المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مؤامرة كربلاء انقلاب فاشل



زوربا
09-02-2007, 01:42 AM
بقلم : عمار العامري

عندما نتحدث عن ما جرى في مدينة كربلاء المقدسة ليلة الخامس عشر من شعبان المعظم يجب إن نتفق في البدا على من هم العناصر "الخارجة عن القانون" هذا المصطلح الذي ورد في جميع بيانات الاستنكار والإدانة الرسمية وغير الرسمية وتعاطته الكتابات الصحفية وتصريحات الجميع فيما يقابلها بيان لسيد مقتدى الصدر يجمد فيه أنشطة "جيش المهدي"وهذا يعني أن أصابع الاتهام لم تشخص الفاعل بل اكتفت بنعته "بالخارج عن القانون "ولكن يبقى مفترق الطرق هو من هم 1500 عنصر الذي طردهم رئيس الوزراء من منتسبي الأجهزة الأمنية في كربلاء ومن هو الموجه لهم هل فعلا هم بعثيين وصداميين مقنعين أم هم عصابات اتخذت من المليشيا المسلحة للتيار الصدري غطاء تختفي تحته أم هي حركة جديدة تشابه "حركة جند السماء"التصريحات الحكومية وغيرها اعتبر التقصير عدم تنسيق الأجهزة الأمنية في كربلاء وهذا لا يعني عدم وجود تحرك أجرامي حاول فعل شئ في الزيارة الشعبانية غير أن بعض الحركات السياسية جعلت من هذا الحادث ثغرة لضرب الحكومة وآخرون حملوا حماية العتبات المقدسة المسؤولية بوصفها تصرفت بتصرفات غير أخلاقية ما اجبر رئيس الوزراء المالكي بالتوجه إلى كربلاء بعد معرفتهم أن أحداثها ليس أمر عفوي أنما هي مؤامرة كبيرة لا يعلمها المالكي ألا بعد أن حدثت ولكن هناك من هو قريب للمالكي قد يكون لديه معرفة فيها.

ما حدث لم يكن متوقعا أن يحدث بحضور الملايين من شيعة أل محمد-ع- في تلك الليلة المباركة ولادة الإمام منقذ البشرية والتي يترقبها العالم بكل شوق وتفاؤل لاحياها لما فيها من بركات وسمو ويقينا بان الإمام المنتظر "عج" يحضر فيها ويسجل الزائرين في الشعبانية ولكن درجة التظليل التي وصل أليها القائمين على هذه المؤامرة جعلت أولئك الثلة من الشباب يقوموا بتلك الجرائم الفادحة والتي افسدوا فيها إحياء تلك المناسبة العظيمة فماذا يعني رفض مجموعة ممن يدعو الاحتفال بالذكرى التفتيش مما خلق حالة من الفوضى بدأت باستخدامهم العصا والحجارة التي كانوا يحملوها معهم وتصويبها اتجاه حماية مابين الحرمين وهذا يرتبط مع تصريح احدهم حينما يقول" حماية العتبات المقدسة المسؤولية بوصفها تصرفت بتصرفات غير أخلاقية" ثم امتدت على استخدام الفوضويين الأسلحة وعلب البنزين بعدما حاول بعض الحماية تفريق الجموع برمي اطلاقات في الهواء لتخرج عليهم القناصة والأسلحة المتوسطة من "الهاونات وستر لا وبكيسي" وأيضا تخلي الكثير من منتسبي الأجهزة الأمنية عن واجبهم الوطني وهو حماية الزوار وخلعهم لملابسهم الرسمي واستخدامهم سلاح الدولة لوجهوا صوب تلك الثلة التي ضاع حقها بين الحابل والنابل بين منتسبي أجهزة الأمن والمسلحين ليسقط عدد كبير منهم شهداء برصاصات الرحمة ممن يدعي انه صاحب حق واستمرت الحالة ثلاثة أيام بلا هوادة.

بعيدا عن السرد الوثائقي والذي اغلب العالم اطلع عليه نتناول الغايات والأهداف لهذه الحادثة الأليمة والتي جاء متزامنة من ذكرى عظيمة يحيها لرجل سوف يملا الأرض عدلا وقسطا واختلف بشأنه أتباع مذهبه ممن الممهد لدولته والكثير منهم الباطلين ولكن أوهموا الرعية حيث بات الناس لا يعرفوا الحق ومن الباطل.
بعد ذلك ومن خلال ما حدث والإجراءات التي رافقت الحدث يظهر إن هناك مخطط كبير يعود إلى ما مر به العراق من إحداث دامية يوميا ويوازي في تنفيذه ما يقوم به"الخارجين عن القانون"من اغتيالات وتصفيات للشخصيات الوطنية والدينية في العراق فقد حاولت هذه الزمر الإرهابية السيطرة على الحرمين الشريفين باستخدام كافة السبل وهتك حرمة المرقدين المقدسين والاعتصام فيهما والتهديد بهدمهما وتنفيذ الهدم بعدما تجبر حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي على الاستقالة وهذه مخطط كبير تشارك فيه دوائر متعددة داخلية وخارجية فإذا هناك مرحلتين الأولى السيطرة على الحرمين الشريفين والثانية إسقاط الحكومة العراقية ليأتي بعدها الدور إلى المخططين والمنظرين الفعليين لهذه المؤامرة السوداء وهو تشكيل حكومة حسب أرادتهم وضرب منجزات الشعب العراقي عرض الجدار وهذا أمنية الكثيرين ممن يجيبون العواصم والدول تهافتا خلف الكراسي والهدف الرابع الذي يحاول الفاعلين ومن خلفهم أسيادهم تنفيذه هو القضاء على المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف والتي تحاول كل المؤامرات من تحقيق هذه العملية الجبانة لما شاهدوه من دور عظيم وجبار لهذه العصبة التي أذعن العالم بأسره صاغرا أمام عظمتها وإذا ماذا تفسر ضرب مقرات المجلس الأعلى ومنظمة بدر في أكثر من أربعة محافظات دليل على يقين أولئك بان خط المجلس الأعلى هو المدافع والمحامي عن المرجعية الرشيدة لذلك كان التركيز على مقرات المجلس الأعلى دون غيره من مئات الأحزاب في العراق.

ونتيجة ما حدث في كربلاء المقدسة كان مخطط تنفذ أجندة خارجية بأدوات داخلية تحاول زعزعة الأمن والاستقرار وعودة أيام البعث المشئومة من حيث تدري أو لا تدري وقد شارك فيه الخونة من الأجهزة الأمنية في كربلاء مع تخاذل معظم مسئولي المدينة وكان اغلبهم تحت تهديد السلاح من قبل جماعات عضو مجلس المحافظة المعتقل.