فاتن
08-18-2007, 11:17 AM
السلطات العراقية تلجأ إلى الشرطة الدولية لتعقب معارضيها
أسامة مهدي من لندن
بدأت الشرطة الدولية "الإنتربول"، بناءً على طلب عراقي رسمي، بإصدار مذكرات اعتقال بحق مطلوبين للسلطات العراقية بنشاطات ضدها والتشجيع على الإرهاب أو المشاركة فيه أو تمويله من قادة الرموز النظام السابق والمجموعات مسلحة أخرى... حيث صدرت اليوم وبعد ساعات من الإعلان عن مذكرة بإعتقال رغد الإبنة الكبرى للرئيس السابق صدام حسين مذكرة ثانية لإعتقال عزة الدوري نائب صدام في مجلس قيادة الثورة المنحل والأمين العام الحالي لحزب البعث العراقي المحظور، والذي خلف صدام بهذا المنصب عقب تنفيذ حكم الإعدام به شنقًا نهاية العام الماضي.
مذكرة بإعتقال الدوري
وظهرت مذكرة القبض على الدوري ورغد في موقع الإنتربول الرسمي على شبكة الإنترنت، حيث جرى نشر صورتيهما ومعلومات شخصية عنهما في صفحتين منفصلتين والتهم الموجهة إليهما، فيما يتوقع صدور مذكرات أخرى مماثلة، بحسب ما أبلغ مصدر عراقي عليم "إيلاف" اليوم.
وأشارت هذه المعلومات التي نشرها الإنتربول إلى أن لقب المسؤول العراقي السابق هو الدوري واسمه الكامل عزت ابراهيم خليل ومن مواليد 27 تموز (يوليو) عام 1942 (65 عامًا). وقالت إن لغته هي العربية وجنسيته عراقية ومتهم بالإرهاب. وأضافت أن طول الدوري متر ونصف المتر ووزنه 54 كيلوغرامًا ونصف ولون عينية عسليتان وشعره أحمر. وقالت شرطة الإنتربول إن مذكرة الاعتقال صادرة عن الحكومة العراقية، وطلبت من كل شخص يملك معلومات عنه إبلاغ الشرطة الوطنية أو المحلية عنه.
وكانت السلطات العراقية قد أصدرت في تموز (يوليو) من العام الماضي قائمة باسماء 41 مطلوبًا لها من قادة ورموز النظام السابق.
والدوري الذي ورد اسمه على رأس هذه القائمة كان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي السابق والذي قيل أكثر من مرة أنه فارق الحياة والذراع اليمنى لصدام حسين ويشتبه الاميركيون في أنه يمول التمردين المسلحين من البعثيين وخصصوا مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات ترشد إلى مكانه.
وقد ورد اسم الدوري قبل ذلك في قائمة المسؤولين العراقيين السابقين الـ 55 التي نشرها الأميركيون. وولد الدوري في بلدة الدور بالقرب من تكريت شمال غرب بغداد مسقط رأس صدام حسين. ورقي إلى رتبة فريق من دون أن تكون له أي خبرة عسكرية، وهو احد القلائل الذين افلتوا من عمليات التطهير والإعدام المتعددة التي نفذها الرئيس السابق.
وكان هذا الرجل الطويل النحيل القامة الذي تميزه لحية حمراء يحظى بثقة صدام، خاصة أنه لم تكن لديه أي طموحات شخصية، ولم يكن يتردد في تنفيذ أي نوع من الأعمال التي يطلبها منه.
ومثل الدوري العراق بانتظام في القمم العربية والاسلامية التي كان يدلي خلالها بتصريحات استعراضية عنيفة، حيث كان قادرًا على اظهار وجهي النظام: الوجه المبتسم لكسب حلفاء والوجه الشرس ازاء من يجرؤ على مقاومته.
وخلال قمة اسلامية في الدوحة عام 2003 وصف الدوري وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية في تلك الفترة الشيخ محمد الصباح بأفظع الاوصاف بعد ان دعت الكويت صدام حسين الى ترك السلطة. وفي عام 1988 كان الدوري عضوا في اللجنة التي كلفت بقمع انتفاضة الاكراد في الشمال. وبعد تحرير الكويت في نهاية شباط (فبراير) عام 1991 اشرف على المحاكم التي كلفت بقمع انتفاضة الشبعة في منطقة العمارة جنوب بغداد... ونجا الدوري عام 1988 من محاولة لاغتياله بقنبلة يدوية في كربلاء وسط العراق.
وفي عام 1999 صدر أمر بتوقيفه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، بينما كان يعالج في فيينا من سرطان في الدم ولكنه افلت من الاعتقال وعاد ادراجه الى بغداد مسرعا.
واعلنت السلطات العراقية اعتقاله في الخامس من ايلول (سبتمبر) عام 2004 ولكنها سرعان ما تراجعت عن هذا الاعلان.. وفي 11 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2005 اعلن بيان لحزب البعث -قيادة العراق وفاته، ولكنه نفى ذلك في كانون الاول/ديسمبر التالي في تسجيل صوتي تم بثه على شبكة الانترنت.
وقد نفى حزب البعث العراقي المحظور الشهر الماضي أن يكون أمينه العام الدوري يعاني من تدهور في صحته وأنه يحتضر، مؤكدًا أنه بحال جيدة متهمًا المخابرات الاميركية بترويج ما وصفها بالاكاذيب.
وقال مصدر رسمي في حزب البعث "إن ما نشر من معلومات عن تدهور صحة الدوري" محض اكاذيب تسوقها جهات مشبوهة لخلق الارباك ونشر عدم اليقين في صفوف المناضلين والشعب". واضاف "ان حزبنا يذكّر بأن هذه المعلومات الكاذبة ليست جديدة وسبق أن نشرت وكذبها الواقع بالذات، ونحن نكرر بأن الجهات التي تقف وراء نشرها معروفة وهي المخابرات الاميركية عن طريق بعض الاشخاص والجهات العميلة، خصوصًا الجماعة الخائنة المقيمة في سوريا والتي تشعر بالعزلة القاتلة بعد افتضاح تآمرها مع مخابرات الاحتلال الاميركي" على وحدة الحزب" في اشارة الى مجموعة حزب البعث الاخرى التي توجد قيادتها في دمشق بقيادة يونس الاحمد.
وقد جاء هذا النفي بعد تصريح لعضو في حزب البعث، أكد فيه دخول الدوري "في غيبوبة شديدة". واشار الى ان الدوري دخل في غيبوبة شديدة إثر تدهور حالته الصحية حيث يخضع حاليًا لعلاج مكثف تخلله نقل سبع قناني دم إلى جسمه بسبب تكسر في كريات الدم الحمر رافضًا الإعلان عن مكان وجوده.. موضحًا أنه يتلقى العلاج في أحد المنازل وبإشراف ثلاثة أطباء. وأضاف العضو أن الدوري سبق وأن كتب رسالة مطولة أوصى فيها محمد الدليمي أحد مرافقيه والمطلوب للقوات الاميركية بنشرها بعد وفاته، مؤكدًا أن الرسالة تحوي معلومات مهمة للغاية تخص مسيرة حزب البعث والحكومة العراقية وبعض أركان النظام الذين يتعاملون حاليًا مع أجهزة مخابرات عربية.
.. وأخرى بحق رغد صدام حسين
وجاءت مذكرة اعتقال الدوري بعد ساعات من الإعلان عن مذكرة مماثلة بحق رغد الابنة الكبرى لصدام حسين والمقيمة في الأردن بضيافة حكومتها.
واشارت المعلومات التي تضمنتها المذكرة إلى أن طلب إلقاء القبض على رغد جاء بطلب من الحكومة العراقية بتهمة الارهاب وارتكاب جرائم تهدد حياة الابرياء وصحتهم. وقالت إن لقبها هو المجيد واسمها الكامل رغد صدام حسين ومن مواليد بغداد عام 1968 وعمرها 38 عامًا وتحمل الجنسيتين العراقية والأردنية.
وطلبت الشرطة الدولية من كل شخص يحصل على أي معلومات عن مكان تواجد رغد تبليغ قسم الشرطة المحلي في مدينته. ومن المعروف أن رغد تقيم مع شقيقتها الوسطى رنا وابنائهما في عمان منذ سقوط نظام والدهما في ربيع عام 2003 بضيافة العائلة الهاشمية، بينما تعيش شقيقتها الصغرى حلى ووالدتهم ساجدة خير الله طلفاح في الدوحة بقطر في حين قتل شقيقيها عدي وقصي بمدينة الموصل الشمالية عام 2003 بعدما هاجمت قوات اميركية منزلاً كانا يختبئان فيه.
وكانت الحكومة الاردنية قد منعت رغد من القيام بأي نشاطات سياسية إثر ادلائها بتصريحات وظهورها في مقابلات تلفزيونية، وهي تهاجم بشدة الحكومة العراقية وتتهمها بالعمالة الى الحتلال الاميركي.
وبالمقابل قال المحامي بديع عارف عضو هيئة الدفاع عن الرئيس السابق صدام حسين من العاصمة الأردنية، إن رغد فوجئت بهذه الأنباء، لافتًا إلى أنها لم توكل أي محام عنها. وأكد في تصريح لراديو سوا أن رغد صدام حسين لم تبلّغ من السلطات الأردنية بمطالبة الشرطة الدولية لتسليمها.
قائمة عراقية بـ 41 مطلوبًا
ولدى صدور قائمة المطلوبين العراقية العام الماضي، إعتبر رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت ان رغد هي "في ضيافة الهاشميين ورعايتهم" وذلك ردًا على إدراجها من قبل الحكومة العراقية العام الماضي على لائحة المطلوبين في العراق وطلب تسليمها.
وقال إن "تواجد السيدة رغد صدام حسين وأطفالها في الأردن يأتي لأسباب انسانية بحتة وفي ضيافة الهاشميين ورعايتهم كدخيلة وهي لا تمارس اي نشاطات سياسية او اعلامية".
وأوضح البخيت أن أي "مطالبة يجب أن تكون وفقًا للأصول المتبعة والاردن سيتعامل مع هذا الأمر في حال حصوله وفقًا لما هو مناسب".
وكان مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي قد أعلن في تموز من العام الماضي أن حكومته تطلب "تسليم" رغد وساجدة صدام حسين ضمن قائمة تضم 41 مطلوبًا سلمت نسخة منها الى الانتربول.. معتبرًا أن "على دول الجوار أن تساعد العراق وأن تسلم الارهابيين الموجودين على اراضيها".
وطالب الربيعي الدول المجاورة للعراق بتسليم المطلوبين لديها للحكومة العراقية، في إشارة إلى افراد عائلة صدام بشكل خاص. ووصفت القائمة رغد "بأهم الممولين للتمرد في العراق" وبأن "مسؤولين كبارًا في حزب البعث المنحل يسهلون تحويل الاموال من رغد الى المتمردين".
وشملت القائمة العراقية ايضًا اثنين من قادة جماعة انصار السنة الاصولية حيث حمل المسؤول فيها ابو عبد الله الشافعي الرقم 14 على اللائحة يليه الملا هلكورد احمدي ورصد مبلغ 50 الف دولار كمكافأة للتوصل الي اي شخص منهما".
ويأتي اسم محمد يونس الاحمد في الدرجة الثانية في الاهمية في قائمة المطلوبين والذي رصدت مكافأة قدرها مليون دولار لمن يقدم معلومات عنه والذي يعتقد انه يقوم باعادة بناء صفوف حزب البعث المنحل. وكانت الولايات المتحدة قد رصدت في السابق مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لقاء معلومات تساعد في القبض عليه. وكذلك ضمت القائمة اسم نجله احمد محمد يونس الاحمد والذي يحمل ترتيب الرقم 34 في القائمة ووصف بانه "يستخدم التجارة كغطاء لممارسة اعمال التمويل وتسهيل انشطة والده المعادية للعراقيين". وحمل طاهر جليل الحبوش التكريتي الرقم ثلاثة على اللائحة العراقية ورصد مليون دولار لمن يساعد في إلقاء القبض عليه.
وقال خليل الدليمي رئيس هيئة محامي الدفاع عن الرئيس السابق أن "رغد تحظى بضيافة الاردن، هي ضيافة عربية اصيلة ومن منطلق انساني وليس سياسيًا، وبالتالي فهي تحترم هذه الضيافة وحدودها".
واضاف "اما ساجدة (زوجة صدام) فإنها متقدمة في السن (69 عامًا)، كما انها تخضع للعلاج الطبي وتمكث في منزلها حيث الاصالة العربية للضيافة من سمو امير قطر". وقال: "أؤكد أن السيدة ساجدة منزوية في بيتها لا تتصل بأحد حتى بالمحامين".
وقد لاحظ مراقبون أن مذكرتي الانتربول لاعتقال الدوري ورغد والتي يتوقع ان تتبعها مذكرات اخرى بحق مطلوبين آخرين للسلطات العراقية قد صدرتا بعد يومين من انتهاء زيارة قام بها الى الاردن الربعي واعلن في ختامها الاربعاء الماضي عن اتفاق البلدين على تبادل المطلوبين حيث ان هناك عددًا من رموز النظام العراقي السابق يقيمون في الاردن.
واشار الى انه اتفق مع المسؤولين الاردنيين على توسيع التعاون الامني والاستخباري بين البلدين وتبادل المطلوبين. واضاف انه تم الاتفاق على آليات لتسليم المطلوبين في البلدين لحكومتيهما من دون اعطاء تفصيلات.
أسامة مهدي من لندن
بدأت الشرطة الدولية "الإنتربول"، بناءً على طلب عراقي رسمي، بإصدار مذكرات اعتقال بحق مطلوبين للسلطات العراقية بنشاطات ضدها والتشجيع على الإرهاب أو المشاركة فيه أو تمويله من قادة الرموز النظام السابق والمجموعات مسلحة أخرى... حيث صدرت اليوم وبعد ساعات من الإعلان عن مذكرة بإعتقال رغد الإبنة الكبرى للرئيس السابق صدام حسين مذكرة ثانية لإعتقال عزة الدوري نائب صدام في مجلس قيادة الثورة المنحل والأمين العام الحالي لحزب البعث العراقي المحظور، والذي خلف صدام بهذا المنصب عقب تنفيذ حكم الإعدام به شنقًا نهاية العام الماضي.
مذكرة بإعتقال الدوري
وظهرت مذكرة القبض على الدوري ورغد في موقع الإنتربول الرسمي على شبكة الإنترنت، حيث جرى نشر صورتيهما ومعلومات شخصية عنهما في صفحتين منفصلتين والتهم الموجهة إليهما، فيما يتوقع صدور مذكرات أخرى مماثلة، بحسب ما أبلغ مصدر عراقي عليم "إيلاف" اليوم.
وأشارت هذه المعلومات التي نشرها الإنتربول إلى أن لقب المسؤول العراقي السابق هو الدوري واسمه الكامل عزت ابراهيم خليل ومن مواليد 27 تموز (يوليو) عام 1942 (65 عامًا). وقالت إن لغته هي العربية وجنسيته عراقية ومتهم بالإرهاب. وأضافت أن طول الدوري متر ونصف المتر ووزنه 54 كيلوغرامًا ونصف ولون عينية عسليتان وشعره أحمر. وقالت شرطة الإنتربول إن مذكرة الاعتقال صادرة عن الحكومة العراقية، وطلبت من كل شخص يملك معلومات عنه إبلاغ الشرطة الوطنية أو المحلية عنه.
وكانت السلطات العراقية قد أصدرت في تموز (يوليو) من العام الماضي قائمة باسماء 41 مطلوبًا لها من قادة ورموز النظام السابق.
والدوري الذي ورد اسمه على رأس هذه القائمة كان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي السابق والذي قيل أكثر من مرة أنه فارق الحياة والذراع اليمنى لصدام حسين ويشتبه الاميركيون في أنه يمول التمردين المسلحين من البعثيين وخصصوا مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات ترشد إلى مكانه.
وقد ورد اسم الدوري قبل ذلك في قائمة المسؤولين العراقيين السابقين الـ 55 التي نشرها الأميركيون. وولد الدوري في بلدة الدور بالقرب من تكريت شمال غرب بغداد مسقط رأس صدام حسين. ورقي إلى رتبة فريق من دون أن تكون له أي خبرة عسكرية، وهو احد القلائل الذين افلتوا من عمليات التطهير والإعدام المتعددة التي نفذها الرئيس السابق.
وكان هذا الرجل الطويل النحيل القامة الذي تميزه لحية حمراء يحظى بثقة صدام، خاصة أنه لم تكن لديه أي طموحات شخصية، ولم يكن يتردد في تنفيذ أي نوع من الأعمال التي يطلبها منه.
ومثل الدوري العراق بانتظام في القمم العربية والاسلامية التي كان يدلي خلالها بتصريحات استعراضية عنيفة، حيث كان قادرًا على اظهار وجهي النظام: الوجه المبتسم لكسب حلفاء والوجه الشرس ازاء من يجرؤ على مقاومته.
وخلال قمة اسلامية في الدوحة عام 2003 وصف الدوري وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية في تلك الفترة الشيخ محمد الصباح بأفظع الاوصاف بعد ان دعت الكويت صدام حسين الى ترك السلطة. وفي عام 1988 كان الدوري عضوا في اللجنة التي كلفت بقمع انتفاضة الاكراد في الشمال. وبعد تحرير الكويت في نهاية شباط (فبراير) عام 1991 اشرف على المحاكم التي كلفت بقمع انتفاضة الشبعة في منطقة العمارة جنوب بغداد... ونجا الدوري عام 1988 من محاولة لاغتياله بقنبلة يدوية في كربلاء وسط العراق.
وفي عام 1999 صدر أمر بتوقيفه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، بينما كان يعالج في فيينا من سرطان في الدم ولكنه افلت من الاعتقال وعاد ادراجه الى بغداد مسرعا.
واعلنت السلطات العراقية اعتقاله في الخامس من ايلول (سبتمبر) عام 2004 ولكنها سرعان ما تراجعت عن هذا الاعلان.. وفي 11 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2005 اعلن بيان لحزب البعث -قيادة العراق وفاته، ولكنه نفى ذلك في كانون الاول/ديسمبر التالي في تسجيل صوتي تم بثه على شبكة الانترنت.
وقد نفى حزب البعث العراقي المحظور الشهر الماضي أن يكون أمينه العام الدوري يعاني من تدهور في صحته وأنه يحتضر، مؤكدًا أنه بحال جيدة متهمًا المخابرات الاميركية بترويج ما وصفها بالاكاذيب.
وقال مصدر رسمي في حزب البعث "إن ما نشر من معلومات عن تدهور صحة الدوري" محض اكاذيب تسوقها جهات مشبوهة لخلق الارباك ونشر عدم اليقين في صفوف المناضلين والشعب". واضاف "ان حزبنا يذكّر بأن هذه المعلومات الكاذبة ليست جديدة وسبق أن نشرت وكذبها الواقع بالذات، ونحن نكرر بأن الجهات التي تقف وراء نشرها معروفة وهي المخابرات الاميركية عن طريق بعض الاشخاص والجهات العميلة، خصوصًا الجماعة الخائنة المقيمة في سوريا والتي تشعر بالعزلة القاتلة بعد افتضاح تآمرها مع مخابرات الاحتلال الاميركي" على وحدة الحزب" في اشارة الى مجموعة حزب البعث الاخرى التي توجد قيادتها في دمشق بقيادة يونس الاحمد.
وقد جاء هذا النفي بعد تصريح لعضو في حزب البعث، أكد فيه دخول الدوري "في غيبوبة شديدة". واشار الى ان الدوري دخل في غيبوبة شديدة إثر تدهور حالته الصحية حيث يخضع حاليًا لعلاج مكثف تخلله نقل سبع قناني دم إلى جسمه بسبب تكسر في كريات الدم الحمر رافضًا الإعلان عن مكان وجوده.. موضحًا أنه يتلقى العلاج في أحد المنازل وبإشراف ثلاثة أطباء. وأضاف العضو أن الدوري سبق وأن كتب رسالة مطولة أوصى فيها محمد الدليمي أحد مرافقيه والمطلوب للقوات الاميركية بنشرها بعد وفاته، مؤكدًا أن الرسالة تحوي معلومات مهمة للغاية تخص مسيرة حزب البعث والحكومة العراقية وبعض أركان النظام الذين يتعاملون حاليًا مع أجهزة مخابرات عربية.
.. وأخرى بحق رغد صدام حسين
وجاءت مذكرة اعتقال الدوري بعد ساعات من الإعلان عن مذكرة مماثلة بحق رغد الابنة الكبرى لصدام حسين والمقيمة في الأردن بضيافة حكومتها.
واشارت المعلومات التي تضمنتها المذكرة إلى أن طلب إلقاء القبض على رغد جاء بطلب من الحكومة العراقية بتهمة الارهاب وارتكاب جرائم تهدد حياة الابرياء وصحتهم. وقالت إن لقبها هو المجيد واسمها الكامل رغد صدام حسين ومن مواليد بغداد عام 1968 وعمرها 38 عامًا وتحمل الجنسيتين العراقية والأردنية.
وطلبت الشرطة الدولية من كل شخص يحصل على أي معلومات عن مكان تواجد رغد تبليغ قسم الشرطة المحلي في مدينته. ومن المعروف أن رغد تقيم مع شقيقتها الوسطى رنا وابنائهما في عمان منذ سقوط نظام والدهما في ربيع عام 2003 بضيافة العائلة الهاشمية، بينما تعيش شقيقتها الصغرى حلى ووالدتهم ساجدة خير الله طلفاح في الدوحة بقطر في حين قتل شقيقيها عدي وقصي بمدينة الموصل الشمالية عام 2003 بعدما هاجمت قوات اميركية منزلاً كانا يختبئان فيه.
وكانت الحكومة الاردنية قد منعت رغد من القيام بأي نشاطات سياسية إثر ادلائها بتصريحات وظهورها في مقابلات تلفزيونية، وهي تهاجم بشدة الحكومة العراقية وتتهمها بالعمالة الى الحتلال الاميركي.
وبالمقابل قال المحامي بديع عارف عضو هيئة الدفاع عن الرئيس السابق صدام حسين من العاصمة الأردنية، إن رغد فوجئت بهذه الأنباء، لافتًا إلى أنها لم توكل أي محام عنها. وأكد في تصريح لراديو سوا أن رغد صدام حسين لم تبلّغ من السلطات الأردنية بمطالبة الشرطة الدولية لتسليمها.
قائمة عراقية بـ 41 مطلوبًا
ولدى صدور قائمة المطلوبين العراقية العام الماضي، إعتبر رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت ان رغد هي "في ضيافة الهاشميين ورعايتهم" وذلك ردًا على إدراجها من قبل الحكومة العراقية العام الماضي على لائحة المطلوبين في العراق وطلب تسليمها.
وقال إن "تواجد السيدة رغد صدام حسين وأطفالها في الأردن يأتي لأسباب انسانية بحتة وفي ضيافة الهاشميين ورعايتهم كدخيلة وهي لا تمارس اي نشاطات سياسية او اعلامية".
وأوضح البخيت أن أي "مطالبة يجب أن تكون وفقًا للأصول المتبعة والاردن سيتعامل مع هذا الأمر في حال حصوله وفقًا لما هو مناسب".
وكان مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي قد أعلن في تموز من العام الماضي أن حكومته تطلب "تسليم" رغد وساجدة صدام حسين ضمن قائمة تضم 41 مطلوبًا سلمت نسخة منها الى الانتربول.. معتبرًا أن "على دول الجوار أن تساعد العراق وأن تسلم الارهابيين الموجودين على اراضيها".
وطالب الربيعي الدول المجاورة للعراق بتسليم المطلوبين لديها للحكومة العراقية، في إشارة إلى افراد عائلة صدام بشكل خاص. ووصفت القائمة رغد "بأهم الممولين للتمرد في العراق" وبأن "مسؤولين كبارًا في حزب البعث المنحل يسهلون تحويل الاموال من رغد الى المتمردين".
وشملت القائمة العراقية ايضًا اثنين من قادة جماعة انصار السنة الاصولية حيث حمل المسؤول فيها ابو عبد الله الشافعي الرقم 14 على اللائحة يليه الملا هلكورد احمدي ورصد مبلغ 50 الف دولار كمكافأة للتوصل الي اي شخص منهما".
ويأتي اسم محمد يونس الاحمد في الدرجة الثانية في الاهمية في قائمة المطلوبين والذي رصدت مكافأة قدرها مليون دولار لمن يقدم معلومات عنه والذي يعتقد انه يقوم باعادة بناء صفوف حزب البعث المنحل. وكانت الولايات المتحدة قد رصدت في السابق مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لقاء معلومات تساعد في القبض عليه. وكذلك ضمت القائمة اسم نجله احمد محمد يونس الاحمد والذي يحمل ترتيب الرقم 34 في القائمة ووصف بانه "يستخدم التجارة كغطاء لممارسة اعمال التمويل وتسهيل انشطة والده المعادية للعراقيين". وحمل طاهر جليل الحبوش التكريتي الرقم ثلاثة على اللائحة العراقية ورصد مليون دولار لمن يساعد في إلقاء القبض عليه.
وقال خليل الدليمي رئيس هيئة محامي الدفاع عن الرئيس السابق أن "رغد تحظى بضيافة الاردن، هي ضيافة عربية اصيلة ومن منطلق انساني وليس سياسيًا، وبالتالي فهي تحترم هذه الضيافة وحدودها".
واضاف "اما ساجدة (زوجة صدام) فإنها متقدمة في السن (69 عامًا)، كما انها تخضع للعلاج الطبي وتمكث في منزلها حيث الاصالة العربية للضيافة من سمو امير قطر". وقال: "أؤكد أن السيدة ساجدة منزوية في بيتها لا تتصل بأحد حتى بالمحامين".
وقد لاحظ مراقبون أن مذكرتي الانتربول لاعتقال الدوري ورغد والتي يتوقع ان تتبعها مذكرات اخرى بحق مطلوبين آخرين للسلطات العراقية قد صدرتا بعد يومين من انتهاء زيارة قام بها الى الاردن الربعي واعلن في ختامها الاربعاء الماضي عن اتفاق البلدين على تبادل المطلوبين حيث ان هناك عددًا من رموز النظام العراقي السابق يقيمون في الاردن.
واشار الى انه اتفق مع المسؤولين الاردنيين على توسيع التعاون الامني والاستخباري بين البلدين وتبادل المطلوبين. واضاف انه تم الاتفاق على آليات لتسليم المطلوبين في البلدين لحكومتيهما من دون اعطاء تفصيلات.