المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخمور مسؤولة عن 20% من الحوادث المرورية في الكويت



yasmeen
08-27-2007, 07:12 AM
معدلاتها أعلى منها في أميركا وبريطانيا

إدمان الخمور خطر جسيم على الصحة ويؤثر سلبا على سلامة القوى العقلية'. هذا ما كشفت عنه دراسات طبية لتقرع أجراس الخطر إزاء ارتفاع حالات تعاطي الخمور وإدمانها بمختلف أنواعها.. ودحض الأطباء مزاعم البعض بأن الخمور أقل خطرا من المخدرات.

الخمور خطر داهم... وبحسب إحصاءات حديثة، فإن نسبة الحوادث المرورية في الكويت الناجمة عن القيادة تحت تأثير الكحوليات أعلى منها في أميركا وبريطانيا، ونحن في الكويت نحتاج وقفة لبحث هذه المشكلات ومحاصرة مصنعي الخمور المحلية الذين تزايدوا أخيرا،

وقد تناولنا في الكثير من الأعداد السابقة موضوع المخدرات والإدمان عليها، والمشكلات المترتبة عليها سواء في الأسرة أو المجتمع ككل، وبينا الأضرار الصحية والحياتية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية جراء تعاطيها، ونعتقد ان الكثير الآن مدرك لمدى خطورة تلك المشكلة.

ولكننا اليوم نود التركيز على جانب مهم جدا من عالم الإدمان، حيث إن الكثيرين يعتقدون ان المشكلة تكمن في إدمان المخدرات فقط، لذا سنركز على جانب آخر لا يقل خطورة أبدا وبأي شكل من الأشكال عن المخدرات ألا وهو الكحوليات. ونحن نقول إن كل ما ينطبق على المخدرات من مشاكل ينطبق تماما على الكحول، بل ربما الوضع هنا يزداد سوءا. ولذلك سنضع موضوع الكحول تحت المجهر لنرى ما له وما عليه. ولن نناقش موضوع الكحول من الناحية الشرعية لأن هذه المسألة محسومة مسبقا، فالدين الإسلامي قد حرم الكحول تحريما واضحا، ولا تحتاج منا إلى بحث أو تأكيد، فقد قال الله في محكم التنزيل: 'يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه'.

إدمان الكحول

السؤال الذي نود أن نطرحه هنا هل نواجه مشكلة إدمان كحول في المجتمع الكويتي؟

الإجابة نعم بالتأكيد، مع انه لا توجد دراسات واضحة عن هذا الجانب لأن غالبية الناس والباحثين انصرفوا في عمل الدراسات والبحوث إلى مشكلة إدمان المخدرات وتأثيراتها على المجتمع الكويتي، ولكن بالمشاهدة البسيطة للحالات التي تردنا إلى المركز يتضح أننا نعاني من تلك المشكلة وبشكل كبير وجدي.
أما إذا ما تكلمنا عن إدمان الكحول كمشكلة عالمية، فإن الأرقام مخيفة فعلا، ولكننا في الكويت نقلل دائما من شأن الأمور الخطيرة ونعظم الأمور البسيطة.

أرقام وحقائق

لقد أجرت المؤسسة القومية الأميركية لإدمان الكحوليات دراسة واسعة شملت 43 ألف شخص، وأظهرت النتائج ان 30% من الأميركيين يعانون أو قد عانوا من مشكلة إدمان الكحول. أما فيما يخص روسيا فقد كشفت دراسة حديثة ان ما يقارب نصف عدد وفيات الرجال في روسيا كان بسبب
الكحول وتلك تعد نسبة كبيرة جدا، اما المفوضية الاوروبية فقد كشفت ان هناك الف شخص يموتون سنويا في اوروبا من جراء الكحول، وان هناك ما يقارب 23 مليون مدمن على الكحول في اوروبا وحدها.

اما في الكويت فدائما تظل الارقام مجهولة ومخفية وكأنها اسرار عسكرية، ولكننا استطعنا ان نطلع على تقرير لمنظمة الصحة العالمية WHO وقد ظهرت النتائج كالتالي لكل 100 الف من حوادث السيارات في الكويت حوالي 20% سببها الكحوليات.

مشكلة الإدمان

هناك الكثير من الناس يعتقدون ان الكحول والخمر لا يوجد عليها ادمان، بل هي مجرد عادة سيئة فقط، ولهؤلاء نقول إن ادمان الكحول موجود منذ القدم، بل انه اقدم من ادمان المخدرات نفسها. وهناك الثكير ممن يسألونني ايهما اخطر ادمان الكحول ام ادمان المخدرات؟ ودائما تكون اجابتي لهم بان كل انواع الادمان تؤدي بصاحبها الى الحضيض نفسه، ولكن في حال العلاج فاننا نواجه صعوبات كثيرة جدا مع مدمن الكحول اكثر من مدمني المخدرات، حيث ان علاج ادمان الكحول يجب وبالضرورة ان يكون في المرحلة الاولى 'الاعراض الانسحابية' تحت اشراف طبي لانه ببساطة فان هناك الكثير من مدمني الكحول اذا حاولوا التوقف عن التعاطي لوحدهم ومن دون اشراف طبي فانهم يموتون من تلك المرحلة، وتعتري مدمن الكحول فترة من الهذيان التام والهلاوس البصرية والسمعية.

مشاكل العلاج

اكثر المشكلات التي تواجهنا عند التعامل مع مدمن الكحول هي بعد فترة الاعراض الانسحابية (الخرمة)، حيث ان نسبة الانتكاسة تفوق نسبة انتكاسة مدمن المخدرات وذلك لاسباب عدة منها:
شرب الكحول اصبح مقبولا اجتماعيا نوعا ما.
الاكتئاب الشديد الذي يحصل لمدمن الكحول يفوق بكثير الاكتئاب الذي يطال مدمن المخدرات.
محاولات الانتحار لحديثي الامتناع كثيرة.
سهولة الحصول على الخمر.
الذكريات الارتجاعية flash back وهي ذكرى تظهر للمدمن امام عينه وكأنها تحصل الآن.
رعشة اليدين والاطراف لفترة من الزمن قد تصل الى شهرين مع علمه بانه لو تعاطى الخمر سوف تزول تلك الرعشة.
العقوبات الامنية ليست جادة، فالعادة جرت بان الشخص لا يقدم للمحاكمة لمجرد شربه الخمر، وتلك حقيقة غير قابلة للنقاش.
قد يعتقد مدمن الخمر انه لا توجد لديه مشكلة حقيقية فالكثير يشربون الخمر.
كل تلك الامور تجعل عملية العلاج صعبة نوعا ما ولكن بالتأكيد هناك الكثير من مدمني الكحول قد تعافوا من ذلك المرض.

أعراض مدمن الخمر

هناك اعراض كثيرة لمدمني الخمر سوف نحاول اختصارها بالقائمة التالية:
عدم امكان التوقف عن التعاطي مع وجود محاولات فاشلة.
نسيان الاحداث التي حصلت اثناء التعاطي.
وجود حاجة الى تناول الكحول يوميا، ولا يشعر المدمن بالنشاط اللازم للقيام بأي عمل الا بشرب الخمر.
عند الانقطاع عن الخمر يتناول كحولا غير مخصصة للشرب كالكولونيا والسبيرتو.
حالة من العدوانية اثناء السكر.
تحدي القانون والسلطة.
حوادث سير متكررة.
كثرة الخلافات مع الاسرة بسبب شرب الكحول.
التغيب عن العمل.
شرب الكحول عند الاستيقاظ من النوم
الوهن.
تصبب العرق بغزارة.
سبب التعاطي

ان سبب ادمان الكحول لا يختلف عن سبب ادمان المخدرات وهو وجود الشخصية الادمانية في الشخص، وتكون تلك الشخصية واضحة وموجودة في الشخص قبل التعاطي بفترة كبيرة. وقد تكلمنا عن اسباب مرض الادمان في اكثر من عدد، ولكن ما الاسباب التي تجعل الشخص يجرب تعاطي الخمر ويوهم نفسه بان الوضع عادي بسببها؟
او بمعنى آخر لو سألت احد الاشخاص عن سبب تعاطيه الخمر بماذا سيجيبك؟ الغالبية تقول احد تلك الاسباب:
افضل طريقة للاحتفال.
اضفاء المرح والسعادة.
اعطاء الجرأة والثقة في النفس.
لتخفيف حدة الضغوط.
نسيان المشاكل والهموم.
لأنه يجعل الوقت يمضي بسرعة.
الشعور بالراحة.
استطيع التعبير عن مشاعري وافكاري.
تلك هي اغلب الاسباب او لنقل الاعذار لتعاطي وشرب الخمر.

دور الدولة

في الحقيقة نحن نرى ان للدولة دورا كبيرا جدا في عملية دعم ادمان الكحول وانتشار هذا المرض لانه وببساطة الدولة لا ترى بانه توجد مشكلة حقيقية على إدمان الكحول، والدولة أيضا غير قادرة على التفريق بين تعاطي الكحول والإدمان عليها. فأنا لم أر لغاية الآن أحد المسؤولين يصرح بأن هناك مشكلة كحول أو بين أضرار الخمر، وحتى المساعي الخجولة التي تبذلها الدولة لمكافحة مرض الإدمان ترتكز على المخدرات وعقاقير الهلوسة ضاربين عرض الحائط بخطر إدمان الكحول.
والسؤال الذي أود طرحه هنا هو: كم شخص تم إلقاء القبض عليهم وتسجيل قضية بحقهم وتحويلهم إلى النيابة تمهيدا لخضوعهم إلى محاكمة بسبب تعاطيهم الكحول. أنا لا أقصد هنا تغليظ العقوبة، ولكن كما هو معروف في قضايا إدمان المخدرات يحكم القاضي بتحويل المدمن إلى العلاج في مصحة علاج الإدمان وهذا لا يحصل في الخمر، لأننا ببساطة غير مقتنعين بخطر إدمان الكحول أو لنقل انه ينقصنا الوعي الكافي لنعرف ما الفرق بين تعاطي الكحول والإدمان عليها.
نتمنى من الجهات والمؤسسات الحكومية النظر إلى الخمر والكحول على انها بالفعل مشكلة حقيقية وبحاجة إلى وقفة جادة.

الأضرار الصحية

نحن نعلم ان الكل تقريبا يعي مضار الخمر والكحول، ولكنه من غير الممكن أن يتم طرح موضوع إدمان الكحول من دون التطرق إلى أضراره الصحية، مع العلم انه كلما زادت فترة التعاطي كلما زادت وتمكنت تلك الأمراض وهي كالتالي:
فقر الدم، نقص في الكريات الدموية البيضاء، عدم انتظام دقات القلب، تناقص حجم المبيضين، العقم والاجهاض. يعتبر السرطان ثاني مسبب للوفاة لدى مدمني الكحول.
إن نسبة الإصابة بالسرطان أعلى 10 مرات عند متعاطي الكحول من بقية الناس الذين لا يتعاطونها، ويحدث في: الكبد، البنكرياس، المريء، المعدة، الرأس والرقبة بشكل رئيسي، كما انه لا يمكن نسيان بأن أحد أهم أضرار الكحول هو تليف وتشمع الكبد، التهابات المعدة والبنكرياس، ضعف عضلات الجسم خصوصا عضلة القلب وانخفاض السكر في الدم وكذلك التهاب الأعصاب الطرفية.
ولو قارنا تلك النتائج في مصر على سبيل المثال لوجدناها كالتالي:
مصر
حوادث سيارات بسبب الكحول 6،56%
تسمم كحولي 0.5%
امراض القلب بسبب الكحول 27،05%.
.. وفي الولايات المتحدة الاميركية:
حوادث السيارات بسبب الكحول 15،00%
تسمم كحولي 58%.
امراض القلب بسبب الكحول 112،40%.
.. وفي بريطانيا
حوادث السيارات بسبب الكحول 5،62%
تسمم كحولي 1،91%
ولو لاحظنا النسب لرأينا ان اعلى نسبة حوادث بسبب الكحول هي الكويت فهي تزيد على حوادث بريطانيا واميركا باكثر من ثلاثة اضعاف، كما ان التسمم الكحولي مرتفع جدا لدينا
جدول عن تأثيرات الكحول في بعض الدول

الخلاصة

إدمان الخمر والكحول لا يقل بأي شكل من الأشكال عن إدمان المخدرات إن لم يزد عليه، ونتمنى أن نكون قد وفقنا في سرد الحقائق عن إدمان الكحول، ولكنني إن كنت مقتنعا في شيء فإنني مقتنع تماما أن هناك الكثير من الناس يعانون مشكلة إدمان الكحول، ولكنهم لايجرأون على مصارحة أنفسهم أو من حولهم بالطبيعة الحقيقية لشربهم الخمر، وأنا على يقين تام ان هناك الكثير من مدمني الخمر قد تعافوا من هذا المرض ويعيشون اليوم حياة جيدة بكل المقاييس، اليوم هناك أمل حقيقي في أن تتعافى وترجع إلينا من جديد.
وكشفت نتائج دراسة نشرت أخيرا ان مادة الكحول تقف وراء نصف عدد الوفيات غير العادية.
وأوضحت نتائج الدراسة، التي أجراها فريق أطباء في السويد، ان الكحول يكون السبب في نسبة 44 في المائة من الوفيات الناجمة عن حوادث السير أو أحداث أخرى وتشمل الوفيات التي يسببها الخمر عمليات الانتحار والسقوط من أماكن مرتفعة والإصابة بجروح في حوادث سير، والاختناق والتسمم والقتل.
وخلص الأطباء إلى هذه النتائج بعد إجرائهم دراسات على وفيات وقعت في السويد طوال خمس سنوات. وقد قسموا هذه الوفيات إلى طبيعية ناجمة عن الأمراض والأوبئة، وأخرى غير طبيعية مرتبطة بحوادث.
وتبين للفريق ان نسبة 29% من الوفيات غير الطبيعية، ذات صلة بالكحول، غير انهم رجحوا ان تكون الخمر وراء ما نسبته 44% من الوفيات أو أكثر. في بلدان تكون فيها القوانين أكثر مرونة مما هو معمول به في السويد.
مخاطر

ويقول البروفيسور أندرس أريكسن الاختصاصي في الطب الشرعي في جامعة أوميا السويدية إن الشخص المعتدل غير المدمن لا يواجه المخاطر نفسها، ويستطيع إلى حد ما تفادي الأخطار والمطبات.
ويضيف قائلا: الخمر يلقي بغشاوة على العقل، كما ان الرغبة في تدمير الذات أو معاملة الآخرين بعدوانية، تكون أكثر حدة تحت تأثير الكحول.
وأشار البروفيسور إريكسن إلى أن الدراسة أكدت ان الوفيات المرتبطة بالكحول لا تقتصر على حوادث السير.
وقال: لقد أظهرت الدراسة ان مشاكل الكحول لا ترتبط بقيادة السيارة في حالة سكر أو حوادث السير فحسب، بل هي ضالعة أيضا في عدد مهم من الوفيات غير الطبيعية.
وأضاف: هذا يعني ان المرء يواجه مخاطر من كل الجوانب تقريبا، حين يكون تحت تأثير الكحول، وعلق معهد دراسات الكحول في كامبريدج في بريطانيا قائلا إن نتائج البحث تظهر ان الكحول يسبب مشاكل أكبر بكثير مما هو معترف به رسميا.



اعداد ميثم بدر الاستاذ ( استشاري علاج الادمان)