yasmeen
08-28-2007, 07:19 AM
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/28-8-2007//308763_01_small.jpg
الخارجات من نهر البارد: الصدمة..!.
28/08/2007 بيروت ـ نبيه البرجي:
ربما كانت الصدفة وراء زواجهن من اولئك الرجال الذين يتعاملون مع النساء على انهن كائنات ما دون (او ما قبل) البشرية، ولكن من الواضح انهن تكيفن مع اتجاهات ازواجهن الى ابعد الحدود، حتى ان احداهن لم تكن ترد على المحقق الا بترديد آيات قرآنية او اقوال بعض الفقهاء.
الجنديات اللواتي قمن بتفتيش الزوجات كن يبتسمن، الرد كان بالتكشيرة، ودون الرد حتى على التحية، وحين حمل جندي طفلا لمساعدة امه المدججة بالاطفال، كانت حركتها عدائية جدا، انتزعته من بين يديه كما لو انه يبغي اختطافه، مع انه كان يتعاطى بمنتهى الانسانية مع الطفل الذي سر، ولم يرتعب، امام منظر الجندي هو يعامله بحنان.
مائة يوم من العيش في الملاجئ وتحت وابل من القذائف، تكفي لتحطيم اعصاب النساء والاطفال، وان كان يتم اللجوء الى اجهزة التسجيل التي تبث الايات القرآنية، او الاحاديث الدينية، بصوت عال للحد من تأثير دوي القنابل وغيرها.
المحققون اللبنانيون تعاطوا معهن بمنتهى الدماثة، كانت زوجة زعيم تنظيم 'فتح الاسلام' الاكثر 'فظاظة'، وسألت ما اذا كان هكذا يتم التعاطي مع البشر، مع ان الجيش اللبناني استقبلهن بشكل لائق للغاية، وعرض كل الخدمات الانسانية لنساء واطفال يرتدون الملابس المتسخة وامضوا اشهرا دون اغتسال.
حين سئلت زوجة العبسي عن زوجها اجابت بحدة بل قيل انها اجابت بالفظاظة نفسها وما يمكن استخلاصه هو انها لا تعرف عنه شيئا 'لانه في الملجأ لم يكن يصلنا سوى صوت المدافع' التعليمات كانت عدم اثارة اي جدل معهن، حتى عندما سألت احداهن عن الهدف من 'تيتيم اولادنا وما اذا كان الله عز وجل يقول ذلك'. اكتفى المحقق بان افهمها بان 150 عسكريا قتلوا على يدي 'فتح الاسلام' وان اولادهم اصبحوا يتامى، ليوضح ان عشرات النداءات وجهت الى المسلحين للاستسلام والمثول امام العدالة.
فوجئ المحقق بالسيدة تقول من دون وازع: 'وهل يعرف الكفرة العدالة'. اذا، القتال (والقتل) كان ضد القتلة.
رغم ذلك، كان التعامل الرسمي معهن مثاليا. التحقيقات محدودة، وغير مزعجة. والنساء رفضن تناول اي مرطبات، وبعضهن حاولن منع اطفالهن من ذلك. وكل واحدة الى حيث تشاء، الى مخيم البداوي، والى مخيم عين الحلوة، والى سوريا و'الحائرات' استبقين في صيدا مؤقتا بانتظار تدبير اوضاعهن بعدما بدت ردات الفعل في المدينة سلبية على زوجات المسلحين، اذ ان عدد قتلى الجيش تجاوز ال 150 وينتمون الى اكثر من 100 مدينة او قرية. وبالطبع، هناك غضب حول ذلك الموت الملتبس، وفي قتال مع اناس وفدوا من بلدان قريبة وبعيدة اقروا امارتهم في بلد يعاني تعدد الامارات، وان كان الفارق كبيرا بين امارة وامارة.
المحقق سأل احدى السيدات ما اذا كانت قد تمنت او نصحت زوجها بان يسلم نفسه، فكان جوابها ان النفس (او الروح) لا تسلم الا لله، فيما قالت ثانية انها حاولت كثيرا مع زوجها في الايام التي سبقت خروجها، لكنه قال لها انه 'سيستشهد' في ذلك اليوم. من دون ان يرف لها جفن، قالت انه 'ذهب الى مولاه'، وقرأت الفاتحة...
الخارجات من نهر البارد: الصدمة..!.
28/08/2007 بيروت ـ نبيه البرجي:
ربما كانت الصدفة وراء زواجهن من اولئك الرجال الذين يتعاملون مع النساء على انهن كائنات ما دون (او ما قبل) البشرية، ولكن من الواضح انهن تكيفن مع اتجاهات ازواجهن الى ابعد الحدود، حتى ان احداهن لم تكن ترد على المحقق الا بترديد آيات قرآنية او اقوال بعض الفقهاء.
الجنديات اللواتي قمن بتفتيش الزوجات كن يبتسمن، الرد كان بالتكشيرة، ودون الرد حتى على التحية، وحين حمل جندي طفلا لمساعدة امه المدججة بالاطفال، كانت حركتها عدائية جدا، انتزعته من بين يديه كما لو انه يبغي اختطافه، مع انه كان يتعاطى بمنتهى الانسانية مع الطفل الذي سر، ولم يرتعب، امام منظر الجندي هو يعامله بحنان.
مائة يوم من العيش في الملاجئ وتحت وابل من القذائف، تكفي لتحطيم اعصاب النساء والاطفال، وان كان يتم اللجوء الى اجهزة التسجيل التي تبث الايات القرآنية، او الاحاديث الدينية، بصوت عال للحد من تأثير دوي القنابل وغيرها.
المحققون اللبنانيون تعاطوا معهن بمنتهى الدماثة، كانت زوجة زعيم تنظيم 'فتح الاسلام' الاكثر 'فظاظة'، وسألت ما اذا كان هكذا يتم التعاطي مع البشر، مع ان الجيش اللبناني استقبلهن بشكل لائق للغاية، وعرض كل الخدمات الانسانية لنساء واطفال يرتدون الملابس المتسخة وامضوا اشهرا دون اغتسال.
حين سئلت زوجة العبسي عن زوجها اجابت بحدة بل قيل انها اجابت بالفظاظة نفسها وما يمكن استخلاصه هو انها لا تعرف عنه شيئا 'لانه في الملجأ لم يكن يصلنا سوى صوت المدافع' التعليمات كانت عدم اثارة اي جدل معهن، حتى عندما سألت احداهن عن الهدف من 'تيتيم اولادنا وما اذا كان الله عز وجل يقول ذلك'. اكتفى المحقق بان افهمها بان 150 عسكريا قتلوا على يدي 'فتح الاسلام' وان اولادهم اصبحوا يتامى، ليوضح ان عشرات النداءات وجهت الى المسلحين للاستسلام والمثول امام العدالة.
فوجئ المحقق بالسيدة تقول من دون وازع: 'وهل يعرف الكفرة العدالة'. اذا، القتال (والقتل) كان ضد القتلة.
رغم ذلك، كان التعامل الرسمي معهن مثاليا. التحقيقات محدودة، وغير مزعجة. والنساء رفضن تناول اي مرطبات، وبعضهن حاولن منع اطفالهن من ذلك. وكل واحدة الى حيث تشاء، الى مخيم البداوي، والى مخيم عين الحلوة، والى سوريا و'الحائرات' استبقين في صيدا مؤقتا بانتظار تدبير اوضاعهن بعدما بدت ردات الفعل في المدينة سلبية على زوجات المسلحين، اذ ان عدد قتلى الجيش تجاوز ال 150 وينتمون الى اكثر من 100 مدينة او قرية. وبالطبع، هناك غضب حول ذلك الموت الملتبس، وفي قتال مع اناس وفدوا من بلدان قريبة وبعيدة اقروا امارتهم في بلد يعاني تعدد الامارات، وان كان الفارق كبيرا بين امارة وامارة.
المحقق سأل احدى السيدات ما اذا كانت قد تمنت او نصحت زوجها بان يسلم نفسه، فكان جوابها ان النفس (او الروح) لا تسلم الا لله، فيما قالت ثانية انها حاولت كثيرا مع زوجها في الايام التي سبقت خروجها، لكنه قال لها انه 'سيستشهد' في ذلك اليوم. من دون ان يرف لها جفن، قالت انه 'ذهب الى مولاه'، وقرأت الفاتحة...