زهير
08-17-2007, 06:30 AM
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperBackOffice/ArticlesPictures/17-8-2007//305241_110004_small.jpg
إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
هذا العنوان اخترته للاحداث التي كانت تحدث في العراق خلال السنوات الماضية حتى اليوم، وهي الهتافات التي ينطق بها المتظاهرون ضد نوري السعيد.
هذا العنوان يعيدنا الى دراسة تلك الديموقراطية ومن خلال هذا العنوان كيف كان وضع العراق قبل نصف قرن من الزمان وحتى اليوم.
خمسون سنة مضت على الانقلاب العسكري المشؤوم الذي قاده عبدالكريم قاسم وارجع العراق الى الوراء سنوات طوالا، لقد قتل الاسرة الحاكمة (الملك فيصل الثاني وخاله عبد الاله) ولحقهم قائد الانقلاب عبدالكريم قاسم ومن بعده مساعد رئيس الجمهورية فيما بعد عبدالسلام عارف، حيث اسقطت طائرته قرب البصرة واعدم، بطريقة ما، عبدالرحمن البزاز رئيس الوزراء وبعده أقصي احمد البكر رئيس الجمهورية واعلنت وفاته بطريقة ما، وتربع صدام حسين فجعل حوله حرسا جمهوريا من فيلق كامل تعداده ثمانون الف جندي، ولكن شاء القدر ان يعلق بحبل المشنقة ولم يحمه حذره وسطوته وقوته لان الله على كل شيء قدير.
اعود الى هوسة 'نوري السعيد قندرة وصالح جبر غيطانها' في العهود التي جاءت بعد الملك فيصل الثاني لا تستطيع تظاهرة ان تخرج الى بغداد لتنادي بسقوط وخروج الحاكم الفعلي وهو نوري السعيد.
لكن هذه المقولة أو الهوسة علينا ان نشرحها، فالهوسة في اللهجة العراقية هي التظاهرة المتعارف عليها في البلاد العربية.
والقندرة: هي في اللغة التركية الكندرة وهي الحذاء الذي يربط بالخيوط.
وغيطانها: الخيوط التي تشد بالكندرة (الحذاء).
ونوري السعيد: هو رئيس الوزراء في منتصف القرن العشرين.
وصالح جبر: هو رئيس الحزب المعارض، وكان سابقا متصرف لواء محافظة البصرة.
والمقصود من هذه التهويسة: انه لا فرق بين نوري السعيد وصالح جبر في ادارة الحكم.
خرج نوري ودخل صالح
والقصة تروى، انه عندما قامت التظاهرة في سنة 1955 ومرت على منزل نوري السعيد واخذوا يهتفون بسقوطه فما كان من نوري السعيد الا ان اتفق مع عبدالإله الوصي على العرش العراقي ويقترح بان يستبدل بالسيد صالح جبر متصرف لواء البصرة السابق وزعيم الحزب المنافس اللاحق بان يطلب منه تأليف الوزارة، فوافق صالح جبر على ذلك وصدرت الادارة الملكية والمرسوم، وبعد ان بث الخبر في اذاعة بغداد هدأت النفوس وانفضت التظاهرة وخرج 'نوري السعيد القندرة' ودخل 'صالح جبر غيطانها' الوزارة على رأس وزارة جديدة وانتهى كل شيء.
ترينا هذه المقولة معاني كثيرة نفتقدها اليوم بعد ان كانت شهية رجال الجيش العسكر في البلاد العربية مفتوحة حتى استولوا على الحكم من عبدالناصر الذي خرب مصر الى عبدالكريم قاسم الذي ابتدأ بالسحل وانتهى بالقتل.
نوري السعيد بسياسته الحكيمة عندما رأى هذا الطوفان من البشر هائجا امتص الغضب على الفور وقدم استقالته وتسلم الحكم 'صالح جبر' الرجل المجرب الذي لا يقل عن نوري السعيد حكمة ومعرفة وسياسة للناس.. كان في امكان نوري السعيد ان يبطش بالناس كما يعمل ويصنع الحكام اليوم لكن الحكمة هي 'ضآلة المؤمن' كان الوضع الاقتصادي والتقدم ومجلس الاعمار والطمأنينة على قلة الموارد، لكن العراق مستقر الكل يبدي رأيه وتجد التنوع في مجلس النواب والوصاية والوزراء.
كان هناك احسن وزير داخلية انساني ديموقراطي سعيد القزاز الذي أعدمه عبدالكريم قاسم وقال قولته المشهورة 'سأعدم شنقا وسيكون تحت قدمي من لا يستحقون الحياة'.
هذه الفترة الديموقراطية امام حاكم يتظاهرون امام بيته الذي توجد امامه حراسة بسيطة، وعندما علم بتظاهرتهم ويسأل: ماذا يريدون؟ يقول له ابنه صباح: يريدون خروجك من الوزارة، فقال كلمته المشهورة 'مو لزوم نطلع ويجي غيرنا' وفعلا جاء صالح جبر وتسلم رئاسة الوزارة، وكان كما قلنا حكيما بعيد النظر مثل نوري السعيد ياليت عندنا ديموقراطية مثل قبل نصف قرن الذي يتظاهر اليوم ما له الا السجن.
من هو نوري السعيد؟
وهنا نسأل: من هو نوري السعيد الذي أعطى جمال عبدالناصر الشاب الصغير في حينه دروسا من ذهب ولكن عبدالناصر ينظر إلى نوري السعيد العميل الاستعماري الذيل للأسف؟
هو نوري بن سعيد بن صالح بن الملا طه من قبيلة القره قولي البغدادية العربية القديمة ولد في مدينة بغداد في سنة 1888 وتعلم في مدارسها على أيدي الاتراك الذين كانوا يحكمون العراق في تلك الحقبة من الزمن، ثم ذهب بعدها الى اسطنبول واكمل دراسته العسكرية هناك وشارك في حروب البلقان، وكان مؤمنا بعروبته الى أبعد الحدود، ومع ظهور الملك فيصل بن الحسين كان في معيته في سوريا ثم الى العراق وبعدها كان مقربا من هذه الأسرة المالكة واصبح بالنسبة لهم كأب لأبنائه وظل على صلة وفية مع الملك فيصل الأول والملك غازي وعبدالإله ثم فيصل الثاني.
كان مؤمنا بأن العهد الذي هو فيه هو عهد الامبراطورية البريطانية بعد ان انتهى عهد الامبراطورية التركية ونرى اليوم عهد الامبراطورية الاميركية.
كان ينصح جمال عبدالناصر بأن لا نصطدم مع الانكليز ولا يكون مصيرنا التشتت.
لكن عبدالناصر قاد الثورة على الحكام الطيبين الذين لم يقوموا مثلهم عتوا ونفورا وهكذا في سنة 1958 نضجت الثورة او الانقلاب الذي قاده احد مرافقي الأسرة الحاكمة وكان هذا جزاء من احسنت إليه.. كان عبدالكريم قاسم غير مقبول في الكلية العسكرية لكن نوري السعيد توسط له عند الملك فيصل الأول وصدرت الإرادة الملكية بقبوله في الكلية العسكرية، وكان عبدالإله عندما يتوجه إلى أي مكان في العراق كان مرافقه عبدالكريم قاسم الى ان سلموه احدى القطع العسكرية فانقلب عليهم.. هذا هو جزاء الاحسان وهذا هو مجيرام عامر حيث اكلتهم، وبعدها أخذ مصيره حيث سحب من قلعته في وزارة الدفاع واقتيد الى الاذاعة وقتل هناك وجاء بعده الدور على صدام الذي أخذ الدور نفسه.
ي السعيد السياسي المحنك الديموقراطي الذي ولد في سنة 1888 وتوفي او قتل في سنة 1958.
ونكتب هذا البحث بمناسبة مرور خمسين سنة تقريبا على وفاته وبمناسبه مائة وعشرين سنة على ولادته.
إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
هذا العنوان اخترته للاحداث التي كانت تحدث في العراق خلال السنوات الماضية حتى اليوم، وهي الهتافات التي ينطق بها المتظاهرون ضد نوري السعيد.
هذا العنوان يعيدنا الى دراسة تلك الديموقراطية ومن خلال هذا العنوان كيف كان وضع العراق قبل نصف قرن من الزمان وحتى اليوم.
خمسون سنة مضت على الانقلاب العسكري المشؤوم الذي قاده عبدالكريم قاسم وارجع العراق الى الوراء سنوات طوالا، لقد قتل الاسرة الحاكمة (الملك فيصل الثاني وخاله عبد الاله) ولحقهم قائد الانقلاب عبدالكريم قاسم ومن بعده مساعد رئيس الجمهورية فيما بعد عبدالسلام عارف، حيث اسقطت طائرته قرب البصرة واعدم، بطريقة ما، عبدالرحمن البزاز رئيس الوزراء وبعده أقصي احمد البكر رئيس الجمهورية واعلنت وفاته بطريقة ما، وتربع صدام حسين فجعل حوله حرسا جمهوريا من فيلق كامل تعداده ثمانون الف جندي، ولكن شاء القدر ان يعلق بحبل المشنقة ولم يحمه حذره وسطوته وقوته لان الله على كل شيء قدير.
اعود الى هوسة 'نوري السعيد قندرة وصالح جبر غيطانها' في العهود التي جاءت بعد الملك فيصل الثاني لا تستطيع تظاهرة ان تخرج الى بغداد لتنادي بسقوط وخروج الحاكم الفعلي وهو نوري السعيد.
لكن هذه المقولة أو الهوسة علينا ان نشرحها، فالهوسة في اللهجة العراقية هي التظاهرة المتعارف عليها في البلاد العربية.
والقندرة: هي في اللغة التركية الكندرة وهي الحذاء الذي يربط بالخيوط.
وغيطانها: الخيوط التي تشد بالكندرة (الحذاء).
ونوري السعيد: هو رئيس الوزراء في منتصف القرن العشرين.
وصالح جبر: هو رئيس الحزب المعارض، وكان سابقا متصرف لواء محافظة البصرة.
والمقصود من هذه التهويسة: انه لا فرق بين نوري السعيد وصالح جبر في ادارة الحكم.
خرج نوري ودخل صالح
والقصة تروى، انه عندما قامت التظاهرة في سنة 1955 ومرت على منزل نوري السعيد واخذوا يهتفون بسقوطه فما كان من نوري السعيد الا ان اتفق مع عبدالإله الوصي على العرش العراقي ويقترح بان يستبدل بالسيد صالح جبر متصرف لواء البصرة السابق وزعيم الحزب المنافس اللاحق بان يطلب منه تأليف الوزارة، فوافق صالح جبر على ذلك وصدرت الادارة الملكية والمرسوم، وبعد ان بث الخبر في اذاعة بغداد هدأت النفوس وانفضت التظاهرة وخرج 'نوري السعيد القندرة' ودخل 'صالح جبر غيطانها' الوزارة على رأس وزارة جديدة وانتهى كل شيء.
ترينا هذه المقولة معاني كثيرة نفتقدها اليوم بعد ان كانت شهية رجال الجيش العسكر في البلاد العربية مفتوحة حتى استولوا على الحكم من عبدالناصر الذي خرب مصر الى عبدالكريم قاسم الذي ابتدأ بالسحل وانتهى بالقتل.
نوري السعيد بسياسته الحكيمة عندما رأى هذا الطوفان من البشر هائجا امتص الغضب على الفور وقدم استقالته وتسلم الحكم 'صالح جبر' الرجل المجرب الذي لا يقل عن نوري السعيد حكمة ومعرفة وسياسة للناس.. كان في امكان نوري السعيد ان يبطش بالناس كما يعمل ويصنع الحكام اليوم لكن الحكمة هي 'ضآلة المؤمن' كان الوضع الاقتصادي والتقدم ومجلس الاعمار والطمأنينة على قلة الموارد، لكن العراق مستقر الكل يبدي رأيه وتجد التنوع في مجلس النواب والوصاية والوزراء.
كان هناك احسن وزير داخلية انساني ديموقراطي سعيد القزاز الذي أعدمه عبدالكريم قاسم وقال قولته المشهورة 'سأعدم شنقا وسيكون تحت قدمي من لا يستحقون الحياة'.
هذه الفترة الديموقراطية امام حاكم يتظاهرون امام بيته الذي توجد امامه حراسة بسيطة، وعندما علم بتظاهرتهم ويسأل: ماذا يريدون؟ يقول له ابنه صباح: يريدون خروجك من الوزارة، فقال كلمته المشهورة 'مو لزوم نطلع ويجي غيرنا' وفعلا جاء صالح جبر وتسلم رئاسة الوزارة، وكان كما قلنا حكيما بعيد النظر مثل نوري السعيد ياليت عندنا ديموقراطية مثل قبل نصف قرن الذي يتظاهر اليوم ما له الا السجن.
من هو نوري السعيد؟
وهنا نسأل: من هو نوري السعيد الذي أعطى جمال عبدالناصر الشاب الصغير في حينه دروسا من ذهب ولكن عبدالناصر ينظر إلى نوري السعيد العميل الاستعماري الذيل للأسف؟
هو نوري بن سعيد بن صالح بن الملا طه من قبيلة القره قولي البغدادية العربية القديمة ولد في مدينة بغداد في سنة 1888 وتعلم في مدارسها على أيدي الاتراك الذين كانوا يحكمون العراق في تلك الحقبة من الزمن، ثم ذهب بعدها الى اسطنبول واكمل دراسته العسكرية هناك وشارك في حروب البلقان، وكان مؤمنا بعروبته الى أبعد الحدود، ومع ظهور الملك فيصل بن الحسين كان في معيته في سوريا ثم الى العراق وبعدها كان مقربا من هذه الأسرة المالكة واصبح بالنسبة لهم كأب لأبنائه وظل على صلة وفية مع الملك فيصل الأول والملك غازي وعبدالإله ثم فيصل الثاني.
كان مؤمنا بأن العهد الذي هو فيه هو عهد الامبراطورية البريطانية بعد ان انتهى عهد الامبراطورية التركية ونرى اليوم عهد الامبراطورية الاميركية.
كان ينصح جمال عبدالناصر بأن لا نصطدم مع الانكليز ولا يكون مصيرنا التشتت.
لكن عبدالناصر قاد الثورة على الحكام الطيبين الذين لم يقوموا مثلهم عتوا ونفورا وهكذا في سنة 1958 نضجت الثورة او الانقلاب الذي قاده احد مرافقي الأسرة الحاكمة وكان هذا جزاء من احسنت إليه.. كان عبدالكريم قاسم غير مقبول في الكلية العسكرية لكن نوري السعيد توسط له عند الملك فيصل الأول وصدرت الإرادة الملكية بقبوله في الكلية العسكرية، وكان عبدالإله عندما يتوجه إلى أي مكان في العراق كان مرافقه عبدالكريم قاسم الى ان سلموه احدى القطع العسكرية فانقلب عليهم.. هذا هو جزاء الاحسان وهذا هو مجيرام عامر حيث اكلتهم، وبعدها أخذ مصيره حيث سحب من قلعته في وزارة الدفاع واقتيد الى الاذاعة وقتل هناك وجاء بعده الدور على صدام الذي أخذ الدور نفسه.
ي السعيد السياسي المحنك الديموقراطي الذي ولد في سنة 1888 وتوفي او قتل في سنة 1958.
ونكتب هذا البحث بمناسبة مرور خمسين سنة تقريبا على وفاته وبمناسبه مائة وعشرين سنة على ولادته.