زوربا
09-01-2007, 12:52 AM
خالد عبدالله المشوح - الوطن السعودية
يتبادر للمتابع لشؤون الإرهاب والقاعدة أن ما من مكان إلا وللسعوديين فيه صولة وجولة ووجود أو كما يحلو للبعض قول : إن السعوديين هم التنظيم بكامله وليس سواهم!
ولعل هذا راجع إلى عدة عوامل مختلفة بقدر اختلاف المجتمع السعودي الطائفي والمناطقي والمعيشي، ومما يستغربه البعض حجم هذا الوجود في مثل هذا التنوع، ولعلي أحاول أن أجيب على ما يمكن الإجابة عليه وأبدأ بما عرض علي عبر إحدى القنوات الفضائية وهو لماذا السعوديون في العراق ولبنان حاليا وقبل ذلك في مناطق وبؤر ساخنة وفي نفس الوقت مضطربة وغير واضحة المعالم؟!
وهو سؤال بالغ الأهمية في الحقيقة، ومع الأسف أن الدوائر المعنية لم توله الاهتمام المطلوب من الدراسة والبحث. وقبل الإجابة يجب العودة إلى تكوين تنظيم القاعدة الأساسي في العالم وهو بلا شك خليط من جنسيات ودول مختلفة وكثيرة، لكن يمكن حصر غالبية هذا التنظيم في ثلاث جنسيات رئيسة: السعودية، والمصرية، والجزائرية. فالسعوديون بلا شك يشكلون العصب الحارق للتنظيم ويتم استخدامهم في الغالب في المواجهات السريعة والعمليات المفخخة والتفجيرات العشوائية بينما يحتفظ المصريون بالقيادة التنظيمية، والجزائريون في المواجهات العسكرية الطويلة وحرب المدن والشوارع، ولعل هذا التقسيم ناتج عن الخلفية المعرفية لكل جنسية، فاستخدام السعوديين لهذه الأغراض نابع من الشحن العاطفي الكبير والعاطفة الدينية الجياشة النابعة من تدين المجتمع السعودي، وكذا انغلاقه على آراء فقهية محددة حتى في المراحل الجامعية للدراسات الإسلامية حيث لا يوجد تنوع وانفتاح علمي يمكن الطالب من مناقشة الآراء بشكل عفوي وواضح، مهما كانت حساسيتها وتعقيدها، لأن التحصيل العلمي لعلوم الشريعة مبني على النقل والعقل، ولاسيما في أمور ليست قطعية الدلالة في ثبوتها بل هي خاضعة لفقه النص وتطبيقاته كأبواب الجهاد على سبيل المثال في تفصيلاتها وتعريفاتها، ولا يمكن إلغاء قول وتثبيت آخر بالمصادرة أو التجاهل بل لابد فيها من المدارسة والنقاش في أجواء مفتوحة تراعي الطبيعة المتدينة، كما لابد من إدراك أن الخطاب الديني السعودي بشكله العام يعاني ضبابية في تحديد مواقفه من الحركات الإسلامية الجهادية والتي أصبحت اليوم تتلاقى وتتفق مع القاعدة في كثير من الأمور!
إن العينات الشبابية التي اُختُطفت إلى نهر البارد وغيره لا يمكن تجاهل السطحية المعرفية لديها، ولاسيما إذا عرفنا أن أحدهم كان يقاتل في نهر البارد ضد الجيش اللبناني ظاناًًًًًًًًًًًًًًًًًًً أنه في (جنين ) ضد الجيش الإسرائيلي!
هنا ينتهي العجب وندرك أن ثمة خللا في خطابنا الديني وشحننا الدائم تجاه أولئك الشباب المحتاجين إلى فضاء من الحرية يمكنهم من التفكير بأصوات مسموعة. يبقى أن تدفق الشباب السعودي إلى القاعدة لن يوقفه إلا مواقف واضحة وصريحة من العلماء والدعاة تجاه ما يحدث حولهم بالإضافة إلى أجواء النقاشات العلنية المسموعة مهما كانت غرابتها وتطرفها.
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=2527&id=1990&Rname=35
يتبادر للمتابع لشؤون الإرهاب والقاعدة أن ما من مكان إلا وللسعوديين فيه صولة وجولة ووجود أو كما يحلو للبعض قول : إن السعوديين هم التنظيم بكامله وليس سواهم!
ولعل هذا راجع إلى عدة عوامل مختلفة بقدر اختلاف المجتمع السعودي الطائفي والمناطقي والمعيشي، ومما يستغربه البعض حجم هذا الوجود في مثل هذا التنوع، ولعلي أحاول أن أجيب على ما يمكن الإجابة عليه وأبدأ بما عرض علي عبر إحدى القنوات الفضائية وهو لماذا السعوديون في العراق ولبنان حاليا وقبل ذلك في مناطق وبؤر ساخنة وفي نفس الوقت مضطربة وغير واضحة المعالم؟!
وهو سؤال بالغ الأهمية في الحقيقة، ومع الأسف أن الدوائر المعنية لم توله الاهتمام المطلوب من الدراسة والبحث. وقبل الإجابة يجب العودة إلى تكوين تنظيم القاعدة الأساسي في العالم وهو بلا شك خليط من جنسيات ودول مختلفة وكثيرة، لكن يمكن حصر غالبية هذا التنظيم في ثلاث جنسيات رئيسة: السعودية، والمصرية، والجزائرية. فالسعوديون بلا شك يشكلون العصب الحارق للتنظيم ويتم استخدامهم في الغالب في المواجهات السريعة والعمليات المفخخة والتفجيرات العشوائية بينما يحتفظ المصريون بالقيادة التنظيمية، والجزائريون في المواجهات العسكرية الطويلة وحرب المدن والشوارع، ولعل هذا التقسيم ناتج عن الخلفية المعرفية لكل جنسية، فاستخدام السعوديين لهذه الأغراض نابع من الشحن العاطفي الكبير والعاطفة الدينية الجياشة النابعة من تدين المجتمع السعودي، وكذا انغلاقه على آراء فقهية محددة حتى في المراحل الجامعية للدراسات الإسلامية حيث لا يوجد تنوع وانفتاح علمي يمكن الطالب من مناقشة الآراء بشكل عفوي وواضح، مهما كانت حساسيتها وتعقيدها، لأن التحصيل العلمي لعلوم الشريعة مبني على النقل والعقل، ولاسيما في أمور ليست قطعية الدلالة في ثبوتها بل هي خاضعة لفقه النص وتطبيقاته كأبواب الجهاد على سبيل المثال في تفصيلاتها وتعريفاتها، ولا يمكن إلغاء قول وتثبيت آخر بالمصادرة أو التجاهل بل لابد فيها من المدارسة والنقاش في أجواء مفتوحة تراعي الطبيعة المتدينة، كما لابد من إدراك أن الخطاب الديني السعودي بشكله العام يعاني ضبابية في تحديد مواقفه من الحركات الإسلامية الجهادية والتي أصبحت اليوم تتلاقى وتتفق مع القاعدة في كثير من الأمور!
إن العينات الشبابية التي اُختُطفت إلى نهر البارد وغيره لا يمكن تجاهل السطحية المعرفية لديها، ولاسيما إذا عرفنا أن أحدهم كان يقاتل في نهر البارد ضد الجيش اللبناني ظاناًًًًًًًًًًًًًًًًًًً أنه في (جنين ) ضد الجيش الإسرائيلي!
هنا ينتهي العجب وندرك أن ثمة خللا في خطابنا الديني وشحننا الدائم تجاه أولئك الشباب المحتاجين إلى فضاء من الحرية يمكنهم من التفكير بأصوات مسموعة. يبقى أن تدفق الشباب السعودي إلى القاعدة لن يوقفه إلا مواقف واضحة وصريحة من العلماء والدعاة تجاه ما يحدث حولهم بالإضافة إلى أجواء النقاشات العلنية المسموعة مهما كانت غرابتها وتطرفها.
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=2527&id=1990&Rname=35