاوماهيتها، فقد تكون هناك أكثرمن حاسة وقد تصدق في بعض المجالات وقد لاتصدق في مجالات أخرى، فقد تكون هناك حاسة سابعة وثامنة وتاسعة و....و....قابلة لتمييزات أخرى غيرمألوفة وغير معروفة.

والنتيجة من كل ذلك نحن بني البشرنعيش في عالم وبجانبنا تعيش عوالم متوازية لانتحسسها، أوقد نتتحسس بعضهابوسائل مكتشفة، لكن حتما بإننا جهلة بالقياس لماهوكائن ومتوفرحوالينا.

وديننايدعمنافي هذاالمضمار:

فعندمايتكلم قرآنناالكريم، عن:

حيوانات تكذب، كمافي قصة النبي سليمان(ع) وطائرالهدهد وعرش بلقيس.

راجعوا هذه الوصلة للمتألقة المؤمنة سحرالبيان:

http://www.johod.net/hajrvb/showthread.php?t=402724967

وحيوانات تخاف وتحذربني عالمها، كمافي قصة النملة والنبي سليمان(ع).

وحيوانات تتكلم بلغة خاصة بعالمها، ويعلمهاالوحي للنبي سليمان(ع) الذي علم منطق الطير.

ويخطأ من يظن بإن الغريزة وحدها، هي التي تحرك الحيوان الأعجم، فمن يلاحظ عالم الأسود في غابات أفريقيا، فسيلاحظ كيف يختارالأسد أنثاه من بين اللبوات التي تعيش في كنف مملكته. وكيف يميزأشباله الذين من صلبه، فيحافظ عليهم من القتل، في حين يقتل الأشبال الذين من غيرصلبه في حالة هيجانه الجنسي لأنثاه، إستعجالا منه بتقريب وقت إحتياجهاللذكر. !!!!!

يعني من يدرس عالم الحيوان وطرق ترويضه، يدهش من ضآلة معرفتنابذلك العالم اللامتناهي. ومثله عالم الحيوانات المائية، ففي عالم البحارمن المدهشات مايعجزحتى الخيال العلمي من تصورهاوتنوع مفرداتها.

وأيضامن يدرس حياة الشعوب البدائية يلاحظ بإن تلك الشعوب، كانت تراقب بعض الحيوانات، لتعرف منها أسرارا وعجايبامدهشة عن حدوث الكوارث الطبيعية، أومعرفة بعض أنواع الأمراض التي تصيب صغارتلك الحيوانات، وقيام الأمهات بجلب لجحورتلك الصغار، بعض مايشفي تلك الصغارمن أمراضها.

وقد وجدت في ساحة الأثيرالملغاة هذاالموضوع عن:سلوك الحيوانات والكوارث

إن الإعتقاد بتوقع الحيوانات للكوارث الطبيعية قديم جداً.

في عام 353 قبل الميلاد - سجل المؤرخون تاريخياً أنه في ذلك العام، هاجرت الحيوانات المدينة اليونانية هيلايس Helice ومن ضمنها الجراذ والأفعي وابن عرس، قبل أيام فقط من حدوث زلزال دمر المكان.

التاريخ سجل العديد من الشواهد على تفاعل الحيوانات مع الظواهر الطبيعية.
ويبقى اللغز المحير للعلماء، ماذا يحس تلك الحيوانات بالضبط؟

البعض رحج أن تكون الحيوانات لها من المقدرة أن تحس الذبذبات الأرضية قبل البشر، وفريق أخر ذهب إلى أنه تحس بتغيرات الموجات الكهرمغناطيسة في الهواء.

الزلزال ظاهرة طبيعية تحدث بشكل مفأجئ، ولا يعرف المختصصين برصد الزلازل Seismologists متى يحدث الزلزل في المستقبل بدقة.
500,000 زلزال سنوياً، مائة ألف يستطيع الإنسان أن يحس بهم، ومائة ألف يحدث أضرار سنوية.

اليابان أكثر بلد التي تتعرض للزلازل، وهي أكثر الدول المتضررة منها من حيث الخسائر البشرية والمادية.
فحاول الباحثون هناك دراسات الحيوانات ماذا يشعرون ويحسون قبل وقوع الزلزال كي يستخدمه الباحثون كأداة تنبأ.

أما باحثون أرصدة الزلازل في الولايات المتحدة الأمريكية شككوا بقدرة الحيوانات على الإحساس بأي توقعات مسبقة للزلزال قبل حدوثه، برغم من الحالات الموثقة لسلوك الحيوانات، إلا أنهم قالوا بعدم ترابط تلك السلوك وبين حدوث الكارثة.

ففي السبعينات قامت الأبحاث العلمية بدراسات سلوك الحيوانات وقدرتها على التنبوء لكنهم لم يصلوا إلى شئ فأحد علماءها في الفيزياء الجيولوجية ويدعي ميشيل قال [تصدر الحيوانات العديد من الإشارات المتنوعة، عندما تكون جائعة، تدافع عن أرضها، تمارس التزواج، تفترس فريستها- ومع هذه التنوعات في الإشارات يصبح من الصعب دراسات إشارات الحيوانات وعلاقتها بالتنبئ بحدوث الكارثة قبل وقوعها]

أما في الصين فلقد أثبتت ترقبها لتغير سلوك الحيوان كأداة لرصد الزلازل نجحاً، مثلما المثل الذي طرحته في أصل المقالة، حيث نجحت الصين بإخلاء مدينة كاملة بعد رصدها لتغير سلوك الحيوان وأنقذت الآلاف من أرواح البشر في عام 1975م.

أما الزلزال الأخير فبرغم تدمير العمائر لا الفيلة، الثعابين، التماسيح والغزلان يؤكد على وجود الحاسة السادسة لدى الحيوانات.
ويصبح تسجيل قلة الوفيات في الكارثة الأخيرة متوقعة وغير مفاجئة.

إنتهى مانقلناه من ساحة الأثيرالملغاة.

وحتى في النقوش الفرعونية التي تصوربعض آلهتهم على شكل بنات آوى أوالجعران أوالأفاعي أوالطيور الجارحة......الخ فتصوراتهم لأهمية الحيوانات، ومافيهاوعندها من مدهشات، ليصفوهاإلى جانب آلهتهم ومعبوداتهم لم تأت من فراغ، وهم من بنواالإهرامات العظيمة، وبرعوا بالتحنيط الذي لحد ألآن لم يتوصل العلم إلى كيفية حفظ موتاهم به!!!!

وللموضوع بقية:

السيد مهدي
12-04-2007, 12:45 AM
نواصل الموضوع:

ومن ساحة المربد، عن سلوك الحيوانات، هذاماأضافته المشاركة ماجدة،

تابعتُ فيما مضى أشرطة تطرح مثل هذه المواضيع ، ربما طريقة طرحي ستكون نوعا ما بسيطة،
إحدى الأشرطة عرضت سلوك بعض الحيوانات:

مثلا فتاة تربي كلبا ، تتركه في البيت مع والديها و تذهب إلى مقر عملها الذي يبعد مسافة كبيرة عن البيت ، 20 أو 30 كم ، عندما تستقل الفتاة سيارتها لكي تعود إلى المنزل و رغم أنها لا تزال على مسافة بعيدة من البيت، فإن الكلب يتحرك من مكانه الذي كان جالسا فيه ، يتوجه إلى باب المنزل و ينتصب بطريقة محركا ذيله و كأنه يترقب وصولها.

بالمناسبة قطتي تقوم بنفس العمل ، أجدها قرب الباب تنتظرني دقائق قبل وصولي مثال آخر لإمرأة تعاني من مرض القلب و كيف أن الكلب الذي تربيه يتنبأ في كل مرة قبل حدوث نوبتها القلبية ، حيث أنه يصبح كثير الحركة و نباحه يعلو ، و كيف أنه أنقذ حياتها ذات مرة ، إذ كانت وحيدة قرب الشاطئ ،و قبل حدوث نوبتها بدقائق أسرع الكلب إلى مجموعة من الشباب كانوا على مسافة بعيدة نوعا ما.
ذكروا كذلك أن القط أشد غموضا من الكلب ، ليس وفيا كالكلب ، و ليس شديد التعلق بصاحبه ، فمتى شبع قد يترك صاحبه و يتجول بعيدا، و لديه عدة سلوكات غير مفهومة، خاصة تصرفاته في الليل فأحيانا تتجمع مجموعة من القطط ليلا في مكان معين دون سبب واضح، أطلقوا على تلك الظاهرة اسم جمعية القطط السرية!!

كذلك التفاعل بين النبات و الإنسان ، أو ما يسمونها نظرية الإشعاعات rayonnement ، فحسب هذه النظرية هناك اشعاعات متبادلة بين الإنسان و النبات ، و أن النبات يشعر بالإنسان ، فمثلا إنسان يغرس شجرة و يعتني بها فترة من العمر ، عندما يموت ذلك الشخص فإن الشجرة تذبل و تموت و لو واصل غيره سقايتها...هناك من ذهب بعيدا في هذه النظرية ، حيث عرضوا لنا أحدى المختصات تتحدث مع نبتة و تحاول التواصل معها بتحريك يدها .

نظرية الأشعاع هذه لم تشمل فقط التفاعل انسان ـ نبات ، بل أيضا التفاعل انسان ـ انسان : فمثلا كيف أنك تنسجم مع انسان معين أو تنشرح له لأول لقاء من خلال رابط معين كالصوت أو تفهم طريقة تفكيره و تشعر بأنه يكمل شخصيتك ، في حين لا تنسجم بتاتا مع انسان آخر دون وجود سبب واضح ، و يكون صوته كالوقر في أذنك .

هناك موضوع آخر، كله غموض ، موضوع "الحلم" ، و كيف يمكن تفسير ظاهرة الحلم ؟؟؟؟!!!! و الفترة الإنتقالية بين حالة اليقظة و النوم ، فتحت عدة أبواب و نظريات في هذا المجال لكنها في الأخير تعود و تتلخص في تساؤلات دون إجابة.

العوالم المحسوسة والتطورالعلمي:

يذكرتاريخ الفلسفة بإن الفليسوف اليوناني أرسطووالذي سماه الفلاسفة الأوائل المعلم الأول، حاول أن يعرف وزن الهواء، فأجرى تجربة، حيث نفخ بالونا، ثم وزن البالون المنفوخ فلم يلاحظ أي وزنا للبالون، ولجهله بقاعدة إرخميدس لطفوالإجسام فوق سطح المائعات، أستنتج بإن الهواء عديم الوزن!!

التجربة التي أتبعهاإرسطوللوصول إلى نتيجة وزن الهواء لم يكن منطقهامغلوطا، لكن كان ينقصه العلم الشامل بالعالم الخارجي ومؤثراته!! لذلك جاءت النتيجة الأستنتاجية، في كون الهواء عديم الوزن مغلوطة.

وأيضا، من يستنتج بإن الماء دائما يغلي في درجة حرارة مائة مئوية، يخونه إستنتاجه لوغلى ذلك الماء فوق قمة جبل شاهق!! أوغلاه في منجم عميق، والسبب في كل ذلك عند مستوى سطح البحرحيث الضغط واحد لايلاحظ المجرب أي فرق في نتائج التجربة، في أي بقعة غلى فيهاالماء.
عندها نستنتج عند ثبات الضغط ، دائما يغلي الماء في درجة معينة(مثلا عند سطح البحر هي 100 درجة مئوية) لكن لوتغيرالضغط إلى الواطي، كمافي حالة غليانه فوق جبل شاهق، غلى الماء عند درجة أقل من 100 درجة مئوية أوتغيرإلى العالي، كغليانه في منجم عميق، غلى الماء في درجة أعلى من 100درجة مئوية وهكذا.

إذن الفرق بين قمة الجبل وقعرالمنجم ومستوى سطح البحرهوالفرق في الضغط الجوي!! الذي يؤثرعلى الظواهرالطبيعية مثل درجة غليان الماء.

وهكذافإن التجربة الحياتية، والدراسات العلمية وتطورها، هي الوسائل التي توسع وتعمق خبرتنا في فهم الكون ومؤثراته. فكلمازادت دراساتنا للكون وللظواهرالطبيعية فيه كلما زاد فهمنا له، لنستغله في صالحنا ولمنفعتنا.

وحتى ماتوصلناله الآن من قوانين ونواميس تتحكم في الكون ومافيه، قد لاتكون هي الفيصل القاطع للوصول إلى الحقيقة المطلقة، ومن هذاظهرالمفهوم النسبي للحقائق.

وكمامر بنافي مثال غليان الماء في درجة مائة، عند مستوى سطح البحر، حيث ضغط الهواء واحد، وتغير درجة غليانه، في حالة غليانه فوق قمة جبل حيث الضغط متخلخل، أوغليانه في قعرمنجم عميق، حيث الضغط عالي.

لذلك نقول: نسبة إلى سطح البحردائما يغلي الماء في درجة مائة درجة مائوية. لكن نسبة إلى قمة جبل عالي، غليان الماء يحصل دون درجة مائة درجة مائوية، وغليانه نسبة إلى قعرمنجم عميق يحصل فوق مائة درجة مائوية.

لذلك حقيقة غليان الماء في مائة درجة مائوية، ليست مطلقة. بمعنى هي ليست دائماهكذابل هي نسبية بسبب الخلل في إبرازكل الحقيقة. وكل الحقيقة تكون هكذا: في حالة ثبوت ضغط الهواء عند سطح البحر، دائما يغلي الماء في مائة درجة مائوية.

هذاالقانون الذي إكتشفناه بالتجربة، والذي ينظم العلاقة بين الضغط ودرجة الحرارة والحجم بالنسبة للماء خاص بعالمناالإرضي، لكن ماذالوأجريناالتجربة على سطح القمر، حيث الجاذبية القمرية تساوي 1/9 من جاذبية الأرض؟؟

حتماالوضع سيتغير، وهكذا.

وبإمكانناإبرازكثيرمن حقائق العلم التي أضطرت العلماء إلى إعادة صياغتها، وفق نظريات جديدة لم تكن معروفة سابقا. بمعنى النظريات القديمة في تفسيرتلك الحقائق، فشلت على المستوى العملي. رغم قوة منطقها، ونجاحها في حقول التجربة، لكن تجارب أخرى أثبتت فشلها، فإضطرت العلماء لطرح نظريات جديدة.

فمثلا، كلنانعرف بإن الضوء شكل من أشكال الطاقة، لكن ماهي طبيعة الضوء؟؟

التصورالقديم لطبيعة الضوء، هوتموجات تنتقل عبرالأثيرمن المصدرالمشع، والذين درسواالطبيعة(علم الفيزياء) يعرفون تجربة حلقات نيوتن في إثبات نظرية الضوء الموجية.

لكن إختراع العمودالضوئي الكهربائي أفشل تلك النظرية.

فأضطرالعلماء إلى طرح نظرية الكم (كوانتم)، وهي النظرية التي تجمع في كون الضوء عبارة عن فوتونات تنتقل على شكل تموجات أكمام.

ثم جاءت نسبية آينشتاين لتلغي فكرة أفتراض الأُثيرالناقل للتموجات الضوئيةكلية.

المهم يعني النظريات في تفسيرالحقائق تطرح، وتظل صامدة لفترة، إلى أن يكتشف العلماء ماينقض أويكشف عيبافي تلك النظرية المفسرةللحقيقة، فيضطرالعلماء لأعادة صياغة النظرية، بإدخال عوامل جديدة لم يحسب لهاالحساب في تطبيقات النظرية الأولية.

وهذا كله يبين نسبية معرفتنا للحقائق الكونية. لأن العوامل المؤثرة في كل حقيقة غيرمعروفة لنا بالكامل!! لكن جزءا منهاهوالمعروف.

فعلى مستوى الواقع العملي المحسوس نعرف الكثير، لكننا لانعرف كل شئ!! وهناك الكثيرالكثير، والذي لايزال طي الكتمان، بإنتظارمن يكشفه ويظهرلناحقيقته.

والذين درسواميكانيك العين المجردة، وقوانين نيوتن في الحركة، يعرفون جيدا بإن تلك القوانين لاتنطبق على الأجرام السماوية البعيدة، والموغلة في البعد عنا.

يعني بالنسبة لمحيطناالأرضي، قانون القصورالذاتي للجسم الساكن أوالمتحرك، وقانون لفعل ورد الفعل، وقانون مقدارالقوة يساوي الكتلة مضروبا في تسارعها. هذه القوانين هي التي تنطبق على كل الإجسام المتحركة، ضمن المحيط الإرضي، وعلى أساسهاوفي ضوء فاعليتها، تم إختراع كثيرمن المخترعات التكنولوجية التي سهلت وطورت الحياة على سطح كوكبناالأرضي.

لكن هذه القوانين الثلاثة تختل وتضطرب، ولاتصلح لتفسيرحركة الإجسام البعيدة عناكالإجرام السماوية.

وحتى قانون السببية والعلية، والذي هوعام لكل الظروف، نراه يفشل على مستوى المايكروفيزياء، أي الأجسام المتناهية في الصغر، في تشخيص السبب والمسبب.

لذلك أستعاض العلم حالياعن قانون السببية، بقوانين حساب الإحتمالات أوعلاقات الإرتياب، التي تقرن الحوادث، بحالات مترافقة معها، لنكتشفهابعمليات إستقراء لتلك الحوادث وقريناتها.

لهذاإزداد وعينا، بإن العالم الذي نعيشه، ومهمافهمناه ووعيناه، قد لانعيه بشكل كامل، ويظل وعينا له نسبيا، لكن معرفتنابه تزداد إضطرادا، لتكثرحقائقه أمامنا، وتتراجع أخطاءنا في فهمه وسبرأغواره.

وللموضوع بقية:

السيد مهدي
12-31-2007, 06:29 PM
نواصل الموضوع:

عالمناالذي نعيش فيه ونفكرفي إكتشاف خباياه وأسراره، لاينفي كون هناك عوالم أخرى قد تكون بعيدة عنا

فيزيائيا، وقد تكون قريبة جدا!! ولكن بوسائلناالعادية لم نتوصل لإكتشافها وتحسسها، وهكذاتوجه الفكر المعاصرليتكلم عن العوالم المتوازية.

ونقصد بالعوالم المتوازية، تلك العوالم الموجودة والتي هي فوق مستوى حواسنا، موجودة ولكن لانراها، ولانحس بها. لكن عرفناهاوتحسسناأثرها بالتجربة.

فقدلاحظ نيوتن عندتمريرشعاع الشمس من خلال منشورزجاجي، بمعنى عندماتغيرالوسط الذي يمرفيه ضوء الشمس من الهواء إلى الزجاج تكسرالضوء وتفرق إلى سبعة ألوان وهي ألوان قوس قزح، أومانسميه بألوان الطيف الشمسي.

وقد جمعهاالشاعربقوله:

بنفسجي ثم نيلي يلي..............وأزرق يليه ثم الأخضر
وأصفروبرتقالي كذا...............وفي ختام الكل يأتي الأحمر

وبإكتشاف كون الضوء نوع من أنواع الطاقة الكهرومغناطيسية، تحسس العلماء خواص حرارية للطاقة تحت الحمراء وهذاماأطلقوا عليه Infra red ولكنهم تحسسواخواص كيميائية للطاقة فوق البنفسجية وهذا مأأطلقوا عليه Ultra violet.

فنحن في الظروف العادية، نعيش عالم الضوء الأبيض،والذي إكتشفناه تجريبيا مكونا من سبعة ألوان، لكننا لانعيش عوالمه الأخرى، وقد بينت لناالتجربة بإنه متكون من عوالم متعددة، لا نعيشها بل نتحسسها تجريبيا وعلى ضوء إكتشافاتنا، إستطعناإستخدام أثار بعض العوالم لتسخيرها لخدمتنا.

وهكذاأصبحت عندنا كثرة من العوالم المتوازية التي نتحسس بعضهادون أن نعيشها، مثل عالم مابعد المرئيات وعوالم مابعد المسموعات......الخ، ولحدألآن لم يخبرناالعلماء عن عوالم مابعد المشمومات ولاعوالم مابعد المذاقات ولاعوالم مابعد الملموسات!!! وقد لانتحسس البعض الاخرإلا مستقبلا، ومن خلال تقدمنافي فهم العالم ومافيه، بسبرأغواره وخباياه.

ومن أروع البحوث التي قرأتهافي ساحات الحوار، بحث للعلامة المنار. في موضوع خلق آدم.

حيث ناقش العلامة المنار، في شبكة هجر، نظرية الدكتورعبد الصبورشاهين، وفيهافند نظرية الدكتور، وعلق عليهاتعليقات شيقة جداوواعية، تجدونهاتحت الوصلة التالية:

http://www.johod.net/hajrvb/showthread.php?t=402742561

وللموضوع بقية

السيد مهدي
01-09-2008, 05:09 AM
نتابع الموضوع:

ومن جملة تعليقاته، رده على محاور، أفاد بشئ عن العوالم المتوازية.

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المنار

و في الخصال، عن الصادق (عليه السلام) قال: إن الله تعالى خلق اثني عشر ألف عالم كل عالم منهم أكبر من سبع سماوات و سبع أرضين ما يرى عالم منهم أن الله عز و جل عالما غيرهم.

وكان تعليق المحاورأبوفاطمة:

عجبا ، كأن الرواية تشير إلى نظرية تعدد الأبعاد !

مفاد النظرية أن هناك عوالم كثير موجودة بشكل متوازٍ مع عالمنا ، كل عالم يمثل بعدا لا يتداخل مع غيره ! ولا يعلم كل عالم بوجود غيره.

هذا النظرية ألهبت خيال مؤلفي أفلام الخيال العلمي و لا تزال !!!

وهناجاء تعليق العلامة المنار:

الأخ أبوفاطمة المحترم

أعجبتني نباهتك في قراءة ما وراء النص .

إن نصوص أهل البيت فيها الكثير من الإشارات لنظريات عظيمة وعجيبة، قد (لم يصل) لها العلم وهي لا زالت بمستوى الخيال العلمي. ولكن وجود عوالم متداخلة أو منعزلة ، مسألة اصبح فرضها فرضا علميا رغم عدم تطور وسائل قياسها.

ونحن وإن أتينا بالرواية من أجل بيان وجود خلائق عاقلة قبل ومع وبعد الإنسان ، ولكن لا مانع من فهم الرواية على أسس أكثر شمولية.
أو التوسع في إشارة مهمة وهي الوجود الموازي ودراسة ما أمكن إثباته في ذلك ، فقبل 100 سنة كانت مسألة الثقوب السوداء غير واضحة وقد نسجت حولها الخيالات ، واليوم أصبحت اكثر رعبا لأن المعلومات والصور توضح ما هو اخطر بكثير مما كان يتصوره البشر ، فقد تبين إن هذه الكتلة المغناطيسية قادت على جذب الضوء نفسه، وهو ما يفسر كونها نقطة سوداء ولكن حين اكتشفوا كيف تسحب كتلة نجومية هائلة وكأنها تلتقطها بملقط سريع وتسحب هذه الكتلة بما هو أسرع من الضوء بحيث لا تعطي (صورة) لأي انفجار وغير ذلك، لأنها تبتلع نفس الصورة ونفس شكل الانفجار ، إنها آلة تبلع (الشيء) و (صورته). ( هذا ما فهمناه من مقالات علمية، ومن كان عنده معلومات تخصصية تصحيحية فحيهلا)

المشكلة الحقيقية إننا نواجه ما هو ابسط من هذا بكثير، حيث نواجه تجهيلا للذات، وفرارا من المعرفة البسيطة، إنه التسطيح والمعرفة الحسية البسيطة، وتناقض المعلومات. فهل تريد من التسطيحي أن يتنبّه لتعدد الأبعاد والكون الموازي.

إن مشكلة خلق آدم وغيرها من المشكلات المماثلة تعتمد اعتمادا كليا على مسألة الإيمان بتدخل الله مباشرة في حياة بعض البشر.
إن من نحاورهم .. مرة لا يؤمنون أصلا بما وراء الحس وبما وراء التفكير البسيط، وحين يحرجون يتبين انهم يؤمنون ولكنهم لا يريدون أن يصدقوا، وحين يجبرون على التصديق لا يقبلون النتائج ولكن يقبلون خرافات الجان والسحرة وغيرها، فهم مستعدون لتصديق كل الخوارق ولكنهم على غير استعداد لتصديق ميزة لولي من أولياء الله.

وهذا في عقيدتي ليس عداءً من الخوارق ومصدرها، ولكنه تعبئة فكرية مسبقة ضد من تصيبهم نعمة الله وتتمثل فيهم هذه الخوارق، فنحن نرى بأم أعيننا عدم اعتبار خوارق الدجال والشيطان والسحرة والأولياء الفجرة من المشكلات.

ولكن نسبة أي أمر بسيط لأهل البيت عليهم السلام يعتبر غلو وجريمة وضحك على الذقون، وما شابه من تلك الأشباه من التهم.

فلو كانوا رفضوا الجميع، لقلنا بأن العقل الحسي مسيطر بشكل كلي، ولكنه عقل حسي ومنطق معرفي لا يعترف إلا بالظواهر العامة المكشوفة، أحادي الفكرة واعور النظر، ويطبق فقط على من يعادون ويكرهون (محمد وآل محمد صلى الله عليهم أجمعين) .

وحين يجابههم أحد بهذه الحقيقة نراهم يتعجبون ويقولون أنحن نكره محمدا وآل محمد؟؟
عجيب !!

نحن أحبابهم.

ولكنهم لا يعلمون بأن الخلفية لمثل هذه الاتجاه في الرد هي الكره لمحمد وآل محمد، ولهذا فإن النتيجة إفراز ثقافتهم لهذه النتائج المنبثقة عن الكره الشديد لمحمد وآل محمد ص من دون علم منهم في أغلب الحالات (الوهابية نموذجا).

وليس عجيبا أن نرى المزج عند بعض من يحاول محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، بين محبة النبي محمد وآله وبين فصلهم عن تراثهم وعدم التفكير بهذا، فلا يهمه أن يأخذ تراث النبي عن كذّاب مشهور، بينما يرفض وبكل قوة أخذ تراث النبي عن الصادق المصدق، بناء على تصديقه كذب الطريق المفتعل.

ويقبل ترهات من النقد لا تثبت بأي دليل كان.

فيقبل ترك الإمام الصادق بناء على ما ينسب لزرارة والهشامين وغيرهم مما لا يفهمونه ولا يثبت في واقعه.

فهذه سطحية وكسل في البحث العقلي الصحيح.

فهنا ينطلق عن خلفية كارهة للرسول بدون علم ومعرفة ولو احب الإنسان أحد لسعى إليه بما يحب، وهذا الحال في أحسن الناس حالا عند محاورينا. أما من يعلن العداء والتلون فحدث ولا حرج.

وقد جرى معي الكثير من الحوارات، بل قل لا يمضي أسبوع إلا وأنا في حوار كبير، وعند نهاية الحوار أقول لنفسي : ما هذه المصيبة أحاور من يكذب على نفسه، ويدّعي المعرفة ثم يتبيّن انه لا يعرف شيئا، ومتناقض ويريد أن يصحح العلم فيوجهه إلى الخطأ .

وأخيرا يخرج المحاور معترفا بأنه كان مشتبه، وكأن أوقاتنا هدر لنحاور من هو مشتبه، بشتى الطرق ليكتشف في نفسه أنه مجرد مشتبه.

وقد يخرج مني بلا إحساس، لعظيم ما طرحه على الفكر الإسلامي، وتدميره لبنية المفاهيم الإسلامية في عقله، وكأن ما قام به مجرد نزهة تستحق الابتسام.

واكتشافه لخطأه بسيط جدا كما يكتشف خطأه في معاملة زوجته أو أولاده وغير ذلك.

وقد حدث معي الكثير من المواقف التي ينبغي تسجيلها ولكن لكثرتها لا أستطيع تسجيلها ولعل بعضها مكرر بشكل ممل، وسأنقل قصة تكشف طبيعة التفكير لدى محاورينا الحسيين المتناقضين،
(نقل معنى وليس نص الحوار لأنني نسيت الكثير منه لقدمه) :

فلقد جاءني يوما أحد الأخوة من أهل السنة المتأثرين بالسلفية مع شيعي مؤمن بسيط ، وقال لي السني المتأثر بالسلفية بأن هذا الشيعي هو جاري وصديقي، وقد عجز عن إجابتي عن سؤال حول تفسيركم لمسألة الإمام المهدي عليه السلام.

وبعد أن طرح إشكالاته قلت له: قبل أن أجيب أسألك جملة أسئلة:

- هل تحاورني في الإمكان أم في الوقوع؟

- قال : كلاهما

- قلت : هل تشك في قدرة الله أم في المقدور؟

- قال: لا تحرجني ولكن أقول لم يثبت وقوع شيء مشابه

- قلت: هل أنت مطلع على الكون وعلى العوالم الخفية وأسرار التكوين ؟

- قال : لا ولكنني أدرك بعقلي الأمور الواضحة

- قلت له : هل تدرك إسرار الكيمياء والفيزياء التي تحرك الأشياء المحسوسة لك؟
-
قال: لم افهم كثيرا ما قلت، فمثّل لي.
-
قلت له: أنت تعرف مثلا أن الذرة مكونة من أجزاء صغيرة جدا مثل الإلكترون والبروتون والنيترون وغيرها مما اكتشف أخيرا، فهل هذه نفسها لها صفحة حسية مادية؟
-
قال: لا اعلم
-
قلت: إذن أنت لا تعلم أساس ما نفهمه من تكوين مادي الذي هو بحد نفسه بدء العالم المادي والذي لا نعرف بالحقيقة ممن يتكون هو؟ فمثلا هل الإلكترون يتكون من أجزاء أخرى أو هو جزء لا يتجزأ ؟ فإذا كان جزء له أجزاء فما هي طبيعة هذه الأجزاء، وإذا كان جزء لا يتجزأ فكيف يمكن تصويره؟ وممن منشأه فنحن نعرف الذرة وأواصرها التي تشكل الصورة المادية ، ولكن كيف نصور هذا الجزء من الذرة، وهل هو مادة أم طاقة وهل هناك علاقة حقيقية واضحة بينهما؟
-
فقال: لا ادري
-
فقلت له: جيد هل هذا الذي لا تدري ما هو، له تأثير في الكون ؟
-
قال: نعم ، فكل ما اعرف من تأثير ينسب له بحسب ما درست في تعليمي المتوسط والجامعي.
-
قلت: إذا كان هذا متحقق عندك وأنت تدري بتأثير ما لا تعرف، فكيف تنفي ما لا تعرف في أمور قد تكون ابسط بكثير من هذه الظواهر الغامضة ، وكأنك تتكلم بما تعلم ، بل تريد أن تقول بأنك مطلع على أسرار الكون والعوالم المتوازية وتنفي من موقع الاقتدار
-
قال : إنما استبعد بحسب ما يظهر لي من معرفة.
-
قلت: هذه لغة جديدة، ولكن هل استبعادك عن علم أو لأنك لا تعرف
-
قال: لأنني لا اعرف
-
قلت: إذن هل وجود الإمام المهدي وغيبته ممكن أم لا حتى نتحاور فيه
-
قال: بل ممكن ولكنه خلاف العادة، ولم نر مثله قط.
-
قلت له : هل كل ما تؤمن به موافق للعادة
-
قال: نعم
-
قلت له: أنت مخطئ
-
قال: كيف فأنا لا اعتقد إلا ما كان واضحا
-
قلت له: يا أخي أنت مسلم وتؤمن بنجاة إبراهيم من نار متأججة تبخر البشر، ونوح دعا 950 سنة وجهز سفينة واتى الطوفان الذي اخبر به، بل أنت تؤمن بشيء اعظم من هذه جميعها.
-
قال: ما هو؟
-
قلت: هو الخلق من الطين ، فعيسى حين أخذ من الطين كهيئة الطير ونفخ فيها فكانت طائرا (بإذن الله) ، هل تفهم معنى ذلك؟ إنه أخذ طين من الأرض ونحته بشكل طير من الطين، ثم نفخ فيه، فطار طائرا بريش وخلايا حيوانية وخلقة حيوانية كاملة. هل هذا معقول عندك؟ وهل عيسى الذي قام بفعل الله ذاته حين خلق آدم من طين، قد ارتفع إلى مرتبة مبهمة أم هو مفهوم عندك؟
-
قال : ولكن هذه نصوص قرآنية من جهة ولا علاقة لها من جهة ثانية بموضوع المهدي.
-
قلت له: بل لها علاقة وهو عدم كون إيمان المسلم بأمور حسية 100% و إنما هناك أمورا فيها تدخل الله أو منح الله لقوى خارقة للعادة، كالخلق لكائن حي، من الطين الأرضي، وقد غفلت عن الإشارة إلى إن من جملة ما هو في القرآن مسألة طول العمر والحياة المتخفية، فنوح عليه السلام عاش في قومه داعيا حوالي ألف سنة (950) وعاش بعدها قيل 1500سنة وقيل 2500سنة، والمهدي لم يبلغ هذه المرتبة من العمر بعد. فكيف تصدق بحياة نوح هذه المدة التي تقارب 2500 أو اكثر بألف سنة؟ ولا تقبل طول العمر لغيره؟ وكذا أحاديث المسلمين عن الخضر وحياته المتخفية وغير ذلك؟؟؟

وللموضوع بقية:

جمال
01-09-2008, 07:42 AM
موضوع شيق

المجرات الموجودة في الكون بما تحتويه من كواكب هي عوالم مستقلة قد تكون متوازية بطريقة او اخرى مع عالمنا الحالي في مجرة درب التبانة

المسافات الضوئية وبما يعرف بالسنوات الضوئية وهي مسافات تضع على القدرات البشرية في كوكب الارض حجبا كثيرة على التواصل مع هذه العوالم بحيث ان كل عالم يعتقد بعدم وجود العوالم الاخرى

احاديث اهل البيت كثيرة حول هذا الامر ، وربما يمكن القول لو كان الامر موسدا لأل الرسول لحكم الكرة الارضية لكانت البشرية على اتصال مع الحضارات الاخرى ، بدلا من التناحر الذي تعاني منه البشرية حاليا

السيد مهدي
01-09-2008, 06:17 PM
مولاي الكريم ألأخ جمال: آجركم الله بمصاب سيد الشهداء(ع).

شكرالإضافتك الضافية على الموضوع.

نتابع الموضوع:

فقال: بل من الله وهذا مقتضى المسيرة التي نتكلم بها.

- قلت: إذن سؤالك خطأ من أساسه!

- قال : أريد أن أصحح سؤالي ، فأنا أريد هذا : بما أنكم تقولون بوجوب وجود الإمام وأن وجوده لطف ، فهذا منفي في حال الغيبة فبطل دليلكم.

- قلت: هذا السؤال كله خطأ، فلا نحن نقول بوجوب وجود الإمام بل نقول بوجوب الإمامة، وأن الأمة لا تخلو من إمامة، وهذا أمر لا يختلف مسلم معنا فيه ، غير أننا نقول أن الوجوب عقلي، بمعنى لا ينبغي أن يكون بدونه، ويختلف معنا قسم ممن لا يفهم الإسلام فيقول بأن الدليل شرعي وليس عقليا ، ودليل اللطف هو جوابنا على المعتزلة القائلين به، والذي هو دليل صحيح، ولكنه لا يمثل رأينا بالكامل، فليس فيما طرح أهل البيت أي إشارة إلى اللطف، و إنما هو من باب إلزام الخصم بما التزم به. وقد بحثه علماء الشيعة فوسعوا في تحديد هذا الدليل وتصحيح طرقه بموجب قاعدة الحسن والقبح والعقليين وهو عندنا فرع لدليل ( قبح العقاب بلا بيان) المنبثق من تلك القاعدة التي تؤسس للعدل والتي نتفق فيها مع المعتزلة بتطابق تام. ثم إننا لا نرى مطلقا عدم حصول اللطف بالغيبة ، لأننا نؤمن إيمانين مهمين الأول هو حصول التوفيق الخفي بواسطة الإمام نفسه وهذا بحث خارج موضوعنا ، والثاني وهو المهم فكريا ، وهو إن المدار على الحجة المجعولة شرعا وهي حاصلة قطعا بالنص الصريح، بخلافها عند غيرنا وهذا بفضل الإمام نفسه، حيث تم تكليف المؤمن بالعمل وفق القواعد المؤسسة، سواء بجعل أو بكاشفية الصحة من النص ، والصيرورة إلى جعل (صحة الحكم الظاهري) ، وقد حُرم الناس وليس نحن فقط من الحكم الواقعي، الذي ننتظر حصوله بلهفة بظهور مولانا المهدي صلوات ربي عليه، وهنا أبين لك الفرق بين السنة والشيعة في مقام الجعل والحكم، ببيان بسيط جدا، وهو أن فترة البيان عندنا بحدود 345 سنة من البعثة إلى الغيبة، بينما فترة البيان عند السنة من البعثة إلى وفاة الرسول نظريا، وعمليا من السنة الرابعة أو الخامسة للهجرة إلى وفاة الرسول، ثم انقلب مصدر التشريع عندهم في تذبذب بين اتباع طريق الصحابة الذي لا دليل على اتباعه إلى أدلة عقلية قاصرة عن الوصول للحجة المبرأة للذمة ، فالفرق هو طول فترة البيان الحجة عندنا بما لم يدع شيئا إلا ذكر، وقد تنكر علينا بالإرسال عن رسول الله ، وبوجود التعارض، جوابه: إن رواية إرسال أئمتنا غير ضار أبدا وهذا يعرفه أهل الحقيقة، ولهذا حين يروي عنهم سني يؤكد بأنه رواية متسلسلة إلى الرسول لأنه لا يفهم القضية حقيقة، كما هو حال السكوني القاضي السني الراوي عن أئمتنا والموثق عندنا، فلو تمعنت في روايته عن الإمام الصادق عليه السلام، لوجدت اغلبها منصوص على انه رواية عن الرسول، و أما التعارض فهذا حاصل وهو غير مضر لأنه محلول بشتى الطرق ، ولم يكن التعارض في يوم من الأيام مصدر نفي لأصل الحديث وإلا لبطل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فملخص ما أريد قوله بأن الفترة التي قدرها الله للبيان هي فترة كبيرة، وقد عرفنا فيها جل القواعد مما لا يخفى على الفقيه الشيعي حل اصعب وأعقد المسائل الفقهية بواسطة قوانين أسسها أئمتنا عليهم السلام بحجة عندنا ، وهي نفسها لو عمل بها غيرنا لا تخرج من كونها ضلالا مبينا لهم، لأنها بدون حجةٍ من حجةٍ عندهم، وما هي إلا سرقات واحتمالات ظنية مجردة لأنهم لا يؤمنون بحجة الأئمة واقعا، وهذا لا يقوم به حق وبراءة ذمة، ولكن على قول من يقول بسقوط التكليف بموافقة الحجة في العمل حتى بدون إرادتها فيكون من يتبع هذه القواعد ناجٍ وهذا قولُ يقول به بعض فقهائنا ومن المتأخرين السيد محمد الروحاني، فما تعتقدونه من التعارض بين دليل الإمامة عندنا ومن معارضته بالغيبة ما هو إلا عدم توفيق في إصابتكم الحقيقة، وعدم فهم كبير فيما نقول، وفي مقولاتنا العقائدية والفقهية وفي تاريخنا الإسلامي الناصع.

- فقال: كيف لي أن أثق بأن كلامك صحيح وإن ما تقوله هو التشيع فقد تخفي عني معارف بحكم التقية ، ومن أين اعرف هذا.

- قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله، يا أخي الكريم لو كنت تعلم ما تقول لما قلت قولك هذا، وعلى كل حال، فإن جميع ما قلتُه لك ميسر ومبسط، وهو لا شيء تجاه ما هو مكتوب في كتاب الشافي للسيد المرتضى فارجع إليه ستجد ما أقول وزيادة، بل ستجد كل إشكال يطرأ على بال أحد، قد عرض في ذلك الكتاب وقد رد عليه ، وهو بالأساس كتاب رد على الفكر المعتزلي الذي هو خصمنا الفكري الكفء، و أما التسنن بشكله المفهوم فهو ليس خصمنا الفكري، لأنه فكر هلامي لا يستطيع الثبات وليس له قواعد عقلية حقيقية، وأما الفكر السلفي فهو مجرد مشاغب لا قيمة له حتى في الفكر السني وهو ليس خصما كفءً له. بل لو قسنا الفكر السني للسلفي، لكان قياس الإسلام لليهودية والنصرانية، فالسلفية أقل اعتبارا في التحقيق من طرق اليهود والنصارى. وما هم إلا صحفيين حزبيين لا قيمة لأفكارهم التي تحمل المتناقضات وتنشر البغض والكراهية وتسوق للإرهاب الفكري والاجتماعي والسياسي، وتروج لثقافة القتل والذبح، في مجتمع مدني متطوّر، مثل المجتمع الإسلامي المحب للسلام، لغرضين مهمين وهما
1- ضمان تخلف المسلمين
2- ولتشويه صورتهم الجميلة في نظر شعوب العالم . واراك بكل أسف تميل إليهم في كلامك وكأنك تريد ترك الإسلام والتمسك باليهودية المطبوعة بطابع أموي كاذب.

وبعد هذا الكلام جرى كلام عن طبيعة الخلاف بين السلفية والتسنن وانتهى الحوار بأن طلب مني عنوان كتاب الشافي وكيف يحصل عليه في مكتبات بيروت، وما إلى ذلك .
وقد كان يتخلل الحوار العديد من الاستشهادات والأفكار والأسئلة الجانبية التي أغفلت بعضها عمدا ونسيت بعضها لأنه من سنوات.

فهذه إحدى الحوارات الكثيرة جدا، الكاشفة عن طريقة التفكير عند المسلم العادي، مثل هذا الرجل السني السلفي الخفيف السلفية ، وقد وضّح لنا كيفية السطحية والقفز الفكري من أجل عدم الدخول بالتفكير الجاد لصلب الموضوع بطريقة ذاتية، و إنما يحتاج إلى إدخال قسري للفكرة الواقعية وعليه تحمّل آلامها ، فهي مؤلمة حقا لمن يريد أن يهرب بطريقة الدفاع النفسي عن المرتكزات الفكرية عنده. ( وقد ذكرني هذا الحوار قولك يا أخي أبا فاطمة فيما يتعلق بالعالم المادي الموازي، فقد استشهدت به عليه في هذا الحوار، كعالَم أثبته العلماء حقيقة ولكنه غير مدرك بل لم يعرف العلماء الوصول إلى كيفية تخيله)

فما نواجهه من عدم القدرة على التخيّل لخلق آدم من طين وعدم علاقته بمخلوقات شبيهة قديمة، هو بسبب طبيعة المنهج الفكري ، ولهذا نواجه الكثير من المشكلات المفتعلة، بسبب هذا المنهج الفاشل في تناول المعارف.

ولو فكر المسلم بطريقة إسلامية بعيدا عن العلل الطبيعية والعلوم الحديثة ومشكلات علم الأنثروبولوجي ، في موضوع خلق عيسى لطير طائر، فيه روح الطائر، من طين الأرض، فهذه اكثر إشكالية من خلق آدم نفسه ، فآدم خلقه الله بـ (كن فيكون) والطائر خلقه عيسى وهو مخلوق بسيط أعطاه الله القدرة، وهذا لا يتناسب مع فكرة انحصار القدرة بالله حتى لو قلنا بأن الفاعل هو الله سبحانه، ففي هذه الحال أيضا هناك مشكل، لأنه لا يختلف عن الأوضاع الأخرى، ولكن لا يُنكر النسبة لعيسى عليه السلام وهذا هو مصدر الصعوبة في هذه الفكرة.

فنحن لا نعيش بما هو واضح تماما ولا بما هو معروف ومكشوف دائما، حتى نشكل إشكالات بناءً على هذه المعرفة، فكل ما لدينا أننا نجهل حقائق تسيرنا فضلا عن حقائق لا صلة لها بنا. فرفع إدريس وعيسى وبقائهم بأجسامهم (ولعل موسى أيضا رفع)، وطول عمر نوح وغيره من البشر المذكورين في المعمرين ،وغيبة الخضر والمهدي وقيل غيبة نوح في آخر عمره ، تعتبر مشكلات حقيقية للمتدين إذا أراد أن يعتمد علما حسيا ويحاول تصديق النص، فإن دعواه هذا العلم يخالف إيمانه بالنص، ولهذا عليه أن يكتشف إن هذه حقائق لم يكشف العلم عن كنهها لحد الآن، وهذا الاعتراف العلمي هو ما يفسر صحة الإيمان بهذه الظواهر، ولا يوقف المؤمن من السعي لكشف هذه الأسرار وتحديد الظاهرة علميا.

فلو ثبت إمكانية الرفع من العالم المادي الحالي إلى العالم الموازي والتنقل بينه، فهل يمكن أن ندّعي بأن قوانين العالم الموازي في تصنيع خلايا الكائن الحي هي نفسها هنا؟
طبعا لا نفرض هذا الفرض قسرا، ونقول أنه عين الحقيقة، ولكننا نبدأ بتساؤل، قد يكون الآن بعيدا وغريبا ، ويسخر منه الجّهال، ولكن سيأتي يوم يكون الجواب على السؤال أمر ملح، وقد يكون جوابا إيجابا وقد يكون سلبا. ولكنه سيكون بعلم.

وهذا لا نستطيع تحديده ما لم تتطور العلوم بهذه الإتجاهات، وهي من سيحدد الصورة بشكل افضل أو قد تصحح السؤال أو تولد سؤالا آخر.

ولكن لو ثبت صحة الانتقال وان قوانين الحياة هناك تختلف عن القوانين هنا والأعمار هناك تختلف عنها هنا.

فما المانع أن ينزل عيسى من العالم الموازي بلحمه وعظمه ليقول كلمته الفصل للمؤمنين ، وما المانع أن يكون المهدي في عالم موازٍ سهل التنقل بين العالمين؟ وهذا العالم لنسميه السماء أو لنسميه المادة السالبة أو أي تسمية؟

لقد اصبح العلم يقترب من تصديق وجود التلباثي ومن القدرات الخارقة ، حتى إن التلفزيون السوفيتي في زمن الشيوعية كان يعلن على الشاشة صور عملية لكيفية ثني الملاعق بواسطة فتاة صغيرة تستعمل التركيز الذهني لثني الحديد، إن مثل هذه الظواهر لم تستقر فيها النظريات الفيزيائية، فقسم يقول إنها خارجة عن الفيزياء وقسم يقول إنها في نطاق طاقة فيزيائية غير محددة علميا ، وقسم يحاول أن يجد حلها في العالم المتوازي وإمكانية التواصل به إنسانيا.
فلو فرضا (وفرضه ليس بالمستحيل) ثبوت إمكانية التواصل، فما يمنع أن يكون الإمام هو سيد هذا التواصل؟ طبعا مع ثبوت الإمكانية لا يثبت الوقوع، ولكن الوقوع لا يكون إلا بعد الإمكان. وبثبوت الإمكان، تتقوى صورة من صور الخفاء فيما نجهل من قضية الغيبة.

أن ما ثبت لدي من قصص اللقاء بالإمام سلام الله عليه، لا يستبعد فيها تداخل عالمين ماديين حسيين منفصلين، ويكون التنقل بينهما بانسيابية هائلة ولا يمكن إيجاد الفاصل بينهما، بعد استبعاد كل القصص التي يشوبها شائبة الشك بالوهم والتخيّل، فإن ما اعتمدته من حوادث منقولة لي بسند لا احتمل فيه الكذب تدل دلالة أكيدة على العالمين، والبرزخية بينهما، بشكل حسي عالي المستوى بحيث تتوقف قوانين الفيزياء التي نعرفها، وهذه تختلف عن المنامات وشبهة التوهم و التكشف بعد اللقاء وما شابه ذلك.

فاعتمادي على حوادث خاضعة للبحث العلمي بمعيارية علمية، ولو استطاع العلماء إثبات القدرة على التحسس أو التنقل بين عالمين متوازيين، لأصبح البوح بمثل هذه الحوادث لا يثير أي مشكلة ولكن الآن بمثل هذه الظروف التي يسيطر فيها الجهل والاستخفاف بالعلم لا يمكن بحثها ، خصوصا عند من لا يمتلك الجرأة، وحتى من يمتلك الجرأة، فأنا مثلا لا أخشى من بحث علم يسخر به الناس، وهو علم حقيقي، ولكنني أرى بكل تأكيد أن بحث العلم - بين من هم ليسو أهلا- إهانة للعلم.

وبكل تأكيد فإن دليل - من يستبعد أي شيء يتعلق بالإمام المهدي- إنما يستند إلى فقد الدليل أولا ، وإلى خلاف العادة ثانيا، وكلاهما مخروم فلا فقد الدليل دليل، و قضية المهدي من أساسها خلاف العادة (أي من حين بشر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأنبياء السابقين) فالاستدلال بأنها خلاف العادة هو إعادة لنفس الفرض الذي في القضية.

فالفرض هو أنها قضية خلاف العادة.
فما الجديد في النقد؟
وهل يريد الناقد إن يقول إن خلاف العادة ممنوع؟ فهذا قد قدمت فيه الكلام، وهو قول السطحيين.

إن مسألة آدم فيها قضية مهمة للباحث المسلم قد تفسر وجود عالم مواز وهي تسير بنفس قضية الإمام المهدي.

وهي مسألة (الجنة) التي كان فيها آدم فهذه قضية مهمة جدا، يجب على الباحثين المسلمين أن يبحثوها بحثا علميا، وأن يجدوا لها تفسيرا علميا، واعتقد إن خير تفسير الآن هو العالم الموازي أو العالم المتداخل.

جنة آدم أرضية مادية.

جنة آدم فيها صفات بكل تأكيد غير مادية ( مقابلة الشيطان، الحديث مع الملائكة مشافهة، فيها البقاء والأبدية والخروج منها هو القابلية للفناء) .

وهنا يجب أن نفكر بأن الجمع بين القضيتين لا يصح علميا فإما أن تكون الجنة أرضية وهي حديقة جميلة (غابة مثلا) فهذه لا يمكن أن تتصف بتلك الصفات. وإما أن تتصف بتلك الصفات ولا تكون أرضية.

فيبقى هناك احتمال مهم يجمع بين الصورتين وهو كون أدم ابتدأ خلقه في العالم الموازي ثم انتقل إلى هذا العالم.

وهذا حل خطير لمشكلة خطيرة ، تبعد الفكر الإسلامي عن تهمة الخرافة. فقد تصور حتى بعض المسلمين بأن قصة جنة آدم رمزية من أجل أن يبتعد عن الخرافة، كما أشيع عن الدكتور طه حسين مستنبطين ذلك من كتابه في الشعر الجاهلي (ولعلي أحس بأن الدكتور عبد الصبور شاهين يميل لذلك ولكنه ليس صريحا)

والحقيقة إنني أرى بأن ذكر قصة آدم في القرآن لم تكن لمجرد بيان أصل الإنسان أو لمجرد التاريخ والعبرة، بل هو موضوع مثير لقضايا خطيرة تتعلق بتفسير ظاهرة الوحي بشكل أساسي وبمشاكل أخرى.

وللموضوع بقية:

السيد مهدي
01-12-2008, 12:13 AM
نتابع الموضوع:

وسأطرح الآن هذه القضية باختصار، فإن ظاهرة الوحي هي مشكلة عويصة من ناحية علمية .
فمشكلة إمكانية نزول مَلَك من عالمه أو صعود الإنسان إلى عالم الملك، هي صورة غير واردة حسب المفاهيم العلمية الظاهرة، ولهذا فإن المؤمنين يتصورون الأمر بصورة مجسمة وهي تشكّل الملك بصورة إنسانية والتكلم بكلام إنساني، وهذا فيه مشكلات:

منها إن المتشكل لا بد أن يكون ليس الملك نفسه لعظيم خلقته و إنما هي صورة مطبوعة إما في الهواء أو في الذهن، ومنها إن هذا التشكّل لو كان في الهواء أو في الخارج ماديا لكان ظاهرا للجميع، وهذا غير وارد عمليا، فلو صرنا إلى أنه صورة ذهنية في ذهن المرسل إليه لدخلنا في مشكلة عويصة.

فما الحل عند الباحث المسلم الكسول؟

الحل عنده في الغالب التصديق والاكتفاء بالنص.
ولكن هذا لا يرضي أهل التحقيق والإيمان بعلم ويقين.
فقضية آدم تضع بداية الحل للمسألة.

وهي أن الإنسان له القدرة على الربط بين عالمين أو أكثر، ولكن هذه القدرة لم تثبت للجميع، إلا إنها قدرة فعلية، عند الكثير من البشر (أنبياء ، أولياء.... إلخ) ، فمن كون آدم في جنة أرضية لها صفة سماوية يستطيع الوصل فيها بالشيطان والملائكة الكرام، نفهم بأن هناك اكثر من عالم يستطع أن يتخلله الإنسان الخارق، وبه تكون القوانين مختلفة ، فهو يرى الملك ويسمعه سماع حس ومعرفة يقينية، ولكنه خارج العالم المألوف الذي نعيشه ولهذا لا نراه ونحن بجنب النبي وإنما نلحظ تغيرات عليه، قد تكون نتيجة الفصل بين عالمين داخل جسد النبي ، وسفره السريع إلى العالم الموازي، وهذا التصور لا يكون ممكنا ما لم نصحح فرض علاقة الإنسان بعالم حسي مادي موازٍ لا يتعلق بهذا العالم المادي وليس له نفس قوانينه.

فبهذا التوظيف لقضية جنة آدم ، يمكن الاقتراب من تفسير (ظاهرة الوحي) تفسيرا لا يدع مجالا لشك المشككين من دعاة تفسير ظاهرة الوحي بأنها ظاهرة نفسية تتعلق بخلل ما قد يكون عبقريا وقد يكون جنونيا.

فهنا تنكشف سطحيتهم وعدم بعدهم في النظر.

لأنهم قاسوا الأمور كلها بقوانين فيزيائية أرضية معروفة، ولم يتخيلوا إن أصل وجود الإنسان منذ آدم إنما كان بتداخل عالمين أو اكثر.

وإن ظاهرة الوحي هي ظاهرة كونية راقية يرتقي فيها الموحى إليه إلى درجة الاطلاع على العالم الموازي والاتصال به، والإطلاع على ما وراء هذه المادة العادية.

وبهذا فإن من يمتلك هذه الظاهرة يعرف أن هناك عوالم حسية وعوالم غير حسية ، تختلف عن عالمنا هذا، فشهادة الإمام الصادق و الأئمة الطاهرين بوجود هذه العوالم هي شهادة مطّلع، وفائدة الإخبار بها هي تصحيح تفسير ظاهرة الوحي والتلقي والإمداد الإلهي لبعض دون بعض من بني البشر.

فظاهرة الوحي مزيج بين المادة الظاهرة والمادة الموازية وعدم المادة، فهذا المزيج لا يمكن تفسيره بعلوم طبيعية بين أيدينا ، وإنما يجب أن ندعو لارتقاء العلم لأن يصل إلى ما نؤمن به من حقيقة، شاهدها نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه، وهي بنفسها وبدرجات أقل ومتفاوتة عند أئمتنا عليهم السلام، ولهذا هو يتحدثون عن هذه العوالم كمن عاين، فرغم ضعف سند الرواية إلا أنني قلت بأن هذه الروايات مجبورة بغيرها، ولعل البحوث الفيزيائية الحديثة بتعدد الأبعاد ووجود العالم الموازي تجبر الرواية بشكل خطير. فهذا كشف لحقيقة علمية موجودة في الرواية فهو تصديق حسي للرواية ولا تحتاج إلى سند أصلا.

أؤكد على الباحثين المسلمين إن مثل بحث تعدد الأبعاد ، يخدم قضيتنا الإسلامية بشكل هائل، فهو موضوع كما قدمت يحل مشكلات ذكرت بعضها إجمالا تتعلق بظاهرة الوحي وبتالي يتعلق بالظاهرة القرآنية بخلاف ما يفهمه مالك بن نبي في كتابه الظاهرة القرآنية ومترجمه د. عبد الصبور شاهين المعتمدة بشكل أساس على العبقرية اللغوية والقابلية الهائلة للوحي من دون تفسير لنفس ظاهرة الوحي تفسيرا علميا.

إن الخيط الرابط بين جنة آدم وظاهرة الوحي وظاهرة إدريس والمسيح والمهدي وغيبتهم هو هذه الظاهرة العلمية. وهي تعدد الأبعاد ووجود عوالم متداخلة يمكن التنقل بينها عند بشر مخصوصين بقدرات خاصة ، وما بدأ به العلم من إثبات هذه الظاهرة يجب أن نسارع إليه، ونستغله، بدل أن يَستغل هذه الظاهرة أهل الظلال ، فقد حدث أمر رهيب في الغرب وهو انه خلال عشر سنوات اعتنق عُشر الشعب الفرنسي أو اقل قليلا البوذية وتركوا المسيحية ، لما تدعيه البوذية من تزاوج بين الروحية والتفسير العلمي ودعوة للأخلاق والحصول على الخوارق بدون حاجة إلى التفكير بالإله.

إن من يتمعن في هذه الدعوى يجد انه استغلال رخيص لمنجزات العلم الإنساني بشكل عام. وقلب الطاولة على أهل الحقيقة بإخفاء جزء خطير من الحقيقة وإظهار ما يريدون إظهاره، فهنا أدعو كل باحث غيور على إسلامه أن يستوعب هذه الفكرة وأن يستغلها لصالح إسلامه بشكل مهم بدل توقف عقارب الزمن والعقل عند حد القرون الماضية وعند حد الحس ليستغل أوهامه وجهله في التهجم على الإمام المهدي عليه السلام بينما التهجم عليه هو تهجم على أسس الإسلام ، ونكرانه نكران للعقل وإنتاجه، واستبعاده يفتح الطريق لاستبعاد ظاهرة الوحي. فهذه ظواهر مترابطة، استبعاد أحدها هو استبعاد للأخر، والبحث الحقيقي هو في الوقوع لا في الإمكان، والوقوع له طرق علمية للثبوت لا يمكن أن يتلاعب بها شخص نتيجة هواه ومعتقده الوهمي سلبا أو إيجابا.

وبهذا يتبيّن أن الأيادي الخفية التي تقف وراء حملات التشكيك ليس قصدها الطعن بالمهدي وبقابليات أئمة أهل البيت عليهم السلام ، و إنما هي للطعن بأسس الإسلام، بطرق ملتوية.

واكتفي بهذا القدر من التعليق على ما ذكره الأخ ابو فاطمة

وللموضوع بقية:

السيد مهدي
01-13-2008, 02:46 AM
نتابع الموضوع:

بين العلامةالجليل المنار، حفظه الله ذخراللإسلام والمسلمين بإلإمكانية العقلية لوجود الإمام المهدي المنتظر، عجل الله فرجه القريب، وتساءل ماالمانع أن يكون حضوره ووجوده في واحد من العوالم الموازية لعالمنا، حيث تسمح ظروف العيش في ذلك العالم بالعمرالطويل، حيث طبيعة ذلك العالم وغذائه من النوع الذي يمنع التأكسد داخل الجسم الحي، والذي يعمل على هدم الخلاياالحياتية، التي تعجل على هرم الجسم وموت الإنسان. إضافة إلى خلوجوذلك العالم من أي أثرللجراثيم والأحياء المجهرية التي تحلل الأجسام.

طول عمرالإنسان، والحفاظ على شبابه وحيويته، سرمن أسرارالكون الغيرالمكتشفة، لكن العلم يسعى جاهدا لمعرفة ذلك، وسوف لن يطول الوقت ليتضح كل شئ مستقبلا.

يعني نحن أمام ظاهرتين:

1- ظاهرة نعقلها ونتفهمها: ومن هذاالتعقل والفهم، إكتشفناقوانينها. كمثال ظاهرة غليان الماء وتبخره، عند وصوله لدرجة حرارة مائة درجة مئوية، عند مستوى سطح البحر.

2- وظاهرة لانعقلها ولانتفهما: لكننانحس بهاوبإثارها. ولكننا لازلنانبحث فيهاللعبورلعالمها، لكي نعيشه لنكتشف قوانينه. كمثال،ظاهرة قدرة بعض اليافعين الشباب، على ضرب الأرقام الحسابية العالية والتنبؤ بالنتيجة الصحيحة مائة في المائة. أوظاهرة التنبؤعند البعض،وقوة الحدس في قراءة فكرالآخر.

وخلال البحث شاهدناكيف تعمل نسبية فهمناللحقائق، في التصورات وطرح النظريات المفسرة لتلك الظواهر.

يعني محاولاتنالتفسيرالظواهرالمعقولة وأيضاغيرالمعقولة لاتتوقف. لكننالانملك كل الحقيقة التي نبحث عنها، ولاوسائل الوصول للحقائق، لكننانحاول الوصول وبإستمرار.

وجدت في ساحة (أوز)هذالموضوع الشيق عن الباراسايكولوجي، والذي يتحدث عن بعض القابليات الفوق العادية عندالبعض، ومن ثم توظيف تلك القابليات في محاولة كشف الحقائق وإثراء العلم بالأشياء.

علم الباراسايكولوجي........!!
________________________________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حبيت اكتب لكم هالموضوع لانه لفت انتباهي لمدة طويلة كنت اتقصى فيها الحقائق لكن اول شي خلوني اعطيكم نبذة قصيرة عن الموضوع اللي اتمنى انكم تشاركوني الرأي فيه.....

القدرات الفوق حسية أو كما يطلق عليها علوم الباراسايكولوجي
(بارا تعني ما وراء) و(سايكولوجي تعني النفس) أي ما وراء علم النفس، مما هو فوق العلم التقليدي أو القدرات النفسية التقليدية، هناك مسميات كثيره لهذا العلم منها الخارقية والحاسة السادسة والظواهر الروحية والإدراك الحسي الزائد..

إذا قرر الانسان اقتحام هذا العالم الفسيح الرحب والغريب والعجيب! فالأكيد! أنه سيقتحم عالماً جديداً عليه ربما (عالم ربما سيجعله يقضي وقتاً لا بأس به في التعرف على خاطرة هنا أو فكرة هناك أو على إحساس هنا أو مشاعر أتت من هناك!) وهذا الجو الجديد ربما يجعل رؤية الانسان للعالم من حوله تتغير أو تكون متوترة قليلاً أو هي في أحسن الأحوال مثيرة.. لسنا نشك أبداً أن الإتزان هنا أمر مطلوب بشكل كبير.. الإتزان يعني أن لا يتحول كل وجُل تفكير الانسان الى مراقبة هذه الخواطر والهواجس حتى تشل قدراته التفكيرية فيما هو مفيد ومثمر في مجالات أخرى مهمة أو ربما أهم من موهبة تسعى أنت إلى صقلها والتزود بها !

هذا العالم الذي ستراه من خلال مرحلتك الجديدة يتطلب منك بشكل جدي أن تكون مرناً بشكل كبير!

أن تكون مستعداً وجاداً للتغلب على المشاكل النفسية والذهنية التي ترد إليك.. ربما ثمة عقبات سلبية لابد من حدوثها.. ربما! فالحذر والثبات مع عدم تسليم هذه العلوم جل الوقت أمر ضروري!

البعض يظن أن هناك علاقة قوية بين القدرات ما فوق الحسية وبين الصفاء والنقاء الروحي .. وأنه لكي يحدث الوعي النفسي العالي لابد من إصلاح الداخل واليقظة الروحية ! أو التـأمل ! لكي تصل إلى نيل هذه القدرات!

إن هذه العلاقه ليست دقيقة.. بل الفرد نفسه هو القادر أياً كان على صناعة وصقل هذه القدرات!!

مصطلح القدرات فوق الحسية يطلق غالباً على ثلاثة أنواع متميزة من الظواهر النفسية فوق الطبيعية
1- التخاطر 2- الاستبصار 3- التنبؤ..

أما التخاطر فهو التجاوب والإتصال بين ذهن وآخر.. وهو نوعان:

1- ما يسمى توارد الأفكار وهو أن يكون هناك شخصان يتفقان في وقت واحد على النطق أما ( بفكرو- كلمة) في وقت واحد.. فهما تواصلاً وتجاوباً في وقت واحد بشيء واحد..

2- التخاطر وهو المشهور وهو أن يكون هناك رساله ذهنيه موجهه من شخص إلى آخر فيكون هنا ثلاثة عناصر:
1- مرسل 2- مستقبل 3- رسالة

والتخاطر أو ( التلبثة ) هو/ قدرة عقل الشخص على الإتصال بعقل شخص آخر دون وجود وسيط فيزيقي، ولا يعرف أحد كيف يتم هذا الإتصال أو ماهية الطاقات او طريقة العمل الداخلة فيه بمعنى أننا نعرف هذه الحقائق من خلال ظهور نتائجها وحدوثها في الخارج..

إن الجواب عن كيفية حدوث التلبثة لربما يكون تفسيره هو النشاط الكهربي للعقل، وهذا يتضمن وجود مجال كهرطيسي يصنع بطريقة ما بواسطة الشخصية المسيطرة والتي تولد مثلما تستقبل أشكالاً أونبضات مشحونة بالكهرباء..

والأمريكان وهم أول من تحدث بإسهاب عن التلبثة قد برهنوا على أن الأشخاص الذين يتمتعون بحساسية شديدة يمكن أن تقفل عليهم في أقفاص أو أن يوضعوا في صناديق مبطنة بألواح الرصاص الثقيل وهي جميعاً عازلة لاستقبال أية أمواج كهرطيسية يحتمل دخولها من الخارج ومع هذا فقد سجلت حوادث رسمية أنه بالفعل تم حدوث التلبثة رغم كل هذه التحصينات مما يدل على وجاهة هذا الإفتراض..

ويشترط في المرسل أن يكون متحفزاً، منفعلاً ( غير مسترخي ) لكن هذا لا ينفي أن يكون هذا الإنفعال آتياً عقيب استرخاء حتى يمكنه الاسترخاء من رؤية دقيقه للشخص الذي يأمل إرسال رسالة ذهنية إليه! أما المستقبل فيلزم أن يكون هادئاً مسترخياً وقتها، وأيضاً يكون مهيئاً نفسياً وذهنياً لتلقي الرسالة الفكريه القادمة، وأفضل وقت لإرسال رسالة فكرية هو حينما يكون الآخر نائماً.. فإن لاوعيه يكون مهئياً وسهل التأثير عليه ولا يوجد معارض واعٍ !

ولهذا كان أكثر مظاهر التخاطر شيوعاً حينما يكون المرسل منفعلاً ومستحضراً بشكل قوي لأدق التفاصيل عن الشخص المرسل إليه ( نبرة الصوت - الوجه - المشية - الجلسة- الابتسامة-رائحة الجسد) بعد تحديد الرسالة وتصور الشخص المرسل إليه لابد أن تنفعل وتتحدث إليه بصوت لو أمكن أن تشعر نفسك أنك في اتصال معه وبعضهم يؤكد أن هناك ما يسمى إحساس المعرفة وهو أنك ستتلقى شعوراً أشبه ما نراه في (عالم الاميل الانترنتي) يعلمك بوصول الرساله إلى الآخر!

ربما تصله بشكل منام أو أن يسمع صوتا.. أو يشعر بجسدك قريباً منه.. أو تصله على صورة فكرة ما يمتثل لها لا شعورياً كحال المنوم مغناطيسياً وهكذا..

ولكي تكون الفكره مؤثرة في الآخر فيجب ان تكون قوية وكثيفة (مركزة)، فالفكر الضعيف أو الفكرة التي نتجت من تركيز مختل، لا يمكن أن تؤثر ..فإنه لكي تصل الفكره وتحدث تأثيرها في الآخرين لابد من مستقبل لديه الإستعداد والإسترخاء والفراغ في قلبه لمثل هذه الفكرة، إذن هناك مرسل يلزمه فكرة قوية مركزة وهو الذي يسميها "وليم ووكر" الحصر الفكري..! وهناك محل قابل من المرسل إليه بأن يكون مسترخياً ومهئياً لاستقبال الفكرة المرسلة!

فإنك حينما تفكر في شخص فإن هناك تياراً اثيريا أو مساراً ينبعث بينكما من خلاله تنطلق الفكرة.. ولكي تصل لابد من طاقة وقوة وشحنة كهرومغناطيسية قادرة على تأدية المهمة!

وبالتالي فإنه إذا كان المرسل إليه لا يمتلك وسائل الدفاع عن نفسه (ذهنياً ونفسياً) بقدرته على التواصل مع نفسه والتعرف على ما هو من صميم فكره وما هو دخيل ( ولأن هذه المهارة نادرة وصعبة) فإن التأثر بالآخر إثر رسالة ذهنية شيء وارد وساري المفعول !

وليس مهماً أبداً أن يكون المرسل قريباً من مكان المرسل اليه فالزمان والمكان أبداً ليسا ذا أهمية إطلاقاً..
إلا أنه وإن كانت المعرفةة بين المرسل والمرسل إليه ليست مهمة أيضاً إلا أنه إذا كانت هناك علاقة عاطفية بينهما فإن التأثير يكون أقوى وأشد بينهما والأقوى منهما يحصل منه التأثير بقدر ما يمتكله من قدرة ذهنية ونفسية فوق طبيعية!
ولهذا كان المحب يحرك المحبوب إليه فيتحرك بحركة الرسالة الذهنية منه إليه حتى يصبح الثابت (المحبوب) متحركاً (محباً) بحركة المحب ولهذا أيضاً يحسن بالانسان أن يحسن اختيار صحبته لأن الرفقة والصحبة يحركون الإنسان بقدر ما لديهم من حب له فالحب محرك قوي ويسري في الإنسان وتأثيره بشكل خفي ولطيف!

كما أن المرأة أقوى على التخاطر والإستبصار من الرجل وقدرتها على قراءة الأفكار شيء مذهل ويفوق ما لدى الرجل بمراحل نظراً لقوة عاطفتها ومشاعرها !

أما الاستبصار فهو القدره على رؤية الأشياء من بعد دون الاعتماد على أمور مادية محسوسة

والتنبؤ هو القدرة على التعرف على أمور لم تحدث بعد دون الإعتمادعلى أمور مادية محسوسة، فعندما نفكر نرسل في الفضاء اهتزازات مادة دقيقة أثيرية لها نفس وجود الأبخرة والغازات الطيارة أو السوائل والأجسام الصلبة، ولو أننا لا نراها بأعيننا ونلمسها بحواسنا كما أننا لا نرى الاهتزازات المغناطيسية المنبعثة من حجر المغنطيس لتجتذب إليه كتلة الحديد..

وأخيرا
هذه العلوم النقليه الحديثه قد تقولون ما الذي تغير وقد كنت من أشد المتحمسين لهذه العلوم؟؟

العالم لم يكن ليقتنع او يصدق حقيقة التنويم المغناطيسي قبل اكتشافة فلذلك قلت لا اريد ان احكم على هاذا العلم الذي اقر بانه غريب ومنطلقه غريب ايضا ولكن الابحاث التي تجرى هي التي ستحكم. لم يتغير شيئ سوى النظر إلى مصدر هذه العلوم ومؤسسيها , لا أريد أن أحكم بأنها خارجه عن العقيدة ولكن نهايتها تخرج من العقيده وأبعادها أكبر بكثير مما نتصور ولا أدري مدى صحة هذه المعلومه ولكني لا أصدقها ببساطه بعد أن قرات ما يكفي عن أبعاد هذه العلوم وهي أن مشكلين هذه العلوم ومن وضع لها منهجيه ودرسها بطرقه من أكبر زعماء الماسونيه (وهم البناءون الأحرار ، وهي في الاصطلاح منظمة يهودية سرية هدامة ، إرهابية غامضة ، محكمة التنظيم تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم), ولاكن اأكد أني لست ضد هذه العلوم والدليل اني لازلت أقرأها وأطلع عليها ولكن بمنظور إسلامي , بمنظور لا ينسيني ان هناك رب هو من يتحكم فينا وليس الطاقة الكونية .

(( علم )) فالعلم لاحدود له ولا يتوقف مهما تم من اكتشافات اما بالنسبة للباراسايكولوجي فالموضوع مثير بحيث ان الشخص لايشعر بالملل عندما يقرأ هذه المواضيع لكن بالنسبة لمداقية الموضوع انا لم اجد اية اقوال مثبته للعلماء وكل الباحثين في هاذا المجال او اغلبها هم من الهواه.

لنتكلم عن بعض الاحداث الغريبة التي تقع لنا والتي يقال ان لها علاقة بالباراسايكولوجي:

* الحاسة السادسة:

تم ادراج مايطلق عليه البعض بالحاسة السادسة والتي تعرف منذ عهد بعيد تحت علم الباراسايكولوجي وقد تمت تسميته بعلم التخاطر أو Telepathy

Tele تعني باليونانية بعيد .. و Pathy تعني الشعور ...وهو تأثير يقع ضمن علم الباراسايكولوجي وهو الذي يقوم بدراسة حالات الإدراك العقلي أو التأثيرات على الأجسام الفيزيائية دون المساس المباشر بها ..

قد حصلت لي قصة في العطلة الصيفية قبل ثلاث اسابيع كنت افكر في احد الاصدقاء وهو شخص عزيز لم اخاطبه من ايام المدرسة عندما اخرجت الجوال وادخلت رقم جواله اي لم يبقى سوى ان اضغط زر الاتصال واذا بي اجده يتصل بي هذه القصة حلصت لي شخصيا واعتقد انكم قد حدثت لكم قصص مشابهه كثيرة، ستقولون صدفة ولكن اقول لكم ان هذه الكلمة اندثرت منذ ظهور هذا العلم واصبح تسمى مثل هذه الحالة بالتخاطر او التلبياثي

طبق بعض العلماء تجربة على قطة لديها اطفال، اخذ مجموعة من العلماء الاطفال وذهبوا بهم الى البحر بواسطة السفينة وجلس العلماء الاخرون مع القطة الام، قام العلماء في السفينة بذبح الاطفال واحد تلو الاخر، وقد كان يلاحظ العلماء اللذين مع القطة الام تصرفا غريبا جدا فقد كانت الام تقوم بتصرفات عدوانية وشرسة اثناء قتل اطفالها وهي بعيدة عنهم جدا ولا تراهم فأطفالها في البحر وهي على اليابس.

لنضرب مثل اخر على التخاطر ليبعد الشك عن اليقين، انا سوف اسألكم ألا تشعر الام بوقوع مكروه لابنها وهي بعيدة عنه...؟؟ نعم تشعر لكنها تقول انها وساوس شيطان الا يشعر البعض بشعور غريب عندما يقع مكروه معين لشخص عزيز....؟؟ الم تمروا بمثل هذه الامور....؟؟


وأخيرا،،، اردت ان اعرف كل شئ عن هذا العلم ولكن وجدت نفسي كقطعة شوك في كومة قش

واذكركم ايضا بأن هناك رب هو من يتحكم فينا وليس الطاقة الكونية.

ولكن نحن هنا اردنا ان نبحث عن الاسباب ونحن موقنون ان هناك رب هو مدبر كل شئ وخالقه وان كل شئ يقع بمشيئته سبحانه وتعالى واذا كان لدى البعض منكم تجارب قد وقعت له فليذكرها لنا في هاذا الموضوع.
تحياتي لكم،،،

أخوكم،،،، زياد

هذا كل ماتيسرلي عن العوالم المتوازية، ولازلت أبحث في أية إضافة جديدة.

وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

هاشم
12-22-2008, 11:44 PM
الله يعطيك العافية سيدنا
لازالنا بحاجة الى مواضيعك المميزة
ياليت تكتبلنا موضوع عن الروح ولماذا القران الكريم قال ( يسالونك عن الروح ، قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا )
وما هو الفرق بين القليل والكثير في هذا المعنى القراني