المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جبل أحد في المدينة المنورة يشكل مانعا طبيعيا.. وخصوبة زراعية وجيولوجية فريدة



قمبيز
08-22-2007, 12:09 AM
شهد أحداثا منذ فجر الإسلام ..أشهرها غزوة أحد



http://www.aawsat.com/2007/08/21/images/ksa-local1.433464.jpg
زوار وباعة متجولون في المنطقة التي وقعت فيها معركة احد («الشرق الاوسط»)

المدينة المنورة: علي العمري


تتميز المدينة المنورة بأنها تقع وسط سلسلة من الجبال التي تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم، ويبرز كثير منها بأنه شهد أحداثا منذ فجر الإسلام ومن أشهرها جبل أحد وثور والرماة وعير وسلع. ويعد جبل أحد أشهر أحد المواقع في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي فأرضه شهدت غزوة أحد التي تعد أبرز الملاحم الفاصلة في بداية انتشار الإسلام وهجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وكان ميدانها الساحة الممتدة ما بين قاعدته الجنوبية الغربية وجبل عينين الذي يبعد عنه كيلو متر واحد تقريبا ويسمى أيضا جبل الرماة.

ويطل جبل أحد على المدينة المنورة من الجهة الشمالية كمانع طبيعي على شكل سلسلة من الشرق إلى الغرب مع ميل نحو الشمال من المدينة المنورة بطول سبعة كيلومترات وعرض ما بين 2 إلى 3 كيلومترات وارتفاع يصل إلى 350 مترا ويبعد عن المسجد النبوي الشريف خمسة كيلومترات تقريبا.

وتتكون صخوره من الجرانيت الأحمر وأجزاء منه تميل ألوانها إلى الخضرة الداكنة والسواد وتتخللها تجويفات طبيعية تحتجز مياه الأمطار أغلب أيام السنة وتسمى تلك التجويفات "المهاريس" وتتناثر على مقربة من جبل أحد عدة جبال صغيرة أهمها جبل ثور في شماله الغربي، وجبل عينين في جنوبه الغربي، ويمر عند قاعدته وادي قناة ويتجاوزه غربا ليصب في مجمع الأودية.

ويمثل موقع جبل أحد، الذي اشتهرت منطقته بغزوة أحد الشهيرة والتي واستشهد خلالها أكثر من سبعين صحابياً، يمثل منطقة إستراتيجية مهمة من المدينة المنورة، فهو يشرف على التقاء عدد من مجاري الأودية والواحات الخضراء، وفي موقعه حيث زحفت قريش وحلفاؤها الى المدينة لتثأر لهزيمتها في موقعة بدر التي وقعت في السنة الثانية للهجرة، أحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم التخطيط للمعركة وتوزيع المواقع، إلا أن تسارع الأحداث عقب ترك معظم الرماة مواقعهم ظناً منهم أن الحسم تم، ومفاجأة خالد بن الوليد الباقين بالالتفاف عليهم من المؤخرة والاستيلاء على الجبل، عدل من مسار المعركة، وتوفي أكثر من سبعين صحابيا من أبرزهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث دفنوا في موقع المعركة عند قاعدة جبل أحد بينه وبين جبل عينين وقبورهم تزار حالياً تأسياً برسول الله الذي زارهم ودعا لهم، وفي فضل جبل أحد المبارك أن الله تعالى فضله على بقية الجبال، فأعلى من شأنه ورفع مكانته، ووردت فيه أحاديث عدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «هذا الجبل يحبنا ونحبه».

وورد في تسمية احد بهذا الاسم عدة روايات، منها دلالة على تميز الجبل عن غيره لتوحده وانقطاعه عن غيره من الجبال الأخرى، فهو يظهر وكأنه قطعة واحدة غير مجزأة أو متصلة بأي جبال، وقيل في تسميته بأحد نسبة إلى رجل من العمالقة كان يسمى أحدا أقام جواره فسمي الجبل باسمه، وكما هو معروف فإن العمالقة هم أقدم الأمم التي سكنت المدينة ـ يثرب آنذاك ـ فهم أول من زرع وحفر وبنى الآطام في المدينة وترجح الروايات التاريخية، أن منطقة العيون الخصبة بمياهها كانت سكنى العماليق الذين سكنوا يثرب القديمة، وهم من نسل بنوعملاق بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام، وأول من زرع واتخذ بها النخيل وعمر بها الدور والأطام واتخذوا بها الضياع.

يحتوي جبل أحد على أجمل التكوينات الصخرية من أحجار الجرانيت الذي يميل لونه في الأغلبية إلى اللون الأحمر الداكن، وبه عروق مختلفة الألوان منها الأزرق والأسود والأبيض والأخضر والرصاصي، كما يحتوي جبل أحد على الكثير من المعادن كالحديد في الصخور السطحية والنحاس في التكوينات الداخلية لبعض الصخور.

ويتكون الجبل من مجموعة كبيرة من الرؤوس والهضاب فمنها تكوينات صخرية عظيمة وهائلة كونت بين صخورها الكهوف والشقوق التي امتدت في بعضها إلى أعماق داخل هذه الصخور، وصل في بعض الأحيان إلى أكثر من عشرة أمتار وبارتفاع تجاوز المتر والنصف، وأغلب هذه الكهوف هي الموجودة بالقرب من شعاب الجبل ومساقط انحدار المياه، كما أن التكوينات المختلفة لطبيعة الصخور.

وتنتشر على جبل أحد الكثير من النباتات والأعشاب والحشائش بشكل كبير حيث يبدو هذا الجبل في كثير من أجزائه واحة خضراء تغطيها الأعشاب والنباتات المختلفة، وتستمر بعض هذه النباتات في النمو كالأعشاب والنباتات البرية، أما النباتات العشبية الأخرى خاصة ما ينتمي إلى الفصيلة النجيلية فيموت بالتدرج نظرا لانقطاع الأمطار.

ومن النباتات المنتشرة في جبل أحد لوز النبي وهي من النباتات الصغيرة ذات الأوراق العريضة واسمها العربي (مصفوفة الأوراق) وتنتمي الى الفصيلة الصقلابية وكذلك نبات الحميض وله مذاق حامض خاصة زهوره ذات اللون الزهري الجميل وتنتمي الى فصيلة البطباطية.

وأنواع أخرى من الأعشاب والنباتات كالشجيرات الشوكية المختلفة كالعوسج والسمر والسلم والسدر ومن الشجيرات العشبية كالمسيكة المعروفة بشجرة الريح والشكيرة المعروفة بالشكربل أو الربلة وشجرية أبو حاد، والمعروفة بطرطر وهي شجرة ذات رائحة كريهة وعشبة شوكة العنب والمعروفة عند أهل المنطقة بشوكة الإبل، وهي شجيرة ذات أشواك طويلة وحادة ومن أهم الأعشاب الزاحفة الحنظل وهو نبات ذو ثمرة مرة جدا وله محاليق بالإضافة إلى الكثير من النباتات والأعشاب.